511 – فتح الملك بنفحات المسك شرح صحيح البخاري.
مجموعة أبي صالح حازم وأحمد بن علي وسلطان الحمادي وأحمد بن خالد وعمر الشبلي ومحمد سيفي وعدنان البلوشي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة.
مراجعة سيف بن غدير النعيمي
وعبدالله البلوشي أبي عيسى
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وأن يبارك في ذرياتهم وذرياتنا).
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
102 – بَابُ اسْتِقْبَالِ الرَّجُلِ صَاحِبَهُ أَوْ غَيْرَهُ فِي صَلَاتِهِ وَهُوَ يُصَلِّي، وَكَرِهَ عُثْمَانُ أَنْ يُسْتَقْبَلَ الرَّجُلُ وَهُوَ يُصَلِّي وَإِنَّمَا هَذَا إِذَا اشْتَغَلَ بِهِ، فَأَمَّا إِذَا لَمْ يَشْتَغِلْ، فَقَدْ قَالَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ: مَا بَالَيْتُ إِنَّ الرَّجُلَ لَا يَقْطَعُ صَلَاةَ الرَّجُلِ.
511 – حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ خَلِيلٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمٍ يَعْنِي ابْنَ صُبَيْحٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ: «أَنَّهُ ذُكِرَ عِنْدَهَا مَا يَقْطَعُ الصَّلَاةَ، فَقَالُوا: يَقْطَعُهَا الْكَلْبُ وَالْحِمَارُ وَالْمَرْأَةُ، قَالَتْ: لَقَدْ جَعَلْتُمُونَا كِلَابًا، لَقَدْ رَأَيْتُ النَّبِيَّ ? يُصَلِّي، وَإِنِّي لَبَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ، وَأَنَا مُضْطَجِعَةٌ عَلَى السَّرِيرِ، فَتَكُونُ لِي الْحَاجَةُ، فَأَكْرَهُ أَنْ أَسْتَقْبِلَهُ، فَأَنْسَلُّ انْسِلَالًا».
511 (م) – وَعَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ: نَحْوَهُ.
————————–
فوائد الباب:
1 – قوله: (وكره عثمان أن يستقبل الرجل وهو يصلي)، عن هلال بن يساف قال: رأى عمر رجلا يصلي ورجل مستقبله، فأقبل على هذا بالدرة، وقال: «تصلي وهذا مستقبلك؟» وأقبل على هذا بالدرة قال: «أتستقبله وهو يصلي؟». أخرجه عبد الرزق في المصنف 2396 قال عن الثوري، عن الأعمش، عن شمر بن عطية، عن هلال بن يساف به، “وروى أبو نعيم: ثنا مسعر، قال: أراني أول من سمعته من القاسم، قال: ضرب عمر رجلين: أحدهما مستقبل الآخر وهو يصلي.” انتهى نقله الحافظ ابن رجب في الفتح ثم قال ” وهذا منقطع”. ولم أجده عن عثمان وإنما عن عمر -رضي الله عنه. وقد وجدت الأثر التالي عن عثمان -رضي الله عنه.
2 – عن ابن المسيب، عن علي وعثمان، قالا: «لا يقطع الصلاة شيء، وادرءوهم عنكم ما استطعتم». أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 2901 قال حدثنا عبدة ووكيع عن سعيد عن قتادة عن ابن المسيب به.
3 – قوله: (قال زيد بن ثابت: ما باليت إن الرجل لا يقطع صلاة الرجل).
روى علي بن المديني قال: حدثني يعقوب بن إبراهيم بن سعد قال: حدثني أبي عن ابن إسحاق قال: حدثني عبد الله بن كعب مولى عثمان بن عفان عن خارجة بن زيد بن ثابت قال: سمعت معاذا القارئ: يسأل أبي زيد بن ثابت عن الرجل يصلي والرجل في قبلته مستقبله بوجهه. فقال: إني ما أبالي أعمود من عمد المسجد استقبلني في صلاتي أو استقبلني رجل، إن الرجل لا يقطع صلاة الرجل. علقه ابن عبد البر في الاستذكار1/ 533 وقال ابن عبد البر عقبه: “إنما كرهه من كرهه خشية أن يشغله النظر إليه عن شيء من صلاته وربما كان منه ما يشغل المصلي الذي يستقبله”.
4 – حديث أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-. أخرجه البخاري ومسلم والنسائي. وقد سبق في باب 99 الصلاة إلى السرير وذكرنا بعض فوائده هناك.
