59 – فتح رب البرية بينابيع الحكمة من أقوال الأئمة
جمع أحمد بن خالد وآخرين
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف الشيخ د. سيف بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وأن يبارك في ذرياتهم وذرياتنا)
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
(1830): {يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تَتَّبِعوا خُطُواتِ الشَّيطانِ وَمَن يَتَّبِع خُطُواتِ الشَّيطانِ فَإِنَّهُ يَأمُرُ بِالفَحشاءِ وَالمُنكَرِ وَلَولا فَضلُ اللَّهِ عَلَيكُم وَرَحمَتُهُ ما زَكى مِنكُم مِن أَحَدٍ أَبَدًا وَلكِنَّ اللَّهَ يُزَكّي مَن يَشاءُ وَاللَّهُ سَميعٌ عَليمٌ} [النور: (21)]
تفسير السعدي:
ولما نهى عن هذا الذنب بخصوصِهِ؛ نهى عن الذُّنوب عمومًا، فقال: {يا أيُّها الذين آمنوا لا تتَّبِعوا خطواتِ الشيطانِ}؛ أي: طرقَه ووساوسَه. وخطواتُ الشيطان يدخُلُ فيها سائرُ المعاصي المتعلِّقة بالقلب واللسان والبدن.
ومن حكمتِهِ تعالى أن بيَّن الحُكْمَ ـ وهو النهي عن اتِّباع خطوات الشيطان ـ والحِكْمة ـ وهو بيانُ ما في المنهيِّ عنه من الشرِّ المقتضي والداعي لتركه ـ، فقال: {ومَن يَتَّبِعْ خُطُواتِ الشيطانِ فإنَّه}؛ أي: الشيطان {يأمُرُ بالفحشاءِ}؛ أي: ما تستفحشُه العقول والشرائعُ من الذُّنوب العظيمة مع ميل بعض النفوس إليه، {والمنكَرِ}: وهو ما تُنْكِرُهُ العقولُ ولا تعرِفُه؛ فالمعاصي التي هي خُطُوات الشيطان لا تَخْرُجُ عن ذلك، فنهى الله عنها العبادَ نعمةً منه عليهم أن يشكُروه ويَذْكُروه؛ لأنَّ ذلك صيانةٌ لهم عن التدنُّس بالرذائل والقبائح؛ فمن إحسانِهِ عليهم أنْ نهاهم عنها كما نهاهم عن أكل السموم القاتلة ونحوها. {ولولا فضلُ اللهِ عليكُم ورحمتُهُ ما زكى منكُم من أحدٍ أبدًا}؛ أي: ما تطهَّر من اتِّباع خطواتِ الشيطانِ؛ لأنَّ الشيطان يسعى هو وجندُه في الدعوة إليها وتحسينِها، والنفس ميالةٌ إلى السوء أمَّارةٌ به، والنقصُ مستولٍ على العبدِ من جميع جهاتِهِ، والإيمانُ غير قويٍّ؛ فلو خُلِّي وهذه الدواعي؛ ما زكى أحدٌ بالتطهُّرِ من الذُّنوب والسيئات والنماء بفعل الحسنات؛ فإنَّ الزكاء يتضمَّن الطهارة والنماء، ولكنَّ فضلَه ورحمتَه أوجبا أن يتزكَّى منكم من تزكَّى، وكان من دعاء النبيِّ ?: «اللهمَّ! آتِ نفسي تَقْواها، وزكِّها أنت خيرُ من زَكَّاها، أنت وَلِيُّها ومولاها». ولهذا قال: {ولكنَّ الله يزكِّي مَن يشاءُ}: من يعلمُ منه أن يتزكَّى بالتزكية، ولهذا قال: {والله سميعٌ عليمٌ}.
