65 – فتح رب البرية بينابيع الحكمة من أقوال الأئمة
جمع أحمد بن خالد وآخرين
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف الشيخ د. سيف بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وأن يبارك في ذرياتهم وذرياتنا)
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
(2029): قال تعالى يعظ عباده، ويذكرهم زوال الدنيا، وفناء ما فيها من الأموال وغيرها، وإتيان الآخرة، والرجوع إليه تعالى، ومحاسبته تعالى خلقه على ما عملوا، ومجازاته إياهم بما كسبوا من خير وشر، ويحذرهم عقوبته، فقال: {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ((281))}.
تفسير ابن كثير.
______________
(2030): قال السعدي:
“الرقيب والشهيد من أسمائه الحسنى وهما مترادفان، وكلاهما يدل على إحاطة سمع الله بالمسموعات وبصره بالمبصرات، وعلمه بجميع المعلومات الجليّة والخفية، وهو الرقيب على ما دار في الخواطر، وما تحركت به اللواحظ، ومن باب أولى الأفعال الظاهرة بالأركان قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} (1) {وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} *ولهذا كانت المراقبة التي هي من أعلى أعمال القلوب هي التعبد لله باسمه الرقيب الشهيد*، فمتى علم العبد أن حركاته الظاهرة، والباطنة قد أحاط الله بعلمها، واستحضر هذا العلم في كل أحواله، *أوجب له ذلك حراسة باطنة عن كل فكر، وهاجس يبغضه الله، وحفظ ظاهره عن كل قول أو فعل يسخط الله* وتعبد بمقام الإحسان فعبد الله كأنه يراه، فإن لم يكن يراه فإنه يراه».
الحق الواضح المبين (ص (58) – (59))
______________
(2030): قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:
إن الرجل ليتكلم بالكلمة في الرفاهية ليضحك بها جلساءه ترديه أبعد ما بين السماء والأرض.
[«ابن المبارك في الزهد» ((1145))]
______________
(2031): قالَ الأوْزاعِيّ: «عليكَ بآثارٍ مِنْ سَلَف، وإنْ رفضكَ النَّاس، وإيَّاكَ! وآراءَ الرِّجال، وإنْ زخرفُوا لكَ بالقَوْل»
[«الشَّريعة للآجرّيّ» (1/ 139)]
______________
(2032): قَالَ فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ لِأَبِي تُرَابٍ:
«الدُّخُولُ فِي الدُّنْيَا هَيِّنٌ،
لَكِنَّ التَّخَلُّصَ مِنْهَا شَدِيدٌ».
[كتاب الزهد لابن أبي الدنيا ((164))].
______________
(2033): قال: {وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ} الصَّديق: مَن صَدَقَكَ الوُدَّ، يعني: الصَّاحب الصَّادق فِي وُدِّه يُسَمَّى صَديقًا، وَهُوَ أخصُّ مِنَ الصَّاحِبِ، فكلُّ صديقٍ صاحبٌ، وليسَ كلُّ صاحبٍ صَديقًا، وأمَّا الحَمِيم فَإِنَّهُ القَريب، أو أَنَّهُ البالِغُ فِي الصَّداقةِ، بحيث يَحْنُو عليكَ كما يحنو القريبُ.
تفسير العثيمين: الشعراء (1) / (174)
______________
(2034): قال ابن القيم:
وقال في الآية الأخرى: {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى}، فنفى عن متَّبع هداه أمرين: الضلال، والشقاء.
قال عبد الله بن عباس: «تكفَّل اللهُ لمن قرأ القرآنَ وعملَ بما فيه أن لا يضلَّ في الدُّنيا، ولا يشقى في الآخرة»، ثمَّ قرأ: {فَإِمَّا يَاتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى}
*والآيةُ نفَت مسمَّى الضلال والشقاء عن متَّبع الهدى مطلقًا، فاقتضت الآيةُ أنه لا يضلُّ في الدُّنيا ولا يشقى فيها، ولا يضلُّ في الآخرة ولا يشقى فيها.*
مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة – ط عطاءات العلم (1) / (93) – (94)
______________
(2035): قال سبحانه: {فلمّا قُضِيَ وَلَّوْا إلى قومهم مُنذِرين}
قال ابن حبان: أول بركة العلم؛ إفادة الناس، وما رأيت أحدًا قط بخل بالعلم إلا لم يُنتفع بعلمه
روضة العقلاء ونزهة الفضلاء (1) / (40) — ابن حبان (ت (354))
______________
(2036): قال ابن القيم – رحمه الله -:
*وتلاوةُ المعنى أشرفُ من مجرَّد تلاوة اللفظ*، وأهلُها هم أهلُ القرآن الذين لهم الثناءُ في الدنيا والآخرة، فإنهم أهلُ متابعةٍ وتلاوةٍ حقًّا.
مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة – ط عطاءات العلم (1) / (115)
______________
(2037):.
*الفرح بموت الطغاة الظالمين ورؤوس البدعة، سنّةٌ مسنونةٌ، وليست من الشماته*
في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ يَسْتَرِيحُ مِنْ نَصَبِ الدُّنْيَا، وَالْعَبْدُ الْفَاجِرُ يَسْتَرِيحُ مِنْهُ الْعِبَادُ، وَالْبِلَادُ، وَالشَّجَر ُ، وَالدَّوَابُّ).
وقد سجد أبو بكر الصِّدِّيق لما جاءه قتلُ مُسَيْلِمة الكذَّاب، وسجد علىُّ بن أبى طالب لما وجد ذا الثُّديَّةِ مقتولاً فى الخوارج.
عنْ حَمَّادٍ، قَالَ: بَشَّرْتُ إِبْرَاهِيْمَ – النخعي- بِمَوْتِ الحَجَّاجِ -ابن يوسف الثقفي-، فَسَجَدَ، وَرَأَيْتُهُ يَبْكِي مِنَ الفَرَحِ. وذكر الأثرَ الإمامُ الذهبيُّ في ” السير ” (4/ 524)
ولما جاء خبر موت المريسي الضال إلى بشر بن الحارث وهو في السوق قال: لولا أنه كان موضع شهرة لكان موضع شكر وسجود، والحمد لله الذي أماته. (
(تاريخ بغداد: 7/ 66)
قيل للإمام أحمد بن حنبل: الرجل يفرح بما ينزل بأصحاب ابن أبي دؤاد [الضال المبتدع]، عليه في ذلك إثم؟ قال: ومن لا يفرح بهذا؟!
(السنة للخلال: 5/ 121)
قال سلمة بن شبيب: كنت عند عبد الرزاق -يعني الصنعاني-، فجاءنا موت عبد المجيد، فقال: (الحمد لله الذي أراح أُمة محمد، من عبد المجيد).
(سير أعلام النبلاء: 9/ 435)
وعبد المجيد هذا هو ابن عبدالعزيز بن أبي رواد، وكان رأساً في الإرجاء.~
ولما جاء نعي وهب القرشي -وكان ضالاً مضلاً- لعبد الرحمن بن مهدي قال: الحمد لله الذي أراح المسلمين منه.
لسان الميزان لابن حجر: 8/ 402
قال الحافظ ابن كثير في (البداية والنهاية 12/ 338) عن أحد رؤوس أهل البدع: (أراح الله المسلمين منه في هذه السنة في ذي الحجة منها، ودفن بداره، ثم نقل إلى مقابر قريش فلله الحمد والمنة، وحين مات فرح أهل السنة بموته فرحاً شديداً، وأظهروا الشكر لله، فلا تجد أحداً منهم إلا يحمد الله).
وعلى هذا جرى عملُ أهل السنة والجماعة، من الصحابة والتابعين، والأئمة التابعين لهم بإحسان، ولا عبرة بقول الجاهلين
______________
(2038): قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
لا تأخذك العاطفة، فالعاطفة إن لم تكن مبنية على العقل والشرع صارت عاصفة تعصف بك وتطيح بك في الهاوية!
