65.(مكرر بعد الإضافة) لطائف التفسير
مجموعة محمد بن سعد وسيف بن غدير وعبدالله المشجري وعبدالله البلوشي أبوعيسى
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله. ورفع درجته في عليين وحكام الإمارات ووالديهم ووالدينا)
——‘——-‘——-‘
——‘——‘——‘
كلمات مشتركة في اللفظ متباينة في المعنى:
في القرآن ذكر لصور متباينة للفرح، فقارن – مثلا – بين: {قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا} وبين: {ذَلِكُم بِمَا كُنتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ} ففرق بين فرح يوجب رحمة الله ورضوانه، وبين فرح يوجب غضبه وخذلانه
هل هناك كلمات أخرى متفقة في اللفظ مختلفة في المعنى
وكنا بدأنا نجمع ثم أوقفنا صاحبنا عبدالله المشجري على كتاب قاموس القرآن أو إصلاح الوجوه والنظائر في القرآن الكريم
للفقيه المفسر الحسين بن محمد الدامغاني
وهذا الكتاب يذكر الوجوه والنظائر في القرآن الكريم
أي ما اتحد لفظاً واختلف معنًى
وذكر أمثلة كثيرة مع إرجاعها لأصلها الثلاثي
وهو محقق في 512 صفحة ومرتب على الأحرف الهجائية. وذكر المحقق من سبقه في هذا الفن
لكن وجدنا في الشبكة بعض طلاب العلم جمع كلمات في ذلك فسوف نسوقها بإذن الله تعتبر كنموذج عن مقصودنا بهذه اللطيفة ثم نذكر ما جمعناه وأما من أراد التوسع فليرجع للكتاب المذكور:
سلسلة الكلمات القرآنية التي لها في القرآن أكثر من معنى
** كلمة “أمة”:
قال تعالى: {ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة} (هود:8)، لفظ (الأمة) هنا جاء بمعنى: الأمد والحين.
وقوله تعالى: {إن إبراهيم كان أمة} (النحل:120)، لفظ (الأمة) هنا جاء بمعنى: الإمام الذي يُقتدى به.
وقوله سبحانه: {بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة} (الزخرف:22)، لفظ (الأمة) هنا جاء بمعنى: الدين والملة.
وقوله عز وجل: {ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون} (القصص:23)، لفظ (الأمة) هنا جاء بمعنى: الجماعة من الناس.
وقوله تبارك وتعالى: {ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون} (الأعراف:159)، لفظ (الأمة) هنا جاء بمعنى: الفرقة والطائفة.
قال العلامة المفسر ابن عثيمين -رحمه الله-:
تطلق الأمة في القرآن على أربعة معان:
أ- الطائفة: كما في هذه الآية. [يعني قوله تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً}.
ب- الإمام، ومنه قوله تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ}.
ج- الملة: ومنه قوله تعالى: {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ}.
د- الزمن: ومنه قوله تعالى: {وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ}.
______
كلمة “الدين”:
قال العلامة المفسر ابن عثيمين -رحمه الله-:
الدين تارة يراد به الجزاء، كما في هذه الآية [يعني قوله تعالى: {مالك يوم الدين}]، وتارة يراد به العمل، كما في قوله تعالى: {لكم دينكم ولي دين}.
_______
** كلمة” الفتنة”:
1 – الابتلاء والاختبار: كما في قوله تعالى: (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ) العنكبوت/2 أي وهم لا يبتلون
2 – الصد عن السبيل والرد: كما في قوله تعالى (وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْك) المائدة/ من الآية49 قال القرطبي: معناه: يصدوك ويردوك.
3 – العذاب: كما في قوله تعالى: (ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) (النحل:110) فتنوا: أي عذبوا.
4 – الشرك، والكفر: كما في قوله تعالى: (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ) البقرة/193 قال ابن كثير: أي شرك.
5 – الوقوع في المعاصي والنفاق: كما في قوله تعالى في حق المنافقين (وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِي) الحديد/ من الآية14 قال البغوي: أي أوقعتموها في النفاق وأهلكتموها باستعمال المعاصي والشهوات.
6 – اشتباه الحق بالباطل: كما في قوله تعالى: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ) لأنفال/73 فالمعنى: ” إلا يوالى المؤمن من دون الكافر، وإن كان ذا رحم به (تكن فتنة في الأرض) أي شبهة في الحق والباطل.” كذا في جامع البيان لابن جرير.