______________
(1831): قال الإمام الحسن البصري:
مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَكُونَ إمَامًا لأَهْلِهِ
إمَامًا لحيّه
إمَامًا لِمَنْ وَرَاءَ ذَلِكَ فَلْيَفْعَلْ
فَإِنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ يُؤْخَذُ عَنْك إِلاَّ كَانَ لَك فِيهِ نَصِيبٌ.
[مصنف ابن أبي شيبة 36469]
______________
(1832): ??قال الإمام الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى
واعلموا أن الصدقة تدفع ميتة السوء،
وتذهب البلاء، وتطفئ الخطيئة،
كما روي ذلك عن رسول الله ?، وكما قال تعالى {ما عندكم ينفد وما عند الله باق}،
وقد قال سبحانه {وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا}.
الفتاوى لابن باز 183/ 4 ??
______________
(1833): قَالَ مُوَرِّقٌ الْعِجْلِيُّ: «تَعَلَّمْتُ الصَّمْتَ فِي عَشْرِ سِنِينَ وَمَا قُلْتُ شَيْئًا قَطُّ إِذَا غَضِبْتُ أَنْدَمُ عَلَيْهِ إِذَا ذَهَبَ عَنِّي الْغَضَبُ»
حلية الأولياء وطبقات الأصفياء – ط السعادة (2) / (235)
______________
(1834): قال عمر بن الخطاب ?: من كثر كلامه كثر سقطه.
بهجة المجالس وأنس المجالس (1) / (7) — ابن عبد البر
______________
(1835): قال الذهبي رحمه الله: فَعَلَى عِلْمِ الحَدِيْثِ وَعُلَمَائِهِ لِيَبْكِ مَنْ كَانَ بَاكِيًا، فَقَدْ عَادَ الإِسْلاَمُ المَحْضُ غَرِيْبًا كَمَا بَدَأَ ((2))، فَلْيَسْعَ امْرُؤٌ فِي فَكَاكِ رَقْبَتِهِ مِنَ النَّارِ، فَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَةَ إِلاَّ بِاللهِ.
ثُمَّ العِلْمُ لَيْسَ هُوَ بِكَثْرَةِ الرِّوَايَةِ، وَلَكِنَّهُ نُوْرٌ يَقْذِفُهُ اللهُ فِي القَلْبِ، وَشَرْطُهُ الاَتِّبَاعُ، وَالفِرَارُ مِنَ الهَوَى وَالاَبْتَدَاعِ، وَفَّقَنَا اللهُ وَإِيَّاكُم لِطَاعَتِهِ.
سير أعلام النبلاء – ط الرسالة (13) / (323).
______________
(1836): ??قال شيخ الإسلام ابن تيمية?? رحمه الله تعالى
إن الله ضمِن للمُتّقين أن يجعل لهم مخرجًا مما يضيق على النّاس، وأن يرزقهم من حيث لا يحتسبون … فإذا لم يحصل ذلك دلَّ على أنَّ في التقوى خَلَلاً فليستغفر اللهَ وليتُب إليه.
الفتاوى (526) / (8).??
______________
(1837): [من آثار المعصية!]
قال ابن القيّم رحمه الله:
” قلّة التوفيق، وخفاء الحق،
وخمول الذِّكر، ونفرة الخلق،
والوحشة بين العبد وبين ربّه،
ومنع إجابة الدعاء تتولّد من:
(المعصية!!) “.
[كتاب الفوائد: (32)]
______________
(1838): {فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ * قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ}.
لما ذكر تعالى نعيمهم، وتمام سرورهم، بالمآكل والمشارب، والأزواج الحسان، والمجالس الحسنة، ذكر تذاكرهم فيما بينهم، ومطارحتهم للأحاديث، عن الأمور الماضية، وأنهم ما زالوا في المحادثة والتساؤل، حتى أفضى ذلك بهم، إلى أن قال قائل منهم: {إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ} في الدنيا، ينكر البعث، ويلومني على تصديقي به.
{يَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ * أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَدِينُونَ * قَالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ * فَاطَّلَعَ فَرَأَىهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ * قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ * وَلَوْلا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ * أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ * إِلا مَوْتَتَنَا الأولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ}.
و {يَقُولُ} لي {أَئِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَدِينُونَ} أي: مجازون بأعمالنا؟ أي: كيف تصدق بهذا الأمر البعيد، الذي في غاية الاستغراب، وهو أننا إذا تمزقنا، فصرنا ترابا وعظاما، أننا نبعث ونعاد، ثم نحاسب ونجازى بأعمالنا؟».
أي: يقول صاحب الجنة لإخوانه: هذه قصتي، وهذا خبري، أنا وقريني، ما زلت أنا مؤمنا مصدقا، وهو ما زال مكذبا منكرا للبعث، حتى متنا، ثم بعثنا، فوصلت أنا إلى ما ترون، من النعيم، الذي أخبرتنا به الرسل، وهو لا شك، أنه قد وصل إلى العذاب.
فـ {هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ} لننظر إليه، فنزداد غبطة وسرورا بما نحن فيه، ويكون ذلك رَأْيَ عين؟ والظاهر من حال أهل الجنة، وسرور بعضهم ? (704) ? ببعض، وموافقة بعضهم بعضا، أنهم أجابوه لما قال، وذهبوا تبعا له، للاطلاع على قرينه.
{فَاطَّلَعَ} فرأى قرينه {فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ} أي: في وسط العذاب وغمراته، والعذاب قد أحاط به.
فـ {قَالَ} له لائما على حاله، وشاكرا لله على نعمته أن نجاه من كيده: {تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ} أي: تهلكني بسبب ما أدخلت عليَّ من الشُّبَه بزعمك.
{وَلَوْلا نِعْمَةُ رَبِّي} على أن ثبتني على الإسلام {لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ} في العذاب معك.
{أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ إِلا مَوْتَتَنَا الأولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ} [أي: يقوله المؤمن، مبتهجا بنعمة الله على أهل الجنة بالخلود الدائم فيها والسلامة من العذاب; استفهام بمعنى الإثبات والتقرير] أي: يقول لقرينه المعذب: أفتزعم أننا لسنا نموت سوى الموتة الأولى، ولا بعث بعدها ولا عذاب ((1)).
وقوله: {فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ} وحذف المعمول، والمقام مقام لذة وسرور، فدل ذلك على أنهم يتساءلون بكل ما يلتذون بالتحدث به، والمسائل التي وقع فيها النزاع والإشكال.
ومن المعلوم أن لذة أهل العلم بالتساؤل عن العلم، والبحث عنه، فوق اللذات الجارية في أحاديث الدنيا، فلهم من هذا النوع النصيب الوافر، ويحصل لهم من انكشاف الحقائق العلمية في الجنة ما لا يمكن التعبير عنه.
تفسير السعدي
______________
(1839): عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كَانَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ ? يَتَبَادَحُونَ بِالْبِطِّيخِ، فَإِذَا كَانَتِ الْحَقَائِقُ كَانُوا هُمُ الرِّجَالَ.
