54 التعليق على الصحيح المسند
مشاركة ابراهيم البلوشي وأبي عيسى البلوشي وهشام السوري وعبدالله المشجري وخميس العميمي و أبي علي راشد الحوسني وأبي سالم محمد الكربي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وذرياتهم وذرياتنا)
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
الصحيح المسند
54 – قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 3 ص 140): حدثنا زيد بن الحباب حدثنا حسين بن واقد حدثني ثابت البناني حدثني أنس بن مالك قال: [ص: 65] كنت جالسًا عند رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذ مر رجل فقال رجل من القوم يا رسول الله إني لأحب هذا الرجل قال «هل أعلمته ذلك؟» قال لا فقال «قم فأعلمه» قال فقام إليه فقال يا هذا والله إني لأحبك في الله قال أحبك الذي أحببتني له.
قال الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله: هذا حديث حسنٌ.
* وقال معمر بن راشد رحمه الله في “الجامع” كما في آخر “مصنف عبد الرزاق” (ج 11 ص 200): عن الأشعث بن عبد الله عن أنس بن مالك قال: مر رجل بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وعنده ناس فقال رجل ممن عنده إني لأحب هذا لله فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم «أعلمته؟» قال لا قال «فقم إليه فأعلمه» فقام إليه فأعلمه فقال أحبك الذي أحببتني له قال ثم رجع إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأخبره بما قال فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم «أنت مع من أحببت ولك ما احتسبت».
قال الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله: هذا حديث صحيحٌ.
————————–
أولاً: دراسة الحديث رواية:
* أورد النسائي هذا الحديث في عمل اليوم والليلة في باب ما يقول لأخيه إذا قال إني أحبك برقم 182 من طريق الحسين بن واقد ثم قال: خَالفه حَمَّاد بن سَلمَة ثم أورد الحديث من طريق حماد بن سلمة عن ثابت عن حبيب بن أبي سبيعة الضبعي عن الحارث أن رجلا كان عند النبي صلى الله عليه وسلم … ثم قال رحمه الله: ” وَهَذَا الصَّوَاب عندنَا وَحَدِيث حُسَيْن بن وَاقد خطأ وَحَمَّاد بن سَلمَة أثبت وَالله أعلم بِحَدِيث ثَابت (من) حُسَيْن بن وَاقد وَالله أعلم “.
وقال الشيخ سيف في مجموعة السلام في شرح الصحيح المسند 1110: ” وورد عن أنس: ورجح الدارقطني والنسائي طريق حماد بن سلمة عن ثابت عن حبيب بن أبي سبيعه الضبعي عن الحارث أن رجلا كان عند النبي صلى الله عليه وسلم ….. خلافا لمن قال عن ثابت عن أنس. . وحديث أنس هو في الصحيح المسند. 54 مرجوح وكذلك رجح ابوحاتم حديث حماد بن سلمة عن ثابت عن حبيب بن سبيعة الضبعي عن رجل حدثه عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل.
قال ابوحاتم هذا أشبه وهو الصحيح وذاك لزم الطريق. ونقل ذلك صاحب الدراية في الذيل على أحاديث معلة
وذكر البخاري الخلاف على حماد بن سلمة ثم أخيرا ذكر الرواية المرسلة عن سبيعة بن حبيب الضبعي عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا. انتهى من التاريخ الكبير 2607.
وبقي عندنا طريق معمر التي ذكرها الشيخ مقبل سالمه من التعليل
وقيل عن حارث عن رجل حدثه بهذا، قال ابوحاتم: حبيب بن سبيعة روى عن رجل له صحبة. يقال اسمه الحارث. تهذيب الكمال وفي حاشية تهذيب الكمال أنظر الجرح والتعديل لولده 3/ الترجمه 472.
وراجعت الجرح والتعديل: 472: حبيب بن سبيعة روى عن رجل له صحبة يقال اسمه الحارث روى عنه ثابت البناني سمعت أبي يقول ذلك.
بينما قيل لابن معين حبيب بن سبيعة عن الحارث. من الحارث هذا؟ قال: لا أدري.
وجزم ابن حجر بأنه صحابي في التقريب.
