58 عون الصمد شرح الذيل والمتمم له على الصحيح المسند
جمع نورس الهاشمي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1،2،3 والاستفادة والمدارسة
——–
مسند أحمد
4141 حدثنا عبدالرحمن عن اسرائيل عن السدي عن مرة عن عبدالله: (وإن منكم إلا واردها) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يرد الناس النار كلهم، ثم يصدرون عنها بأعمالهم”
قلت سيف: حسن؛ أظنه على شرط المتمم على الذيل.
والحديث ذكره الدارقطني 5/ 272 وقال أن اسرائيل رواه مرفوعا، وشعبة رواه موقوفا، ويحتمل أن يكون مرفوعا. انتهى
وقال مؤلف كتاب الأحاديث المعلة في كتاب الحلية: ( … شعبة كان يتصرف في الرواية بروايته موقوفا، قال عبدالرحمن بن مهدي لشعبة بعد أن روى عنه الحديث موقوفا كالمراجع له في ذلك::” اسرائيل حدثه عن النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال نعم، هو عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وفي سنن الترمذي قال شعبة: سمعته من السدي مرفوعا، ولكني أدعه عمدا) انتهى
قلت: لكن لأجل الشك الذي قام في قلب شعبة وكأنه يرى أن السدي أخطأ في رفعة حاب أضعه في المجلد الثاني لنسميه (المتمم للذيل) المهم الحديث له شواهد منها؛ حديث أم مبشر عند مسلم 2496، وحديث أبي هريرة عند البخاري 1251.
———
[معنى الورود]
وتفسير الورود اختلف فيه الصحابة، ومن بعدهم من العلماء على ثلاثة أقوال:
القول الأول: هو المرور على الصراط، و هو قول ابن جريرالطبري، وابن كثير، و ابن تيمية، و ابن رجب في التخويف من النار، و ابن ابي العز في الطحاوية، و ابن باز.
القول الثاني: هو الدخول، و هو قول القرطبي، و العلامة الآلوسي و الشنقيطي في أضواء البيان، و الألباني،
القول الثالث: التوقف، قال الشوكاني -رحمه الله-: “وقد توقف كثير من العلماء عن تحقيق هذا الورود وحمله على ظاهره؛ لقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ} …. ولا يخفى أنّ القول بأنّ الورود هو المرور على الصراط، أو الورود على جهنم وهي خامدة: فيه جمع بين الأدلة من الكتاب والسنة، فينبغي حمل هذه الآيات على ذلك” فتح القدير 3/ 344.
عرض بعض أقوال الفريق الأول:
قال ابن تيمية: وكذلك في الحديث الصحيح أنه قال: [والذي نفسي بيده لا يلج النار أحد بايع تحت الشجرة قالت حفصة: فقلت يا رسول الله: أليس الله يقول: {وإن منكم إلا واردها} [مريم: 71] فقال: ألم تسمعيه قال: {ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا} [مريم: 72]]
وقد بين في الحديث الصحيح الذي رواه جابر وغيره أن الورود هو المرور على الصراط ومعلوم أنه إذا كان قد أخبرهم أن جميع الخلق يعبرون الصراط ويردون النار بهذا الاعتبار لم يكن قوله لهم: فلان لا يدخل النار منافيا لهذا العبور ولهذا قال لها: ألم تسمعيه قال: {ثم ننجي الذين اتقوا} فأخبرها أن هذا الورود لا ينافي عدم الدخول الذي أخبرت به فالذين نجاهم الله بعد الورود – الذي هو العبور – لم يدخلوا النار
ولفظ الورود والدخول قد يكون فيه إجمال فقد يقال لمن دخل سطح الدار: أنه دخلها ووردها وقد يقال لمن مر على السطح ولم يثبت فيها: إنه لم يدخلها فإن قيل: فلان ورد هذا المكان الرديء ثم نجاه الله منه وقيل فلان: لم يدخله الله إياه كان كلا الخبرين صدقا لا منافاة بينهما
وقوله تعالى: {وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا * ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا} [مريم: 71 – 72] بيان فيه نعمة الله على المتقين: أنهم مع الورود والعبور عليها وسقوط غيرهم فيها نجوا منها والنجاة من الشر لا تستلزم حصوله بل تستلزم انعقاد سببه فمن طلبه أعداؤه ليهلكوه ولم يتمكنوا منه يقال: نجاه الله منهم
[درء تعارض العقل والنقل، 3/ 313]
و قال ابن تيمية: وأما الورود المذكور في قوله تعالى {وإن منكم إلا واردها} فقد فسره النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح رواه مسلم في صحيحه عن جابر: {بأنه المرور على الصراط} والصراط هو الجسر؛ فلا بد من المرور عليه لكل من يدخل الجنة من كان صغيرا في الدنيا ومن لم يكن. ” المجموع ” 4/ 279.
