50 الفوائد المنتقاه من شرح صحيح مسلم -رقم 50
المقام في مسجد الشيخة /سلامة في مدينة العين
( ألقاه الأخ : سيف الكعبي)
( وممن شارك الأخ أحمد بن علي )
بالتعاون مع الأخوة في مجموعات السلام والمدارسة والتخريج رقم 1
من عنده تعقيب أو تنبيه فليفدنا
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
(2215) عن ﺃبي ﻫﺮﻳﺮﺓ، ﺃﻧﻪ ﺳﻤﻊ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻘﻮﻝ: «ﺇﻥ ﻓﻲ اﻟﺤﺒﺔ اﻟﺴﻮﺩاء ﺷﻔﺎء ﻣﻦ ﻛﻞ ﺩاء، ﺇﻻ اﻟﺴﺎﻡ ﻭاﻟﺴﺎﻡ اﻟﻤﻮﺕ ﻭاﻟﺤﺒﺔ اﻟﺴﻮﺩاء اﻟﺸﻮﻧﻴﺰ»
وفي لفظ( ما من داء إلا في الحبة السوداء منه شفاء إلا السام )
—————-
الفوائد :
– صوب ابن القيم أن الحبة السوداء، هي الشونيز، وهو لغة فارس وهي الكمون الأسود، وتسمى الكمون الهندي( راجع زاد المعاد ) وقال أبونعيم :شونيز وهو شنيز فارسي الأصل وفي الهندية( كلونجي ) وهو غير حب النيل والشبرم.
– قال ابن القيم هذا الحديث مثل قوله تعالى( تدمر كل شئ بأمر ربها ) أي كل شئ يقبل التدمير. فعلى هذا لا مطعن للكفار في هذا الحديث؛ بدعوى مخالفته للواقع، وأن هناك أمراض لا تداويها الحبة السوداء.
مع أن بعض العلماء قال: بعدم عموم الحديث وتأول الحديث ؛ أظنه ابن العربي، وقبله ابن حبان فقد بوب؛ باب ذكر الأمر بالتداوي بالحبة السوداء لمن كان ذلك ملائما لطبعه ، لكن ابن أبي جمرة وابن بطال وابن القيم وابن حجر رجحوا العموم، وقالوا : لأنه يتداوى بها على انفراد، ومركب، أو مسحوقا…( راجع تحفة الأحوذي )
وفي التيسير شرح الجامع الصغير :أنها شفاء من كل مرض يحدث من الرطوبة والبرودة؛ لأنها حارة يابسة.
وقال ابن القيم : أنها تساعد الأدوية الباردة على النفوذ.
وراجع كتاب الإنتصارات الإسلامية في كشف شبه النصرانية.
– الموت حق.
– من دلائل النبوة.
– إستحباب التداوي وسبق التفصيل فيه.
– جواز التداوي بالمطعومات وأن هذا ليس إهانة لها.
– ليس من داء إلا له دواء علمه من علمه وجهله من جهله.
– وورد الحديث عن عائشة في البخاري فعن خالد بن سعيد قال :خرجنا ومعنا غالب بن أبجر فمرض في الطريق، فقدمنا المدينة وهو مريض فعاده ابن أبي عتيق، فقال لنا : عليكم بهذه الحبيبة السوداء فخذوا منها خمسا أو سبعا فاسحقوها، ثم اقطروها في أنفه بقطرات زيت في هذا الجانب وفي هذا الجانب ثم ذكر الحديث عن عائشة مرفوعاً( إن هذه الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام ).
وذكر البغوي في شرح السنة عن قتادة أنه كان يأخذ إحدى وعشرين حبه، فيضعها في خرقة فينقعها فيسعط به كل يوم…
– ذكرت الحبة السوداء في الأدوية التي تفك السحر.
– ذكرت الحبة السوداء في الأطعمة التي تزيد الحفظ فتخلط مع اللبان والعسل. وذكرت كذلك في الأدوية النافعة للسعال، فتخلط مع الثوم أو تخلط مع الزعتر والعسل.
– الآن تجرب الحبة السوداء لتقوية المناعة في مرض الإيدز.
– خرجت أبحاث تدلل أن في الحبة السوداء تقوية لمناعة الجسم، ولها خواص مضادة للجراثيم والسرطان.
– نقل عن أنس بسند فيه ضعف؛ أنه كان يستفه ثم يشرب عليه ماء وعسل، لكن أحد زملائي في السودان أصيب بمرض التفؤيد، فكان يستفه فعجل الله برأه.
والسَّف هو بلعه بكميات كبيرة.
