61 رياح المسك العطرة بمشاركات الأصحاب المباركة على صحيح البخاري
مجموعة أبي صالح حازم وأحمد بن علي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
مراجعة سيف بن غدير النعيمي وعبدالله البلوشي أبي عيسى
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وأن يبارك في ذرياتهم وذرياتنا)
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
قال الإمام البخاري في كتاب العلم من صحيحه:
(4) باب قول المحدث حدثنا أو أخبرنا وأنبأنا وقال لنا الحميدي كان عند ابن عيينة حدثنا وأخبرنا وأنبأنا وسمعت واحدا وقال ابن مسعود حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق وقال شقيق عن عبد الله سمعت النبي صلى الله عليه وسلم كلمة وقال حذيفة حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثين وقال أبو العالية عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه وقال أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم يرويه عن ربه عز وجل وقال أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم يرويه عن ربكم عز وجل
61 – حدثنا قتيبة حدثنا إسماعيل بن جعفر عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها وإنها مثل المسلم فحدثوني ما هي فوقع الناس في شجر البوادي قال عبد الله ووقع في نفسي أنها النخلة فاستحييت ثم قالوا حدثنا ما هي يا رسول الله قال هي النخلة
(5) باب طرح الإمام المسألة على أصحابه ليختبر ما عندهم من العلم
62 – حدثنا خالد بن مخلد حدثنا سليمان حدثنا عبد الله بن دينار عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها وإنها مثل المسلم حدثوني ما هي قال فوقع الناس في شجر البوادي قال عبد الله فوقع في نفسي أنها النخلة ثم قالوا حدثنا ما هي يا رسول الله قال هي النخلة
فوائد الباب:
1 – قوله (باب قول المحدث حدثنا أو أخبرنا وأنبأنا) مقصود البخاري والله أعلم أن العلم قال الله قال رسوله وليس بآراء وأهواء وسبيله النقل بالأسانيد الثابتة، وأشار إلى أنه من الذين لا يفرقون بين قوله حدثنا وأخبرنا وأنبأنا واحتج لذلك.
2 – المعلقات التي ذكرها البخاري بينا سبب إيرادها وسنأتي على شرحها في أبوابها بإذن الله تعالى.
3 – حديث ابن عمر رضي الله عنهما أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي في السنن الكبرى.
4 – قوله صلى الله عليه وسلم (فحدثوني ما هي) وقول الصحابة (حدثنا ما هي يا رسول الله) هذا هو موضع الشاهد من الحديث
5 – قوله (حدثوني ما هي) وعند البخاري من طريق نافع ” فقال أخبروني بشجرة”، وعند الإسماعيلي في رواية ” أنبئوني” قاله الحافظ في الفتح فتم للبخاري أيضا الاستدلال بالحديث على ترادفها. وذهب بعض المحدثين إلى التفريق بينها وموضعها كتب مصطلح الحديث.
—
6 – قوله (إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها) وعند البخاري 5444 من طريق الأعمش حدثني مجاهد “إن من الشجر لما بركته كبركة المسلم”
7 – قوله (قال عبد الله ووقع في نفسي أنها النخلة فاستحييت) وعند البخاري من طريق مجاهد ” فإذا أنا أصغر القوم فسكت” وفي رواية أخرى من طريقه ” ثم التفت فإذا أنا عاشر عشرة أنا أحدثهم فسكت ” وعند البخاري من طريق نافع ” ورأيت أبا بكر وعمر لا يتكلمان فكرهت أن أتكلم”
8 – فيه طرح الإمام المسألة على أصحابه ليختبر ما عندهم من العلم قاله البخاري في صحيحه في الباب الذي يليه
9 – فيه ضرب الأمثال لتقريب الأفهام.
10 – فيه الإخبار عما يشبه المسلمين من الأشجار قاله ابن حبان في صحيحه.
11 – فيه فضل ” الفهم في العلم” قاله البخاري في صحيحه.
12 – فيه ” الحياء في العلم” قاله البخاري في صحيحه أي لا يدخل الحياء في العلم. وقال أيضا باب ما لا يستحيا من الحق للتفقه في الدين
13 – فيه إكرام الكبير ويبدأ الأكبر بالكلام والسؤال قاله البخاري.
14 – فيه أدب عبد الله بن عمر وظهور أمارات النبوغ رغم حداثة سنه في ذلك الوقت حيث كان أصغر الحاضرين.
