529 – فتح الملك بنفحات المسك شرح صحيح البخاري.
مجموعة أبي صالح حازم وأحمد بن علي وأحمد بن خالد وعمر الشبلي وعدنان البلوشي وأسامة الحميري ومحمد فارح ويوسف بن محمد السوري
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة.
مراجعة سيف بن غدير النعيمي
وعبدالله البلوشي أبي عيسى
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وأن يبارك في ذرياتهم وذرياتنا).
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
7 – بَابُ تَضْيِيعِ الصَّلَاةِ عَنْ وَقْتِهَا.
529 – حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا مَهْدِيٌّ، عَنْ غَيْلَانَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: «مَا أَعْرِفُ شَيْئًا مِمَّا كَانَ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ ?. قِيلَ: الصَّلَاةُ؟ قَالَ: أَلَيْسَ ضَيَّعْتُمْ مَا ضَيَّعْتُمْ فِيهَا».
530 – حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ زُرَارَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ وَاصِلٍ أَبُو عُبَيْدَةَ الْحَدَّادُ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ، أَخِي عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ: «دَخَلْتُ عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ بِدِمَشْقَ وَهُوَ يَبْكِي، فَقُلْتُ: مَا يُبْكِيكَ؟ فَقَالَ: لَا أَعْرِفُ شَيْئًا مِمَّا أَدْرَكْتُ إِلَّا هَذِهِ الصَّلَاةَ، وَهَذِهِ الصَّلَاةُ قَدْ ضُيِّعَتْ». وَقَالَ بَكْرٌ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبُرْسَانِيُّ: أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، نَحْوَهُ.
———————–
فوائد الباب:
1 – قوله: (باب تضييع الصلاة عن وقتها) “أي هذا باب في بيان تضييع الصلوات عن وقتها وتضييعها تأخيرها إلى أن يخرج وقتها. وقيل: تأخيرها عن وقتها المستحب، والأول أظهر لأن التضييع إنما يظهر فيه”. قاله بدر الدين العيني في عمدة القاري.
2 – حديث أنس الأول أخرجه البخاري والترمذي.
3 – حديث أنس الثاني أخرجه البخاري، قال ابن الملقن في التوضيح: “هذا الحديث من أفراد البخاري”.
4 – قوله: (قيل: الصلاة) أي هي شيء مما كان على عهده -صلى الله عليه وسلم- فكيف تصدق القضية السالبة عامة؟ قاله الكرماني.
يعني نستدرك عليك بهذه الصلاة. فلا وجه لتعميم الحكم بتعميمك: مَا أَعْرِفُ شَيْئًا مِمَّا كَانَ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ ?. فأخبرهم أنهم ضيعوا منها ما ضيعوا. ثم في الرواية التالية نفسه أنس استثنى الصلاة ومع ذلك يخبرهم بتضيعهم لها.
5 – قوله: (لا أعرف شيئا) زاد البيهقي في شعب الإيمان 2845 من طريق أحمد بن سلمة، حدثنا عمرو بن زرارة: “لا أعرف شيئا اليوم”.
6 – قوله: (فقال: لا أعرف شيئا مما أدركت إلا هذه الصلاة). وعند الحافظ ابن حجر في تغليق التعليق من طريق ثَابِتِ بْنِ بُنْدَارٍ: “لَا أَعْرِفُ مِمَّا كُنَّا عَلَيْهِ فِي عَهْدِ رَسُول الله -صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلا الصَّلاة”.
7 – قوله: (وهذه الصلاة قد ضيعت). وعند البيهقي في شعب الإيمان 2845 من طريق أحمد بن سلمة: “وقد ضيعتم منها ما قد ضيعتم”.
