48، 49 رياح المسك العطرة بمشاركات الأصحاب المباركة على صحيح البخاري
قام به أبو صالح حازم وأحمد بن علي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
ومراجعة سيف بن غدير النعيمي
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا)
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
قال الإمام البخاري في كتاب الإيمان من صحيحه:
باب خوف المؤمن من أن يحبط عمله وهو لا يشعر وقال إبراهيم التيمي ما عرضت قولي على عملي إلا خشيت أن أكون مكذبا وقال ابن أبي مليكة أدركت ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم يخاف النفاق على نفسه ما منهم أحد يقول إنه على إيمان جبريل وميكائيل ويذكر
عن الحسن ما خافه إلا مؤمن ولا أمنه إلا منافق وما يحذر من الإصرار على النفاق والعصيان من غير توبة لقول الله تعالى {ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون}.
48 – حدثنا محمد بن عرعرة قال حدثنا شعبة عن زبيد قال سألت أبا وائل عن المرجئة فقال حدثني عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال سباب المسلم فسوق وقتاله كفر
———–‘———-‘———‘
فوائد الباب:
- قوله (باب خوف المؤمن من أن يحبط عمله وهو لا يشعر) يشير إلى قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ (2)} من سورة الحجرات.
2. غرض البخاري في هذا الباب رد قول المرجئة: أن الله لا يعذب على شيء من المعاصي من قال: لا إله إلا الله، ولا يحبط عمله بشيء من الذنوب قاله ابن بطال في شرح صحيح البخاري له.3. قال أبو الزناد- أحد شراح صحيح البخاري -: إنما يحبط عمل المؤمن وهو لا يشعر، إذا عد الذنب يسيرا فاحتقره وكان عند الله عظيما، وليس الحبط هاهنا بمخرج من الإيمان، وإنما هو نقصان منه. نقله ابن بطال في شرح صحيح البخاري.
4. عن ابن أبي مليكة قال كاد الخيران أن يهلكا أبو بكر وعمر رضي الله عنهما رفعا أصواتهما عند النبي صلى الله عليه وسلم حين قدم عليه ركب بني تميم فأشار أحدهما بالأقرع بن حابس أخي بني مجاشع وأشار الآخر برجل آخر قال نافع لا أحفظ اسمه فقال أبو بكر لعمر ما أردت إلا خلافي قال ما أردت خلافك فارتفعت أصواتهما في ذلك فأنزل الله {يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم} الآية قال ابن الزبير فما كان عمر يُسْمِعُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بعد هذه الآية حتى يستفهمه ولم يذكر ذلك عن أبيه يعني أبا بكر رواه البخاري 4845 والترمذي والنسائي.
- وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم افتقد ثابت بن قيس فقال رجل يا رسول الله أنا أعلم لك علمه فأتاه فوجده جالسا في بيته منكسا رأسه فقال له ما شأنك فقال شر كان يرفع صوته فوق صوت النبي صلى الله عليه وسلم فقد حبط عمله وهو من أهل النار فأتى الرجل النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره أنه قال كذا وكذا فقال موسى فرجع إليه المرة الآخرة ببشارة عظيمة فقال اذهب إليه فقل له إنك لست من أهل النار ولكنك من أهل الجنة رواه البخاري 4846.
6. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: قلت: الذي ينفي من الإحباط على أصول أهل السنة هو حبوط جميع الأعمال فإنه لا يحبط جميعها إلا بالكفر، وأما الفسق فلا يحبط جميعها؛ سواء فسر بالكبيرة، أو برجحان السيئات؛ لأنه لا بد أن يثاب على إيمانه فلم يحبط. وأما حبوط بعضها وبطلانه إما بما يفسده بعد فراغه وإما لسيئات يقوم عقابها بثوابه، فهذا حق دل عليه الكتاب والسنة كقوله: {لاَ تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى} فأخبر أن المن والأذى يبطل الصدقة، كما أن الرياء المقترن بها يبطلها وإن كان كل منهما لا يبطل الإيمان؛ بل يبطله ورود الكفر عليه أو اقتران النفاق به.