15 – فيه بركة النخل قاله البخاري
16 – قال صاحب كتاب: منهج الإمام البخاري في تصحيح الأحاديث وتعليلها (من خلال الجامع الصحيح) ص 161:
ذكر الإمام البخاري في ” صحيحه ” الطرق المعتمدة عنده في النقل والتحمل وهي:
(1) – السماع من لفظ الشيخ.
(2) – القراءة والعرض على المحدث.
(3) – المناولة.
(4) – المكاتبة.
أولاً: السماع من لفظ الشيخ:
وقد ترجم له بقوله: ” باب قول المحدث حدثنا أو أخبرنا وأنبأنا ” وهي الصيغ المستعملة للتعبير عن السماع، وأورد في هذا الباب ما يلي: ” قال لنا الحميدي، كان عند ابن عيينة حدثنا وأخبرنا وأنبأنا واحد “.
واستدل البخاري، على أنه لا فرق بين هذه الألفاظ، بأن الصحابة رضوان الله عليهم – كانوا يستعملون جميع هذه الألفاظ فيما سمعوه من النبي صلى الله عليه وسلم وأورد ثلاثة تعاليق تنبيهاً على أن الصحابي تارة كان يقول حدثناً، وتارة كان يقول سمعت، فيدل على أنه لا فرق بينهما …
ثانياً: القراءة والعرض على المحدث:
وقد بوّب الإمام البخاري في كتاب العلم بهذا ” باب القراءة والعرض على المحدث ” …
ثالثاً ورابعاً – المناولة والمكاتبة:
وهي ” إعطاء الشيخ الطالب شيئاً من مروياته مع إجازته به صريحاً أو كتابة “.
والإمام البخاري يرى صحة الرواية بالمناولة فقد ترجم في صحيحه في كتاب العلم بما يدل على ذلك حيث قال: ” باب ما يذكر في المناولة، وكتاب أهل العلم بالعلم إلى البلدان ”
وقد ذكر العلماء للمناولة ثلاثة أنواع هي:
(1) – المناولة المقرونة بالإجازة مع التمكين من النسخة؛ والرواية بها صحيحة عند معظم الأئمة والمحدثين.
(2) – المناولة مع الإجازة من غير تمكين من النسخة، يرى الفقهاء والأصوليون أنه لا تأثير لها، ولا فائدة فيها، بينما شيوخ الحديث يرون لذلك مزية معتبرة.
(3) – المناولة المجردة من الإجازة أجازها طائفة من أهل العلم، وصححوا الرواية بها، وعابها غير واحد من الفقهاء والأصوليين على من أجازها وسوّغ الرواية بها.
والإمام البخاري يعتبر النوع الأول فقط، كما سيأتي توضيحه من خلال الأدلة التي أوردها على جواز المناولة، وأما النوعين الآخرين فيهما من توسع المتأخرين بعد عصر الرواية محافظة على بقاء الإسناد.
وقول البخاري: ” وكتاب أهل العلم بالعلم إلى البلدان ” يدل على جواز المكاتبة عنده.
وقد قسم العلماء المكاتبة إلى قسمين:
(1) – المكاتبة المقرونة بالإجازة: وهي في الصحة والقوة شبيهة بالمناولة المقرونة بالإجازة، والرواية بها صحيحة بلا خلاف.
(2) – المكاتبة المجردة من الإجازة: منعها بعض الفقهاء والأصوليين وأجازها أكثر المحدثين وهو المعمول به عندهم.