* الحديث أخرجه المقدسي في المختارة برقم 1619 وقال فيه: ” أخرجه الإمام أحمد في مسنده قال الدارقطني رواه حسين بن واقد وعبد الله بن الزبير الباهلي وهكذا ورواه حماد بن سلمة عن ثابت عن حبيب بن سبيعة عن الحارث عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والقول قول حماد قلت فقد رواه مؤمل وحماد عن ثابت عن أنس وقد روى مسلم في صحيحه من رواية هشام بن القاسم عن سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي يوم القيامة باب الجنة الحديث ورواه ابن المبارك عن سليمان بن المغيرة عن ثابت مرسلا”.
* وقال محققو المسند (19/ 418): إسناده صحيح على شرط مسلم.
* أخرج البخاري في الأدب المفرد 79 عن مجاهد قال: ” لقيني رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فأخذ بمنكبي من ورائي قال: أما إني أحبك، قلت: أحبك الذي أحببتني له، فقال: لولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” إذا أحب الرجل الرجل فليخبر أنه أحبه ” وهو في السلسلة الصحيحة برقم 418، وقال الشيخ الألباني بعد أن حسّن الحديث قال: ” و للحديث شاهد آخر من حديث أنس قال:” كنت جالسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ مر رجل، فقال رجل من القوم: يا رسول الله إني لأحب هذا الرجل، قال: هل أعلمته ذلك؟ قال: لا، فقال: قم فأعلمه، قال: فقام إليه فقال: يا هذا و الله إني لأحبك في الله، قال:
أحبك الذي أحببتني له “.
رواه أحمد (3/ 140 – 141): حدثنا زيد بن الحباب حدثنا حسين بن واقد:
حدثنا ثابت البناني حدثني أنس بن مالك. و هذا سند صحيح على شرط مسلم.
و صححه ابن حبان (2513) من طريق أخرى عن الحسين. و أخرجه أبو داود (2/ 333) و الحاكم (4/ 171) و أحمد أيضا (3/ 150) من طريق المبارك بن فضالة عن ثابت به.
وقال الحاكم: صحيح الإسناد. و وافقه الذهبي. قلت: فالحديث بهذه الشواهد صحيح بلا ريب.
* أخرج الطبراني في الأوسط 2994 حديث أنس من طريق عبدالرزاق أنا معمر عن الأشعث بن عبدالله عن أنس مرفوعا ثم قال: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ إِلَّا مَعْمَرٌ.
ثانياً: دراسة الحديث درايةً:
* جاء في سنن الترمذي حديث أنس بن مالك من طريق الأشعث عن الحسن عن أنس مرفوعا بلفظ: «المَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ وَلَهُ مَا اكْتَسَبَ» ثم قال الترمذي: وَفِي البَاب عَنْ عَلِيٍّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَصَفْوَانَ بْنِ عَسَّالٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي مُوسَى: «هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ الحَسَنِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الحَدِيثُ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» وقال الشيخ الألباني: صحيح بلفظ “أنت مع من أحببت ولك ما احتسبت”.
* جاء عن المقدام بن معد يكرب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إذا أحبّ أحدكم أخاه فليخبره أنّه يحبّه» أخرجه أبو داود 5124 وصححه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة (1/ 703) وهو في الصحيح المسند 1143.
* أرقام الأحاديث التي في الصحيح المسند التي تتكلم عن الحب في الله:
• حديث الباب 54.
• 505 حديث صفوان بن عسال وفيه: «المرء مع من أحب».
• 719 عن ابن عمر مرفوعا «أسامة أحب الناس إلي» ما حاشا فاطمة ولا غيرها.
• 783 عن عبد الله بن عمرو بن العاص: يبلغ به النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: «من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا فليس منا».
• 1107 عن معاذ بن جبل: أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أخذ بيده وقال «يا معاذ والله إني لأحبك» فقال «أوصيك يا معاذ لا تدعن في دبر كل صلاة تقول اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك».
- 1110 عن أبي مسلم الخولاني وفيه «المتحابون في الله على منابر من نور في ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله» وفيه أيضا «حقت محبتي للمتحابين في وحقت محبتي للمتباذلين في وحقت محبتي للمتزاورين في والمتحابون في الله على منابر من نور في ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله».
