575 ‘ 576 ‘ 577 ‘ 578 فتح الملك بنفحات المسك شرح صحيح البخاري.
مجموعة أبي صالح حازم وأحمد بن علي
وعدنان البلوشي وعمر الشبلي وأحمد بن خالد وأسامة الحميري
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة.
مراجعة سيف بن غدير النعيمي
وعبدالله البلوشي أبي عيسى
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وأن يبارك في ذرياتهم وذرياتنا )
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
قال الإمام البخاري في كتاب مواقيت الصلاة من صحيحه:
27 – بَابُ وَقْتِ الْفَجْرِ.
٥٧٥ – حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ حَدَّثَهُ: «أَنَّهُمْ تَسَحَّرُوا مَعَ النَّبِيِّ ﷺ، ثُمَّ قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ، قُلْتُ: كَمْ بَيْنَهُمَا؟ قَالَ: قَدْرُ خَمْسِينَ أَوْ سِتِّينَ يَعْنِي آيَةً».
٥٧٦ – حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ صَبَّاحٍ: سَمِعَ رَوْحًا، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: «أَنَّ نَبِيَّ اللهِ ﷺ وَزَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ تَسَحَّرَا، فَلَمَّا فَرَغَا مِنْ سَحُورِهِمَا، قَامَ نَبِيُّ اللهِ ﷺ إِلَى الصَّلَاةِ فَصَلَّى، قُلْنَا لِأَنَسٍ: كَمْ كَانَ بَيْنَ فَرَاغِهِمَا مِنْ سَحُورِهِمَا وَدُخُولِهِمَا فِي الصَّلَاةِ؟ قَالَ: قَدْرُ مَا يَقْرَأُ الرَّجُلُ خَمْسِينَ آيَةً».
٥٧٧ – حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ أَخِيهِ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ : أَنَّهُ سَمِعَ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ: «كُنْتُ أَتَسَحَّرُ فِي أَهْلِي، ثُمَّ يَكُونُ سُرْعَةٌ بِي، أَنْ أُدْرِكَ صَلَاةَ الْفَجْرِ مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ».
٥٧٨ – حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ : أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ قَالَتْ: «كُنَّ نِسَاءُ الْمُؤْمِنَاتِ، يَشْهَدْنَ مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ صَلَاةَ الْفَجْرِ، مُتَلَفِّعَاتٍ بِمُرُوطِهِنَّ، ثُمَّ يَنْقَلِبْنَ إِلَى بُيُوتِهِنَّ حِينَ يَقْضِينَ الصَّلَاةَ لَا يَعْرِفُهُنَّ أَحَدٌ مِنَ الْغَلَسِ».
———————–‐——–
من فوائد الباب:
1- قوله: (باب وقت الفجر) وترجم ابن ماجه على حديث عائشة فقال: “بَابُ وَقْتِ صَلَاةِ الْفَجْرِ”. وترجم عليه البخاري والنسائي فقالا: “قدر ما بين السحور وبين صلاة الصبح”.
2- حديث زيد بن ثابت -رضي الله عنه-. أخرجه الستة البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه.
3- حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه-. أخرجه البخاري والنسائي .
4- حديث سهل بن سعد -رضي الله عنه-. أخرجه البخاري
5- حديث أم المؤمنين عائشة الصديقة بنت الصديق -رضي الله عنها وعن أبيها-. قد سبق تخريجه في الباب 13 في كم تصلي المرأة من كتاب الصلاة.
6- وأجمع كل من نحفظ عنه من أهل العلم على أن من صلى الصبح بعد طلوع الفجر قبل طلوع الشمس فقد صلاها في وقتها. قاله ابن المنذر في الأوسط (2/348).
7- “أجمع العلماء على أن وقت صلاة الصبح طلوع الفجر ، وهو البياض المعترض في الأفق الشرقي”. قاله ابن بطال في شرح صحيح البخاري.
8- احتج أهل المقالة الأولى – أي القائلين باستحباب التغليس في صلاة الصبح- بمداومته عليه السلام، ومداومة أصحابه على التغليس بها، ألا ترى قولها: (كن نساء المؤمنات يشهدن مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلاة الفجر ، فينصرفن متلفعات لا يعرفهن أحد من الغلس). وهذا إخبار عن أنه كان يداوم على ذلك ، أو أنه أكثر فعله ، ولا تحصل المداومة إلا على الأفضل. قاله بن بطال في شرح صحيح البخاري.