استدل الإمام البخاري على صحة الرواية بالمناولة والمكاتبة بعمل السلف من الصحابة والتابعين والأئمة … اهـ
17 – قال ابن بطال في شرح البخاري 1/ 140:
اختلف العلماء فى هذا الباب، فروى ابن وهب عن مالك أن حدثنا وأخبرنا سواء، وهو قول الكوفيين، وذهبت طائفة إلى الفرق بينهما، وقالوا: حدثنا لا يكون إلا مشافهة، وأخبرنا قد يكون مشافهة وكتابا وتبليغا، لأنك تقول: أخبرنا الله بكذا فى كتابه، وأخبرنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، ولا تقول: حدثنا إلا أن يشافهك المخبر بذلك. فقال الطحاوى: فنظرنا فى ذلك فلم نجد بين الخبر، والحديث فرقا فى كتاب الله، ولا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأما كتاب الله وقوله تعالى: (الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها) [الزمر: (23)]، وقوله: (يومئذ تحدث أخبارها) [الزلزلة: (4)] فجعل الحديث والخبر واحدا. وقال تعالى: (نبأنا الله من أخباركم) [التوبة: (94)] وهى الأشياء التى كانت منهم. وقال تعالى: (هل أتاك حديث الجنود) [البروج: (17)]،) ولا يكتمون الله حديثا) [النساء: (42)]. قال أبو جعفر الطحاوى: وكأن المراد فى هذا كله، أن الخبر والحديث واحد، وقد قال (صلى الله عليه وسلم): حدثونى عن شجرة مثلها مثل المؤمن -، وقال: ألا أخبركم بخير دور الأنصار -، وقال (صلى الله عليه وسلم): أخبرنى تميم الدارى -، فذكر قصة الدجال. اهـ
18 – قال الكرماني في الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري ((2) / (9)):
قوله- ((الحميدي)) – بصيغة التصغير منسوبا إلى أحد أجداده المسمى بحميد هو أبو بكر عبدالله بن الزبير القرشي الأسدي المكي رئيس أصحاب ابن …. مات بمكة سنة تسع عشرة ومائتين تقدم في أول الكتاب وهو شيخ البخاري لكن لفظ قال لا يدل جزما على أنه سمعه منه فيحتمل الواسطة وفي بعض النسخ وقال لنا الحميدي وهو أحط مرتبة من حدثنا ونحوه سواء كان بزيادة لنا أو لا لأنه يقال على سبيل المذاكرة بخلاف نحو حدثنا فإنه يقال على سبيل النقل والتحمل وقال جعفر بن حمدان النيسابوي: كل ما قال البخاري فيه قال لي فلان فهو عرض ومناولة.
قوله – ((واحدا)) -أي لا تفاوت بينهما كما هو مقتضى اللغة وذهب مسلم الى أن حدثنا لا يجوز اطلاقه الا على ما سمعه من لفظ الشيخ خاصة وأخبرنا لما قرأ على الشيخ وهو مذهب الشافعي وجمهور أهل المشرق وقيل هو مذهب أكثر أصحاب الحديث وهو الشائع والغالب على أهل الحديث والأول أعلى درجة واصطلح قوم من المتأخرين على اطلاق أنبأنا في الاجازة فهو أدنى من أخبرنا أما سمعت فهو لما سمع من لفظ الشيخ سواء كان الحديث معه أو مع غيره فهو أحط مرتبة من حدثنا وقال الخطيب البغدادي أرفع العبارات في ذلك سمعت ثم حدثني ثم أخبرني ثم أنبأني.
قال النووي: ذهب جماعة الى أنه يجوز أن يقال فيما قرئ على الشيخ حدثنا وأخبرنا وهو مذهب ابن عيينة ومالك والبخاري ومعظم الحجازيين والكوفيين وذهب مسلم الى الفرق بينهما أي بما تقدم وذهب طائفة إلى أنه لا يجوز اطلاق حدثنا ولا أخبرنا في القراءة على الشيخ وهو مذهب ابن المبارك ويحيى ابن يحيى أحمد ابن حنبل والمشهور عن النسائي. تم كلامه.
19 – قال القاضي عياض في شرح مسلم 8/ 345:
وفيه فضل الشجر والثمر الذى لا يسقط ورقه.
ويشبهها بالمسلم لكثرة خيرها، ودوام ظلها، وطيب ثمرها ووجوده على الدوام. وأما فى رؤوسها فمن حين تطلع إلى أن تيبس تؤكل أنواعاً، ثم بعد هو مما يدخر فلا ينقطع نفعها، قال الله تعالى: {كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِى السَّمَاءِ. تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا}.
ثم فى جميعها منافع من استعمال جذوعها فى البناء والآلات، وجرائدها حطباً وعصياً ومخاصر ومشاجب وحصراً. واستعمال ليفها حبالاً وخطماً وحشو الوسائد والمرافق والبراذع وغير ذلك، واستعمال خوصها مكاتل وحبالاً وحصراً. ثم فى جمال بنائها واعتدال قيامها واستدارة جذوعها وثمرها، ثم تؤكل رطبة وجمارة، فهى منفعة كلها وخير وجمال، وهذا أولى الوجوه.
كما أن المؤمن منفعة كله، وخير كله؛ لاتصافه بأفعال الخير؛ من المواظبة على الصلوات كل يوم وليلة …
وثمر النخل عشرة: طلع، ثم إغريض، ثم بلح، ثم سياب، ثم جرال، ثم بسر، ثم زهو، ثم ثعد، ثم رطب، ثم تمر.
