51 الفوائد المنتقاه من شرح صحيح مسلم –
رقم 51
المقام في مسجد الشيخة /سلامة في مدينة العين
(ألقاه الأخ: سيف الكعبي)
بالتعاون مع الأخوة في مجموعات السلام والمدارسة والتخريج رقم 1
من عنده تعقيب أو تنبيه فليفدنا
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
عن أبي سعيد الخدري، قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن أخي استطلق بطنه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «اسقه عس?» فسقاه، ثم جاءه فقال: إني سقيته عس? فلم يزده إ? استط?قا، فقال له ث?ث مرات، ثم جاء الرابعة فقال: «اسقه عس?» فقال: لقد سقيته فلم يزده إ? استط?قا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صدق الله، وكذب بطن أخيك» فسقاه فبرأ
__________
المفردات:
* (استطلق) ا?ستط?ق ا?سهال يقال استطلق بطنه إذا مشى.
* (صدق الله وكذب بطن أخيك).
المراد قوله تعالى: (يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس)
وهـو العسل وهـذا تصريح منه صلى الله عليه وسلم بأن الضمير في قوله تعالى (فيه شفاء) يعود إلى الشراب الذي هـو العسل وهـو الصحيح]. قرره النووي وغير واحد من الأئمة.
الفوائد:
– ورد في الحديث (مثل المؤمن مثل النحلة، لا تأكل إلا طيبا، ولا تضع إلا طيبا، وإن وقعت على عود نخل لم تكسره، ومثل المؤمن مثل سبيكة الذهب إن نفخت عليها احمرت وإن وزنت لم تنقص) ضعيف حيث أوقفه غندر على عبدالله بن عمرو، لما رواه عن شعبه. وله طريق أخرى مطوله فيها انقطاع بين ابن بريدة وأبي سبرة حيث قال (ذكر لي أن أبا سبرة) كما عند الحاكم والشريعة للآجري، وفي مطبوعة الزهد جعله المحقق (ذكر لي أبو سبرة) وهو تصحيف، وأبو سبرة مجهول.
* ذكر بعض الباحثين أوجه شبه بين النحلة والمؤمن: الفطنة، وقلة المؤونة، وكثرة النفع، وقلة الأذى، والقناعة، والنشاط ليلاً ونهارا، والتنزه عن الأقذار، والأكل من كسب نفسه، وطاعته لأميره
– العسل من أنواع الأشربة، ومنه حديث أنس رضي الله عنه (لقد سقيت النبي صلى الله عليه وسلم بقدحي هذا الشراب كله العسل واللبن)
– قال ابن تيمية: عدم علمنا بالحقائق لا ينفي ثبوتها … الخ
– قرر ابن تيمية أن العقل الصريح لا يناقض النقل الصحيح، وله كتاب في ذلك، والناس في العقل والنقل بين طرفين ووسط، فأهل السنة، لم يلغوا العقل، ولم يقدموه على النقل، وضرب ابن تيمية مثل يفهم منه منزلة العقل من النقل؛ مثل رجل عامي أرشد شخصاً لطبيب وأثنى على حذقه، فلما شخَّص الطبيب المرض، خالفه العامي الذي أرشد إليه، فمن يصدق؟ العامي أم الطبيب. فالعامي العقل والطبيب النقل.
ومنه العلوم التجريبية اليقينية أو الحسية فلا تعارض الشرع؛ مثل الأرض كروية. وهناك مسائل يظن البعض أنها يقينية، فعارضوا الشرع بها، وهي في الحقيقة لا تعدوا أن تكون تجارب قابلة للرد.
– لا يجوز أن تبني قاعدة على تجارب قليلة.
– يطلق الكذب ويراد به الإخبار عن الشئ على خلاف الواقع قصدا ذلك الإخبار كان أو من غير قصد؛ ومنه حديث (كذب أبو السنابل.
– تكذيب من لا يعقل، والمقصود ظنون المخاطب المبنية على تجربة ناقصة.
– حسن خطابه صلى الله عليه وسلم وتلطفه بالمخاطب. حيث لم يوجه التكذيب له. أما لأبي السنابل لمّا تكلم بغير علم، حسن الشدة في عتابه.
– ذكر ابن كثير: قوله تعالى (فيه شفاء للناس)، أي في العسل شفاء للناس، من أدواء تعرض لهم، قال بعض من تكلم في الطب النبوي: لو قال: فيه الشفاء للناس لكان دواء لكل داء، ولكن قال (فيه شفاء للناس) أي يصلح لكل أحد به أدواء باردة، فإنه حار، والشئ يداوى بضده. انتهى
ثم هنالك أمور تمنع من الشفاء بالعسل منها: عدم اليقين بالله – أو يكون المرض من الأدواء التي لا يعالجها العسل – أو تكون الكمية غير كافية – أو يكون العسل ليس طبيعيا – أو يكون ذلك من باب الإبتلاء ليرى الله صبر عبده.
