64 – فتح رب البرية بينابيع الحكمة من أقوال الأئمة
جمع أحمد بن خالد وآخرين
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف الشيخ د. سيف بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وأن يبارك في ذرياتهم وذرياتنا)
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
(1988): قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
إذا قال قائل: نحن الآن واقعون في مشكلة بالنسبة لقبر الرسول ? الآن، فإنه في وسط المسجد؛ فما هو الجواب؟
قلنا: الجواب على ذلك من وجوه:
الوجه الأول: أن المسجد لم يبن على القبر؛ بل بني المسجد في حياة النبي ?.
الوجه الثاني: أن النبي ? لم يدفن في المسجد حتى يقال: إن هذا من دفن الصالحين في المسجد، بل دفن في بيته.
الوجه الثالث: أن إدخال بيوت الرسول ?، ومنها بيت عائشة مع المسجد ليس باتفاق من الصحابة، بل بعد أن انقرض أكثرهم ولم يبق منهم إلا القليل، وذلك عام (94) م تقريبا؛ فليس مما أجازه الصحابة أو أجمعوا عليه، مع أن بعضهم خالف في ذلك، وممن خالف أيضا سعيد بن المسيب من التابعين؛ فلم يرض بهذا العمل.
الوجه الرابع: أن القبر ليس في المسجد، حتى بعد إدخاله؛ لأنه في حجرة مستقلة عن المسجد؛ فليس المسجد مبنيا عليه، ولهذا جعل هذا المكان محفوظا ومحوطا بثلاثة جدران، وجعل الجدار في زاوية منحرفة عن القبلة، أي مثلث، والركن في الزاوية الشمالية، بحيث لا يستقبله الإنسان إذا صلى لأنه منحرف.
* فبهذا كله يزول الإشكال الذي يحتج به أهل القبور، ويقولون هذا منذ عهد التابعين إلى اليوم، والمسلمون قد أقروه ولم ينكروه؛ فنقول: إن الإنكار قد وجد حتى في زمن التابعين، وليس محل إجماع، وعلى فرض أنه إجماع؛ فقد تبين الفرق من الوجوه الأربعة التي ذكرناها. [مجموع فتاوى ورسائل، لابن عثيمين (ت (1421))، (9/ 393 – 394) – تراث].
______________
(1989): عَنْ عَبْدِ اللهِ ابن مسعود -رضي الله عنه- قَالَ: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَلْقَى اللهَ غَدًا مُسْلِمًا فَلْيُحَافِظْ عَلَى هَؤُلَاءِ الصَّلَوَاتِ حَيْثُ يُنَادَى بِهِنَّ فَإِنَّ اللهَ شَرَعَ لِنَبِيِّكُمْ ? سُنَنَ الْهُدَى، وَإِنَّهُنَّ مِنْ سُنَنِ الْهُدَى. وَلَوْ أَنَّكُمْ صَلَّيْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ كَمَا يُصَلِّي هَذَا الْمُتَخَلِّفُ فِي بَيْتِهِ لَتَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ. وَلَوْ تَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ لَضَلَلْتُمْ. وَمَا مِنْ رَجُلٍ يَتَطَهَّرُ فَيُحْسِنُ الطُّهُورَ ثُمَّ يَعْمِدُ إِلَى مَسْجِدٍ مِنْ هَذِهِ الْمَسَاجِدِ إِلَّا كَتَبَ اللهُ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةً يَخْطُوهَا حَسَنَةً وَيَرْفَعُهُ بِهَا دَرَجَةً وَيَحُطُّ عَنْهُ بِهَا سَيِّئَةً، وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا وَمَا يَتَخَلَّفُ عَنْهَا إِلَّا مُنَافِقٌ مَعْلُومُ النِّفَاقِ. وَلَقَدْ كَانَ الرَّجُلُ يُؤْتَى بِهِ يُهَادَى بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ حَتَّى يُقَامَ فِي الصَّفِّ». صحيح مسلم – ط التركية (2) / (124)
______________
(1990): السؤال
ما معنى قوله: (سبحات وجهه)؟
الجواب
ذكر بعضهم كـ السفاريني وغيره بأن المقصود بـ (سبحات وجهه) بأنوار بصره والله أعلم.