• 1143 عن المقدام بن معدي كرب وقد كان أدركه: عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال «إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه».
• 1411 عن أبي هريرة قال: أتى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم رجل ومعه صبي فجعل يضمه إليه فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم «أترحمه؟» قال نعم قال «فالله أرحم بك منك به وهو أرحم الراحمين».
• 1433 عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «إن من عباد الله عبادًا يغبطهم الأنبياء والشهداء» قيل: من هم لعلنا نحبهم؟ قال: «هم قوم تحابوا بنور الله من غير أرحام ولا أنساب وجوههم نور على منابر من نور لا يخافون إن خاف الناس ولا يحزنون إن حزن الناس» ثم قرأ: {ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون}.
• أورد في الجامع الصحيح 3573 حديث عبد الله قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: لو أن رجلين دخلا في الإسلام فاهتجرا كان أحدهما خارجا من الإسلام حتى يرجع الظالم. ولكن الشيخ أورده في أحاديث معلة برقم 307.
• وأورد في الجامع الصحيح 3578 عَنْ أَبِي ذَرٍّ، أَنَّهُ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: الرَّجُلُ يُحِبُّ الْقَوْمَ، وَلَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَعْمَلَ كَعَمَلِهِمْ، قَالَ: «أَنْتَ يَا أَبَا ذَرٍّ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ»، قَالَ: فَإِنِّي أُحِبُّ اللَّهَ، وَرَسُولَهُ، قَالَ: «فَإِنَّكَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ» قَالَ: فَأَعَادَهَا أَبُو ذَرٍّ فَأَعَادَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قال الشوكاني في تحفة الذاكرين ص (289): (وإذا قيل له إني أحبك قال أحبك الذي أحبتني له (س. د. حب)) // الحديث أخرجه النسائي وأبو داود وابن حبان كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أنس رضي الله عنه قال كنت جالسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ مر رجل فقال رجل من القوم يا نبي الله والله إني لأحب هذا الرجل فقال هل أعلمته ذلك قال لا قال قم فأعلمه فقام إليه فقال يا هذا والله إني لأحبك فقال أحبك الذي أحببتني له هذا لفظ النسائي وصحح هذا الحديث ابن حبان وفيه مشروعية الإعلام بالحب لأن في ذلك بعثا على الوداد من الجانب الآخر وبه يكون التراحم والتعاطف وينبغي أن يكون الجواب كما تضمنه الحديث ومن أحبه الله سبحانه وتعالى فقد فاز.
* قال المناوي رحمه الله: ((فليخبره أنه يحبه لله)) فليخبره بمحبته له ندبا، بأن يقول له: إني أحبك لله. أي: لا لغيره من إحسان أو غيره، فإنه أبقى للألفة، وأثبت للمودة، وبه يتزايد الحب ويتضاعف، وتجتمع الكلمة، وينتظم الشمل بين المسلمين، وتزول المفاسد والضغائن. وهذا من محاسن الشريعة” انتهى. “فيض القدير” (1/ 319).
* قال الصنعاني رحمه الله في التنوير شرح الجامع الصغير (1/ 504): ” (إذا أحب أحدكم صاحبه فليأته في منزله فليخبره أنه يحبه لله) قيده بقيدين أن يكون الإخبار في منزله وأن يبين أن الحب لله لا لغرض آخر”.
* قال الشيخ عبدالمحسن العباد في شرح سنن أبي داود (29/ 150): ” أي: أن الإنسان إذا أحب رجلاً في الله، فإنه يخبره بمحبته إياه في الله؛ وذلك لأنه يكون في ذلك التواد، ويكون في ذلك السرور والفرح. ومعلوم أن الحب في الله والبغض في الله من أوثق عرى الإيمان، وقد جاءت أحاديث كثيرة تدل على فضل المحبة في الله، ومن بين ذلك الحديث الذي فيه ذكر السبعة الذين يظلهم الله في ظله: (ورجلان تحابا في الله اجتمعا على ذلك وتفرقا عليه). وقد أورد أبو داود تحت هذا الباب حديث المقدام بن معد يكرب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه). قوله: [(فليخبره)]. الذي يبدو أن الإخبار على الاستحباب. ”
* ينظر شرح الصحيح المسند برقم 1110 عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيِّ مرفوعا وفيه قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((الْمُتَحَابُّونَ فِي اللَّهِ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ)). وفيه قول الله عزوجل في الحديث القدسي ((حَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ، وَالْمُتَحَابُّونَ فِي اللَّهِ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ)).