7. عن الحسن، قال: ” ما يرى هؤلاء القوم أن أعمالا تحبط أعمالا , والله عز وجل يقول: {لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي} [الحجرات: 2] إلى قوله {أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون} [الحجرات: 2] ”
8. أخرجه الخلال في السنة له 1506 عن الإمام أحمد قال حدثنا الحسن بن موسى قال: ثنا حماد بن سلمة عن حبيب بن الشهيد، عن الحسن به وكأنه يشير إلى المرجئة. - قوله (وقال إبراهيم التيمي ما عرضت قولي على عملي إلا خشيت أن أكون مكذبا) أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه 36117 والبخاري في التاريخ الكبير 1053 وجعفر الفريابي في صفة النفاق 89 واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة 1580 والحافظ ابن حجر في تغليق التعليق من طريق الإمام أحمد- من أربعة طرق عن سفيان- هو الثوري- عن أبي حيان، عن إبراهيم التيمي فذكره وقال الحافظ ابن رجب في الفتح له وهذا معروف عنه وخرجه جعفر الفريابي بإسناد صحيح عنه.
10. قوله (وقال ابن أبي مليكة أدركت ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم يخاف النفاق على نفسه ما منهم أحد يقول إنه على إيمان جبريل وميكائيل) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير 412 وابن أبي خيثمة في التاريخ الكبير 651 والخلال في السنة 1081 عن مُحَمَّد بن سعيد الْأَصْبَهَانِيّ ثَنَا يحيى بن يمَان عَن سُفْيَان عَن ابْن جريج عَن ابْن أبي مليكَة قَالَ أدْركْت ثَلَاثِينَ من أَصْحَاب مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. قلت فيه ابن يمان ضعيف. ونحوه عن أبي رجاء العطاردي أخرجه محمد بن نصر في تعظيم قدر الصلاة 686
11 – قال ابن بطال في شرح البخاري 1/ 109:
معنى قول إبراهيم: ما عرضت قولى على عملى إلا خشيت أن أكون مكذبا، فإنما قال ذلك، والله أعلم، لأن الله تعالى ذم من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر وقصر فى عمله، فقال: (يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون) [الصف: 2، 3] فخشى أن يكون مكذبا، إذ لم تمنيه الغاية من العمل، وأشفق من تقصيره. وهكذا ينبغى أن تغلب الخشية على المؤمن، ألا ترى قول الحسن: ما خافه إلا مؤمن وما أمنه إلا منافق. وقول ابن أبى مليكة: أدركت ثلاثين من أصحاب الرسول (صلى الله عليه وسلم) كلهم يخاف النفاق على نفسه، وإنما هذا، والله أعلم، لأنها طالت أعمارهم حتى رأوا من التغيير ما لم يعهدوه، ولم يقدروا على إنكاره، فخشوا على أنفسهم أن يكونوا فى حيز من داهن ونافق …
وقال الفضيل بن عياض: يا سفيه ما أجهلك، لا ترضى أن تقول: أنا مؤمن حتى تقول: أنا مستكمل الإيمان، لا والله، لا يستكمل العبد الإيمان حتى يؤدى ما افترض الله عليه، ويجتنب ما حرم الله عليه، ويرضى بما قسم الله له، ثم يخاف مع ذلك ألا يتقبل منه … وغرض البخارى فى هذا الباب رد قول المرجئة. اهـ
وراجع معنى هذا الكلام أيضا للنووي.