مع أنه ورد عن ابن مسعود عليكم بالشفائين القرآن والعسل، وهذا يدل على العموم وكذلك كان ابن عمر لا يشكو قرحه إلا جعل عليها عسل حتى الدمل يطليه به ويستدل بالآية.
وكان يزيد بن عبيد يستعمل العسل في جميع الأمراض حتى في الكحل، وعن الربيع بن خثيم قال: ليس للنفساء مثل الرطب ولا للمريض مثل العسل.
فلعل هذه التعميمات يكون بتركيب العسل مع غيره، لأني رأيت شخص وهو معافى يتقيأ العسل، أو لعل هذا الشخص من الشاذ والمبتلين الذي لا حكم له.
– حسن تعليم النبي صلى الله عليه وسلم حيث تدرج في تعليم الصحابي حتى أوصله إلى اليقين بنفع العسل وأن كل ما يخالف القرآن فهو كاذب.
– فيه إشارة إلى أن علم الطب بعضه تجريبي.
– استحباب العلاج.
-فيه معنى قوله تعالى (وما ينطق عن الهوى) فهو من دلائل النبوة.
– لا يصلح القول أن النصوص الشرعية في السياسة والإقتصاد والطب وغيرها إنما هي آراء قابلة للرد فهي تختلف عن قوله صلى الله عليه وسلم (أنتم أعلم بأمور دنياكم) لأن تأبير النخل لم تتناوله نصوص الوحي إنما كان رأيا رآه النبي صلى الله عليه وسلم. ومع ذلك بادر الصحابة بالإستجابة.
– فيه من آثار اسم الله المؤمن؛ لأن من معانيها الصدق كوصف ذات، والتصديق كوصف فعل.
– نقل عن بعض أهل العلم أنه يصحح الحديث بالتجربة كالحاكم والبيهقي، قال عن ابن عباس (إن الله عزوجل ملائكة سوى الحفظة يكتبون ما سقط من ورق الشجر، فإذا أصاب أحدكم عرجه بأرض فلاة فليناد أعينوا عباد الله يرحمكم الله) وقال: هذا موقوف على ابن عباس مستعمل عند الصالحين من أهل العلم، لوجود صدقه عندهم فيما جربوا)، ولعله يجاب أن له حكم الرفع عنده لكن استانس بالتجربة.
والشيخ الألباني ضعف الحديث بكل طرقه، وقال: السنة لا تثبت بمجرد التجربة … (الضعيفة 656)
وكذلك السخاوي فقد نقل عن ابن حجر أنه قال: أنه حسن حديث (ماء زمزم لما شرب له مع أنه موقوف ويشهد له حديث أبي ذر (إنها طعام طعم وشفاء سقم) وأصله عند مسلم وهذا لفظ الطيالسي، وباجتماع هذه الطرق يصلح للإحتجاج به، وقد جربه جماعة من الكبار، فذكروا أنه صح.
قلت: يجاب بما سبق أن ذكرناه.
ورد الشوكاني كما في تحفة الذاكرين على بعض من صحح الأدعية والأذكار بالتجربة: أن السنة لا تثبت بالتجربة وعزاه للمنذري، وكونه قال: استجيب له؛ لا يدل على أن سبب القبول ثابت عن رسول الله صلى الله عليه.
فوائد العسل:
– ذكر ابن حجر العسل للأطفال الرضع كعلاج، في مسألة هل يدخل الغلام فيمن طعم إذا تناول العسل مخففا بالماء، فيغسل بوله كالجارية.
– ورد عن أبي سعيد الخدري أن ملاعب الأسنة بعث إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله الدواء من وجع بطن ابن أخ له فأرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم بعكة عسل فسقاه فبرأ. قال ابن حجر روى البغوي بإسناد صحيح عن قتادة عن أبي المتوكل عن أبي سعيد، قلت واخاف أن يكون وهما ففي الصحيحين وغيرهما من طرق عن قتادة عن أبي المتوكل عن أبي سعيد بقصة الرجل الذي استطلق بطن أخيه.
– مما ورد كذلك عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم لبد رأسه بالعسل. سنن أبي داود 1748 وضعفه الألباني، والصواب أنه لبد رأسه دون لفظ (العسل)، لكن سيأتي النقل عن ابن القيم أنه مفيد لقتل القمل.
– ومما ورد حديث (عليكم بالسنى والسنوت فإن فيهما شفاء من كل داء إلا السام. قيل: يا رسول الله وما السام؟ قال: الموت) فيه أحاديث أصحها حديث أنس وفيه محمد بن عمارة صدوق يخطئ.
وفي معنى السنوت ثمانية أقوال: الأول؛ أنه العسل، … والثامن؛ العسل الذي يكون في زقاق السمن.
وقيل ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم سأل أسماء بم تستمشين؟ قالت: بالشبرم، فقال: حار جار ثم ذكر لها حديث (عليكم بالسنى والسنوت … )، وفيه عتبة بن عبد الله مجهول عين، وراجع تهذيب التهذيب.
