49 – فتح رب البرية بينابيع الحكمة من أقوال الأئمة
جمع أحمد بن خالد وآخرين
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف الشيخ د. سيف بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وأن يبارك في ذرياتهم وذرياتنا)
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
(1495) *نص القرآن على النهي عن الرقص*
قال تعالى: وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا (37).
قال العلامة القرطبي رحمه الله: استدل العلماء بهذه الآية على ذم الرقص وتعاطيه.
قال الإمام أبو الوفاء ابن عقيل: قد نص القرآن على النهي عن الرقص فقال: ولا تمش في الأرض مرحا وذم المختال.
والرقص أشد المرح والبطر.
أولسنا الذين قسنا النبيذ على الخمر لاتفاقهما في الإطراب والسكر، فما بالنا لا نقيس القضيب وتلحين الشعر معه على الطنبور والمزمار والطبل لاجتماعهما.
فما أقبح من ذي لحية، وكيف إذا كان شيبة، يرقص ويصفق على إيقاع الألحان والقضبان، وخصوصا إن كانت أصوات لنسوان ومردان، وهل يحسن لمن بين يديه الموت والسؤال والحشر والصراط، ثم هو إلى إحدى الدارين، يشمس بالرقص شمس البهائم، ويصفق تصفيق النسوان، ولقد رأيت مشايخ في عمري ما بان لهم سن من التبسم فضلا عن الضحك مع إدمان مخالطتي لهم.
تفسير القرطبي ((13) / (85))
______________
(1496): (فائدة).
[المساومة على الأضحية]. .
السائل: من المعلوم أن النسك كالأضحية إذا دفع فيه أكثر كان أعظم أجراً، هل يترتب على هذا أن لا يساوم؟
الجواب / لا، هو أولاً ليس الأكثر قيمة هو الأفضل؛ بل الأطيب لحماً والأكثر وإن لم ترتفع قيمته؛ لكن عند التساوي يقال إن إرتفاع القيمة أفضل من حيث الدلالة على أن هذا الذي ضحى مثلاً بدل المال المحبوب إليه في الله عز وجل.
السائل: لكن هل له أن يساوم أو الأفضل عدم المساومة؟
الشيخ: لا، يساوم ولابأس لاسيما في هذا الوقت.
شرح صحيح البخاري/ كتاب الحج / ش (13) ..
______________
(1497): قال ابن عثيمين رحمه الله:
ولهذا كان ذبح الأضحية أفضل من الصدقة بثمنها حتى إنك لو ملأت جلدها بالدراهم وتصدقت بهذه الدراهم لكان ذبحها أفضل من ذلك، وليس الحكمة من الأضحية حصول اللحم وأكل اللحم، ولكن الحكمة التقرب إلى الله تعالى بذبحها ..
مجموع فتاوى ورسائل العثيمين (25) / (194)
______________
(1498): {مَثَلُ الَّذينَ اتَّخَذوا مِن دونِ اللَّهِ أَولِياءَ كَمَثَلِ العَنكَبوتِ اتَّخَذَت بَيتًا وَإِنَّ أَوهَنَ البُيوتِ لَبَيتُ العَنكَبوتِ لَو كانوا يَعلَمونَ} [العنكبوت: (41)]
تفسير السعدي:
هذا مثلٌ ضربه الله لمن عَبَدَ معه غيرَه يقصدُ به التعزُّز والتقوِّي والنفع، وأنَّ الأمر بخلاف مقصوده؛ فإنَّ مَثَلَه كمثل العنكبوت اتَّخذت بيتًا يقيها من الحرِّ والبرد والآفات، {وإنَّ أوهنَ البيوتِ}: أضعفها وأوهاها {لبيتُ العنكبوتِ}: فالعنكبوت من الحيوانات الضعيفة، وبيتُها من أضعف البيوت؛ فما ازدادتْ باتِّخاذه إلاَّ ضعفًا.
