504 , 505 ,506 – فتح الملك بنفحات المسك شرح صحيح البخاري.
مجموعة أبي صالح حازم وأحمد بن علي وسلطان الحمادي وأحمد بن خالد وعمر الشبلي ومحمد سيفي وعدنان البلوشي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة.
مراجعة سيف بن غدير النعيمي
وعبدالله البلوشي أبي عيسى
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وأن يبارك في ذرياتهم وذرياتنا).
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
صحيح البخاري:
96 – بَابُ الصَّلَاةِ بَيْنَ السَّوَارِي فِي غَيْرِ جَمَاعَةٍ.
504 – حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: «دَخَلَ النَّبِيُّ لا الْبَيْتَ وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، وَعُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ، وَبِلَالٌ، فَأَطَالَ، ثُمَّ خَرَجَ، كُنْتُ أَوَّلَ النَّاسِ دَخَلَ عَلَى أَثَرِهِ، فَسَأَلْتُ بِلَالًا: أَيْنَ صَلَّى؟ قَالَ: بَيْنَ الْعَمُودَيْنِ الْمُقَدَّمَيْنِ».
505 – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ: «أَنَّ رَسُولَ اللهِ لا دَخَلَ الْكَعْبَةَ، وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، وَبِلَالٌ، وَعُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ الْحَجَبِيُّ، فَأَغْلَقَهَا عَلَيْهِ، وَمَكَثَ فِيهَا، فَسَأَلْتُ بِلَالًا حِينَ خَرَجَ: مَا صَنَعَ النَّبِيُّ لا؟ قَالَ: جَعَلَ عَمُودًا عَنْ يَسَارِهِ، وَعَمُودًا عَنْ يَمِينِهِ، وَثَلَاثَةَ أَعْمِدَةٍ وَرَاءَهُ، وَكَانَ الْبَيْتُ يَوْمَئِذٍ عَلَى سِتَّةِ أَعْمِدَةٍ، ثُمَّ صَلَّى»: وَقَالَ لَنَا إِسْمَاعِيلُ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ وَقَالَ: عَمُودَيْنِ عَنْ يَمِينِهِ.
97 – بَابٌ
506 – حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو ضَمْرَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ: «أَنَّ عَبْدَ اللهِ كَانَ إِذَا دَخَلَ الْكَعْبَةَ مَشَى قِبَلَ وَجْهِهِ حِينَ يَدْخُلُ،» وَجَعَلَ الْبَابَ قِبَلَ ظَهْرِهِ، فَمَشَى حَتَّى يَكُونَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِدَارِ الَّذِي قِبَلَ وَجْهِهِ قَرِيبًا مِنْ ثَلَاثَةِ أَذْرُعٍ صَلَّى، يَتَوَخَّى الْمَكَانَ الَّذِي أَخْبَرَهُ بِهِ بِلَالٌ: أَنَّ النَّبِيَّ لا صَلَّى فِيهِ. قَالَ: وَلَيْسَ عَلَى أَحَدِنَا بَاسٌ، إِنْ صَلَّى فِي أَيِّ نَوَاحِي الْبَيْتِ شَاءَ.
——————–
الفوائد:
1 – قوله: (الصلاة بين السواري في غير جماعة) الصلاة بين السوارى جائزة، وإنما يكره أن يكون الصف يقطعه أسطوانة إذا صلوا جماعة؛ خشية أن يمر أحد بين يديه، وإن كان الإمام سترة لمن خلفه. قاله ابن بطال في شرح صحيح البخاري.
2 – الحديثان الأولان سبق تخريجهما وذكر بعض فوائدهما وهما حديث واحد.
3 – حديث ابن عمر الثالث وأثره انفرد بإخراجه البخاري.
4 – “مقصود البخاري بهذا الباب: أن من صلى بين ساريتين منفردا، كمن يصلي تطوعا؛ فإنه لا يكره له ذلك كما فعله النبي -صلى الله عليه وسلم- في الكعبة، وكان ابن عمر يفعله وكذا لو صلى جماعة، وكان إمامهم، ووقف بين الساريتين وحده، وقد فعل ذلك سعيد بن جبير وسويد بن غفلة ورخص فيه سفيان للإمام وكرهه للمأمومين”. قاله الحافظ ابن رجب في الفتح.
5 – “وإنما يكره ذلك؛ لصف تقطعه السواري، فلو صلى اثنان أو ثلاثة جماعة بين ساريتين لم يكره – أيضا -، هذا قول أصحابنا وأصحاب الشافعي وغيرهم من العلماء”. قاله الحافظ ابن رجب في الفتح.
6 – وعلى مثل ذلك حملوا ما ورد من النهي عنه – مرفوعا، وموقوفا. قاله الحافظ ابن رجب في الفتح.
7 – عن عبد الحميد بن محمود، قال: صلينا خلف أمير من الأمراء، فاضطرنا الناس فصلينا بين الساريتين فلما صلينا، قال أنس بن مالك: كنا نتقي هذا على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
رواه أبو داود 673، والترمذي 229 واللفظ له، والنسائي 821 وعبد الرزاق في المصنف 2489 والحاكم في المستدرك 765 من طرق عن سفيان، عن يحيى بن هانئ بن عروة المرادي، عن عبد الحميد بن محمود به وصحح إسناده الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة 335، وأورده الشيخ مقبل في الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين 35 وقال: “حديث صحيح”، وترجم عليه الترمذي فقال: “باب ما جاء في كراهية الصف بين السواري”.