(مجموع فتاوى ابن عثيمين 532/ 24)
______________
(2039): الانتصار للأقوال المرجوحة
«وها هنا أمر خفي ينبغي التفطن له، وهو: أن كثيرا من أئمة الدين قد يقول قولا مرجوحا ويكون مجتهدا فيه مأجورا على اجتهاده فيه، موضوعا عنه خطؤه فيه ولا يكون المنتصر لمقالته تلك بمنزلته في هذه الدرجة، لأنه قد لا ينتصر لهذا القول إلا لكون متبوعه قد قاله، بحيث لو أنه قد قاله غيره من أئمة الدين لما قبله، ولا انتصر له ولا إلى من يوافقه، ولا عادى من خلفه، ولا هو مع هذا يظن انه إنما انتصر للحق وإن أخطأ في اجتهاد وأما هذا التابع فقد شاب انتصاره لما يظنه الحق إرادة علو متبوعه وظهور كلمته، وأنه لا ينسب إلى الخطأ، وهذه دسيسة تقدح في قصد الانتصار للحق فافهم هذا فإنه مهم عظيم، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم»
[ابن رجب «جامع العلوم والحكم» (2/ 267)]
______________
(2040): قال الشيح الفوزان حفظه الله:
فالمؤمن يرجع إلى كتاب الله، وإلى سنة رسوله، ويأخذ ما دل عليه الدليل الصحيح، هذا المؤمن، أما غير المؤمن؛ فإنه لا يرجع إلى الكتاب والسنة؛ وإنما يرجع إلى هواه، ويرجع إلى ذوقه، ويرجع إلى أهل الضلال، لا يرجع إلى العلماء؛ وإنما يرجع إلى أنظمة الأحزاب والجماعات، ولا يرجع إلى كتاب الله وسنة رسوله.
الفئة الضالة و منهجها (33).
______________
(2041):
*قال الإمام ابن القيم رحمه الله*:
مَن أساءَ إلَيْكَ. ثُمَّ جاءَ يَعْتَذِرُ مِن إساءَتِهِ، فَإنَّ التَّواضُعَ يُوجِبُ عَلَيْكَ قَبُولَ مَعْذِرَتِهِ، حَقًّا كانَتْ أوْ باطِلًا. وتَكِلُ سَرِيرَتُهُ إلى اللَّهِ تَعالى. كَما فَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ ? فِي المُنافِقِينَ الَّذِينَ تَخَلَّفُوا عَنْهُ فِي الغَزْوِ. فَلَمّا قَدِمَ جاءُوا يَعْتَذِرُونَ إلَيْهِ. فَقَبِلَ أعْذارَهُمْ. ووَكَلَ سَرائِرَهُمْ إلى اللَّهِ تَعالى.
وعَلامَةُ الكَرَمِ والتَّواضُعِ: أنَّكَ إذا رَأيْتَ الخَلَلَ فِي عُذْرِهِ لا تُوقِفُهُ عَلَيْهِ ولا تُحاجُّهُ. وقُلْ: يُمْكِنُ أنْ يَكُونَ الأمْرُ كَما تَقُولُ.
* [مدارج السالكين (321) / (2)] *
______________
(2042): قال ابن القيم – رحمه الله -:
ومِنْ تمام حكمة الله تعالى أنه يبتلي هذه النفوسَ بالشقاء والتعب في تحصيل مراداتها وشهواتها، فلا تتفرغُ للخوض بالباطل إلا قليلًا، *ولو تفرَّغت هذه النفوسُ الباطوليَّة لكانت أئمَّةً تدعو إلى النار*، وهذا حالُ من تفرَّغ منها كما هو مشاهدٌ بالعيان.
مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة – ط عطاءات العلم (1) / (110) – (111)
______________
(2043): {في قُلوبِهِم مَرَضٌ فَزادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُم عَذابٌ أَليمٌ بِما كانوا يَكذِبونَ} [البقرة: (10)]
تفسير السعدي:
وقوله: {في قلوبهم مرض}؛ المراد بالمرض هنا: مرض الشك، والشبهات، والنفاق، وذلك أن القلب يعرض له مرضان يخرجانه عن صحته واعتداله: مرض الشبهات الباطلة، ومرض الشهوات المُرْدِيَة.
فالكفر والنفاق والشكوك والبِدَع كلها من مرض الشبهات، والزِنا ومحبة الفواحش والمعاصي وفعلها من مرض الشهوات؛ كما قال تعالى: {فيطمع الذي في قلبه مرض}؛ وهو شهوة الزنا، والمعافى من عوفي من هذين المرضين، فحصل له اليقين والإيمان والصبر عن كل معصية، فرفل في أثواب العافية.
