68 – فتح رب البرية بينابيع الحكمة من أقوال الأئمة
جمع أحمد بن خالد وآخرين
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف الشيخ د. سيف بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وأن يبارك في ذرياتهم وذرياتنا)
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
(2116): [موعظة بليغة]
كان أبو ذر رضي الله عنه يقول للناس: أرأيتم لو أن أحدكم أراد سفرا أليس يتخذ من الزاد ما يصلحه ويبلغه؟ قالوا: بلى قال: فسفر طريق القيامة أبعد *فخذوا له ما يصلحكم حجوا حجة لعظائم الأمور صوموا يوما شديدا حره لحر يوم النشور صلوا ركعتين في ظلمة الليل لظلمة القبور تصدقوا بصدقة لشر يوم عسير* أين رجال الليل أين الحسن وسفيان قال:
يارجل الليل جدوا … رب داع لا يرد
ما يقوم الليل إلا … من له عزم وجد
ليس شيء كصلاة … الليل للقبر يعد.
لطائف المعارف لابن رجب ((43)).
______________
(2117): قال ابن تيمية: وَيُسْتَحَبُّ لِلرَّجُلِ أَنْ يَقْصِدَ إلَى تَأْلِيفِ الْقُلُوبِ بِتَرْكِ هَذِهِ الْمُسْتَحَبَّاتِ لِأَنَّ مَصْلَحَةَ التَّأْلِيفِ فِي الدِّينِ أَعْظَمُ مِنْ مَصْلَحَةِ فِعْلِ مِثْلِ هَذَا كَمَا تَرَكَ النَّبِيُّ ? تَغْيِيرَ بِنَاءِ الْبَيْتِ لِمَا فِي إبْقَائِهِ مِنْ تَالِيفِ الْقُلُوبِ وَكَمَا أَنْكَرَ ابْنُ مَسْعُودٍ عَلَى عُثْمَانَ إتْمَامَ الصَّلَاةِ فِي السَّفَرِ ثُمَّ صَلَّى خَلْفَهُ مُتِمًّا. وَقَالَ الْخِلَافُ شَرٌّ.
وقال أيضاً: وَيَسُوغُ لِلْمُصَلِّينَ أَنْ يَجْهَرُوا بِالْكَلِمَاتِ الْيَسِيرَةِ أَحْيَانًا، وَيَسُوغُ أَيْضًا أَنْ يَتْرُكَ الْإِنْسَانُ الْأَفْضَلَ لِتَالِيفِ الْقُلُوبِ، وَاجْتِمَاعِ الْكَلِمَةِ خَوْفًا مِنْ التَّنْفِيرِ، عَمَّا يَصْلُحُ كَمَا تَرَكَ النَّبِيُّ ? بِنَاءَ الْبَيْتِ عَلَى قَوَاعِدِ إبْرَاهِيمَ
وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ – لَمَّا أَكْمَلَ الصَّلَاةَ خَلْفَ عُثْمَانَ وَأَنْكَرَ عَلَيْهِ فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ – الْخِلَافُ شَرٌّ؛ وَلِهَذَا نَصَّ الْأَئِمَّةُ كَأَحْمَدَ وَغَيْرِهِ عَلَى ذَلِكَ بِالْبَسْمَلَةِ وَفِي وَصْلِ الْوِتْرِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا فِيهِ الْعُدُولُ عَنْ الْأَفْضَلِ إلَى الْجَائِزِ الْمَفْضُولِ مُرَاعَاةَ ائْتِلَافِ الْمَأْمُومِينَ أَوْ لِتَعْرِيفِهِمْ السُّنَّةَ وَأَمْثَالِ
مجموع الفتاوى (22) / (437)
______________
(2118): قال ابن القيم -رحمه الله-:
وَجمع سُبْحَانَهُ بَين الصَّبْر وَالْيَقِين إِذْ هما سَعَادَة العَبْد وفقدهما يفقده سعادته فَإِن الْقلب تطرقه طوارق الشَّهَوَات الْمُخَالفَة لأمر الله وطوارق الشُّبُهَات الْمُخَالفَة لخبره فبالصبر يدْفع الشَّهَوَات وباليقين يدْفع الشُّبُهَات فَإِن الشَّهْوَة والشبهة مضادتان للدّين من كل وَجه فَلَا ينجو من
عَذَاب الله إِلَّا من دفع شهواته بِالصبرِ وشبهاته بِالْيَقِينِ وَلِهَذَا أخبر سُبْحَانَهُ عَن حبوط أَعمال أهل الشَّهَوَات والشبهات فَقَالَ تَعَالَى {كَالَّذِين من قبلكُمْ كَانُوا أَشد مِنْكُم قُوَّة وَأكْثر أَمْوَالًا وأولادا فاستمتعوا بخلاقهم فاستمتعتم بخلاقكم كَمَا استمتع الَّذين من قبلكُمْ بخلاقهم وخضتم كَالَّذي خَاضُوا} فَهَذَا الِاسْتِمْتَاع بالخلاق هُوَ استمتاعهم بنصيبهم من الشَّهَوَات ثمَّ قَالَ {وخضتم كَالَّذي خَاضُوا} وَهَذَا هُوَ الْخَوْض بِالْبَاطِلِ فِي دين الله وَهُوَ خوض أهل الشُّبُهَات ثمَّ قَالَ {أُولَئِكَ حبطت أَعْمَالهم فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَأُولَئِكَ هم الخاسرون} فعلق سُبْحَانَهُ حبوط الْأَعْمَال والخسران بِاتِّبَاع الشَّهَوَات الَّذِي هُوَ الِاسْتِمْتَاع بالخلاق وباتباع الشُّبُهَات الَّذِي هُوَ الْخَوْض بِالْبَاطِلِ
رسالة ابن القيم إلى أحد إخوانه (1) / (16)
______________
(2119): قال تعالى: ” ولم يصروا على ما فعلوا ”
«فيه إشارة إلى أن من شرط قبول الاستغفار أن يقلع المستغفر عن الذنب وإلا فالاستغفار باللسان مع التلبس بالذنب كالتلاعب.»
فتح الباري (19: 210)
______________
(2120): حكم الالتفاف عند السلام وصفته
السؤال:
الالتفاف عند السلام؟
الجواب:
*سنة مستحبَّة، إذا سلَّم ولم يلتفت أجزأه.*
س: مَن يفصل يقول: يُسلم أمامه، ثم يقول: وعليكم ورحمة الله .. ؟
ج: لا، السنة [أن] يلتفت للسلام كله، السنة أن يلتفت له، السلام عن يمينه، وعن شماله، هذا هو الثابت في الأحاديث الصَّحيحة.
س: الالتفات في التَّسليم هل يكون يسيرًا أو يكون .. ؟
ج: حتى يُرى خدّه كما قال سعد: يلتفت حتى يُرى خدّه من خلفه، هكذا، يعني: يُبالغ في التَّسليم.
https://binbaz.org.sa/fatwas/24861/ حكم-الالتفاف-عند-السلام-وصفته
______________
(2121): قال ابن القيم -رحمه الله-:
إن البلاء في الحقيقة ليس الا الذنوب وعواقبها والعافية المطلقة هي الطاعات وعواقبها فأهل البلاء هم أهل المعصية وان عوفيت أبدانهم وأهل العافية هم أهل الطاعة وان مرضت أبدانهم ..
عدة الصابرين (1) / (58)
______________
(2122): اذكر بعض أقوال السلف في التحذير من الغيبة؟
قال يحيي بن معاذ: ليكن حظ المؤمن منك ثلاثًا: إن لم تنفعه فلا تضره، وإن لم تفرحه فلا تغمه، وإن لم تمدحه فلا تذمه.
واغتاب رجل عند معروف الكرخي فقال له: اذكر القطن إذا وضع على عينيك.