شرح الاقتصاد في الاعتقاد (4) / (14) — عبد العزيز بن عبد الله الراجحي
______________
(1991): روى الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير أنّ داود قال لابنه سليمان:
يا بنيّ، لا تستقل عدوّا واحدا ولا تستكثر ألف صديق، ولا تستبدل بأخ قديم أخا مستحدثا ما أستقام لك.
وقالوا: الصديق من صدقك ودّه، وبذل لك رفده.
وقالوا: خير الإخوان من أقبل عليك إذا أدبر الزمان عنك.
العقد الفريد (2) / (161)
______________
(1992): قال التابعي ميمون بن مهران:
لا يكون الرجل تقيًا
حتى يحاسب نفسه
محاسبة شريكه،
وحتى يعلم من أين ملبسه
ومطعمه ومشربه.
(الزهد لوكيع (23))
______________
(1993): قال ابن بطال رحمه الله: فمن كان كثير الذنوب وأراد أن يحطَّها الله عنه بغير تعب؛ فليغتنم ملازمة مكان مصلاه بعد الصلاة، ليستكثر من دعاء الملائكة واستغفارهم له، فهو مرجو إجابته، لقوله تعالى: {وَلا يَشْفَعُونَ إِلا لِمَنِ ارْتَضَى} [الأنبياء: (28)] ”
شرح صحيح البخاري لابن بطال ((2) / (95))
______________
(1994): شكا رجل إلى إبراهيم بن أدهم كثرة عياله؟
فقال له إبراهيم: يا أخي.
انظر كل من في منزلك ليس رزقه على الله فحوله إلى منزلي
شعب الإيمان [? (272)].
______________
(1995): قال الشيخ سليمان الرحيلي: الإنسان يتخلى مما يكون متلبسًا به خارج بيته، يحتكّ بإنسانة تطالبه بمطالب، ويطالبها بمطالب، يعيشان معا فترة طويلة، هذا الأمر لا يمكن أن يُحمَه، ولا يمكن أن يجعله قائما صحيحا مستمرا متجددا، تتدفّق فيه دماء الحبّ والسعادة، إلاّ الدين مع حُسنِ الخلقِ، كلّ شيء أيّها الأحبة يَذْبُل بالاحتكاك والمعاشرة، إلاّ التديّن مع حسن الخلق، يبقى دائما قائما نضِرًا، يُجدّد لأصحابه الخير والسعادة
حق الزوجين | ص (13)
______________
(1996): قال الشيخ السعدي -رحمه الله-:
مجلس علم تجلسه خير لك من الدنيا وما فيها، وفائدة تستفيدها وتنتفع بها لا شيء يزنها ويساويها ..
الفواكه الشهية (1) / (179)
______________
(1997): قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
“فإن الصدقة من جنس القتال؛ فالجبان يرجف
والشجاع يثبت”.
مجموع الفتاوى 95/ 14
______________
(1998): حلم ابن عون
*كان عبد الله بن عون لا يغضب، فإذا أغضبه رجل، قال: بارك الله فيك. حلية الأولياء لأبي نعيم (3/ 39) *.
