564 – فتح الملك بنفحات المسك شرح صحيح البخاري
مجموعة أبي صالح حازم وأحمد بن علي
وعدنان البلوشي وعمر الشبلي وأحمد بن خالد وأسامة الحميري وسلطان الحمادي ومحمد فارح ويوسف بن محمد السوري
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة.
مراجعة سيف بن غدير النعيمي
وعبدالله البلوشي أبي عيسى
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وأن يبارك في ذرياتهم وذرياتنا)
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
قال الإمام البخاري في كتاب مواقيت الصلاة من صحيحه:
20 – بَابُ ذِكْرِ الْعِشَاءِ وَالْعَتَمَةِ وَمَنْ رَأَىهُ وَاسِعًا.
قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-: أَثْقَلُ الصَّلَاةِ عَلَى الْمُنَافِقِينَ الْعِشَاءُ وَالْفَجْرُ. وَقَالَ: لَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي الْعَتَمَةِ وَالْفَجْرِ.
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ: وَالِاخْتِيَارُ أَنْ يَقُولَ الْعِشَاءُ لِقَوْلِهِ تَعَالَى {وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشَاءِ} وَيُذْكَرُ عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: كُنَّا نَتَنَاوَبُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- عِنْدَ صَلَاةِ الْعِشَاءِ فَأَعْتَمَ بِهَا. وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَعَائِشَةُ: أَعْتَمَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- بِالْعِشَاءِ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ عَنْ عَائِشَةَ: أَعْتَمَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- بِالْعَتَمَةِ. وَقَالَ جَابِرٌ: كَانَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- يُصَلِّي الْعِشَاءَ. وَقَالَ أَبُو بَرْزَةَ: كَانَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- يُؤَخِّرُ الْعِشَاءَ. وَقَالَ أَنَسٌ: أَخَّرَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ. وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ وَأَبُو أَيُّوبَ وَابْنُ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما-: صَلَّى النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ.
(564) – حَدَّثَنَا عَبْدَانُ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ سَالِمٌ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ قَالَ: «صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- لَيْلَةً صَلَاةَ الْعِشَاءِ، وَهِيَ الَّتِي يَدْعُو النَّاسُ الْعَتَمَةَ، ثُمَّ انْصَرَفَ فَأَقْبَلَ عَلَيْنَا فَقَالَ: أَرَأَيْتُمْ لَيْلَتَكُمْ هَذِهِ، فَإِنَّ رَاسَ مِائَةِ سَنَةٍ مِنْهَا، لَا يَبْقَى مِمَّنْ هُوَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ أَحَدٌ».
——————————-
من فوائد الباب:
1 – قوله: (باب ذكر العشاء والعتمة) “بفتح المهملة والفوقانية وقت صلاة العشاء الآخرة. وقال الخليل: هي بعد غيبوبة الشفق، والعتم الإبطاء”. قاله الكرماني في الكواكب الدراري.
2 – حديث ابن عمر المسند في الباب؛ أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي في السنن الكبرى.
3 – قوله: (قال أبو هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أثقل الصلاة على المنافقين العشاء والفجر). وصله البخاري 657 ومسلم 651 وابن ماجه 797 من طريق الأعمش قال: حدثني أبو صالح عن أبي هريرة قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا”.
4 – قوله: (وقال: لو يعلمون ما في العتمة والفجر). وصله البخاري 615 ومسلم 437 والنسائي 540 و671، وعبد الرزاق في المصنف 2007 وعنه الإمام أحمد في مسنده 7738، عن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا، ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه، ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوا”. أخرجوه من طريق مالك –وهو في الموطأ في باب ما جاء في النداء للصلاة 3 – عن سمي مولى أبي بكر عن أبي صالح عن أبي هريرة به. وترجم عليه في الموطأ: “باب ما جاء في العتمة والصبح”، وترجم عليه النسائي فقال: “باب الرخصة في أن يقال للعشاء العتمة”. وزاد الإمام أحمد عن عبد الرزاق: “فقلت لمالك: أما يكره أن يقول: العتمة؟ قال: “هكذا قال الذي حدثني”.
5 – قوله: (قال أبو عبد الله: والاختيار أن يقول العشاء لقوله تعالى {ومن بعد صلاة العشاء}) أبو عبد الله هو محمد بن إسماعيل البخاري المصنف.