وقيل للربيع بن خثيم: ما نراك تغتاب أحدًا؟ فقال: لست عن نفسي راضيًا فأتفرغ لذم الناس.
وقال الإمام مالك: أدركت بهذه البلدة – يعني المدينة – أقوامًا ليس لهم عيوب فعابوا الناس فصارت لهم عيوب، وأدركت بهذه البلدة أقوامًا كانت لهم عيوب، فسكتوا عن عيوب الناس فنسيت عيوبهم.
ذكر أن عيسى قال لأصحابه: أرأيتم لو أتيتم على رجل نائم، قد كشف الريح عن بعض عورته؟ كنتم تسترون عليه؟ قالوا: نعم؟ قال: بل كنتم تكشفون البقية، قالوا: سبحان الله؟!! كيف نكشف البقية؟
قال: أليس يُذكر عندكم الرجل فتذكرونه بأسوأ ما فيه، فأنتم تكشفون بقية الثوب عن عورته.
شرح بلوغ المرام – اللهيميد (4) / (630)
______________
(2123): موعظة
أَيهَا العَبْد لَا شَيْء أعز عَلَيْك من عمرك وَأَنت تضيعه وَلَا عَدو لَك كالشيطان وَأَنت تُطِيعهُ وَلَا أضر من مُوَافقَة نَفسك وَأَنت تصافيها وَلَا بضَاعَة سوى سَاعَات السَّلامَة وَأَنت تسرف فِيهَا لقد مضى من عمرك الأطايب فَمَا بَقِي بعد شيب الذوائب يَا حَاضر الْبدن وَالْقلب غَائِب اجْتِمَاع الْعَيْب الشيب من جملَة المصائب يمْضِي زمن الصِّبَا وَحب الحبائب كفى زاجرًا واعظًا تشيب مِنْهُ الذوائب يَا غافلًا فَإِنَّهُ أفضل المناقب أَيْن البكا لخوف الْعَظِيم الطَّالِب أَيْن الزَّمَان الَّذِي ضَاعَ فِي الملاعب نظرت فِيهِ آخر العواقب كم فِي الْقِيَامَة مَعَ دمع ساكب على ذنُوب قد حواها كتاب الْكَاتِب من لي إِذا قُمْت فِي موقف المحاسب وَقيل لي مَا صنعت فِي كل وَاجِب كَيفَ ترجو النجَاة وتلهو بأسر الملاعب إِذا أتتك الْأَمَانِي بِظَنّ الْكَاذِب الْمَوْت صَعب شَدِيد مر المشارب يلقِي شَره بكأس صُدُور الْكَتَائِب فَانْظُر لنَفسك وانتظر قدوم الْغَائِب يَأْتِي بقهر وَيَرْمِي بِسَهْم صائب يَا آملًا أَن تبقى سليمًا من النوائب بنيت بَيْتا كنسيج العناكب أَيْن الَّذين علوا متون الركايب ضَاقَتْ بهم المنايا سبل الْمذَاهب وَأَنت بعد قَلِيل حَلِيف المصايب فَانْظُر وتفكر وتدبر قبل العجايب
[الكبائر للذهبي (1/ 128)]
______________
(2124): قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من جعل الهموم هما واحدا هم المعاد، كفاه الله هم دنياه، ومن تشعبت به الهموم في أحوال الدنيا، لم يبال الله في أي أوديته هلك) رواه ابن ماجه، وحسنه الألباني.
———
قال ابن القيم – رحمه الله –:
إذا أصبح العبد وأمسى وليس همُّه إلا الله وحده: تحمَّل الله سبحانه حوائجه كلها، وحمَل عنه كل ما أهمَّه، وفرَّغ قلبه لمحبته، ولسانه لذكره، وجوارحه لطاعته، وإن أصبح وأمسى والدنيا همُّه: حمَّله الله همومها، وغمومها، وأنكادها، ووكله إلى نفسه فشغل قلبه عن محبته بمحبة الخلق، ولسانه عن ذكره بذكرهم، وجوارحه عن طاعته بخدمتهم وأشغالهم، فهو يكدح كدح الوحش في خدمة غيره، كالكير ينفخ بطنه ويعصر أضلاعه في نفع غيره، فكل من أعرض عن عبودية الله وطاعته ومحبته بُلي بعبودية المخلوق ومحبته وخدمته قال تعالى: (وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ) الزخرف/ 36.
