540، 541،542 – فتح الملك بنفحات المسك شرح صحيح البخاري.
مجموعة أبي صالح حازم وأحمد بن علي
وعدنان البلوشي وعمر الشبلي وأحمد بن خالد وأسامة الحميري وسلطان الحمادي ومحمد فارح ويوسف بن محمد السوري
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة.
مراجعة سيف بن غدير النعيمي
وعبدالله البلوشي أبي عيسى
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وأن يبارك في ذرياتهم وذرياتنا)
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
11 – بَابٌ: وَقْتُ الظُّهْرِ عِنْدَ الزَّوَالِ. وَقَالَ جَابِرٌ: كَانَ النَّبِيُّ ? يُصَلِّي بِالْهَاجِرَةِ.
540 – حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: «أَنَّ رَسُولَ اللهِ ? خَرَجَ حِينَ زَاغَتِ الشَّمْسُ، فَصَلَّى الظُّهْرَ، فَقَامَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَذَكَرَ السَّاعَةَ، فَذَكَرَ أَنَّ فِيهَا أُمُورًا عِظَامًا، ثُمَّ قَالَ: مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَسْأَلَ عَنْ شَيْءٍ فَلْيَسْأَلْ، فَلَا تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إِلَّا أَخْبَرْتُكُمْ، مَا دُمْتُ فِي مَقَامِي هَذَا. فَأَكْثَرَ النَّاسُ
فِي الْبُكَاءِ، وَأَكْثَرَ أَنْ يَقُولَ: سَلُونِي. فَقَامَ عَبْدُ اللهِ بْنُ حُذَافَةَ السَّهْمِيُّ فَقَالَ: مَنْ أَبِي؟ قَالَ: أَبُوكَ حُذَافَةُ. ثُمَّ أَكْثَرَ أَنْ يَقُولَ: سَلُونِي. فَبَرَكَ عُمَرُ عَلَى رُكْبَتَيْهِ، فَقَالَ: رَضِينَا بِاللهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا، فَسَكَتَ. ثُمَّ قَالَ: عُرِضَتْ عَلَيَّ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ آنِفًا، فِي عُرْضِ هَذَا الْحَائِطِ، فَلَمْ أَرَ كَالْخَيْرِ وَالشَّرِّ».
541 – حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي الْمِنْهَالِ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ: «كَانَ النَّبِيُّ ? يُصَلِّي الصُّبْحَ، وَأَحَدُنَا يَعْرِفُ جَلِيسَهُ، وَيَقْرَأُ فِيهَا مَا بَيْنَ السِّتِّينَ إِلَى الْمِائَةِ، وَيُصَلِّي الظُّهْرَ إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ، وَالْعَصْرَ وَأَحَدُنَا يَذْهَبُ إِلَى أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجَعَ وَالشَّمْسُ حَيَّةٌ، وَنَسِيتُ مَا قَالَ فِي الْمَغْرِبِ، وَلَا يُبَالِي بِتَأْخِيرِ الْعِشَاءِ إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ، ثُمَّ قَالَ إِلَى شَطْرِ اللَّيْلِ وَقَالَ مُعَاذٌ: قَالَ شُعْبَةُ: ثُمَّ لَقِيتُهُ مَرَّةً فَقَالَ: أَوْ ثُلُثِ اللَّيْلِ».
542 – حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، يَعْنِي ابْنَ مُقَاتِلٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: حَدَّثَنِي غَالِبٌ الْقَطَّانُ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: «كُنَّا إِذَا صَلَّيْنَا خَلْفَ رَسُولِ اللهِ ? بِالظَّهَائِرِ، فَسَجَدْنَا عَلَى ثِيَابِنَا اتِّقَاءَ الْحَرِّ».
——————————–
فوائد الباب:
1 – قوله: (باب وقت الظهر) أي ابتداؤه، وقوله: (عند الزوال) أي زوال الشمس وهو ميلها إلى جهة المغرب. قاله الحافظ ابن حجر في الفتح.
2 – وترجم عليه النسائي فقال: “باب أول وقت الظهر”.
