61 الفوائد المنتقاه من شرح صحيح مسلم -رقم 61
المقام في مسجد الشيخة /سلامة في مدينة العين
( ألقاه الأخ : سيف الكعبي)
وممن شارك الأخ أبوصالح وحمد الكعبي بفوائد قيمة والأخ عبدالله المشجري وعبدالله الديني بالتصحيح والتدقيق الأملائي .
بالتعاون مع الأخوة في مجموعات السلام والمدارسة والتخريج رقم 1 ، والاستفادة
من عنده تعقيب أو تنبيه فليفدنا
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
بَاب تَحْرِيمِ قَتْلِ الْهِرَّةِ
4160 – عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عمر أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ عُذِّبَتْ امْرَأَةٌ فِي هِرَّةٍ سَجَنَتْهَا حَتَّى مَاتَتْ فَدَخَلَتْ فِيهَا النَّارَ لَا هِيَ أَطْعَمَتْهَا وَسَقَتْهَا إِذْ حَبَسَتْهَا وَلَا هِيَ تَرَكَتْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الْأَرْضِ
4161 – ِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ عُذِّبَتْ امْرَأَةٌ فِي هِرَّةٍ لَمْ تُطْعِمْهَا وَلَمْ تَسْقِهَا وَلَمْ تَتْرُكْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الْأَرْضِ
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
ـ :فيه تحريم كل أنواع الظلم قليله وكثيره صغيره وعظيمه .
ـ يجوز اقتناء الحيوان وحبسه خاصه إذا كان لك به حاجه، لكن بشرط أن تقوم بإطعامه.
ـ تستعمل (في) للتعليل كما في هذا الحديث، ومنه قوله تعالى
{لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ 68 }الانفال وقوله تعالى{ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (14)} النور وحديث ( إنهما يعذبان وما يعذبان في كبير) وغيرها من النصوص .
ـ الرحمة بالحيوان، ومنه حديث الجُمَّرة التي أخذوا أفراخها فقال صلى الله عليه وسلم من أفجع هذه بولدها) وحديث الجمل الذي اشتكى للنبي صلى الله عليه وسلم فقال لصاحبه : إنه اشتكى إلي أنك تجيعه وتدئبه .
ـ استدل بعض المبتدعة بأن أخبار الآحاد محتملة الخطأ بإنكار عائشة رضي الله عنها على أبي هريرة رضي الله عنه التحديث بهذا الحديث وقالت : أن نفس المؤمن أعز من أن يعذبها الله عزوجل في هرة.إنما كان تعذيبها؛ لأنها كانت كافرة…
وهذا لم يثبت عن عائشة رضي الله عنها وأن في السند كلاما فقد أخرج البزار كما في الكشف 3506 وفيه أبوعامر الخزاز وعلى فرض ثبوته سيأتي توجيه النووي والقاضي عياض له، وقد نقل توجياتهما ابن حجر في الفتح ( وراجع تحقيقنا لكشف الأستار)
ـ وطعن بعض من في قلبه مرض في أبي هريرة رضي الله عنه بأنه ينفرد بأحاديث لم يتابعه عليها أحد.
نقول : ولا وجه للطعن فيه رضي الله عنه ؛ لأن كثيرا من الأحاديث تابعه غيره فيها . فهذا الحديث تابعه عليه ابن عمر رضي الله عنهما أخرجه مسلم أول أحاديث هذا الباب، وكذلك أخرج من حديث جابر رضي الله عنه في صلاة الكسوف 904 وفيه ( وعرضت علي النار فرأيت فيها مرأة من بني إسرائيل تعذب في هرة لها ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض) .
ونقل الحاكم أن أبا هريرة روى عنه كثير من كبار الصحابة ثم ذكرهم، ونقل كذلك أن تلاميذ أبي هريرة هم من خير التابعين.انتهى
وقد ألفت كتب في الدفاع عنه.
قال بعض الأفاضل: الكﻻم في الدفاع عن أبي هريرة رضي الله عنه ذكره الحاكم في المستدرك نقﻻً عن إمام اﻷئمة ابن خزيمة، ودافع أيضا ابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث.
ـ النهي عن تعذيب الحيوان حتى بوب عليه النووي في كتاب البر والصلة باب تحريم تعذيب الهرة ونحوها من الحيوان الذي لا يؤذي، وأحال النووي في شرحه لهذا الباب، وانظر نقلنا لكلام ابن عثيمين في الباب السابق.