9- “روى حماد بن سلمة، عن عبيد الله بن عمر، عن عمرة، عن عائشة قالت: (كنا نصلى مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلاة الفجر فى مروطنا فننصرف، وما يعرف بعضنا وجوه بعض). فبان بهذا الحديث أن النساء كن لا يعرفن أرجال هن أم نساء؛ فإنهن كن يسرعن الانصراف عند الفراغ من الصلاة”. قاله ابن بطال في شرح صحيح البخاري.
والحديث الذي أشار إليه؛ أخرجه البزار في مسنده 295 وأبو يعلى في مسنده 4493 والسراج في حديثه 1657وصحح الألباني إسناده كما في السلسلة الصحيحة 332.
10- فيه تأخير السحور. قاله البخاري وابن خزيمة في صحيحيهما.
11- “حديث زيد بن ثابت حديث حسن صحيح، وبه يقول الشافعي، وأحمد، وإسحاق استحبوا تأخير السحور.” قاله الترمذي.
12- فيه حضور النساء الجماعة في المسجد.
13- قوله: ( قلت) وعند الإمام أحمد في مسنده 21616 من طريق عفان و21620 من طريق يزيد: ” قلت لزيد”.
14- قوله: (قدر خمسين أو ستين يعني آية) وعند مسلم 1097 والترمذي 703 و704 وابن ماجه 1694 من طريق هشام: “قَدْرُ قِرَاءَةِ خَمْسِينَ آيَة”. وهذا هو موضع الشاهد؛ ففيه بين أول وقت الفجر وهو طلوع الفجر الصادق.
15- عن أنس بن مالك، عن زيد بن ثابت، قال: مررت بنبي الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يتسحر يأكل تمرا، فقال: “تعال فكل”. فقلت: إني أريد الصوم. فقال: “وأنا أريد ما تريد” فأكلنا، ثم قمنا إلى الصلاة” فكان بين ما أكلنا، وبين أن قمنا إلى الصلاة قدر ما يقرأ الرجل خمسين آية”. أخرجه الإمام أحمد في مسنده 21671 من طريق أبي هلال الراسبي حدثنا قتادة به.
فيه أبو هلال الراسبي مختلف فيه. قال الحافظ في التقريب: صدوق فيه لين. وحسن له الألباني. وفي الباب عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه.
16- ومقصود البخاري بهذا الحديث – حديث أنس- في هذا الباب: الاستدلال به على تغليس النبي -صلى الله عليه وسلم- بصلاة الفجر؛ فإنه تسحر ثم قام إلى الصلاة، ولم يكن بينهما إلا قدر خمسين آية. قاله الحافظ ابن رجب في فتح الباري.
17- وأخرج النسائي 2167 من طريق معمر، عن قتادة، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك عند السحور: «يا أنس إني أريد الصيام، أطعمني شيئا»، فأتيته بتمر وإناء فيه ماء، وذلك بعد ما أذن بلال، فقال: «يا أنس، انظر رجلا يأكل معي»، فدعوت زيد بن ثابت، فجاء، فقال: إني قد شربت شربة سويق وأنا أريد الصيام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وأنا أريد الصيام»، فتسحر معه، ثم قام فصلى ركعتين، ثم خرج إلى الصلاة وصحح إسناده الألباني ، وقد تُكُلِّم في رواية معمر عن قتادة. وهي هنا شاهدة لقوله في الحديث ( قدر ما يقرأ الرجل خمسين آية).
18- قوله في حديث سهل: (كنت أتسحر في أهلي). وعند الطبراني في المعجم الكبير 5903 من طريق يعقوب بن حميد عن ابن أبي حازم: “كنت أتسحر مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-“. ولعلها شاذة، والحديث موقوف وقع في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم.
19- قوله: (أن أدرك صلاة الفجر) وعند البخاري 1920 من طريق عبد العزيز بن أبي حازم: ” أن أدرك السجود”. وعند ابن خزيمة 1942 من طريق يحيى بن حسان: “أن أدرك صلاة الصبح”. وعند الطبراني في المعجم الكبير 5871: “أن أدرك صلاة الغداة”.
20- “ويُسْتفاد من الحديث –حديث سهل- بطريق الإشارة أنَّ أوَّل وقت صلاة الفجر أول ما يطلع الفجر، وبهذا يطابق التَّرجمة، وفيه الإشارة إلى مبادرة النَّبي بصلاة الصُّبح”. قاله الشيخ يوسف زاده الأماسي كما في نجاح القاري لصحيح البخاري.