الأدب المفرد – ت عبد الباقي (1) / (102) — البخاري
______________
(1840): {وَقِفوهُم إِنَّهُم مَسئولونَ} [الصافات: (24)]
تفسير ابن كثير:
وقوله تعالى: {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ ((24))} أي: قفوهم حتى يسألوا عن أعمالهم وأقوالهم التي صدرت عنهم في الدار الدنيا كما قال الضحاك، عن ابن عباس يعني احبسوهم إنهم محاسبون
______________
(1841): {فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفسَكَ عَلى آثارِهِم إِن لَم يُؤمِنوا بِهذَا الحَديثِ أَسَفًا} [الكهف: (6)]
تفسير السعدي:
ولما كان النبيُّ ? حريصًا على هداية الخلق، ساعيًا في ذلك أعظم السعي، فكان ? يفرح ويسرُّ بهداية المهتدين، ويحزن ويأسفُ على المكذِّبين الضالِّين؛ شفقةً منه ? عليهم، ورحمةً بهم؛ أرشده الله أن لا يَشْغَلَ نفسه بالأسف على هؤلاء الذين لا يؤمنون بهذا القرآن؛ كما قال في [الآية] الأخرى: {لعلَّك باخعٌ نفسَكَ أن لا يكونوا مؤمنين}، وقال: {فلا تذهب نفسك عليهم حسراتٍ}، وهنا قال: {فلعلَّك باخعٌ نفسَك}؛ أي: مهلكها غمًّا وأسفًا عليهم، وذلك أنَّ أجرك قد وَجَبَ على الله، وهؤلاء لو عَلِمَ اللهُ فيهم خيرًا لهداهم، ولكنَّه علم أنهم لا يَصْلُحون إلا للنار؛ فلذلك خَذَلَهم فلم يهتدوا؛ فإشغالك نفسك غمًّا وأسفًا عليهم ليس فيه فائدةٌ لك.
وفي هذه الآية ونحوها عبرةٌ؛ فإنَّ المأمور بدعاء الخلق إلى الله عليه التبليغ والسعي بكلِّ سبب يوصِلُ إلى الهداية، وسدِّ طرق الضَّلال والغواية، بغاية ما يمكِنُه، مع التوكُّل على الله في ذلك؛ فإن اهتدوا؛ فبها ونعمت، وإلاَّ؛ فلا يحزنْ ولا يأسفْ؛ فإنَّ ذلك مضعفٌ للنفس، هادمٌ للقُوى، ليس فيه فائدةٌ، بل يمضي على فعلِهِ الذي كُلِّف به وتوجَّه إليه، وما عدا ذلك؛ فهو خارجٌ عن قدرته. وإذا كان النبيُّ ? يقولُ الله له: {إنَّك لا تَهْدي مَنْ أحببتَ}، وموسى عليه السلام يقول: {ربِّ إني لا أملِكُ إلاَّ نَفْسي وأخي … } الآية؛ فمن عداهم من باب أولى وأحرى؛ قال تعالى: {فذكِّرْ إنَّما أنتَ مُذَكِّرٌ لست عليهم بمصيطرٍ}.
______________
(1842): قال العلامة ابن الجوزي رحمه الله:
من نظر في سير السلف من العلماء العاملين استقر نفسه فلم يتكبر، ومن عرف الله لم يراء، ومن لاحظ جريان أقداره على مقتضى إرادته لم يحسد.
تلبيس إبليس (117).
______________
(1843): قال الله تعالى
{فما لهم عن التذكرة معرضين}
قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله:
هذه الآية يدخل فيها المُعرض عن حلقات
الذكر والمعرض عن طلب العلم.
(التفسير المفصل)
______________
(1844): قَالَ ابْنُ القَيِّمِ رحمه لله:
إذَا تَعِبَ العَبْدُ قَلِيلاً اِسْتَرَاحَ طَويلاً،
وَإِذَا تَحَمَّلَ مَشَقَّةَ الصَّبْرِ سَاعَةً قَادَهُ لِحَيَاةِ الأَبَدِ،
وَكُلُّ مَا فِيْهِ أَهْلُ النَّعِيْمِ المُقِيْمِ فَهُو صَبْرُ سَاعَةٍ.
?? مِفْتَاحُ دَارِ السَّعَادَةِ ((347) / (2))
______________
(1845): كان الحسن البصري – رحمه الله – (إذا حدّث بحديث حنين الجذع) بكى، وقال:
” يا عباد الله!
الخشبة تحن إلى رسول ? شوقاً إليه لمكانه؛ فأنتم أحق أن تشتاقوا إلى لقائه “.