وفي قوله عن المنافقين: {في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضًا}؛ بيان لحكمته تعالى في تقدير المعاصي، على العاصين وأنه بسبب ذنوبهم السابقة؛ يبتليهم بالمعاصي اللاحقة الموجبة لعقوباتها، كما قال تعالى: {ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة} [الأنعام: (110)]، وقال تعالى: {فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم} [الصف: (5)]، وقال تعالى: {وأما الذين في قلوبهم مرضٌ فزادتهم رجسًا إلى رجسهم} [التوبة: (125)]؛ فعقوبة المعصية المعصية بعدها، كما أن من ثواب الحسنة الحسنة بعدها؛ قال تعالى: {ويزيد الله الذين اهتدوا هدى} [مريم: (76)].
______________
(2044): قَالَ سَهلُ بنُ عَبدِ اللّاهِ التُّستَرِيُّ:
«الجَاهِلُ مَيِّتٌ،
والنَّاسِي نَائِمٌ،
والعَاصِي سَكرَانٌ،
والمُصِرُّ هَالِكٌ».
[سيَّرُ أعلَامِ النُّبَلَاءِ ((13) / (331))].
______________
(2045): قَالَ الرَّبِيعُ بْنُ خَيْثَمٍ رحمه الله:
«مَا أَنَا بِرَاضٍ عَنْ نَفْسِي،
فَكَيْفَ أَذُمُّ النَّاسَ».
[مساوئ الأخلاق ((31))].
______________
(2046): [ما أنا من دَدٍ وَلاَ الدَّدُ منّي]
الدّدُ: اللَّهْوُ واللَّعبُ وهي محذوفُة الّلام وقد استُعْملت متَمَّمةً: دَداً كَندًى ودَدَنٌ كَبَدَنٍ ولا يَخْلُوا المحُّوف أن يكون ياءً كقولهم يَدٌ في يَدْيٍ أو نُوناً كقولهم لَدُ في لَدُنْ.
ومعنى تنْكير الدَّدِ في الجملة الأولى: الشيِّاعُ والاسْتِغْرَاقُ وأن لا يَبْقَى شيء منه إلا وهو مُنزَّه عنه: أي ما أنا في شيءٍ من اللَّهو واللَّعِب.
وتَعريفه في الجملة الثانيةِ لأنه صار مَعْهوداً بالذكر كأنه قال: ولا ذلك النوعُ مِني وإنما لم يَقُل ولا هو مني لأنّ الصريح آكَدُ وأبْلغُ. وقيل اللامُ في الدَّد لاسْتغْراق جنس اللَّعِب. أي ولا جنسُ اللَّعب مني سواء كان الذي قَلْتُه أو غيرُه من أنواع اللَّعب واللَّهو. واختار الزمخشري الأوّل وقال: ليس يَحسُن أن تكون لِتَعْريف الجنسِ [لأن الكلام يتفكك] (الزيادة من الفائق 1/ 394) ويَخرجُ عن التِئامِه. والكلام جُمْلتان وفي الموضعين مضافٌ محذوفٌ تقديره: ما أنا من أهل دَدٍ ولا الدَّدُ من أشْغالي.
الدرر السنية
______________
(2047): قال الشيخ ابن باز رحمه الله:
اعلموا أن الصدقة تدفع ميتة السوء وتذهب البلاء، وتطفئ الخطيئة، كما روي ذلك عن رسول الله ?،
وكما قال تعالى: {ما عندكم ينفد وما عند الله باق}
وقد قال سبحانه: {وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا}.
الفتاوى (183) / (4)
______________
(2048): قال ابن رجب رحمه الله:
«الاِستِقامَةُ والثَّبات لا قُدرَةَ للعبدِ عليهِ بنَفسِه
ولِذلِك يحتاجُ أن يسألَ ربَّهُ الثّبات
كَمْ مِنْ عامِلٍ يَعملُ الخَيْر
إذا بقِي بيْنه وبيْنَ الجنَّة ذِراع
وشارَف مَركَبه ساحِلَ النَّجاة
ضرَبهُ مَوجُ الهَوَى فغَرِق»
مجموع رسائله (339) / (1)
______________
(2049): الخوارج?? طلاب دنيا ..
