56 – فتح رب البرية بينابيع الحكمة من أقوال الأئمة
جمع أحمد بن خالد وآخرين
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف الشيخ د. سيف بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وأن يبارك في ذرياتهم وذرياتنا)
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
(1727): {يا أَيُّهَا النّاسُ قَد جاءَتكُم مَوعِظَةٌ مِن رَبِّكُم وَشِفاءٌ لِما فِي الصُّدورِ وَهُدًى وَرَحمَةٌ لِلمُؤمِنينَ} [يونس: (57)]
تفسير السعدي:
يقول تعالى مرغِّبًا للخلقِ في الإقبال على هذا الكتاب الكريم بذكْر أوصافه الحسنة الضروريَّة للعباد فقال: {يا أيُّها الناس قد جاءتكم موعظةٌ من ربِّكم}؛ أي: تعظكم وتنذركم عن الأعمال الموجبة لسخط الله، المقتضية لعقابه، وتحذِّركم عنها ببيان آثارها ومفاسدها، {وشفاءٌ لما في الصدور}: وهو هذا القرآن، شفاءٌ لما في الصدور من أمراض الشهوات الصَّادة عن الانقياد للشرع، وأمراض الشُّبهات القادحة في العلم اليقينيِّ؛ فإنَّ ما فيه من المواعظ والترغيب والترهيب والوعد والوعيد مما يوجب للعبد الرغبة والرهبة، وإذا وُجِدَتْ فيه الرغبة في الخير والرَّهبة عن الشرِّ ونمتا على تكرُّر ما يرد إليها من معاني القرآن؛ أوجب ذلك تقديم مراد الله على مراد النفس، وصار ما يرضي اللهَ أحبَّ إلى العبد من شهوة نفسه، وكذلك ما فيه من البراهين والأدلَّة التي صرَّفها الله غاية التصريف وبيَّنها أحسن بيان مما يزيل الشُّبه القادحة في الحقِّ ويصل به القلب إلى أعلى درجات اليقين، وإذا صحَّ القلب من مرضه، ورَفَلَ بأثواب العافية؛ تبعتْه الجوارحُ كلُّها؛ فإنها تصلُح بصلاحه وتفسُد بفساده.
{وهدىً ورحمةٌ للمؤمنين}: فالهدى هو العلم بالحقِّ والعمل به، والرحمةُ هي ما يحصل من الخير والإحسان والثواب العاجل والآجل لمن اهتدى به؛ فالهدى أجلُّ الوسائل، والرحمةُ أكملُ المقاصد والرغائب، ولكنْ لا يهتدي به ولا يكون رحمةً إلاَّ في حقِّ المؤمنين، وإذا حصل الهدى وحلَّت الرحمة الناشئة عنه؛ حصلت السعادةُ والفلاح والربح والنجاح والفرح والسرور.
______________
(1728): قال العلاء بن زياد رحمه الله -وقد عوتب على تذكير الناس بالنار-:
( … ولكنكم تحبون أن تبشروا بالجنة على مساويء أعمالكم! وإنما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم مبشرا بالجنة لمن أطاعه ومنذرا بالنار لمن عصاه).
علقه الإمام البخاري في صحيحه في كتاب التفسير بصيغة الجزم.
______________
(1729): قال ابن تيمية رحمه الله:
(إذا وجد العبد تقصيراً في حق القرابة و الأهل و الأولاد و الجيران و الإخوان فعليه بالدعاء لهم والاستغفار)
الفتاوى (679/ 11)
______________
(1730): صفات المصلح
قال الإمام ابن باز رحمه الله: فالمصلح من صفاته الخلق الحسن والتواضع والجود والكرم وطيب الكلام وحسن الكلام وعدم سوء الكلام.
يتوسط بكلام طيب وأسلوب حسن ورفق وجود وكرم، إذا دعت الحاجة إلى وليمة أو مساعدة بذل حتى يتمكن من الصلح.