كذلك هؤلاء الذين يتَّخذون من دونه أولياء فقراء عاجزون من جميع الوجوه، وحين اتَّخذوا الأولياء من دونه يتعزَّزون بهم ويستَنْصِرونهم؛ ازدادوا ضَعْفًا إلى ضعفهم ووهنًا إلى وهنهم؛ فإنَّهم اتَّكلوا عليهم في كثير من مصالحهم، وألْقَوْها عليهم، وتخلَّوْا هم عنها؛ على أنَّ أولئك سيقومون بها، فخذلوهم، فلم يحصُلوا منهم على طائل، ولا أنالوهم من معونتهم أقلَّ نائل؛ فلو كانوا يعلمون حقيقة العلم حالهم وحال مَن اتَّخذوهم؛ لم يَتَّخِذوهم، ولتبرؤوا منهم، ولتولَّوا الربَّ القادر الرحيم، الذي إذا تولاَّه عبدُه وتوكَّل عليه؛ كفاه مؤونة دينه ودنياه، وازداد قوَّة إلى قوَّته في قلبه وبدنه وحاله وأعماله.
______________
(1499): قال عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ:
«جِئْتُ إلَى سُفْيَانَ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ وَهُوَ جَاثٍ عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَعَيْنَاهُ تَهْمِلَانِ فَبَكَيْتُ فَالْتَفَتَ إِلَيَّ فَقَالَ: مَا شَانُكَ؟ فَقُلْتُ: مَنْ أَسْوَأُ هَذَا الْجَمْعِ حَالًا؟ قَالَ: الَّذِي يَظُنُّ أَنَّ اللَّهُ لَا يُغْفَرَ لَهُمْ»
حسن الظن بالله لابن أبي الدنيا (1) / (92)
______________
(1500): وَقَفَ مُطَرِّفُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الشِّخِّيرِ وبَكْرٌ المُزَنيُّ بعرفةَ، فقالَ أحدُهُما: اللهمَّ! لا تَرُدَّ أهلَ الموقفِ مِن أجلي. وقالَ الآخرُ: ما أشْرَفَهُ مِن موقفٍ وأرجاهُ لأهلِهِ لولا أنِّي فيهِم!
لطائف المعارف (1) / (630)
______________
(1501): (237) – باب التؤدة في الأمور – (266)
(454) / (583) (حسن الإسناد) عن الحسن [هو البصري]؛ أَنَّ رَجُلًا تُوُفِّيَ، وَتَرَكَ ابْنًا لَهُ وَمَوْلًى لَهُ، فَأَوْصَى مَوْلَاهُ بِابْنِهِ، فَلَمْ يَالُوهُ ((1)) حَتَّى أَدْرَكَ وَزَوَّجَهُ. فَقَالَ لَهُ: جَهَّزْنِي أَطْلُبِ الْعِلْمَ، فَجَهَّزَهُ، فَأَتَى عَالِمًا فَسَأَلَهُ. فَقَالَ: إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَنْطَلِقَ فَقُلْ لِي: أُعَلِّمْكَ. فَقَالَ: حَضَرَ مِنِّي الْخُرُوجُ، فَعَلِّمْنِي. فَقَالَ: «اتَّقِ اللَّهَ، وَاصْبِرْ، وَلَا تَسْتَعْجِلْ». قَالَ الْحَسَنُ: فِي هَذَا الْخَيْرُ كُلُّهُ – فَجَاءَ وَلَا يَكَادُ يَنْسَاهُنَّ؛ إِنَّمَا هُنَّ ثَلَاثٌ- فَلَمَّا جَاءَ أَهْلَهُ، نَزَلَ عَنْ رَاحِلَتِهِ، فَلَمَّا نَزَلَ الدَّارَ إِذَا هُوَ بِرَجُلٍ نَائِمٍ مُتَرَاخٍ عَنِ الْمَرْأَةِ، وَإِذَا امْرَأَتُهُ نَائِمَةٌ! قَالَ: وَاللَّهِ مَا أُرِيدُ مَا أَنْتَظِرُ بِهَذَا؟ فَرَجَعَ إِلَى رَاحِلَتِهِ، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَاخُذَ السَّيْفَ قَالَ: «اتَّقِ اللَّهَ، وَاصْبِرْ وَلَا تَسْتَعْجِلْ» فَرَجَعَ، فَلَمَّا قَامَ عَلَى رَاسِهِ قَالَ: مَا أَنْتَظِرُ بهذا شيئًا، فرجع على رَاحِلَتِهِ، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَاخُذَ سَيْفَهُ ذَكَرَهُ، فَرَجَعَ إِلَيْهِ، فَلَمَّا قَامَ عَلَى رَاسِهِ اسْتَيْقَظَ الرَّجُلُ، فَلَمَّا رَأَىهُ وَثَبَ إِلَيْهِ، فَعَانَقَهُ، وقبله، وسأله. قال:
مَا أَصَبْتَ بَعْدِي؟ قَالَ: أَصَبْتُ وَاللَّهِ بَعْدَكَ خَيْرًا كَثِيرًا، أَصَبْتُ وَاللَّهِ بَعْدَكَ: أَنِّي مَشَيْتُ اللَّيْلَةَ بَيْنَ السَّيْفِ وَبَيْنَ رَاسِكَ ثَلَاثَ مِرَارٍ، فَحَجَزَنِي مَا أَصَبْتُ مِنَ الْعِلْمِ عَنْ قَتْلِكَ.