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
“وبالجملة؛ العادة المعروفة أن الخروج على ولاة الأمور يكون لطلب ما في أيديهم من المال والإمارة؛ وهذا قتال على الدنيا”.
منهاج السنة ((152) / (5))
______________
(2050): قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى
* (ولهذا يخبر أهل الشرق القادمون من تلك البلاد: أن الرافضة أضرّ على المسلمين من التتر، وقد أفسدوا مَلِك التتر وميَّلوه إليهم، وهم يختارون دولته وظهوره، فكيف يجوز أن يكون في عسكر المسلمين من هو أشدّ عداوةً وضررًا على المسلمين من التتر؟! *
*والتتريُّ إذا عَرَف الإسلام ودُعي إليه أحبّه واستجاب إليه، إذ ليس له دين يقاتل عليه ينافي الإسلام، وإنما يقاتل على الملك.*
*وأما الرافضة فإن من دينهم السعي في إفساد جماعة المسلمين وولاة أمورهم، ومعاونة الكفار عليهم؛ لأنهم يرون أهل الجماعة كفارًا مرتدِّين، والكافر المرتدّ أسوأ حالًا من الكافر الأصلي، ولأنهم يرجون في دولة الكفار ظهورَ كلمتهم وقيام دعوتهم ما لا يرجونه في دولة المسلمين، فهم أبدًا يختارون ظهور كلمة الكفار على كلمة أهل السنة والجماعة، كما قال النبي ? في الخوارج: «يقتلون أهل الإسلام ويَدَعونَ أهلَ الأوثان».*
*وهذه سواحل المسلمين كانت مع المسلمين أكثر من ثلاثمائة سنة، وإنما تسلَّمها النصارى والفرنج من الرافضة، وصارت بقايا الرافضة فيها مع النصارى).*
جامع المسائل (213) / (7)
______________
(2051): حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْهَرَوِيُّ، ثنا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، ثنا ابْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ: «إِنِّي لَلَيْلَةً مُوَاجِهٌ هَذَا الْمِنْبَرَ أَدْعُو فِي جَوْفِ اللَّيْلِ إِذَا إِنْسَانٌ عِنْدَ أُسْطُوَانَةٍ مُقَنِّعٌ رَاسَهُ فَأَسْمَعُهُ يَقُولُ: أَيْ رَبِّ، إِنَّ الْقَحْطَ قَدِ اشْتَدَّ عَلَى عِبَادِكَ وَإِنِّي أُقْسِمُ عَلَيْكَ يَا رَبِّ، إِلَّا سَقَيْتَهُمْ، قَالَ: فَمَا كَانَ إِلَّا سَاعَةٌ إِذَا سَحَابَةٌ قَدْ أَقْبَلَتْ ثُمَّ أَرْسَلَهَا اللَّهُ، وَكَانَ عَزِيزًا عَلَى ابْنِ الْمُنْكَدِرِ أَنْ يخْفَى عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ هَذَا الْخَيْرِ فَقَالَ: هَذَا بِالْمَدِينَةِ وَأَنَا لَا أَعْرِفُهُ، فَلَمَّا سَلَّمَ الْإِمَامُ تَقَنَّعَ وَانْصَرَفَ وَاتَّبَعَهُ وَلَمْ يَجْلِسْ لِلْقَاصِّ حَتَّى أَتَى دَارَ أَنَسٍ فَأَخْرَجَ مِفْتَاحًا فَفَتَحَ ثُمَّ دَخَلَ، قَالَ: وَرَجَعْتُ فَلَمَّا سَبَّحْتُ أَتَيْتُهُ فَإِذَا أَنا أَسْمَعُ نَجْرًا فِي بَيْتِهِ، فَسَلَّمْتُ ثُمَّ قُلْتُ: أَدْخُلُ؟ قَالَ: ادْخُلْ فَإِذَا هُوَ يَنْجُرُ أَقْدَاحًا يَعْمَلُهَا، قَالَ: فَقُلْتُ: كَيْفَ أَصْبَحْتَ أَصْلَحَكَ اللَّهُ؟ قَالَ: فَاسْتَشْهَرَهَا وَاسْتَعْظَمَهَا مِنِّي، فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ قُلْتُ: إِنِّي سَمِعْتُ إِقْسَامَكَ الْبَارِحَةَ عَلَى اللَّهِ، يَا أَخِي، هَلْ لَكَ فِي نَفَقَةٍ تُغْنِيكَ عَنْ هَذَا وَتُفَرِّغُكَ لَمَّا تُرِيدُ مِنْ أَمْرِ الْآخِرَةِ؟ قَالَ: لَا وَلَكِنْ غَيْرَ ذَلِكَ لَا تَذْكُرْنِي لِأَحَدٍ وَلَا تَذْكُرْ هَذَا لِأَحَدٍ حَتَّى أَمُوتَ وَلَا تَاتِنِي يَا ابْنَ الْمُنْكَدِرِ، فَإِنَّكَ إِنْ تَاتِنِي شَهَرْتَنِي لِلنَّاسِ، قُلْتُ: إِنِّي أُحِبُّ أَنْ
