53 ” عون الصمد شرح الذيل على الصحيح المسند
جمع نورس الهاشمي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1،2،3، والاستفادة والمدارسة
———————
مسند أحمد 15360 – حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن سلمة بن كهيل، عن ذر، عن ابن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ” أصبحنا على فطرة الإسلام، وعلى كلمة الإخلاص، وعلى دين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى ملة أبينا إبراهيم حنيفا مسلما، وما كان من المشركين ”
إسناده متصل، رجاله ثقات، رجاله رجال الشيخين
قال باحث يتأكد من سماع سلمة من عبدالله بن عبدالرحمن بن أبزى إنما ثبت سماعه من سعيد.
قلت سيف: الشيخ الألباني في الصحيحة 6/ 1230 فصل تفصيل طيب في تصحيحه وكذلك محققو المسند 24/ 79
قلنا تحت حديث: 15364 على شرط المتمم على الذيل.
فالثوري خالف شعبة فقال الثوري: عبدالله، وقال شعبة: سعيد.
وراجع حديث رقم من مسند أحمد 15360
المهم: عبدالله بن عبدالرحمن بن أبزى قال الإمام أحمد: هو وأخوه حسن الحديث.
ثم ذكر شعبه قصة في: بحثه عن الحديث تدل على أنه حفظه من سلمة عن ذر عن سعيد بن عبدالرحمن (النسائي في الكبرى 10105)
وإن كان بعض الباحثين شكك في سماع سلمة من عبدالله بن عبدالرحمن بن أبزى، ولكن لم يوضح مستندة، المهم رواية شعبه تقويها
-_-_-_-_-_-_-_-
هذا الذكر من الأذكار التي كان يحافظ عليها النبي صلوات ربي و سلامه عليه في الصباح و المساء، كلمات قليلة واسعة المعاني، لما تحتوي على كلمة التوحيد و دينه الحق، فينبغي المحافظة على أذكار الصباح و المساء.
(كان إذا أصبح وإذا أمسى قال أصبحنا على فطرة الإسلام) بكسر الفاء أي دينه الحق
(وكلمة الإخلاص وهي كلمة الشهادة
(ودين نبينا محمد) لعله قاله جهرا ليسمعه غيره فيتعلمه منه (وملة أبينا إبراهيم) الخليل
(حنيفا) أي مائلا إلى الدين المستقيم
(مسلما وما كان من المشركين) جمع بين الحجتين السابقة بحسب الملة الحنيفية واللاحقة بحسب الملة المحمدية. [التيسير بشرح الجامع الصغير / 2 / 240]
قال ابن رجب: وهي كلمة التوحيد لا إله إلا الله، تلكم الكلمة العظيمة الجليلة التي هي أفضل الكلمات العظيمة وأجلها على الإطلاق، بل هي رأس الدين وأساسه ورأس أمره، لأجلها خلقت الخليقة، وأرسلت الرسل، وأنزلت الكتب، وبها افترق الناس إلى مؤمنين وكفار، وهي زبدة دعوة المرسلين وخلاصة رسالاتهم، وهي أعظم نعم الله على عباده، وفي هذا يقول سفيان بن عيينة رحمه الله: “ما أنعم الله على عبد من العباد نعمة أعظم من أن عرفهم لا إله إلا الله. [كلمة الإخلاص ص 53]
قال ابن كثير في التفسير [ج 4 / 270]:
يخبر تعالى عن حال المؤمنين الذين هم على فطرة الله تعالى التي فطر عليها عباده من الاعتراف له بأنه لا إله إلا هو كما قال تعالى: فأقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها [الروم: 30] الآية وفي الصحيحين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى اللهعليه وسلم: «كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه كما تولد البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء؟» الحديث. وفي صحيح مسلم عن عياض بن حمار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يقول الله تعالى إني خلقت عبادي حنفاء فجاءتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم وحرمت عليهم ما أحللت لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا» وفي المسند والسنن «كل مولود يولد على هذه الملة حتى يعرب عنه لسانه» الحديث، فالمؤمن باق على هذه الفطرة.
قوله: ((ودين نبينا محمد)) الظاهر أنه قالها تعليماً لغيره، قال النووي رحمه الله في ((الأذكار)): ((لعله قال ذلك جهراً ليسمعه غيره، ليتعلم غيره)).
قال الشيخ عبد الرزاق البدر:
وقوله: “وعلى دين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم” أي: وأصبحنا على ذلكم الدين العظيم الذي رضيه الله لعباده دينا، وبعث به نبيه الكريم محمدا صلى الله عليه وسلم، وقال فيه سبحانه: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الأسلام دينا}، وقال سبحانه: {إن الدين عند الله الأسلام}،
وقال سبحانه: {ومن يبتغ غير الأسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين}.
فهذا هو دين النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وهو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك وأهله، وإن نعمة الله جل وعلا على عبده عظيمة أن يصبح على هذا الدين العظيم والصراط المستقيم صراط الذين أنعم الله عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين.
يقول الله تعالى مذكرا عباده الذين حباهم بهذه النعمة ومن عليهم بها: {ولكن الله حبب إليكم الأيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون} 2، ويقول تعالى: {ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا ولكن الله يزكي من يشاء والله سميع عليم} ة.
فلله ما أعظمها من منة وما أجلها من نعمة.
[فقه الادعية و الأذكار، ج 3 / 35]
قال القاري رحمه الله في ” المرقاة” (8/ 292)
” (وعلى ملة أبينا إبراهيم) وهو أبو العرب؛ فإنهم من نسل إسماعيل، ففيه تغليب، أو الأنبياء بمنزلة الآباء؛ ولذا قال تعالى: (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم) وفي قراءة شاذة: (وهو أب لهم) ” انتهى.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
“الشيخ والمعلم والمؤدب أب الروح، والوالد أب الجسم” انتهى.
“مدارج السالكين” (3/ 70).
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: ” إبراهيم أبو العرب وأبو الإسرائيليين ” انتهى.
“لقاء الباب المفتوح” (189/ 16).
فائدة: الرجوع الى مصادر الأذكار
1 الوابل الصيب
2- الذكر الثمين للعلامة العثيمين
3 الأذكار للنووي
4- فقه الادعية و الأذكار