6 – قوله: (ويذكر عن أبي موسى قال: كنا نتناوب النبي -صلى الله عليه وسلم- عند صلاة العشاء فأعتم بها). وصله البخاري 567 ومسلم 641 من طريق أبي بردة عن أبي موسى -رضي الله عنه- وفيه: “فكان يتناوب النبي -صلى الله عليه وسلم- عند صلاة العشاء كل ليلة نفر منهم فوافقنا النبي -صلى الله عليه وسلم- أنا وأصحابي وله بعض الشغل في بعض أمره فأعتم بالصلاة حتى ابهار الليل ثم خرج النبي -صلى الله عليه وسلم- فصلى بهم، فلما قضى صلاته قال لمن حضره: على رسلكم أبشروا إن من نعمة الله عليكم أنه ليس أحد من الناس يصلي هذه الساعة غيركم -أو قال: ما صلى هذه الساعة أحد غيركم. لا يدري أي الكلمتين قال قال أبو موسى: فرجعنا ففرحنا بما سمعنا من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-“.
7 – قول البخاري: (ويذكر عن أبي موسى) “دل على أن هذه الصيغة عنده لا تقتضي ضعفاً فيما علقه بها، وأنه يعلق بها الصحيح والضعيف، إلا أن أغلب ما يعلق بها ما ليس على شرطه”. قاله الحافظ ابن رجب في الفتح.
8 – قوله: (وقال ابن عباس وعائشة: أعتم النبي -صلى الله عليه وسلم- بالعشاء).
أما حديث ابن عباس فعن عمرو حدثنا عطاء قال: أعتم النبي -صلى الله عليه وسلم- بالعشاء. فخرج عمر؛ فقال: الصلاة يا رسول الله، رقد النساء والصبيان. فخرج ورأسه يقطر يقول: لولا أن أشق على أمتي أو على الناس. وقال سفيان أيضا: على أمتي لأمرتهم بالصلاة هذه الساعة. قال ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس: أخر النبي -صلى الله عليه وسلم- هذه الصلاة فجاء عمر فقال: يا رسول الله رقد النساء والولدان، فخرج وهو يمسح الماء عن شقه. يقول: إنه للوقت لولا أن أشق على أمتي. وقال عمرو: حدثنا عطاء ليس فيه ابن عباس، أما عمرو فقال: رأسه يقطر. وقال ابن جريج: يمسح الماء عن شقه. وقال عمرو: لولا أن أشق على أمتي. وقال ابن جريج: إنه للوقت لولا أن أشق على أمتي. وقال إبراهيم بن المنذر: حدثنا معن حدثني محمد بن مسلم عن عمرو عن عطاء عن ابن عباس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أخرجه البخاري 7239 قال: حدثنا علي حدثنا سفيان قال عمرو به.
قلت: وإسناد البخاري في قوله: “وقال إبراهيم بن المنذر” وهذا من شيوخ البخاري في الصحيح؛ فالإسناد في حكم المتصل وإن كان صورته صورة التعليق.
تابعه محمد بن مسلم، عن عمرو بن دينار، عن عطاء قال: سمعت ابن عباس يقول: أعتم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بصلاة العشاء ليلة، ثم خرج ورأسه يقطر ماء، فقال: «لولا أن أشق على أمتي لأحببت أن أصلي هذه الصلاة لهذا الوقت». أخرجه عبد الرزاق في المصنف 2113.
تابعه عبد الرزاق أخبرنا بن جريج قال: قلت لعطاء: أي حين أحب إليك أن أصلي العشاء التي يقولها الناس العتمة إماما وخلوا؟ قال سمعت ابن عباس يقول: أعتم نبي الله -صلى الله عليه وسلم- ذات ليلة العشاء. قال: حتى رقد ناس واستيقظوا ورقدوا واستيقظوا، فقام عمر بن الخطاب فقال: الصلاة. فقال عطاء: قال ابن عباس: فخرج نبي الله -صلى الله عليه وسلم- كأني أنظر إليه الآن يقطر رأسه ماء واضعا يده على شق رأسه، قال: لولا أن يشق على أمتي لأمرتهم أن يصلوها كذلك. قال فاستثبت عطاء: كيف وضع النبي -صلى الله عليه وسلم- يده على رأسه كما أنبأه ابن عباس؟ فبدد لي عطاء بين أصابعه شيئا من تبديد ثم وضع أطراف أصابعه على قرن الرأس ثم صبها يمرها كذلك على الرأس حتى مست إبهامه طرف الأذن مما يلي الوجه ثم على الصدغ وناحية اللحية لا يقصر ولا يبطش بشيء إلا كذلك قلت لعطاء كم ذكر لك أخرها النبي -صلى الله عليه وسلم- ليلتئذ قال: لا أدري. قال عطاء: أحب إلي أن أصليها إماما وخلوا مؤخرة كما صلاها النبي -صلى الله عليه وسلم- ليلتئذ فإن شق عليك ذلك خلوا أو على الناس في الجماعة وأنت إمامهم فصلها وسطا لا معجلة ولا مؤخرة. أخرجه مسلم 642 واللفظ له من طريق عبد الرزاق – وهذا في مصنفه 2112 و2117 – به بنحوه.