أَلْقَاكَ، قَالَ: الْقَنِي فِي الْمَسْجِدِ وَكَانَ فَارِسِيًّا قَالَ: فَمَا ذَكَرَ ذَلِكَ ابْنُ الْمُنْكَدِرِ حَتَّى مَاتَ الرَّجُلُ،
قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: بَلَغَنِي أَنَّهُ انْتَقَلَ مِنْ تِلْكَ الدَّارِ فَلَمْ يُرَ وَلَمْ يُدْرَ أَيْنَ ذَهَبَ، فَقَالَ أَهْلُ تِلْكَ الدَّارِ: اللَّهُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، أَخْرَجَ عَنَّا الرَّجُلَ الصَّالِحَ»
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا أَبُو أُسَيْدٍ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ جَرِيرِ بْنِ جَبَلَةَ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ثنا السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: «خَرَجْتُ مَعَ أَبِي مِنْ قَرْيَةٍ نُرِيدُ قَرْيَةً فَضَلَلْنَا الطَّرِيقَ فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذَا نَحْنُ بِرَجُلٍ قَائِمٍ يُصَلِّي فَدَنَوْنَا مِنْهُ فَإِذَا حَوْضٌ يَابِسَةٌ وَقِرْبَةٌ يَابِسَةٌ وَقَدِ انْتَظَرْنَاهُ لِيَنْفَتِلَ مِنْ صَلَاتِهِ فَلَمْ يَنْفَتِلْ فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ أَبِي فَقَالَ: يَا هَذَا، إِنَّا قَدْ ضَلَلْنَا الطَّرِيقَ فَأَوْمَأَ بِيَدِهِ نَحْوَ الطَّرِيقِ، فَقَالَ لَهُ أَبِي: أَلَا تَجْعَلُ فِي قِرْبَتِكَ مَاءً؟ فَأَوْمَأَ بِيَدِهِ أَنْ لَا، فَمَا بَرِحْنَا أَنْ جَاءَتْ سَحَابَةٌ فَأَمْطَرَتْ فَإِذَا ذَلِكَ الْحَوْضُ مَلْآنُ فَمَضَيْنَا ? (173) ? حَتَّى أَتَيْنَا الْقَرْيَةَ فَذَكَرْنَا لَهُمْ شَانَ الرَّجُلِ فَقَالُوا: ذَاكَ فُلَانٌ لَا يَكُونُ بِأَرْضٍ إِلَّا سُقُوا، فَقَالَ لِي أَبِي: الْحَمْدُ لِلَّهِ كَمْ مِنْ عَبْدٍ للهِ صَالِحٍ لَا نَعْرِفُهُ»
حلية الأولياء وطبقات الأصفياء – ط السعادة (10) / (172)
______________
(2052): إلى من يزهد في كتب النقد والردود
قال الع?مة زيد بن محمد المدخلي رحمه الله تعالى:
(( … وإني ?جزم أن كتب الردود فيها خيرٌ ورحمة للناس عامة و للمردود عليهم خاصة، و? يدرك ذلك إ? العق?ء من الناس فافهم رعاك الله، و ? تظن بمن يرد على ا?فكار الخاطئة إ? خيراً))
[ا?رهـاب وآثاره على الفرد والمجتمع ص (115)]
______________
(2053): قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
ينبغي للإنسان أن يقرأ القرآن ويتعلم معناه، كما كان الصحابة رضوان الله عليهم لا يتجاوزون عشر آيات حتى يتعلموها وما فيها من العلم والعمل.