7 – الإضلال: كما في قوله تعالى: (ومن يرد الله فتنته) المائدة / 41، فإن معنى الفتنة هنا الإضلال. البحر المحيط لأبي حيان (4/ 262)
8 – القتل والأسر: ومنه قوله تعالى: (وإن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا) النساء / 101. والمراد: حمل الكفار على المؤمنين وهم في صلاتهم ساجدون حتى يقتلوهم أو يأسروهم. كما عند ابن جرير.
9 – اختلاف الناس وعدم اجتماع قلوبهم: كما في قوله تعالى: (ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة) أي يوقعوا الخلاف بينكم كما في الكشاف (2/ 277).
10 – الجنون: كما في قوله تعالى (بأيِّكم المفتون).فالمفتون بمعنى المجنون.
11 – الإحراق بالنار: لقوله تعالى: (إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات).
(البروج:10)
قال ابن حجر: ويعرف المراد حيثما ورد بالسياق والقرائن. الفتح (11/ 176)
تنبيه:
قال ابن القيم رحمه الله: ” وأما الفتنة التي يضيفها الله سبحانه إلى نفسه أو يضيفها رسوله إليه كقوله: (وكذلك فتنا بعضهم ببعض) وقول موسى: (إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء) فتلك بمعنى آخر وهي بمعنى الامتحان والاختبار والابتلاء من الله لعباده بالخير والشر بالنعم والمصائب فهذه لون وفتنة المشركين لون، وفتنة المؤمن في ماله وولده وجاره لون آخر، والفتنة التي يوقعها بين أهل الإسلام كالفتنة التي أوقعها بين أصحاب علي ومعاوية وبين أهل الجمل، وبين المسلمين حتى يتقاتلوا و يتهاجروا لون آخر. زاد المعاد ج: 3 ص: 170.
__________
ميِّت (بالتشديد) وميْت (بالسكون على الياء)
كلمتان متقاربتان ,أما الأولى:
ميِّت بالتشديد فقد وردت 12 مرة في القرآن مرفوعة بالتشديد مرتين ومجرورة بالتشديد مرة واحدة،
بينما الثانية ميْت بالسكون فقد وردت خمس مرات في القرآن بينما ميْتة بالسكون على الياء وردت ست مرات فهل هذه كلها تعني كلمة موت؟ الفرق بين هاتين الكلمتين هو: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ} الزمر30
الميّت بالشدة مع الكسر تعني هو الشخص الذي فيه روح ولكن سيموت (أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَاكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً) الحجرات12)،
أما الميْت بالسكن هو الذي خرجت روحه
إذن ميّت بالتشديد هو الكلام عن حيّ يُخبر أنه سيموت ولكن ميْت هو الحديث عن من مات فعلاً.
______
الكُره (بضم الكاف) والكَره (بفتح الكاف)
هما كلمتان متقاربتان في البناء وشكل الحروف وفي المعنى ولكن هناك فرق في الاستخدام:
الكُره بضم الكاف وردت ثلاث مرات في القرآن: (كُتب عليكم القتالُ وهو كٌره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خيرٌ لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شرٌ لكم والله يعلمُ وأنتم لا تعلمون) آية (216) من سورة البقرة
التكليف بالقتال شاق على النفوس فقد تكرهه بعض النفوس خاصة ضعيفيّ الإيمان وقد تتركه بعض النفوس كما أن القتال فيه صعوبة فالجهاد الذي نقصده هنا هو الدفاع عن الأراضي والإسلام ,النفس المؤمنة تنفر للجهاد وتقوم به وتمارسه فهي تريده رغم المشقة لأنه واجب ديني وفيه غيرة لله ورسوله والمسلمين فهو شاق ولكنه مراد لما فيه من الثمار في الدنيا والآخرة ولما فيه من إيجابيات. أما المكان الثاني الذي وردت فيه كلمة كُره بضم الكاف فهو في الآية التالية: (ووصينا الإنسانَ بوالديهِ إحسانا ً حملته أمُّه كُرها ووضعتهُ كُرها ً) آية (15) من سورة الأحقاف. حمل المرأة بجنينها أمر شاق ومتعب ومرهق فقد يصيبها بالأذى والأمراض وقد تخسر حياتها فيه كذلك في حالة الوضع تكون مُتعبة وعملية الوضع عملية شاقة ومؤلمة ولكن المرأة تستعذب الإنجاب وتتمناه وتريده فتبذل قصارى جهدها كي تحمل وعندما تضع تصرح إنها لن تنجب مرة أخرى لما مرت به من معاناة ولكن سرعان ما تنسى ألمها وتحمل مرة أخرى. إذن كُره بالضمة وصف الشيء الذي فيه مشقة وصعوبة وألم ولكنه مطلوب.
