52 – فتح رب البرية بينابيع الحكمة من أقوال الأئمة
جمع أحمد بن خالد وآخرين
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف الشيخ د. سيف بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وأن يبارك في ذرياتهم وذرياتنا)
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
(1592): {إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا}
قال قتادة: للذنوب الكبيرة أو قال: الكثيرة
وروي عن سعيد بن جبير قال: غفورا لما كان منهم من الشرك (يعني بعد إسلامهم) رحيماً بعباده
[تفسير ابن أبي حاتم 3/ 915]
______________
(1593): تَلَا الْحَسَنُ-رحمه الله- {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا} [فصلت: (33)]
فَقَالَ: «هَذَا حَبِيبُ اللَّهِ، هَذَا وَلِيُّ اللَّهِ، هَذَا صَفْوَةُ اللَّهِ، هَذَا خِيرَةُ اللَّهِ، هَذَا أَحَبُّ أَهْلِ الْأَرْضِ إِلَى اللَّهِ، أَجَابَ اللَّهَ فِي دَعْوَتِهِ، وَدَعَا النَّاسَ إِلَى مَا أَجَابَ اللَّهَ فِيهِ مِنْ دَعْوَتِهِ، وَعَمِلَ صَالِحًا فِي إِجَابَتِهِ {وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [فصلت: (33)] هَذَا خَلِيفَةُ اللَّهِ»
تفسير عبد الرزاق (3) / (155)
______________
(1594): قال ابن تيمية -رحمه الله-:
{وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ}
قَالَ بَعْضُهُمْ: السَّابِقُونَ فِي الدُّنْيَا إلَى الْجُمُعَاتِ هُمْ السَّابِقُونَ فِي يَوْمِ الْمَزِيدِ فِي الْآخِرَةِ أَوْ كَمَا قَالَ ..
مجموع الفتاوى (6) / (406)
______________
(1595) لا: قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
النفوس الخبيثة قد تلتذ بالإساءة والعدوان،
وإن لم يحصل لها بذلك جلب منفعة ولا دفع مضرة.
بيان تلبيس الجهمية جـ (1) صـ (529)
______________
(1596): قال الإمام ابن القيم رحمه الله:
فأعظم نعيم الآخرة ولذاتها، هو النظر إلى وجه الرب جل جلاله، وسماع كلامه منه، والقرب منه؛ كما ثبت في الصحيح في حديث الرؤية ..
الداء والدواء (283) ..
______________
(1597): قال الزرقاني المالكي في شرحه على موطأ الإمام مالك (215) / (7):
آفات اللسان أسرع الآفات للإنسان، وأعظمها في الهلاك والخسران، فالأصل ملازمة الصمت حتى يتحقق السلامة من الآفات والحصول على الخيرات.
______________
(1598): قال الزرقاني المالكي في شرحه على موطأ الإمام مالك (200) / (7):
الصديق يأمر في دار صديقه بما يحبّ.
______________
(1599) لا: قال الزرقاني المالكي في شرحه على موطأ الإمام مالك (216) / (7):
ومن أكثر المعاصي عددا وأيسرها فعلا معاصي اللسان، وقد استقرأ المحاسبون لأنفسهم آفات اللسان فزادت على العشرين.
______________
(1600) لا: ما الحكم إذا تبخرت المرأة و خرجت من بيتها هل الحالة في ذلك مثل حالة التعطر؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل: ما الحكم إذا تبخّرت المرأة وخرجت من بيتها هل الحالة في ذلك مثل حالتها كمتعطّرة؟
الشيخ: إذا بقيت رائحة البخور فلا فرق بين البخور وبين الدهون أما إذا لم تظهر كما هو الغالب، الغالب إن البخور لا يظهر إلا لمن دنا جدا من الإنسان وشم لباسه يعني شم ثيابه.
السائل: نعم يا شيخ.