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة – ابن باز (9) / (270)
______________
(1731): *حكم صلاة مَن سلَّم قبل الإمام سهوًا*
س: ما حكم السلام قبل الإمام في حالة السهو؟ هل الصلاة صحيحة أم لا؟
ج: إذا سلَّم المأموم قبل الإمام سهوًا ثم انتبه فإنه يرجع إلى نية الصلاة، ثم يُسلِّم بعد إمامه، ولا شيء عليه، وصلاته صحيحة، إلا أن يكون مسبوقًا، فإن كان مسبوقًا بركعةٍ أو أكثر فإنه يسجد للسهو بعدما يقضي ما عليه من الركعات عن سلامه سهوًا قبل إمامه [1].
…………. ـ
من برنامج (نور على الدرب)، الشريط رقم (842). (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 11/ 275).
______________
(1732): قَالَ ربيعة: المروءة مروءتان:-
فللسفر مروءة و للحضر مروءة …
فأما مروءة السفر فبذل الزاد وقلة الخلاف على أصحابك وكثرة المزاح في غير مساخط الله …
وأما مروءة الحضر فالإدمان إلى المساجد وكثرة الإخوان في الله وتلاوة القرآن …
روضة العقلاء (94) ..
______________
(1733): {الَّذينَ آمَنوا وَتَطمَئِنُّ قُلوبُهُم بِذِكرِ اللَّهِ أَلا بِذِكرِ اللَّهِ تَطمَئِنُّ القُلوبُ} [الرعد: (28)]
تفسير السعدي:
ثم ذكر تعالى علامة المؤمنين، فقال: {الذين آمنوا وتطمئنُّ قلوبُهم بذكر الله}؛ أي: يزول قلقها واضطرابها، وتحضُرُها أفراحها ولذَّاتها. {ألا بذكرِ الله تطمئنُّ القلوب}؛ أي: حقيق بها وحريٌّ أن لا تطمئنَّ لشيءٍ سوى ذكره؛ فإنَّه لا شيء ألذُّ للقلوب ولا أشهى ولا أحلى من محبة خالقها والأنس به ومعرفته، وعلى قَدْرِ معرفتها بالله ومحبَّتها له يكون ذِكْرُها له، هذا على القول بأنَّ ذكرَ الله ذِكْرُ العبد لربِّه من تسبيح وتهليل وتكبير وغير ذلك، وقيل: إن المراد بذِكْر الله كتابُه الذي أنزله ذكرى للمؤمنين؛ فعلى هذا معنى طمأنينة القلب بذكر الله أنها حين تَعْرِفُ معاني القرآن وأحكامه تطمئنُّ لها؛ فإنَّها تدل على الحقِّ المبين المؤيَّد بالأدلة والبراهين، وبذلك تطمئنُّ القلوب؛ فإنَّها لا تطمئنُّ إلا باليقين والعلم، وذلك في كتاب الله مضمونٌ على أتمِّ الوجوه وأكملها، وأما ما سواه من الكتب التي لا ترجِعُ إليه؛ فلا تطمئنُّ بها، بل لا تزال قلقةً من تعارض الأدلَّة وتضادِّ الأحكام، {ولو كان من عندِ غيرِ الله لَوَجَدوا فيه اختلافًا كثيرًا}، وهذا إنما يعرفه من خَبَرَ كتابَ الله، وتدبَّره، وتدبَّر غيره من أنواع العلوم؛ فإنَّه يجد بينها وبينه فرقًا عظيمًا.
______________
(1734): [داوم على التوبة في جميع أحوالك].
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله:
فلو كان من المرض بحالٍ لا يمكنه عملٌ بشيءٍ من جوارحه -بلسان ولا غيره- غير أن عقله ثابت، لم يسقط عنه النصح لله بقلبه، وهو أن يندم على ذنوبه وينوي إن صح أن يقوم بما افترض الله عليه ويجتنب ما نهاه عنه ..
جامع العلوم والحكم (1) / (221) ..
______________
(1735): من صور فتنة المحيا التي أُمرنا بالاستعاذة منها بعد التشهد في الصلاة ..
