54 – رياح المسك العطرة بمشاركات الأصحاب المباركة على صحيح البخاري
مجموعة أبي صالح حازم وأحمد بن علي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
مراجعة سيف بن غدير النعيمي
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وأن يبارك في ذرياتهم وذرياتنا)
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
باب ما جاء إن الأعمال بالنية والحسبة ولكل امرئ ما نوى فدخل فيه الإيمان والوضوء والصلاة والزكاة والحج والصوم والأحكام وقال الله تعالى {قل كل يعمل على شاكلته} على نيته نفقة الرجل على أهله يحتسبها صدقة وقال ولكن جهاد ونية
54 – حدثنا عبد الله بن مسلمة قال أخبرنا مالك عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم عن علقمة بن وقاص عن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الأعمال بالنية ولكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه
55 – حدثنا حجاج بن منهال قال حدثنا شعبة قال أخبرني عدي بن ثابت قال سمعت عبد الله بن يزيد عن أبي مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا أنفق الرجل على أهله يحتسبها فهو له صدقة
56 – حدثنا الحكم بن نافع قال أخبرنا شعيب عن الزهري قال حدثني عامر بن سعد عن سعد بن أبي وقاص أنه أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها حتى ما تجعل في في امرأتك
فوائد الباب:
1 – … غرضه فى هذا الباب أيضا الرد على من زعم من المرجئة أن الإيمان قول باللسان دون عقد بالقلب؛ ألا ترى أنه (صلى الله عليه وسلم) لم يقتصر على قوله: الأعمال بالنيات، ولكل امرئ ما نوى -، وإن كان ذلك كافيا فى البيان عن أن كل ما لم تصحبه نية من الأعمال فهو ساقط غير معتد به، حتى أكد ذلك ببيان آخر فقال: من كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه -. ومثله حديث ابن مسعود: إذا أنفق الرجل على أهله وهو يحتسبها فهو له صدقة -. وحديث سعد: إنك لن تنفق نفقة تبتغى بها وجه الله إلا أجرت عليها -، ألا ترى أنه جعل الأجر فى هذين الحديثين المنفق على أهله بشرط احتساب النفقة عليهن، وإرادة وجه الله بذلك. وبهذا المعنى نطق التنزيل، قال تعالى: (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين) [البينة: (5)] الآية.
قاله ابن بطال في شرح البخاري 1/ 119
2 – قوله (الأعمال بالنية) فيه من الفقه تصحيح قول من قال: كل عامل عملا، فإنه بين العامل وبين ربه على ما صرفه إليه بنيته ونواه بقلبه، لا على ما يبدو لعين من يراه.
وبيان فساد قول من قال: إذا غسل الغاسل أعضاء الوضوء وهو ينوى تعليم جاهل، أو تبردا من حم أصابه، أو تطهيرها من نجاسة، لا يقصد بغسلها أداء فرض الصلاة عليه، أنه مؤد بذلك فرض الله الذى لزمه.
وأن من صام رمضان بنية قضاء نذر عليه، أو نية تطوع، أنه يجزيه عن فرض شهر رمضان.
وكذلك من حج عمن لم يحج قبل عن نفسه، فنوى الحج عن غيره أن يجزئه عن فرض الحج عن نفسه، إذ كان (صلى الله عليه وسلم) جعل عمل كل عامل مصروفا إلى ما صرفه إليه بنيته، وأراده بقلبه فيما بين وبين ربه. اهـ
قاله الطبري على ما نقله ابن بطال في شرحه
3 – قوله (والحسبة) أصل الحسبة بالكسر الأجرة والاحتساب طلب الأجر من الله تعالى قاله الحافظ ابن حجر في الفتح. أي غرض البخاري أن احتساب الأجر والثواب لا يقدح في النية بل هو متداخل في معناها ومن أجل ذلك أدخل البخاري قوله ” والحسبة” بين قوله ” الأعمال بالنية ” وبين قوله ” ولكل امرئ ما نوى” بل فيه نكتة بديعة قلتها تفقها فإن قوله ” الأعمال – إنما هي محتسبة – بالنية ولكل امرئ ما نوى”.
4 – قوله: (الأحكام) أي بتمامها فيدخل فيه تمام المعاملات والمناكحات والجراحات إذ يشترط في كلها القصد إليه ولهذا لو سبق لسانه من غير قصد إلى بعت ورهنت وطلقت ونكحت لم يصح شيء منها. قاله الكرماني في الكواكب الدراري.
