600 ، 601 – فتح الملك بنفحات المسك شرح صحيح البخاري
مجموعة أبي صالح حازم وأحمد بن علي وأحمد بن خالد وعمر الشبلي وعدنان البلوشي وأسامة
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة.
مراجعة سيف بن غدير النعيمي
وعبدالله البلوشي أبي عيسى
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وأن يبارك في ذرياتهم وذرياتنا).
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
قال الإمام البخاري في كتاب مواقيت الصلاة من صحيحه:
40 – بَابُ السَّمَرِ فِي الْفِقْهِ وَالْخَيْرِ بَعْدَ الْعِشَاءِ.
٦٠٠ – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الصَّبَّاحِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَنَفِيُّ، حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: «انْتَظَرْنَا الْحَسَنَ وَرَاثَ عَلَيْنَا حَتَّى قَرُبْنَا مِنْ وَقْتِ قِيَامِهِ، فَجَاءَ فَقَالَ: دَعَانَا جِيرَانُنَا هَؤُلَاءِ، ثُمَّ قَالَ: قَالَ أَنَسٌ: نَظَرْنَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ، حَتَّى كَانَ شَطْرُ اللَّيْلِ يَبْلُغُهُ، فَجَاءَ فَصَلَّى لَنَا، ثُمَّ خَطَبَنَا فَقَالَ: أَلَا إِنَّ النَّاسَ قَدْ صَلَّوْا ثُمَّ رَقَدُوا، وَإِنَّكُمْ لَمْ تَزَالُوا فِي صَلَاةٍ مَا انْتَظَرْتُمُ الصَّلَاةَ. قَالَ الْحَسَنُ: وَإِنَّ الْقَوْمَ لَا يَزَالُونَ بِخَيْرٍ مَا انْتَظَرُوا الْخَيْرَ». قَالَ قُرَّةُ: هُوَ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم .
٦٠١ – حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، وَأَبُو بَكْرٍ ابْنُ أَبِي حَثْمَةَ : أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ: «صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم صَلَاةَ الْعِشَاءِ فِي آخِرِ حَيَاتِهِ، فَلَمَّا سَلَّمَ، قَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: أَرَأَيْتَكُمْ لَيْلَتَكُمْ هَذِهِ، فَإِنَّ رَأْسَ مِائَةٍ، لَا يَبْقَى مِمَّنْ هُوَ الْيَوْمَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ أَحَدٌ». فَوَهِلَ النَّاسُ فِي مَقَالَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، إِلَى مَا يَتَحَدَّثُونَ مِنْ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ، عَنْ مِائَةِ سَنَةٍ، وَإِنَّمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا يَبْقَى مِمَّنْ هُوَ الْيَوْمَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ. يُرِيدُ بِذَلِكَ أَنَّهَا تَخْرِمُ ذَلِكَ الْقَرْنَ.
———————–
من فوائد الباب:
1- قوله: (باب السمر في الفقه والخير بعد العشاء) من عطف العامّ على الخاص، وترجم عليه ابن حبان في صحيحه “ذكر خبر ثان يدل على أن الزجر عن السمر بعد عشاء الآخرة لم يرد به السمر الذي يكون في العلم”، وترجم عليه البيهقي في السنن الكبرى فقال: “باب فضل المساجد وفضل عمارتها بالصلاة فيها وانتظار الصلاة فيها”.
2- حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه-. انفرد بإخراجه البخاري من طريق الحسن. وأخرج المرفوع مسلم والنسائي وابن ماجه من طرق أخرى عن أنس به.
3- حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- سبق تخريجه في كتاب العلم باب 41 السمر في العلم.
4- قوله: (فوهل الناس) “أي توهموا وغلطوا في التأويل. يقال: وهل الرجل: إذا ذهب وهله إلى الشيء. والوهل: الوهم”. قاله أبو سليمان الخطابي في أعلام الحديث.
5- “هذه الآثار تدل على أن السمر المنهي عنه بعد العشاء، إنما هو فيما لا ينبغي من الباطل واللغو، ألا ترى استدلال الحسن البصري حين سمر عند جيرانه لمدارسة العلم، بسمر النبي إلى قرب من شطر الليل في شغله بتجهيز الجيش، ثم خرج فصلى بالناس، ثم خطبهم مؤنسا لهم من طول انتظارهم، ومعرفا لهم ما يستحقون عليه من جزيل الأجر، فقال: (إنكم لن تزالوا فى صلاة ما انتظرتم الصلاة)، ومثل ذلك قوله: (إن رأس مائة سنة لا يبقى ممن هو اليوم على ظهر الأرض أحد)، فأبان بفعله -عليه السلام- أن السمر في العلم والخير مرغب فيه”. قاله ابن بطال في شرح صحيح البخاري.