قال العلامة المُحدِّث أحمد بن يحيى النجمي -رحمه الله-:
وفتنة الْمَحيَا: ما يَتَعرَّض له الإنسان في حياته من تقلبات قد توقعه في المعصية تارة، والكفر تارة، والشركُ أخرى، والفتنة تكون إما بالغنى، وإما بالفقر والْحَاجَة، وإِمَّا بِالْمَرَض، وإما بتقلبات السياسة، وإما بضغوط المجتمع، وإمَّا بِحُبِّ الأهل والولد، وإما بالرَّغبَة فِي الدُّنيا والطَّمَع فيها، وإما بالرهبة من عدو أو غير ذلك مِمَّا يتعرض له العبد في حياته …
تأسيس الأحكام (2) / (233) …
______________
(1736): ضَرَرُ الذُّنُوبِ فِي الْقَلْبِ كَضَرَرِ السُّمُومِ فِي الْأَبْدَانِ
قال ابن القيم رحمه الله:
فَمَا يَنْبَغِي أَنْ يُعْلَمَ، أَنَّ الذُّنُوبَ وَالْمَعَاصِيَ تَضُرُّ، وَلَا بُدَّ أَنَّ ضَرَرَهَا فِي الْقَلْبِ كَضَرَرِ السُّمُومِ فِي الْأَبْدَانِ عَلَى اخْتِلَافِ دَرَجَاتِهَا فِي الضَّرَرِ، وَهَلْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ شَرٌّ وَدَاءٌ إِلَّا سَبَبُهُ الذُّنُوبُ وَالْمَعَاصِي، فَمَا الَّذِي أَخْرَجَ الْأَبَوَيْنِ مِنَ الْجَنَّةِ، دَارِ اللَّذَّةِ وَالنَّعِيمِ وَالْبَهْجَةِ وَالسُّرُورِ إِلَى دَارِ الْآلَامِ وَالْأَحْزَانِ وَالْمَصَائِبِ؟
الداء والدواء = الجواب الكافي – ط دار المعرفة (1) / (42)
______________
(1737): فَالْمُعْرِضُ عَنْهُ لَهُ مِنْ ضَنْكِ الْمَعِيشَةِ بِحَسَبِ إِعْرَاضِهِ، وَإِنْ تَنَعَّمَ فِي الدُّنْيَا بِأَصْنَافِ النِّعَمِ، فَفِي قَلْبِهِ مِنَ الْوَحْشَةِ وَالذُّلِّ وَالْحَسَرَاتِ الَّتِي تَقْطَعُ الْقُلُوبَ، وَالْأَمَانِي الْبَاطِلَةِ وَالْعَذَابِ الْحَاضِرِ مَا فِيهِ، وَإِنَّمَا يُوَارِيهِ عَنْهُ سَكَرَاتُ الشَّهَوَاتِ وَالْعِشْقِ وَحُبِّ الدُّنْيَا وَالرِّيَاسَةِ، وَإِنْ لَمْ يَنْضَمَّ إِلَى ذَلِكَ سُكْرُ الْخَمْرِ، فَسُكْرُ هَذِهِ الْأُمُورِ أَعْظَمُ مِنْ سُكْرِ الْخَمْرِ، فَإِنَّهُ يَفِيقُ صَاحِبُهُ وَيَصْحُو، وَسُكْرُ الْهَوَى وَحُبِّ الدُّنْيَا لَا يَصْحُو صَاحِبُهُ إِلَّا إِذَا كَانَ صَاحِبُهُ فِي عَسْكَرِ الْأَمْوَاتِ.
الداء والدواء = الجواب الكافي – ط دار المعرفة (1) / (120)
______________
(1738): قال ابن القيم رحمه الله:
وَالَّذِي أَجْمَعَ عَلَيْهِ الْعَارِفُونَ أَنَّ الزُّهْدَ سَفَرُ الْقَلْبِ مِنْ وَطَنِ الدُّنْيَا، وَأَخْذُهُ فِي مَنَازِلِ الْآخِرَةِ
مدارج السالكين (2) / (15)
______________
(1739): [أهمية الحفظ لطالب العلم .. ] ..