صحيح الأدب المفرد (1) / (219) — ناصر الدين الألباني
______________
(1502) كيف يُكفّر عرفة السنة التي بعده؟
قال المناوي:
1 – يحفظه أن يُذنب فيها.
2 – أو يعطي من الثواب
ما يكون كفارة لذنوبها.
3 – أو يكفرها حقيقة ولو وقع فيها
ويكون المكفر مقدما على المكفر.
فيض القدير (4 – 230)
______________
(1503): قال الشيخ ابن عثيمين في “فتاوى الصيام” (438): “من صام يوم عرفة، أو يوم عاشوراء وعليه قضاء من رمضان فصيامه صحيح، لكن لو نوى أن يصوم هذا اليوم عن قضاء رمضان حصل له الأجران: أجر يوم عرفة، وأجر يوم عاشوراء مع أجر القضاء، هذا بالنسبة لصوم التطوع المطلق الذي لا يرتبط برمضان، أما صيام ستة أيام من شوال فإنها مرتبطة برمضان ولا تكون إلا بعد قضائه، فلو صامها قبل القضاء لم يحصل على أجرها، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال فكأنما صام الدهر ومعلوم أن من عليه قضاء فإنه لا يعد صائماً رمضان حتى يكمل القضاء.” انتهى.
______________
(1504): ((حكم صيام يوم السبت؟))
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله:
وليُعلم أن صيام يوم السبت له أحوال
الحال الأولى: أن يكون في فرض كرمضان أداء أو قضاء، وكصيام الكفارة، وبدل هدي التمتع، ونحو ذلك، فهذا لا بأس به ما لم يخصه بذلك معتقداً أن له مزية.
الحال الثانية: أن يصوم قبله يوم الجمعة فلا بأس به، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لإحدى أمهات المؤمنين وقد صامت يوم الجمعة: “أصمت أمس؟ ” قالت: لا، قال: “أتصومين غداً؟ ” قالت: لا، قال: “فأفطري”. فقوله: “أتصومين غداً؟ يدل على جواز صومه مع الجمعة.
الحال الثالثة: أن يصادف صيام أيام مشروعة كأيام البيض ويوم عرفة، ويوم عاشوراء، وستة أيام من شوال لمن صام رمضان، وتسع ذي الحجة فلا بأس، لأنه لم يصمه لأنه يوم السبت، بل لأنه من الأيام التي يشرع صومها.
الحال الرابعة: أن يصادف عادة كعادة من يصوم يوماً ويفطر يوماً فيصادف يوم صومه يوم السبت فلا بأس به، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في صيام يوم، أو يومين نهى عنه قبل رمضان إلا من كان له عادة أن يصوم فلا نهي وهذا مثله.
الحال الخامسة: أن يخصه بصوم تطوع فيفرده بالصوم، فهذا محل النهي إن صح الحديث في النهي عنه.
مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين المجلد العشرون كتاب الصيام: (20/ 57 – 58)
______________
(1505): قال ابن القيّم رحمه الله:
” … وكاتّكال بعضهم على صوم يوم عاشوراء، أو يوم عرفة، حتّى يقول بعضهم: يوم عاشوراء يكفّر ذنوب العام كلّها، ويبقى صوم يوم عرفة زيادة في الأجر!
ولم يدر هذا المغتر أنّ صوم رمضان والصلوات الخمس أعظم وأجلّ من صيام يوم عرفة ويوم عاشوراء، وهي إنما تكفر ما بينها إذا اجتُنِبَتْ الكبائر.