– ذكر ابن القيم في زاد المعاد 4/299 مجموعة من الأمراض التي تعالجها الحبة السوداء بإذن الله، وطرق الإستخدام. فقال :
والشونيز حار يابس في الثالثة، مذهب للنفخ، مخرج لحب القرع، نافع من البرص وحمى الربع، والبلغمية مفتح للسدد، ومحلل للرياح، مجفف لبلة المعدة ورطوبتها. وان دق وعجن بالعسل، وشرب بالماء الحار، أذاب الحصاة التي تكون في الكليتين والمثانة، ويدر البول والحيض واللبن إذا أديم شربه أياماً، وإن سخن بالخل، وطلي على البطن، قتل حب القرع، فإن عجن بماء الحنظل الرطب، أو المطبوخ، كان فعله في إخراج الدود أقوى، ويجلو ويقطع، ويحلل، ويشفي من الزكام البارد إذا دق وصير في خرقة، واشتم دائماً، أذهبه.
ودهنه نافع لداء الحية، ومن الثآليل والخيلان، وإذا شرب منه مثقال بماء، نفع من البهر وضيق النفس، والضماد به ينفع من الصداع البارد، وإذا نقع منه سبع حبات عدداً في لبن امرأة، وسعط به صاحب اليرقان، نفعه نفعاً بليغاً.
وإذا طبخ بخل، وتمضمض به، نفع من وجع الأسنان عن برد، وإذا استعط به مسحوقاً، نفع من ابتداء الماء العارض في العين، وإن ضمد به مع الخل، قلع البثور والجرب المتقرح، وحلل الأورام البلغمية المزمنة، والأورام الصلبة، وينفع من اللقوة إذا تسعط بدهنه، وإذا شرب منه مقدار نصف مثقال إلى مثقال، نفع من لسع الرتيلاء، وإن سحق ناعماً وخلط بدهن الحبة الخضراء، وقطر منه في الأذن ثلاث قطرات، نفع من البرد العارض فيها والريح والسدد.
وإن قلي، ثم دق ناعماً، ثم نقع في زيت، وقطر في الأنف ثلاث قطرات أو أربع، نفع من الزكام العارض معه عطاس كثير.
وإذا أحرق وخلط بشمع مذاب بدهن السوسن، أو دهن الحناء، وطلي به القروح الخارجة من الساقين بعد غسلها بالخل، نفعها وأزال القروح.
وإذا سحق بخل، وطلي به البرص والبهق الأسود، والحزاز الغليظ، نفعها وأبرأها.
وإذا سحق ناعماً، واستف منه كل يوم درهمين بماء بارد من عضه كلب كَلِب قبل أن يفرغ من الماء، نفعه نفعاً بليغاً، وأمن على نفسه من الهلاك. وإذا استعط بدهنه، نفع من الفالج والكزاز، وقطع موادهما، وإذا دخن به، طرد الهوام.
وإذا أذيب الأنزروت بماء، ولطخ على داخل الحلقة، ثم ذر عليها الشونيز، كان من الذرورات الجيدة العجيبة النفع من البواسير، ومنافعه أضعاف ما ذكرنا، الشربة منه درهمان، وزعم قوم أن الإكثار منه قاتل. انتهى
قلت : وطليناه مع خل على أحد الأصدقاء على ورم في رجله وساقه أثر إصابته بحديده، فلله الحمد أصبح وقد ذهب الورم.
تنبيه : يتناقل البعض أن أكل المطحون من الحبة السوداء منه مضر، وذكر لي أحد الحاضرين أنه تضرر منه، فلا أدري المعلومة صحيحة أم يرجع لسوء تخزينها أو قطفها قبل نضجها.
باب التلبينه مجمه لفؤاد المريض
(2216) ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ، ﺯﻭﺝ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺇﺫا ﻣﺎﺕ اﻟﻤﻴﺖ ﻣﻦ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻓﺎﺟﺘﻤﻊ ﻟﺬﻟﻚ اﻟﻨﺴﺎء، ﺛﻢ ﺗﻔﺮﻗﻦ ﺇﻻ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻭﺧﺎﺻﺘﻬﺎ ﺃﻣﺮﺕ ﺑﺒﺮﻣﺔ ﻣﻦ ﺗﻠﺒﻴﻨﺔ ﻓﻄﺒﺨﺖ، ﺛﻢ ﺻﻨﻊ ﺛﺮﻳﺪ، ﻓﺼﺒﺖ اﻟﺘﻠﺒﻴﻨﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﺛﻢ ﻗﺎﻟﺖ: ﻛﻠﻦ ﻣﻨﻬﺎ، ﻓﺈﻧﻲ ﺳﻤﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻘﻮﻝ: «اﻟﺘﻠﺒﻴﻨﺔ ﻣﺠﻤﺔ ﻟﻔﺆاﺩ اﻟﻤﺮﻳﺾ، ﺗﺬﻫﺐ ﺑﻌﺾ اﻟﺤﺰﻥ»
المفردات :
(التلبينة ) ﻫﻲ ﺣﺴﺎ ﻣﻦ ﺩﻗﻴﻖ ﺃﻭ ﻧﺨﺎﻟﺔ الشعير، ﻗﺎﻟﻮا ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺟﻌﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﺴﻞ. ﻗﺎﻝ بعض أهل اللغة : ﺳﻤﻴﺖ ﺗﻠﺒﻴﻨﺔ ﺗﺸﺒﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻠﺒﻦ ﻟﺒﻴﺎﺿﻬﺎ ﻭﺭﻗﺘﻬﺎ.