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله:
قد أراد بعض الناس أن يمكروا بنا, فقالوا لنا: إن الحفظ لا فائدة فيه, وأن المعنى هو الأصل, ولكن الحمد الله أنه أنقذنا من هذه الفكرة, وحفظنا ما شاء الله أن نحفظ من متون النحو وأصول الفقه والتوحيد, وعلى هذا فلا يستهان بالحفظ, فالحفظ هو الأصل, ولعل أحداً منكم الآن يذكر عبارات قرأها من قبل مدة طويلة, فالحفظ مهم لطالب العلم, حتى وإن كان فيه صعوبة …
مجموع الفتاوى (26) / (205) …
______________
(1740) قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: أَنَّ الرِّضَا جَنَّةُ الدُّنْيَا وَمُسْتَرَاحُ الْعَابِدِينَ وَبَابُ اللَّهِ الْأَعْظَمِ.
مجموع الفتاوى (17/ 27).
______________
(1741): قال الإمام ابن القيّم رحمه الله تعالى:
{الحياء مِن شِيَم الأشراف وأهل الكرم والنّفوس الزّكِيّة}.
[مدارج السّالكين جـ (2) صـ (467)]
______________
(1742): [من افضل الأعمال ادخال السرور على المؤمن]
عنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ?:
•من أفضل العمل إدخال السرور على المؤمن
•تقضي عنه ديناً
• تقضي له حاجة
• ?تنفس له كربة”
انظر صَحِيح الْجَامِع: (5897)، الصَّحِيحَة: (2291)، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: (2090)
التعليق:
قال المناوي في التيسير (2/ 380):
(من أفضل الْعَمَل) الصَّالح (ادخال السرُور على الْمُؤمن) اذا كَانَ ذَلِك من المطلوبات الشَّرْعِيَّة كَانَ (تقضى عَنهُ دينا) سِيمَا ان كَانَ لَا يقدر على وفائه (تقضى لَهُ حَاجَة) سِيمَا ان كَانَ لَا يستطيعها (تنفس لَهُ كربَة) من الكرب الدُّنْيَوِيَّة أَو الاخروية فَكل وَاحِدَة من هَذِه الْخِصَال من أفضل الاعمال.
قال الصنعاني في التنوير 9/ 582.
______________
(1743): ” المسلم الصادق إذا عبد الله بما شرع؛ فتح الله عليه أنوار الهداية في مُدَّةٍ قريبة ”
ابن تيمية في الاستقامة (1) / (100)
______________
(1744): قال رجل للتابعي الإمام الحسن البصري رحمه الله
ما تقول في دعاء الوالد لولده؟
فقال الحسن: نجاةٌ, وقال بيده هكذا -يرفعها- كأنه يرفع شيئاً من الأرض
فقال الرجل: فما دعاءه عليه؟
فقال: استئصال -يعني قطع- وقال بيده كانه يخفض شيئاً
البر والصلة لابن المبارك- زوائد الحسين راوي الكتاب54
______________
(1745): فذكر بالقرآن من يخاف وعيد
قال ابن الجوزي رحمه الله:
إِنَّ مَوَاعِظَ الْقُرْآنِ تُذِيبُ الْحَدِيدَ، وَلِلْفُهُومِ كُلَّ لَحْظَةٍ زَجْرٌ جَدِيدٌ، وَلِلْقُلُوبِ النَّيِّرَةِ كُلَّ يَوْمٍ بِهِ عِيدٌ، غَيْرَ أَنَّ الْغَافِلَ يَتْلُوهُ وَلا يستفيد {فذكر بالقرآن من يخاف وعيد}.
التبصرة لابن الجوزي (1/ 110).
______________
(1746): قال ابن القيم رحمه الله:
أوْثِقْ غضبَكَ بسلسلة الحِلْم؛ فإنَّه كلبٌ؛ إنْ أَفْلَتَ أَتلفَ.
