595 – فتح الملك بنفحات المسك شرح صحيح البخاري.
مجموعة أبي صالح حازم وأحمد بن علي وسلطان الحمادي وأحمد بن خالد وعمر الشبلي ومحمد سيفي وعدنان البلوشي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة.
مراجعة سيف بن غدير النعيمي
وعبدالله البلوشي أبي عيسى
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وأن يبارك في ذرياتهم وذرياتنا).
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
35 -بَابُ الْأَذَانِ بَعْدَ ذَهَابِ الْوَقْتِ.
595 – حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مَيْسَرَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «سِرْنَا مَعَ النَّبِيِّ ﷺ لَيْلَةً، فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: لَوْ عَرَّسْتَ بِنَا يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: أَخَافُ أَنْ تَنَامُوا عَنِ الصَّلَاةِ. قَالَ بِلَالٌ: أَنَا أُوقِظُكُمْ، فَاضْطَجَعُوا، وَأَسْنَدَ بِلَالٌ ظَهْرَهُ إِلَى رَاحِلَتِهِ، فَغَلَبَتْهُ عَيْنَاهُ فَنَامَ، فَاسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ ﷺ وَقَدْ طَلَعَ حَاجِبُ الشَّمْسِ، فَقَالَ: يَا بِلَالُ، أَيْنَ مَا قُلْتَ؟ قَالَ: مَا أُلْقِيَتْ عَلَيَّ نَوْمَةٌ مِثْلُهَا قَطُّ، قَالَ: إِنَّ اللهَ قَبَضَ أَرْوَاحَكُمْ حِينَ شَاءَ وَرَدَّهَا عَلَيْكُمْ حِينَ شَاءَ، يَا بِلَالُ قُمْ فَأَذِّنْ بِالنَّاسِ بِالصَّلَاةِ. فَتَوَضَّأَ، فَلَمَّا ارْتَفَعَتِ الشَّمْسُ وَابْيَاضَّتْ، قَامَ فَصَلَّى».
—————————–
من فوائد الباب:
1- حديث أبي قتادة -رضي الله عنه-. أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي.
2- “اختلف أهل العلم في الأذان بعد ذهاب الوقت: فذهب أحمد بن حنبل وأبو ثور إلى جواز ذلك، واحتجا بهذا الحديث”. قاله ابن بطال في شرح صحيح البخاري.
3- قوله: (سرنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ليلة). وعند الطحاوي في شرح مشكل الآثار 3979 من طريق أبي يوسف: “أسرى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في غزوة من غزواته ومن معه”.
4- عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين قفل من غزوة خيبر سار ليله حتى إذا أدركه الكرى عرس، وقال لبلال: أكلأ لنا الليل. فصلى بلال ما قدر له. رواه مسلم 680.
5- قوله: (قال بلال: أنا أوقظكم) وعند النسائي 846 من طريق عبثر: “أنا أحفظكم”.
6- قوله: (يا بلال، قم فأذن بالناس بالصلاة). وعند النسائي 846 من طريق عبثر: “قم يا بلال فآذن الناس بالصلاة. فقام بلال فأذن”، وعند مسلم 681 من طريق عبد الله بن رباح: “ثم أذن بلال بالصلاة”، فيه: “دليل على أن الصلاة الفائتة يؤذن لها بعد وقتها عند فعلها، وهو مقصود البخاري بهذا” . قاله الحافظ ابن رجب في الفتح.
7- وقوله في حديث أبي قتادة الذي خرجه البخاري: (فاستيقظ وقد طلع حاجب الشمس) – إلى قوله- : (فلما ارتفعت الشمس وأبياضت قام فصلى). وهذا قد يوهم أنه أخر الصلاة قصدا حتى زال وقت النهي. وقد خرجه البخاري في آخر صحيحه بلفظ آخر، وهو: (فقضوا حوائجهم وتوضئوا إلى أن طلعت الشمس وأبيضت، فقام فصلى). وهذا يشعر بأنه لم يكن التأخير قصداً، بل وقع اتفاقاً حتى كمل الناس قضاء حوائجهم – وهو كناية عن التخلي – ووضوئهم. انتهى. قاله الحافظ ابن رجب في الفتح. ومثله عن ابن حجر في فتح الباري.
8- وعند مسلم 681 من طريق عبد الله بن رباح: “أذن بلال بالصلاة فصلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ركعتين ثم صلى الغداة”.