” الفوائد ” (ص 84)
______________
(2125): قال ابن عثيمين -رحمه الله-:
يجب على الإنسان المستدل أن ينظر إلى النصوص من جميع الجوانب، وذلك أنك إذا نظرت إلى قوله: {أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ} لقلت: إن إرادة الله تعالى لتطهير القلب مجرد مشيئة، لكن إذا قيدتها بالنصوص الأخرى عرفت أن عدم إرادة الله تطهير قلوب هؤلاء؛ لأنهم ليسوا أهلًا لذلك، كما قال الله تعالى: {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ} [الصف: (5)]، وكما يتضح هذا جليًّا في قول الله تعالى: {اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ} [الأنعام: (124)].
تفسير العثيمين: المائدة (1) / (409)
______________
(2126): قال بلال بن سعد:
إن المعصية إذا أخفيت لم تضر إلا صاحبها، وإذا أعلنت فلم تغير ضرت العامة.
ابن المبارك في الزهد (1332)
______________
(2127): قال الله تعالى: {ما لَكُمْ لَا تَرْجُون لِله وَقارًا}
ومن وقاره أن تستحي منه في الخلوة، أعظم مما تستحي من أكابر الناس.
الفوائد صـ 188
______________
(2128): [بيان كثرة دخول النساء النار]
أخرج الشيخان عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال النبيّ -?-: “أُريت النار، فإذا أكثر أهلها النساء، يكفرن، قيل: أيكفرن بالله؟ قال: يكْفُرن العشير، ويكفرن الإحسان، لو أحسنت إلى إحداهنّ الدهرَ، ثم رأت منك شيئًا قالت: ما رأيت منك خيرًا قط”.
وجاء في صحيح مسلم أن رسول الله ? قال: “إن أقل ساكني الجنة النساء”
قَالَ الْقُرْطُبِيّ -رحمه الله تعالى-: إِنَّمَا كَانَ النِّسَاء أقل سَاكِني الْجنَّة: لما يغلب عَلَيْهِنَّ الْهوى والميل إِلَى عَاجل زِينَة الْحَيَاة الدُّنْيَا، ولنقصان عقولهن، فيضعفن عَن عمل الْآخِرَة وَالتَّأَهُّب لَهَا، لميلهن إِلَى الدُّنْيَا والتزين بهَا، وأكثرهن مُعرِضاتٌ عَن الْآخِرَة، سريعات الانخداع لراغبيهن من المعرضين عَن الدّين، عسيرات الاستجابة لمن يدعوهن إِلَى الْآخِرَة وأعمالها ” “عمدة القاري” (15/ 152).
______________
(2129): قال ابن القيم -رحمه الله-:
القلب الطاهر ــ لكمال حياته ونوره وتخلُّصه من الأدران والخبائث ــ لا يشبع من القرآن، ولا يتغذى إلا بحقائقه، ولا يتداوى إلا بأدويته، بخلاف القلب الذي لم يُطهِّره الله، فإنه يتغذى من الأغذية التي تناسبه، بحسب ما فيه من النجاسة، فإن القلب النجس كالبدن العلال المريض، لا تلائمه الأغذية التي تلائم الصحيح.