الشيخ: فهو لا شك أدنى من الطيب من الدهن ولهذا قال النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم: أيما امرأة أصابت بخوراً فلا تشهد معنا صلاة العشاء ولم يقل: فلا تخرج من بيتها
لالافالمهم أنه إن كانت رائحة البخور فائحة تُشم إذا مرّت من عند الرجال فحرام عليها وإلا فلا.
السائل: جزاك الله خير، حفظكم الله. تقول السائلة.
(نور على الدرب)
______________
(1601): قال ابن الجوزي رحمه الله: بعض العابدات كانت تقول: والله لقد سئمت الحياة حتى لو وجدت الموت يباع لاشتريته شوقاً إلى الله وحباً للقائه، فقيل لها: على ثقةٍ أنت من عملك؟ قالت: لا والله؛ لحبي إياه وحسن ظني به، أفتراه يعذبني وأنا أحبه:
يا ناظرَ العينِ قُل هَل ناظرتَ عينِى * * * إِليكَ يوماً وهَل تَدنُو مِنَ البين
اللَهُ يعلَمُ أَني بعدَ فُرقتُكُم * * * كطائرٍ سَلَبوهُ مِن الجنَاحَين
ولَو قدِرتَ ركبتَ الريح نحوَكُم * * * فإِنَّ بُعدِى عَنكم قد حَنَا حين
المواعظ ص14.
______________
(1602) لا: حكم تطيب المرأة عند خروجها
ج: *يجوز لها الطيب إذا كان خروجها إلى مجمع نسائي لا تمر في الطريق على الرجال*
، أما خروجها بالطيب إلى الأسواق التي فيها الرجال فلا يجوز؛ لقول النبي لا: أيما امرأة أصابت بخورًا فلا تشهدن معنا العشاء، ولأحاديث أخرى وردت في ذلك.
ولأن خروجها بالطيب في طريق الرجال ومجامع الرجال -كالمساجد- من أسباب الفتنة، كما يجب عليها التستر والحذر من التبرج؛ لقوله جل وعلا: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى [الأحزاب: 33] ومن التبرج إظهار المفاتن والمحاسن؛ كالوجه، والرأس، وغيرهما. وبالله التوفيق [1].
نشرت في المجلة العربية في العدد (168) لشهر صفر من عام 1412هـ، وفي مجلة الدعوة في العدد (1322) بتاريخ 20/ 6 / 1412هـ، (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 10/ 40).
https://binbaz.org.sa/fatwas/3602/
حكم-تطيب-المراة-عند-خروجها
______________
(1603): {نَزَّاعَةً لِلشَّوى}
قَالَ الْحَسَنُ: تَحْرِقُ كُلَّ شَيْءٍ فِيهِ وَيَبْقَى فُؤَادُهُ يَصِيحُ ..
تفسير ابن كثير (8) / (239)
______________
(1604): من وسائل إصلاح النفس …
قال الإمام ابن القيم رحمه الله:
قال الحسن رضي الله عنه: إن المؤمن والله لا تراه إلا قائما على نفسه: ما أردت بكلمة كذا؟ ما أردت بأكلة كذا؟ ما أردت بمدخل كذا، ومخرج كذا؟ ما أردت بهذا؟ مالي ولهذا؟ والله لا أعود إلى هذا .. ونحو هذا من الكلام فبمحاسبتها يطلع على عيوبها ونقائصها فيمكنه السعي في إصلاحها …
مدارج السالكين (510) / (2) …
______________
(1605) التردد على هـذه المصايف يميت الغيرة في النفوس، ويغريها بارتكاب المنكر، وفي البعد عنها السلامة، والمحافظة على العفاف والكرامة.
فتاوى اللجنة الدائمة ((296) / (26)).