أما كلمة كَره بالفتح هو الإكراه وقد وردت خمسة مرات في القرآن الكريم منها: (أفغيْر دين الله تبغون وله أسلم من في السماوات والأرض طوعاً وكَرها ًواليه يُرجعون) آية (83) من سورة آل عمران. (ثم استوى إلى السماء وهي دُخان فقال لها وللأرض إئتيا طوعاً أو كَرها ً قالتا أتينا طائعين) آية (11) من سورة فُصلت. (وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَظِلالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ) آية (15) من سورة الرعد.
في هذه الآيات بين القرآن إسلام كل المخلوقات وسجودها لله عز وجل. كَره هنا معناه الإلزام والإجبار والإكراه والقصر فالأمر من خارج النفس وليس من داخلها. فهو الأمر المكروه والمفروض الذي يأتي من الخارج ويحمل طابع الإكراه والقصر فتكرهه النفس. قال أحد العلماء: الكَره هو المشقة التي تنال الإنسان من خارج ذاته وفيه إجبار. الكُره هو ما يناله من ذاته وهو يعافه.
_______
الأمْن (بتسكين الميم) والأَمَنَة (بفتح الميم)
قد يعتبر البعض أن الاثنان بمعنى واحد وهذا غير دقيق.
الأمْن (بالسكون) هو وصول الأمن والأمان للإنسان. وقد وردت هذه الكلمة خمس مرات في القرآن: (وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلاَ تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ) آية (81) من سورة الأنعام. هذا التقرير جاء على لسان النبي إبراهيم عليه السلام وهو يتحدث مع قومه حيث بين لهم بعد أن هددوه إن أي الفريقين أحق بالشعور بالأمان هم أم الذين آمنوا ولم يشركوا فالذين آمنوا أحق بأن يشعروا بالأمْن ويتمتعوا به. فقد من الله على المسلمين بقوله: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناًً) آية (55) من سورة النور. إذن يزيل الخوف وأسباب الخوف. فإذا كان هناك خوف فزال وزالت أسبابه ووصلنا إلى مرحلة أمان كافية كان هذا معنى الأمْن.
أما كلمة أمَنة فقد وردت مرتين في القرآن في سياق واحد وهي تتحدث عن معارك المسلمين مع الكفار حين يرسل الله تعالى عليهم الأمَنة فتغشاهم كي يثبتهم كالمطر أو النعاس وغير ذلك ففي معركة بدر قال الله تعالى: (إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ) آية (11) من سورة الأنفال. وكذلك في أحد أنزل الله عليهم نعاسا ً ليزيل خوفهم: (ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاساً يَغْشَى طَآئِفَةً مِّنكُمْ) آية (154) من سورة آل عمران. فجعل الله تعالى النعاس يغشى المؤمنين قبل المعركة أو أثناءها ليزيل الخوف فينامون لأن الخائف والمهموم لا ينام لذا جعل الله تعالى الصحابة في بدر ينامون ليزيل عنهم الخوف وفي أحد لم يستطيعوا النوم من الغم فغشاهم النعاس. وفي أحد لم يستطيعوا النوم من الغم فغشاهم النعاس.
إذن الأمْن هو الأمان الدائم بعد الخوف ويعطي المؤمن سلام واطمئنان. أما الأمَنَة فهو شيء مؤقت في أثناء معركة لإزالة الهم والغم والخوف الذي يزيل النوم ليرتاح المقاتل.
______
النعمة و النعيم
النعمة تدل على نعم الدنيا على اختلاف أنواعها وألوانها وهذا مضطرد في القرآن
سواء استعملها مفردة أو جمع، فكل كلمة نعمة تدل على نعم الدنيا:
(وَمَن يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللّهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُ فَإِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} (211) من سورة البقرة.
(وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ) الآية (34) من سورة إبراهيم.
أما النعيم تأتي في البيان القرآني متلازمة مع الحياة الآخرة.
(يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَّهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُّقِيمٌ) الآية (21) من سورة التوبة، هذا السؤال سيكون في الآخرة.
إذن النعمة في الدنيا والنعيم في الآخرة.