وذكروا في شرح الحديث ما يلي على سبيل الاختصار:
• شرح وفقه الحديث.
• فوائد الحديث. (وذكروا فيه أربع فوائد).
• من حقوق المحبة في الله. (وذكروا تحته ثمانية حقوق للمحبة في الله)
• كيفية التعامل مع من تحب في الله. (ذكروا أمرين)
• أنواع المحبة وأن منها المحبة الشرعية (وهي أقسام ثلاثة) ومنها المحبة المحرمة (وذكروا نوعين المحبة الشركية والمحرمة التي هي دون الشرك).
• حقيقة محبة الله عزوجل.
• طرق الوصول إلى محبته سبحانه وتعالى.
- درجات محبة الله عزوجل (وأن منها الدرجة الواجبة والمستحبة).
• أسباب وعلامات نيل محبة الله عزوجل (وذكرة الأسباب العشرة التي ذكرها ابن القيم رحمه الله) وزادوا عليها عشرة أسباب أخرى.
• الثمرات العظيمة لمحبة الله لعبده (وذكروا تحتها ست ثمرات).
• صفات الصديق أو الأخ المرجو في هذا الزمان.
• إذا أحب أحد أخاه هل يقول له ذلك وما حكم ذلك وما ثمار ذلك.
• حقوق الحب في الله تعالى (وذكروا تحته كلام العلامة ابن باز رحمه الله)
• كلمة في الحب في الله والاعتصام بحبله (ونقلوا كلمة للشيخ ربيع المدخلي حفظه الله).* قال الخطابي في معالم السنن (4/ 149): ” معناه الحث على التودد والتألف وذلك أنه إذا أخبره بأنه يحبه استمال بذلك قلبه واجتلب به وده.
وفيه أنه إذا علم أنه محب له وواد قبل نصحه ولم يرد عليه قوله في عيب إن أخبره به عن نفسه أو سقطة إن كانت منه فإذا لم يعلم ذلك منه لم يؤمن أن يسوء ظنه فيه فلا يقبل قوله ويحمل ذلك منه على العداوة والشنآن والله أعلم”.* قال البغوي في شرح السنة (13/ 67): “وفيه أنه إذا علم أنه محب له، قبل نصحه فيما دله عليه من رشده، ولم يرد قوله فيما دعاه إليه من صلاح خفي عليه باطنه.
قال ابن عمر: ليس المعرفة أن تعرف الرجل بوجهه حتى تعرف اسمه واسم أبيه، وإذا مات، شهدت جنازته”.* بوب النووي في رياض الصالحين باب فضل الحب في الله والحث عليه وإعلام الرجل من يحبه أنه يحبه وماذا يقول له إذا أعلمه، وأورد تحته آيتين وعدة أحاديث:
• قال الله تعالى {محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم} إلى آخر السورة
• وقال تعالى {والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم} - عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار متفق عليه.
• وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله … ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه … متفق عليه
• وعنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله تعالى يقول يوم القيامة أين المتحابون بجلالي اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي رواه مسلم.
• وعنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أو لا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم رواه مسلم
• وعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلا زار أخا له في قرية أخرى فأرصد الله له على مدرجته ملكا وذكر الحديث إلى قوله إن الله قد أحبك كما أحببته فيه رواه مسلم
• وعن أبي إدريس الخولاني رحمه الله قال دخلت مسجد دمشق فإذا فتى براق الثنايا وإذا الناس معه فإذا اختلفوا في شيء أسندوه إليه وصدروا عن رأيه فسألت عنه فقيل هذا معاذ بن جبل رضي الله عنه فلما كان من الغد هجرت فوجدته قد سبقني بالتهجير ووجدته يصلي فانتظرته حتى قضى صلاته ثم جئته من قبل وجهه فسلمت عليه ثم قلت والله إني لأحبك لله فقال الله فقلت ألله فقال آلله فقلت ألله فأخذني بحبوة ردائي فجبذني إليه فقال أبشر فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله تعالى وجبت محبتي للمتحابين في والمتجالسين في والمتزاورين في والمتباذلين في حديث صحيح رواه مالك في الموطأ بإسناده الصحيح
- عن أبي كريمة المقداد بن معد يكرب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن
• وعن معاذ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيده وقال يا معاذ والله إني لأحبك ثم أوصيك يا معاذ لا تدعن في دبر كل صلاة تقول اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك حديث صحيح رواه أبو داود والنسائي بإسناد صحيح
• وعن أنس رضي الله عنه أن رجلا كان عند النبي صلى الله عليه وسلم فمر به فقال يا رسول الله إني لأحب هذا …. رواه أبو داود بإسناد صحيح
– علق الشيخ ابن عثيمين رحمه الله على هذه الأدلة في شرحه لرياض الصالحين: ” هذه الأحاديث كلها في بيان المحبة وأن الإنسان ينبغي له أن يكون حبه لله وفي الله وفي هذا الحديث الذي ذكره المؤلف رحمه الله حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أفلا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم ففي هذا دليل على أن المحبة من كمال الإيمان وأنه لا يكمل إيمان العبد حتى يحب أخاه وأن من أسباب المحبة أن يفشي الإنسان السلام بين إخوانه أي يظهره ويعلنه ويسلم على من لقيه من المؤمنين سواء عرفه أو لم يعرفه فإن هذا من أسباب المحبة ولذلك إذا مر بك رجل وسلم عليك أحببته وإذا أعرض كرهته ولو كان أقرب الناس إليك فالذي يجب على الإنسان أن يسعى لكل سبب يوجب المودة والمحبة بين المسلمين لأنه ليس من المعقول ولا من العادة أن يتعاون الإنسان مع شخص لا يحبه ولا يمكن التعاون على الخير والتعاون على البر والتقوى إلا بالمحبة ولهذا كانت المحبة في الله من كمال الإيمان وفي حديث معاذ رضي الله عنه إخبار النبي صلى الله عليه وسلم أنه يحبه وقوله لأنس لما قال له إني أحب هذا الرجل قال له أأعلمته فدل هذا على أنه من السنة إذا أحببت شخصا أن تقول إني أحبك وذلك لما في هذه الكلمة من إلقاء المحبة في قلبه لأن الإنسان إذا علم أنك تحبه أحبك مع أن القلوب لها تعارف وتآلف وإن لم تنطق الألسن وكما قال النبي عليه الصلاة والسلام الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف لكن إذا قال الإنسان بلسانه فإن هذا يزيده محبة في القلب فتقول إني أحبك في الله وفي قوله عليه الصلاة والسلام لا تدعن أن تقول في دبر كل صلاة يعني في آخر كل صلاة لأن دبر الشيء من الشيء كدبر الحيوان وقد ورد هذا الحديث بلفظ واضح يدل على أن الإنسان يقولها قبل أن يسلم فيقول قبل السلام اللهم أعني على
ذكرك وعلى شكرك وعلى حسن عبادتك ”
* وقال الطيبي عن حديث أنس بن مالك: ” قوله: ((أحبك الذي أحببتني له)) دعاء له أخرجه مخرج الماضي تحقيقاً له وحرصاً على وقوعه قوله: ((ولك ما احتسبت)) وفي رواية: ((وله ما اكتسب))، ((تو))، كلا اللفظين قريب من الآخر في المعنى المراد منه.