أغاثة اللهفان (94) / (1)
______________
(2130): قال ابن القيم -رحمه الله-:
سألت شيخ الإسلام عن معنى دعاء النبي ?: «اللهم طهِّرني من خطاياي بالماء والثلج والبَرَد»، كيف تُطهَّر الخطايا بذلك؟ وما فائدة التخصيص بذلك؟ وقوله في لفظ آخر: «والماء البارد»، والحارُّ أبلغ في الإنقاء؟
فقال: الخطايا تُوجب للقلب حرارةً ونجاسة وضعفًا، فتُرخي القلبَ، وتُضْرِمُ فيه نارَ الشهوة، وتنجِّسه، فإن الخطايا والذنوب له بمنزلة الحطب الذي يمدُّ النار ويوقدها، ولهذا كلما كثرت الخطايا اشتدت نار القلب وضعفه، والماء يغسل الخبث ويُطفئ النار، فإن كان باردًا أورث الجسم صلابة وقوة، فإن كان معه ثلج وبردٌ كان أقوى في التبريد وصلابة الجسم وشدَّته، فكان أذهبَ لأثرِ الخطايا.
إغاثة اللهفان (96) / (1)
______________
(2131): قال ابن عثيمين -رحمه الله-:
وليعلم المصاب بأي مصيبة أن هذه المصائب كفارة لما حصل له من الذنوب، فإنه لا يصيب المرء المؤمن هم ولاغم ولا أذى إلا كفر الله به عنه، حتى الشوكة يشاكها. ومع الصبر والاحتساب ينال منزلة الصابرين، تلك المنزلة العالية التي قال الله تعالى في أهلها: (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ*الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ).طدطؤ
فتاوى نور على الدرب (4) / (2)
______________
(2132): قال الحسن البصري رحمه الله:
ليس من حبك الدنيا: طلبك ما يصلحك فيها،
ومِن زهدك فيها: ترك الحاجة يسدها عنك تركها،
ومن أحب الدنيا وسرته: ذهب خوف الآخرة من قلبه.
[موسوعة ابن أبي الدنيا 5/ 90]
______________
(2133): قال بكرُ بنُ عبدِ اللهِ المُزَنيُّ: (يكفيك من الدُّنيا ما قَنِعْتَ به، ولو كَفَّ تمرٍ، وشَربةَ ماءٍ، وظِلَّ خِباءٍ، وكلَّما انفَتَح عليك من الدُّنيا شيءٌ ازدادت نفسُك به تعَبًا!)
((القناعة والتعفف)) لابن أبي الدنيا (ص: 62)
قال ابنُ الجوزيِّ: (من قَنِع طاب عَيشُه، ومن طَمِع طال طَيشُه)
((تذكرة الحفاظ)) للذهبي (4/ 94)
______________
(2134): حكم من عطس أثناء الخطبة
قال الشيخ ابن باز رحمه الله:
إذا عطس فعليه أن يحمد الله في نفسه، ولا يرفع صوته
الفتاوى (411) / (12)
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
إذا عطس المأموم يوم الجمعة فإنه يحمد الله خفية، فإن جهر بذلك فسمعه من حوله، فلا يجوز لهم أن يشمتوه.
الشرح الممتع (109)
______________
(2135): قال الشيخ صالح الفوزان -حفظه الله-:
«لا يجوز للإنسان أن يتساهل في حضور مجالس العلم والسعي إليها؛ لأنه قد يستفيد فائدة تكون سبباً لدخوله الجنة».
[المنتقى ((39) / (1))]
______________
(2136): Allah The Almighty said: And We will surely test you with something of fear and hunger and a loss of wealth and lives and fruits, but give good tidings to the patient,
[Al-Baqarah :155]
Sheikh Ibn Uthaymeen, may Allah have mercy on him, said:
“Fear: it is a loss of security and it is greater than hunger, and that is why God gave it priority.”
Explanation of Riyadh al-Saliheen
V.1, P.177
قَالَ تَعَالَى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْء? مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْص? مِّنَ الْأَمْوَ ا?لِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَ ا?تِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ? (155)} [البقرة
قَالَ الشَّيْخُ ابْنُ عُثَيْمِيْنَ رَحِمَهُ اللهُ:
“الخَوْفُ: هُوَ فَقْدُ الأَمْنِ وَهُوَ أَعْظَمُ مِنْ الجُوْعِ وَلِهَذَا قَدَّمَهُ اللهُ عَلَيْهِ”.