5 – موضع الشاهد منه قولها: (فأكره أن أستقبله فأنسل انسلالا). وعند السراج في مسنده 909 و910 من طريق جرير: “فَأَكْرَهُ أَنْ أَقُومَ فَأَسْتَقْبِلَهُ فَأَنْسَلَّ انْسِلال”.
6 – أخرج الإمام أحمد في مسنده 24154 وإسحق بن راهويه في مسنده 1488 وابن خزيمة في صحيحه 826 واللفظ له والبيهقي في السنن الكبرى 3540 من طريق أبي معاوية: ” ربما رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي بالليل وسط السرير، وأنا على السرير بينه وبين القبلة، تكون لي الحاجة، فأنسل من قبل رجلي السرير كراهة أن أستقبله بوجهي”. وهذه الطريق أوضح في مقصود البخاري هنا.
7 – وعند البخاري 508 من طريق منصور: “فأكره أن أسنحه، فأنسل”.
من قولك: سنح لي الشيء إذا عرض لك، تريد أني أكره أن أستقبله ببدني في صلاته، ومن هذا سوانح الطير والظباء، وهي ما يعترض الركب والمسافرين فتجيء عن مياسرهم وتجوز إلى ميامنهم. قاله أبو سليمان الخطابي في أعلام الحديث.
8 – وعند أبي عوانة في مستخرجه 1465 من طريق عبد الله بن نمير: “لقد رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي مقابل السرير، وأنا عليه بينه وبين القبلة فتكون لي الحاجة فَأَنسلُّ من قِبَل رجل السرير كراهية أن أستقبله”.
9 – وعند الطحاوي في شرح معاني الآثار 2654 من طريق شجاع بن الوليد: “وقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي إلى وسط السرير وأنا عليه مضطجعة، والسرير بينه وبين القبلة، فتبدو لي الحاجة فأكره أن أجلس بين يديه فأوذيه، فأنسل من قبل رجليه انسلالا».
10 – “وهذا يدل عل إنها كانت تعلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يكره أن يستقبله أحد بوجهه وهو يصلي، وكان ذلك ليلا، ولم يكن في البيوت مصابيح”. قاله الحافظ ابن رجب في الفتح.
11 – وعند الطحاوي في شرح معاني الآثار 2655 من طريق الأسود: ” كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي وأنا بينه، وبين القبلة، فإذا أردت أن أقوم، كرهت أن أقوم بين يديه، فأنسل انسلالا”.
12 – قوله: (وعن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة نحوه) هو معطوف على الإسناد الذي قبله، يعني أن علي بن مسهر روى هذا الحديث عن الأعمش بإسنادين إلى عائشة عن مسلم وهو أبو الضحى عن مسروق عنها باللفظ المذكور. قاله الحافظ ابن حجر في الفتح. قلت: وجمعهما أيضا عبدالله بن نمير كما عند الإمام أحمد في مسنده 24929 تابعه منصور عن إبراهيم بلفظ: “كنت بين يدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يصلي فإذا أردت أن أقوم كرهت أن أقوم فأمر بين يديه انسللت انسلالا”. أخرجه النسائي 755 وصححه الألباني.
13 – ولو تأملنا حديث عائشة في الباب وجدناها كانت نائمة مقابل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فهذا يدخل أحد شقي الترجمة وهو الإباحة لمن يشتغل به. ثم قولها: (فأكره أن أستقبله فأنسل انسلالا)، وفي رواية: “كراهة أن أستقبله بوجهي”. وهذا يدخل في شق الترجمة الآخر وهو قوله: (وإنما هذا إذا اشتغل به). والله أعلم.
14 – عن ابن عون قال: «كان إبراهيم جالسا موليا ظهره إلى القبلة، وإنسان قائم يصلي مستقبله، فأخذ إبراهيم يتقيه بيده من هذا الجانب ومن هذا الجانب». أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 7389 حدثنا أبو أسامة، عن ابن عون به وترجم عليه فقال: “من كره أن يستقبل بوجهه وجه المصلي”.
15 – قال الحسن بن مسلم: “وعرفت إنما يكره يعني صلاة الرجل مستقبل الرجل لذلك”. أخرجه عبد الرزاق في المصنف 2393 قال عن ابن جريج قال: أخبرني حسن بن مسلم فذكر قصة ثم قال فذكره.
16 – “والذين كرهوا استقباله، كرهوا ذلك لما يخشى عليه من استقباله بالنظر إليه عن صلاته”. قاله ابن بطال في شرح صحيح البخاري.