6- قوله: (ثم خطبنا) قال العلامة ابن باز كما في الحلل الإبريزية: “هذا هو موضع الشاهد”.
7- قوله: (قال الحسن: وإن القوم لا يزالون بخير ما انتظروا الخير). وعند ابن حبان في صحيحه 2033: “قال أنس بن مالك: إن القوم لا يزالون بخير ما انتظروا الخير”. زاد البخاري هنا: (قال قرة هو من حديث أنس عن النبي -صلى الله عليه وسلم) قلت: وجعله أبو بكر القطيعي في جزء الألف دينار300 من طريق محمد بن يونس من المرفوع. لكن ابن يونس لا يفرح به.
8- “إعلامه –صلى الله عليه وسلم- لهم أن رأس مائة سنة لا يبقى ممن هو على ظهر الأرض أحد، إعلام منه لهم أن أعمار أمته ليست بطول أعمار من تقدم من الأمم السالفة، ليجتهدوا في العمل”. قاله ابن بطال في شرح صحيح البخاري.
9- ” احتج به البخاري ومن قال بقوله على موت الخضر”. قاله ابن الملقن في التوضيح.
وقال ابن باز -رحمه الله تعالى- في حاشيته على الفتح: “الذي عليه أهل التحقيق أن الخضر قد مات قبل بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم-… ولو كان حيا لدخل في هذا الحديث وكان ممن أتى عليه الموت قبل رأس المائة”.
10- قوله: ( راث ) أي أبطأ.
11- “مقصود البخاري بهذين الحديثين: الاستدلال على جواز الموعظة وذكر العلم بعد العشاء، وأنه ليس من السمر المنهي عنه”. قاله الحافظ ابن رجب في الفتح.
12- “نص الإمام أحمد على أنه لا يكره السمر في العلم”. قاله الحافظ ابن رجب في الفتح.
13- قوله في حديث ابن عمر: (يريد بذلك أنها تخرم ذلك القرن) وهذا وحي من الله، فليس المراد قيام الساعة كما ظن بعض الناس، بل ذهاب أهل ذلك الزمن. قاله ابن باز كما في الحلل الإبريزية.
14- عن أبي سعيد الخُدْريّ قال: صَلَّينا مَعَ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- صلاةَ العَتَمةِ، فلم يَخرُج حتَّى مضى نحوٌ من شَطرِ الليل، فقال: “خُذُوا مَقاعِدَكم” فأخَذْنا مَقاعِدَنا، فقال: “إن النَّاسَ قد صَلَّوا وأخذوا مَضاجِعَهم، وإنَّكم لن تزالوا في صلاةٍ ما انتَظَرتُمُ الصَّلاةَ، ولولا ضَعفُ الضَّعيفِ وسُقمُ السَّقيمِ، لأخَّرتُ هذه الصَّلاةَ إلى شَطرِ اللَّيلِ”. رواه أبو داود 422 واللفظ له ، والنسائي 538 وابن ماجه 693 والنسائي في السنن الكبرى 1532 من طريق داود بن أبي هند، عن أبي نَضْرة عن أبي سعيد الخُدْريّ به وأورده الشيخ مقبل -رحمه الله تعالى- في الصحيح المسند 411.
15- عن أبي هريرة قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: لا يزال العبد في صلاة ما كان في المسجد ينتظر الصلاة ما لم يحدث. رواه البخاري 176.
16- عن أبي الزبير، قال: سألت جابرا، هل سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: “الرجل في صلاة ما انتظر الصلاة”؟ قال: انتظرنا النبي -صلى الله عليه وسلم- ليلة لصلاة العتمة، فاحتبس علينا، حتى كان قريبا من شطر الليل، – أو بلغ ذلك – ثم جاء النبي -صلى الله عليه وسلم- فصلينا، ثم قال: “اجلسوا “، فخطبنا، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “إن الناس قد صلوا ورقدوا، وأنتم لم تزالوا في صلاة ما انتظرتم الصلاة”. أخرجه الإمام أحمد في مسنده 14743 عن موسى، وحسن، واللفظ لفظ حسن، قالا: حدثنا ابن لهيعة، حدثنا أبو الزبير، قال: سألت جابرا فذكره.