الحافظ ابن رجب -رحمه الله- الذي قال: “ومما يستدلّ به على أنّ الورود ليس هو الدخول: ما خرجه مسلم من حديث جابر قال: أخبرتني أم بشر أنها سمعت النبيّ صلى الله عليه وسلم يقول عند حفصة: ” لا يدخل النار إن شاء الله من أصحاب الشجرة أحد من الذين بايعوا تحتها”. قالت: بلى يا رسول الله. فانتهرها. فقالت حفصة: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاّ وَارِدُهَا} 6 فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: “قد قال الله عزّ وجلّ: {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً}. التخويف من النار ص194.
قال ابن ابي العز: والأظهر الأقوى أنه المرور على الصراط. شرح الطحاوية ص 471
وسئل العلامة ابن باز:
ما معنى قوله تعالى {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} (3) وهل الورود في الآية بمعنى الدخول أو المرور على الصراط؟.
جـ 4: الورود المرور كما بينت ذلك الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم ينجي الله المتقين ويذر الظالمين فيها جثيا. ولهذا قال سبحانه: {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا}. المجموع (5/ 245).
القول الثاني:
قال القرطبي: وظاهر الورود الدخول لقوله عليه الصلاة والسلام: (فتمسه النار) لأن المسيس حقيقته في اللغة المماسة إلا أنها تكون بردا وسلاما على المؤمنين وينجون منها سالمين. قال خالد بن معدان: إذا دخل أهل الجنة الجنة قالوا ألم يقل ربنا: إنا نرد النار؟ فيقال لقد وردتموها فألقيتموها رمادا. قلت: وهذا القول يجمع شتات لأقوال فإن من وردها ولم تؤذه بلهبها وحرها فقد أبعد عنها ونجي منها. نجانا الله تعالى منها بفضله وكرمه وجعلنا ممن وردها فدخلها سالما وخرج منها غانما. جامع أحكام القران (11/ 139)
قال الألوسي: “ذهب إلى ذلك جمع كثير من سلف المفسرين وأهل السنة. روح المعاني 16/ 121.
قال العلامة العثيمين: وقوله النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة»، قد يقول قائل: كيف نجمع بينه وبين قوله تعالى: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا} [مريم: 71]؟
فالجمع من أحد وجهين:
الأول: أن يقال: إن المفسرين اختلفوا في المراد بالورود، فقال بعضهم: هو المرور على الصراط، لأن هذا نوع ورود بلا شك، كما في قوله تعالى: {وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ} [القصص: 23]، ومعلوم أنه لم ينزل وسط الماء، بل كان حوله وقريبا منه، وبناء على هذا، لا إشكال ولا تعارض أصلا.
والوجه الثاني: أن من المفسرين من يقول: المراد بالورود الدخول، وأنه ما من إنسان إلا ويدخل النار، وبناء على هذا القول، فيحمل قوله: «لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة». لا يدخلها دخول عذاب وإهانة، وإنما يدخلها تنفيذا للقسم: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا}، أو يقال: إن هذا من باب العام المخصوص بأهل بيعة الرضوان. مجموع الفتاوى (8/ 600)
قال العلامة الألباني: يسأل سائل هنا عن معنى قوله عليه السلام في الحديث السابق: «لن تمسه النار إلا تحلة القسم» هذا الحديث يشير إلى قوله تبارك وتعالى في الآية الكريمة: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا} (مريم:71) إلا واردها .. وإن منكم: قسم من الله: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} (مريم:71) اختلف العلماء قديمًا وحديثًا في معنى الورود المقصود في هذا الحديث على ثلاثة أقوال: الورود بطرف النار، كما يقال: أورد الإبل الحوض، والمعنى الثاني: المرور على الصراط، من فوق النار، والمعنى الثالث وهو لا ينافي الثاني: الدخول في النار؛ لأن المرور في الصراط هو دخول في النار، فقوله تعالى: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} (مريم:71) أي: داخلها، لا فرق بين مؤمن وكافر، كلهم جميعًا من الإنس والجن لا بد لهم من هذا الدخول، لكن بعد أن يتحقق هذا القسم الإلهي من الدخول هناك بعد ذلك سرعان ما يتميز الصالح من الطالح .. الصالح لائق بدخول الجنة .. الطالح لائق بدخول النار.
