(63) (937) تعليق على الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين؛ المقام في مسجد / الشيخ طحنون آل نهيان/ ومسجد محمد بن رحمة الشامسي
(للأخ؛ سيف بن دورة الكعبي)
بالتعاون مع الإخوة بمجموعات السلام1،2،3،والمدارسة، والاستفادة، وأهل الحديث همو أهل النبي صلى الله عليه وسلم
(من لديه فائدة أو تعقيب فليفدنا)
بمشاركة هاشم السوري كرئيس وشاركه الأخ محمد رحيمي وعتيق و عبدالله آل علي و عقيل البريكي وعبدالله النعيمي وعبدالله المشجري.
-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_
الصحيح المسند 937 – قال الامام أحمد رحمه الله: حدثنا عبدالله بن وهب, عمرو بن الحارث, عن أبي عشانة، أنه سمع عقبة بن عامر يقول: لا أقول اليوم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقل، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
من كذب علي ما لم أقل، فليتبوأ بيتا من جهنم.
وسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
رجلان من أمتي، يقوم أحدهما الليل، يعالج نفسه إلى الطهور، وعليه عقد، فيتوضأ، فإذا وضأ يديه انحلت عقدة، وإذا وضأ وجهه انحلت عقدة، وإذا مسح برأسه انحلت عقدة، وإذا وضأ رجليه انحلت عقدة، فيقول الله، عز وجل، للذين وراء الحجاب: انظروا إلى عبدي هذا يعالج نفسه، يسألني، ماسألني عبدي هذا، فهو له.
هذا حديث صحيح.
———–
قال الأصحاب المشاركون:
الحديث رقمه 17790 في المسند وقال محققوا المسند: إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي عشانة- وهو حي ابن يومن- فقد روى له البخاري في “الأدب” وأصحاب السنن غير الترمذي وهو ثقة. هارون: هو ابن معروف.
وورد أيضا عند ابن حبان برقم 1049 وقال الشيخ الألباني في التعليقات الحسان؛ حسن.
وورد أيضا برقم 17457 في المسند، وفيه ابن لهيعة.
وورد في البخاري برقم 1291 عن المغيرة رضي الله عنه، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن كذبا علي ليس ككذب على أحد، من كذب علي متعمدا، فليتبوأ مقعده من النار … ))
قال ابن حجر في الفتح:
قوله إن كذبا علي ليس ككذب على أحد أي غيري ومعناه أن الكذب على الغير قد ألف واستسهل خطبه وليس الكذب علي بالغا مبلغ ذاك في السهولة وإن كان دونه في السهولة فهو أشد منه في الإثم
وقال:
وكذا لا يلزم من إثبات الوعيد المذكور على الكذب عليه أن يكون الكذب على غيره مباحا بل يستدل على تحريم الكذب على غيره بدليل آخر والفرق بينهما أن الكذب عليه توعد فاعله بجعل النار له مسكنا بخلاف الكذب على غيره
وقال: قوله فليتبوأ أي: فليتخذ لنفسه منزلا يقال تبوأ الرجل المكان إذا اتخذه سكنا وهو أمر بمعنى الخبر أيضا أو بمعنى التهديد أو بمعنى التهكم أو دعاء على فاعل ذلك أي بوأه الله ذلك
قال البغوي في شرح السنة:
إعلم أن الكذب على النبي (صلى الله عليه وسلم) أعظم أنواع الكذب بعد كذب الكافر على الله، وقد قال النبي (صلى الله عليه وسلم): ” إن كذبا علي ليس ككذب على أحد، من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار”.
ولذلك كره قوم من الصحابة والتابعين إكثار الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم خوفا من الزيادة والنقصان، والغلط فيه، حتى إن من التابعين كان يهاب رفع المرفوع، فيوقفه على الصحابي، ويقول: الكذب عليه أهون من الكذب على رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، ومنهم من يسند الحديث حتى إذا
بلغ به النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: قال، ولم يقل: رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، ومنهم من يقول: رفعه، ومنهم من يقول: رواية، ومنهم من يقول: يبلغ
به النبي (صلى الله عليه وسلم)، وكل ذلك هيبة للحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وخوفا من الوعيد.
