544 – 551 – فتح الملك بنفحات المسك شرح صحيح البخاري.
مجموعة أبي صالح حازم وأحمد بن علي
وعدنان البلوشي وعمر الشبلي وأحمد بن خالد وأسامة الحميري وسلطان الحمادي ومحمد فارح ويوسف بن محمد السوري
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة.
مراجعة سيف بن غدير النعيمي
وعبدالله البلوشي أبي عيسى
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وأن يبارك في ذرياتهم وذرياتنا)
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
قال الإمام البخاري في كتاب مواقيت الصلاة من صحيحه:
13 – بَابُ وَقْتِ الْعَصْرِ
وَقَالَ أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ: مِنْ قَعْرِ حُجْرَتِهَا
544 – حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ ? يُصَلِّي الْعَصْرَ، وَالشَّمْسُ لَمْ تَخْرُجْ مِنْ حُجْرَتِهَا».
545 – حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: «أَنَّ رَسُولَ اللهِ ? صَلَّى الْعَصْرَ، وَالشَّمْسُ فِي حُجْرَتِهَا، لَمْ يَظْهَرِ الْفَيْءُ مِنْ حُجْرَتِهَا».
546 – حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «كَانَ النَّبِيُّ ? يُصَلِّي صَلَاةَ الْعَصْرِ، وَالشَّمْسُ طَالِعَةٌ فِي حُجْرَتِي، لَمْ يَظْهَرِ الْفَيْءُ بَعْدُ» وَقَالَ مَالِكٌ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَشُعَيْبٌ، وَابْنُ أَبِي حَفْصَةَ: وَالشَّمْسُ قَبْلَ أَنْ تَظْهَرَ.
547 – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَوْفٌ، عَنْ سَيَّارِ بْنِ سَلَامَةَ قَالَ: «دَخَلْتُ أَنَا وَأَبِي عَلَى أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ فَقَالَ لَهُ أَبِي: كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللهِ ? يُصَلِّي الْمَكْتُوبَةَ؟ فَقَالَ: كَانَ يُصَلِّي الْهَجِيرَ الَّتِي تَدْعُونَهَا الْأُولَى، حِينَ تَدْحَضُ الشَّمْسُ، وَيُصَلِّي الْعَصْرَ، ثُمَّ يَرْجِعُ أَحَدُنَا إِلَى رَحْلِهِ فِي أَقْصَى الْمَدِينَةِ، وَالشَّمْسُ حَيَّةٌ، وَنَسِيتُ مَا قَالَ فِي الْمَغْرِبِ، وَكَانَ يَسْتَحِبُّ أَنْ يُؤَخِّرَ الْعِشَاءَ الَّتِي تَدْعُونَهَا الْعَتَمَةَ، وَكَانَ يَكْرَهُ النَّوْمَ قَبْلَهَا، وَالْحَدِيثَ بَعْدَهَا، وَكَانَ يَنْفَتِلُ مِنْ صَلَاةِ الْغَدَاةِ، حِينَ يَعْرِفُ الرَّجُلُ جَلِيسَهُ، وَيَقْرَأُ بِالسِّتِّينَ إِلَى الْمِائَةِ».
548 – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: «كُنَّا نُصَلِّي الْعَصْرَ، ثُمَّ يَخْرُجُ الْإِنْسَانُ إِلَى بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، فَنَجِدُهُمْ يُصَلُّونَ الْعَصْرَ».
549 – حَدَّثَنَا ابْنُ مُقَاتِلٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ يَقُولُ: «صَلَّيْنَا مَعَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الظُّهْرَ، ثُمَّ خَرَجْنَا حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، فَوَجَدْنَاهُ يُصَلِّي الْعَصْرَ، فَقُلْتُ: يَا عَمِّ، مَا هَذِهِ الصَّلَاةُ الَّتِي صَلَّيْتَ؟ قَالَ: الْعَصْرُ، وَهَذِهِ صَلَاةُ رَسُولِ اللهِ ? الَّتِي كُنَّا نُصَلِّي مَعَهُ».
550 – حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ ? يُصَلِّي الْعَصْرَ، وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ حَيَّةٌ، فَيَذْهَبُ الذَّاهِبُ إِلَى الْعَوَالِي، فَيَاتِيهِمْ وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ،» وَبَعْضُ الْعَوَالِي مِنَ الْمَدِينَةِ عَلَى أَرْبَعَةِ أَمْيَالٍ، أَوْ نَحْوِهِ.
551 – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: «كُنَّا نُصَلِّي الْعَصْرَ، ثُمَّ يَذْهَبُ الذَّاهِبُ مِنَّا إِلَى قُبَاءٍ فَيَاتِيهِمْ وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ».