__________
الحلف و القسم
حَلَفَ وأقسم في كثير من كتب التفسير لم يفرقوا بين هاتين الكلمتين:
(وَيَحْلِفُونَ بِاللّهِ إِنَّهُمْ لَمِنكُمْ وَمَا هُم مِّنكُمْ وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ) الآية (56) من سورة التوبة. (لَوْ كَانَ عَرَضاً قَرِيباً وَسَفَراً قَاصِداً لاَّتَّبَعُوكَ وَلَكِن بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنفُسَهُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ) الآية (42) من سورة التوبة. ويحلفون بالله: هنا هم كاذبون وليس كلامهم بالصدق.
ولكن عندما يقول الله تعالى (وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ) الواقعة76، فالله تعالى صادق في قسمه.
الحلف وردت في القرآن 13 مرة وورد القَسَم في كثير من الآيات وبشكل مختلف. والفرق واضح بين الآيات
فكلما وردت كلمة حلف، يحلف، تدل على أن من يحلف كاذب وليس صادقاً في قوله
بينما كلمة قسم أقسم والقسم فهو صادق.
________
زوج وامرأة
ولإيضاح الفرق في استعمال هاتين الكلمتين نستعرض بعض الآيات:
(ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ) آية (10) من سورة التحريم. الخيانة الزوجية هنا خيانة عقيدة وليس خيانة شرف لأن بيوت الأنبياء معصومة من خيانة الشرف.
والحديث في الآية التالية عن امرأة العزيز: (وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ) آية (30) من سورة يوسف. حاولت أن تخون زوجها ولكنها لم تفعل وبقيت طاهرة ويقال إن النبي يوسف عليه السلام تزوجها بعد موت العزيز.
(وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَاءِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً) آية (5) من سورة مريم. إستعمل امرأة هنا لأنها كانت عاقراً.
أما كلمة زوج فقد استخدمت في المواضع الآتية:
(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) آية (21) من سورة الروم. (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً) آية (74) من سورة الفرقان. عندما استجاب الله تعالى إلى دعاء النبي زكريا عليه السلام وأصبحت زوجته حامل قال في كتابه العزيز:
(فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) آية (90) من سورة الأنبياء. استخدم كلمة زوج لأنها صارت حاملاً وكانت سيئة الخلق فصارت حسنة الخلق وكانت لا تلد فصارت تلد إذن كلمة زوج تأتي حيث تكون الزوجية هي مناط الموقف وفي هذا تشريف لمقام الزوجية.
____________
رؤيا و حلم
الآن منتشر قضية تفسير الأحلام وصار لها صفحات في الجرائد ناهيكم عن الكتب والبرامج التلفزيونية والرسائل وهذا كله ليس له علاقة بالدين بل هو إنحراف عن الدين. وعلينا أن لا نصبح أمة أحلام وشعوذات وشياطين! علينا أن نعود للقرآن ونرقى بديننا.
الله تعالى فرّق بين الرؤيا والحلم:
وردت كلمة الأحلام في القرآن ثلاث مرات وكلها يشهد سياقها أنها هواجس وأضغاث أحلام لا تفسير لها وليس كل حلم يفسّر ونجد هذا في القرآن بصيغة الجمع دلالة على الخلط (قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ وَمَا نَحْنُ بِتَاوِيلِ الأَحْلاَمِ بِعَالِمِينَ) آية (44) من سورة يوسف.
5 مِثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ} (إبراهيم: 11).
وقوله تعالى: {وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ} (ص: 43) قيل في معناه: وهبنا له أهله، ومثلهم معهم، حتى كان له ضعف ما كان رحمة منا. والضِّعفُ من الألفاظ المتضايفة التي يُقتضَى وجودُ أحدهما وجودَ الآخر؛ كالمِثْل، والنِّصْف، والزَّوج؛ وهو ترَكُّبُ قَدْريْن متساويين. فإذا قلت: أضعفت الشيء وضعَّفته وضاعفته، فإنك تريد: ضمَمْت إليه مِثله، فصاعدًا. والفرق بينهما: أن الضِّعفَ يختَصُّ بالعدد، بخلاف المِثْل.
ومن المماثلة في تمام الأحوال قول الله تعالى: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَاتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَاسَاءُ وَالضَّرَّاءُ} (البقرة: 214). أي: أم حسبتم أن تدخلوا الجنة، ولم تمتحنوا بمثل ما امتحن به مَن قبلكم، فتصبروا كما صبروا؟ فالمراد من قوله تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا} حالهم التي كانوا عليها؛ ليقاس عليها حال أخرى تماثلها في الشدة. وقوله تعالى: {مَسَّتْهُمُ الْبَاسَاءُ وَالضَّرَّاءُ} بيان لهذا المَثَل.