ووردت رواية في البخاري:
عن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، قال: قلت للزبير: إني لا أسمعك تحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يحدث فلان وفلان؟ قال: أما إني لم أفارقه، ولكن سمعته يقول: ((من كذب علي فليتبوأ مقعده من النار))
قال ابن حجر في الفتح:
وفي تمسك الزبير بهذا الحديث على ما ذهب إليه من اختيار قلة التحديث دليل للأصح في أن الكذب هو الإخبار بالشيء على خلاف ما هو عليه سواء كان عمدا أم خطأ والمخطئ وإن كان غير مأثوم بالإجماع لكن الزبير خشي من الإكثار أن يقع في الخطأ وهو لا يشعر لأنه وإن لم يأثم بالخطأ لكن قد يأثم بالإكثار إذ الإكثار مظنة الخطأ والثقة إذا حدث بالخطأ فحمل عنه وهو لا يشعر أنه خطأ يعمل به على الدوام للوثوق بنقله فيكون سببا للعمل بما لم يقله الشارع فمن خشي من الإكثار الوقوع في الخطأ لا يؤمن عليه الإثم إذا تعمد الإكثار فمن ثم توقف الزبير وغيره من الصحابة عن الإكثار من التحديث وأما من أكثر منهم فمحمول على أنهم كانوا واثقين من أنفسهم بالتثبت أو طالت أعمارهم فاحتيج إلى ما عندهم فسئلوا فلم يمكنهم الكتمان رضي الله عنهم
قال ابن بطال في شرح البخاري:
قال الطبرى: إن قيل: معنى قول الرسول – صلى الله عليه وسلم -: تمت فليتبوأ مقعده من النار – أهو إلى الكاذب بتبوء مقعده من النار فيؤمر بذلك، أم ذلك إلى الله؟ فإن يكن ذلك إليه فلا شك أنه لا يُبَوِّء نفسه ذلك، وله إلى تركه سبيل.
وإن يكن ذلك إلى الله، فكيف أمر بتبوء المقعد، وأمرُ العبدِ بما لا سبيل إليه غَيْرُ جائز؟.
قيل: معنى ذلك غير ما ذكرت، وهو بمعنى الدعاء منه – صلى الله عليه وسلم – على من كذب عليه، كأنه قال: مَنْ كَذَبَ عَلَىَّ مُتعمدًا بَوَّأَهُ اللهُ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ، ثم أخرج الدعاء عليه مخرج الأمر له به وذلك كثير فى كلام العرب.
فإن قيل: ذلك عامٌ فى كل كذب فى أمر الدين، وغيره أو فى بعض الأمور؟.
قيل: قد اختلف السلف فى ذلك، فقال بعضهم: معناه الخصوص، والمراد: من كذب عليه فى الدين، فنسب إليه تحريم حلال، أو تحليل حرام متعمدًا.
وقال آخرون: بل كان ذلك منه – صلى الله عليه وسلم – فى رجل بعينه كذب عليه فى حياته، وادَّعى عند قوم أنه بعثه إليهم ليحكم فى أموالهم ودمائهم. فأمر – صلى الله عليه وسلم – بقتله إن وجد، أو بإحراقه إن وُجِد ميتًا.
قال الالباني في سنن ابن ماجه 34: حديث حسن صحيح
قال محققو المسند 17457: حديث صحيح، ابن لهيعة- وإن كان سيئ الحفظ- قد تابعه عمرو ابن الحارث المصري فيما سيأتي برقم (17790).
قلت سيف: ولا دليل على التخصيص بهذا الحديث، بل الشيخ الألباني يدخل من حدث ولا يميز المكذوب من الصحيح فيحدث بالجميع. وهذا يوضحه كلام ابن حجر السابق
الحديث فيه من الفوائد:
1 – على الإنسان أن يتحرى العلم
2 – ويتحرى الدليل حتى يفتي على بصيرة،
3 – ولا يفتي على الله بغير علم،
4 – فالعلم دين، والفتوى دين، فلا بد أن الإنسان يتقيد بما أوجب الله عليه، فلا يفتي بغير علم، بل يتحرى وينظر إلى الأدلة من الكتاب والسنة، ويفتي على ضوء الأدلة.
5 – ولا يجوز له أن يقول على الله بغير علم،
6 – الواجب على طالب العلم أن يتحرى الحق وأن يحذر من القول على الله بغير علم، وإذا كان لا يستطيع ذلك فليرشدهم إلى غيره، ولا يتكلم ولا يقول على الله بغير علم نسأل الله السلامة.