قال الشيخ عبدالرزاق البدر حفظه الله:
ليتنا نعتبر مقارنة بحالنا ومقالنا عند الغضب، يدعو بهذه الدعوة العظيمة لمن أغضبه، فماذا كان يقول إذًا حال ارتياحه وانبساطه، إنَّها القوة والشدة أن يملك نفسه هكذا عند غضبه.
https://al-badr.net/muqolat/2606
______________
(1999): { وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} يَتَضَمَّنُ ثلاثة أمور: العلم والتقوى والتأثير؛ لأن من لم يَكُنْ عَالما لم يَكُنْ قُدْوَةً، ومَن لم يكن مُتَّقِيًا لم يكن قدوةً، ومن لم يكن مؤثرًا لم يكن قدوةً أَيْضًا، والتأثير بالقَوْلِ والفعل له دورٌ كبيرٌ، تَجِدُ مثلا رجلين متقاربين في العلمِ لَكِنَّ أَحدهما يَصْرِفُ اللهُ القلوبَ إليه فيَتَّخِذُونَه قُدوةً، والآخر لا يحصل له هَذَا الأمرُ، فلهذا نقولُ: نَزِيدُ عَلَى العلم والتقوى التأثير، والتأثير كما هو معروفٌ يَكُونُ سَبَبه قوَّة البيانِ والفَصَاحَة، إذا كَانَ التأثير بالقَوْلِ، وَيَكُون سَبَبَه أَيْضًا الاستقامة وحُسْن السُّلُوك، إذا كَانَ تأثيرًا بالفعل.
تفسير سورة الفرقان ابن عثيمين ص (328)
______________
(2000): هل إمام المسجد إمام للمتقين؟
قال الله تعالى
{وَاجعَلنا لِلمُتَّقينَ إِمامًا}
وفي هَذَا دليلٌ عَلَى فَضيلة الإمامة في الدين، ومنها إمامة المساجد، فإنَّ الإمام في المسجد إمام للمتقين؛ لأن الَّذِينَ يأتون للصلاة متَّقون إن شاء اللهُ، فَهُوَ إمام لهم، فيدل ذلك على فضيلة تولّي الإمامة في المساجد
تفسير سورة الفرقان ابن عثيمين ص (329)
______________
(2001): وإن برّ الأمهات يبلغ بصاحبه الدرجات العُلى
روى البخاري من حديث أنس بن مالك أن الرُّبيِّع بنت النضر – عمة أنس أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا نبي الله ألا تحدثني عن حارثة؟ – وكان قتل يوم بدر أصابه سهم – فإن كان في الجنة صبرتُ، وإن كان غير ذلك اجتهدت عليه في البكاء قال: يا أم حارثة إنها جنان في الجنة، وإن ابنك أصاب الفردوس الأعلى.
هذا الرجل أوصلَه برُّه إلى الجنة.
فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بينا أنا أدور في الجنة سمعت صوت قارئ فقلت من هذا؟ فقالوا: حارثة بن النعمان. قال: كذلكم البر. كذلكم البر. قال: وكان أبرَّ الناس بأمِّه. رواه الإمام أحمد وابن حبان والحاكم، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين. وهو كما قال.
______________
(2002): قالَ ابنُ رجب -رحمه اللهُ:
افتقار القلب في الدعاء وانكساره لله -عزّ وجلَّ- واستشعاره شِدَّة الفاقةَ إليه والحاجة. وعلى قَدرِ هذه الحرقة والفَاقة تكون إجابة الدعاء.
[مجموع الرسائل ((302) / (1))]
______________
(2003)
): قال الله تعالى: (وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا) فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ)
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: ولا تَمِيلُوا.
تفسير الطبري جامع البيان – ط هجر (12) / (601)
قال البغوي في تفسيره: وَالرُّكُونُ: هُوَ الْمَحَبَّةُ وَالْمَيْلُ بِالْقَلْبِ.
تفسير البغوي – إحياء التراث (2) / (469)
وَقَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ: لا تَرْضَوْا بِأَعْمَالِهِمْ. قَالَ السُّدِّيُّ: لا تُدَاهِنُوا الظَّلَمَةَ. اهـ.
الدرر السنية في الأجوبة النجدية (8) / (172)
______________
(2004): قال سبحانه وتعالى: (وَلا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا)
قال ابن عطية: الْخَوّان: هو الذي تتكرر منه الخيانة، والأثيم: هو الذي يقصدها، فيخرج مِن هذا الشديد الساقط مرة واحدة ونحو ذلك مما يجيء مِن الخيانة بغير قصد أو على غَفلة. اهـ.
