509 – فتح الملك بنفحات المسك شرح صحيح البخاري.
مجموعة أبي صالح حازم وأحمد بن علي وسلطان الحمادي وأحمد بن خالد وعمر الشبلي ومحمد سيفي وعدنان البلوشي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة.
مراجعة سيف بن غدير النعيمي
وعبدالله البلوشي أبي عيسى
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وأن يبارك في ذرياتهم وذرياتنا).
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
100 – بَابٌ: يَرُدُّ الْمُصَلِّي مَنْ مَرَّ بَيْنَ يَدَيْهِ.
وَرَدَّ ابْنُ عُمَرَ فِي التَّشَهُّدِ وَفِي الْكَعْبَةِ، وَقَالَ: إِنْ أَبَى إِلَّا أَنْ تُقَاتِلَهُ فَقَاتِلْهُ.
509 – حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ: أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ لا، وَحَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ الْعَدَوِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ السَّمَّانُ قَالَ: «رَأَيْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ يُصَلِّي إِلَى شَيْءٍ يَسْتُرُهُ مِنَ النَّاسِ، فَأَرَادَ شَابٌّ مِنْ بَنِي أَبِي مُعَيْطٍ أَنْ يَجْتَازَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَدَفَعَ أَبُو سَعِيدٍ فِي صَدْرِهِ، فَنَظَرَ الشَّابُّ فَلَمْ يَجِدْ مَسَاغًا إِلَّا بَيْنَ يَدَيْهِ، فَعَادَ لِيَجْتَازَ، فَدَفَعَهُ أَبُو سَعِيدٍ أَشَدَّ مِنَ الْأُولَى، فَنَالَ مِنْ أَبِي سَعِيدٍ، ثُمَّ دَخَلَ عَلَى مَرْوَانَ، فَشَكَا إِلَيْهِ مَا لَقِيَ مِنْ أَبِي سَعِيدٍ، وَدَخَلَ أَبُو سَعِيدٍ خَلْفَهُ عَلَى مَرْوَانَ، فَقَالَ: مَا لَكَ وَلِابْنِ أَخِيكَ يَا أَبَا سَعِيدٍ؟ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ لا يَقُولُ: إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ إِلَى شَيْءٍ يَسْتُرُهُ مِنَ النَّاسِ، فَأَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَجْتَازَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَلْيَدْفَعْهُ، فَإِنْ أَبَى فَلْيُقَاتِلْهُ، فَإِنَّمَا هُوَ شَيْطَانٌ»
———————–
فوائد الباب:
1 – قوله: (باب يرد المصلي من مر بين يديه) فإنه من مصلحة الصلاة.
2 – عن عمرو بن دينار، قال: مررت بابن عمر بعد ما جلس في آخر صلاته حتى أنظر ما يصنع، فارتفع من مكانه فدفع في صدري. أخرجه أبو نعيم في كتاب الصلاة – نقلا عن فتح الباري لابن رجب-قال ثنا فطر بن خليفة، عن عمرو بن دينار به تابعه ابن فضيل عن فطر به أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 2938.
3 – عن عمرو بن دينار، قال: أردت أن أمر بين يدي ابن عمر وهو يصلي؛ فانتهرني بتسبيحه. أخرجه أبو نعيم في كتاب الصلاة – نقلا عن فتح الباري لابن رجب- قال ثنا جعفر بن برقان، عن عمرو بن دينار به.
4 – قوله: (ورد ابن عمر في التشهد) عن عمرو بن دينار قال: «ذهبت أمر بين يدي ابن عمر، وهو جالس يصلي». قال: «فانتهر، وكان شديدا على من يمر بين يديه». أخرجه عبد الرزاق في المصنف 2337 قال: عن محمد بن مسلم، عن عمرو بن دينار به.