ذكرها ابن باز
قال صاحبنا المشجري: ويراجع الشطر الأول من الحديث يراجع شرح الصحيح المسند 912، وحديث 1336.
قلت سيف: ذكرت في تعليقي على الصحيح المسند 912 تواتر حديث (من كذب علي متعمداً .. ) وان بعض أهل العلم خشي أن يدخل في ذلك طالب العلم الذي يلحن في اللغة، أو يحدث بالصحيح والمكذوب وهو لا يميز، ولو كان قصده تشجيع الناس على الدين أو الخير، أو قراءة القرآن، وفي الحديث الصحيح غنية، ثم وجهنا معنى (ليضل الناس) وان اللام هي للصيرورة وليست تعليلية، مع أن بعض أهل العلم ضعف هذه اللفظة، وتكلمت على معرفة الوضع في الحديث من ركاكة المعنى أو مجازفة أو مخالفة للأصول وتكلمت على أسباب الكذب في الحديث فمن الوضاعين زنادقة يكذبون لهدم الدين ومتعبدون يضعون الحديث لترغيب الناس، ومنهم يضع للإغراب والشهرة والمال، وتكلمت أن المتقدمين لم يكن عندهم تقسيم الحديث إلى آحاد ومتواتر، لأنهم لم يكن يحتاجون إلا للحكم على الحديث من حيث الصحة والضعف والمتواتر لا يدخل في البحث، لكن وجد في كلام ابن تيمية وغيره من أهل العلم إلى يومنا هذا، لكن لا يقصدون ما يقصده أهل البدع من رد الآحاد في باب العقائد، ونقلنا أن الكذب كما يكون في المقال يكون في الاعتقاد والفعال ومنه كذب المنافقين. وذكرنا حكم الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم وأن بعضهم جعله كفرا إذا لم يكن له تأويل سائغ خاصة في الحلال والحرام، وكذلك الكذب على الله عزوجل كذب كفري.
ومنه حديث (يقال للكفار من كنتم تعبدون، فاليهود يقولون عزير: فيقال لهم: كذبتم ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد … ) بمعناه،
-أما الكذب الذي هو من الكبائر فمنه الذي يحدث بكل ما سمع فاعتبر كذابا: ((كفى بالمرء كذبًا أن يحدِّث بكلِّ ما سمع)) [2164] رواه مسلم.
وقد جاء الكذب في القرآن:
جاء بذكر تكذيب الكفار للرسل والآيات والكتب والحسنى ووصفهم الرسل بالكذب وافترائهم التشريعات الكاذبة كالبحيرة، واعترافهم بالكذب في الآخرة وعاقبتهم الجحيم والخسران، وإن تكذيبهم إنما عن جحود فتكذيبهم كان بغير بينة وإلا هم يعلمون صدق نبيهم، وأن الله عزوجل لا يوفق في الغالب من بادر بتكذيب الرسل لقبول الحق، وأن الكاذب يضيف لصفة الكذب صفات أخرى ذميمة، وأمر الله عزوجل رسوله بالصبر على المكذبين وعدم الركون إليهم، وأن الله عزوجل سوف يسألهم عن كذبهم، وإلزامهم بالآيات.
وجاء في القرآن ذكر الكذب في الأقوال.
وجاء ذكر الكذب في الأفعال ومنه النفاق
وجاء نفي الكذب عن رسله وعن الساعة وأنها حق.
ثم ذكرنا
الأحاديث الواردة في ذم الكذب ولنذكر هنا معانيها:
-تكذيب الكفار
-الكذب من صفات المنافقين واليهود
– والكذب من صفات الكهنه
-ومن الكذب المذموم أن يَكْذِب المِلك
-الدعاء على الكاذب مستجاب، وهو مفضوح، وقرائن الكذب تلوح في وجهه خاصة إذا نسب النعمة لنفسه، بل يمحق الله بركة ماله كما في حديث الأعرج والأصلع والأعمى.
-حتى الأعضاء يطلق عليها الكذب ومنه حديث (كذب بطن أخيك وصدق الله، اسقه عسلا)
ومنه حديث (والفرج يصدق ذلك ويكذبه)
– الكذب في معاملات الناس يذهب البركه
-وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم تارك الكذب بالجنة
– قد يقول الرجل الصدق ويكذب، فالنبي صلى الله عليه وسلم أصدق الناس وكذَّبه الكفار.