8 – قوله: (وقال: بكر). وفي نسخة (بكر بن خلف)، قال ابن الملقن في التوضي: هذا التعليق وصله الإسماعيلي، فقال: أخبرنا محمود بن محمد الواسطي، ثنا أبو بشر بكر بن خلف، وأبو نعيم، عن أبي بكر بن خلاد، ثنا أحمد بن علي الجزار، ثنا بكر بن خلف ختن المقرئ فذكره. انتهى. ووصله أيضا ابن بطة في الإبانة الكبرى 719 من طريق أبي داود قال: حدثنا بكر بن خلف به. تابعه أحمد بن زهير، قال: حدثنا أبو بكر بكر بن خلف ختن المقرئ فذكره أخرجه ابن أبي خيثمة في التاريخ الكبير 2754 ومن طريقه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله 1262 وكذلك أخرجه من طريقه ابن خلفون في المعلم بشيوخ البخاري ومسلم 95
فإيراد ابن خلفون له في شيوخ البخاري وقال ابن يونس في تاريخه 117 وابن حبان في الثقات 12691: “توفي بمكة سنة أربعين ومائتي”. يلقي في النفس أنه متصل لكن وَقَال عَبْد الله بْن واصل الْبُخَارِيّ: رأيت مُحَمَّد بْن إسماعيل يختلف إِلَى مُحَمَّد بْن المهلب، يكتب عنه أحاديث أبي بشر بكر بْن خلف، وكنت أتوهم أن أبا بشر قد مات، فلما قدمت مكة إذا هو حي فلزمته”. فالله أعلم. وقال الحافظ أبو الحجاج المزي: روى له البخاري تعليقا.
9 – عن مالك أخبرني عمي أبو سهيل، قال: سمعت أبي، يقول: «ما أعرف شيئا مما كان الناس عليه إلا النداء بالصلاة». أخرجه الإمام مالك في الموطأ 969 ومن طريق ابن وضاح في البدع والنهي عنها 176 وابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله 2398.
10 – عَنْ أَنَسٍ قَالَ: «مَا أَعْرِفُ شَيْئًا مِمَّا كُنْتُ أَعْهَدُهُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَيْسَ قَوْلَكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله» قُلْنَا: يَا أَبَا حَمْزَةَ وَلَا الصَّلَاةَ؟ قَالَ: «قَدْ صَلَّيْتُمْ عِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ، أَفَكَانَتْ تِلْكَ صَلَاةَ رَسُولِ الله» ثُمَّ قَالَ: «عَلَى أَنِّي لَمْ أَرَ زَمَانًا خَيْرًا لِعَامِلٍ مِنْ زَمَانِكُمْ هَذَا إِلَّا أَنْ يَكُونَ زَمَانًا مَعَ نَبِيِّ الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-» أخرجه ابن المبارك في الزهد 1512 – ومن طريقه الضياء في المختارة 1724 – ، وأبو يعلى في مسنده 3330 – ومن طريقه الضياء في المختارة 1723 – قال حدثنا هدبة كلاهما عن سُلَيْمَان يَعْنِي ابْنَ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِت، عَنْ أَنَس به. تابعه المعلى بن زياد، عن ثابت فذكره أخرجه ابن بطة في الإبانة الكبرى 718 قال الضياء إسناده صحيح.
تابعه حماد بن سلمة، عن ثابت قال: كنا عند أنس فذكره أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده كما قال البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة 772.
تابعه بشر، حدثنا حماد، عن ثابت، عن أنس قال: ما شيء كنت أعرفه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أنا أنكره إلا شهادة أن لا إله إلا الله. قال: فقيل له: الصلاة! فقال: قد صليتموها الظهر عند العصر.
أخرجه ابن أبي عمر في مسنده كما قال البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة 2/ 722 قال أبو بكر البوصيري: ” إسناد هذا الحديث رجاله ثقات”.
قال الحافظ ابن رجب في فتح الباري: “وهذا استفهام إنكار من أنس، يعني: ان هذه لم تكن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم” انتهى.
تابعه عفان حدثنا سليمان بن المغيرة فذكره أخرجه الإمام أحمد في مسنده كما قال البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة.
قال الحافظ ابن رجب في الفتح: “إنما كان يبكي أنس بن مالك من تضييع الصلاة إضاعة مواقيتها، وقد جاء ذلك مفسراً عنه”.
11 – عن أبي عمران الجوني يقول: سمعت أنس بن مالك يقول: “ما أعرف شيئا اليوم مما كنا عليه على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-“. قال: قلنا له: فأين الصلاة؟ قال: “أولم تصنعوا في الصلاة ما قد علمتم”. أخرجه الترمذي 2447 والإمام أحمد في مسنده 11977 وأبو يعلى في مسنده 4184 كلهم من طريق زياد بن الربيع أبي خداش اليحمدي قال: سمعت أبا عمران الجوني فذكره.