الفوائد لابن القيم – ط عطاءات العلم (1) / (69) — ابن القيم (ت (751))
______________
(1747): موعظة بليغة
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله:
*فصار أكثر المسلمين اليوم لا ينشدون إلَّا هذا النعيم أعني نعيم الدنيا، وفي غفلة عن نعيم الآخرة، ولهذا تجدهم يتحدثون دائمًا عن الترف واللهو وما أشبه ذلك، كأنهم ما خلقوا إلَّا لهذا، وهذا من أكبر ما يصد الإنسان عن دينه أن يكون قلبه معلقًا بالدنيا، ولا ينظر إلَّا إلى التنعم بها*، ونحن لا ننكر أن ينال الإنسان من الدنيا ما يستفيد منه في الآخرة، بل إن الدنيا إذا جعلت وسيلة للآخرة صارت من الآخرة في الحقيقة، لكن ننكر أن تكون الدنيا أكبر هم الإنسان، كأنما خلق لها فقط، وهذا من نقص دينه، ونقص عقله، فكيف تجعل نفسك وحياتك الثمينة كيف تجعلها مهمة غاية الاهتمام بأمر ليس بمضمون، وليس بمخلد؟!
قال الله تعالى منكرًا على قوم هود على لسان هود ?: {وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ ? (129)} ((1)) فأنت لست بخالد، فكيف تجعل هذا الممر الذي أنت تعيش فيه تجعله أكبر همك، مع أنك لا تدري متى تفارقه؟! كل من هؤلاء المترفين لا يدري متى يموت، لكنه يدري أنَّه سوف يبقى في الآخرة – إن كان مؤمنًا بها – ومع هذا يعمل للدنيا التي لم يخلق لها، ويدع الآخرة التي خلق لها.
تفسير العثيمين: يس (130).
______________
(1748) ??*من أعراض الإصابة بالعين*
*قال الإمام ابن القيم رحمه الله: العينُ يصحبها شيطانٌ من الجنّ يدخل مع العين الحاسدة جسمَ الإنسان، فمتى مادخل معها ظهرت الأمراض والاعراض بسبب أذيته، قد يسبب آلامًا وانتفاخات في البطن، وضيقا أحياناً في التنفس، وسرعة غضب، وزيادة خجل، وكثرة تفكير ووساوس، وأوراما وأوجاعا بالجسد وأحلاما وكوابيس مفزعة وتسلط على روح النائم بكل أذية، قال صلى الله عليه وسلم ” أكثر من يموت من أمتي بالنفس، يعني بالعين بعد كتاب الله وقضائه ” وورد عنه صلى الله عليه وسلم ” العين حق ويحضر بها الشيطان*)
رواه أحمد.
??*زاد المعاد ((64) / (4)) *
______________
(1749): ابن باز:
* إذا كان الإمام يجلس للاستراحة متى يكبر؟
عند الرفع من السجود، وإذا خشي الاختلاف جعله عند القيام، وإذا علم المأموم أنه يجلس للاستراحة لم يختلفوا عليه إذا كبر كبر بعد الرفع من السجود.
الحلل الإبريزية: (1) / (243)
______________
(1750): سر الصلاح صلاح السر: ” واللَّهِ لَقَد رَأيتُ مَن يُكثِرُ الصَلاةَ والصَومَ والصَّمتَ، ويَتَخَشَّعُ فِي نَفسِه ولِبَاسِه، والقُلوبُ تَنْبُو عَنه (تَنْفر)، وقَدْرُه فِي النِّفُوسِ لَيسَ بِذَاك! ورَأيتُ مَن يَلبَسُ فَاخِرَ الثِيَابِ، ولَيسَ لَهُ كَبِيرُ نَفْلٍ، ولا تَخشُّعٍ، والقُلوبُ تَتَهافَتُ عَلى مَحبَّتِهِ! فَتدَبتُ السَبب، فَوجَدتُه السَّرِيرَة!! فَمَن أصلَح سَرِيرَتُه فَاحَ عَبِيرُ فَضلِه وعَبَقَتِ القُلوبُ بِنَشْرِ طِيبِه؛ فاللَّهَ اللَّهَ فِي السَرائِر، فَإنَّه مَا يَنفَعُ مَع فَسَادِهَا صَلاحُ ظَاهِر». – ابن الجوزي – صيد الخاطر.