______________
(1606): من فوائد قصة موسى والخضر
قال الشيخ السعدي -رحمه الله-:
الأمر بالتأني والتثبت، وعدم المبادرة إلى الحكم على الشيء، حتى يعرف ما يراد منه وما هو المقصود …
تيسير الكريم الرحمن (1) / (482)
______________
(1607): من فوائد قصة موسى والخضر
قال الشيخ السعدي -رحمه الله-:
أن من ليس له قوة الصبر على صحبة العالم والعلم، وحسن الثبات على ذلك، أنه يفوته بحسب عدم صبره كثير من العلم فمن لا صبر له لا يدرك العلم، ومن استعمل الصبر ولازمه، أدرك به كل أمر سعى فيه، لقول الخضر -يعتذر من موسى بذكر المانع لموسى في الأخذ عنه- إنه لا يصبر معه.
تيسير الكريم الرحمن (1) / (482)
______________
(1608): من فوائد قصة موسى والخضر
قال الشيخ السعدي -رحمه الله-:
أن السبب الكبير لحصول الصبر، إحاطة الإنسان علما وخبرة، بذلك الأمر، الذي أمر بالصبر عليه، وإلا فالذي لا يدريه، أو لا يدري غايته ولا نتيجته، ولا فائدته وثمرته ليس عنده سبب الصبر لقوله: {وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا} فجعل الموجب لعدم صبره، وعدم إحاطته خبرا بالأمر.
تيسير الكريم الرحمن (1) / (482)
______________
(1609) لا: قَالَ ابنُ القَيِّمِ – رَحِمَهُ اللّاهُ تَعَالَى -:
” إِذَا أَذْنَبَ العَبْدُ المُوَحِّدُ المُتَّبِعُ لِسَبِيلِهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ لا: اسْتَغْفَرَ لَهُ حَمَلَةُ العَرْشِ وَمَنْ حَوْلَهُ “.
[الدَّاءُ والدَّواءُ ((254))]
______________
(1610) لا: قال الإمام ابن القيم رحمه الله:
فليس للقلب أنفع من معاملة الناس باللطف، وحب الخير لهم.
مدارج السالكين [(511) / (2)]
______________
(1611): قَالَ ابْنُ القَيِّمِ – رَحِمَهُ اللٌه تَعَالى -:
” للعَبْدِ رَبٌّ هُوَ مُلَاقِيْهُ وبَيْتٌ هُوَ سَاكِنُهُ،
فَيَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَسْتَرضِيَ رَبَّهُ قَبْلَ لِقَائِه،
وَيَعْمُرُ بَيْتَهُ قَبْلَ إنْتِقَالِهِ إِلَيْه “.
[الفَوَائِدُ ((31))]
______________
(1612): لالاقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى
(فلا يسمى: “عاقلا “إلا:
مَن عرف الخير فطلبه، والشَّر فتركه ..
ولهذا قال أصحاب النار:
“لَو كُنَّا نَسمَعُ أَو نَعقِلُ مَا كُنَّا في أَصحَابِ السَّعِيرِ”
الايمانلا (22) لالالا
______________
(1613): قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
وأما الخروج من اختلاف العلماء، فإنما يُفعَل احتياطًا إذا لم تُعرف السنّة ولم يتبيَّن الحق، لأنَّ من اتقى الشبهات استبرأ لعرضه ودينه. فإذا زالت الشبهة وتبيَّنت السنّة، فلا معنى لطلب ((1)) الخروج من الخلاف.
شرح عمدة الفقه – ابن تيمية – ط عطاءات العلم (1) / (464) — ابن تيمية (ت (728))
______________
(1614): عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ:
” لَوْ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ لا إِلَيْكُمُ الْيَوْمَ مَا عَرَفَ شَيْئاً مِمَّا كَانَ عَلَيْهِ هُوَ وَأَصْحَابُهُ، إِلَّا الصَّلَاةَ “.
[البِدَعُ وَالنَّهْيُ عَنْهَا لابْنِ وَضَّاح ((68))]
______________
(1615): قال ابن تيمية -رحمه الله-:
وَلَمْ يَسُنَّ رَسُولُ اللَّهِ لا وَلَا خُلَفَاؤُهُ الرَّاشِدُونَ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ شَيْئًا مِنْ هَذِهِ الْأُمُورِ لَا شَعَائِرِ الْحُزْنِ وَالتَّرَحِ وَلَا شَعَائِرِ السُّرُورِ وَالْفَرَحِ
مجموع الفتاوى (25) / (310)
______________
(1616): (أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون)
قال ابن جزي:
ولفظها مع ذلك عام، فحكمها على العموم في كل من أصابته فتنة، من مصيبة أو مضرة في النفس والمال وغير ذلك ..