9 – عن عروة بن الزبير: أن عائشة قالت: أعتم النبي -صلى الله عليه وسلم-. وقال عياش: حدثنا عبد الأعلى حدثنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: أعتم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في العشاء حتى ناداه عمر قد نام النساء والصبيان فخرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: إنه ليس أحد من أهل الأرض يصلي هذه الصلاة غيركم ولم يكن أحد يومئذ يصلي غير أهل المدينة. أخرجه البخاري 862 قال حدثنا أبو اليمان قال أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني عروة بن الزبير به.
تابعه عبد الأعلى بن عبد الأعلى حدثنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت: أعتم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالعشاء حتى ناداه عمر نام النساء والصبيان فخرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: إنه ليس أحد يصلي هذه الصلاة غيركم، ولم يكن يومئذ أحد يصلي غير أهل المدينة. أخرجه النسائي في السنن الكبرى 388.
تابعه يونس أن بن شهاب أخبره قال أخبرني عروة بن الزبير: أن عائشة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- قالت: أعتم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليلة من الليالي بصلاة العشاء وهي التي تدعى العتمة فلم يخرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى قال عمر بن الخطاب الحديث. أخرجه مسلم 638 من طريق ابن وهب حدثني يونس به.
تابعه عقيل عن بن شهاب به عقب إسناد يونس قبله ولم يسق لفظه أخرجه مسلم 638، وقد ساق أبو نعيم في مستخرجه على صحيح مسلم 1418 من طريق يَحْيى بْن بُكَيْرٍ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنِ عقيل بْن شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَخْبَرَتْهُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَعْتَمَ لَيْلَةً بِالْعِشَاءِ وَهِيَ الَّتِي يَقُولُ النَّاسُ لَهَا حُلْوَةَ الْعَتَمَةِ الحديث.
10 – قوله: (وقال بعضهم عن عائشة أعتم النبي صلى الله عليه وسلم بالعتمة) وصله البخاري 864 من طريق أبي اليمان قال أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها قالت: أعتم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعتمة حتى ناداه عمر نام النساء والصبيان فخرج النبي صلى الله عليه وسلم؛ فقال: ما ينتظرها أحد غيركم من أهل الأرض ولا يصلى يومئذ إلا بالمدينة وكانوا يصلون العتمة فيما بين أن يغيب الشفق إلى ثلث الليل الأول.
تابعه ابن أبي عبلة وعثمان والد عمرو بن عثمان عن شعيب به نحوه أخرجه النسائي 535 وترجم عليه فقال: “باب آخر وقت العشاء”.
11 – ” وفي هذا الحديث تسمية العشاء عتمة وقد ثبت النهي عنه وجوابه من وجهين، أحدهما: أن هذه التسمية بيان للجواز وأن ذلك النهي ليس للتحريم. والثاني: وهو الأظهر أن استعمال العتمة هنا لمصلحة ونفي مفسدة لأن العرب كانت تستعمل لفظة العشاء في المغرب فلو قال: لو يعلمون ما في العشاء والصبح لحملوها على المغرب ففسد المعنى وفات المطلوب، فاستعمل العتمة التي يعرفونها ولا يشكون فيها، وقواعد الشرع متظاهرة على احتمال أخف المفسدتين لدفع أعظمهما”. قاله النووي في شرح صحيح مسلم 4/ 158.
