49 التعليق على الصحيح المسند
مجموعة ابراهيم البلوشي وأبي عيسى البلوشي وهشام السوري وعبدالله المشجري وخميس العميمي و الكربي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى ، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وذرياتهم وذرياتنا )
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
الصحيح المسند
49 – قال الامام أحمد رحمه الله {ج3ص125}: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ بَعَثَتْهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقِنَاعٍ عَلَيْهِ رُطَبٌ، «فَجَعَلَ يَقْبِضُ قَبْضَةً فَيَبْعَثُ بِهَا إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ، ثُمَّ يَقْبِضُ الْقَبْضَةَ فَيَبْعَثُ بِهَا إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ، ثُمَّ جَلَسَ فَأَكَلَ بَقِيَّتَهُ أَكْلَ رَجُلٍ يُعْلَمُ أَنَّهُ يَشْتَهِيهِ»
قال الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله: هذا حديث صحيح رجاله رجال الصحيح.
وقال الإمام أحمد رحمه الله (ج3 ص269): ثنا عفان، ثنا همام به.
————————–
أولاً: دراسة الحديث رواية:
* قال البزار في مسنده 7208: وهذا الحديث لا نعلمه يروى إلاَّ عن همام، عَن قَتادة، عَن أَنَس.
* الحديث أخرجه أبو عوانة في مستخرجه على صحيح مسلم 8781 وقال محقق المستخرج: من فوائد الاستخراج:
– فيه أن أم سليم هي التي أهدت التمر للنبي -صلى الله عليه وسلم-.
– وفيه “يأكل أكل رجل يعلم أنَّه يشتهيه” وهي تفسير لما جاء في مسلم: “أكلًا ذريعا”.
* الحديث أخرجه الطيالسي في مسنده 2121 قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ به.
ثانياً: دراسة الحديث درايةً:
* جاء في صحيح مسلم 2044 عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: «أُتِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِتَمْرٍ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْسِمُهُ وَهُوَ مُحْتَفِزٌ، يَأْكُلُ مِنْهُ أَكْلًا ذَرِيعًا»، وَفِي رِوَايَةِ زُهَيْرٍ: أَكْلًا حَثِيثًا.
(محتفز) قال في النهاية (1/407) أي: مستعجل مستوفز يريد القيام. وقيل: استوى جالسا على وركيه, كأنه ينهض.ا.ه
وفي الرواية التي قبلها قال أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: «رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُقْعِيًا يَأْكُلُ تَمْرًا».
وجاء في مسند أحمد 13101 عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: ” أُهْدِيَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَمْرٌ فَجَعَلَ يَقْسِمُهُ بِمِكْتَلٍ وَاحِدٍ، وَأَنَا رَسُولُهُ بِهِ حَتَّى فَرَغَ مِنْهُ “، قَالَ: ” فَجَعَلَ يَأْكُلُ وَهُوَ مُقْعٍ أَكْلًا ذَرِيعًا، فَعَرَفْتُ فِي أَكْلِهِ الْجُوعَ ” وقوّى إسناده محققو المسند فيه مصعب بن سليم صدوق لا بأس به.
وقال ابن عثيمين رحمه الله في شرح رياض الصالحين:
وذكر المؤلف حديث أنس أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يأكل تمرا مقعيا والإقعاء أن ينصب قدميه ويجلس على عقبيه هذا هو الإقعاء وإنما أكل النبي صلى الله عليه وسلم كذلك لئلا يستقر في الجلسة فيأكل أكلا كثيرا لأن الغالب أن الإنسان إذ كان مقعيا لا يكون مطمئنا في الجلوس فلا يأكل كثيرا وإذا كان غير مطمئن فلن يأكل كثيرا وإذا كان مطمئنا فإنه يأكل كثيرا هذا هو الغالب وربما يأكل الإنسان كثيرا وهو غير مطمئن وربما يأكل قليلا وهو مطمئن لكن من أسباب تقليل الأكل ألا يستقر الإنسان في جلسته وألا يكون مطمئنا الطمأنينة الكاملة والحاصل أن عندنا جلستين: الجلسة الأولى الاتكاء، وهذه ليس من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أن يأكل متكئا وكل أنواع الجلوس الباقية جائزة ولكن أحسن ما يكون ألا تجلس جلسة الإنسان المطمئن المستقر لئلا يكون ذلك سببا لإكثار الطعام وإكثار الطعام لا ينبغي والأفضل أن يجعل الإنسان ثلثا للأكل وثلثا للشراب وثلثا للنفس هذا أصح ما يكون في الغذاء فإن تيسر فهذا هو المطلوب ولا بأس أن يشبع الإنسان أحيانا.
* قال الساعاتي في الفتح الرباني (22/148): ” يستفاد من هذا الحديث:
- عدله صلى الله عليه وسلم بين زوجاته حتى فى الهدية الخاصة بشخصه.
- (وفيه) أنه صلى الله عليه وسلم كان يؤثر غيره على نفسه مع أن نفسه كانت تشتهى هذا الرطب فلو أنه أكل منه ما تشتهيه نفسه ثم قسم الباقى عليهن لما كان عليه باس، ولكنه آثرهن على نفسه ولم ياكل إلا ما فضل بعد القسمة
- (وفيها أيضا) دلالة على قنعه ومجاهدة نفسه صلى الله عليه وسلم
- (تخريجه) الحديث صحيح ورجاله من رجال الصحيحين وهو من ثلاثيات الامام احمد ولم أقف عليه لغيره.
* قوله: “بقناع” قال صاحب عون المعبود (1/163): بكسر قاف وخفة نون، وهو الطبق الذي يُؤْكل عليه.
– وفيه منقبة لأم سليم -رضي الله عنها-.
– وقبوله -صلى الله عليه وسلم- للهدية.
– وخدمة أنس -رضي الله عنه- للنبي – صلى الله عليه وسلم-.