3 – وترجم عليه النووي في شرحه لصحيح مسلم فقال: “باب استحباب تقديم الظهر في أول الوقت في غير شدة الحر”.
4 – وابتدأ البخاري بتقديم وقت صلاة الظهر على غيرها من الصلوات؛ لأن جبريل -عليه السلام- حين نزل عمليا بتحديد أوقات الصلوات ابتدأ بها.
5 – قوله: (وقال جابر: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يصلي بالهاجرة) وصله البخاري في باب وقت المغرب عن محمد بن عمرو بن الحسن بن علي قال: قدم الحجاج؛ فسألنا جابر بن عبد الله فقال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يصلي الظهر بالهاجرة. رواه البخاري 560 ومسلم 646 وأبو داود 397 والنسائي 527.
6 – حديث أنس سبق تخريجه في كتاب العلم باب 29 من برك على ركبتيه عند الإمام أو المحدث وذكرنا الطيب من فوائده.
7 – حديث أبي برزة -رضي الله عنه-. أخرجه البخاري ومسلم 647 وأبو داود 398 والنسائي 495 وابن ماجه 674.
8 – حديث أنس الثاني في آخر الباب. أخرجه الستة.
9 – قوله: (أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خرج حين زاغت الشمس فصلى الظهر) هذا هو موضع الشاهد. وفي حديث أبي برزة ثاني أحاديث الباب: “ويصلي الظهر إذا زالت الشمس”.
10 – عن جابر بن سمرة قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يصلي الظهر إذا دحضت الشمس”. رواه مسلم 618 وأبو داود والنسائي وابن ماجه 673.
11 – عن عبد الله بن عمرو: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: وقت الظهر إذا زالت الشمس وكان ظل الرجل كطوله ما لم يحضر العصر. رواه مسلم 612 من طريق همام حدثنا قتادة عن أبي أيوب عن عبد الله بن عمرو به. وفي رواية عنده من طريق حجاج بن حجاج عن قتادة: “وقت صلاة الظهر إذا زالت الشمس عن بطن السماء ما لم يحضر العصر”. تابعه شعبة عن قتادة كما عند أبي داود 396 والنسائي 522 وفي السنن الكبرى 1512.
12 – عن سليمان بن بريدة عن أبيه عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: أن رجلا سأله عن وقت الصلاة فقال له: صل معنا هذين -يعني اليومين- فلما زالت الشمس أمر بلالا فأذن ثم أمره فأقام الظهر …. فلما أن كان اليوم الثاني أمره فأبرد بالظهر فأبرد بها فأنعم أن يبرد بها”. رواه مسلم 613 والترمذي 152 والنسائي 519 وابن ماجه 667.
13 – عن جابر قال: سأل رجل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن مواقيت الصلاة؛ فقال: صل معي فصلى الظهر حين زاغت الشمس ….. ثم صلى الظهر حين كان فيء الإنسان مثله. رواه النسائي 504 وأورده الشيخ مقبل -رحمه الله تعالى- في الصحيح المسند 208، أي ذكر أول الوقت وآخره. فعلم من ذلك أن أول الوقت عند الزوال.
14 – “أجمع أهل العلم على أن أول وقت الظهر زوال الشمس”. قاله ابن المنذر في الأوسط.
15 – “أجمع العلماء على أن أول وقت الظهر زوال الشمس وممن كان يصليها عند الزوال أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعلى بن أبي طالب، وابن مسعود وجابر بن عبد الله، وروى إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة قالت: ما رأيت أحدا كان أشد تعجيلا للظهر من الرسول وأبي بكر وعمر، وكتب عمر إلى أبي موسى: أن صل الظهر حين تزيغ الشمس، وقال إبراهيم: كنا نصلي الظهر مع علقمة أحيانا نجد ظلا نجلس فيه، وأحيانا لا نجد ظلا نجلس فيه. وذكر ذلك كله ابن أبي شيبة. قاله ابن بطال في شرح صحيح البخاري.