12 – قال ابن بطال في شرح صحيح البخاري: “هذا يدل على أن العشاء لها اسمان فى القرآن والسنة، فأما القرآن، فقوله تعالى: (ومن بعد صلاة العشاء) [النور: 58]، وأما السنة، فقوله عليه السلام: (لو تعلمون ما فى العتمة والفجر).
13 – مراد –البخاري- أن العشاء الآخرة تسمى العشاء، وتسمى العتمة، وأنه يجوز تسميتها بالعتمة من غير كراهة، وإن كان تسميتها بالعشاء أفضل اتباعاً لقول الله عز وجل: (وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشَاءِ) [النور: 58].وهذا قول كثير من العلماء، أو اكثرهم، وهو ظاهر كلام أحمد، وقول أكثر أصحابه، وكذا قال الشافعي في – كتاب- الأم ” أحب إلي أن لا تسمى العشاء الآخرة عتمة “، وهو قول كثير من أصحابه، أو أكثرهم”. قاله الحافظ ابن رجب في الفتح.
14 – قال الحافظ ابن رجب في الفتح: “وقد حمله بعض أصحابنا على كراهة نفي الكمال دون الكراهة، وحمله بعضهم على كراهة هجران اسم العشاء وغلبة اسم العتمة علها كفعل الأعراب.
وتسميتها في كتاب الله بالعشاء لا يدل على كراهة تسميتها بغيره، كما أن الله تعالى سمى صلاة الصبح صلاة الفجر، ولا يكره تسميتها صلاة الصبح “.
15 – “وقد روي عن طائفة من السلف، منهم: ابن عمر وكان يكرهه كراهة شديدة، ويقول: أول من سماها بذلك الشيطان. وكرهه – أيضا – ابنه سالم وابن سيرين”. قاله الحافظ ابن رجب في الفتح.
16 – عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: لا تغلبنكم الأعراب على اسم صلاتكم العشاء فإنها في كتاب الله العشاء وإنها تعتم بحلاب الإبل. أخرجه مسلم 644 والنسائي 541 و من طريق سفيان الثوري عن عبد الله بن أبي لبيد عن أبي سلمة عن ابن عمر.
تابعه سفيان بن عيينة عن عبد بن أبي لبيد به أخرجه مسلم 644 وأبو داود 4984 والنسائي 542 وابن ماجه 704.
17 – “خرج مسلم من حديث عبد الله بن أبي لبيد، عن أبي سلمة عن ابن عمر، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا تغلبنكم الأعراب على اسم صلاتكم، ألا إنها العشاء، وهم يعتمون بالإبل).
وفي رواية له – أيضا -: ((لا تغلبنكم الأعراب على اسم صلاتكم العشاء، فإنها في كتاب الله العشاء، وإنها تعتم بحلاب الإبل)) “. كذا رواه ابن أبي لبيد، عن أبي سلمة. وابن أبي لبيد كان يتهم بالقدر. وقال العقيلي: كان يخالف في بعض حديثه. وتابعه عليه ابن أبي ليلى، عن أبي سلمة، وابن أبي ليلى ليس بالحافظ. ورواه عبد الرحمن بن حرملة، عن أبي سلمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم – مرسلاً. وقيل: عن ابن حرملة، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة – مرفوعاً. خرجه ابن ماجه. وليس بمحفوظ. وفيه – أيضا -: عن عبد الرحمن بن عوف، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وفي إسناده جهالة. قاله الحافظ ابن رجب في الفتح.
18 – قال أبو جعفر الطحاوي في شرح مشكل الآثار995: “فصاروا إلى اسمها الذي سماها الله عز وجل به في هذه الآية -أي العشاء-، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قاله في حديث ابن عمر الذي رويناه- أي لا تغلبنكم الأعراب-. وعقلنا بذلك أن الذي حكاه ابن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في اسمها – أي العشاء-الذي ذكرها به في حديث أبي هريرة وهو العتمة – والله أعلم – فقال قائل فما معنى هذا الاسم، يعني: العشاء؟ فكان جوابنا له في ذلك والله أعلم: أن ذلك أخذ من الظلمة التي تعشي الأبصار”.