قال الترمذي: “هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث أبي عمران الجوني، وقد روي من غير وجه عن أنس”.
12 – عن معاوية بن قرة قال: قال أنس: ما أعرف شيئا مما كنا عليه، يعني إلا هذه إلا الصلاة. أخرجه البزار في مسنده 7353 قال حدثنا محمد بن الحصين، حدثنا حسان بن إبراهيم الكرماني، حدثنا سعيد بن مسروق عن معاوية بن قرة فذكره. قال البزار: “ولا نعلم روى سعيد بن مسروق عن معاوية بن قرة حديثا يدخل في المسند، إلا هذا الحديث، ولا نعلم رواه، عن سعيد بن مسروق إلا حسان”.
13 – عثمان بن سعد قال سمعت أنس بن مالك يقول: ما أعرف شيئا مما عهدت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- اليوم. فقال أبو رافع: يا أبا حمزة ولا الصلاة؟ فقال: أوليس قد علمت ما صنع الحجاج في الصلاة. أخرجه الإمام أحمد في مسنده 13168 قال حدثنا روح حدثنا عثمان بن سعد به.
“قال ابن الجوزي: الظاهر من أنس أنه كان يشير إلى ما كان يصنع الحجاج، فإنه كان يؤخر صلاة الجمعة جدا متشاغلا بمدح مستنيبه وما يتعلق به”. نقله ابن الملقن في التوضيح.
قال الحافظ ابن رجب في فتح الباري: “ويقال: أن الحجاج هو أول من أخر الصلاة عن وقتها بالكلية، فكان يصلي الظهر والعصر مع غروب الشمس، وربما كان يصلي الجمعة عند غروب الشمس، فتفوت الناس صلاة العصر، فكان بعض التابعين يومئ في المسجد الظهر والعصر خوفا من الحجاج”.انتهى
14 – عن أبي الأحوص، أن أبا الدرداء، قال: يكون عليكم أمراء يؤخرون الصلاة، قال: فما تأمرني إن أدركت ذلك؟ قال: إن أدركت ذلك فصل الصلاة لوقتها، ثم صلها معهم، وهما حسنتان جمعهما الله لك. أخرجه مسدد في مسنده قال: حدثنا يحيى، عن هشام بن حسان، حدثني حميد بن هلال، عن أبي الأحوص فذكره. كما قال أبو بكر البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة 848 قال أبو بكر البوصيري: “هذا إسناد رجاله ثقات”.
15 – عن محمد بن المنكدر، أنه سمع رجلا يدعى يعلى، قال: أخبرني طلق؛ أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: إن الرجل – أو الإنسان – ليصلي الصلاة، وما فاته من وقته أفضل من أهله وماله. أخرجه أبو يعلى الموصلي: حدثنا عبد الرحمن بن صالح، حدثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن محمد بن المنكدر فذكره -كما قال البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة 851 – .
16 – عن مسعد بن سعد، قال: قلت لأبي: يا أبتاه أرأيت قوله: {الذين هم عن صلاتهم ساهون} أينا لا يسهو؟ أينا لا يحدث نفسه؟! قال: ليس ذلك إنما هو إضاعة الوقت، يلهو حتى يضيع الوقت. أخرجه أبو يعلى في مسنده -كما قال أبو بكر البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة 852 – قال حدثنا أبو الربيع، حدثنا حماد، عن عاصم، عن مسعد بن سعد فذكره قال البوصيري إسناده حسن.
تابعه سماك، عن مصعب، قال: سألت أبي سعدا فذكره بنحوه. أخرجه أبو يعلى كما قال البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة2/ 852 قال حدثنا زكريا بن يحيى الواسطي، حدثنا صالح بن عمر، حدثنا حاتم، عن سماك فذكره.
17 – فيه إنكار أهل العلم ما يجدونه من الأهواء والبدع. قاله ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله.
18 – يتبين تغير الأحوال في آخر القرن الأول. قاله ابن باز -رحمه الله تعالى- كما في الحلل الإبريزية من التعليقات البازية. وأضاف فقال “خبر أنس فيه تعزية وتحذير”.