شَرْحُ رِيَاضِ الصَّالِحِيْنَ
ج (1) ص (177)
______________
(2137): قال سبحانه وتعالى: (يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ)
قال ابن القيم:
أشد ما يكون من الحسرة والبلاء أن يُفتح للعبد طريقُ النجاة والفلاح؛ حتى إذا ظن أنه ناج ورأى منازل السعداء، اقتُطع عنهم وضُربت عليه الشقوة.
طريق الهجرتين | ج ص 281
______________
(2138): قال الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله:
” ينبغي للعبد كلما فرغ من عبادةٍ أن يستغفر الله عن التقصير ويشكره على التوفيق “•
{تفسير السعدي (صـ122)}.
______________
(2139): يا مَن إذا صلى خفَّف وإذا كال طفَّف، وإذا دُعِى تخلّف، وإذا قيل له تُب سوّف، ما يؤثِّر عنده قول من حذَّر وخوَّف، ثم يطمع في لحاق الصالحين فما أنصف، جَدَّ القوم وأنت قاعد، وقَربوا وأنت متباعد، كم بين راغب وزاهد، كم بين ساهر وراقد؟!.
التبصرة لابن الجوزي ((449) / (2))
______________
(2140): قال ابن القيم رحمه الله:
وقد كتبوا إلى عمر بن الخطاب يسألونه عن هذه المسألة: أيُّهما أفضلُ: رجلٌ لم تَخْطُرْ له الشهواتُ ولم تَمُرَّ بباله، أو رجلٌ نازعتْهُ إليها نفسُه فتركها لله؟
فكتب عمرُ: إنَّ الذي تشتهي نفسه المعاصي ويتركها لله ? من {الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ ((3))} [الحجرات: (3)] ((1)).
*وهكذا من عَرف البدعَ والشرك والباطل وطُرُقَهُ؛ فأبغضَها لله، وحَذِرَها، وحَذَّر منها، ودفعها عن نفسه، ولم يَدَعْها تَخْدِشُ وجهَ إيمانه ولا تُورِثُهُ شبهةً ولا شكًّا، بل يزدادُ بمعرفتها بصيرةً في الحقِّ ومحبةً له، وكراهةً لها ونفرةً عنها: أفضلُ ممَّن لا تخطُرُ بباله ولا تَمُرُّ بقلبه؛ فإنَّه كلما مرت بقلبه وتصوَّرتْ له ازداد محبةً للحقِّ ومعرفة بقدره وسُرورًا به، فيَقْوَى إيمانُهُ به*.
الفوائد (1/ 160).
______________
(2141): قال العلامة المحدث مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله:_
*الذي أنصح به نفسي وكل أحد أن يشغل نفسه بالعلم، وهموم الدنيا ليس لها نهاية، وإياكم أن تشتغلوا بمشاكل الحياة، لو اشتغلنا بها لما استطعنا أن نطلب علمًا.*
[البشائر في السماع المباشر (??)]
______________
(2142): قال ابن القيم -رحمه الله-:
مشهد التوحيد والأمر.
فشهودُه توحيدَ الرب تعالى وانفرادَه بالخلقِ ونفوذَ مشيئته وجريانَ قضائه وقدره يفتحُ له بابَ الاستعانة به ودوام الالتجاء إليه والافتقار إليه. *وذلك يُدنيه من عتبة العبودية، ويطرحه بالباب فقيرًا عاجزًا مسكينًا، لا يملك لنفسه ضرًّا ولا نفعًا ولا موتًا ولا حياةً ولا نشورًا.*
وشهودُه أمرَه تعالى ونهيَه وثوابَه وعقابَه يُوجبُ له الجِدَّ والتشمير، وبذلَ الوسع، والقيامَ بالأمر، والرجوع علَى نفسه باللّوم والاعتراف بالتقصير.