5 – وقال أبو نعيم أيضا- نقلا عن فتح الباري لابن رجب- ثنا بشير بن مهاجر، قال: رأيت أنس بن مالك وهو جالس في صلاته لم ينصرف، فجاء رجل يريد أن يمر بينه وبين السارية، فأماطه.
6 – وروى ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، قال: انصرف الإمام من العصر، فقمت أبادر مجلس عبيد بن عمير، فمررت بين يدي ابن عمر وأنا لا أشعر، فقال: سبحان الله، سبحان الله – مرتين – وجثا على ركبتيه، ومد يديه حتى ردني. ذكره الحافظ ابن رجب في الفتح.
7 – عن عمرو بن دينار قال: «مررت إلى جنب ابن عمر فظن أني أمر بين يديه فثار ثورة أفزعني، ونحاني». أخرجه عبد الرزاق في المصنف 2336 عن إسرائيل، عن سماك عن معمر، عن عمرو بن دينار به.
8 – قوله (وفي الكعبة) “عن صالح بن كيسان قال: رأيت ابن عمر يصلي في الكعبة ولا يدع أحدا يمر بين يديه، رواه أبو زرعة في ” تاريخ دمشق ” (91/ 1) وابن عساكر (8/ 106 / 2) بسند صحيح.” قاله الألباني في حجة النبي صلى الله عليه وسلم، وأخرجه أبو نعيم الفضل بن دكين في كناب الصلاة ومن طريقه الحافظ ابن حجر في تغليق التعليق ومنه نقلت قال قَالَ ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ الْمَاجِشُونُ عَنْ صَالِحِ ابْن كَيْسَانَ به
9 – قوله (وقال إن أبى إلا أن تقاتله فقاتله) عن ابن عمر قال: «لا تدع أحدا يمر بين يديك وأنت تصلي، فإن أبى إلا أن تقاتله فقاتله» أخرجه عبد الرزاق في المصنف 2325 قال عن عبد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر به وعبد الله المكبر ضعيف. وحين نقله الحافظ ابن رجب في الفتح الحافظ ابن حجر في تغليق التعليق قالوا ” عبيد الله بن عمر” بدلا من عبد الله فالله أعلم. وحديث الباب المرفوع يشهد له.
10 – عن نافع: «أن عبد الله بن عمر كان وهو يصلي لا يدع أحدا يمر بين يديه». أخرجه عبد الرزاق في المصنف 2326 قال عن مالك، عن نافع به.
11 – عن ابن جريج قال: أخبرني نافع: «أن ابن عمر كان لا يترك شيئا يمر بين يديه وهو يصلي، ولا يمر هو بين يدي الرجال والنساء». أخرجه عبد الرزاق في المصنف 2327.
12 – عن الأسود قال: قال عبد الله: «من استطاع منكم أن لا يمر بين يديه وهو يصلي فليفعل، فإن المار بين يدي المصلي أنقص أجرا من الممر عليه». أخرجه عبد الرزاق في المصنف 2340 وابن أبي شيبة في المصنف 2932 من طريقين عن الأعمش، عن عمارة، عن الأسود به.
13 – حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-. أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي.
14 – قوله (رأيت أبا سعيد الخدري في يوم جمعة يصلي إلى شيء يستره من الناس) وعند ابن خزيمة 817 من طريق عبد الرحمن بن أبي سعيد، عن أبيه ” أنه كان يصلي إلى سارية”
15 – قوله (إذا صلى أحدكم إلى شيء يستره من الناس) وعند أبي داود 698 وابن ماجه 954 وأصله في مسلم من طريق عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري، عن أبيه ” إذا صلَّى أحدُكم فليُصَلِّ إلى سُتْرةِ، وليَدْنُ منها”.
16 – قوله (فليدفعه) وعند ابن خزيمة 818 من طريق عبد الوارث بن عبد الصمد، حدثني أبي، عن يونس ” فليمنعه مرتين”.
