54 الفوائد المنتقاه من شرح صحيح مسلم -رقم 54
المقام في مسجد الشيخة /سلامة في مدينة العين
( ألقاه الأخ : سيف الكعبي)
بالتعاون مع الأخوة في مجموعات السلام والمدارسة والتخريج رقم 1
من عنده تعقيب أو تنبيه فليفدنا
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
@ عن أبي هريرة قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم – 🙁 لا عدوى ولا صفرَ ولا هامةَ ) فقال أعرابيٌّ : يا رسولَ اللهِ . فما بالُ الإبلِ تكون في الرملِ كأنها الظباءُ ، فيجيءُ البعيرُ الأجربُ فيدخلُ فيها فيجربُها كلَها ؟ قال : (فمن أعدى الأولَ) . زاد في طريق أخرى : (ولا طيرة) . وفي بعض طرق البخاري : فما بال إبلي . وزاد البخاري ايضًا : ( وفر من المجذوم كما تفر من الأسد ) . ولم يصل سنده بهذه الزيادة .
@ عن السائب بن يزيد ،أن رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قال : ( لا عدوى ولا طيرةَ ولا صفرَ ولا هامةَ ) .
@ عن ابن شهاب أن أبا سلمة بن عبدالرحمن حدثه أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال ” لا عَدوَى ” ويُحدَّثُ ؛ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال ” لا يُورَدُ مُمْرِضٌ على مُصِحٍّ ” . قال أبو سلمةَ : كان أبو هريرةَ يُحدِّثُهما كلتَيهما عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ثم صمت أبو هريرةَ بعد ذلك عن قوله ” لا عَدْوَى ” وأقام على ” أن لا يُورَدَ مُمْرِضٌ على مُصِحٍّ ” قال فقال الحارثُ بنُ أبي ذُبابٍ ( وهو ابنُ عمِّ أبي هريرةَ ) : قد كنتُ أسمعُك ، يا أبا هريرةَ . تُحدِّثُنا مع هذا الحديثِ حديثًا آخرَ . قد سكتَّ عنه . كنت تقول : قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ” لا عَدوى ” فأبى أبو هريرةَ أن يعرف ذلك . وقال ” لا يُورَدُ مُمرضٌ على مُصِحٍّ ” فما رَاه الحارثُ في ذلك حتى غضب أبو هريرةَ فرطنَ بالحبشيةِ . فقال للحارثِ : أتدري ماذا قلتُ ؟ قال : لا . قال أبو هريرةَ : قلتُ : أبيتُ . قال : أبو سلمةَ : ولعَمري . لقد كان أبو هريرةَ يُحدِّثُنا ؛ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال ” لا عَدوى ” فلا أدرى أَنَسِيَ أبو هريرةَ ، أو نَسَخَ أحدُ القولَينَ الآخرَ .
@ عن ابي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا عدوى ولا هامة ولا نوء ولا صفر ) .
@ عن جابر بن عبدالله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا عدوى ولا طيرة ولا غول) . وفي لفظ آخر : ( لا عدوى ولا صفر ولا غول) . قال ابن جريج سمعت أبا الزبير يذكر ‘ أن جابرا فسر لهم قوله : “ولا صفر “‘ قال أبو الزبير : الصفر : البطن. قيل لجابر : كيف؟ قال : كان يقول : دواب البطن. قال : ولم يفسر الغول؟ قال أبو الزبير : هذه الغول التي تغول.
———————
-( لا عدوى ) سيأتي ذكر الإختلاف في معناها.
-( لا صفر )كان الكفار إذا أرادوا قتال أناس في المحرم، قالوا هذا صفر، وهو النسئ المذكور في الآية( إنما النسئ زيادة في الكفر )، وقيل الصفر دواب في البطن وهي دود، وكانوا يعتقدون بأن في البطن دابة تهيج عند الجوع، وربما قتلت صاحبها، فنسبوا الموت لها، وإنما الموت بيد الله( تحفة الأحوذي ) أو العرب تراها أعدى من الجرب. قال النووي :وهذا التفسير هو الصحيح، ونسبه مسلم لجابر، راوي الحديث. يعني كونه دابه. قال :ويجوز أن يكون المراد هذا، والأول جميعاً.