[الشفا بتعريف حقوق المصطفى للقاضي عياض (305) / (1)]
______________
(1846): قال ابن القيم رحمه الله:
(وإنك أن تبيت نائماً وتصبح نادماً
خير من أن تبيت قائماً وتُصبح معجباً
فإنَّ المُعجَب لا يصعد له عمل).
[مدارج السالكين (1) – (177)]
______________
(1847): قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
وَولَايَة الله مُوَافَقَته بِأَن تحبّ مَا يحبّ، وَتبْغض مَا يبغض، وَتكره مَا يكره، وتسخط مَا يسْخط، وتوالي من يوالي، وتعادي من يعادي، فَإِذا كنتَ تحبّ وترضى مَا يَسخَطه ويكرهه كنتَ عدوَّه لَا وليَّه، وَكَانَ كل ذمّ نَالَ من رَضِي مَا أسخط الله قد نالك، فَتدَّبر هَذَا فَإِنَّهُ تَنْبِيه على أصل عَظِيم ضلَّ فِيهِ من طوائف النُّسَّاك والصوفية والعبَّاد الْعَامَّة من لَا يحصيهم إلا الله ….
الاستقامة (128) / (2) …
______________
(1848): أنواع زيارة القبور …
النوع الأول: مشروع، وهو أن يزوروها للدعاء لأهلها أو لتذكر الآخرة.
النوع الثاني: أن تزار للقراءة عندها أو للصلاة عندها أو للذبح عندها فهذه بدعة ومن وسائل الشرك.
النوع الثالث: أن يزوروها للذبح للميت والتقرب إليه بذلك، أو لدعاء الميت من دون الله، أو لطلب المدد منه أو الغوث أو النصر، فهذا شرك أكبر – نسأل الله العافية – فيجب الحذر من هذه الزيارات المبتدعة. ولا فرق بين كون المدعو نبيا أو صالحا أو غيرهما. ويدخل في ذلك ما يفعله بعض الجهال عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم من دعائه والاستغاثة به، أو عند قبر الحسين أو البدوي أو الشيخ عبد القادر الجيلاني أو غيرهم. والله المستعان.
الإمام ابن باز /مجموع الفتاوى (287) / (13) …
______________
(1849): والعظة نوعان:
عظةٌ بالمسموع، وعظةٌ بالمشهود. فالعظة بالمسموع الانتفاع بما يسمعه من الهدى والرُّشد والنصائح التي جاءت على يد ((2)) الرُّسل، وكذلك الانتفاع بالعظة من كلِّ ناصحٍ ومرشدٍ في مصالح الدِّين والدُّنيا.
والعظة بالمشهود: الانتفاع بما يراه ويشهده في العالم من مواقع العِبَر وأحكام القدر ومجاريه، وما يشاهده من آيات الله الدالَّة على صدق رسله.
مدارج السالكين – ط عطاءات العلم (2) / (72) — ابن القيم
______________
(1850): عناية السلف بالفقراء
قال جابر بن زيد – رضي الله عنه -:
لأن أتصدق بدرهم على يتيم أو مسكين، أحب إلي من حجة بعد حجة الإسلام.
[الحلية 1/ 462]
______________
(1851): (اللهم كما حسَّنْت خَلْقِي فحسن خُلُقِي) قال العلامة الألباني رحمه الله: رواه البيهقي عن عائشة (صحيح).
… من أجل ذلك لا يصح الاستدلال على مشروعية هذا الدعاء عند النظر في المِرْآة كما فعل المؤلف رحمه الله.
نعم لقد صح هذا الدعاء عنه -صلى الله عليه وسلم- دون تقيد بالنظر في المِرْآة.
الإرواء (1) / (115) ..
______________
(1852) ??قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله در تعالى
کُلَّما کان الرَّجل أعظم إخلاصًا،
کانت شفاعة الرّسول أقرب إليه (0)
[مجموع الفتاوي ((528) / (11))] ??