______________
(1751): قال أبو كعب قلت للحسن – البصري -:
يا أبا سعيد إني أريد سفرا فزودني
قال: أعز أمر الله حيث كنت يعزك الله
(ابن أبي الدنيا في الإشراف (153))
______________
(1752): {يَهْدِى إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا}
في هذا توبيخ للكفار من بني آدم؛ حيث آمنت الجن بسماع القرآن مرة واحدة، وانتفعوا بسماع آيات يسيرة منه، وأدركوا بعقولهم أنه كلام الله وآمنوا به، ولم ينتفع كفار الإنس.
[الشوكاني: (5) / (303) – (304).]
______________
(1753): [من مفاسد اللجوء إلى السحرة والمشعوذين والشياطين]
قال تعالى: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا}
والمعنى: أن الجن زادوا الإنس ضلالاًً وإثماًً لما عاذوا بهم، أو زادوهم تخويفاًً لما رأوا ضعف عقولهم، وقيل: ضمير الفاعل للإنس، وضمير المفعول للجن: والمعنى إن الإنس زادوا الجن تكبراًً وطغياناًً لما عاذوا بهم، حتى كان الجن يقول: أنا سيد الجن والإنس.
[ابن جزي: (2) / (495).]
______________
(1754): ??قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى
” *القرآن يُعطِي العلمَ المُفَصَّلَ، فيزيد الإيمان، كما قال جندب بن عبدالله البجلي وغيره من الصحابة رضي الله عنهم: (تعلمنا الإيمان ثم تعلمنا القرآن فازددنا إيمانًا) *”.
[مجموع الفتاوى (4) / (38)] ??
______________
(1755): التَّحْذِيرِ مِنَ الْعُقُوبَاتِ
قال ابن الجوزي رحمه الله:
اعْلَمْ أَنَّ الْعُقُوبَةَ تَخْتَلِفُ فَتَارَةً تَتَعَجَّلُ وَتَارَةً تَتَأَخَّرُ وَتَارَةً يَظْهَرُ أَثَرُهَا وَتَارَةً يَخْفَى
وأطرف الْعُقُوبَات مَالا يُحِسُّ بِهَا الْمُعَاقَبُ وَأَشَدُّهَا الْعُقُوبَةُ بِسَلْبِ الإِيمَانِ وَالْمَعْرِفَةِ
??وَدُونَ ذَلِكَ مَوْتُ الْقُلُوبِ وَمَحْوُ لَذَّةِ الْمُنَاجَاةِ مِنْهُ وَقُوَّةُ الْحِرْصِ عَلَى الذَّنْبِ وَنِسْيَانُ الْقُرْآنِ وَإِهْمَالِ الاسْتِغْفَارِ وَنَحْوُ ذَلِكَ مِمَّا ضَرَرُهُ فِي الدِّينِ
??وَرُبَّمَا دَبَّتِ الْعُقُوبَةُ فِي الْبَاطِنِ دَبِيب الظلمَة إِلَى أَن يمتلاء أُفُقُ الْقَلْبِ فَتَعْمَى الْبَصِيرَةُ
وَأَهْونُ الْعقُوبَة ماكان وَاقِعًا بِالْبَدَنِ فِي الدُّنْيَا وَرُبَّمَا كَانَتْ عُقُوبَةُ النَّظَرِ فِي الْبَصَرِ
??فَمَنْ عَرَفَ لِنَفْسِهِ مِنَ الذُّنُوبِ مَا يُوجِبُ الْعِقَابَ فَلْيُبَادِرْ نُزُولَ الْعُقُوبَةِ بِالتَّوْبَةِ الصَّادِقَةِ عَسَاهُ يَرُدُّ مَا يُرَدُّ.
ذم الهوى (1/ 210).