التسهيل لعلوم التنزيل (2) / (122)
______________
(1617): قَالَ ابْنُ قَيِّمِ الجَوزِيَةِ – رَحِمَهُ اللّاهُ تَعَالَى -:
” أکْمَلُ النَّاسِ عُقُولًا أَتْبَاعُ الرُّسُلِ، وَأَفْسَدُهُمْ عَقُولًا الْمُعْرِضُ عَنْهُمْ وَعَمَّا جَاءُوا بِهِ “.
[الصَّوَاعِقُ المُرْسَلَةُ ((864) / (3))]
______________
(1618): قَالَ ابْنُ تَيْمِيَّةَ:
” الإِخلَاصُ يَنْفِي أَسبَابَ دُخُولِ النَّارِ، فَمَنْ دَخَلَ النَّارَ مِنَ القَائِلِينَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَإِنَّ ذَلِكَ دَلِيْلٌ عَلَى أَنَّهُ لَمْ يُحَقِّقْ إِخْلَاصَهَا المُحْرِّمِ لَهُ عَلَى النَّارِ “.
[مَجْمُوعُ الفَتَاوى ((261) / (10))]
______________
(1619): {إِلّا تَذكِرَةً لِمَن يَخشى} [طه: 3]
ولهذا قال: {إلاَّ تَذْكِرَةً لِمَن يَخْشى}: إلاَّ ليتذكَّر به من يَخْشى الله تعالى، فيتذكر ما فيه من الترغيب لأجل المطالب فيعمل بذلك، ومن الترهيب عن الشقاء والخسران فيرهب منه، ويتذكَّر به الأحكام الحسنةَ الشرعيَّة المفصَّلة التي كان مستقرًّا في عقله حسنها مجملاً، فوافق التفصيلُ ما يَجِدُهُ في فطرتِهِ وعقلِهِ، ولهذا سمَّاه الله تذكرةً، والتَّذْكِرَةُ لشيء كان موجوداً؛ إلاَّ أن صاحبَه غافلٌ عنه أو غير مستحضرٍ لتفصيلِهِ.
*وخصَّ بالتَّذْكِرَةِ مَنْ يخشى؛ لأنَّ غيره لا ينتفع به، وكيف ينتفعُ به من لم يؤمنْ بجنَّة ولا نارٍ ولا في قلبه من خشيةِ الله مثقال ذرة؟! * هذا ما لا يكون، {سَيَذَّكَّرُ مَنْ يخشى. ويتجنَّبُها الأشقى. الذي يَصْلى النار الكُبرى}.
– تيسير الكريم الرحمن
______________
(1620): لالا Sufyan Al-Thawri, Rahimahu Allah , said:
“I have been informed, and Allah know best, that there will come upon people a time in which whoever seeks knowledge will become a stranger in his time.”
لالا Al-Bidaa by Ibn Waddah
P.165
لالا قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: “بَلَغَنِيْ وَاللهُ أَعْلَمُ أَنَّهُ سَيَاتِيْ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ مَنْ طَلَبَ العِلْمَ فِيْهِ صَارَ غَرِيْبًا فِيْ زَمَانِهِ”.