تفسير ابن عطية = المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز (2) / (110)
______________
(2005): قال الشيخ ابن العثيمين رحمه الله:
الذّنوب قَد تحُول بيْن الانسان وتَوفيقه، فلا يُوَفّق ولا يُجاب دعاؤه.
شرح العقيدة الواسطية ((321) / (1))
______________
(2006): قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
” قوله تعالى: (فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ)؛ (فِي) معناها “مع”؛ يعني يأتي مصاحباً لهذه الظلل؛ وإنما أخرجناها عن الأصل الذي هو الظرفية؛ لأنا لو أخذناها على أنها للظرفية صارت هذه الظلل محيطة بالله عزّ وجلّ؛ والله أعظم وأجلّ من أن يحيط به شيء من مخلوقاته؛ ونظير ذلك أن نقول: جاء فلان في الجماعة الفلانية أي معهم -؛ وإن كان هذا التنظير ليس من كل وجه؛ لأن فلاناً يمكن أن تحيط به الجماعة؛ ولكن الله لا يمكن أن يحيط به الظلل؛ وهذا الغمام يأتي مقدمة بين يدي مجيء الله عزّ وجلّ، كما قال تعالى: (وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ) … ” انتهى من “تفسير سورة البقرة” (3/ 12).
______________
(2007): قال الشيخ السعدي -رحمه الله-:
إن المسافر لطلب علم أو جهاد أو نحوه، إذا اقتضت المصلحة الإخبار بمطلبه، وأين يريده، فإنه أكمل من كتمه، فإن في إظهاره فوائد من الاستعداد له عدته، وإتيان الأمر على بصيرة، وإظهارًا لشرف هذه العبادة الجليلة، كما قال موسى: {لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا}
وكما أخبر النبي ? أصحابه حين غزا تبوك بوجهه، مع أن عادته التورية، وذلك تبع للمصلحة.
تيسير الكريم الرحمن (1) / (482)
______________
(2008): قَالَ اِبْن الْجَوْزِيّ رحمه الله: ” لَمَّا كَانَ التَّعَفُّفُ يَقْتَضِي سَتْرَ الْحَالِ عَنِ الْخَلْقِ وَإِظْهَارِ الْغِنَى عَنْهُمْ فَيَكُونُ صَاحِبُهُ مُعَامِلًا لِلَّهِ فِي الْبَاطِنِ فَيَقَعُ لَهُ الرِّبْحُ عَلَى قَدْرِ الصِّدْقِ فِي ذَلِكَ وَإِنَّمَا جُعِلَ الصَّبْرُ خَيْرَ الْعَطَاءِ لِأَنَّهُ حَبْسُ النَّفْسِ عَنْ فِعْلِ مَا تُحِبُّهُ وَإِلْزَامُهَا بِفِعْلِ مَا تَكْرَهُ فِي الْعَاجِلِ مِمَّا لَوْ فَعَلَهُ أَوْ تَرَكَهُ لَتَأَذَّى بِهِ فِي الْآجِلِ “.
انتهى من الفتح” (11/ 304).
______________
(2009): وَأخرج عَن سُفْيَان الثَّوْريّ قَالَ: (لَا أعلم شَيْئا من الْأَعْمَال أفضل من طلب الحَدِيث لمن حسنت فِيهِ نِيَّته).
مفتاح الجنة في الاحتجاج بالسنة (1) / (51)
وقال أيضًا: «لا نعلم شيئًا من الأعمال أفضل من طلب العلم والحديث لمن حسنت فيه نيته».