____________
تبدّل و تتبدّل
ـــــــ ـــــــــ ــــــــ
في سورة الأحزاب قال تعالى (لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلَا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا (52)) وقوله تعالى (وَآَتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَاكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا (2) النساء)
* في آية سورةالأحزاب هي مقصورة على الرسول صلى الله عليه وسلم والحكم مقصور عليه صلى الله عليه وسلم.
* أما الآية الثانية فهي آية عامة لكل المسلمين وهذا التبدّل هو لعموم المسلمين وليس مقصوراً على أحد معين وإنما هو مستمر إلى يوم القيامة.
لذا أعطى الحدث الصغير الصيغة القصيرة (تبدّل)،
وأعطى الحدث الممتد الصيغة الممتدة (تتبدلوا).
______________
مِتم و مُتم
ــــــــــ ــــــــــــ ـــــــــــ
قال تعالى في سورة مريم (قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وكنت نسياً منسياً (23)).
لما يقول (مِتُّ) أصلها (أُمِتُّ) والتاء نائب فاعل أي أماته الله ثم بناه لصيغة المفعول.
ولما يقول (مُتُّ) ينسب الموت لنفسه فتُعرب التاء في مُتُّ ضمير مبني في محل رفع فاعل،
وفي (مِتُّ) التاء ضمير مبني في محل رفع نائب فاعل مثل أكرمت وأُكرمت.
وفي الحالين الأمر مردّه إلى الله سبحانه وتعالى.
وفي الحالين الفاعل الحقيقي هو الله سبحانه وتعالى
____________
الضَرّ و الضُرّ
ــــــ ــــــ ـــــــ
الضَر بالفتح عام مقابل النفع
و الضُر هو السوء من مرض أو شيء من مرض
{وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} الأنبياء83
…
نزّل و أنزل
ــــــــ ـــــــــ ــــــــ
قسم غير قليل يفرق بينهما أنه نزّل تفيد التدرج والتكرار وأنزل عامة ويستدلون بقوله تعالى (نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ (3) آل عمران) وقالوا لأن القرآن نزل منجماً مفرقاً والتوراة والانجيل أنزلتا جملة واحدة فقال أنزل. ردوا التدرج بقوله تعالى (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً (32) الفرقان) لأن أنزل عامة سواء كان متدرجاً أو غير متدرجاً، كلمة أنزل لا تختص بالتدرج ولا بدون تدرج. السؤال يقولون الإنزال عام لا يخص التدرج أو غير التدرج لكن التنزيل هو الذي يخص التدرج، نزّل الذي فيه التدرج (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) القدر) أنزلناه من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا جملة واحدة، هناك مراحل لنزول القرآن الكريم من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا ثم نزل منجماً. ردوا التدرج في نزّل التدرج في نزّل وقالوا (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوالَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً (32) الفرقان) هذا ليس فيه تدريج (لولا هنا من حروف التحضيض). لكن الذي يبدو أن الفرق بين نزّل وأنزل أنه نزّل تفيد الاهتمام نظير وصى وأوصى وكرّم وأكرم ففي المواطن التي فيها توكيد واهتمام بالسياق يأتي بـ (نزّل) والتي دونها يأتي بـ (أنزل).
نضرب أمثلة: قال تعالى في الأعراف (قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤكُم مَّا نَزَّلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ (71)) وقال في يوسف (مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ (40)) وقال في النجم (إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى (23)). ننظر السياق في الأعراف فيها محاورة شديدة حيث قال (قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا فَاتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (70) قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ (71)) فيها تهديد، كلام شديد من أولئك كيف تتركنا نترك آلهتنا ونعبد الله فقال (نزّل).
في سورة يوسف قال تعالى (مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ (40)) لم يردّ عليه السجينان وليس فيها تهديد إذن الموقف يختلف عن آية سورة الأعراف فقال أنزل. في النجم (أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى (20) أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى (21) تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى (22) إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى (23)) لم يردّوا عليه ولم يكن هنالك محاورة ولا تهديد، إذن الأشد (نزّل)، هذا أمر. إذن نزّل آكد وأقوى في موطن الاهتمام أشد من أنزل.