17 – قوله: (فإن أبى فليقاتله فإنما هو شيطان). معنى هذا الكلام أن الشيطان هو الذي يحمله على ذلك ويحركه عليه، ومعنى المقاتلة هاهنا الدفع العنيف، وقد يجوز أيضا أن يكون أراد بالشيطان المار بين يديه نفسه، ذلك أن الشيطان هو المارد الخبيث من الجن والإنس. قاله الخطابي في أعلام الحديث.
18 – قوله (فإنما هو شيطان) وعند ابن خزيمة 817 من طريق عبد الرحمن بن أبي سعيد، عن أبيه ” فإن أبى فليقاتله، فإنما هو شيطان، فإنما ضربت الشيطان”
19 – “قال بعض الفقهاء: واتفق العلماء على دفع المار بين يدي المصلي إذا صلى إلى سترة”. قاله ابن بطال في شرح صحيح البخاري.
20 – “والمقاتلة هاهنا: المدافعة في لطف، وأجمعوا أنه لا يقاتله بسيف ولا يخاطفه في أخرى، ولا يخاطبه، ولا يبلغ به مبلغا يفسد صلاته”. قاله ابن بطال في شرح صحيح البخاري.
21 – “وفيه: أنه يجوز أن يقال للرجل إذا فتن فى الدين: شيطان”. قاله ابن بطال في شرح صحيح البخاري.
22 – قوله: (إن أبى) ” أي المار عدم المرور بكل وجه إلا بأن يقاتل المصلي المار قاتله المصلي، وفي بعضها يقاتله وقاتله بالخطاب في اللفظين”. قاله الكرماني في الكواكب الدراري.
23 – فيه أن العمل القليل في الصلاة لمصلحتها غير ضار. قاله ابن الملقن في التوضيح.
24 – ذكر الزجر عن المرور بين يدي المصلي. قاله ابن حبان.
25 – عن صدقة بن يسار، عن عبد الله بن عمر أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: إذا كان أحدكم يصلي فلا يدع أحدا يمر بين يديه فإن أبي فليقاتله فإن معه القرين. رواه مسلم 506 من طريق محمد بن إسماعيل بن أبي فديك عن الضحاك بن عثمان عن صدقة بن يسار به.
26 – وترجم عليه ابن خزيمة فقال ” باب ذكر الدليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أراد بقوله: «فإنما هو شيطان» أي فإنما هو شيطان مع الذي يريد المرور بين يديه لا أن المار من بني آدم شيطان، وإن كان اسم الشيطان قد يقع على عصاة بني آدم. قال الله عز وجل {شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا} [الأنعام: 112]
27 – عن صدقة بن يسار سمعت ابن عمر يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تصل إلا إلى سترة ولا تدع أحدا يمر بين يديك فإن أبى فلتقاتله فإنما هو شيطان) أخرجه مسلم 506 ولم يسق لفظه وإنما أحال على لفظ الحديث الذي قبله وابن حبان في صحيحه عن ابن خزيمة والحاكم في المستدرك 924 من طريق أبي بكر الحنفي حدثنا الضحاك بن عثمان حدثنا صدقة بن يسار به وصححه الألباني ولفظ الحاكم “فإن معه القرين” وقال الحاكم صحيح على شرط مسلم فوهم.
28 – فيه – أي حدث ابن عمر أعلاه – ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم (فإنما هو شيطان) أراد به أن معه شيطانا يدله على ذلك الفعل لا أن المرء المسلم يكون شيطانا. قاله ابن حبان في صحيحه.