صفحات مشرقة من حياة السلف – سفيان الثوري (1) / (144)
______________
(2010): قال الإمامُ ابنُ رَجبٍ في (لطائفِ المَعارِفِ) (ص (437)):
“لا يَكمُلُ التّزيُّنُ الظّاهرُ إلّا بتزيُّنِ البَاطنِ بالتّوبةِ والإنابةِ إلى اللهِ وتطهيرِه مِنْ أدْناسِ الذُّنوبِ و أَوْضَارِها؛ فإنّ زينةَ الظّاهرِ معَ خَرابِ البَاطنِ لا تُغْني شيئاً، قال اللهُ تعالى:
{يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ}.
إِذَا المَرْءُ لمْ يَلْبَسْ ثِيَابَاً مِنَ التُّقَى.
تجَرَّدَ عُرْيَانَاً وَإِنْ كَانَ كَاسِيَاً”
______________
(2011): قال سماحة الشيخ محمد السبيل رحمه الله:
ومجانبة الغضب من سمات العقلاء …
| الفتاوى: 3 – 370 |
______________
(2012): قال ابن عثيمين -رحمه الله-:
*من معاني اسم الله الجبار*
جبر الرحمة، فإنه سبحانه يجبر الضعيف بالغنى والقوة، ويجبر الكسير بالسلامة، ويجبر المنكسرة قلوبهم بإزالة كسرها، وإحلال الفرج والطمأنينة فيها، وما يحصل لهم من الثواب والعاقبة الحميدة إذا صبروا على ذلك من أجله.
مجموع فتاوى ورسائل العثيمين (1) / (160)
______________
(2013): “الجبار له ثلاث معان”:
الأول: جبر القوة، فهو سبحانه وتعالى الجبار، الذي يقهر الجبابرة، ويغلبهم بجبروته وعظمته، فكل جبار وإن عظم فهو تحت قهر الله عز وجل وجبروته في يده وقبضته.
الثاني: جبر الرحمة، فإنه سبحانه يجبر الضعيف بالغِنى والقوة، ويجبر الكسير بالسلامة، ويجبر المنكسرة قلوبهم بإزالة كسرها، وإحلال الفرج والطمأنينة فيها؛ وما يحصل لهم من الثواب والعاقبة الحميدة إذا صبروا على ذلك من أجله.
الثالث: جبر العلو فإنه سبحانه فوق خلقه عالٍ عليهم، وهو مع علوه قريب منهم يسمع أقوالهم، ويرى أفعالهم، ويعلم ما توسوس به نفوسهم.
قال ابن القيم في النونية في معنى الجبار:
وكذلك الجبار في أوصافه … والجبر في أوصافه قسمان
جبر الضعيف وكل قلب قد غدا … ذا كسرة فالجبر منه دان
والثاني جبر القهر بالعز الذي … لا ينبغي لسواه من إنسان
وله مسمى ثالث وهو العلو … فليس يدنو منه إنسان
من قولهم جبارة للنخلة العلـ … يا التي فاقت كل بنان” انتهى.
فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله
“فتاوى العقيدة” (صـ 56).
______________
(2014): قال ابن القيم رحمه الله:
يوم الجمعة هو في الأيام كشهر رمضان في الشهور
وساعة الإجابة فيه كليلة القدر في رمضان.