——————–
فوائد الباب:
1 – قوله: (باب وقت العصر) أي أوله. وترجم عليه النسائي فقال: “باب تعجيل العصر”، وترجم عليه ابن حبان في صحيحه فقال: “ذكر الوقت الذي يستحب أداء المرء فيه صلاة العصر”. وقال أيضا: “ذكر استحباب التعجيل بصلاة العصر”.
2 – قوله: (وقال أبو أسامة عن هشام من قعر حجرتها) “وفي بعض النسخ ذكر هذا بعد أن أسنده من حديث أبي ضمرة، وهو أحسن” قاله الحافظ ابن رجب في الفتح.
3 – وقد أخرجه الإسماعيلي في مستخرجه ” -قاله الحافظ ابن رجب في فتح الباري وابن الملقن في التوضيح لشرح الجامع الصحيح 6/ 169 والحافظ ابن حجر في تغليق التعليق وفي الفتح أيضا – ومن طريق الإسماعيلي أخرجه البيهقي في السنن الكبرى 2109 – من طريق أبي أُسامَة، عن هِشام، عن أبيه، عن عائشةَ قالَت: كان رسولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – يُصَلِّى العَصرَ والشَّمسُ في قَعرِ حُجرَتِي
4 – وأخرج ابن راهويه في مسنده 633 – ومن طريقه السراج في حديثه 1640 والبيهقي في السنن الكبرى 2110 – قال أخبرنا أبو معاوية، نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: يصلي العصر والشمس بيضاء في قعر حجرتي طالعة.
5 – وأخرج السراج في حديثه 1641 من طريق فُلَيْح، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: وَلَقَدْ حدثتني عائشة: (أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يصلي العصر والشمس في حُجْرَتِهَا قَبْلَ أَنْ تَظْهَرَ).
6 – حديث أم المؤمنين عائشة الصديقة بنت الصديق -رضي لله عنها-. سبق تخريجه في الباب الأول من كتاب مواقيت الصلاة وذكرنا بعض فوائده.
7 – حديث أبي برزة الأسلمي -رضي الله عنه-. قد سبق تخريجه في باب 11 وقت الظهر عند الزوال.
8 – حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه-. أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه. وأشار إليه الترمذي بقوله: وفي الباب عن أنس.
9 – حديث أنس الثاني. أخرجه البخاري ومسلم والنسائي.
10 – قال ابن بطال: “هذا الباب كله يدل على تعجيل العصر وأنه السنة”.
11 – “والمراد بهذه الأحاديث المبادرة بصلاة العصر أول وقتها؛ لأنه لا يمكن أن يذهب بعدها أميالا والشمس بعد لم تتغير بصفرة ونحوها إلا إذا صلى العصر وصار ظل كل شيء مثله، ولا يكاد يحصل أيضا إلا في الأيام الطويلة”. قاله الكرماني في الكواكب الدراري.
12 – “قال مالك، والثوري، وأبو يوسف، ومحمد، وأحمد، وإسحاق، وأبو ثور: أول وقت العصر إذا صار ظل كل شيء مثله. وقال الشافعي: أوله إذا جاوز ظل كل شيء مثله بشيء ما، حتى ينفصل من آخر وقت الظهر على ما تقدم فى الباب قبل هذا”. نقله ابن بطال في شرح صحيح البخاري.
13 – قال الترمذي في سننه: “وهو الذي اختاره بعض أهل العلم من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- منهم: عمر، وعبد الله بن مسعود، وعائشة، وأنس، وغير واحد من التابعين: تعجيل صلاة العصر وكرهوا تأخيرها. وبه يقول عبد الله بن المبارك، والشافعي، وأحمد، وإسحاق”.
14 – عن هشام، عن أبيه قال: قدم رجل على المغيرة بن شعبة، وهو على الكوفة، فرآه يؤخر العصر، فقال له: لم تؤخر العصر؟ «فقد كنت أصليها مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم أرجع إلى أهلي بني عمرو بن عوف والشمس مرتفعة». أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 3323 والحارث بن أبي أسامة في مسنده 112 وقد أكد الخطيب البغدادي كما في الأسماء المبهمة (1/ 3) أن “الرجل “الأنصاري” هو أبو مسعود عقبة بن عمرو المعروف بالبدري”.
15 – قوله: (كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي العصر والشمس لم تخرج من حجرتها). ظاهره أنه كان يداوم على ذلك.