-( ولا هامة ) فيه تأويلان. أحدهما أن العرب كانت تتشاءم بالهامة. وهي الطائر المعروف من طير الليل. وقيل :هي البومة. قالوا :كانت إذا سقطت على دار أحدهم رآها ناعية له نفسه أو بعض أهله. وهذا تفسير مالك بن أنس. والثاني : أن العرب تعتقد أن عظام الميت، وقيل : روحه تنقلب هامة تطير. وهذا تفسير أكثر العلماء. وهو المشهور، ويجوز أن يكون المراد النوعين، فإنهما جميعاً باطلان. انتهى من شرح مسلم باختصار وزيادات
-( ولا نوء ) لا تقولوا مطرنا بنوء كذا.
– ( ولا غول ) قال جمهور العلماء :كانت العرب تزعم أن الغيلان في الفلوات. وهي جنس من الشياطين. فتتراءى للناس وتتغول أي :تتلون تلونا. فتضلهم عن الطريق. فتهلكهم. فأبطل النبي صلى الله عليه وسلم ذاك. وقال آخرون: ليس المراد بالحديث نفي وجود الغول. وإنما معناه لا تستطيع أن تضل أحداً كما يزعمه أهل الجاهلية. وذكر النووي هنا ثلاث أحاديث ضعيفة تدل على وجودها. انتهى من شرح النووي باختصار
يقصد :أنها لا تضل أحداً استعان بالله، وتعوذ من شرها، وإلا وجودها مذكور نصوص منه قوله تعالى( وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا). ومن الأحاديث ؛ عن ابن عباس رضي الله عنهما ( أن رجلاً خرج وتبعه رجلان ورجل يتلوهما يقول ارجعا، قال :فرجعا، قال :فقال له إن هذين شيطانان وإني لم أزل بهما حتى رددتهما فإذا أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فسلم عليه و أعلمه أنا في جمع صدقاتنا ولو كانت تصلح له لأرسلنا بها إليه قال :فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك عن الخلوة ) أخرجه أحمد وهو في الصحيح المسند 675. وكذلك قال سهيل :أرسلني أبي إلى بني حارثة قال :ومعي غلام لنا أو صاحب لنا، فناداه مناد من حائط باسمه قال :وأشرف الذي معي على الحائط فلم ير شيئاً، فذكرت ذلك لأبي فقال :… ) أخرجه مسلم 389. وغيرها من الأحاديث
* اختلف الأئمة هل نفي العدوى على الحقيقة أم نفيها بمعنى نفي ما يعتقده أهل الجاهلية؛ المرض يعدي بطبعه.
-رجح ابن حجر في هدي الساري وفي بذل الماعون أن النفي للحقيقة، وأن ما يتصور أنه تم بطريق العدوى إنما هو من خلق الله فيه ابتداءً غير منتقل من المصاب بالمرض، ومما استدل به؛ أن كثيراً من الناس خالطوا مرضى الطاعون وكانوا سالمين،
وممن قال بهذا القول الخطابي وابوعبيده، وابن حبان والطحاوي وابن خزيمة والبغوي، وعليه تأولوا حديث( لا يورد ممرض على مصح ) وغيره من الأحاديث، قال أبو عبيده:ووجهه عندي؛ أن ينزل بهذه الصحاح من أمر الله ما ينزل بتلك، فيظن المصح، أن تلك أعدتها، فيأثم. نقله عنه البغوي في شرح السنة. وحمل بعضهم حديث( فر من المجذوم فرارك من الأسد ) على البعد عن الرائحة الكريهة ثم بالمحاكَّة بالجرب والمجذوم أو القرب من المريض فتأخذ هواءه ينتقل وهذا من باب الطب، وليس العدوى .
ونقل بعضهم عن ابن القيم أنه اعتبر العدوى أوهام، يقصد: أن ابن القيم لا يقول بالعدوى.
– لكن من مجموع كلام ابن القيم، كأنه يرجح أن نفيها بمعنى نفي ما يعتقده أهل الجاهلية؛ بأن المرض يعدي بطبعه.