(سورة الكهف / ص104).
______________
(2054): عن أبي عثمان، أن أبا هريرة، كان في سفر، فلما نزلوا، أرسلوا إليه، وهو يصلي ليَطْعَم، فقال للرسول: إني صائم، فلما وضع الطعام، وكادوا يَفرُغُون، جاء فجعل يأكل، فنظر القوم إلى رسولهم، فقال: ما تنظرون؟ قد أخبرني أنه صائم، فقال أبو هريرة: صدق، إني سمعت رسول اللَّه ?، يقول: «صوم شهر الصبر، وثلاثة أيام من كل شهر، صوم الدهر»، فقد صمت ثلاثة أيام، من كل شهر، وأنا مفطر في تخفيف اللَّه، وصائم في تضعيف اللَّه عز وجل ((1)).
((1)) – وهذا إسناد صحيح.
ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (21) / (332)
______________
(2055): قال العلامة مقبل الوادعي رحمه الله:
” أهل السنة ليس فيهم تشدد،
ولكن الناس قد ألِفوا الميوعة ”
إجابة السائل ((364))
______________
(2056): حكم قول: (آمين) بعد الفاتحة
السؤال:
من المستمع (ع. ع. ر) رسالة وضمنها سؤالين، يقول في سؤاله الأول: كلمة آمين بعد قراءة الفاتحة في الصلاة هل هي واجبة، أم سنة؟ وهل إذا تركها المصلي عمدًا تبطل صلاته؟ وما الحكم فيما إذا سها عنها؟ جزاكم الله خيرًا.
الجواب:
كلمة آمين سنة للإمام والمنفرد والجماعة، سنة بعد الفاتحة، وهكذا في خارج الصلاة إذا قرأ الفاتحة يقول: آمين؛ لأن فيها اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ [الفاتحة:6] دعاء، فهو يؤمن بعدها، وليست واجبة، ولو تركها فلا سجود عليه، صلاته صحيحة، وليس عليه شيء، لو تركها الإمام، أو المأمومون، أو المنفرد؛ فلا شيء عليه، والحمد لله، نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا، إذًا ليس هناك تفرقة بين العمد، والسهو في هذا الموضوع؟
الشيخ: نعم السنة فعلها، هذا السنة لا يتعمد تركها، السنة فعلها، لكن لو نسيها لا شيء عليه، نعم.
المقدم: الحمد لله، جزاكم الله خيرًا.
فتاوى نور على الدرب – الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله ..
______________
(2057): قال الشيخ السعدي رحمه الله: “أخبر تعالى عن كمال غناه وسعة حلمه ورحمته وإحسانه، فقال: مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ، والحال أن الله شاكر عليم؛ يعطي المتحملين لأجله الأثقال، الدائبين في الأعمال، جزيلَ الثواب، وواسع الإحسان، ومن ترك شيئًا لله أعطاه الله خيرًا منه.
مع هذا يعلم ظاهركم وباطنكم، وأعمالكم وما تصدر عنه من إخلاص وصدق، وضد ذلك. وهو يريد منكم التوبة والإنابة والرجوع إليه، فإذا أنبتم إليه، فأي شيء يفعل بعذابكم؟ فإنه لا يتشفَّى بعذابكم، ولا ينتفع بعقابكم، بل العاصي لا يضر إلا نفسه، كما أن عمل المطيع لنفسه” انتهى، من “تفسير السعدي” (211).
______________
(2058): قال ابنُ الديلمي، قال: وقَعَ في نفسي شيءٌ مِنَ القدَرِ؛ فأتيتُ أُبَيَّ بنَ كعبٍ، فقلتُ: يا أبا المنذِرِ، وقَعَ في نفسي شيءٌ مِنَ القدَرِ، خِفْتُ أن يكونَ فيه هلاكُ ديني أو أمري.