ورد التحذير من الكذب فيما سقناه من معاني الآيات، وكذلك ورد في عدة أحاديث منها وراجع لها تعليقنا على حديث 912:
-جاء في الحديث أن الكذب ريبة. وجاء كذلك أنه يهدي للفجور.
-صار الكذب عار على الكاذبين.
إلى غير ذلك من المفاسد والشرور مبثوثه في تعليقنا.
*يستثني من الكذب: في الإصلاح بين للناس والرجل مع زوجته والجهاد، وبعض أهل العلم قال: المقصود هنا التورية.
——
أما الشطر الثاني من الحديث ففيه:
مجاهدة النفس على القيام: وهذا من أعظم الوسائل المعينة على قيام الليل لأن النفس البشرية بطبيعتها أمارة بالسوء تميل إلى كل شر ومنكر فمن أطاعها فيما تدعو إليه قادته إلى الهلاك والعطب، وقد أمرنا الله تعالى بالمجاهدة فقال: (وجاهدوا في الله حق جهاده) وقال سبحانه: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين) وقال تعالى: (تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً) وعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” المجاهد من جاهد نفسه في الله ” رواه الترمذي وابن حبان، وراجع الصحيحة 549. . قال محمد بن المنكدر: كابدت نفسي أربعين عاماً حتى استقامت لي. وقال ثابت البناني: كابدت نفسي على قيام الليل عشرين سنة وتلذذت به عشرين سنة. وقال عمر بن عبد العزيز: أفضل الأعمال ما أكرهت عليه النفوس. وقال عبد الله بن المبارك: إن الصالحين فيما مضى كانت تواتيهم أنفسهم على الخير، وإن أنفسنا لا تكاد تواتينا إلا على كره فينبغي لنا أن نكرهها. وقال قتادة: يا ابن آدم: إن كنت لا تريد أن تأتي الخير إلا بنشاط، فإن نفسك إلى السآمة وإلى الفترة وإلى الملل أميل، ولكن المؤمن هو المتحامل.
وهناك أسباب تعين على قيام الليل، منها ما أرشد له النبي صلى الله عليه وسلم في حديث عقبة من الذكر والوضوء والصلاة،
قلت سيف: ومن الوسائل أيضاً:
الاستيقاظ مع ذكر الله تعالى ….
وقبل هذا عليه باذكار المساء و الصباح ليَسُدَّ منافذ عدوّه و عدوّ آدم عليه السلام ثم يترك قبول ذلك الى الله تعالى فمن قبل منه حفظه و الا فردّه اليه لخلل فيه او لمحض الابتلاء.
و من ترك فك هذه العقد الثلاث فقد بال الشيطان في أذنه لقوله صلى الله عليه و سلم من حديث عبد الله قال: ذكر عند رسول الله صلى الله عليه و سلم رجل فقيل: ما زال نائما حتى يصبح ما قام الى الصلاة فقال:
(بال الشيطان في أذنه)
فالبول مما يشعر بتقصير النائم فتأمل.
و ما جاء من فعله صلى الله عليه و سلم كما في صحيح مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه صلى الله عليه و سلم اسيقظ فتسوك و توضأ و هو يقول (إن في خلق السموات و الأرض … ) فقرأ هؤلاء الايات حتى ختم السورة ثم قام فصلى ركعتين أطال فيهما القيام و الركوع و السجود ثم انصرف فنام حتى نفخ ثم فعل ذلك ثلاث مرات بست ركعات كل ذلك يستاك و يتوضأ و يقرأ هولاء الايات)
اذاً ذكر الله تعالى عقب الاستيقاظ اول ابواب حل عقد الشيطان ثم يليها الوضوء فقد قال صلى الله عليه و سلم (اذا اسيقظ احدكم من منامه فتوضأ فليستنثر ثلاثا فان الشيطان يبيت على خيشومه) البخاري و مسلم
و في هذا الحديث نكتة يلزم مراعاتها ألا وهي أن مبيت الشيطان يكون عند الخيشوم وورد في صحيح البخاري عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال:
(من توضأ فليستنثر و من استجمر فليوتر)
و لذا بوّب البخاري فوق هذا الحديث باب الاستنثار.