______________
(1853): النعم نوعان
قال ابن القيم رحمه الله: النِّعَمَ نَوْعَانِ: مُسْتَمِرَّةٌ، وَمُتَجَدِّدَةٌ، فَالْمُسْتَمِرَّةُ شُكْرُهَا بِالْعِبَادَاتِ وَالطَّاعَاتِ،
وَالْمُتَجَدِّدَةُ شُرِعَ لَهَا سُجُودُ الشُّكْرِ؛ شُكْرًا لِلَّهِ عَلَيْهَا، وَخُضُوعًا لَهُ وَذُلًّا، فِي مُقَابَلَةِ فَرْحَةِ النِّعَمِ وَانْبِسَاطِ النَّفْسِ لَهَا، وَذَلِكَ مِنْ أَكْبَرِ أَدْوَائِهَا؛ فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ وَلَا الْأَشِرِينَ؛ فَكَانَ دَوَاءُ هَذَا الدَّاءِ الْخُضُوعَ وَالذُّلَّ وَالِانْكِسَارَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ، وَكَانَ فِي سُجُودِ الشُّكْرِ مِنْ تَحْصِيلِ هَذَا الْمَقْصُودِ مَا لَيْسَ فِي غَيْرِهِ.
اعلام الموقعين (2/ 296).
______________
(1854): فائدة نفيسة من الشافعي رحمه الله
• – قال الإمام محمد بن إدريس الشافعي
• – رحمه الله تبارك و تعالى -:
• – عاشر كرام الناس تعش كريماً، ولا تعاشر اللئام فتنسب إلى اللؤم.
مناقب الإمام الشافعي ((193) / (2))
______________
(1855): قال الحافظ الذهبي – رحمه الله -:
“فلا خير إلّا في الاتِّباع، ولا يمكن الاتِّباع
إلّا بِمعرفة السُّنن”.
سير أعلام النبلاء ((409) / (9))
______________
(1856):قال علي رضي اللّه عنه: “لا يرجُوَن عَبدٌ إلا رَبّه، ولا يخافنَّ إلا ذنبه “.
جامع العلوم و الحكم ((2) / (679))
______________
(1857): قال الشيخ صالح ال الشيخ حفظه الله:
*ينبغي على طالب العلم، وعلى الرجل الصالح، والعبد الصالح، وكذلك المرأة الصالحة، أن يعود نفسه على البعد عن الملذات في بعض الأحيان*.
ونحن اليوم -كما ترون – فاضت علينا الأمور، بحيث إن الناس يتنافسون فيما يريحهم، وينبغي على المرء بين الحين والآخر أن يذكر نفسه بما فيه تقشف، وما فيه معالجة لبعض الأمور العسيرة عليه بعض الشيء، مما فيه ترك الملذات أو ترك استعمال الأشياء؛ تذكرًا لنعمة الله عليك إما في الثياب، أو المسكن، أو في الفراش، ونحو ذلك، فيتذكر العبد النعمة،
ويتذكر حال المصطفى.
شرح كتاب الطهارة من بلوغ المرام (54).
______________
(1858): [الطعن في ولاة الأمر هو دأب اهل البدع]
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
و أما أهل العلم والدين والفضل فلا يرخصون لأحد فيما نهى الله عنه من معصية ولاة الأمور، وغشهم، والخروج عليهم، بوجه من الوجوه، كما قد عُرف من عادات أهل السنة، الدين قديمًا وحديثًا ومن سيرة غيرهم.
” قاعدة مختصرة في وجوب طاعة الله ورسوله وولاة الأمور”. (38).
______________
(1859): ” وقد كان صدر الصحابة ومن تبعهم يواظبون على السنن مواظبتهم على الفرائض ولا يفرقون بينهما في اغتنام ثوابهما “.
فتح الباري (3/ 265)
______________
(1860): نصيحة الشيخ الدكتور صالح آل شيخ حفظه الله ..