فرمضان إلى رمضان والجمعة إلى الجمعة لا يقوى على تكفير الصغائر إلا مع انضمام ترك الكبائر إليها، فيقوى مجموع الأمرين على تكفير الصغائر؛ فكيف يكفِّر صومُ يوم تطوّع كلَّ كبيرة عملها العبد، وهو مصرّ عليها، غير تائب منها؟! هذا محال.
على أنه لا يمتنع أن يكون صوم يوم عرفة ويوم عاشوراء مكفرًا لجميع ذنوب العام على عمومه، ويكون من نصوص الوعد التي لها شروط وموانع، ويكون إصراره على الكبائر مانعًا من التكفير.
فإذا لم يصرّ على الكبائر تساعَدَ الصومُ وعدمُ الإصرار وتعاوَنا على عموم التكفير، كما كان رمضان والصلوات الخمس مع اجتناب الكبائر متساعدَين متعاونَين على تكفير الصغائر، مع أنه سبحانه قد قال: {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ}.
فعلم أنّ جعل الشيء سببًا للتكفير لا يمنع أن يتساعد هو وسبب آخر على التكفير، ويكون التكفير مع اجتماع السببين أقوى وأتم منه مع انفراد أحدهما، وكلّما قويت أسباب التكفير كان أقوى وأتم وأشمل”.
الجواب الكافي (42 – 44)
______________
(1506): س: ما حكم التوسل بالقرآن، أو بالأيام الفاضلة مثل أن يقول (أدعوك ربي بحق يوم عرفة وما شابهه)؟
ج: يجوز التوسل بالقرآن، لأنه كلام الله لفظاً ومعنى، وكلامه تعالى صفة من صفاته،
فالتوسل به توسل ألى الله بصفة من صفاته، وهذا لا ينافي التوحيد، وليس ذريعة من ذرائع الشرك،
وأما التوسل بيوم من الأيام كالمثال الذي ذكرته فلا يجوز، لأنه توسل بمخلوق فهو ذريعة إلى الشرك، ولأن ذلك مخالف للأدلة الشرعية، مثل قوله صلى الله عليه وسلم: ” من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ” أخرجه مسلم في صحيحه.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس/ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
(1/ 519).
______________
(1507): قال الشيخ عبد الله البسّام – رحمه الله:
صوم يوم عرفة هو أفضل صيام التطوع بإجماع العلماء.
[توضيح الأحكام ((201) / (3))]
______________
(1508): *| [الاستدانة من أجل الأضحية] |*
هل يجوز أخذ الأضحية دينا على الراتب؟
قال العلامة ابن باز – رحمه الله -:
لا حرج أن يستدين المسلم ليضحي إذا كان عنده قدرة على الوفاء .
| [مجموع الفتاوى (18 – 38)] |
قال العلامة ابن عثيمين – رحمه الله -:
الفقير الذي ليس بيده شيء عند حلول عيد الأضحى لكنه يأمل أن يحصل كإنسان له راتب شهري فهذا له أن يستقرض ويضحي ثم يوفي،
أما إذا كان لا يأمل الوفاء عن قريب فلا نستحب له أن يستقرض ليضحي لأن هذا يستلزم إشغال ذمته بالدين .
[مجموع الفتاوى (25 – 110)]
______________
(1509): [سنن مهجورة]
[رحم الله من أحياها]
عن البَرَاءُ بنُ عَازِبٍ رضي الله عنه قال:
كانَ رسولُ اللهِ _ صلى الله عليه وسلم _إذا قالَ: سمِعَ اللهُ لمَنْ حَمِدَهُ. لم يحْنِ أحدٌ منَّا ظهرَهُ، حتى يقَعَ النبيُّ _ صلى الله عليه وسلم _ ساجِدًا، ثم نَقَعُ سجودًا بعدَهُ
متفق عليه: (690 – 474)
وفِي صحيح أبي دَاوُد:
أنَّهم كانوا يُصلُّونَ معَ رسولِ اللَّهِ _ صلى الله عليه وسلم _ فإذا رَكَعَ رَكَعوا، وإذا قالَ: سمعَ اللَّهُ لِمن حمدَهُ، لم نزَلْ قيامًا، حتَّى يَرَوهُ قد وضعَ جبهتَهُ بالأرضِ، ثمَّ يتَّبعونَهُ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ
صححه الألباني في صحيح أبي داود-رقم: (622)
قال العلامة الألباني رحمه الله:
فهذه سُنة مهجورة ألا وهي: أن لا يشرع المأموم في السجود حتى يضع الإمام جبهته على الأرض في الصلاة، (كانوا يصلون مع رسول الله _صلى الله عليه وسلم _، فإذا ركع ركعوا، و إذا قال: سمع الله لمن حمده) لم يزالوا قياما حتى يروه قد وضع وجهه، (وفي لفظ: جبهته) في الأرض، ثم يتبعونه.