قال ابن القيم بعد أن ذكر الجذام، وسبب تسميته داء الأسد :
ﻭﻫﺬﻩ اﻟﻌﻠﺔ ﻋﻨﺪ اﻷﻃﺒﺎء ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻞ اﻟﻤﻌﺪﻳﺔ اﻟﻤﺘﻮاﺭﺛﺔ، ﻭﻣﻘﺎﺭﺏ اﻟﻤﺠﺬﻭﻡ، ﻭﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻞ ﻳﺴﻘﻢ ﺑﺮاﺋﺤﺘﻪ، ﻓﺎﻟﻨﺒﻲ – ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ – ﻟﻜﻤﺎﻝ ﺷﻔﻘﺘﻪ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﺔ، ﻭﻧﺼﺤﻪ ﻟﻬﻢ، ﻧﻬﺎﻫﻢ ﻋﻦ اﻷﺳﺒﺎﺏ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮﺿﻬﻢ ﻟﻮﺻﻮﻝ اﻟﻌﻴﺐ ﻭاﻟﻔﺴﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﺃﺟﺴﺎﻣﻬﻢ ﻭﻗﻠﻮﺑﻬﻢ، ﻭﻻ ﺭﻳﺐ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ اﻟﺒﺪﻥ ﺗﻬﻴﺆ ﻭاﺳﺘﻌﺪاﺩ ﻛﺎﻣﻦ ﻟﻘﺒﻮﻝ ﻫﺬا اﻟﺪاء، ﻭﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺳﺮﻳﻌﺔ اﻻﻧﻔﻌﺎﻝ، ﻗﺎﺑﻠﺔ للاﻛﺘﺴﺎﺏ ﻣﻦ ﺃﺑﺪاﻥ ﻣﻦ ﺗﺠﺎﻭﺭﻩ ﻭﺗﺨﺎﻟﻄﻪ، ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻧﻘﺎﻟﺔ، ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺧﻮﻓﻬﺎ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻭﻭﻫﻤﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﻛﺒﺮ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺇﺻﺎﺑﺔ ﺗﻠﻚ اﻟﻌﻠﺔ ﻟﻬﺎ، ﻓﺈﻥ اﻟﻮﻫﻢ ﻓﻌﺎﻝ ﻣﺴﺘﻮﻝ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻮﻯ ﻭاﻟﻄﺒﺎﺋﻊ، ﻭﻗﺪ ﺗﺼﻞ ﺭاﺋﺤﺔ اﻟﻌﻠﻴﻞ ﺇﻟﻰ اﻟﺼﺤﻴﺢ ﻓﺘﺴﻘﻤﻪ، ﻭﻫﺬا ﻣﻌﺎﻳﻦ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﻣﺮاﺽ، ﻭاﻟﺮاﺋﺤﺔ ﺃﺣﺪ ﺃﺳﺒﺎﺏ اﻟﻌﺪﻭﻯ، ﻭﻣﻊ ﻫﺬا ﻛﻠﻪ ﻓﻼ ﺑﺪ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﺩ اﺳﺘﻌﺪاﺩ اﻟﺒﺪﻥ ﻭﻗﺒﻮﻟﻪ ﻟﺬﻟﻚ الداء.
فابن القيم يذكر أن الأوهام في النفس: من أكبر ، ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺇﺻﺎﺑﺔ ﺗﻠﻚ اﻟﻌﻠﺔ لها، فلم ينفي العدوى.
ويمكن أن يجاب عن استدلال ابن حجر : بما قال عبدالمحسن العباد : أن مخالطة المريض لا يلزم منها العدوى، لكن قد يجعلها الله عزوجل سبباً للعدوى، فالأمر يرجع لمشيئة الله وإرادته لكن الأخذ بالأسباب مطلوب، وقد يتخلف الضرر مع وجود الاتصال والاحتكاك. انتهى باختصار
وقال بعض الأئمة :وهذا نظير نفي الشفاعة في قوله تعالى( لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة ) فالشفاعة المنفية هي شفاعة لأهل الشرك، وما ما ورد في النصوص من إثباتها فهي التي تكون بإذنه سبحانه كرامة لملائكته وأوليائه.