16 – قوله: (لم تخرج من حجرتها) فيه التفات؛ وكأن عروة يقول حدثتني بذلك. يؤيده الرواية التي بعدها 546 من طريق ابن عيينة عن الزهري: (والشمس طالعة في حجرتي لم يظهر الفيء بعد).
17 – وقولها: (قبل أن تظهر) “أي: تعلو وتصير على ظهر الحجرة، قال تعالى: {فما اسطاعوا أن يظهروه} [الكهف: 97] أي: ما قدروا أن يعلوا عليه؛ لارتفاعه وإملاسه”. قاله ابن الملقن في التوضيح لشرح الجامع الصحيح.
18 – تريد: قبل أن تصعد من قاعة الدار إلى شعف الجدر وأعالي الحيطان، يقال: ظهرتُ فوق السطح إذا علوته، ومنه قول الله تعالى: {ومعارج عليها يظهرون} وقد روي من وجه آخر (قبل أن يظهر الفيء عليها). قاله أبو سليمان الخطابي في أعلام الحديث.
19 – قوله: (وبعض العوالي من المدينة على أربعة أميال أو نحوه). وعند عبد الرزاق في المصنف 2069 – ومن طريقه أخرجه أبو داود 405 – من طريق معمر ” قال الزهري: والعوالي على ميلين أو ثلاثة قال: – وأحسبه قال: وأربعة – “. وفي حديث السراج 1045 من طريق ابْن أَبِي عَبْلَةَ عَنِ الزُّهْرِيّ وفيه ” وَالْعَوَالِي مِنَ الْمَدِينَةِ ثَلاثَةُ أَمْيَالٍ. وفي سنن الدارقطني 994 ” والعوالي من المدينة على ستة أميال» “.
20 – قوله: (وقال مالك ويحيى بن سعيد وشعيب وابن أبي حفصة: والشمس قبل أن تظهر). أما حديث مالك فأسنده أبو عبد الله بعد هذا عن القعنبي عن مالك به. قاله ابن الملقن في التوضيح لشرح الجامع الصحيح.
قلت: لكنه اختصره هنا ولم يذكر اللفظة التي أشار إليها البخاري، نعم أوردها البخاري 522 في الباب الأول من هذا الكتاب كتاب مواقيت الصلاة وأبو داود في سننه 407 من طريق القعنبي أيضا، ومسلم 611 من طريق يحيى بن يحيى وهو في الموطأ 2 وفيه ” قال عروة ولقد حدثتني عائشة: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يصلي العصر والشمس في حجرتها قبل أن تظهر” انتهى.
“وأما حديث يحيى بن سعيد وهو الأنصاري فقال (الذهلي) في الزهريات: حدثنا أيوب بن سليمان بن بلال ثنا أبو بكر بن أبي أويس حدثنا سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد به. قاله الحافظ ابن حجر في تغليق التعليق.
وأما حديث شعيب وهو ابن أبي حمزة فقد وصله الطبراني في مسند الشاميين 3094 قال حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، وَأَبُو الْيَمَانِ، قَالَا: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَانَ يُصَلِّي الْعَصْرَ وَالشَّمْسُ فِي حُجْرَتِهَا قَبْلَ أَنْ تَظْهَرَ».
وأخرجه ابن الحداد في جامع الصحيحين 399 من طريق أحمد بن مَهْديٍّ قال: حدَّثنا أبو اليَمان قال: حدَّثنا شعيب به نحوه.
وأما حديث محمد بن (أبي) حفصة (فأنبأنا به محمد بن أحمد بن علي البزاز شفاها عن يونس بن أبي إسحاق أن علي بن الحسين [بن المقير] أنبأه عن أبي الكرم الشهرزوري أنا إسماعيل بن مسعدة أنا حمزة بن يوسف السهمي أنا أبو أحمد الحافظ أنا طاهر بن علي النيسابوري ثنا أحمد بن حفص بن عبد الله ثنا أبي ثنا إبراهيم بن طهمان عن محمد بن أبي حفصة عن الزهري به). قاله الحافظ ابن حجر في تغليق التعليق.
21 – قول أبي أمامة بن سهل: (صلينا مع عمر بن عبد العزيز الظهر ثم خرجنا حتى دخلنا على أنس بن مالك فوجدناه يصلي العصر، فقلت: يا عم ما هذه الصلاة التي صليت؟ قال: العصر وهذه صلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- التي كنا نصلي معه). هو ظاهر في تعجيل العصر وبيان أول وقتها.
22 – قول أنس: (هذه صلاة رسول الله التى كنا نصليها معه)، يدل على أن سنته تعجيل العصر فى أول وقتها كما ثبت فى سائر أحاديث هذا الباب. قاله ابن بطال في شرحه.