21- قولها: (متلفعات بمروطهن) المروط: أكسية من صوف رقاق، واحدها: مرط. ومتلفعات يعني: مشتملات، يقال: تلفع بثوبه، إذا اضطبع به، وتلفع الرجل الشيب، إذا شمله. عن صاحب العين” نقله ابن بطال في شرح صحيح البخاري. وفي رواية عند مسلم 645: “متلففات بمروطهن”.
22- قال الترمذي: “حديث عائشة حديث حسن صحيح. وهو الذي اختاره غير واحد من أهل العلم من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- منهم: أبو بكر، وعمر، ومن بعدهم من التابعين.
وبه يقول الشافعي، وأحمد، وإسحاق، يستحبون التغليس بصلاة الفجر”.
23- عن أنس: أن رجلا أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فسأله عن وقت صلاة الغداة فلما أصبحنا من الغد أمر حين انشق الفجر أن تقام الصلاة فصلى بنا فلما كان من الغد أسفر ثم أمر فأقيمت الصلاة فصلى بنا ثم قال أين السائل عن وقت الصلاة ما بين هذين وقت. أخرجه النسائي 544 والإمام أحمد في مسنده12119و12875 و 12963 وابن أبي شيبة في المصنف والبزار في مسنده 6570 وأبو يعلى في مسنده 3801 من طريق حميد عن أنس به. قال الألباني: صحيح الإسناد. وترجم عليه النسائي فقال: أول وقت الصبح. وأورده الضياء في المختارة وقال: رواه جماعة عن أنس. وقال: إسناده صحيح.
24- “عن عبد الله بن عمرو: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “وقت الظهر إذا زالت الشمس وكان ظل الرجل كطوله ما لم يحضر العصر ووقت العصر ما لم تصفر الشمس ووقت صلاة المغرب ما لم يغب الشفق ووقت صلاة العشاء إلى نصف الليل الأوسط ووقت صلاة الصبح من طلوع الفجر ما لم تطلع الشمس فإذا طلعت الشمس فأمسك عن الصلاة فإنها تطلع بين قرني شيطان”. رواه مسلم 612 وأبو داود 396 والنسائي في السنن الكبرى 1512.
25- عن مغيث بن سمي، قال: صليت مع عبد الله بن الزبير، الصبح بغلس، فلما سلم، أقبلت على ابن عمر، فقلت: ما هذه الصلاة؟ قال: «هذه صلاتنا، كانت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأبي بكر، وعمر، فلما طعن عمر، أسفر بها عثمان». أخرجه ابن ماجه 671 وأبو يعلى في مسنده 5747 والطحاوي في شرح معاني الآثار 1052و1053 وابن حبان في صحيحه 1496 والبيهقي في السنن الكبرى 2144 من طريق الأوزاعي قال: حدثنا نهيك بن يريم الأوزاعي قال: حدثنا مغيث بن سمي به. وترجم عليه ابن حبان فقال: “ذكر السبب الذي من أجله أسفر بصلاة الغداة في أول هذه الأمة أول ما أسفر بها”. وصححه الألباني والشيخ مقبل في الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين 777. “وفي كتاب العلل لأبي عيسى الترمذي قال: قال محمد بن إسماعيل البخاري حديث الأوزاعي، عن نهيك بن يريم في التغليس بالفجر حديث حسن”. نقله البيهقي في السنن الكبرى 2144.
26- عن عمرو بن دينار قال: « كنا نصلي الصبح مع ابن الزبير ، ثم أدخل جيادا فأقضي حاجتي ، وما أعرف وجه صاحبي». أخرجه الشافعي كما نقله البيهقي في معرفة السنن والآثار 700 من طريق سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار به.
27- قوله: (حدثنا عمرو بن عاصم) تابعه عفان كما عند الإمام أحمد في مسنده 21616 تابعه يزيد كما عند الإمام أحمد في مسنده 21620.
28- قوله: (حدثنا همام) تابعه هشام كما عند البخاري 1921 ومسلم 1097 والنسائي 2155 وابن ماجه 1694 تابعه عمر بن عامر كما عند مسلم 1097.
29- قوله: (عن أخيه) وعند البيهقي في السنن الكبرى 2143: “حدثني أخي أبو بكر ” ، هو عبد الحميد تابعه يحيى بن حسان كما عند ابن خزيمة في صحيحه 1942.
30- قوله: (عن سليمان) تابعه عبد العزيز بن أبي حازم كما عند البخاري 1920تابعه أبو ضمرة أنس بن عياض كما عند الطبراني في المعجم الكبير 5871 تابعه عبد الله بن عامر كما عند الروياني في مسنده 1020.