……
العاقر و العقيم
كلاهما إمتناع الحمل أو الإنجاب, لكن أنظر إلى لغة العرب. كيف ننطق الراء؟ الفم مفتوح والراء يتكرر، والميم: الفم مقفل مجرى النطق الطبيعي أُغلق ويخرج الصوت من الأنف غنّة من الأنف. ويقال لقحت الناقة عن عُقر، يعني ناقة مضى عليها زمن لم تحمل ثم حملت قالوا هذه عاقر. عقر بالراء لأن الراء أهون من الميم وليس فيها غلق. إذن العقر قد يعقبه حمل. (قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ (40) آل عمران) لما قال عاقراً يمكن أن تحمل. لما دعا الله كان يتوقع أن يستجيب الله تعالى له لكن مع ذلك لما فوجيء بأن ما دعا به الله صار مستغرباً (وكانت امرأتي عاقراً) والعاقر يمكن أن تحمل.
العُقم هوالداء الذي لا يُبرأ منه وكلمة العقم لا نتيجة من ورائه. يقال رحمٌ معقومة أي مسدودة لا تنفتح ولا تلد. ويقال ريح عقيم لا تلقح سحاباً ولا شجراً ويوم القيامة يوم عقيم لأنه لا يوم بعده. الآن يستعملون معالجة العقم هذا إستعمال محدث، (يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (50) الشورى).أى ليس هناك مجال للإنجاب.
_____________
أحصاهم و عدّهم
قال تعالى (لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا) (94) مريم
العدُّهو ضمُّ الأعداد بعضها إلى بعض واحد اثنان ثلاثة أربعة، أما الاحصاء فيكون مع العدّ الحفظ والإحاطة. العد ليس بالضرورة حفظها في مكان واحد أما الاحصاء فلا بد أن يكون فيه حفظ لما تعدّه فهو عدّ مع حفظ أما العدّ فهو مجرد ضم الأعداد دون حفظ. (لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا) عرف عددهم وحفظهم. لا يوجد ترادف في القرآن الكريم.
_____________
أوصاني و وصّى
القرآن يستعمل أوصى للأمور المادية (يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ) يوصي من أوصى، ووصّى للأمور المعنوية (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ (13) الشورى) وفي المرة التي استعمل فيها أوصى للصلاة أتبعها بالزكاة في قوله تعالى (وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31) مريم).
_____________
هَوْنا و هُون
قال تعالى في سورة الفرقان (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً {63}).
وقال في سورة النحل (يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاء مَا يَحْكُمُونَ {59}) الهَوْن هو الوقار والتؤدة، أما الهُون فهو الذلّ والعار.
><><><><><><><><
عباد و عبيد
كلمة عباد تضاف إلى لفظ الجلالة فالذين يعبدون الله يضافون للفظ الجلالة فيزدادون تشريفاً، فيقال عباد الله كما ورد في سورة الفرقان (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً {63})، أما كلمة عبيد فهي تُطلق على عبيد الناس والله معاً وعادة تضاف إلى الناس والعبيد تشمل الكل محسنهم ومسيئهم كما ورد في سورة ق (مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ {29}). العبد يُجمع على عباد و يُجمع على عبيد.
_______________
============
أما ما جمعناه:
قال تعالى {وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَن لَّا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}
{ظنوا} بمعنى أيقنوا
وقال تعالى {وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ}
{ظنوا} بمعنى حسِبوا
_______
قال تعالى {وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ}
{الجنة} بمعنى جنة الخلد
قال تعالى {إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ}
{الجنة} بمعنى الحديقة
________
قال تعالى {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ}
{وراء} ما أُنزل بعده
وقال تعالى {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُم مَّا وَرَاءَ ذَلِكُمْ}
{وراء} بمعنى ما سواهن
وقال تعالى {أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُم مَّلِكٌ يَاخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا}
{وراءهم} بمعنى أمامهم
وقال تعالى {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ}
{وراء} بمعنى خلف
_________
قال تعالى {فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَن تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى}
{تضل} بمعنى تنسى
وقال تعالى {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلَالَةَ وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّوا السَّبِيلَ}
{تضلوا} بمعنى تنحرفوا
——-
(وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ)
[سورة المدثر 4]
قال ابن كثير:
وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4)
وقوله: (وثيابك فطهر) قال الأجلح الكندي، عن عكرمة، عن ابن عباس: أنه أتاه رجل فسأله عن هذه الآية: (وثيابك فطهر) قال: لا تلبسها على معصية ولا على غدرة. ثم قال: أما سمعت قول غيلان بن سلمة الثقفي:
فإني بحمد الله لا ثوب فاجر لبست ولا من غدرة أتقنع
وقال ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس [في هذه الآية] (وثيابك فطهر) قال: في كلام العرب: نقي الثياب. وفي رواية بهذا الإسناد: فطهر من الذنوب. وكذا قال إبراهيم، والشعبي، وعطاء.
