523 – فتح الملك بنفحات المسك شرح صحيح البخاري.
مجموعة أبي صالح حازم وأحمد بن علي وسلطان الحمادي وأحمد بن خالد وعمر الشبلي ومحمد سيفي وعدنان البلوشي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة.
مراجعة سيف بن غدير النعيمي
وعبدالله البلوشي أبي عيسى
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وأن يبارك في ذرياتهم وذرياتنا).
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
قال الإمام البخاري في كتاب مواقيت الصلاة من صحيحه:
2 – بَابٌ: {مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}
523 – حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادٌ هُوَ ابْنُ عَبَّادٍ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «قَدِمَ وَفْدُ عَبْدِ الْقَيْسِ عَلَى رَسُولِ اللهِ ? فَقَالُوا: إِنَّا مِنْ هَذَا الْحَيِّ مِنْ رَبِيعَةَ، وَلَسْنَا نَصِلُ إِلَيْكَ إِلَّا فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ، فَمُرْنَا بِشَيْءٍ نَاخُذُهُ عَنْكَ وَنَدْعُو إِلَيْهِ مَنْ وَرَاءَنَا، فَقَالَ: آمُرُكُمْ بِأَرْبَعٍ، وَأَنْهَاكُمْ عَنْ أَرْبَعٍ: الْإِيمَانِ بِاللهِ. ثُمَّ فَسَّرَهَا لَهُمْ: شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ، وَإِقَامُ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ، وَأَنْ تُؤَدُّوا إِلَيَّ خُمُسَ مَا غَنِمْتُمْ، وَأَنْهَى عَنِ الدُّبَّاءِ، وَالْحَنْتَمِ، وَالْمُقَيَّرِ، وَالنَّقِيرِ».
——————–
فوائد الباب:
1 – قوله: (باب قول الله تعالى {منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين}.
قال ابن زيد في قوله: (مُنِيبينَ إلَيْهِ) قال: المنيب إلى الله: المطيع لله، الذي أناب إلى طاعة الله وأمره، ورجع عن الأمور التي كان عليها قبل ذلك، كان القوم كفارا، فنزعوا ورجعوا إلى الإسلام. أخرجه الطبري في تفسيره. قال حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد فذكره.
2 – {مُنيبينَ إِلَيهِ وَاتَّقوهُ وَأَقيمُوا الصَّلاةَ وَلا تَكونوا مِنَ المُشرِكينَ} [الروم: 31]
{منيبينَ إليه واتَّقوه}: وهذا تفسيرٌ لإقامة الوجه للدين؛ فإنَّ الإنابةَ إنابةُ القلب وانجذابُ دواعيه لمراضي الله تعالى، ويلزم من ذلك عملُ البدن بمقتضى ما في القلب، فشمل ذلك العبادات الظاهرة والباطنة، ولا يتمُّ ذلك إلا بترك المعاصي الظاهرة والباطنة؛ فلذلك قال: {واتَّقوه}؛ فهذا يشملُ فعلَ المأمورات وتركَ المنهيات، وخصَّ من المأمورات الصلاةَ لكونها تدعو إلى الإنابة والتقوى لقوله تعالى: {وأقم الصلاةَ إنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عن الفحشاءِ والمنكرِ}: فهذا إعانتها على التقوى، ثم قال: {وَلَذِكْرُ الله أكبرُ}: فهذا حثُّها على الإنابةِ. وخصَّ من المنهيَّات أصلَها، والذي لا يُقبل معه عملٌ، وهو الشركُ، فقال: {ولا تكونوا من المشركين}: لكونِ الشرك مضادًّا للإنابة التي رُوحها الإخلاصُ من كلِّ وجه. [تيسير الكريم الرحمن].
3 – ورد في الآية التي تليها حديث عن عمر بن الخطاب:
{* مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا? الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا? مِنَ الْمُشْرِكِينَ ((31)) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا? دِينَهُمْ وَكَانُوا? شِيَع?ا كُلُّ حِزْبِ? بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ((32))} [سُورَةُ الرُّومِ: (31) – (32)]
عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لعائشة: “يا عائشة إن الذين فارقوا دينهم وكانوا شيعا: إنهم أصحاب البدعة والأهواء، وأصحاب الضلالة من هذه الأمة، يا عائشة إن لكل صاحب ذنب توبة، غير أصحاب الأهواء والبدع ليس لهم توبة، أنا منهم بريء، وهم مني برآء”. أخرجه ابن أبي عاصم في السنة: قال ثنا ابن مصفى، ثنا بقية، ثنا شعبة، أو غيره، عن مجالد، عن الشعبي، عن شريح، عن عمر بن الخطاب فذكره. تابعه أبو الشيخ في ذكر الأقران 408 قال حدثنا عبدان وابن أبي داود قالا حدثنا ابن مصفى حدثنا بقية حدثنا شعبة عن مجالد به.