فيخلط السنا مدقوقا بالعسل المخلوط بالسمن، ومنه حديث (إن خير ما تداويتم به السعوط واللدود والحجامة والمشي) الضعيفة 3564
والمشي هو ما يمشي البطن ويلينه، ويسهل خروج الخارج (زاد المعاد 4/ 76)
– عن عائشة رضي الله عنها، قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الحلواء والعسل»
– وفي الحديث (الشفاء في ثلاثة في شرطة محجم أو شربة عسل أو كية من نار، وأنا أنهى أمتي عن الكي).
– وفي الحديث (عليكم بالشفائين العسل والقرآن) ورجح البيهقي وقفه. وفي زاد المعاد (قال ابن القيم: القرآن علاج النفس، والعسل علاج البدن)
-يسرع العسل التئام الجروح، خاصة إذا أخذ عن طريق الفم، كما يستعمل العسل كمهدئ أعصاب، وضد السعال والأرق والتهاب الشعب الهوائية، والمغص، وينصح بإعطاء الطفل الذي لا يستطيع التحكم بعضلات المثانة بعد سن الثالثة بتناول ملعقة عسل قبل النوم حيث يجذب سوائل الجسم، وينفع في حالة التهاب الأعصاب والروماتيزم، والتهاب المفاصل، ويرفع الكالسيوم في حالة شلل الأطفال.
وهناك الغذاء الملكي كذلك له منافع كثيرة منها توسيع الأوعية الدموية، ويساعد على الباءه، وينظم وظيفة الغدد، ويخفض الكولسترول فهو مفيد لأمراض القلب …. وغيرها من المنافع
* نقل كلام ابن القيم من زاد المعاد في فوائد العسل:
قال: منافع العسل منافع عظيمة: فهو جلاء للأوساخ التي في العروق، والأمعاء وغيرها، محلل للرطوبات أكلا، وطلاء نافع للمشايخ وأصحاب البلغم، ومن كان مزاجه باردا رطبا، وهو مغذ ملين للطبيعة حافظ لقوى المعاجين ولما استودع فيه مذهب لكيفيات الأدوية الكريهة، منق للكبد، والصدر، مدر للبول، موافق للسعال الكائن عن البلغم، وإذا شرب حارا بدهن الورد نفع من نهش الهوام، وشرب الأفيون، وإن شرب وحده ممزوجا بماء نفع من عضه الكلب الكلِب، وأكل الفطر القتال، وإذا جعل فيه اللحم الطري حفظ طراوته ثلاث أشهر، وكذلك إن جعل فيه القثاء والخيار والقرع والباذنجان ويحفظ كثيرا من الفاكهة ستة أشهر، ويحفظ جثة الموتى ويسمى الحافظ الأمين، وإذا لطخ به البدن المقمل والشعر قتل قمله وصئبانه، وطول الشعر وحسنه ونعمه، وإن اكتحل به جلا ظلمة البصر، وإن استن به بيض الأسنان، وصقلها وحفظ صحتها، وصحة اللثة، ويفتح أفواه العروق، ويدر الطمث، ولعقه على الريق يذهب البلغم، ويغسل خمل المعدة، ويدفع الفضلات عنها، ويسخنها تسخينا معتدلا، ويفتح سددها، ويفعل ذلك بالكبد، والكلى، والمثانة، وهو أقل ضررا لسدد الكبد، والطحال من كل حلو.
وهو مع هذا كله مأمون الغائلة قليل المضار مضر بالعرض للصفراويين ودفعها بالخل ونحوه فيعود حينئذ نافعا له جدا.
وهو غذاء مع الاغذية ودواء مع الأدوية وشراب مع الأشربة وحلو مع الحلوى وطلاء مع الأطلية ومفرح مع المفرحات فما خلق لنا شيء في معناه أفضل منه ولا مثله ولا قريبا منه ولم يكن معول القدماء إلا عليه وأكثر كتب القدماء لا ذكر فيها للسكر البتة ولا يعرفونه فإنه حديث العهد حدث قريبا وكان النبي صلى الله عليه وسلم يشربه بالماء على الريق وفي ذلك سر بديع في حفظ الصحة لا يدركه إلا الفطن الفاضل. (4/ 34)
وفي مكان آخر قارن بينه وبين السكر ورد على من زعم أن السكر أنفع منه.
* ما يفسد العسل:
– (الحسد يفسد الإيمان كما يفسد الصبر العسل) عزي للطبراني ولم أجده
-ورد (الخلق الحسن يذيب الخطايا كما يذيب الماء الجليد، والخلق السوء يفسد العمل كما يفسد الخل العسل) الضعيفة 441، 440
* بيان إمكان التخمر في العسل.
فيه حديث (من الحنطة خمر … ، و العسل خمر)
* هل في العسل زكاة؛ راجع (الفوائد على كتاب الزكاة).
*هل كان العسل يقسم في الغنائم: قال ابن عمر رضي الله عنهما (كنا نصيب في مغازينا العسل والعنب فنأكله ولا نرفعه) وانظر بحث هذه المسألة في كتاب الجهاد.