وقال الثوري، عن رجل، عن عطاء، عن ابن عباس في هذه الآية: (وثيابك فطهر) قال: من الإثم. وكذا قال إبراهيم النخعي.
وقال مجاهد: (وثيابك فطهر) قال: نفسك، ليس ثيابه. وفي رواية عنه: (وثيابك فطهر) عملك فأصلح، وكذا قال أبو رزين. وقال في رواية أخرى: (وثيابك فطهر) أي: لست بكاهن ولا ساحر، فأعرض عما قالوا.
وقال قتادة: (وثيابك فطهر) أي: طهرها من المعاصي، وكانت العرب تسمي الرجل إذا نكث ولم يف بعهد الله إنه لمدنس الثياب، وإذا وفى وأصلح: إنه لمطهر الثياب.
وقال عكرمة والضحاك: لا تلبسها على معصية.
وقال الشاعر
إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه فكل رداء يرتديه جميل
وقال العوفي، عن ابن عباس: (وثيابك فطهر) [يعني] لا تك ثيابك التي تلبس من مكسب غير طائب، ويقال: لا تلبس ثيابك على معصية.
وقال محمد بن سيرين: (وثيابك فطهر) أي: اغسلها بالماء.
وقال ابن زيد: كان المشركون لا يتطهرون، فأمره الله أن يتطهر، وأن يطهر ثيابه.
وهذا القول اختاره ابن جرير، وقد تشمل الآية جميع ذلك مع طهارة القلب، فإن العرب تطلق الثياب عليه، كما قال امرؤ القيس:
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل وإن كنت قد أزمعت هجري فأجملي
وإن تك قد ساءتك مني خليقة فسلي ثيابي من ثيابك تنسل
وقال سعيد بن جبير: (وثيابك فطهر) وقلبك ونيتك فطهر.
وقال محمد بن كعب القرظي والحسن البصري: وخلقك فحسن
قال السعدي:
وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4)
{وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} يحتمل أن المراد بثيابه، أعماله كلها، وبتطهيرها تخليصها والنصح بها، وإيقاعها على أكمل الوجوه، وتنقيتها عن المبطلات والمفسدات، والمنقصات من شر ورياء، [ونفاق]، وعجب، وتكبر، وغفلة، وغير ذلك، مما يؤمر العبد باجتنابه في عباداته.
ويدخل في ذلك تطهير الثياب من النجاسة، فإن ذلك من تمام التطهير للأعمال خصوصا في الصلاة، التي قال كثير من العلماء: إن إزالة النجاسة عنها شرط من شروط الصلاة.
ويحتمل أن المراد بثيابه، الثياب المعروفة، وأنه مأمور بتطهيرها عن [جميع] النجاسات، في جميع الأوقات، خصوصا في الدخول في الصلوات، وإذا كان مأمورا بتطهير الظاهر، فإن طهارة الظاهر من تمام طهارة الباطن.
أما في قوله تعالى فالمقصود الثياب:
(أَلَا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلَا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ)
[سورة هود 5]
قال ابن عباس: كانوا يكرهون أن يستقبلوا السماء بفروجهم، وحال وقاعهم، فأنزل الله هذه الآية. رواه البخاري من حديث ابن جريج، عن محمد بن عباد بن جعفر ; أن ابن عباس قرأ: ” ألا إنهم تثنوني صدورهم “، فقلت: يا أبا عباس، ما تثنوني صدورهم؟ قال: الرجل كان يجامع امرأته فيستحيي – أو: يتخلى فيستحيي فنزلت: ” ألا إنهم تثنوني صدورهم “.
وفي لفظ آخر له: قال ابن عباس: أناس كانوا يستحيون أن يتخلوا، فيفضوا إلى السماء، وأن يجامعوا نساءهم فيفضوا إلى السماء، فنزل ذلك فيهم.