قال الدارقطني في علله 191: “فقال: يرويه محمد بن مصفى، عن بقية، عن شعبة، عن مجالد، عن الشعبي، عن شريح، عن عمر.
وتابعه جحدر بن الحارث، عن بقية.
وخالفهما وهب بن حفص الحراني، وكان ضعيفا فرواه عن الجدي عبد الملك، عن شعبة، عن مجالد، عن الشعبي، عن مسروق، عن عمر. ولا يثبت عن شعبة، ولا عن مجالد. والله أعلم”. انتهى
قال أبو حاتم الرازي كما في العلل لابنه 1724: “كان محمد بن المصفى يروي دهرا من الدهر، عن بقية، عن شعبة، عن مجالد، عن الشعبي، عن شريح، عن عمر بن الخطاب، عن النبي صلى الله عليه وسلم تلا: إن الذين فارقوا دينهم.
وجدت عورة، هذا الحديث عند عمرو بن عثمان، قال: حدثنا بقية، قال: حدثنا الثقة، عن مجالد، فعلمنا أنه أخطأ فيه”. انتهى
4 – عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إن الذين فارقوا دينهم، وكانوا شيعا لست منهم في شيء» قال: هم أهل البدع والأهواء من هذه الأمة. أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط 664 قال حدثنا أحمد قال: نا معلل قال: نا موسى بن أعين، عن سفيان الثوري، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن أبي هريرة فذكره. قال الطبراني عقبه: لم يرو هذا الحديث عن سفيان إلا موسى، تفرد به: مُعَلِّلِ. انتهى وشيخ الطبراني هو أحمد بن علي الأبار و مُعَلِّلِ ذكره ابن حبان في الثقات 16010 وذكر له راويا آخر يروي عنه وهو الحسين بن محمد بن أبي معشر. وقال الطبراني كما في المعجم الصغير ” ثقة”. وكذلك أنس بن سلم أبو عقيل الخولاني وأبو عروبة من شيوخ ابن عدي ممن يروي عن معلل قال الهيثمي في مجمع الزوائد ” رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ، غَيْرَ مُعَلِّلِ بْنِ نُفَيْلٍ وَهُوَ ثِقَةٌ”.
5 – قال ابن بطال كما في شرح صحيح البخاري: “قرن الله التقى ونفي الإشراك به تعالى بإقامة الصلاة، فهي أعظم دعائم الإسلام بعد التوحيد، وأقرب الوسائل إلى الله تعالى”.
6 – مفهوم هذه الآية يدل أنه من لم يقم الصلاة فهو مشرك، ولذلك قال عمر: (ولا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة). وسيأتي حكم ترك الصلاة، واختلاف العلماء في ذلك في كتاب المرتدين -بإذن الله تعالى-. قاله ابن بطال.
7 – “خص من ذلك إقام الصلاة، فلم يذكر من أعمال الجوارح باسمه الخاص سواها، والمراد بإقامتها: الإتيان بها قائمة على وجهها التام، وفي ذلك دليل على شرف الصلاة وفضلها، وأنها أهم أعمال الجوارح، ومن جملة إقامتها الأمور به: المحافظه على مواقيتها، فمن صلى الصلاة لغير مواقيتها التي وقتها الله فلم يقم الصلاة، بل ضيعها وفرط فيها وسها عنها”. قاله الحافظ ابن رجب في فتح الباري.
8 – حديث ابن عباس -رضي الله عنهما-. أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي، وخرجه البخاري في عشرة مواضع من صحيحه. قاله ابن الملقن
9 – أورده البخاري في باب أداء الخمس من الإيمان من كتاب الإيمان، وقد سبق شرحه هناك.
10 – موضع الشاهد منه قوله: (وإقام الصلاة) وعند البخاري 53 من طريق شعبة: “فمرنا بأمر فصل نخبر به من وراءنا وندخل به الجنة”. وبهذا يظهر استدلال البخاري في فضل إقامة الصلاة، فهي أعظم أركان الإسلام العملية.
11 – عن ابن عباس: (الذين يقيمون الصلاة) قال: الصلوات الخمس. أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره 8787 من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس.
12 – “عن قتادة (يقيمون الصلاة) إقامة الصلاة: المحافظة على مواقيتها، ووضوئها وركوعها وسجودها”. أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره 8789 قال حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح ثنا عبد الوهاب ابن عطاء الخفاف عن سعيد عن قتادة به. وعزاه السيوطي في الدر المنثور لعبد بن حميد.
13 – “عن مقاتل بن حيان قوله يقيمون الصلاة إقامتها: المحافظة على مواقيتها، وإسباغ الطهور فيها، وتمام ركوعها وسجودها، وتلاوة القرآن فيها والتشهد، والصلاة على النبي- صلى الله عليه وسلم- فهذا إقامتها”. أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره 8790 قال قرأت على محمد بن الفضل بن موسى ثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق ثنا محمد بن مزاحم، أنبأ بكير بن معروف عن مقاتل بن حيان به.