8 – وقال الحافظ ابن حجر: [قال المحب الطبري كره قوم الصف بين السواري للنهي الوارد عن ذلك، ومحل الكراهة عند عدم الضيق] فتح الباري (1) / (747).
وقد نقل عن جماعة من أهل العلم جواز الصلاة بين السواري كما سبق في كلام الترمذي، ومن ذلك أيضًا ما رواه ابن أبي شيبة بإسناده عن
محمد بن سيرين قال: لا أعلم بالصلاة بين السواري بأسًا. وروى بإسناده أن سعيد بن جبير كان يؤمهم بين ساريتين. مصنف ابن أبي شيبة (2) / (370).
وكذلك رخص جماعة من الفقهاء في الصلاة بين السواري. فقد ورد عن الإمام أحمد أنه لا يكره ذلك، ورخص فيه ابن سيرين ومالك والشافعي وأصحاب الرأي وابن المنذر. انظر غاية المرام شرح مغني ذوي الأفهام (6) / (343).
وكلامهم يمكن حمله على أن عدم الكراهة هو في حال عدم الحاجة: [ويكره ذلك بلا حاجة فإن كان ثم حاجة كضيق المسجد وكثرة الجماعة لم يكره] المصدر السابق (6) / (343).
ومما يؤكد لنا هذا المعنى أنه قد ورد في رواية حديث عبد الحميد عند ابن حبان:
– وهو الحديث الأول المذكور سابقًا – قال: صليت إلى جنب أنس بن مالك بين السواري. إلخ. صحيح ابن حبان (5) / (597). فهذا أنس رضي الله عنه قد صلى بين السواري ولو كانت الصلاة بين السواري باطلة لما صلى أنس -رضي الله عنه-.
9 – عن إبراهيم بن عبد الأعلى قال: «كان سويد بن غفلة يؤمنا بين أسطوانتين». أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 7591 قال حدثنا وكيع، حدثنا سفيان وإسرائيل، عن إبراهيم بن عبد الأعلى به.
10 – وفيه – من الفوائد- أن أكثر ما وجد في المسند من المقدار الذي يكون بين المصلي وبين سترته ثلاثة أذرع إلا أن الذي واظب عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في مقدار ذلك ممر الشاة على ما تقدم من الآثار، وصلاته في البيت كان مرة. وقد تقدم أمره عليه السلام، بالدنو من السترة لئلا يتخلل الشيطان ذلك. قاله ابن بطال في شرح صحيح البخاري.
وسبق ذكرنا وجه الجمع بين الأحاديث التي ظاهرها التعارض، وأن ما بين المصلي وسترته ثلاثة أذرع إذا كان قائما، وقدر ممر شاة بين سجوده وسترته.
11 – قوله: (دخل النبي -صلى الله عليه وسلم- البيت) وفي الإسناد الذي يليه من طريق مالك: (أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دخل الكعبة).
12 – قوله: (وكان البيت يومئذ على ستة أعمدة) وإنما قال: يومئذ؛ لأنها تغير وضعها بعد ذلك في فتنة ابن الزبير. قاله الكرماني في الكواكب الدراري.
13 – قوله: (يتوخى المكان الذي أخبره به بلال أن النبي -صلى الله عليه وسلم- صلى فيه) أي يتحرى. يقال: توخيت مرضاتك أي تحريت وقصدت. قاله الكرماني في الكواكب الدراري. وقائل: ” يتوخى” الذي يظهر لي أنه نافع.
14 – أخرج الأزرقي في أخبار مكة: 1/ 269 – 271 حديثا وفيه ” فجاء بعبد الله بن عمر فقال له معاوية: يا أبا عبد الرحمن، أين صلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عام دخلها؟ قال: بين العمودين المقدمين اجعل بينك وبين الجدر ذراعين أو ثلاثا”، وفائدة نقله هنا الرد على من قال ليس في الحديث التصريح بكون الصلاة وقعت بين السواري.
15 – “قد دل هذان الحديثان – يقصد أول حديثين- على أن البيت الحرام كان فيه ستة أعمدة حين دخله النبي -صلى الله عليه وسلم- وكانت الأعمدة صفين، في كل صف ثلاثة أعمدة، فجعل النبي -صلى الله عليه وسلم- الأعمدة الثلاثة التي تلي باب البيت خلف ظهره، وتقدم إلى الأعمدة المتقدمة، فصلى بين عمودين منها ……. وهذا يدل على أنه كان إلى جهة الركن اليماني أقرب منه من جهة الحجر”. قاله الحافظ ابن رجب في فتح الباري.
16 – قوله في آخر أحاديث الباب: (حدثنا أبو ضمرة) تابعه عبد الله هو ابن المبارك كما عند البخاري 1599 وترجم عليه فقال: “الصلاة في الكعبة”.