9- قوله: (فتوضأ) وعند البخاري 7471 من طريق هشيم: “فقضوا حوائجهم، وتوضئوا”. وعند الإمام أحمد 22611 وابن أبي شيبة في المصنف 4789 من طريق هشيم أيضا: “ثم أمرهم فانتشروا لحاجتهم وتوضأوا”.
10- “فيه من الفقه: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان ينام أحيانا كنوم الآدميين، وذلك في النادر من حاله”. قاله ابن بطال في شرح صحيح البخاري.
11- قال أصحاب مالك، والشافعي وغيرهم: إنما أخر صلاته بمقدار ما توضأ الناس وتأهبوا للصلاة. وفي ذلك المقدار ارتفعت الشمس. وقد جاء هذا المعنى فى بعض طرق الحديث، ذكره فى كتاب الاعتصام فى باب: المشيئة والإرادة، وقال فيه: (فقضوا حوائجهم، وتوضئوا إلى أن طلعت الشمس وابيضت، فقام فصلى). قاله ابن بطال في شرح صحيح البخاري.
12- “اختلف الناس في قضاء الفوائت في أوقات النهي عن الصلاة….. وجمهور العلماء: على أن الفوائت تقضى في كل وقت، سواء كان وقت نهي أو غيره”. قاله الحافظ ابن رجب في الفتح.
13- وروي – ذلك – عن علي وابن عمر وابن عباس وأبي ذر .
وهو مذهب النخعي والثوري والأوزاعي والثوري في رواية، ومالك والشافعي وأحمد. وكل هؤلاء رأوا أن النهي عن الصلاة في الأوقات المخصوصة، إنما توجه إلى النفل دون الفرض، بدليل أمره بذلك من صلى ركعة من الفجر ثم طلعت عليه الشمس أن يصلي معها أخرى، وقد تمت صلاته. قاله الحافظ ابن رجب في الفتح.
14- قوله: (لو عرست) “والتعريس: نزول القوم في السفر آخر الليل للاستراحة. وجواب لو محذوف؛ نحو: لكان أسهل علينا أو هو للتمني”. قاله الكرماني في الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري.
15- قوله: (إن الله قبض أرواحكم حين شاء، وردها عليكم حين شاء). يدل على أن النائم تقبض روحه. وهذا مطابق لقول الله -عز وجل-: (اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إلى أَجَلٍ مُسَمًّى). [ الزمر : 42 ] . قاله الحافظ ابن رجب في الفتح.
16- “دلت الآية على أن النوم وفاة، ودل الحديث على أن النوم قبض، ودلا على أن النفس المتوفاة هي الروح المقبوضة”. قاله الحافظ ابن رجب في الفتح.
17- عن عون بن أبي جحيفة، عن أبيه، قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سفره الذي ناموا فيه حتى طلعت الشمس؛ ثم قال: إنكم كنتم أمواتا فرد الله إليكم أرواحكم، فمن نام عن صلاة أو نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها وإذا استيقظ. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف قال: حدثنا الفضل بن دكين، عن عبد الجبار بن عباس، عن عون بن أبي جحيفة فذكره.
18- وفي الحديث جواز الالتماس من السادات فيما يتعلق بمصالحهم. قاله الكرماني في الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري.
زاد الحافظ ابن حجر في الفتح فقال: “ولكن بصيغة العرض لا بصيغة الاعتراض”.
19- وأن للإمام أن يراعي المصلحة الدينية. قاله الكرماني في الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري.
20- وفيه الاحتراز عما يحتمل فوات العبادة عن وقتها بسببه. قاله الكرماني في الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري.
21- وجواز التزام الخادم القيام بمراقبة ذلك. قاله الكرماني في الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري.
22- باب الأذان للصلوات بعد ذهاب الوقت. قاله ابن خزيمة في صحيحه.
23- الجماعة للفائت من الصلاة. قاله النسائي.
24- وترجم عليه البخاري أيضا فقال: باب في المشيئة والإرادة {وما تشاءون إلا أن يشاء الله}.
25- قوله: (حدثنا محمد بن فضيل) تابعه أبو زبيد واسمه عبثر بن القاسم كما عند أبي داود 440 والنسائي 846. تابعه هشيم كما عند البخاري 7471 والنسائي في السنن الكبرى 11384. تابعه خالد بن عبد الله كما عند أبي داود 439.
26- قوله: (حدثنا حصين) وعند النسائي في السنن الكبرى 11384؛ “حدثنا حصين بن عبد الرحمن”.
27- قوله: (عن عبد الله بن أبي قتادة) تابعه عبد الله بن رباح كما عند مسلم 681.