لالا البِدَعُ لِابْنِ وَضَّاحٍ ص (165)
______________
(1621): {وَإِذا قَرَأتَ القُرآنَ جَعَلنا بَينَكَ وَبَينَ الَّذينَ لا يُؤمِنونَ بِالآخِرَةِ حِجابًا مَستورًا} [الإسراء: (45)]
تفسير السعدي:
يخبر تعالى عن عقوبته للمكذِّبين بالحقِّ الذين ردُّوه وأعرضوا عنه أنَّه يَحول بينَهم وبين الإيمان، فقال: {وإذا قرأتَ القرآنَ}: الذي فيه الوعظُ والتَّذكير والهدى والإيمان والخير والعلم الكثيرُ؛ {جَعَلْنا بينَك وبين الذين لا يؤمنونَ بالآخرة حجابًا مستورًا}: يستُرهم عن فهمه حقيقةً وعن التحقُّق بحقائقه والانقياد إلى ما يدعو إليه من الخير.
______________
(1622): {وَاستَفزِز مَنِ استَطَعتَ مِنهُم بِصَوتِكَ وَأَجلِب عَلَيهِم بِخَيلِكَ وَرَجِلِكَ وَشارِكهُم فِي الأَموالِ وَالأَولادِ وَعِدهُم وَما يَعِدُهُمُ الشَّيطانُ إِلّا غُرورًا} [الإسراء: (64)]
تفسير السعدي:
ثم أمره الله أن يفعلَ كلَّ ما يقدِرُ عليه من إضلالهم، فقال: {واستفزِزْ من استطعتَ منهم بصوتِكَ}: ويدخل في هذا كلُّ داعٍ إلى المعصية، {وأجْلِبْ عليهم بخيلِكَ ورَجِلكَ}: ويدخل فيه كلُّ راكبٍ وماشٍ في معصية الله؛ فهو من خيل الشيطان ورَجِلِهِ. والمقصود أنَّ الله ابتلى العباد بهذا العدوِّ المبين الداعي لهم إلى معصية الله بأقواله وأفعاله. {وشارِكْهم في الأموال والأولاد}: وذلك شاملٌ لكلِّ معصية تعلَّقت بأموالهم وأولادهم من منع الزكاة والكفَّارات والحقوق الواجبة، وعدم تأديب الأولاد وتربيتهم على الخير وترك الشرِّ، وأخذ الأموال بغير حقِّها أو وضعها بغير حقِّها أو استعمال المكاسب الرديَّة، بل ذَكَرَ كثيرٌ من المفسِّرين أنه يدخُلُ في مشاركة الشيطان في الأموال والأولادِ تركُ التسمية عند الطعام والشراب والجماع، وأنَّه إذا لم يُسَمِّ الله في ذلك؛ شارك فيه الشيطان؛ كما ورد فيه الحديث. {وعِدْهم}: الأوعادَ المزخْرَفَة التي لا حقيقة لها، ولهذا قال: {وما يَعِدُهُم الشيطانُ إلاَّ غرورًا}؛ أي: باطلًا مضمحلًّا؛ كأن يزيِّن لهم المعاصي والعقائد الفاسدة، ويعدهم عليها الأجر؛ لأنَّهم يظنُّون أنَّهم على الحق، وقال تعالى: {الشيطان يَعِدُكُم الفقر ويأمُرُكم بالفحشاءِ والله يَعِدُكُم مغفرةً منه وفضلًا}.
______________
(1623): قال ابن قدامة -رحمه الله-:
والمؤمنون يرون ربهم في الآخرة بأبصارهم ويزورونه، ويكلمهم ويكلمونه، قال الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ – إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة: (22) – (23)] وقال تعالى: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} [المطففين: (15)] فلما حجب أولئك في حال السخط دل على أن المؤمنين يرونه في حال الرضى، وإلا لم يكن بينهما فرق، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إنكم ترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته» حديث صحيح متفق عليه. *وهذا تشبيه للرؤية بالرؤية، لا للمرئي بالمرئي، فإن الله تعالى لا شبيه له ولا نظير.*
لمعة الاعتقاد ص (22)
______________
(1624): قَالَ يَحْيى بْنُ مُعَاذٍ – رَحِمَهُ اللّاهُ تَعَالَى -:
«ثَلاثُ خِصَالٍ مِنْ صِفَة الأَوْلِيَاءِ:
الثقة باللهٍ في كُل شيءٍ،
والغنى به عن كل شيءٍ،
والرجوع إليه من كل شيءٍ “.