أقول: وذلك لأن معنى ((اكتسب)): كسب كسبا يعتد به، ولا يرد عليه بسبب الرياء والسمعة. وهذا هو معنى الاحتساب؛ لأن الافتعال للاعتمال. ((نه)): الاحتساب من الحسب كالاعتداد من العد. وإنما قيل لمن ينوي بعمله وجه الله: احستبه؛ لأن له حينئذ أن يعتد عمله فجعل في حال مباشرة الفعل كأنه معتد به. و ((الحسبة)) اسم من الاحتساب كالعدة من الاعتداد. ”
* قال ابن القيم في تهذيب السنن (14/ 20): ” وأخرج الترمذي عن يزيد بن نعامة الضبي
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا آخى الرجل الرجل فليسأله عن اسمه واسم أبيه وممن هو فإنه أصل للمودة وقال هذا حديث غريب
وفي الصحيحين عن أنس أن أعرابيا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم متى الساعة قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أعددت لها قال حب الله
ورسوله قال أنت مع من أحببت
وفي رواية ما أعددت لها من كثير صوم ولا صدقة ولكني أحب الله ورسوله
وفي الصحيحين عن أبي موسى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال المرء مع من أحب
وروى الترمذي من حديث زر بن حبيش عن صفوان بن عسال قال جاء أعرابي جهوري الصوت قال يا محمد الرجل يحب القوم ولا يلحق بهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم المرء مع من أحب قال الترمذي حديث حسن صحيح
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله تعالى يقول يوم القيامة أين المتحابون لجلالي اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي
وفي الترمذي عن معاذ بن جبل قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله تعالى المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء قال وفي الباب عن أبي الدرداء وأبي مسعود وعبادة بن الصامت وأبي هريرة وأبي مالك الأشعري
وهذا حديث حسن صحيح
وفي الصحيحين عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار
وفي الصحيحين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله إمام عادل وشاب نشأ في عبادة الله ورجل قلبه معلق في المساجد ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم
وروى مالك في الموطأ بإسناد صحيح عن أبي إدريس الخولاني قال دخلت مسجد دمشق فإذا فتى براق الثنايا وإذا الناس معه وإذا اختلفوا في شيء أسندوه إليه وصدروا عن رأيه فسألت عنه فقيل هذا معاذ بن جبل فلما كان من الغد هجرت فوجدته قد سبقني بالتهجير ووجدته يصلي فانتظرته حتى قضى صلاته ثم جئته من قبل وجهه فسلمت عليه
ثم قلت والله إني لأحبك فقال آلله قلت آلله فقال آلله قلت آلله فأخذ بحبوة ردائي فجبذني إليه فقال أبشر فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله تبارك وتعالى وجبت محبتي للمتحابين في والمتجالسين في والمتزاورين في والمتباذلين في
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلا زار أخا له في قرية أخرى فأرصد الله على مدرجته ملكا فلما أتى عليه قال أين تريد قال أريد أخا لي في هذه القرية قال هل لك عليه نعمة تربها قال لا غير أني أحببته في الله تعالى قال فإني رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه
وحديث المرء مع من أحب رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنس بن مالك وعبد الله بن مسعود وأبو موسى الأشعري وعلي بن أبي طالب وأبو سعيد الخدري وأبو ذر وصفوان بن عسال وعبد الله بن يزيد الخطمي والبراء بن عازب وعروة بن مضرس وصفوان بن قدامة الجمحي وأبو أمامة الباهلي وأبو سريحة الغفاري وأبو هريرة ومعاذ بن جبل وأبو قتادة الأنصاري وعبادة بن الصامت وجابر بن عبد الله وعائشة رضي الله عنهم أجمعين
فحديث أنس متفق عليه
وحديث بن مسعود متفق عليه أيضا
وكذلك حديث أبي موسى وقد تقدمت
وأما حديث علي رضي الله عنه فرواه أبو داود الطيالسي عن شعبة عن مسلم الأعور عن حبة بن جوين العرني عن علي أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم الرجل يحب القوم ولا يستطيع أن يعمل بعملهم قال المرء مع من أحب
