528 – فتح الملك بنفحات المسك شرح صحيح البخاري.
مجموعة أبي صالح حازم وأحمد بن علي وأحمد بن خالد وعمر الشبلي وعدنان البلوشي وأسامة الحميري ومحمد فارح ويوسف بن محمد السوري
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة.
مراجعة سيف بن غدير النعيمي
وعبدالله البلوشي أبي عيسى
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وأن يبارك في ذرياتهم وذرياتنا).
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
قال الإمام البخاري في كتاب مواقيت الصلاة من صحيحه:
6 – بَابٌ: الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ كَفَّارَةٌ.
528 – حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي حَازِمٍ وَالدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ ? يَقُولُ: «أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ نَهَرًا بِبَابِ أَحَدِكُمْ، يَغْتَسِلُ فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسًا، مَا تَقُولُ: ذَلِكَ يُبْقِي مِنْ دَرَنِهِ. قَالُوا: لَا يُبْقِي مِنْ دَرَنِهِ شَيْئًا، قَالَ: فَذَلِكَ مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ، يَمْحُو اللهُ بِهِ الْخَطَايَا».
————————-
فوائد الباب:
1 – قوله: (الصلوات الخمس كفارة) وترجم النسائي عليه فقال: “باب فضل الصلوات الخمس”.
2 – عن أبي هريرة: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهن ما لم تغش الكبائر) رواه مسلم 233 كأن البخاري يشير بالترجمة إلى هذا الحديث.
3 – وعن عثمان بن عفان، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (من أتم الوضوء كما أمره الله تعالى فالصلوات المكتوبات كفارات لما بينهن). رواه مسلم 231 والنسائي 145 وابن ماجه 459.
4 – حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- في الباب أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي.
5 – قوله: (كل يوم خمسا) وعند مسلم 667 من طريق الليث وبكر بن مضر: “كل يوم خمس مرات”.
6 – قال الحافظ ابن رجب في فتح الباري: “وهذا يدل على تفريق الصلوات خمس مرار في كل يوم وليلة، ومن جمع بينهما في وقت واحد أو في وقتين أو ثلاثة لغير عذر لم يحصل منه هذا التفريق ولا تكرير الاغتسال، وهو بمنزلة من اغتسل مرة أو مرتين أو ثلاثاً”.
7 – قوله (يمحو الله به) أي هذا العمل، وعند مسلم 667 من طريق ابْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ” يمحو الله بهن الخطايا” أي الصلوات الخمس.
8 – “فيه فضل الصلاة مجملا”. قاله ابن الأثير في جامع الأصول في أحاديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
9 – فيه ضرب الأمثال لتقريب الأفهام. قال الكرماني: “وفائدة التمثيل التأكيد وجعل المعقول كالمحسوس”.
10 – “ووجه التمثيل أن المرء كما يتدنس بالأقذار المحسوسة والأدران المشاهدة في بدنه وثيابه؛ فيطهره الماء الكثير العذب إذا والى استعماله، وواظب على الاغتسال منه، فكذلك تطهر الصلاة العبد عن أقذار الذنوب حتى لا تبقي له ذنبا إلا أسقطته وكفرته”. قاله ابن الملقن في التوضيح لشرح الجامع الصحيح.
11 – قال الطحاوي في شرح مشكل الآثار عند حديث أبي هريرة 4967: “ففي هذه الآثار إخبار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن الله -عز وجل- يمحو بالصلوات الخمس عن من افترضها عليه بأدائه إياهما الذنوب التي يجوز أن يغفرها جزاء لمن يصليها، وتشبيه محوه ذلك عنهم بالماء الذي يغسل الدرن عن أبدانهم في كل يوم خمس مرات، وفي ذلك ما قد دل على استعمال تشبيه الأشياء بغيرها من أمثالها وإمضائها عليه، فمن ذلك تشبيه الأشياء المتلفات بالواجب مكانها على متلفيها من أمثالها إن كانت من ذوات الأمثال، ومن قيمتها إن لم تكن من ذوات الأمثال، واستعمال تشبيهها بأجناسها من الأشياء التي هي منها والله عز وجل نسأله التوفيق”.
12 – “فيه بيان ثواب الصلوات الخمس، وإنهن كفارات الذنوب التي دون الكبائر”. قاله أبو عوانة في مستخرجه.
13 – عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عن جابر وهو بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مثل الصلوات الخمس كمثل نهر جار غمر على باب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات) قال: قال الحسن: وما يبقي ذلك من الدرن. رواه مسلم 668 وأشار إليه الترمذي بقوله: “وفي الباب عن جابر”.
قال النووي -رحمه الله تعالى- كما في رياض الصالحين: “الغَمْرُ” بفتح الغين المعجمة: الكثير”.