19 – قول الإمام البغوي في شرح السنة: ” قوله: «يعتمون» معناه: يؤخرون حلب الإبل، ويسمون الصلاة باسم وقت الحلاب، يقال: فلان عاتم القرى: إذا كان نزل به الضيف لم يعجل قراهم. قيل: معنى الحديث: لا يغرنكم فعلهم هذا عن صلاتكم فتؤخرونها، ولكن صلوها إذا حان وقتها. قلت: قد كره قوم تسمية العشاء عتمة، وكان ابن عمر إذا سمع رجلا يقول: العتمة، صاح وغضب، وقال: إنما هو العشاء، وقال مالك: وأحب ألا تسمى إلا بما سماها الله تعالى في قوله: {ومن بعد صلاة العشاء} [النور: 58] “.
20 – قال المهلب: وقد احتج بهذا الحديث من زعم أن الخضر ليس بحى، ولو كان حيا حين قال الرسول هذا القول، لم يجاوز المائة السنة، وقال تعالى: (وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد) [الأنبياء: 34] نقله ابن بطال.
21 – قوله: (وقال جابر: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يصلي العشاء) سبق قبل بابين مسندا من حديث جابر رضي الله عنهما.
22 – قوله: (وقال أبو برزة: كان النبي صلى الله عليه وسلم يؤخر العشاء) عن سيار بن سلامة قال: دخلت أنا وأبي على أبي برزة الأسلمي فقال له أبي: كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي المكتوبة؟ فقال: كان يصلي الهجير التي تدعونها الأولى حين تدحض الشمس، ويصلي العصر ثم يرجع أحدنا إلى رحله في أقصى المدينة والشمس حية، ونسيت ما قال في المغرب، وكان يستحب أن يؤخر العشاء التي تدعونها العتمة، وكان يكره النوم قبلها والحديث بعدها، وكان ينفتل من صلاة الغداة حين يعرف الرجل جليسه ويقرأ بالستين إلى المائة. أخرجه البخاري 547 من طريق عبد الله بن المبارك، والنسائي 525 وابن ماجه 701 قالا أخبرنا محمد بن بشار قال حدثنا يحيى – وزاد ابن ماجه 701 وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَعَبْدُ الْوَهَّابِ- قالوا حدثنا عوف قال حدثني سيار بن سلامة به تابعه مسدد قال حدثنا يحيى به نحوه أخرجه البخاري 599
تابعه شعبة قال حدثنا سيار بن سلامة به نحوه أخرجه البخاري 771 ومسلم 647
تابعه حماد بن سلمة عن سيار بن سلامة أبي المنهال قال سمعت أبا برزة الأسلمي به نحوه أخرجه مسلم 647.
23 – قوله: (وقال أنس: أخر النبي -صلى الله عليه وسلم- العشاء الآخرة). وصله البخاري 572 و661 و 5869، والنسائي 539 واللفظ له، وابن ماجه 692، والإمام أحمد في مسنده 12962 و13069 و13819، من طرق عن حميد قال: سئل أنس هل اتخذ النبي -صلى الله عليه وسلم- خاتما قال نعم أخر ليلة صلاة العشاء الآخرة إلى قريب من شطر الليل فلما أن صلى أقبل النبي -صلى الله عليه وسلم- علينا بوجهه؛ ثم قال: إنكم لن تزالوا في صلاة ما انتظرتموها. قال أنس: كأني أنظر إلى وبيص خاتمه. انتهى. وترجم عليه النسائي: “باب آخر وقت العشاء”.
تابعه قتادة عن أنس قال: أخر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلاة العشاء الآخرة حتى مضى شطر الليل ثم خرج فصلى بنا كأني أنظر إلى بياض خاتمه في يده من فضة. أخرجه مسلم 640 والنسائي 5202 من طرق عن قرة بن خالد عن قتادة به.
تابعه ثابت أنّهم سألوا أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن خاتم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هل كان لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- خاتم؟ فقال: نعم. أخر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- العشاء الآخرة ذات ليلة حتى ذهب شطر الليل -أو إلى شطر الليل-. الحديث أخرجه مسلم 640 وأبو عوانة في مستخرجه 1114 و9094 واللفظ له من طرق عن حماد بن سلمة عن ثابت به.
24 – وصله أبو داود 200 من طريق قتادة عن أنس قال: كان أصحابُ رسولِ الله – صلى الله عليه وسلم – ينتظرونَ العِشاءَ الآخرة حتَّى تَخفِقَ رؤوسُهُم، ثمَّ يُصَلُّون ولا يَتَوضَّؤون.