[شُعَبُ الإِيْمَانِ للبَيْهَقِيِّ ((354) / (2))]
______________
(1625): * [المنهج الشرعي في مناصحة ولي الأمر] *
بسم الله الرحمن الرحيم
معالي الشيخ صالح بن فوزان الفوزان وفقه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نرجو من معاليكم توجيه كلمة حول الطريقة الشرعية في مناصحة ولي الأمر وخاصة في هذا الزمن الذي كثرت فيه الفتن مع بيان المنهج الشرعي في كيفية المناصحة وبيان ذلك بالأدلة الشرعية من الكتاب والسنة وفهم السلف الصالح، وهل هناك مفاسد مترتبة في المناصحة العلنية لولي الأمر. وفقكم الله وبارك في علمكم ونفع به الإسلام والمسلمين.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد:
نصيحة ولي أمر المسلمين واجبة لقوله صلى لله عليه وسلم: الدين النصيحة، قلنا لمن يا رسول الله قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، ولكنها تكون سرًا بين الناصح وولي الأمر، بدليل حديث: من كان عنده نصيحة لولي الأمر فليأخذ بيده ولينصحه سرا، فإن قبل وإلا فقد أدى ما عليه، أو كما ورد عنه صلى الله عليه وسلم، *وكان أسامة بن زيد ينصح عثمان بن عفان أمير المؤمنين رضي الله عنه سرًا ولا يظهر ذلك للناس هذا هو السنة في نصيحة ولي الأمر، أما الإنكار عليه بالمظاهرات أو في الصحف أو في الأشرطة أو في وسائل الإعلام أو في الكتب والمنشورات* فكل ذلك خلاف السنة وهو يفضي إلى مفاسد وفتن وشرور وتحريض على الخروج على ولي الأمر ويفرق بين الراعي والرعية ويحدث البغضاء بين ولي الأمر والرعية وليس ذلك من هدي الإسلام الذي يحث على جمع الكلمة وطاعة ولي الأمر فهو أمر منكر وليس من النصيحة في شيء وإنما هو من الفضيحة حتى في حق أفراد الناس فكيف بولي الأمر وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه.
كتبه
صالح بن فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء
6/ 11 / 1432 هـ
https://www.alfawzan.af.org.sa/ar/node
/13500
______________
(1626): لالا قَالَ حُبَيْشٌ الثَّقَفِيُّ رَحِمَهُ اللهُ:
“قَعَدْتُ مَعَ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلَ وَيَحْيَى بْنَ مَعِيْنٍ رَحِمَهُمَا اللهُ وَالنَّاسُ – أَيْ العُلَمَاءُ- مُتَوَافِرُوْنَ، فَأجْمَعُوْا أَنَّهُمْ لَا يَعْرِفُوْنَ رَجُلاً صَالِحاً بَخِيْلاً “.
لالا طَبَقَاتُ الحَنَابِلَةُ ج (1) ص (14)
لالا Hubaysh al-Thaqafi, Rahimahu Allah, said:
“I sat with Ahmad ibn Hanbal and Yahya ibn Ma’in, Rahimahuma Allahu, and the people [the scholars] were present, and they unanimously agreed that they didn’t know of a righteous man who is a miserly fellow”.
لالا Tabaqat Al-Hanbali V.1 P.145
______________
(1627): سورة الإسراء – الوقفات التدبرية
{وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا ((46))}
قال أبو الجوزاء أوس بن عبد الله: “*ليس شيء أطرد للشيطان من القلب من قول: (لا إله إلا الله) “*، ثم تلا: (وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورًا). القرطبي: (13) / (95).
______________
(1628): لَا يَحْزُنْكَ قَوْلُ النَّاسِ فِيكَ، فَإِنْ كَانَ كَاذِبًا كَانَتْ حَسَنَةً لَمْ تَعْمَلْهَا، وَإِنْ كَانَ صَادِقًا كَانَتْ سَيِّئَةً عُجِّلَتْ عُقُوبَتُهَا.