طريق الهجرتين (1) / (355) باختصار
______________
(2143): قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
((لا تظنَّ بكلمةٍ خرجت من أخيك المسلم سوءاً وأنت تجدُ لها في الخير محملاً)).
الفرق بين النصيحة والتعيير (1) (2) / (409)
______________
(2144): طاهرة القلوب
عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: «*لَوْ طَهُرَتْ قُلُوبُكُمْ مَا شَبِعَتْ مِنْ كَلاَمِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ*» فضائل الصحابة للإمام أحمد (775).
قال ابن القيم رحمه الله:
“فالقلب الطاهر لكمال حياته ونوره وتخلصه من الأدران والخبائث لا يشبع من القرآن ولا يتغذى إلا بحقائقه ولا يتداوى إلا بأدويته، بخلاف القلب الذي لم يطهره الله تعالى فإنه يتغذى من الأغذية التي تناسبه بحسب ما فيه من النجاسة فإن القلب النجس كالبدن العليل المريض لا تلائمه الأغذية التي تلائم الصحيح” إغاثة اللهفان (1/ 52).
https://al-badr.net/muqolat/6679
______________
(2145): * ما نصيحتكم لرجل أصيب بنكسة في دينه *؟
*قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله:*
(*الرجل الذي أصيب بهذه النكسة*، *ننصحه بأن يصبر ويصابر على ما كان عليه في أول عمره من الاستقامة والخشوع في الصلاة*، *والإقبال على الله عز وجل ومحبته فإنه كما قال الله تعالى* {*وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ*}،*فبالصبر واليقين تنال إمامة الدين*،* والإنسان يعرض له مثل هذه العوارض *،* ولكنه إذا صبر وصابر*، *واستعاذ بالله من الشيطان الرجيم امتثالاً لقوله تعالى*: {*وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنْ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ*} * فإنه سوف تكون العاقبة له، *
*فالذي ننصحه*:
(?) أولا: ً بالمصابرة على الأعمال الصالحة والحرص على الخشوع وحضور القلب.
(?) ثانياً: الإكثار من تلاوة كتاب الله سبحانه وتعالى وتدبر معانيه ومطالعة التفاسير الموثوق بها لتفسير معاني الآيات الكريمة.
(?) ثالثاً: الإكثار من ذكر الله عز وجل فإن الله تعالى يقول: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}.
(?) رابعاً: مطالعة كتب الحديث الموثوق بها أيضاً وتفهم ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من السنة الصحيحة والحرص على تطبيقها.
(?) خامساً: أن يختار له من الأصحاب من يعينونه على هذا الأمر من أهل العلم والبصيرة والكفاءة وبفعل الأسباب يهيئ الله له الأمر مع الاستعانة بالله تعالى وشدة الإقبال إليه)
*المصدر*:*فتاوى نور على الدرب ((24)) *
______________
(2146): قال عبيد الله بن الحسن قاضي البصرة:
كانت عندي جارية أعجمية وضيئة، فكنت بها معجبا، فكانت ذات ليلة نائمة إلى جنبي، فانتبهت، فلم أجدها، فلمستها فلم أجدها وقلت شر
فلما وجدتها؛ وجدتها ساجدة وهي تقول: بحبك لي اغفر لي، فقلت لها: لا تقولي هكذا قولي: بحبي لك، فقالت: يا بطّال: حبه لي أخرجني من الشرك إلى الإسلام، وحبه لي أيقظ عيني وأنام عينك
قال: قلت: فاذهبي فأنت حرة لوجه الله، قالت: يا مولاي، أسأت إلي، فكان لي أجران وصار لي أجر واحد [أي بعد أن أحسن إليها بإعتاقها]
اللالكائي (4/ 654)
______________
(2147): تنبيه مهم … قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله:
التحذير مما يتهاون به بعض الناس اليوم، فيموت الميت عن زوجته وبناته، وله أبناء عم عصبة ليسوا في البيت، فتجد أهل الميت يأكلون من طعام البيت، وينتفعون بأجهزته كالثلاجات وغيرها، دون أن يستأذنوا من لهم حق في الميراث، وهذا لا يجوز؛ لأنه إذا مات الميت فبعد أن كان ماله له شخصيًا، صار موزعًا بين ورثته، فكل وارث يستحق من هذا الميراث قل المال أو كثر، وهذه مسألة ينبغي لطلبة العلم أن ينبهوا العامة إليها؛ لأن العامة قد لا يفهمون، وإلا فعندهم – ولله الحمد – ورع يردعهم عن هذا ولكنهم لا يفهمون
تفسير العثيمين رحمه الله ((1) / (52))
______________
(2148): معنى قول الإمام أحمد: (من ادعى الإجماع فهو كاذب)
يحتمل أنه أراد من ادعى الإجماع فهو كاذب من أهل البدع؛ لأن أهل البدع يقولون مثلًا: الله منزه عن كذا بالإجماع، فيموهون على الناس: تارة يقولون بالإجماع، وتارة يقولون: في قول أهل التحقيق، وتارة يقولون: في الأرجح وما أشبه ذلك، هذا مراد الإمام أحمد.