تابعه ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: (أُقِيمَتِ الصَّلاةُ صَلاةُ الْعِشَاءِ الآخِرَةِ وَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي حَاجَ، ةً فَقَامَ يُنَاجِيهِ حَتَّى نَعَسَ بَعْضُ الْقَوْم ثُمَّ جَاءَ فَصَلَّى وَلَمْ يَذْكُرْ أَنَّهُمْ تَوَضَّئُوا. أخرجه البخاري 643 و مسلم 376 وأبو داود 201 وأبو نعيم الأصبهاني في مستخرجه على صحيح مسلم 829 واللفظ له.
تابعه شعبة، حدثنا قتادة، قال: سمعت أنس بن مالك به نحوه وليس فيه موضع الشاهد. أخرجه مسلم 376 والترمذي 78 والإمام أحمد في مسنده 13941.
25 – قوله: (وقال ابن عمر وأبو أيوب وابن عباس -رضي الله عنهم-: صلى النبي -صلى الله عليه وسلم- المغرب والعشاء). أما حديث ابن عمر فقد وصله البخاري 1673 ومسلم 703وأبو داود 1926و1927 والنسائي 607 من طريق الزهري عن سالم بن عبد الله عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: جمع النبي -صلى الله عليه وسلم- بين المغرب والعشاء بجمع كل واحدة منهما بإقامة، ولم يسبح بينهما ولا على إثر كل واحدة منهما.
26 – وأما حديث أبي أيوب فقد وصله البخاري 1674 ومسلم 1287 والنسائي 605 وابن ماجه 3020 من طريق عدي بن ثابت قال حدثني عبد الله بن يزيد الخطمي قال حدثني أبو أيوب الأنصاري، أن رسول الله ‘صلى الله عليه وسلم-: جمع في حجة الوداع المغرب والعشاء بالمزدلفة.
27 – وأما حديث ابن عباس فقد وصله البخاري 543 من طريق عمرو بن دينار عن جابر بن زيد عن ابن عباس: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- صلى بالمدينة سبعا وثمانيا الظهر والعصر والمغرب والعشاء.
28 – قال الحافظ ابن حجر في تغليق التعليق: “هذه التعاليق كلها مسندة عنده في الجامع وإنما حذف أسانيدها طلبا للتخفيف”. انتهى.
29 – قوله: (صلى لنا رسول الله ليلة صلاة العشاء). وعند البخاري 116 من طريق عبد الرحمن بن خالد بن مسافر: “صلى بنا النبي -صلى الله عليه وسلم- العشاء في آخر حياته”.
30 – زاد البخاري 601 ومسلم 2537 والبيهقي في السنن الكبرى 2221 من طريق شعيب: “فوهل الناس في مقالة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى ما يتحدثون من هذه الأحاديث عن مائة سنة، وإنما قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يبقى ممن هو اليوم على ظهر الأرض يريد بذلك أنها تخرم ذلك القرن”. تابعه معمر عن الزهري كما عند مسلم 2537 وأبي داود 4348 والترمذي 2251 وصرح في رواية الترمذي والبيهقي بأن قائل هذه الفقرة هو عبد الله بن عمر رضي الله عنهما. وترجم عليه ابن حبان فقال: “ذكر البيان بأن ورود هذا الخطاب كان لمن كان في ذلك الوقت على سبيل الخصوص دون العموم”.
31 – قوله: (صلى لنا رسول الله ليلة صلاة العشاء – وهي التي يدعو الناس العتمة -)، في هذا الحديث: أن صلاة العشاء يدعوها الناس العتمة، وكذا في حديث عائشة وأبي برزة، وهذا كله على اشتهار اسمها بين الناس بالعتمة، وهو الذي نهى النبي، وكان ابن عمر وغيره يكرهونه أن يغلب عليها اسم العتمة حتى لا تسمى بالعشاء إلا نادراً. وأما إذا غلب عليها اسم العشاء، ثم سميت – أحياناً – بالعتمة بحيث لا يزول بذلك غلبة اسم العشاء عليها، فهذا غير منهي عنه، وإن كان تسميتها بالعشاء – كما سماها الله بذلك في كتابه – أفضل. قاله الحافظ ابن رجب في الفتح.
32 – عن أنس بن مالك: أن هذه الآية {تتجافى جنوبهم عن المضاجع} نزلت في انتظار هذه الصلاة التي تدعى العتمة. أخرجه الترمذي 3196 من طريق سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد، عن أنس بن مالك به.