ويفسر هذا الكلام حديث أذكره لما فيه من بيان وتفصيل، لكن لا بد لي من أن أقرن بذلك أن هذا الحديث لم يصح من حيث إسناده؛ لأنه على شهرته ينبغي أن نذكره تنبيهًا على ضعفه لكن معناه مقبول في حدود ما جاء من الأدلة، ذلك الحديث يرويه بعض التابعين من المجهولين وهو العلة، عن جابر بن عبد الله الأنصاري أنه لقيه في طريقه قال: كنا في مجلس ذكرت فيه هذه الآية: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} (مريم:71) قال: فاختلفنا وذكر الأقوال الثلاثة، فما كان من جابر كما تقول الرواية على ضعفها: إلا أن وضع أصبعيه في أذنيه وقال: صمتا .. صمتا إن لم أكن سمعت رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – يقول: «لا يبقى بر ولا فاجر إلا ويدخلها ثم تكون بردًا وسلامًا على المؤمنين كما كانت على إبراهيم» إذًا: هذا الدخول المذكور في هذه الآية والمفسر أيضًا في حديث أخرجه الإمام مسلم في صحيحه من حديث حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قالت: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم -: «» لا يدخل النار أحد من أهل بدر وأصحاب الشجرة، قالت: كيف هذا يا رسول الله والله عز وجل يقول: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} (مريم:71)؟!».
هنا ملاحظة ومهمة من حيث أنها تساعد طالب العلم على فهم النصوص الشرعية: نجد هنا السيدة حفصة رضي الله عنها كأنها تريد أن تقول: إن الذي تقوله يا رسول الله خلاف ما أفهم من الآية، فكيف التوفيق بين هذه الآية حسب فهمي – أي: حفصة – وبين ما تقول يا رسول الله؟ فقال لها بكل هدوء ولطف كما هو شأنه عليه السلام وديدنه، قال: اقرئي ما بعدها: {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا} (مريم:72) ما هي الفائدة؟ الفائدة: أن الرسول – صلى الله عليه وآله وسلم – إذا سمع قولًا وما أنكره كان ذلك دليلًا على صحته في نفسه، ولكن يمكن أن يدخل فيه تخصيصًا وتقييدًا ما يخطر على بال المتكلم تلك الكلمة والتي أقره الرسول عليه السلام عليها ولكنه يدخل فيها تقييدًا أو تخصيصًا، هذه فائدة مهمة جدًا قد يغفل عنها بعض أهل العلم. “فتاوى الإمارات”
و الذي أميل اليه هو ما ذهب إليه الطبري رحمه الله حيث قال: (16/ 112): “يردها الجميع ثم يصدر عنها المؤمنون فينجيهم الله ويهوي فيها الكفار، وورودهموها هو ما تظاهرت به الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من مرورهم على الصراط المنصوب على متن جهنم فناج مسلم ومكدس فيها” .. ثم ساق الأحاديث …. و الله أعلم
(2016) / (10) / (6)، (11): (30) ص – سيف الكعبي: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل في قصة سارة زوجة إبراهيم عليه الصلاة والسلام مع ابجبار أنها توضات
(2016) / (10) / (6)، (11): (30) ص – سيف الكعبي: فإذا كان فيه ففيه رد من قال ان الوضوء يختص بهذه الأمة. وإنما تختص بالغرة والتحجيل
(2016) / (10) / (6)، (11): (32) ص – سيف الكعبي: الجبار*
(2016) / (10) / (6)، (1): (02) م – سيف الكعبي: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
قال الحافظ في الفتحالحديث على أن الوضوء من خصائص هذه الأمة وفيه نظر لأنه ثبت عند المصنف في قصة سارة رضي الله عنها مع الملك الذي أعطاها هاجر أن سارة لما هم الملك بالدنو منها قامت تتوضأ وتصلي وفي قصة جريج الراهب أيضا أنه قام فتوضأ وصلى ثم كلم الغلام فالظاهر أن الذي اختصت به هذه الأمة هو الغرة والتحجيل لا أصل الوضوء وقد صرح بذلك في رواية لمسلم عن أبي هريرة أيضا مرفوعا قال سيما ليست لأحد غيركم وله من حديث حذيفة نحوه …. .