______________
(1756): احذر قبح المعصية
قال الفضيل يقول الله تعالى:
ابن آدم إذا كنت أقلبك في نعمتي وأنت تتقلب في معصيتي فاحذر لئلا أصرعك بين معاصيك
ابن آدم اتقني ونم حيث شئت إنك إن ذكرتني ذكرتك وإن نسيتني نسيتك والساعة التي لا تذكرني فيها عليك لا لك
المصدر:
روضة المحبين ونزهة المشتاقين – ط العلمية (1) / (440)
______________
(1757): {وَلاَ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا}
قَالَ الحسن البصري:
الْحَسَدُ
(ابن أبي شيبة في المصنف (27128))
______________
(1758): قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
” …. وعلم من قول المؤلف: أمة كتابية أن الأمة غير الكتابية لا تحل بملك اليمين، فلو اشترى الإنسان أمة وثنية، فإنه لا يحل له أن يطأها ـ على كلام المؤلف – رحمه الله – فإذا وقعت حرب بين المسلمين وبين الهندوس، وسبينا نساءهم، فعلى ما ذهب إليه المؤلف فإن نساءهم لا تحل، لكن هذا خلاف ظاهر القرآن، وهو قول ضعيف، والصواب أن الأمة المملوكة وطؤها حلال، سواء كانت كتابية، أم غير كتابية، وليس في كتاب الله ـ عزّ وجل ـ اشتراط أن تكون من مُلِكت كتابية، والآيات واضحة، (إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ) فمن يُخرِج نوعاً من الإماء عن هذا العموم فعليه الدليل، وعلى هذا فلو كان عند الإنسان أمة غير كتابية وهو مالك لها فإن له أن يطأها بملك اليمين، خلافاً لما يفيده كلام المؤلف – رحمه الله – وهذا الذي ذكرناه هو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – وقد حكى بعضهم الإجماع على أن غير الكتابية من الإماء لا يحل وطؤها، ولكن هذا الإجماع غير صحيح ” انتهى.
الشرح الممتع على زاد المستقنع (12/ 158).
______________
(1759): قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
أنه لا يحل لمن لا يجد طول الحرة المؤمنة أن يتزوج أمة كتابية، وتؤخذ من قوله: {فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ}؛ أي: فلا يحل أن يتزوج أمة كتابية.
تفسير العثيمين: النساء (1) / (229)
______________
(1760): قال الشيخ ابن عثيمين: ” ويُملك الجنين إذا كانت أمه رقيقة، وهو لغير سيدها.
فإن كانت أمه رقيقة، وهو لسيدها: فهو حر.
وكذلك لو كانت أمه رقيقة ووطئها حر بشبهة، فإنه يكون حرًّا.
وكذلك لو كانت أمه رقيقة، واشتُرط على مالكها أن أولادها أحرار، فإنه يكون حرًا ” انتهى من “الشرح الممتع” (14/ 137).
______________
(1761): قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله:
فإن الإنسان إذا قرأ القرآن وتدبره كان ذلك من أقوى الأسباب المانعة له
من المعاصي أو بعضها.
مجموع الفتاوى (123/ 20).
______________
(1762): قال ابن القيم -رحمه الله-:
قلةُ التوفيق، وفسادُ الرأي، وخفاءُ الحقِّ، وفسادُ القلبِ، وخُمولُ الذِّكْر، وإضاعةُ الوقت، ونفرةُ الخلق، والوحشةُ بين العبد وبين ربِّه، ومنع إجابة الدعاء، وقسوة القلب، ومحقُ البركة في الرزق والعمر، وحرمان العلم،، ولباس الذُّلِّ، وإدالةُ العدوِّ، وضيقُ الصدر، والابتلاءُ بقُرَناءِ السَّوءِ الذين يفسدون القلب ويضيعون الوقت، وطول الهمِّ والغمِّ، وضنْكُ المعيشة، وكسفُ البال: تتولَّدُ من المعصية والغفلة عن ذكر الله كما يتولَّدُ الزرعُ عن الماء والإحراقُ عن النار. وأضدادُ هذه تتولَّدُ عن الطاعة.
الفوائد (1) / (47)
______________
(1763): قال ابن تيمية رحمه الله:
والإنسان ينتقل من نقص إلى كمال، فلا يُنظر إلى نقص البداية، ولكن يُنظر إلى كمال النهاية.