وقال الترمذي: “حسن صحيح غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه”. وصححه الألباني وأورده الشيخ مقبل في الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين 65 وحسنه.
33 – عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما صلاة أثقل على المنافقين من صلاة العشاء والفجر، ولو يعلمون ما فيهما من الفضل لأتوهما ولو حبوا». أخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار 995 والطبراني في المعجم الكبير 10082وأبو الشيخ في الأقران 60 من طريق عبثر بن القاسم، عن الأعمش، عن أبي إسحاق به. أما الأعمش فممن حدث عن أبي إسحق قبل الإختلاط والله أعلم وتبقى عنعنة أبي إسحق وهو مدلس. وهو يصلح في الشواهد والمتابعات.
34 – عن أبي الدرداء، أنه قال في مرضه الذي مات فيه: «ألا احملوني» قال: فحملوه، فأخرجوه، فقال: «اسمعوا وبلغوا من خلفكم، حافظوا على هاتين الصلاتين العشاء والصبح، ولو تعلمون ما فيهما لأتيتموهما ولو حبوا على مرافقكم وركبكم». أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 3355 واللفظ له والإمام أحمد في مسنده 21265 بأطول منه قالا حدثنا غندر، عن شعبة، عن عمرو بن مرة قال: سمعت ابن أبي ليلى، عن أبي الدرداء به.
35 – عن أبي بن كعب -رضي الله عنه- قال: صلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الفجر، فلما صلى، قال: “شاهد فلان؟ ” فسكت القوم، قالوا: نعم، ولم يحضر. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إن أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء والفجر، ولو يعلمون ما فيهما، لأتوهما ولو حبوا، وإن الصف الأول على مثل صف الملائكة، ولو تعلمون فضيلته لابتدرتموه، إن صلاتك مع رجلين أزكى من صلاتك مع رجل، وصلاتك مع رجل أزكى من صلاتك وحدك، وما كثر فهو أحب إلى الله”. أخرجه الإمام أحمد في مسنده 21266 قال حدثنا وكيع، عن سفيان – هو الثوري- عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن أبي بصير، عن أبي بن كعب، به تابعه شعبة قال سمعت أبا إسحق قال: سمعت عبد الله بن أبي بصير يحدث به نحوه أخرجه أبو داود 554 والنسائي 843 والإمام أحمد في مسنده 21265، وابنه عبد الله في الزيادات 21267، وابن خزيمة في صحيحه 1477 واللفظ له، وابن حبان في صحيحه 2056 و2056 والحاكم في المستدرك 907 وقال أبو إسحاق: عقبه سمعته منه ومن أبيه.
تابعه زهير، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن أبي بصير، عن أبيه فذكره أخرجه ابن خزيمة في صحيحه 1476 فزاد في الإسناد والد عبد الله بن أبي بصير.
عبد الله بن أبي بصير نسبه ابن سعد في الطبقات الكبري 2203 والبخاري في التاريخ الكبير 109 فقال” العبدي ” ولم يذكر فيه البخاري جرحا ولا تعديلا. وأورده العجلي في الثقات 783 وقال “تابعي ثقه “.وأورده ابن حبان في الثقات 3606 وأورده الإمام مسلم في المنفردات والوحدان328 فيمن تفرد أبو إسحق السبيعي بالرواية عنه. انتهى
وقال الذهبي في الكاشف 2649 ” يجهل وقد وثق” وقال في ديوان الضعفاء 2129 “تابعي مجهول”. وذكره ابن خلفون في الثقات كما نقله مغلطاي في إكمال تهذيب الكمال روى له أبو داود والنسائي وابن ماجه.
وأبو بصير والده قد أورده البخاري في التاريخ الكبير 115 وقال ” أَبُو بصير من عَبْد القيس الأعمى عن ابى روى عنه أبو اسحق وابنه عَبْد اللَّه بْن أَبِي بصير”. انتهى، وقال الدارقطني في المؤتلف والمختلف 1/ 223 “أبو بَصِير العَبْدي , عَن أبي بن كَعْب، رَوَى عنه ابنه عَبد الله بن أبي بَصِير والعِيزَار بن حُرَيْث”. انتهى وأورده ابن حبان في الثقات روى له أبو داود في القدر والنسائي وابن ماجه
والحديث حسنه الألباني، وقال أبو جعفر العقيلي في الضعفاء في أثناء ترجمة سعيد بن واصل قال ” والحديث من حديث شعبة صحيح قالوا عن شعبة عن عبد الله بن أبى بصير عن أبى وقالوا عن أبيه عن أبى وقالوا كلاهما سمع أبى وإنما أنكرناه من حديث أيوب عن شعبة”.