زاد المعاد (1) / (492)
______________
(2015): {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَا ءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِل?ا ذَ ا?لِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا? فَوَيْل? لِّلَّذِينَ كَفَرُوا? مِنَ النَّارِ ((27)) أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا? وَعَمِلُوا? الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ ((28)) كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَك? لِّيَدَّبَّرُو ا? آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُو?لُوا? الْأَلْبَابِ ((29))} [ص (27) – (29)]
يُخْبِرُ تَعَالَى أَنَّهُ مَا خَلَقَ الْخَلْقَ عَبَثًا وَإِنَّمَا خَلَقَهُمْ لِيَعْبُدُوهُ وَيُوَحِّدُوهُ ثُمَّ يَجْمَعُهُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ فَيُثِيبُ الْمُطِيعَ وَيُعَذِّبُ الْكَافِرَ وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالأرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا} أَيِ: الَّذِينَ لَا يَرَوْنَ بَعْثًا وَلَا مَعَادًا وَإِنَّمَا يَعْتَقِدُونَ هَذِهِ الدَّارَ فَقَطْ، {فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ} أَيْ: وَيْلٌ لَهُمْ يَوْمَ مَعَادِهِمْ وَنَشُورِهِمْ مِنَ النَّارِ الْمُعَدَّةِ لَهُمْ. ثُمَّ بَيَّنَ تَعَالَى أَنَّهُ مِنْ عَدْلِهِ وَحِكْمَتِهِ لَا يُسَاوِي بَيْنَ الْمُؤْمِنِ وَالْكَافِرِ فَقَالَ: {أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الأرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ} أَيْ: لَا نَفْعَلُ ذَلِكَ وَلَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ، وَإِذَا كَانَ الْأَمْرُ كَذَلِكَ فَلَا بُدَّ مِنْ دَارٍ أُخْرَى يُثَابُ فِيهَا هَذَا الْمُطِيعُ وَيُعَاقَبُ فِيهَا هَذَا الْفَاجِرُ.
وَهَذَا الْإِرْشَادُ يَدُلُّ الْعُقُولَ السَّلِيمَةَ وَالْفِطَرَ الْمُسْتَقِيمَةَ عَلَى أَنَّهُ لَا بُدَّ مِنْ مَعَادٍ وَجَزَاءٍ فَإِنَّا نَرَى الظَّالِمَ الْبَاغِيَ يَزْدَادُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ وَنَعِيمُهُ وَيَمُوتُ كَذَلِكَ وَنَرَى الْمُطِيعَ الْمَظْلُومَ يَمُوتُ بِكَمَدِهِ فَلَا بُدَّ فِي حِكْمَةِ الْحَكِيمِ الْعَلِيمِ الْعَادِلِ الَّذِي لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ مِنْ إِنْصَافِ هَذَا مِنْ هَذَا. وَإِذَا لَمْ يَقَعْ هَذَا فِي هَذِهِ الدَّارِ فَتَعَيَّنَ أَنَّ هُنَاكَ دَارًا أُخْرَى لِهَذَا الْجَزَاءِ وَالْمُوَاسَاةِ. وَلَمَّا كَانَ الْقُرْآنُ يُرْشِدُ إِلَى الْمَقَاصِدِ الصَّحِيحَةِ وَالْمَآخِذِ الْعَقْلِيَّةِ الصَّرِيحَةِ، قَالَ: {كِتَابٌ أَنزلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الألْبَابِ} أَيْ: ذَوُو الْعُقُولِ وَهِيَ الْأَلْبَابُ، جَمْعُ لُبٍّ، وَهُوَ العقل. قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ: وَاللَّهِ مَا تَدَبُّره بِحِفْظِ حُرُوفِهِ وَإِضَاعَةِ حُدُودِهِ، حَتَّى إِنَّ أَحَدَهُمْ لَيَقُولُ: قَرَأْتُ الْقُرْآنَ [كُلَّهُ] مَا يُرَى لَهُ القرآنُ فِي خُلُقٍ وَلَا عَمَلٍ. رَوَاهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ.
(تفسير ابن كثير — ابن كثير ((774) هـ))
______________
(2016): من كان سليم القلب فإن الله تعالى قد يهبه فراسة يعرف بها الإثم حتى أن نفسه لا تطمئن له ولا ترتاح له وهذه نعمة الله على الإنسان.
(شرح بلوغ المرام ج15ص33)
ابن عثيمين
______________
(2017): سئل ابن سيرين -رحمه الله تعالى- ما القلب السَّليم؟
فقال:
النَّاصح لله في خلقه؟
فقال: النَّاصح لله في خلقه.
((الهداية إلى بلوغ النهاية))
لمكي بن أبي طالب (9/ 6122).
______________
(2018): قال ابن تيمية:
القلب إذا ذاق طعم عبادة الله والإخلاص له لم يكن عنده شيء قط أحلى من ذلك ولا ألذّ ولا أمتع ولا أطيب.