السلسلة الصحيحة- (6/ 225)
______________
(1510): لا يجوز الإضرار بأخيك حتى في الأكل
• – عَنْ ابْن عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قال:
«نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَقْرُنَ الرَّجُلُ بَيْنَ التَّمْرَتَيْنِ جَمِيعًا، حَتَّى يَسْتَأْذِنَ أَصْحَابَهُ»
[رواه البخاري ((2489)) رواه مسلم ((2045))]
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
• – الشيء الذي جرت العادة أن يؤكل واحدة واحدة، كالتمر: إذا كان معك جماعة فلا تأكل تمرتين جميعا، لأن هذا يضر بإخوانك الذين معك، فلا تأكل أكثر منهم إلا إذا استأذنت وقلت: تأذنون لي أن آكل تمرتين في آن واحد، فإن أذنوا لك، فلا بأس.
• – وكذلك ما جاء في العادة بأنه يؤكل أفرادا، كبعض الفواكه الصغيرة التي يلتقطها الناس حبة حبة، ويأكلونها: فإن الإنسان لا يجمع بين اثنتين إلا بإذن صاحبه الذي معه، مخافة أن يأكل أكثر مما يأكل صاحبه.
• – أما إذا كان الإنسان وحده فلا بأس أن يأكل التمرتين جميعا، أو الحبتين مما يؤكل أفرادا جميعا، لأنه لا يضر بذلك أحدا، إلا أن يخشى على نفسه من الشرق أو الغصص.
[شرح رياض الصالحين ((4) / (217))]
______________
(1511): ” يحرم أن يبيع شيئا من الأضحية:-
” من اللحم و الشحم و الدهن و الجلد أو غيره، لأنها مال أخرجه لله فلا يجوز الرجوع فيه كالصدقة، و لا يعطي الجزار منها في مقابلة أجرته أو بعضها”
” فتاوى ابن عثيمين (25/ 162)
______________
(1512): قال شجاع بن الوليد – رحمه الله تعالى:
كُنْتُ أَحجُّ مع سُفيان.
فما يَكَادُ لسانه يَفْتُر مِنَ الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر
ذاهبا وراجعا.
سير أعلام النبلاء ((259) / (7))
______________
(1513): إذا قال قائل أنا علي صيام عشرة أيام من رمضان وجاء عشرة من ذي الحجة فهل أصوم بنيةصيام عشرة ذي الحجة أو بنية قضاء رمضان نقول صم بنية قضاء رمضان وإذا وقع هذا القضاء في أيام عشرة ذي الحجة فقد يكتب الله لك الأجرين جميعًا.
***
فتاوى نور على الدرب للعثيمين (11) / (2)
______________
(1514): قال ابن رجب رحمه الله تعالى:
*ولا يزال إبليس يرى في مواسم المغفرة والعتق من النار ما يسؤه فيوم عرفة لا يرى أصغر ولا أحقر ولا أدحر فيه منه*
[لطائف المعارف (181) / (1)]
______________
(1515): * [دعاء عرفة مبارك مجاب كله في الأغلب إن شاء الله] *
روى الإمام الترمذي -رحمه الله- في سننه برقم (3585) وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: * «خير الدعاء دعاء يوم عرفة … ».* الحديث
ونقل الحافظ المنذري -رحمه الله- في “الترغيب” (2/ 419) عن الترمذي أنه قال: “حديث حسن غريب”. وحسنه بشواهده الشيخ الألباني في الصحيحة برقم (1503).