ـ قال بعض الأفاضل : يجب الاهتمام بأعمال القلوب، والاستعانة بالله في ترويض القلب على الرحمة والرأفة، والابتعاد عن الكبر والقسوة والغلظة . فانظر لهذه المرأة لما غلب على قلبها القسوة عذبت، والبغي لما غلب على قلبها رحمة الكلب رحمها الله عزوجل.(انتهى بمعناه)
ـ هذا الحديث يستدل به الفقهاء في وجوب النفقه على البهائم ومنه حديث ( اتقوا الله في هذه البهائم المعجمة) . قلت ومن باب أولى من يعول أسرة فيجب عليه نفقتهم وفيه أحاديث .
ـ استدل بعض المنحرفين على أن القاتل العمد مخلد في النار. والجواب : لم يذكر النووي إلا قولين هل المرأة كانت كافرة أم كانت مسلمة، فنقل عن القاضي عياض أنه قال : يجوز أن تكون كافرة، عذبت بكفرها وزيد في عذابها بسبب الهرة، واستحقت ذلك لكونها ليست مؤمنة تغفر صغائرها باجتناب الكبائر. انتهى قال النووي : والصواب أنها كانت مسلمة، وأنها دخلت النار بسببها كما هو ظاهر الحديث وهذه المعصية ليست صغيرة بل صارت بإصرارها كبيرة، وليس في الحديث أنها تخلد في النار.
قال بعض الأفاضل : ورد في حديث جابر أنها من بني اسرائيل وقد قال مﻻ علي القاري كما في مرقاة المفاتيح(فرأيت فيها امرأة من بني إسرائيل) أي من مؤمنيهم.
والقاتل العمد؛ الصواب أنه إن كان من أهل التوحيد إن شاء ربه عذبه وإن شاء عفا عنه، وإن عذب فلا يخلد في النار بل يخرج من النار برحمة من الله .
ـ لما ذكر الزهري هذا الحديث وحديث البغي التي سقت الكلب فغفر لها، قال : لئلا يتكل أحد ولا ييأس أحد.
ـ فيه عدم استحقار الذنوب.
ـ فيه أن الجنة والنار مخلوقتان الآن، ويدل عليه لفظ ( عذبت) فهو يدل على الماضي قال الشيخ صالح آل الشيخ : فهو تعذيب بالنار على الحقيقة ومنه قوله تعالى {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ (46) غافر
قلت : وسبق في حديث جابر رُؤية النبي صلى الله عليه وسلم لها وهي تعذب.
ـ أحيانا كثيرة لا تهمنا تسمية الفاعل والذي يهمنا العبرة من قصته.
ـ ذم الإهمال (راجع نضرة النعيم صفة الإهمال) . فمن لم يكن عنده شعور بالمسؤولية فالأسلم له أن يعتذر ويبتعد إلا إذا وجبت عليه كالنفقة على الأهل.
ـ إيواء القطط والحيوانات الأليفة ، لا يلزم، لكن من رحم حيوانا رحمه الله، كما سيأتي في قصة البغي التي سقت الكلب في الباب التالي.
ـ إذا وجدت حيوان في حالة لا يعيش فيها، ولا يمكن أن ينتفع به في المستقبل، فيجوز ذبحها لإراحتها (قرره ابن عثيمين) .
ـ ذم سوء المعاملة (راجع نضرة النعيم صفة سوء المعاملة) .
ـ الإعتبار بقصص من مضى؛ لأنه ورد أن هذه المرأة من بني إسرائيل. وورد أنها حميرية سوداء طويلة كما في مسلم904 من حديث جابر، قال ابن حجر : ولا تعارض فقد دخلت طائفة من حمير دين اليهود، فمن نسبها لحمير نسبها للقبيلة ومن نسبها لبني إسرائيل نسبها لدينها. انتهى من حفظي
ـ فضل سقيا الماء.
ـ الجزاء من جنس العمل فقد ورد أن الهرة تخمش وجهها، ولا أذكر أين رويت هذه اللفظة ، ثم أرسل لي الأخ حمد الكعبي وقال : أخرج البخاري
712 – عن أسماء بنت أبي بكر : أن النبي صلى الله عليه و سلم صلى صلاة الكسوف ـ ثم وصفت صلاته ـ فقال ( قد دنت مني الجنة حتى لو اجترأت عليها لجئتكم بقطاف من قطافها ودنت مني النار حتى قلت: أي رب وأنا معهم ؟ فإذا إمرأة – حسبت أنه قال – تخدشها هرة قلت ماشأن هذه ؟ قالوا حبستها حتى ماتت جوعا لا أطعمتها ولا أرسلتها تأكل – قال نافع حسبت أنه قال – من خشيش أو خشاش الأرض )