-قال صاحب طرح التثريب: نقل ابن عبدالبر أن العقد لا يعلم وغلب أن يكون كناية عن تثبيط الشيطان، وقيل عقد حقيقي كعقد السحر، وخص القفا لأنه محل الفهم والإدراك. وخص بالثلاث لأنه لا يكاد من يرجع للنوم ثلاثاً أن يستيقظ إلا والفجر طالع، والارجح أن انحلال العقدة بتمام الصلاة لذا شرع أن يبتدا بركعتين خفيفتين، وقيل ان الصلاة المقصودة هي العشاء والفجر، وسبق تبوبب البخاري وأبو داود وان المقصود قيام الليل، ولا يلزم وجوب قيام الليل كما قال ابن حجر، ثم من كان له عاده من قيام فغلبته عينه لا يشمله حديث العقد ويكتب له ربه ما نوى، ورد رواية لأحمد تؤيد انها فريضة الصبح وهي (فإن أصبح ولم يصل الصبح أصبح خبيث النفس) ولم يجزم شارح شرح طرح التثريب بالمقصود بالصلاة، وفيه فضيلة انشراح الصدر والسرور منذ بدأ اليوم فإنه مما يعين على بقية الطاعات والدعوة لله أما إذا أصبح خبيث النفس فليبادر بالتوبة والاستغفار، وخبث النفس هنا لا يعارض النهي عن هذا الإطلاق في حق النفس فيحمل الجواز على وصف عام والنهي عن وصف النفس. انتهى من طرح التثريب بتصرف في المعنى وفي أحد الترجيحات.
فائدة: اجتناب الذنوب والمعاصي من الأسباب المهمة للتوفيق لقيام الليل: فإذا أراد المسلم أن يكون مما ينال شرف مناجاة الله تعالى، والأنس بذكره في ظلم الليل، فليحذر الذنوب، فإنه لا يوفق لقيام الليل من
تلطخ بأدران المعاصي، قال رجل لإبراهيم بن أدهم: إني لا أقدر على قيام الليل
فصف لي دواء؟ فقال: لا تعصه بالنهار، وهو يقيمك بين يديه في الليل، فإن وقوفك بين يديه في الليل من أعظم الشرف، والعاصي لا يستحق ذلك الشرف. وقال
رجل للحسن البصري: يا أبا سعيد: إني أبيت معافى، وأحب قيام الليل، وأعد
طهوري، فما بالي لا أقوم؟ فقال الحسن: ذنوبك قيدتك. وقال رحمه الله: إن
العبد ليذنب الذنب فيحرم به قيام الليل، وصيام النهار. وقال الفضيل بن عياض:
إذا لم تقدر على قيام الليل، وصيام النهار، فأعلم أنك محروم مكبل، كبلتك
خطيئتك.
فائدة: والحديث يوضح العلاقة بين ذكر الله والوضوء والصلاة من جانب وبين خبث النفس، فتعلم سبب خبث نفس كثير ممن يسهر على التلفاز.
وهاك ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم لحلِّ العقد:
وحديث أبي هريرة بوب البخاري باب عقد الشيطان على قافية الرأس إذا لم يصل بالليل وكذلك ابو داود بوب باب قيام الليل. وبعضهم حمله على صلاة الفجر.
وورد في صحيح الترغيب (من عجز منكم عن الليل أن يكابده … فليكثر ذكر الله).
—-
تنبيه: قلت سيف: والشطر الثاني في معناه حديث أبي هريرة رضي الله عنه في البخاري ومسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد يضرب مكان كل عقدة: عليك ليل طويل فارقد، فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقده فإن توضأ انحلت عقدة، فإن صلى انحلت عقده، فأصبح نشيطا طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلانا)
فهذا من شرور الشيطان أنه يوسوس للعبد ما إن أحدنا ليجد في نفسه ما إن يخر من السماء إلى الأرض أحب إليه من أن يتكلم به … ) ويوسوس للعبد في صلاته، ويوسوس له بالذنوب والشهوات ويزينها له، ومن شره انه يشاركهم في الأموال والاولاد، ومن شره أنه قعد لابن آدم بأطرقه يصده عن الخير. ولا يمكن حصر أجناس شره فهو ساع في إيقاع الناس في كل شر وصدهم عن كل خير، وإن لم يستطع سلط عليهم مردة الإنس لإهلاكهم والإعتداء على أهل الخير.
ولعلنا نذكر كيف تنضي شيطانك والأذكار التي تضعفه إن شاء الله في مبحث آخر.
ولفوائد أكثر حول الحديث راجع طرح التثريب.