*قال الحافظ ابن عبد البر -رحمه الله- في الاستذكار (2/ 531):*
«*وفيه تفضيل الدعاء بعضه على بعض وتفضيل الأيام بعضها على بعض ولا يعرف شيء من ذلك إلا بتوقيف» *
ثم قال:
* «وجاء الاستدلال بهذا الحديث على أن دعاء عرفة مجاب كله في الأغلب إن شاء الله إلا للمعتدين في الدعاء بما لا يرضي الله».*
*وقال الحافظ الباجي -رحمه الله- في المنتقى شرح الموطأ (1/ 358):*
«قوله “أفضل الدعاء يوم عرفة” *يعني: أكثر الذكر بركة وأعظمه ثوابا وأقربه إجابة».*
______________
(1516): حكم تخصيص يوم عرفة بشيءٍ في المساجد؟
الجواب:
إذا جاء الإنسانُ إلى المسجد قبل صلاة المغرب وجلس ينتظر المغرب فلا بأس، أما أن يخصَّ عرفة بشيءٍ فلا، فكونه يتقدّم قبل الغروب ويجلس ينتظر الصلاة فهذا فيه فضلٌ كبيرٌ.
س: للحاج وغير الحاج؟
ج: جميع الصَّلوات، نعم، التقدّم لها كلها مُستحب، أما تخصيص يوم عرفة بشيءٍ في المساجد فلا، فهو بدعة.
https://binbaz.org.sa/fatwas/21854/
حكم-تخصيص-يوم-عرفة-بشيء-في-المساجد
______________
(1517): وَرُوِىَ عن بُرَيْدَةَ، قال: كان النَّبِىُّ لا يَخْرُجُ يَوْمَ الفِطْرِ حتى يُفْطِرَ، ولا يَطْعَمُ يَوْمَ الأضْحَى حتى يُصَلِّىَ. رَوَاهُ الأثْرَمُ، والتِّرْمِذِىُّ ((3))، ولَفْظُ رِوَايَةِ الأثْرَمِ: «حتى يُضَحِّىَ». ولأنَّ يَوْمَ الفِطْرِ يَوْمٌ حَرُمَ فيه الصِّيَامُ عَقِيبَ وُجُوبِه، فاسْتُحِبَّ تَعْجِيلُ الفِطْرِ، لإِظْهارِ المُبادَرَةِ إلى طاعَةِ اللهِ تعالى، وامْتِثالِ أمْرِه في الفِطْرِ على خِلافِ العادَةِ، والأضْحَى بخِلافِه. ولأنَّ في الأضْحَى شَرَعَ الأُضْحِيةَ، والأكْلَ منها، فاسْتُحِبَّ أن يكون فِطْرُه على شيءٍ منها. قال أحمدُ: والأضْحَى لا يَاكُل فيه حتى يَرْجِعَ إذا كان له ذِبْحٌ؛ لأنَّ النَّبِىَّ أكل مِن ذَبِيحَتِه ((4))، *وإذا لم يكنْ له ذِبْحٌ لم يُبالِ أن يَأْكُلَ*.
المغني لابن قدامة – ت التركي (3) / (259)
______________
(1518): قال ابن عثيمين – رحمه الله -:
الذي يظهر أن صلاة العيد فرض عين.
مجموع الفتاوى ((214) / (16))
______________
(1519): قال ابن رجب رحمه الله:
ليس العيد لمن لبس الجديد، إنّما العيد لمن طاعاته تزيد. ليس العيد لمن تجمّل باللباس والركوب، إنّما العيد لمن غفرت له الذنوب. في ليلة العيد تفرّق خلع العتق والمغفرة على العبيد؛ فمن ناله منها شيء فله عيد، وإلاّ فهو مطرود بعيد.