قال أعضاء اللجنة الدائمة :
… ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﻠﻔﻆ «ﻻ ﻋﺪﻭﻯ ﻭﺇﺫا ﺭﺃﻳﺖ اﻟﻤﺠﺬﻭﻡ ﻓﻔﺮ ﻣﻨﻪ ﻛﻤﺎ ﺗﻔﺮ ﻣﻦ اﻷﺳﺪ» ﻭﺃﺧﺮﺝ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﻣﺴﻠﻢ ﻓﻲ اﻟﺼﺤﻴﺢ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﺃﺑﻮاﺏ اﻟﻄﺐ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ اﻟﺸﺮﻳﺪ ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ ﻗﺎﻝ: «ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻭﻓﺪ ﺛﻘﻴﻒ ﺭﺟﻞ ﻣﺠﺬﻭﻡ ﻓﺄﺭﺳﻞ ﺇﻟﻴﻪ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: ﺇﻧﺎ ﻗﺪ ﺑﺎﻳﻌﻨﺎﻙ ﻓﺎﺭﺟﻊ » . ﻭﺃﺣﺴﻦ ﻣﺎ ﻗﻴﻞ ﻓﻴﻪ ﻗﻮﻝ اﻟﺒﻴﻬﻘﻲ، ﻭﺗﺒﻌﻪ اﺑﻦ اﻟﺼﻼﺡ ﻭاﺑﻦ اﻟﻘﻴﻢ ﻭاﺑﻦ ﺭﺟﺐ ﻭاﺑﻦ ﻣﻔﻠﺢ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ﺃﻥ ﻗﻮﻟﻪ “ﻻ ﻋﺪﻭﻯ” ﻋﻠﻰ اﻟﻮﺟﻪ اﻟﺬﻱ ﻳﻌﺘﻘﺪﻩ ﺃﻫﻞ اﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﻣﻦ ﺇﺿﺎﻓﺔ اﻟﻔﻌﻞ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻭﺃﻥ ﻫﺬﻩ اﻷﻣﻮﺭ ﺗﻌﺪﻱ ﺑﻄﺒﻌﻬﺎ، ﻭﺇﻻ ﻓﻘﺪ ﻳﺠﻌﻞ اﻟﻠﻪ ﺑﻤﺸﻴﺌﺘﻪ ﻣﺨﺎﻟﻄﺔ اﻟﺼﺤﻴﺢ ﻣﻦ ﺑﻪ ﺷﻲء ﻣﻦ اﻷﻣﺮاﺽ ﺳﺒﺒﺎ ﻟﺤﺪﻭﺙ ﺫﻟﻚ؛ ﻭﻟﻬﺬا ﻗﺎﻝ: «ﻓﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﺠﺬﻭﻡ ﻛﻤﺎ ﺗﻔﺮ ﻣﻦ اﻷﺳﺪ ، ﻭﻗﺎﻝ: «ﻻ ﻳﻮﺭﺩ ﻣﻤﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺢ ، ﻭﻗﺎﻝ ﻓﻲ اﻟﻄﺎﻋﻮﻥ: «ﻣﻦ ﺳﻤﻊ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺃﺭﺽ ﻓﻼ ﻳﻘﺪﻡ ﻋﻠﻴﻪ ، ﻭﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﺑﺘﻘﺪﻳﺮ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ.