منهاج السنة ((2) / (430))
______________
(1764): قال ابن عثيمين -رحمه الله-:
من فوائد قوله تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ}:
فيها الأمر بالمسارعة إلى المغفرة والرحمة والجنة. وهل الأمر للوجوب؟ نقول: أما فيما يجب فواجب، وأما فيما لا يجب فليس بواجب، ولكن الإنسان يؤمر بأن يسارع، وفيه دليل على أنه لا ينبغي للإنسان أن يؤثر غيره بالقربات؛ لأنه إذا آثر غيره بالقربات فهذا يعني التأخر، ومن أمثلة ذلك أن يؤثر غيره بمكانه الفاضل في الصف بأن يتأخر عن مكانه في الصف الأول لرجل آخر، فإن هذا خلاف المسارعة إلى الخيرات.
تفسير العثيمين: آل عمران (2) / (176)
______________
(1765): قال ابن قدامه:
“وقد عز في هذا الزمان وجود صديق على هذه الصفة:
المصارحة
والمناصحة
لأنه قل في الأصدقاء
من يترك المداهنة
فيخبر بالعيب
وقد كان السلف يحبون من ينبههم على عيوبهم
ونحن الآن في الغالب أبغض الناس إلينا من يعرف عيوبنا وهذا دليل على ضعف الإيمان”
مختصر منهاج القاصدين 147
______________
(1766): قال ابن رجب -رحمه الله-:
قد تكاثرت النصوص في أن البكاء من خشية الله يقتضي النجاة منها، والبكاء خوف نار جهنم هو البكاء من خشية الله، لأنه بكاء من خشية عقاب الله وسخطه والبعد عنه وعن رحمته وجواره ودار كرمته.
وروى أبو هريرة عن «النبي ? قال: لا يلج النار رجل بكى من خشية الله، حتى يعود اللبن في الضرع» خرجه النسائي والترمزي وقال: صحيح.
التخويف من النار (1) / (55)
______________
(1767): عن أبي هريرة، أن رسول الله ? قال: «ثلاثة حق علي الله عونهم: المكاتب الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف، والمجاهد في سبيل الله» رواه الترمذي، والنسائي، وابن ماجه.
قال الطيبي رحمه الله:
إنما آثر هذه الصيغة إيذانًا بأن هذه الأمور من الأمور الشاقة التي [تفدح] الإنسان وتقصم ظهره، ولولا أن الله تعالي يعينه عليها لا يقوم بها، وأصعبها العفاف؛ لأنه قمع الشهوة الجبلية المركوزة فيها، وهي مقتضى البهيمية النازلة في أسفل السافلين، فإذا استعف وتداركه عون الله تعالي، ترقى إلي منزلة الملائكة وأعلي عليين.
شرح المشكاة للطيبي الكاشف عن حقائق السنن (7) / (2262) — الطيبي
______________
(1768): قال ابن رجب -رحمه الله-:
الليلُ منهلٌ يَرِدُهُ أهلُ الإرادةِ كلُّهُم، ويَخْتَلِفونَ فيما يَرِدونَ ويُريدونَ، قد عَلِمَ كلُّ أُناسٍ مشربَهُم: فالمحبُّ يَتَنَعَّمُ بمناجاةِ محبوبِه، والخائفُ يَتَضَرَّعُ لطلبِ العفوِ ويَبْكي على ذنوبِه، والرَّاجي يُلحُّ في سؤالِ مطلوبِه، والغافلُ المسكينُ أحْسَنَ اللهُ عزاءَهُ في حرمانِهِ وفواتِ نصيبِه.
قالَ النَّبيُّ ? لعَبْدِ اللهِ بن عَمْرٍو: «لا تكُنْ مثلَ فلانٍ! كانَ يَقومُ الليلَ فتَرَكَ قيامَ الليلِ»
لطائف المعارف (1) / (119)
______________
(1769): قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“يؤمُّ القومَ اقرؤُهم لكتاب الله، فإن كانوا في القراءة سواءً فأعلمُهم بالسُنَّةِ .. “”
قال الإمام ابنُ القيمِّ في مفتاح دار السعادة (73) / (1):
فقدّم صلى الله عليه وسلم في الإمامة فضيلة العلم على تقدم الإسلام والهجرة. وهذا يدل على شرف العلم وفضله؛ فإن أهله هم أهل التقدم إلى المراتب الدينية ..