(ﻣﺠﻤﺔ) ﺑﻔﺘﺢ اﻟﻤﻴﻢ ﻭاﻟﺠﻴﻢ ﻭﻳﻘﺎﻝ ﺑﻀﻢ اﻟﻤﻴﻢ ﻭﻛﺴﺮ اﻟﺠﻴﻢ ﺃﻱ ﺗﺮﻳﺢ اﻟﻔﺆاﺩ ﻭﺗﺰﻳﻞ ﻋﻨﻪ اﻟﻬﻢ ﻭﺗﻨﺸﻄﻪ.
الفوائد :
– يجوز أن تخرج المرأة للتعزية، بشرط ألا يكون في خروجها فتنه.
– جواز استقصاد المرأة في بيتها للتعزية. واختلف في الرجل هل يجلس في البيت ليقصده المعزون على قولين المنع والجواز، وراجع( كتاب التجلية في حكم الجلوس للتعزية حيث رجح الجواز ودلل عليه ، أما صاحب كتاب أحكام التعزية؛ فرجح المنع ودلل عليه).
– يهيأ لأهل الميت الطعام وبه بوب البيهقي، واستدل له بهذا الحديث، وحديث( اصنعوا لآل جعفر الطعام فقد جاءهم ما يشغلهم ).
– بعضهم استدل بهذا الحديث على أن أهل الميت يصنعون الطعام لأنفسهم.
قلت :ولا معارضه بين هذه الفائدة والتي قبلها، فإن لم يشق على أهل الميت صنعوا لأنفسهم، وإن شق عليهم وانشغلوا، صنع لهم أقاربهم و جيرانهم.
– ذكر أبو نعيم في كتاب الطب؛ أحاديث في فضل التلبينه؛ لا يصح منها شئ إلا هذا الحديث، وورد أثر عن عائشة موقوفاً عليها؛ هو البغيض النافع. أخرجه البخاري 5690.
وورد مرفوعاً ولا يصح( راجع تحقيق المسند 14/48)
– مما ذكر أنه يجم الفؤاد السفرجل، وفيه حديث ولا يصح. وقد تثبت فائدتها بالتجربة.
-التلبينه تدخل في الأدوية، لأن تقوية الفؤاد يعتبر أحد العلاجات، حتى ذكر بعضهم أنها مفيدة لرأس المعدة وملينه ومنقيه للمعدة مما أصابها من الصديد والبلغم. وبوب البخاري، باب التلبينه للمريض، وكذلك بوب النسائي والبيهقي.
-فضيلة العسل، لدخوله مع كثير من العلاجات، ومنه التلبينة.
– قال ابن القيم :العادات لها تأثير في الإنتفاع بالأدوية والأغذية.
يقصد أن من اعتاد التغذية بشئ فالأنفع له أن يتداوى به، فإن مطحون فمطحون. وأنفع الأطعمة والأدويةِ ما كان من بلد الشخص، فعسل بلده أفضل من غيره وهكذا.
– الأفضل في العلاجات أن تكون محبوبة للشخص، إلا في حالات يلجأ للعلاجات البغيضة أو التي لم يعتادها.
– أظهرت الدراسات الحديثة فوائد في الشعير الذي تصنع منه التلبينه مضاف إليه اللبن والعسل.
* فتخفض الكولسترول وتعالج القلب.
فهو يخفض الكولسترول بما يحويه من فيتامينات ومواد تقلل نسبته في الجسم، وكذلك يسهم العلاج بالتلبينة في الوقاية من أمراض القلب والدورة الدموية، إذ تحمي الشرايين من التصلب، فتقي من التعرض لآلام الذبحة الصدرية، وأعراض نقص التروية، واحتشاء عضلة القلب.