وفضل عدم سقوط الورق دوام الظل. وقد جاء فى الأحاديث الأخر صفات أخرى لها، من قوله: ” تؤتى أكلها ” وغير ذلك.
20 – فوائد ذكرها الحافظ ابن حجر في «فتح الباري لابن حجر» ((1) / (145)):
ويستفاد من الحكم بصحة ما كان ذلك سبيله صحة الاحتجاج بمراسيل الصحابة لأن الواسطة بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين ربه فيما لم يكلمه به مثل ليلة الإسراء جبريل وهو مقبول قطعا والواسطة بين الصحابي وبين النبي صلى الله عليه وسلم مقبول اتفاقا وهو صحابي آخر وهذا في أحاديث الأحكام دون غيرها فإن بعض الصحابة ربما حملها عن بعض التابعين مثل كعب الأحبار.
فدل ذلك على أن التحديث والإخبار والإنباء عندهم سواء وهذا لا خلاف فيه عند أهل العلم بالنسبة إلى اللغة ومن أصرح الأدلة فيه قوله تعالى يومئذ تحدث اخبارها وقوله تعالى ولا ينبئك مثل خبير وأما بالنسبة إلى الاصطلاح ففيه الخلاف.
وبركة النخلة موجودة في جميع أجزائها مستمرة في جميع أحوالها …. وكذلك بركة المسلم عامة في جميع الأحوال ونفعه مستمر له ولغيره حتى بعد موته.
وفيه إشارة إلى أن الملغز له ينبغي أن يتفطن لقرائن الأحوال الواقعة عند السؤال.
وأن الملغز ينبغي له أن لا يبالغ في التعمية بحيث لا يجعل للملغز بابا يدخل منه بل كلما قربه كان أوقع في نفس سامعه.
وفي هذا الحديث من الفوائد غير ما تقدم امتحان العالم أذهان الطلبة بما يخفى مع بيانه لهم إن لم يفهموه.
وأما ما رواه أبو داود من حديث معاوية عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن الأغلوطات قال الأوزاعي أحد رواته هي صعاب المسائل فإن ذلك محمول على ما لا نفع فيه أو ما خرج على سبيل تعنت المسئول أو تعجيزه.
وفيه دليل على جواز تجمير النخل وقد بوب عليه في الأطعمة لئلا يظن أن ذلك من باب إضاعة المال.
قال القرطبي فوقع التشبيه بينهما من جهة أن أصل دين المسلم ثابت وأن ما يصدر عنه من العلوم والخير قوت للأرواح مستطاب وأنه لا يزال مستورا بدينه وأنه ينتفع بكل ما يصدر عنه حيا وميتا انتهى.
وقال غيره والمراد بكون فرع المؤمن في السماء رفع عمله وقبوله.
وفيه ضرب الأمثال والأشباه لزيادة الإفهام وتصوير المعاني لترسخ في الذهن ولتحديد الفكر في النظر في حكم الحادثة.
وفيه إشارة إلى أن تشبيه الشيء بالشيء لا يلزم أن يكون نظيره من جميع وجوهه فإن المؤمن لا يماثله شيء من الجمادات ولا يعادله.
وفيه توقير الكبير وتقديم الصغير أباه في القول وأنه لا يبادره بما فهمه وإن ظن أنه الصواب.
وفيه أن العالم الكبير قد يخفى عليه بعض ما يدركه من هو دونه لأن العلم مواهب والله يؤتي فضله من يشاء.
واستدل به مالك على أن الخواطر التي تقع في القلب من محبة الثناء على أعمال الخير لا يقدح فيها إذا كان أصلها لله وذلك مستفاد من تمني عمر المذكور ووجه تمني عمر رضي الله عنه ماطبع الإنسان عليه من محبة الخير لنفسه ولولده ولتظهر فضيلة الولد في الفهم من صغره وليزداد من النبي صلى الله عليه وسلم حظوة ولعله كان يرجو أن يدعو له إذ ذاك بالزيادة في الفهم.
وفيه الإشارة إلى حقارة الدنيا في عين عمر لأنه قابل فهم ابنه لمسألة واحدة بحمر النعم مع عظم مقدارها وغلاء ثمنها.