قال حفظه الله:
الله الله في الدعوة إلى الله؛ الله الله في العدة والعلم النافع الذي تحمله؛ القرآن والسنة والرزانة في العلم والتؤدة في أخذ الأمور بعقل ونظر وحكمة؛ حتى تؤتي الدعوة ثمارها …
تفسير سورة (يس) (24) صفر (1446) ..
______________
(1861): قال العلامة ابن باز رحمه الله:
*فمن عرف بالدين والحاجة فينبغي الصدقة عليه والمساعدة في قضاء دينه من إخوانه المسلمين، وأن على الغرماء أن يُنظروه فيما بقي، ولا يزعجوه، يأخذوا ما تيسر، وليس لهم إلا هذا المتيسر، حتى ييسر الله عليه وفاء الباقي*.
” شرح بلوغ المرام / كتاب البيوع ص 162.
______________
(1862): قال تعالى:
{ويرجون رحمته ويخافون عذابه}
? لا تتم العبادة إلا بالخوف والرجاء،
فبالخوف ينكف عن المناهي،
وبالرجاء ينبعث على الطاعات.
[ابن كثير]
______________
(1863): قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
وهكذا كثير من ذنوب أهل الاعتقاد والشبهات وأهل الشهوات القوية يحتاج صاحبُها إلى معالجة قلبه ومجاهدة نفسه وهواه.
” جامع المسائل ” (390).
______________
(1864): مقدار الغبن المؤثر في البيع
س (84): ما هو المقدار الذي يكون فيه الغبن؟
ج: اختلفوا فيه بعضهم قال: الثلث. وبعضهم قال: أقل من ذلك. ولكن أحسن ما قيل في هذا أنه ما يعده الناس غبنا بالعرف، ما يعده أهل البيع والشراء غبنا حيث يعتبر ضارا للمشتري.
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة – ابن باز (19/ 128).
______________
(1865): قال العلامة عبيد الجابري رحمه الله:-
الوُقوف عند ما أمر به النبي- صلى الله عليه وسلم- هو اعتصام بالسنة.
إنعام الباري (177) ..
______________
(1866): قال ابن تيمية: وَأَمَّا أَهْلُ الْعِلْمِ وَالدِّينِ وَالْفَضْلِ فَلَا يُرَخِّصُونَ لِأَحَدِ فِيمَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ مِنْ مَعْصِيَةِ وُلَاةِ الْأُمُورِ وَغِشِّهِمْ وَالْخُرُوجِ عَلَيْهِمْ: بِوَجْهِ مِنْ الْوُجُوهِ كَمَا قَدْ عُرِفَ مِنْ عَادَاتِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالدِّينِ قَدِيمًا وَحَدِيثًا وَمِنْ سِيرَةِ غَيْرِهِمْ. وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما عَنْ النَّبِيِّ ? أَنَّهُ قَالَ: {يُنْصَبُ لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ اسْتِهِ بِقَدْرِ غَدْرِهِ}
مجموع الفتاوى (35) / (12)
______________
(1867): [نصيحة قيمة نحتاجها خاصة في هذا الزمان]
سئل العلامة أحمد النجمي رحمه الله:
” بماذا تنصح المسلم في أيامنا هذه؟
فأجاب: أنصح بأن: يَحيَا على التوحيد والعقيدة الصحيحة، ويُعنَى بأداء الفرائض والواجبات، والبُعد عن المعاصي والمحرمات، ومصاحبة الأخيار، ومجانبة الأشرار، ومتابعة السنن، ومجانبة البدع، والحذر من الفتن، فهي كثيرة في هذا الزمن، وأوصيه أن يلزم بيته، ويبكي على خطيئته، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لأحد أصحابه: ” إلزم بيتك، وابك على خطيئتك “.