أما المصابون فعلياً بهذه العلل الوعائية والقلبية فتساهم التلبينه بما تحمله من خيرات صحية فائقة الأهمية في الإقلال من تفاقم حالتهم المرضية.
*واتضح حديثاً أن الإكتئاب عبارة عن خلل كيميائي، فهناك مواد تلعب دوراً في التخفيف من حدة الإكتئاب كالبوتاسيوم والماغنيسيوم ومضادات الأكسدة وغيرها… وهذه المواد تجتمع في الشعير.
*بل يمنع الشعير بإذن الله حدوث بعض أنواع السرطانات.
*وكون الشعير يحتوي على صموغ تذوب مع الماء لتكون علامات لزجه تبطئ من عمليتي هضم وامتصاص الأغذية فتمنع ارتفاع السكر بشكل مفاجئ في الدم. ثم هو بما له من تأثير مالئ يقلل من الاندفاع في أكل الأطعمة الدسمة.
*وكذلك تقي من ارتفاع ضغط الدم بما يحتويه من البوتاسيوم، وإدراره للبول.
*ثم هو ملين ومهدئ للقولون. وبما أنه غني بالألياف الغير منحلة بالماء يسهل إيجاد كتلة من الفضلات ويساعد على الحركة الدودية للأمعاء فيدعم التخلص من الفضلات، ومعلوم أن احتباس الفضلات خاصة المسرطنة يسبب سرطان القولون.
منقول من بحث مفصل. لخصت منه النقاط الرئيسية.
– أهمية دفع الهموم والأحزان، وعدم جعلها تسيطر على الشخص؛ لأن كثير من الأمراض العضوية سببها الأمراض النفسية. وقد ذكر ابن القيم أمور يدفع بها الهموم والأحزان فقال :
(فصل) في هديه صلى الله عليه وسلم في علاج الكرب والهم والغم والحزن.
أخرجا في “الصحيحين” من حديث ابن عباس، أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكرب: “لا إله إلا اللَّه العظيم الحليم، لا إله إلا اللَّه رب العرش العظيم، لا إله إلا اللَّه رب السموات السبع، ورب العرش الكريم” .
وفي “جامع” الترمذي عن أنس، أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان إذا حزبه أمر قال: “يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث”.( الصحيحة 3182)
وفيه عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم ، كان إذا أهمه الأمر، رفع طرفه إلى السماء فقال: “سبحان اللَّه العظيم” . وإذا اجتهد في الدعاء، قال: “يا حي يا قيوم”. ( الكلم الطيب قال الالباني :ضعيف جدا )
وفي “سنن” أبي داود عن أبي بكر الصديق أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: “دعوات المكروب: اللَّهم رحمتك أرجو، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت).( حسنه الألباني )
وفيها أيضًا عن أسماء بنت عميس قالت: قال لي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : “ألا أعلمك كلمات تقوليهن عند الكرب، أو في الكرب: اللَّه ربي لا أشرك به شيئا”.( صححه الألباني في الصحيحة 2755) وفي رواية أنها تقال سبع مرات.
قال الالباني :منكر بزيادة( السبع)الضعيفة 5604
وفي “مسند” الإمام أحمد عن ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ما أصاب عبدا هم ولا حَزَنٌ فقال: اللَّهم إني عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك اللَّهم بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب غمي، إلا أذهب اللَّه حزنه وهمه، وأبدله مكانه فرحًا”،( ضعفه محققوا المسند 6/247،وراجع كشف الاستار 3122)
وفي الترمذي( وهو في الصحيح المسند 379) عن سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : “دعوة ذي النون، إذ دعا ربه، وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك، إني كنت من الظالمين، لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجيب له” . وفي رواية: “إني لأعلم كلمة، لا يقولها مكروب إلا فرج اللَّه عنه؛ كلمة أخي يونس”
وفي “سنن” أبي داود عن أبي سعيد الخدري قال: دخل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ذات يوم المسجد، فإذا هو برجل من الأنصار يقال له: أبو أمامة، فقال: “يا أبا أمامة، ما لي أراك في المسجد في غير وقت الصلاة؟” فقال: هموم لزمتني، وديون يا رسول اللَّه، فقال: “ألا أعلمك دعاء، إذا أنت قلته، أذهب اللَّه عز وجل همك، وقضى دينك” ، قال: قلت بلى يا رسول اللَّه، قال: “قل إذا أصبحت، وإذا أمسيت: اللَّهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال” . قال: ففعلت ذلك، فأذهب اللَّه -عز وجل- همي، وقضى عني ديني.