16 – عن مسروق، قال: صلى بنا عبد الله بن مسعود الظهر حين زالت الشمس. ثم قال: هذا، والذي لا إله غيره، وقت هذه الصلاة. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 3285 قال حدثنا وكيع، قال: حدثنا الأعمش، عن عبد الله بن مرة، عن مسروق به.
17 – عن ميمون بن مهران؛ أن سويد بن غفلة: كان يصلي الظهر حين تزول الشمس. فأرسل إليه الحجاج لا تسبقنا بصلاتنا، فقال سويد: قد صليتها مع أبي بكر وعمر هكذا، والموت أقرب إلي من أن أدعها. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 3290 قال حدثنا كثير بن هشام، عن جعفر بن برقان، قال: حدثني ميمون بن مهران به.
18 – قال ابن بطال: “فهذا يدل أنه لم يكن يبرد بالصلاة في الحر كله؛ لأن (ربما) تقع للتقليل، وإنما كان يفعل ذلك في النادر، وليدل أمته على أن ما أمرهم به من الإبراد قد يفعله هو أيضا، وإن كان أكثر دهره يعجل الصلاة ولا يبرد بها، وأنهم مخيرون بالأخذ بأي ذلك شاءوا. فمن أراد الأفضل، كان له التعجيل، ومن أراد الأخذ بالرخصة كان له الإبراد”.
19 – زيغ الشمس: ميلها. وهو عبارة عن زوالها. قاله الحافظ ابن رجب في الفتح.
20 – والحديث يدل على أنه (صلى الظهر في ذلك اليوم حين زالت الشمس من غير مهلة، لكن هل كانت تلك عادته في صلاة الظهر، أم عجلها ذلك اليوم لأمر حدث حتى يخبرهم به، ولذلك خطبهم وذكر الساعة؟. قاله الحافظ ابن رجب في الفتح.
21 – قوله في حديث أبي برزة: (يصلي الظهر إذا زالت الشمس) الغرض منه ها هنا صلاة الظهر، وأنه كان يصليها إذا زالت الشمس، وهذا يدل على مداومته على ذلك، أو على كثرته وتكراره، وهذا هو الأغلب في استعمال: ” كان فلان يفعل”. وإنما يقع ذلك لغير التكرار نادراً. قاله الحافظ ابن رجب في الفتح.
22 – وعند البخاري 547 و599 والنسائي 525 وابن ماجه 674 واللفظ له من طريق عوف بن أبي جميلة: ” كَانَ النَّبِيُّ – صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – يُصَلِّي صَلَاةَ الْهَجِيرِ الَّتِي تَدْعُونَهَا الظُّهْرَ، إِذَا دَحَضَتْ الشَّمْسُ”.
23 – قوله في حديث أبي برزة: (والشمس حية) حياة الشمس: بقاء حرها لم يفتر ونقاء لونها لم يتغير. قاله أبو سليمان الخطابي في أعلام الحديث.
24 – قول أنس في الحديث الثاني: (كنا إذا صلينا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالظهائر سجدنا على ثيابنا اتقاء الحر). فيه: دليل على أن صلاة الظهر كانت تصلى في حال شدة حر الحصى الذي يسجد عليه. قاله الحافظ ابن رجب في الفتح.
25 – قوله: (بالظهائر) الظهائر جمع الظهيرة، وهي شدة الحر. قاله ابن الأثير كما في جامع الأصول.
26 – قوله في حديث أبي برزة: (كان … يصلي الظهر إذا زالت الشمس). وعند ابن ماجه 674 من طريق عوف بن أبي جميلة ” كَانَ النَّبِيُّ – صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – يُصَلِّي صَلَاةَ الْهَجِيرِ الَّتِي تَدْعُونَهَا الظُّهْرَ، إِذَا دَحَضَتْ الشَّمْس”.
27 – قوله: (حدثنا حفص بن عمر) تابعه آدم كما عند البخاري 771 تابعه خالد بن الحارث كما عند مسلم 647 والنسائي 495 تابعه معاذ كما عند مسلم 647.
28 – قوله: (حدثنا شعبة) تابعه عوف بن أبي جميلة كما عند البخاري 547 تابعه حماد بن سلمة كما عند مسلم 647.