23 – وأخرجه البخاري 547 من حديث أبي برزة الأسلمي: (ويصلي العصر ثم يرجع أحدنا إلى رحله في أقصى المدينة والشمس حية). حياة الشمس: بقاء حرها لم يفتر ونقاء لونها لم يتغير. قاله أبو سليمان الخطابي في أعلام الحديث
24 – قوله في حديث أبي برزة: (كان يصلي الهجير التي تدعونها الأولى) وسميت الأولى؛ لأنها أول صلاة صلاها جبريل بسيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. قاله ابن الملقن في التوضيح.
25 – “وقد ذكر ابن عبد البر في معنى ظهور الشمس من الحجرة في هذا الحديث قولين: أحدهما: العلو …. والثاني: أن معناه خروج الشمس من قاعة الحجرة. قال: وكل شيء خرج فقد ظهر.
قلت: ورواية أبي ضمرة أنس بن عياض، عن هشام التي خرجها البخاري ها هنا تدل على هذه؛ لأنه قال في روايته: “والشمس لم تخرج من حجرتها”. وفي رواية الليث وغيره: “لم يظهر الفيء من حجرتها”. قاله الحافظ ابن رجب في الفتح.
وأما رواية أبي أسامة، عن هشام التي ذكرها البخاري – تعليقا -: “والشمس في قعر حجرتها”، فهذه الرواية تدل على أن الشمس كانت موجودة في وسط الحجرة وأرضها، لم تظهر على جدران الحجرة.
وهذه الرواية تدل على شدة تعجيل العصر أكثر من غيرها من الروايات، فإن بقية الروايات إنما تدل على بقاء الشمس في الحجرة لم تخرج منها، فيحتمل ان تكون موجودة على حيطان الحجرة قد قاربت الخروج.
ورواية أبي أسامة تدل على ان الشمس كانت موجودة في أرض الحجرة …..
وقال الإمام الشافعي: “هذا من أبين ما روي في أول الوقت لأنَّ حُجَرَ أزواجِ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- في مَوضِعٍ مُنخَفِضٍ مِنَ المَدينَة ولَيسَت بالواسِعَةِ، وذَلِكَ أقرَبُ لها مِن أن تَرتَفِعَ الشَّمسُ مِنها في أوَّلِ وقتِ العَصر “. نقله البيهقي في السنن الكبرى 21110.
26 – عن عروة قال: لقد حدثتني عائشة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان «يصلي صلاة العصر والشمس في حجرتها قبل أن تظهر، ولم يظهر الفيء من حجرتها». أخرجه عبد الرزاق في المصنف 2073 ومن طريقه السراج في حديثه 1639 قال عن ابن جريج، عن ابن شهاب، عن عروة به، وقد صرح ابن جريج بالتحديث كما عند السراج.
27 – وفي الحديث: “دليل على جواز تأخير العصر ما لم يدخل وقت الكراهة؛ فإن الصحابة فيهم من كان يؤخرها عن صلاة النبي في عهده، والظاهر: أنه كان يعلم ذلك، ويقر عليه”. قاله الحافظ ابن رجب في الفتح.
28 – “وصلاة عمر بن عبد العزيز هذه كانت بالمدينة، حيث كان أميراً من قبل الوليد، وقد تقدم أنه حينئذ لم يكن عنده علم من مواقيت الصلاة المسنونة، فكان يجري على عادة أهل بيته وعموم الناس معهم في تأخير الصلاة أحياناً، فلما بلغته السنة اجتهد حينئذ على العمل بها، ولكنه لم يعمل القيام بها على وجهها إلا في أيام خلافته، فإنه بالغ حينئذ في إقامة الحق على وجهه، ولم يترخص في شيء مما يقدر عليه، ولا أخذته في الله لومة لائم – رضي الله عنه”. قاله الحافظ ابن رجب في الفتح.
29 – قوله في حديث أنس الثاني (حدثنا ابن مقاتل) هو محمد، تابعه منصور بن أبي مزاحم كما عند مسلم 623، تابعه سويد بن نصر كما عند النسائي 509 تابعه حبان بن موسى كم عند أبي عوانة في مستخرجه 1083وابن حبان في صحيحه 1517.
30 – قوله: (سمعت أبا أمامة يقول) هو أسعدُ بن سَهْل بن حُنيفٍ أبو أمامة الأنصاريُّ، تابعه أبو سلمة كم عند النسائي 510.
تابعه خلاد بن خلاد الأنصاري كما عند ابن حبان في صحيحه 1514.
تابعه العلاء بن بن عبد الرحمن كما عند مسلم 622 بنحوه.