5 – قوله (قال الله تعالى قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ) وتكملة الآية “فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلًا (84) ”
6 – وَأخرج وكيع وهناد في الزهد والإمام أحمد كما في العلل ومعرفة الرجال، وكذا علقه المزي في تهذيب الكمال -كما في ترجمة الحسن بن يزيد -، عَن الْحسن رحمه الله تعالى -أي البصري- فِي قَوْله: {على شاكلته} قَالَ: على نِيَّته فيه أبو يونس قيل هو الحسن بن يزيد القوي وقيل هو مبارك بن حسان وعزاه السيوطي لابن المنذر أيضا كما في الدر المنثور أما القوي فثقة وأما المبارك بن حسان فلين الحديث كما قال الحافظ في التقريب – وأنا أميل إلى أن الراوي هنا المبارك صرح بذلك الإمام أحمد – وأخرجه حنبل بن إسحق كما في جزئه 38 ومن طريقه الأبنوسي كما في مشيخته وابن بشران في أماليه 1568 من طريق آخر عن الحسن به وإسناده حسن وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير في ترجمة المبارك بن حسان عن معاوية بن قرة وقيل “على ناحيته” رواه ابن جرير الطبري في تفسيره من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما وعن مجاهد كذلك أخرجه الطبري في تفسيره بإسناد صحيح عنه. وذكره البخاري في تفسير سورة النحل من صحيحه وقال في تفسير سورة الإسراء ” {شاكلته} ناحيته وهي من شكله”. وعن قتادة قال: يقول على ناحيته وعلى ما ينوي أخرجه الطبري بإسناد صحيح عنه.
7 – قال تعالى: (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين) [البينة: 5] الآية وتعلق الآية بالباب واضح وهو قوله تعالى (مخلصين له الدين)
8 – حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه سبق شرحه في الباب الأول
9 – قوله (نفقة الرجل على أهله يحتسبها صدقة) هذا بعض حديث أبي مسعود البدري رضي الله عنه ثاني أحاديث الباب وهو اللفظ الوارد في مسند الإمام أحمد 22347 هذا هو موضع الشاهد من الحديث وهو احتساب أجر النفقة وهذا من فضل الله الواسع
10 – حديث أبي مسعود الأنصاري البدري رضي الله عنه أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي
11 – فيه رواية صحابي أنصاري عن صحابي أنصاري عبد الله بن يزيد عن أبي مسعود رضي الله عنهما
12 – فيه رواية قريب عن قريبه عدي بن ثابت عن جده لأمه عبد الله بن يزيد.
13 – قال النووي في أبي مسعود رضي الله عنه ” قال الجمهور سكن بدرا ولم يشهدها مع النبي صلى الله عليه وسلم وقال الزهري والحكم ومحمد بن إسحاق التابعيون والبخاري شهدها” قلت لذا أورد البخاري هذا الحديث في باب من شهد بدرا من صحيحه.
14 – فيه ما جاء في النفقة على الأهل وأشار النسائي في تبويبه أنها من أفضل الصدقة.
15 – حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أحد العشرة رواه الستة بعضهم مطولا وبعضهم مختصرا وهو هنا مختصر وذكره البخاري مطولا في موضع آخر
16 – فيه حسن العشرة وإليه الإشارة بقوله (حتى ما تجعل في في امرأتك)
17 – “فيه أن الإنفاق على العيال يثاب عليه إذا قصد به وجه الله تعالى ” قاله النووي رحمه الله تعالى في شرحه على صحيح مسلم
18 – “وفيه أن المباح إذا قصد به وجه الله تعالى صار طاعة ويثاب عليه وقد نبه صلى الله عليه وسلم على هذا بقوله صلى الله عليه وسلم حتى اللقمة تجعلها في في امرأتك لأن زوجة الإنسان هي من أخص حظوظه الدنيوية وشهواته وملاذه المباحة” قاله النووي في شرحه
19 – “وإذا وضع اللقمة في فيها، فإنما يكون ذلك في العادة عند الملاعبة، والملاطفة، والتلذذ بالمباح، فهذه الحالة أبعد الأشياء عن الطاعة وأمور الآخرة ومع هذا فأخبر صلى الله عليه وسلم أنه إذا قصد بهذه اللقمة وجه الله تعالى حصل له الأجر بذلك فغير هذه الحالة أولى بحصول الأجر إذا أراد وجه الله تعالى” قاله النووي في شرحه.
20 – فيه ” باب أن يترك ورثته أغنياء خير من أن يتكففوا الناس” قاله البخاري.
21 – شرح حديث سعد رضي الله عنه بطوله فيأتي في موضعه بإذن الله وهنا اكتفينا بموضع الشاهد وقد ذكره البخاري هنا مختصرا