لطائف المعارف (1) / (484)
______________
(1520): *تكبير كل مسلم منفردا في العيد وعليه أن يتجنب التكبير الجماعي*
*قال الشيخ عبد العزيز بن باز في “مجموع فتاوى ومقالات:*
(*وصفة التكبير المشروع: أن كل مسلم يكبر لنفسه منفردا ويرفع صوته به حتى يسمعه الناس فيقتدوا به ويذكرهم به*،*أما التكبير الجماعي المبتدع فهو أن يرفع جماعة – اثنان فأكثر – الصوت بالتكبير جميعا يبدأونه جميعا وينهونه جميعا بصوت واحد وبصفة خاصة*.*وهذا العمل لا أصل له ولا دليل عليه*, *فهو بدعة في صفة التكبير ما أنزل الله بها من سلطان*,
*فمن أنكر التكبير بهذه الصفة فهو محق، وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم*:
“*من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد” أي مردود غير مشروع*) أ. هـ
______________
(1521): عن وكيع قال:
خرجنا مع سفيان الثوري،
في يوم عيد،
فقال إن أول ما نبدأ به في يومنا،
غض أبصارنا.
الورع لابن أبي الدنيا: [(66) / (1)]
______________
(1522): {لَن يَنالَ اللَّهَ لُحومُها وَلا دِماؤُها وَلكِن يَنالُهُ التَّقوى مِنكُم كَذلِكَ سَخَّرَها لَكُم لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلى ما هَداكُم وَبَشِّرِ المُحسِنينَ} [الحج: (37)]
تفسير السعدي:
وقوله: {لن ينالَ اللهَ لحومُها ولا دِماؤها}؛ أي: ليس المقصود منها ذبحها فقط، ولا ينالُ اللهَ من لحومها ولا دمائها شيءٌ؛ لكونه الغنيَّ الحميد، وإنَّما ينالُه الإخلاصُ فيها والاحتسابُ والنيَّة الصالحةُ، ولهذا قال: {ولكن ينالُهُ التَّقوى منكم}: ففي هذا حثٌّ وترغيبٌ على الإخلاص في النحر، وأن يكونَ القصدُ وجهَ الله وحدَه؛ لا فخرًا ولا رياءً ولا سمعةً ولا مجرَّد عادةٍ، وهكذا سائر العبادات إن لم يقترِنْ بها الإخلاص وتقوى الله؛ كانتْ كالقُشورِ الذي لا لبَّ فيه والجسدِ الذي لا روح فيه. {كذلك سخَّرها لكُم لتكبِّروا الله}؛ أي: تعظِّموه وتُجِلُّوه، كما {هداكم}؛ أي: مقابلةً لهدايته إيَّاكم؛ فإنَّه يستحقُّ أكمل الثناء وأجلَّ الحمد وأعلى التعظيم. {وبشِّر المحسنينَ}: بعبادة الله؛ بأنْ يعبُدوا الله كأنَّهم يرونَه؛ فإنْ لم يصلوا إلى هذه الدرجة؛ فليعْبُدوه معتقدينَ وقتَ عبادتِهِم اطِّلاعَه عليهم ورؤيته إيَّاهم، والمحسنين لعبادِ الله بجميع وجوه الإحسان؛ من نفع مال أو علم أو جاه أو نُصح أو أمر بمعروفٍ أو نهي عن منكرٍ أو كلمةٍ طيِّبةٍ ونحو ذلك؛ فالمحسِنونَ لهم البشارةُ من الله بسعادة الدُّنيا والآخرة، وسَيُحْسِنُ الله إليهم كما أحْسَنوا في عبادته ولعباده؛ {هل جزاءُ الإحسانِ إلاَّ الإحسانُ}، {للذين أحسنوا الحُسنى وزيادةٌ}.
______________
(1523): سُئِل شيخ الإسلام رحمه الله:
عَمَّا يُقَالُ عَلَى الْأُضْحِيَّةِ حَالَ ذَبْحِهَا وَمَا صِفَةُ ذَبْحِهَا كَيْفَ يُقَسِّمُهَا؟
فَأَجَابَ:
الْحَمْدُ لِلَّهِ، وَأَمَّا الْأُضْحِيَّةُ فَإِنَّهُ يَسْتَقْبِلُ بِهَا الْقِبْلَةَ فَيُضْجِعَهَا عَلَى الْأَيْسَرِ وَيَقُولُ: بِسْمِ اللَّهِ وَاَللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنِّي كَمَا
تَقَبَّلْت مِنْ إبْرَاهِيمَ خَلِيلِك. وَإِذَا ذَبَحَهَا قَالَ: {وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} {قُلْ إنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} {لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ}. وَيَتَصَدَّقُ بِثُلُثِهَا وَيُهْدِي ثُلُثَهَا وَإِنْ أَكَلَ أَكْثَرَهَا أَوْ أَهْدَاهُ أَوْ أَكَلَهُ أَوْ طَبَخَهَا وَدَعَا النَّاسَ إلَيْهَا جَازَ. وَيُعْطِي أُجْرَةَ الْجَزَّارِ مِنْ عِنْدِهِ وَجِلْدُهَا إنْ شَاءَ انْتَفَعَ بِهِ وَإِنْ شَاءَ تَصَدَّقَ بِهِ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.