العبودية ص (90)
______________
(2019): سئل الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله:
” أصلي النافلة أحيانا، ويحدث أن يسلم الرجل الجالس عن يميني على الرجل الجالس على يساري وأنا في صلاتي، فهل يقطع ذلك الصلاة؟
فأجاب: لا يضر، لا، هذا في المرور، أما كونه يمد يده لأخيه والآخر يمد يده لا يضر، لا حرج في هذا ” انتهى من ” فتاوى نور على الدرب ” (9/ 348).
______________
(2020): قال ابن عثيمين-رحمه الله-:
(وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ) يعني نسي ما قدمت يداه من الكفر والمعاصي والاستكبار وغير ذلك مما يمنعه عن قبول الحق، لأن الإنسان والعياذ بالله كلما أوغل في المعاصي، ازداد بعدًا عن الإقبال على الحق كما قال الله: (فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ) (الصف: الآية (5))، *ولذلك يجب أن يُعلم أن من أشد عقوبات الذنوب أن يعاقب الإنسان بمرض القلب والعياذ بالله،* فالإنسان إذا عوقب بهلاك حبيب أو فقد محبوب من المال، فهذه عقوبة لا شك، لكن إذا عوقب بانسلاخ القلب فهذه العقوبة أشد ما يكون. يقول ابن القيم:
والله ما خوفي الذنوب فإنها لعلى طريق العفو والغفران
وإنما أخشى انسلاخ القلب من تحكيم هذا الوحي والقرآن
هذا هو الذي يخشاه الإنسان العاقل، أما المصائب الأخرى فهي كفارات وربما تزيد العبد إيمانًا.
تفسير العثيمين: الكهف (1) / (103)
______________
(2021): قال الشيخ صالح ال الشيخ -حفظه الله-:
الواجب إذًا على المُوَحِّدْ أن يخاف ذنبه ولا ييأس من رَوْحِ الله.
كل أحد يُذنِبْ ولكن إذا أَذْنَبَ استغفر.
يخاف ذنبه ويخشى أنَّ الله عز وجل لم يقبل توبته، لم يقبل حوبته، لم يقبل إنابته، يرجو رحمة الله عز وجل ويخاف ذنوبه.
فما اجتمع هذان في قلب أحد إلا ونجا، وهو رجاء الرحمة وخوف الذنوب.
وهذا هو سبيل الحق الذي هو بين الأمن الإياس لأهل القبلة.
إتحاف السائل بما في الطحاوية من مسائل (1) / (388)
______________
(2022): قال السعدي -رحمه الله-:
فوالله لترك كل شهوة ولذة وان عسر تركها على النفس في هذه الدار أيسر من معاناة تلك الشدائد واحتمال تلك الفضائح ..
تيسير الكريم الرحمن (1) / (128)
______________
(2023): جاء في الفروع لـ ابن مفلح – رحمه الله -: ” وليحذر العاقل إطلاق البصر؛ فإن العين ترى غير المقدور عليه، غير ما هو عليه “.
الفروع وتصحيح الفروع (8) / (181) — شمس الدين ابن مفلح (ت (763))
______________
(2024): الْحَمْد لله بمحامده الَّتِي حمد بهَا نَفسه وحمده بهَا الَّذين اصْطفى حمدا طيبا مُبَارَكًا فِيهِ كَمَا يحب رَبنَا ويرضى.