17- عن عبد الله بن عمرو قال: كان نبي الله -صلى الله عليه وسلم- يحدثنا عن بني إسرائيل حتى يصبح ما يقوم إلا إلى عظم صلاة. رواه أبو داود في سننه 3665 وأورده الشيخ مقبل في الصحيح المسند 797 وقال: “حديث صحيح على شرط مسلم”.
18- عن علقمة، عن عمر بن الخطاب، قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يسمر مع أبي بكر في الأمر من أمر المسلمين وأنا معهما.
أخرجه الترمذي في سننه 169 واللفظ له وابن أبي شيبة في المصنف 6752 والإمام أحمد في مسنده 178 وابن خزيمة في صحيحه 1341 وابن حبان في صحيحه من طريق أبي معاوية ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة به . إسناده صحيح.
وترجم عليه ابن خزيمة فقال:”باب ذكر الدليل على أن كراهة السمر بعد العشاء في غير ما يجب على المرء أن يناظر فيه، يسمر فيه بعد العشاء في أمور المسلمين”، وترجم عليه ابن حبان فقال:”ذكر الخبر المصرح بإباحة السمر بعد عشاء الآخرة إذا كان ذلك مما يجدي نفعه على المسلمين”.
19- قال الترمذي: “وقد اختلف أهل العلم من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، والتابعين، ومن بعدهم في السمر بعد صلاة العشاء الآخرة، فكره قوم منهم السمر بعد صلاة العشاء، ورخص بعضهم إذا كان في معنى العلم، وما لا بد منه من الحوائج، وأكثر الحديث على الرخصة”.
20- عن مجاهد قال: «لا بأس بالسمر بعد العشاء للفقه». أخرجه عبد الرزاق في المصنف 2143 قال عن ابن التيمي، عن ليث، عن مجاهد به فيه ليث هو ابن أبي سليم .
24- عن مجاهد، قال: لا بأس بالسمر في الفقه. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 6762 من طريق عبد السلام بن حرب، عن ليث به.
25- عن يحيى بن سعيد، قال: كان القاسم وأصحابه يجلسون بعد العشاء يتحدثون. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 6764 من طريق أبي خالد الأحمر، عن يحيى بن سعيد به.
26- عن سفيان قال: كان عمرو بن دينار يسمر بعد العشاء. فقال له رجل: رأيت ابن عمر -رضي الله عنهما- يسمر بعد العشاء؟ قال: نعم. أخرجه الفاكهي في أخبار مكة 1338 من طريق مُحَمَّد بْن يَحْيَى قَالَ: ثنا سُفْيَانُ به.
27- عن سُفْيَان قَالَ: كَانَ أَيُّوبُ يَجْلِسُ مَعَ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ وَيَسْمُرُ عِنْدَهُ إِلَى نَحْوٍ مِنْ رُبْعِ اللَّيْلِ، فَإِذَا قَامَ عَمْرٌو دَخَلَ أَيُّوبُ الطَّوَافَ، فَأَدْخُلُ مَعَهُ، فَيَقُولُ: “أَرَأَيْتَ لَوْلَا أَنَا كُنْتَ تَطُوفُ؟ ” فَأَقُولُ: لَا. فَيَقُولُ: “سَلْ”، فَيُحَدِّثُنِي ثُمَّ يَقُولُ: “اذْهَبْ فَانْقَلِبْ”. أخرجه الفاكهي في أخبار مكة 1337 من طريق ابْن أَبِي عُمَر قَالَ: ثنا سُفْيَانُ به.
29- قوله: (حدثنا عبد الله بن الصباح) زاد ابن حبان 2033 فقال: “العطار” تابعه محمد بن يونس كما عند أبي بكر القطيعي في جزء الألف دينار 300.
30- قوله: (الحسن) هو البصري تابعه ثابت على أصل الحديث المرفوع كما عند مسلم 640. والإمام أحمد في مسنده 13819 ، تابعه حميد كما عند البخاري 847 و 572 وابن ماجه 692 والإمام أحمد 12880 تابعه قتادة كما عند مسلم 640.