29 – عن سهل بن أبي حثمة، وبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «إذا صلى أحدكم فليصل إلى سترة، وليدن منها، لا يقطع الشيطان عليه صلاته» أخرجه ابن خزيمة في صحيحه 803 من طريق ابن عيينة، عن صفوان بن سليم، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن سهل به
30 – عن يحيى بن الجزار، عن ابن عباس؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي فجعل جَدْي يريد أن يمر بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم، فجعل يتقدم حتى نزا الجدي. أخرجه أبو داود في سننه 709 وابن أبي شيبة في المصنف 2934 واللفظ له والإمام أحمد في مسنده 3174 قالا حدثنا غندر، وأخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده 2877، وأخرجه الإمام أحمد في مسنده 2653 قال حدثنا عفان وأخرجه الإمام أحمد 3174 عن حجاج وأخرجه علي بن الجعد في مسنده 91 ومن طريقه أبو يعلى في مسنده 2422 كلهم عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن يحيى بن الجزار به، وقال العقيلي في الضعفاء في ترجمة يحيى قال ولم يسمعه يحيى من ابن عباس.
31 – وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 3450 من طريق يحيى بن أبي بكير، ثنا شعبة به وزاد في الإسناد رجلا بين يحيى وابن عباس فقال عن يحيى بن الجزار، عن صهيب البصري عن ابن عباس به.
32 – وعند أبي نعيم: في كتاب ((الصلاة)): حدَّثنا سليمان أظنه عن حُمَيد بن هلال: قال عمر بن الخطاب: (لو يعلم المصلي ما ينقص من صلاته؛ ما صلى إلا إلى شيء يستره من الناس). ذكره مغلطاي في شرح سنن ابن ماجه وابن رجب في الفتح وقال وهذا منقطع.
33 – عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، قال: كان ابن مسعود إذا مر أحد بين يديه وهو يصلي التزمه حتى يرده، ويقول: إنه ليقطع نصف صلاة المرء مرور المرء بين يديه. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 2925 قال محمد بن فضيل، عن محمد بن إسحاق، عن عبد الرحمن بن الأسود به قلت محمد بن إسحق مدلس وقد عنعنه
34 – عن أيوب، قال: قلت لسعيد بن جبير: أدع أحدا يمر بين يدي؟ قال: لا، قلت: فإن أبى، قال: فما تصنع؟ قلت: بلغني أن ابن عمر كان لا يدع أحدا يمر بين يديه، قال: إن ذهبت تصنع صنيع ابن عمر دق أنفك. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 2933 قال حدثنا ابن علية، عن أيوب به
35 – عن وبرة، قال: ما رأيت أحدا أشد عليه أن يمر بين يديه في صلاة من إبراهيم النخعي، وعبد الرحمن بن الأسود. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 2939 قال حدثنا إسحاق بن منصور، قال: حدثنا هريم، عن بيان عن وبرة به
36 – قال الأمير الصنعاني في سبل السلام:” وقد اختلف في الحكمة المقتضية للأمر بالدفع الإثم عن المار وقيل: لدفع الخلل الواقع بالمرور في الصلاة وهذا الأرجح لأن عناية المصلي بصيانة صلاته أهم من دفعه الإثم عن غيره قلت ولو قيل إنه لهما معا لما بعد الإثم فيكون لدفع الإثم عن المار الذي أفاد حديث “لو لم يعلم المار” ولصيانة الصلاة عن النقصان من أجرها”.
37 – تعقب ابنُ باز ابنَ حجر في حاشية فتح الباري في حصره منع المرور فيمن اتخذ سترة؛ أما من لم يتخذ سترة فالأصح أنه ليس له الدفع لتقصيره، ولا يحرم المرور حينئذ بين يديه، ولكن الأولى تركه. كذا قرر ابن حجر.
قال الشيخ ابن باز ((1) / (753)): في هذا نظرٌ، وظاهر الأحاديث يقتضي تحريم المرور بين يديه، وأنه يشرع له ردُّ المارِّ، اللهمَّ إلاَّ أن يضطر المارُّ إلى ذلك لعدم وجود متسع إلاَّ بين يديه، ومتى بعُد المارُّ عما بين يدي المُصلِّي إذا لَم يلق بين يديه سترة سلِم من الإثم، لأنّه إذا بعُد عنه عُرفًا لا يسمى مارًا بين يديه، كالذي يمر من وراء السترة. انتهى.