وأما حديث أبي سعيد الخدري فرواه بن أبي ليلى عن عطية العوفي عنه مختصرا المرء مع من أحب
وأما حديث أبي ذر فذكره أبو داود وإسناده صحيح
وأما حديث صفوان بن عسال فرواه الترمذي وصححه وقد تقدم
وأما حديث عبد الله بن يزيد الخطمي فرواه جماعة عن مسلم الأعور عن موسى بن عبد الله بن يزيد عن أبيه أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فذكره
وأما حديث البراء بن عازب فرواه سعيد بن منصور عن علي بن يزبد الصدائي عن العرزمي عن أبي إسحاق عن البراء وأما حديث صفوان بن قدامة فرواه الطبراني في الكبير من حديث موسى بن ميمون المرئي عن أبيه ميمون بن موسى عن أبيه عن جده عبد الرحمن بن صفوان بن قدامة قال هاجر أبي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فبايعه على الإسلام وقال إني أحبك يا رسول الله فقال له النبي صلى الله عليه وسلم المرء مع من أحب
قال العلاء بن ميمون صدوق ضعيف
وأما حديث أبي أمامة الباهلي فرواه محمد بن عرعرة وطالوت بن عباد عن فضال بن جبير عنه يرفعه لا يحب عبد قوما إلا بعثه الله معهم
وأما حديث أبي سريحة فمن رواية عبد الغفار بن القاسم متروك عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن الحارث عن حبيب بن حماد عنه مرفوعا المرء مع من أحب
وأما حديث أبي هريرة فرواه غسان بن الربيع عن موسى بن مطير عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا العبد عند ظنه بالله وهو مع أحبابه يوم القيامة
وأما حديث معاذ بن جبل فروى عنه بإسناد لا يثبت مرفوعا المرء مع من أحب
وأما حديث أبي قتادة الأنصاري فمن رواية بن لهيعة حدثني أبو صخر عن يحيى بن النضر عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو حديث أنس
وأما حديث عبادة بن الصامت فرواه عبد القدوس بن محمد بن شعيب حدثنا عمرو بن عاصم حدثنا همام عن قتادة عن أنس عن عبادة بن الصامت مرفوعا المرء مع من أحب
وهو في البخاري عن عمرو بن عاصم عن قتادة عن أنس من حديثه
وعبد القدوس هذا روى عنه البخاري
وأما حديث جابر فرواه الحارث بن أبي أسامة من حديث عكرمة بن عمار حدثني سعيد حدثني جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله متى تقوم الساعة قال فما أعددت لها قال والله يا رسول الله ما أعددت لها إني لضعيف العمل وإني أحب الله ورسوله قال فأنت مع من أحببت وسعيد إن كان هو بن المسيب فمنقطع وإن كان هو بن ميناء فقد أدرك جابرا
وأما حديث عائشة فقال عبد الله بن أحمد حدثنا هدبة بن خالد حدثنا همام عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن شيبة الحضرمي عن عروة عن عائشة مرفوعا لا يحب أحد قوما إلا حشر معهم يوم القيامة
ورواه الطبراني في معجمه أطول منه من حديث عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة ترفعه ثلاث أحلف عليهن والرابعة لو حلفت لرجوت أن لا آثم ما جعل الله ذا سهم في الإسلام كمن لا سهم له ولا يتولى الله عبد في الدنيا فيوليه غيره يوم القيامة والمرء مع من أحب والرابعة لو حلفت عليها لرجوت أن لا آثم لا يستر الله على عبد في الدنيا إلا ستره يوم القيامة فقال عمر بن عبد العزيز إذا سمعتم بهذا الحديث عن عروة عن عائشه فاحفظوه “.
* للتنبيه: حديث: (من كان في قلبه مودة لأخيه لم يُطلعه عليها فقد خانه): قال الشيخ الألباني رحمه الله في “السلسلة الضعيفة” 4639.: ” هذا إسناد ضعيف لإرساله. وأبو كعب الشامي لم أعرفه. وعبد الحميد بن عبد الرحمن: هو الحماني؛ وفيه ضعف ” انتهى.
* لابن أبي الدنيا مؤلف بعنوان: “الإخوان” ذكر فيه 228 ما بين حديث وأثر، وبوب على حديث معد يكرب باب إعلام الرجل أخاه بشدة مودته إياه.
* يننظر رسالة للقاسمي بعنوان “ثمرة التسارع إلى الحب في الله تعالى وترك التقاطع” قال فيها: “فهذه رسالة سمَّيتها: “ثَمَرةُ التَّسارع إِلى الحب في الله تعالى وترك التقاطع” ذكرت فيها شذرة ممَّا ورد في ذلك عن النبي – صلى الله عليه وسلم -.” ثم أورد أحاديث كثيرة في هذا الباب.