قال سليمان آل الشيخ فى تيسير العزيز الحميد :
ﻳﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ اﻷﻭﻝ ﺇﻧﻤﺎ ﺟﺮﺏ ﺑﻘﻀﺎء اﻟﻠﻪ ﻭﻗﺪﺭﻩ، ﻓﻜﺬﻟﻚ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻭﻣﺎ ﺑﻌﺪﻩ. ﻭﺭﻭﻯ اﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﻭاﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﻣﺮﻓﻮﻋﺎ: “ﻻ ﻳﻌﺪﻱ ﺷﻲء ﻗﺎﻟﻬﺎ ﺛﻼﺛﺎ. ﻓﻘﺎﻝ اﻷﻋﺮاﺑﻲ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ، اﻟﻨﻘﺒﺔ ﻣﻦ اﻟﺠﺮﺏ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﻤﺸﻔﺮ اﻟﺒﻌﻴﺮ ﺃﻭ ﺑﺬﻧﺒﻪ ﻓﻲ اﻹﺑﻞ اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﻓﺘﺠﺮﺏ ﻛﻠﻬﺎ. ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻤﻦ ﺃﺟﺮﺏ اﻷﻭﻝ؟ ﻻ ﻋﺪﻭﻯ، ﻭﻻ ﻫﺎﻣﺔ، ﻭﻻ ﺻﻔﺮ، ﺧﻠﻖ اﻟﻠﻪ ﻛﻞ ﻧﻔﺲ ﻭﻛﺘﺐ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﻭﻣﺼﺎﺑﻬﺎ ﻭﺭﺯﻗﻬﺎ” , ﻓﺄﺧﺒﺮ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼﻡ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻛﻠﻪ ﺑﻘﻀﺎء اﻟﻠﻪ ﻭﻗﺪﺭﻩ ﻛﻤﺎ ﺩﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﻣﺎ ﺃﺻﺎﺏ ﻣﻦ ﻣﺼﻴﺒﺔ ﻓﻲ اﻷﺭﺽ ﻭﻻ ﻓﻲ ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ ﺇﻻ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻧﺒﺮﺃﻫﺎ} ﻭﺃﻣﺎ ﺃﻣﺮﻩ ﺑﺎﻟﻔﺮاﺭ ﻣﻦ اﻟﻤﺠﺬﻭﻡ، ﻭﻧﻬﻴﻪ ﻋﻦ ﺇﻳﺮاﺩ اﻟﻤﻤﺮﺽ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺼﺢ، ﻭﻋﻦ اﻟﺪﺧﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﻣﻮﺿﻊ اﻟﻄﺎﻋﻮﻥ، ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ اﺟﺘﻨﺎﺏ اﻷﺳﺒﺎﺏ اﻟﺘﻲ ﺧﻠﻘﻬﺎ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻭﺟﻌﻠﻬﺎ ﺃﺳﺒﺎﺑﺎ ﻟﻠﻬﻼﻙ ﻭاﻷﺫﻯ، ﻭاﻟﻌﺒﺪ ﻣﺄﻣﻮﺭ ﺑﺎﺗﻘﺎء ﺃﺳﺒﺎﺏ اﻟﺸﺮ ﺇﺫا ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻋﺎﻓﻴﺔ، ﻓﻜﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻳﺆﻣﺮ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻠﻘﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ اﻟﻤﺎء ﺃﻭ ﻓﻲ اﻟﻨﺎﺭ ﺃﻭ ﺗﺤﺖ اﻟﻬﺪﻡ ﺃﻭ ﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ ﻣﻤﺎ ﺟﺮﺕ اﻟﻌﺎﺩﺓ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﻬﻠﻚ ﻭﻳﺆﺫﻱ، ﻓﻜﺬﻟﻚ اﺟﺘﻨﺎﺏ ﻣﻘﺎﺭﺑﺔ اﻟﻤﺮﻳﺾ ﻛﺎﻟﻤﺠﺬﻭﻡ، ﻭﻗﺪﻭﻡ ﺑﻠﺪ اﻟﻄﺎﻋﻮﻥ، ﻓﺈﻥ ﻫﺬﻩ ﻛﻠﻬﺎ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﻟﻠﻤﺮﺽ ﻭاﻟﺘﻠﻒ، ﻭاﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻫﻮ ﺧﺎﻟﻖ اﻷﺳﺒﺎﺏ ﻭﻣﺴﺒﺒﺎﺗﻬﺎ ﻻ ﺧﺎﻟﻖ ﻏﻴﺮﻩ ﻭﻻ ﻣﻘﺪﺭ ﻏﻴﺮﻩ. ﻭﺃﻣﺎ ﺇﺫا ﻗﻮﻱ اﻟﺘﻮﻛﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻠﻪ، ﻭاﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﻘﻀﺎﺋﻪ ﻭﻗﺪﺭﻩ ﻓﻘﻮﻳﺖ اﻟﻨﻔﺲ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺑﻌﺾ ﻫﺬﻩ اﻷﺳﺒﺎﺏ اﻋﺘﻤﺎﺩا ﻋﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻭﺭﺟﺎء ﻣﻨﻪ ﺃﻥ ﻻ ﻳﺤﺼﻞ ﺑﻪ ﺿﺮﺭ ﻓﻔﻲ ﻫﺬﻩ اﻟﺤﺎﻝ ﺗﺠﻮﺯ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺫﻟﻚ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺇﺫا ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻴﻪ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﺃﻭ ﺧﺎﺻﺔ ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬا ﻳﺤﻤﻞ اﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﺬﻱ ﺭﻭاﻩ ﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ ﻭاﻟﺘﺮﻣﺬﻱ: “ﺃﻥ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﺧﺬ ﺑﻴﺪ ﻣﺠﺬﻭﻡ ﻓﺄﺩﺧﻠﻬﺎ ﻣﻌﻪ ﻓﻲ اﻟﻘﺼﻌﺔ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ: ﻛﻞ ﺑﺎﺳﻢ اﻟﻠﻪ، ﺛﻘﺔ ﺑﺎﻟﻠﻪ، ﻭﺗﻮﻛﻼ ﻋﻠﻴﻪ”
انتهى.
قلت :الحديث ضعيف لكن ثبت عن عمر بن الخطاب، وسلمان رضي الله عنهما.
وراجع تحقيق كتاب التوحيد دار العاصمة
وممن رجح هذا القول ابن عثيمين كذلك.
– وفي الحديث من الفوائد؛ الإيمان بالقدر.
-انتفاع الصحابة بأسئلة الأعراب، وفيه حديث.
– الجواب عن الشبه والإشكالات.
– تسهيل العلم.
– أن الله هو الأول الذي ليس قبله شئ.
– تنقص أهل الجاهلية لله، ونسبتهم الأشياء والحوادث لغير الله. ومنه حديث (يؤذيني ابن آدم يسب الدهر… ).
-المصائب من عند الله أما حديث ( والشر ليس إليك ) فهو من باب التؤدب مع الله.
– الحذر من مخالطة الحزبيين. ومنه حديث( مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافع الكبير… )، وحديث( المرء على دين خليله )، وحديث( من سمع بالدجال فلينأ عنه)، وتكلم الصحابة في مالك بن الدخشن لأنه يخالط المنافقين، لكن النبي صلى الله عليه وسلم زكاه، وقال أبو قلابه :لا تجالسوا أهل الأهواء فإني أخشى أن يغمسوكم في البدعة أو يلبسوا عليكم دينكم.
– الإسلام حرم تقاليد الكفار التي لا تنفع صاحبها، بل تضره حيث يقع في الكفر أو يفتح له باب الوسوسة، ويضعف إيمانه
– أهمية علاج عقيدة المسلمين وتصفيتها وهو أهم من علاج الأبدان.
-الابتعاد عن الألفاظ التي فيها تشاؤم، وسيأتي تفصيل التشاؤم في الباب التالي.
– التوكل على الله، وحسن الظن به سبحانه.
– فيه شفقة النبي صلى الله عليه وسلم على أمته.
– السنه الصحيحة لا تعارض بينها، وقد نقل ابن القيم عن ابن قتيبة رده على أعداء الحديث وأهله في دعوى تناقض الأحاديث، وذكروا هذه الأحاديث وغيرها ، وذكر أوجه الجمع راجع زاد المعاد 4/150.
– الدين محفوظ فهذا أبو هريرة، نسي حديثاً فحفظه تلاميذه، بل حفظه صحابه غيره مثل، جابر بن عبدالله، وابن عمر، والسائب بن يزيد، وأنس بن مالك، وكلها في الصحيح.
– الأفضل كتابة العلم.
– لا يجوز التحايل على الشرع.
– توحيد رب العزة، وأنه سبحانه بيده المطر والرزق.