36 – عن عِيسَى بْنُ طَلْحَةَ حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: “لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي صَلَاةِ الْعِشَاءِ وَصَلَاةِ الْفَجْرِ، لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا”. أخرجه ابن ماجه 796 والنسائي في السنن الكبرى 386
تابعه يحنس، أن عائشة، أخبرته، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لو أن الناس يعلمون ما في فضل صلاة العشاء وصلاة الصبح لأتوهما ولو حبوا». أخرجه الإمام أحمد في مسنده 24506 وابن أبي شيبة في المصنف 3356 واللفظ له من طريق شيبان، عن يحيى، عن محمد بن إبراهيم، عن يحنس به والحديث صححه الألباني.
37 – العشاء الأفضل تسميتها بهذا الاسم، وإن سميت العتمة جائز.
الحلل الإبريزية من التعليقات البازية على صحيح البخاري (1) / (183) —ابن باز
38 – قال الاتيوبي:
“ومعنى الْعَتْم في الأصل تأخير مخصوص، وقال الطبريّ: الْعَتَمة بقية اللبن، تُغْبَق بها الناقة بعد هويّ من الليل، فسُمِّيت الصلاة بذلك؛ لأنهم كانوا يصلونها في تلك الساعة.
وروى ابن أبي شيبة، من طريق ميمون بن مهران، قال: قلت لابن عمر: مَن أول مَن سَمَّى صلاة العشاء العتمة؟ قال: الشيطان. انتهى.
وقال السنديّ ما حاصله: الاسمُ الذي ذكره اللَّه تعالى في كتابه لهذه الصلاة اسمُ العشاء، والأعراب يسمونها العتمةَ، فلا تُكثِروا استعمالَ ذلك الاسم؛ لما فيه من غلبة الأعراب عليكم، بل أكثروا استعمال اسم العشاء؛ موافقة للقرآن، فالمراد النهي عن إكثار اسم العتمة، لا عن استعماله أصلًا، فاندفع ما يتوهم من التنافي بين هذا الحديث والأحاديث الأخرى التي سبقت في الباب، وغيرها.
قال الجامع عفا الله عنه: هذا الذي ذكره العلامة السنديّ من الجمع بين الأحاديث بحمل النهي على إكثار الاستعمال، حسنٌ جدًا، وهو الذي يدلّ عليه تعبيره بقوله: «لا تغلبنكم»، فإن الغلبة تكون بإكثار الاستعمال، لا بالاستعمال أحيانًا للحاجة، مثل أن يُعرّفها لمن لا يعرف إلا اسم العَتَمَة، كما سبق في قوله: «التي تسمّونها العتمة»، واللَّه تعالى أعلم.
(وَهُمْ) أي الأعراب، ولفظ النسائيّ: «فإنهم» بالفاء التعليليّة (يُعْتِمُونَ) من الإعتام رباعيًّا، يقال: أعْتَمَ الرجل: إذا دخل في العَتَمَة وهي الظلمة، كأصبح: إذا دخل في الصباح، أفاده في «المصباح».
البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج (14) / (118) — محمد بن علي بن آدم الأثيوبي
39 – فيه السمر في الفقه والخير بعد العشاء. قاله البخاري.
40 – قوله: (أخبرنا يونس) هو ابن يزيد الأيلي تابعه عبد الرحمن بن خالد بن مسافر كما عند البخاري 116 ومسلم تعليقا 2537 تابعه شعيب كما عند البخاري 601 ومسلم 2537 تابعه معمر كما عند مسلم 2537 وأبي داود 4348 والترمذي 2251 والنسائي في السنن الكبرى 5840.
41 – قوله: (قال سالم) وعند البخاري 601 من طريق شعيب: “حدثني سالم بن عبد الله بن عمر “، تابعه أبو بكر بن سليمان بن أبي حثمة كما عند البخاري 116.