فتح الرب الودود ((1) / (104))
______________
[(1868): [الحياءُ رادعٌ ووازِعٌ عظيمٌ]
قال العلامةُ ربيعٌ المدخليّ:
رُبّما تهمّ بالمعصية فتذهب وتمشي إليها، ثم تتَذكّر وتقول: إنّ ربِّي يرانِي ويسمعُنِي؛ فتخجَل وتخاف في نفس الوقتِ؛ فيدفعكَ ذلك الحياءُ والخوفُ إلى الإحجامِ عن فعلها، فالحياءُ رادعٌ عظيمٌ ووازِعٌ عظيمٌ؛ الحياءُ والخوفُ مع الإيمانِ الصّادق.
فعلينا أنْ نُقوِّي إيمانَنا وأنْ نُغذِّي الحياءَ بدراسَةِ سِيَرِ الأنبياء -عليهم الصلاةُ والسّلامُ.
(قُرّةُ العيْنَينِ) (صـ (115)).
______________
(1869): البكاءُ على نِعْمَةِ مُوافقَةِ السُّنّةِ]
-قالَ الإمامُ ابنُ القيّم:
“دَخَلْتُ يَوماً على بعضِ أصْحابِنَا، وقَدْ حَصَلَ لهُ وَجْدٌ أبْكَاهُ.
فسَألتُهُ عنهُ؟ فقال:
-ذَكرتُ ما مَنَّ اللَّهُ بهِ عليَّ مِنَ السُّنَّةِ ومَعْرِفتِهَا، والتّخَلُّصِ مِنْ شُبَهِ القَومِ وقَواعِدِهِمُ البَاطِلَةِ، ومُوافَقَةِ العَقلِ الصّريحِ، والفِطْرَةِ السَّلِيمَةِ لِمَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ-?-؛ فَسَرَّنِي ذلكَ حتَّى أبْكَانِي.
-قال ابنُ القيّم- فهَذا الوَجْدُ أثَارَهُ إينَاسُ فَضْلِ اللَّهِ ومَنِّهِ”
(مَدارجُ السّالكين) ((3) / (552))
-الوَجَدُ: ما يُلفيه المرءُ.
ينظر (مقاييس اللغة) (مادة/ وجد)
______________
قَالَ شَيْخُ الإِسْلَامِ ابْنُ تَيْمِيَةَ رَحِمَهُ اللهُ:
“الحَاجَةُ إِلَى الهُدَى أَعْظَمُ مِنْ الحَاجَةِ إِلَى النَّصْرِ وَالرِّزْقِ بَلْ لَا نِسْبَةَ بَيْنَهُمَا”.
مَجْمُوْعُ الفَتَاوَى ج (14) ص (39)
______________
(1871): ??قال الإمام الشيخ الفقيه محمد بن صالح بن عثيمين – رحمه الله –
” ?فالشٍيطَان لا يَأتي لِيخرِّب المَهدُوم، ولَكِن يأتِي ليَخرِّب الْمَعمور “.
القول المفيد62/ 1].??
______________
(1872) وقد ظهر بما ذكرناه أن الاشتغال بالعلم لله أفضل من نوافل العبادات البدنية من صلاة وصيام وتسبيح ودعاء ونحو ذلك؛ لأن نفع العلم يعم صاحبه والناس والنوافل البدنية مقصورة على صاحبها؛ ولأن العلم مصحح لغيره من العبادات فهي تفتقر إليه وتتوقف عليه ولا يتوقف هو عليها، ولأن العلماء ورثة الأنبياء عليهم الصلاة والتسليم وليس ذلك للمتعبدين، ولأن طاعة العالم واجبة على غيره فيه، ولأن العلم يبقى أثره بعد موت صاحبه، وغيره من النوافل تنقطع بموت صاحبها، ولأن في بقاء العلم إحياء الشريعة وحفظ معالم الملة.
تذكرة السامع والمتكلم في أدب العالم والمتعلم (1) / (13)