صيغ الحمد (1) / (66) — ابن القيم (ت (751))
______________
(2025): {وَإِذا سَأَلَكَ عِبادي عَنّي فَإِنّي قَريبٌ أُجيبُ دَعوَةَ الدّاعِ إِذا دَعانِ فَليَستَجيبوا لي وَليُؤمِنوا بي لَعَلَّهُم يَرشُدونَ} [البقرة: (186)]
تفسير السعدي:
هذا جواب سؤال. سأل النبيَّ ? بعضُ أصحابه فقالوا: يا رسول الله، أقريب ربنا فنناجيه، أم بعيد فنناديه؟ فنزل {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب}؛ لأنه تعالى الرقيب الشهيد المطلع على السر وأخفى يعلم خائنةَ الأعين وما تخفي الصدور فهو قريب أيضًا من داعيه بالإجابة، ولهذا قال: {أجيب دعوة الداع إذا دعان}؛ والدعاء نوعان: دعاء عبادة، ودعاء مسألة.
والقرب نوعان: قرب بعلمه من كل خلقه، وقرب من عابديه وداعيه بالإجابة والمعونة والتوفيق.
فمن دعا ربه بقلب حاضر ودعاء مشروع ولم يمنع مانع من إجابة الدعاء كأكل الحرام ونحوه فإن الله قد وعده بالإجابة، وخصوصًا إذا أتى بأسباب إجابة الدعاء وهي الاستجابة لله تعالى بالانقياد لأوامره ونواهيه القولية والفعلية والإيمان به الموجب للاستجابة، فلهذا قال: {فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون}؛ أي: يحصل لهم الرشد الذي هو الهداية للإيمان والأعمال الصالحة ويزول عنهم الغي المنافي للإيمان والأعمال الصالحة، ولأن الإيمان بالله والاستجابة لأمره سبب لحصول العلم كما قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانًا}.
______________
(2026): قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله:
” الرجوع فيما يشكل على الناس من أمور الأمن والخوف والحرب والسلم إلى أولي الأمر وأهل الحل والعقد , فأمور الأمن وأمور الخوف وأمور الحرب والسلم والمعاهدات هذه من شئون ولاة أمور المسلمين، ومن شئون أهل الحل والعقد، هم الذين يدرسونها، وهم الذين يتولونها، وفيهم الكفاية ولله الحمد، أما إذا صارت مباحة لكل أحد، وتدخل فيها كل أحد فإن هذا مما يفسد الأمر، ومما يبلبل الأفكار، ومما يشغل الناس بعضهم ببعض ومما يفقد الثقة بين المسلمين وبين الراعي والرعيّة، وبين الأفراد والجماعات، وتصبح شغل الناس الشاغل، وفي النهاية لا يتوصلون إلى شيء ”
كتاب (وجوب التثبت من الأخبار و احترام العلماء)
______________
(2027): {وَمِنَ النّاسِ مَن يَشري نَفسَهُ ابتِغاءَ مَرضاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءوفٌ بِالعِبادِ} [البقرة: (207)]
تفسير السعدي:
[هؤلاء هم الموفقون الذين باعوا أنفسهم، وأرخصوها، وبذلوها طلبًا لمرضاة الله، ورجاءً لثوابه، فهم بذلوا الثمن للملي الوفي، الرءوف بالعباد، الذي من رأفته ورحمته أن وفقهم لذلك، وقد وَعَدَ الوفاء بذلك، فقال: {إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأنَّ لهم الجنة … } إلى آخر الآية. وفي هذه الآية أخبر أنهم اشتروا أنفسهم وبذلوها، وأخبر برأفته الموجبة لتحصيل ما طلبوا، وبذل ما به رغبوا، فلا تسأل بعد هذا عمّا يحصل لهم من الكريم، وما ينالهم من الفوز والتكريم].
______________
(2028): (إذا لم تجد للعمل حلاوة في قلبك)
(872) – إذا لم تجد للعمل حلاوة في قلبك وانشراحًا فاتهمه فإن الربَّ تعالى شكور ((2)). [المستدرك (1) / (153)]
((2)) قال ابن القيِّم يعني: أنه لا بد أن يثيب العامل على عمله في الدنيا من حلاوة يجدها في قلبه، وقوةٍ انشراح، وقرةِ عينٍ، فحيث لم يجد ذلك فعمله مدخول. اهـ. مدارج السالكين ((2) / (68))