(ضعفه الألباني، قلت : الذي ليس له شاهد أذكار الصباح والمساء والباقي ثابت في أحاديث أخرى وبعضها في الصحيحين، وراجع سنن أبي داود( باب في الاستعاذة ))
وفي “سنن” أبي داود عن ابن عباس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : “من لزم الاستغفار؛ جعل اللَّه له من كل هم فرجًا، ومن كل ضيق مخرجًا، ورزقه من حيث لا يحتسب”( الضعيفة 705، قلت :وفضل الاستغفار ثابت بالقرآن) .
وفي “المسند” : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة. وقد قال تعالى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ}(،قال محققوا المسند:إسناده ضعيف، لكن صححوا حديث بمعناه من حديث صهيب وراجع الصحيحة 2459، ويشهد لمعناه حديث علي بن أبي طالب؛ قال :لقد رايتنا يوم بدر وما فينا إلا نائم غير رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي ويدعو حتى أصبح، وراجع سنن أبي داود 1315)
وفي “السنن” : “عليكم بالجهاد، فإنه باب من أبواب الجنة، يدفع اللَّه به عن النفوس الهم والغم”( حسنه الشيخ الألباني الصحيحة 1941، وضعفه باحث في الأرشيف) .
ويذكر عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم : “من كثرت همومه، وغمومه، فليكثر من قول: “لا حول ولا قوة إلا باللَّه”.( لم أجده إلا من حديث أبي هريرة واعتبره الذهبي باطل راجع لسان الميزان ، وورد عن أنس؛ من ألح عليه الفقر فليكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله.
قال الخطيب في تاريخه 2/384 وذكر ثلاثة أحاديث وهذا الحديث منها : هذه الأحاديث الثلاثة بهذا الإسناد باطله، لا أعلم جاء بها إلا محمد بن إسماعيل الرازي. وكان غير ثقة.
ونقل كلامه ابن الجوزي في العلل المتناهية على هذا الحديث.
وثبت في “الصحيحين” أنها: “كنز من كنوز الجنة”(432).( وفي الترمذي أنها: “باب من أبواب الجنة” الصحيحة 1746، وحسنه محققوا المسند 24/228)
هذه الأدوية تتضمن خمسة عشر نوعًا من الدواء، فإن لم تقو على إذهاب داء الهم والغم والحزن، فهو داء قد استحكم وتمكنت أسبابه، ويحتاج إلى استفراغ كلي.
الأول : توحيد الربوبية.
الثاني: توحيد الإلهية.
الثالث: التوحيد العلمي الاعتقادي.
الرابع: تنزيه الرب -تعالى- عن أن يظلم عبده، أو يأخذه بلا سبب من العبد يوجب ذلك.
الخامس: اعتراف العبد بأنه هو الظالم.
السادس: التوسل إلى الرب -تعالى- بأحب الأشياء إليه؛ وهو أسماؤه وصفاته. ومن أجمعها لمعاني الأسماء والصفات: “الحي القيوم” .
السابع: الاستعانة به وحده.
الثامن: إقرار العبد له بالرجاء.
التاسع: تحقيق التوكل عليه والتفويض إليه، والاعتراف له بأن ناصيته في يده، يصرفه كيف يشاء، وأنه ماض فيه حكمه، عدل فيه قضاؤه.
العاشر: أن يرتع قلبه في رياض القرآن، ويجعله لقلبه كالربيع للحيوان، وأن يستضيء به في ظلمات الشبهات والشهوات، وأن يتسلى به عن كل فائت ويتعزى به عن كل مصيبة، ويستشفي به من أدواء صدره، فيكون جلاء حزنه، وشفاء همه وغمه.
الحادي عشر: الاستغفار.
الثاني عشر: التوبة.
الثالث عشر: الجهاد.
الرابع عشر: الصلاة.
الخامس عشر: البراءة من الحول والقوة، وتفويضهما إلى من هما بيده. انتهى.
وأضافوا كذلك :
-الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ومنه حديث(… أجعل لك صلاتي كلها، قال :إذاً تكفى همك ويغفر لك ذنبك).
-القوة في تحصيل الخير ومنه حديث المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف… )
-الإكثار من ذكر الله( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ).
– التحدث بنعم الله وعدم ازدرائها ومنه حديث( انظروا إلى من هو أسفل منكم… )
– الإنشغال بالأعمال والعلوم المفيدة.
– معرفة أهمية الوقت فلا تضيعه في الهموم والأحزان.
-عدم تراكم الأعمال.
– ابتغاء القدوة الحسنة.
-أن يجعل الآخرة همه ومنه حديث( من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه)
– ذكر الموت.
– ولتعلم أن أعظم الكروب كرب الآخرة، فاشغل نفسك بالنجاة منها.