قد تقدم أن في رواية مجاهد عن بن عمر أنه كان عاشر عشرة فاستفدنا من مجموع ما ذكرناه أن منهم أبا بكر وعمر وبن عمر وأبا هريرة وأنس بن مالك إن كانا سمعا ما روياه من هذا الحديث في ذلك المجلس والله تعالى أعلم. اهـ
21 – قال ابن حجر:
ورد في البخاري في التفسير من طريق نافع عن ابن عمر قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أخبروني بشجرة كالرجل المسلم لا يتحات ورقها ولا ولا ولا. كذا ذكر النفي ثلاث مرات على طريق الإكتفاء، فقيل في تفسيره: ولا ينقطع ثمرها ولا يعدم فيؤها ولا يبطل نفعها. ووقع في رواية مسلم ذكر النفي مرة واحدة فظن إبراهيم بن سفيان الراوي عنه أنه متعلق بما بعده وهو قوله: تؤتي أكلها فاستشكله ……. ثم بين ابن حجر دفع الإشكال
22 – تنبيه: في أحاديث معلة
35 – قال الإمام الطبري رحمه الله في “التفسير” (ج3ص205): حدثنا خلاد بن أسلم قال، أخبرنا النضر بن شميل قال، أخبرنا حماد بن سلمة قال، أخبرنا شعيب بن الحبحاب، عن أنس: أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أُتِي بقِناع بُسْر، فقال: (مثل كلمة طيبة كشجرة طيبة) قال: هي النخلة
ونقل عن الترمذي أن حماد بن سلمة تفرد برفعه وغيره يرويه موقوفا
لكن ذكر ابن حجر أحاديث تدل على هذا المعنى فقال بعد ذكر الآية: (مثل كلمة طيبة كشجرة طيبة) وأن ابن جرير نقل في أحد الأقوال أنها النخلة: ورد صريحا فيما رواه البزار من طريق موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر هذه الآية فقال: أتدرون ما هي؟ قال ابن عمر: لم يخف علي أنها النخلة، فمنعني أن أتكلم مكان سنّي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هي النخلة. ويجمع بين ما تقدم انه صلى الله عليه وسلم أتي بالجمار فشرع في أكله تاليا للآية قائلا: إن من الشجر شجرة إلى آخره. ووقع عن ابن حبان من رواية عبدالعزيز بن مسلم عن عبدالله بن دينار عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من يخبرني عن شجرة مثلها مثل المؤمن أصلها ثابت وفرعها في السماء؟ فذكر الحديث. انتهى من الفتح
قلت سيف بن دوره: الحديث الذي عند البزار لعله في القسم المفقود. قال صاحب كتاب تخريج أحاديث الفتح رسالة دكتوراة: لم أقف عليه. انتهى
المهم اذا كان السند إلى موسى بن عقبة ثقات … فالحديث صحيح.
اما الحديث الذي عند ابن حبان فظاهره الحسن لولا خشية الشذوذ حيث خالف عبدالعزيز بن مسلم ستة من الرواه وبعضهم الأئمة الحفاظ رووه بدون هذه الزيادة أو نعصب الشذةذ بتلميذه أبي عمر الضرير صدوق وفيه كلام. والحديث صححه الأرناؤوط، فإذا وضعنا احتمالا أنه حفظ وليس ببعيد، فيحتمل أن يكون على شرط المتمم على الذيل على الصحيح المسند.
23 – بوب ابن منده في كتاب الإيمان ذكر المثل الذي ضربه الله ورسوله للمؤمن والإيمان ثم ذكر ذكر قوله تعالى
(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا كَلِمَة طَيِّبَة كَشَجَرَة طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِت وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينِ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ)
[سورة إبراهيم 24 – 25]
وذكر حديث الباب ثم بين رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنته لمَّا فهم عن الله مثله أن الإيمان ذو شعب أعلاها شهادة أن لا إله إلا الله فجعل أصله الإقرار بالقلب واللسان وجعل شعبه الأعمال
24 – هناك كتاب للشيخ عبدالرزاق بن عبد المحسن العباد بعنوان تأملات في مماثلة المؤمن للنخلة
25 – بوب ابن مفلح في الآداب
فَصْلٌ يَتَعَلَّقُ بِما قَبْلَهُ فِي النَّخْلِ وثَمَرِهِ وفَوائِدِهِ وتَشْبِيهُهُ المُؤْمِنَ بِهِ وبِالأُتْرُجِّ] وذكر حديث
أبِي مُوسى الأشْعَرِيِّ – رضي الله عنه – قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «مَثَلُ المُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ مَثَلُ الأُتْرُجَّةِ رِيحُها طَيِّبٌ وطَعْمُها طَيِّبٌ ….. الحديث
26 – المؤمن شبه كذلك بالخامة من الزرع:
عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ:
قالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-:
«مَثَلُ المُؤْمِنِ كَمَثَلِ الخامَةِ مِن الزَّرْعِ مِن حَيْثُ أتَتْها الرِّيحُ كَفَأتْها، فَإذا اعْتَدَلَتْ تَكَفَّأُ بِالبَلاءِ، والفاجِرُ كالأرْزَةِ صَمّاءَ مُعْتَدِلَةً حَتّى يَقْصِمَها اللَّهُ إذا شاءَ»
27 وجوه شبه المؤمن بالنخلة من بعض البحوث:
– ثبات الأصل وسمو الفرع.