مجموع الفتاوى (26) / (308)
______________
(1524): قال ابن تيمية -رحمه الله-:
وَالنَّصَارَى يُسَمُّونَ عِيدَ الْمُسْلِمِينَ عِيدَ «اللَّهُ أَكْبَرُ» لِظُهُورِ التَّكْبِيرِ فِيهِ، وَلَيْسَ هَذَا لِأَحَدٍ مِنَ الْأُمَمِ أَهْلِ الْكِتَابِ، وَلَا غَيْرِهِمْ – غَيْرِ الْمُسْلِمِينَ -.
الجواب الصحيح (5) / (232)
______________
(1525): قال ابن حبان -رحمه الله-:
والإخوان يعرفون عند الحوائج .. لأن كل الناس في الرخاء أصدقاء وشر الإخوان الخاذل لإخوانه عند الشدة والحاجة ..
روضة العقلاء (1) / (247)
______________
(1526): ” قصة عجيبة يحكيها العلامة بن حميد رحمه الله.!!
” قال الشيخ عبدالله بن حميد رحمه الله:-
” قال الرسول صلى الله عليه و سلم:
(لتتبعن سنن من كان قبلكم)، و من سنن من قبلنا أن قالوا: إن عيسى هو الله، أو ابن الله، أو ثالث ثلاثة.
” فهل وُجِد في هذه الأمة من قال: إن الرسول صلى الله عليه و سلم كذلك؟
” نقول: نعم، وُجِد في تركيا أُناسٌ يقولون:
” إن الرسول صلى الله عليه و سلم نور من الله و جزء من الله، و جليس بشرا ”
…….
” ففي إحدى السنوات الماضية اجتمعنا بمفتي تركيا، و كان معه أخو رئيس الوزراء و اسمه: ” سليمان “، و كان لا يجيد العربية و معه مترجم، و سأل عن مسائل في الحج تتعلق بمذهب الحنفية و أُجيب عنها ..
” ثم انتقل فسأل عن الرسول صلى الله عليه و سلم، فقال: ما رأيك بمحمد؟.
” فاستغربت السؤال، و قلت: من أي ناحية؟.
” قال: هل هو بشر؟.
” قلت: نعم، بشر – بهدوء حتى أعرف ما عنده -، و سقت له الآيات: {قل إنما أنا بشر مثلكم} (الكهف: (110)) و نحوها.
” فقال: هذا تنزل منه و تواضع، و إنما جاء على صورة بشر لأجل أن يكون مشاكلا للمدعوين من البشر؛ فإنه إذا شاكلهم صار ذلك أحرى لقبول دعوته، و إلا فهو ليس ببشر.
” قلت: ما يقول المفتي؟.
” فقال: إنه جزء من الله!!؟؟
” كما قالت النصارى سواء بسواء، لكن مثل هذا لا يُحتجُّ عليه بالقرآن و السنة، هذا لا يصلح معه إلا الحجج العقلية.
قلت: (محمد) جزء من الله؟!.
” فقال: نعم.
” قلت: هل محمد صلى الله عليه و سلم موجود أو توفي؟.
” فقال: لا، ليس بموجود، بل مات؛ لأن الله يقول:
{إنك ميت و إنهم ميتون} (الزمر: (30)).
” قلت: إذا كان محمد صلى الله عليه وسلم مات و هو جزء من الله فيكون الرب مشلولا حينئذ!؛ لأن جزءاً منه مات.
” فبقي ساكتا، ثم قال: أوقعتني في حيرة، حسبي الله عليك.
” لم يستطع الجواب، هذا شأنهم، و هذا مصداق ما قاله الرسول صلى الله عليه و سلم: (لتتبعن سَنَنَ من كان قبلكم).
” شرح كتاب التوحيد (ص (25))