14 – عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، أنه قال: كان رجلان أخوان. فهلك أحدهما قبل صاحبه بأربعين ليلة. فذكرت فضيلة الأول عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: «ألم يكن الآخر مسلما؟» قالوا: بلى. يا رسول الله، وكان لا بأس به. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «وما يدريكم ما بلغت به صلاته؟» إنما مثل الصلاة كمثل نهر غمر عذب بباب أحدكم، يقتحم فيه كل يوم خمس مرات، فما ترون ذلك يبقي من درنه؟ فإنكم لا تدرون ما بلغت به صلاته؟ “. أخرجه الإمام مالك في الموطأ 91 أنه بلغه عن عامر بن سعد بن أبي وقاص به تابعه مخرمة، عن أبيه، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص قال: سمعت سعدا وناسا من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقولون به. بنحوه أخرجه ابن خزيمة في صحيحه 310 والسراج في حديثه 526 والحديث صححه الألباني.
15 – عن عَامِرَ بْنَ سَعْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَانَ بْنَ عُثْمَانَ يَقُولَ: عن عثمان،: قَالَ عُثْمَانُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – يَقُولُ: “أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ بِفِنَاءِ أَحَدِكُمْ نَهْرٌ يَجْرِي يَغْتَسِلُ فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ، مَا كَانَ يُبْقَي مِنْ دَرَنِهِ؟ ” قَالَ: لَا شَيْءَ، قَالَ: “فَإِنَّ الصَّلَاةَ تُذْهِبُ الذُّنُوبَ كَمَا يُذْهِبُ الْمَاءُ الدَّرَنَ”. أخرجه ابن ماجه 1397 والإمام أحمد في مسنده وابنه 518 والبزار في مسنده 356 ومحمد بن نصر في تعظيم قدر الصلاة 84و85 من طريق ابن أخي ابن شهاب عن عمه حدثني صالح بن عبد الله بن أبي فروة،: أن عامر بن سعد أخبره سمعت أبان بن عثمان فذكره، قال البزار:” وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن عثمان، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد وهذا الحديث أرفع حديث في هذا الباب عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. انتهى وقال الخطيب البغدادي في تلخيص المتشابه 1/ 170: “لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الزُّهْرِيِّ سِوَى ابْنِ أَخِيهِ”. انتهى.
قلت: فيه صالح بن عبد الله، وثقه ابن معين وابن حبان 8592 ولم يرو عنه غير الزهري. وأورده ابن حبان في مشاهير علماء الأمصار 1058 وقال: “من جلة أهل المدينة وقدماء مشايخهم مات سنة أربع وعشرين ومائة”. قلت: ووثقه الدارقطني وذكره ابن خلفون في الثقات، وقال الطبري: “ليس بمعروف في أهل النقل”.
16 – عن سعيد بن أبي بردة، عن أبيه قال: صليت إلى جنب ابن عمر فسمعته يقول: {رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيرا للمجرمين} [القصص: 17] فلما قضى صلاته قال لي: «ما صليت صلاة قط إلا رجوت أن يكون كفارة لما قبلها». أخرجه عبد الرزاق في المصنف 2893 واللفظ له وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 7734 والحاكم في المستدرك 3590 – ومن طريقه البيهقي في شعب الإيمان 2876 – ، وأبو نعيم في حلية الأولياء 1/ 304 وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين.
17 – عن أبي وائل قال: قال عبد الله: الصلوات الحقائق كفارات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 7726 قال الحافظ ابن رجب في الفتح: “وروي عنه مرفوعاً، والموقوف أصح “.
18 – عن قسامة بن زهير، عن أبي موسى، قال: مثل الصلوات الخمس مثل نهر جار على باب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات، فماذا يبقين بعد عليه من درنه. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 7728.
19 – قوله: (حدثني ابن أبي حازم والدراوردي) ابن أبي حازم هو عبد العزيز، والدراوردي هو عبد العزيز بن محمد تابعه الليث بن سعد كما عند مسلم 667 والترمذي 2868 والنسائي 462 تابعه بكر بن مضر كما عند مسلم 667 والترمذي 2868.
20 – قوله: (عن يزيد) قال النسائي: “اسمه يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهادي”. انتهى، وعند الدارمي 1205 من طريق الليث: “حَدَّثَنِي يَزِيدُ ابْنُ عَبْدِ الله”.
21 – قوله (عن أبي سلمة بن عبد الرحمن) تابعه أبوصالح على أصل الحديث دون سؤال الصحابة للنبي وجوابه لهم صلى الله عليه وسلم كما عند محمد بن نصر في تعظيم قدر الصلاة 93