فقال: يا بنَ أخي، إنَّ اللهَ لو عذَّبَ أهلَ سماواته وأهلَ أرضِه، لعذَّبَهم وهو غيرُ ظالمٍ لهم، ولو رحِمَهم لكانتْ رحمتُه لهم خيرًا مِن أعمالِهم. ولو أنَّ لك مِثْلَ أُحُدٍ ذهبًا، أنفقتَهُ في سبيلِ اللهِ، ما قَبِلَه اللهُ منكَ حتى تؤمِنَ بالقدَرِ، وتعلَمَ أنَّ ما أصابَكَ لم يكُنْ لِيُخطِئَكَ، وأنَّ ما أخطأكَ لم يكُنْ لِيُصيبَكَ، وإنك إنْ مِتَّ على غيرِ هذا دخلتَ النارَ!!
ولا عليك أنْ تأتيَ أخي عبدَ اللهِ بنَ مسعودٍ، فتسألَهُ.
فأتيتُ عبدَ اللهِ، فسألتُه، فقال مِثلَ ذلك.
قال: وقال لي: لا عليك أنْ تأتيَ حُذيفةَ.
فأتيتُ حُذيفةَ، فسألتُه، فقال لي مِثلَ ذلك.
وقال: ائْتِ زيدَ بنَ ثابتٍ، فسَلْهُ.
فسألتُه، فقال: سمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ:
(إنَّ اللهَ لو عذَّبَ أهلَ سماواته، وأهلَ أرضِه: لعذَّبَهم وهو غيرُ ظالمٍ لهم، ولو رحِمَهم كانتْ رحمتُهُ خيرًا لهم مِن أعمالِهم، ولو أنَّ لك مِثْلَ أُحُدٍ ذهبًا، أنفقتَه في سبيلِ اللهِ: ما قَبِلَه اللهُ منكَ حتى تؤمِنَ بالقدَرِ، وتعلَمَ أنَّ ما أصابَكَ لم يكُنْ لِيُخْطِئَكَ، وأنَّ ما أخطأكَ لم يكُنْ لِيُصِيبَكَ. وإنَّه مَن مات على غيرِ هذا، دخَلَ النارَ).
أخرجه أبو داود (4699)، وصححه الشيخ الألباني في “صحيح سنن أبي داود”.
______________
(2059): قال ابن عثيمين رحمه الله:
والإنسان في هذه الدنيا لا يمكن أن يبقى مسروراً دائماً، بل هو يوماً يُسَرُّ ويوماً يحزن، ويوماً يأتيهِ شيء ويوماً لا يأتيه، فهو مُصابٌ بمصائبَ في نفسه ومصائب في بدنه. ومصائب في مجتمعه ومصائب في أهله، ولا تحصى المصائب التي تصيب الإنسان، ولكن المؤمن أمره كله خير، إن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له، وإن أصابته سراء شكر فكان خيراً له.
شرح رياض الصالحين (م (1)، ص (243))].
______________
(2060): التدين بالأصوات المطربة والصور الجميلة: فإن الضالين عامة دينهم يقوم بذلك فلا يهتمون في دينهم بأكثر من تلحين الأصوات ثم تجد هذه الأمة ابتليت من اتخاذ السماع المطرب بسماع القصائد والصور والأصوات الجميلة لإصلاح القلوب والأحوال ما فيه مضاهاة لبعض حال الضالين. [قسم مختارات من اقتضاء الصراط المستقيم، مجموع فتاوى ورسائل العثيمين (7/ 156 – تراث)].
______________
(2061): قال سفيان الثوري: ما عالجت شيئاً أشدّ عليَّ من نيتي لأنها تتقلب عليَّ
وعن يوسُفَ بن أسباط، قال: تخليصُ النِّيةِ مِنْ فسادِها أشدُّ على العاملينَ مِنْ طُولِ الاجتهاد
جامع العلوم والحكم – ت الفحل (1) / (41)
«وقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْعُلَمَاءِ: اثْنَتَانِ أَنَا أُعَالِجُهُمَا مُنْذُ ثَلَاثِينَ سَنَةً، تَرْكُ الطَّمَعِ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَ النَّاسِ، وَإِخْلَاصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ عز وجل»
حلية الأولياء وطبقات الأصفياء – ط السعادة (7) / (271)