الآداب الشرعية والمنح المرعية (1) / (8) — شمس الدين ابن مفلح (ت (763))
(3)
______________
(1629): سورة الإسراء – الوقفات التدبرية
{وَلَوْلَا أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا ((74))}
في هذه الآيات دليل على شدة افتقار العبد إلى تثبيت الله إياه، وأنه ينبغي له أن لا يزال متملقًا لربه أن يثبته على الإيمان، ساعيًا في كل سبب موصل إلى ذلك؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهو أكمل الخلق، قال الله له: (ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئًا قليلًا)؛ *فكيف بغيره؟! * السعدي: (464).
______________
(1630): قال ابن الحبَّال -رحمه الله-:
*ومن أراد السعادة الأبدية فليلزم عتبة العبودية*
النصيحة المختصة (1) / (45)
______________
(1631): قَالَ مُحمدُ بنُ سيرينَ: قُلْتُ مَرَّةً لِرَجُلٍ: يَا مُفْلِسُ، فَعُوْقِبْتُ
قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيُّ – وَبَلَغَهُ هَذَا – فَقَالَ: *قَلَّتْ ذُنُوْبُ القَوْمِ، فَعَرَفُوا مِنْ أَيْنَ أُتُوا، وَكَثُرَتْ ذُنُوْبُنَا، فَلَمْ نَدْرِ مِنْ أَيْنَ نُؤْتَى.*
سير أعلام النبلاء (4) / (616)
______________
(1632): قال ابن تيمية -رحمه الله-:
وقد يقترن بالحزن ما يثاب صاحبه عليه ويحمد عليه فيكون محمودا من تلك الجهة لا من جهة الحزن كالحزين على مصيبة في دينه وعلى مصائب المسلمين عموما فهذا يثاب على ما في قلبه من حب الخير وبغض الشر وتوابع ذلك ولكن الحزن على ذلك إذا أفضى إلى ترك مأمور من الصبر والجهاد وجلب منفعة ودفع مضرة نهي عنه وإلا كان حسب صاحبه رفع الإثم عنه من جهة الحزن وأما إن أفضى إلى ضعف القلب واشتغاله به عن فعل ما أمر الله ورسوله به كان مذموما عليه من تلك الجهة وإن كان محمودا من جهة أخرى.
مجموع الفتاوى 16/ 10
______________
(1633): قال الحافظ بن حجر:
“الذي يداوم على تلاوة القرآن يذل له لسانه، ويسهل عليه قراءته، فإذا هجره ثقلت عليه القراءة وشقت عليه” [فتح الباري ((79) / (9))
______________
(1634): لالا*أبرك العلم تأثيرا*
*قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله*-:
(*إن من أبرك العلم تحصيلا وتأثيرا في النفس وفي العمل والمنهج هو ما يحصل في المساجد، فما أبرك علم المساجد! لأن المساجد فيها خير وبركة، ولذلك أنا أقول لكم عن نفسي: إن العلم الحقيقي الذي أدركته هو العلم الذي قرأته على المشايخ، وإن كنت استفدت من الجامعة في فنون أخرى، لكن العلم الراسخ المبارك هو ما يدركه الإنسان عند المشايخ*)
*من كتاب مجموع الفتاوى والرسائل (202) / (26) *
______________
(1635): قال ابن تيمية -رحمه الله-:
وكلما كان الإنسان أعظم رغبة في العلم والعبادة، وأقدر على ذلك من غيره بحيث تكون قوته على ذلك أقوى، ورغبته وإرادته في ذلك أتم، كان ما يحصل له إن سلمه الله من الشيطان أعظم، وكان ما يفتتن به إن تمكن منه الشيطان أعظم.