ثم قال: حدثنا الحميدي، حدثنا سفيان، حدثنا عمرو قال: قرأ ابن عباس ” ألا إنهم يثنوني صدورهم ليستخفوا منه ألا حين يستغشون ثيابهم “.
قال البخاري: وقال غيره، عن ابن عباس: (يستغشون) يغطون رءوسهم.
وقال ابن عباس في رواية أخرى في تفسير هذه الآية: يعني به الشك في الله، وعمل السيئات، وكذا روي عن مجاهد، والحسن، وغيرهم: أي أنهم كانوا يثنون صدورهم إذا قالوا شيئا أو عملوه، يظنون أنهم يستخفون من الله بذلك، فأعلمهم الله تعالى أنهم حين يستغشون ثيابهم عند منامهم في ظلمة الليل، (يعلم ما يسرون) من القول: (وما يعلنون إنه عليم بذات الصدور) أي: يعلم ما تكن صدورهم من النيات والضمائر والسرائر. وما أحسن ما قال زهير بن أبي سلمى في معلقته المشهورة:
فلا تكتمن الله ما في نفوسكم ليخفى، فمهما يكتم الله يعلم يؤخر فيوضع في كتاب فيدخر
ليوم حساب، أو يعجل فينقم
فقد اعترف هذا الشاعر الجاهلي بوجود الصانع وعلمه بالجزئيات، وبالمعاد وبالجزاء، وبكتابة الأعمال في الصحف ليوم القيامة.
وقال عبد الله بن شداد: كان أحدهم إذا مر برسول الله – صلى الله عليه وسلم – ثنى صدره، وغطى رأسه فأنزل الله ذلك.
وعود الضمير على الله أولى; لقوله: (ألا حين يستغشون ثيابهم يعلم ما يسرون وما يعلنون).
وقرأ ابن عباس: ” ألا إنهم تثنوني صدورهم “، برفع الصدور على الفاعلية، وهو قريب المعنى.
قال السعدي:
يخبر تعالى عن جهل المشركين، وشدة ضلالهم، أنهم {يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ} أي: يميلونها {لِيَسْتَخْفُوا} من الله، فتقع صدورهم حاجبة لعلم الله بأحوالهم، وبصره لهيئاتهم.
قال تعالى -مبينا خطأهم في هذا الظن- {أَلَا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ} أي: يتغطون بها، يعلمهم في تلك الحال، التي هي من أخفى الأشياء.
بل {يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ} من الأقوال والأفعال {وَمَا يُعْلِنُونَ} منها، بل ما هو أبلغ من ذلك، وهو: {إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} أي: بما فيها من الإرادات، والوساوس، والأفكار، التي لم ينطقوا بها، سرا ولا جهرا، فكيف تخفى عليه حالكم، إذا ثنيتم صدوركم لتستخفوا منه.
ويحتمل أن المعنى في هذا أن الله يذكر إعراض المكذبين للرسول الغافلين عن دعوته، أنهم -من شدة إعراضهم- يثنون صدورهم، أي: يحدودبون حين يرون الرسول صلى الله عليه وسلم لئلا يراهم ويسمعهم دعوته، ويعظهم بما ينفعهم، فهل فوق هذا الإعراض شيء؟ ”
ثم توعدهم بعلمه تعالى بجميع أحوالهم، وأنهم لا يخفون عليه، وسيجازيهم بصنيعهم
وقال تعالى (وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا)
[سورة نوح 7]
وذكرت الثياب لأهل الجنة
قال تعالى (أُولَائِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا)
[سورة الكهف 31]
وذكرت الثياب لأهل النار:
قال تعالى (هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ)
[سورة الحج 19]
——‘—–
كلمة اللباس: الخلط، السكن، الثياب العمل الصالح
الخلط: قال تعالى (وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ)
[سورة البقرة 42]
السكن
قال تعالى (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ … َ)
[سورة البقرة 187]
وقال تعالى
(وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا)
[سورة الفرقان 48]
العمل الصالح والثياب:
وقال تعالى:
(يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ)
[سورة الاعراف 26]
قال تعالى (يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ)
[سورة الاعراف 27]
إنزال العذاب
قال تعالى (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَاتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ)
[سورة النحل 112]
—–
لفظ حميم
قال تعالى:
(وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لَا يُؤْخَذْ مِنْهَا أُولَائِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِمَا كَسَبُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ) [سورة الانعام 70]
قال تعالى (وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ)
[سورة غافر 18]
قال تعالى (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ)
[سورة فصلت 34]