وقال بعضهم: إن الإمام أحمد أراد من ادعى الإجماع بعد انقضاء القرون الثلاثة؛ لأن الناس بعد انقضاء القرون الثلاثة تفرقوا في المكان وتفرقوا في الأفكار والآراء فتشتت الآراء والأماكن وبعدت، فما الذي أدرى هذا الرجل أن واحدًا في الأندلس وافق واحدًا في أقصى شرق آسيا، ما الذي أعلمه لا سيما أنه في ذلك الوقت ليس هناك مواصلات، فلا شك أن الإجماع حجة وأنه ممكن، لكنه في غير الأصول الثابتة في الشريعة يعز وجوده وتبعد الإحاطة به.
لقاء الباب المفتوح (160) / (20)
______________
(2149): الوقت هو أغلي شيء، لكن هو أرخص شيء عندنا الآن!!
قال ابن القيم رحمه الله:
فإن النفس المطمئنة تحزن على تقصيرها فى أداءِ الحق وعلى تضييعها الوقت وإيثارها غير الله عليه فى الأحيان، وهذا الحزن لا بد منه.
طريق الهجرتين (1/ 343).
و قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
، فالوقت هو أغلي شيء، لكن هو أرخص شيء عندنا الآن، نمضي أوقاتنا كثيرة بغير فائدة، بل نمضي أوقاتنا كثرية فيما يضر، ولست أتحدث عن رجل واحد، بل عن عموم المسلمين. اليوم- مع الأسف الشديد- أنهم في سهو ولهو وغفلة، ليسوا جادين في أمور دينهم، أكثرهم في غفلة وفي ترف، ينظرون ما يترف به أبدانهم وإن أتلفوا أديانهم.
شرح رياض الصالحين لابن عثيمين (1) / (345)
______________
(2150): قال فضيلة الشيخ زيد بن محمد هادي المدخلي – رحمه الله:
“فإنه يجب على كل طالب علم أن يجند نفسه،
ويبذل جهده في سبيل إيصال الخير والهدى
والنور إلى البشرية كلها، لتحيا بعد موتها حياة
طيبة مباركة، ويستيقظ الغافل من غفلته
وسباته، ويرشد الجاهل بعد جهله وضلاله.”
المنهج القويم في التأسي بالرسول الكريم ص- (270)
______________
(2151): وَيُقَالُ: (السَّعِيدُ مَنْ وُعِظ بِغَيْرِهِ والشقيُّ مَنِ اتَّعَظ بِهِ غَيْرُهُ)
لسان العرب ((7) / (466))
______________
(2152): عن سفيان الثوري رحمه الله قال: كان من دعائهم: اللهم زهٍّدنا في الدنيا، ووسٍّع علينا منها، ولا تزوها عنا فترغبنا فيها. [موسوعة ابن أبي الدنيا 5/ 94]