– النفع الدائم.
– دنو القطوف مع سمو الأخلاق.
فالنخلة قطوفها دانية في كل أحوالها، في حال قصرها وطول جذعها لسهولة الصعود إليها وهي عالية قوية. و
– يؤكل ثمرها كل حين:
فالنخلة يؤكل ثمرها بكميات كافية كل حين على هيئة: الطلع، والجمري، والبُسر، والرطب، والمقابة، والتمر، وعندما تجف الثمار تؤكل طوال العام فهي زاد للمسافر وعصمة للمقيم، سهلة التخزين بطيئة الفساد والتغير.
والمؤمن يخرج زكاة ماله كل حول إن بلغ ماله النصاب، ويخرج زكاة فطره في رمضان، ويتصدق طوال العام، ويسارع في الخيرات، ويطعم الطعام على حبه مسكينًا ويتيمًا وأسيرا
– محكومية الحركة:
فالنخلة غير مدادة، لا تعتدي على جيرانها بسيقانها أوفروعها، ولها حرم معلوم، وهي محكومة في انتشارها في البيئة لذلك لا تؤذي المحيطين بها.
والمؤمن محكوم بالضوابط الشرعية مع المحيطين به.
– تشذب في العام مرة:
فالنخلة تشذب في العام مرة حيث تسقط الأوراق الصفراء التالفة.
والمؤمن يصوم في العام مرة، وتسقط عنه ذنوبه بالصوم، ويتزين بعد الصيام في العيد
– تفاوت الدرجات:
فالنخلة أنواع وأجناس وأصناف، منها شديد الحلاوة ممتاز الطعم (كالعجوة وهي تمر المدينة المنورة التي زرعها المصطفى -صلى الله عليه وسلم- بيديه ومنها جيد الطعم ومع ذلك ففي كل النخل خير، وكذلك إيمان المؤمن يزيد وينقص، والمؤمنون درجات منهم الصديقون ومنهم السابقون ومنهم المذنبون (والمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير).
– النخلة لايتساقط ورقها:
الورقة في النبات هي الموضع الرئيس للبناء الضوئي
وهكذا المسلم دائم التلقي من الله ودائم الإنتاج والعبادة طوال العام ولايستغني عن رحمة الله ورزقه وطاعته طرفة عين فهو دائم التلقي والعطاء، كما أن النخلة دائمة التلقي والعطاء
– النخلة هي الزرع أي الأصل، والصحابة هم الشطء.
– الشجرة التي أنبتها الله جل وعز على مريم حين نفست بعيسى
28 – قوله (حدثنا قتيبة) هو ابن سعيد صرح به مسلم في حديثه تابعه يحيى بن أيوب كما عند مسلم 2811 تابعه علي بن حجر السعدي كما عند مسلم 2811 والنسائي في السنن الكبرى 11197
29 – قوله (حدثنا إسماعيل بن جعفر) تابعه سليمان بن بلال المدني كما عند البخاري 62 تابعه الإمام مالك كما عند البخاري 131
30 – قوله (عن عبد الله بن دينار) تابعه مجاهد كما عند البخاري 72 و2209 و5444و5448 ومسلم 2811 تابعه نافع كما عند البخاري 4698 و 6144 تابعه محارب بن دثار كما عند البخاري 6122 تابعه حفص بن عاصم كما عند البخاري 6122
31 – قوله (عن عبد الله بن دينار) وعند مسلم 2811″ أخبرني عبد الله بن دينار”
32 – قوله (عن ابن عمر) وعند مسلم ” سمع عبد الله بن عمر