الإيمان (1) / (223)
______________
(1636): قال ابن القيم – رحمه الله-:
وَمِنَ الْأَدَبِ مَعَهُ: أَنْ لَا تُرْفَعَ الْأَصْوَاتُ فَوْقَ صَوْتِهِ. فَإِنَّهُ سَبَبٌ لِحُبُوطِ الْأَعْمَالِ *فَمَا الظَّنُّ بِرَفْعِ الْآرَاءِ، وَنَتَائِجِ الْأَفْكَارِ عَلَى سُنَّتِهِ وَمَا جَاءَ بِهِ*
مدارج السالكين (2) / (314)
______________
(1637) قال القرطبي رحمه الله:
إن الذي يتعين بعد وقوع المقدور التسليم لأمر الله، والرضا بما قدره الله تعالى، والإعراض عن الالتفات لما مضى وفات. فإنَّ افتكر فيما فاته من ذلك وقال: لو أني فعلت كذا لكان كذا، جاءته وساوس الشيطان، ولا تزال به حتى تفضي به إلى الخسران؛ لتعارض توهم التدبير سابق المقادير، وهذا هو عمل الشيطان الذي نهى عنه النبي لا بقوله: فلا تقل: لو، فإنَّ لو تفتح عمل الشيطان ..
المفهم (6) / (683)
______________
(1638): كانَ الزُهريُّ فِي سَفَرٍ، فَصَامَ يَوْمَ عَاشُوْرَاءَ، فَقِيْلَ لَهُ: لِمَ تَصُومُ وَأَنْتَ تُفطِرُ فِي رَمَضَانَ فِي السَّفَرِ؟!
قَالَ: إِنَّ رَمَضَانَ لَهُ عِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ، وَإِنَّ عَاشُوْرَاءَ يَفُوْتُ.
سير أعلام النبلاء (5) / (342)
______________
(1639): [سماع القرآن من الصوت الحسن مما تحبه النفوس و يعين على التدبر]
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: وَالله قد خلق الصَّوْت الْحسن وَجعل النُّفُوس تحبه وتلتذ بِهِ فَإِذا استعنا بذلك فِي اسْتِمَاع مَا امرنا باستماعه وَهُوَ كِتَابه وَفِي تَحْسِين الصَّوْت بِهِ كَمَا أمرنَا بذلك حَيْثُ قَالَ زَينُوا الْقُرْآن باصواتكم وكما كَانَ يفعل أَصْحَابه بِحَضْرَتِهِ مثل أبي مُوسَى وَغَيره كُنَّا قد استعملنا النِّعْمَة فِي الطَّاعَة وَكَانَ هَذَا حسنا مَامُورا بِهِ كَمَا كَانَ عمر بن الْخطاب يَقُول لأبي مُوسَى يَا أَبَا مُوسَى ذكرنَا رَبنَا فَيقْرَأ وهم يَسْتَمِعُون وَكَانَ أَصْحَاب مُحَمَّد ص إِذا اجْتَمعُوا أمروا وَاحِدًا مِنْهُم أَن يقْرَأ وَالْبَاقِي يَسْتَمِعُون
فَهَذَا كَانَ استماعهم وَفِي مثل هَذَا السماع كَانُوا يستعملون الصَّوْت الْحسن ويجعلون التذاذهم بالصوت الْحسن عونا لَهُم على طَاعَة الله وعبادته باستماع كِتَابه فيثابون على هَذَا الالتذاذ.
الاستقامة (1/ 342).
______________
(1640): قال ابن تيمية -رحمه الله-:
*وَصَارَ الشَّيْطَانُ بِسَبَبِ قَتْلِ الْحُسَيْنِ يُحْدِثُ لِلنَّاسِ بِدْعَتَيْنِ:* بِدْعَةَ الْحُزْنِ وَالنَّوْحِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، مِنَ اللَّطْمِ وَالصُّرَاخِ وَالْبُكَاءِ وَالْعَطَشِ وَإِنْشَادِ الْمَرَاثِي، … . وَكَذَلِكَ بِدْعَةُ السُّرُورِ وَالْفَرَحِ.
منهاج السنة النبوية (4) / (554)