12. قوله (ويذكر عن الحسن ما خافه إلا مؤمن ولا أمنه إلا منافق)
- أخرجه الحافظ في تغليق التعليق من طريق جَعْفَر بن مُحَمَّد الْفرْيَابِيّ ثَنَا قُتَيْبَة ثَنَا جَعْفَر هُوَ ابْن سُلَيْمَان عَن المعلي بن زِيَاد [القردوسي] سَمِعت الْحسن يحلف فِي هَذَا الْمَسْجِد بِاللَّه الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ مَا مضى مُؤمن قطّ وَلَا بَقِي إِلَّا وَهُوَ من النِّفَاق مُشفق وَلَا مضى مُنَافِق قطّ وَلَا بَقِي إِلَّا وَهُوَ من النِّفَاق آمن وَكَانَ يَقُول ((من لم يخف النِّفَاق على نَفسه فَهُوَ مُنَافِق)) قلت وَرِجَال هَذَا الْإِسْنَاد ثِقَات، ثم قال الحافظ: ورويناه فِي الْإِيمَان لِأَحْمَد قَالَ ثَنَا روح بن عبَادَة ثَنَا هِشَام سَمِعت الْحسن يَقُول وَالله مَا مضى مُؤمن وَلَا بَقِي إِلَّا يخَاف النِّفَاق وَمَا أَمنه إِلَّا مُنَافِق، وقال الحافظ ابن رجب في الفتح له مشهور عن الحسن صحيح عنه.
14. قوله (وما يحذر من الإصرار على النفاق والعصيان من غير توبة لقول الله تعالى {ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون}) الآية 135 من سورة آل عمران
15. عن قتادة قوله:”ولم يصرُّوا على ما فعلوا وهم يعلمون”، فإياكم والإصرار، فإنما هلك المصرُّون، الماضون قُدُمًا، لا تنهاهم مخافة الله عن حرام حرَّمه الله عليهم، ولا يتوبون من ذنب أصابوه، حتى أتاهم الموتُ وهم على ذلك. أخرجه الإمام الطبري في تفسيره 7857 قال بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة به إسناده صحيح.
16. عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ «ارْحَمُوا تُرْحَمُوا، وَاغْفِرُوا يُغْفَرْ لَكُمْ، وَيْلٌ لِأَقْمَاعِ الْقَوْلِ، وَيْلٌ لِلْمُصِرِّينَ الَّذِينَ يُصِرُّونَ عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ» أخرجه الإمام أحمد في مسنده وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره تَفَرَّدَ بِهِ أحمد. وصحح إسناده الألباني كما في الصحيحة 482.
- حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أخرجه البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه.
18. وفي الباب عن سعد بن أبي وقاص وأبي هريرة وعبد الله بن مغفل وجابر والنعمان بن مقرن وعقبة بن عامر وأنس. قال ملا علي القاري ” كاد الحديث أن يكون متواترا”. كما في شم العوارض في ذم الروافض.19. قول زبيد (سألت أبا وائل عن المرجئة) وعند الطيالسي في مسنده ” لَمَّا ظَهَرَتِ الْمُرْجِئَةُ أَتَيْتُ أَبَا وَائِل”.
20. فيه الفزع إلى أهل العلم عند ظهور البدع.
21. زاد مسلم في رواية ” قال زبيد: فقلت لأبي وائل: أنت سمعته من عبد الله يرويه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم”.22. استدل أبو وائل بالحديث ردا على المرجئة وهذا من قوة استدلاله رحمه الله تعالى.
23. إن المرجئة ” لا يجعلون سباب المسلم فسوقا ولا قتاله كفرا في حق المسلم ولا يفسقون مرتكبي الذنوب والنبي أخبر بخلاف ما ذهبوا إليه فدل ذلك على كونهم على خطأ وضلال” قاله العيني في عمدة القاري.
24. نقل ابن بطال إجماع أهل السنة أن قتل المسلم للمسلم لا يخرجه من الإيمان إلى الكفر، وإنما فيه القود. وقال فينبغي للمؤمن ترك السباب والمشاحنة والملاحاة.25. قال النووي في شرح مسلم 2/ 54:
وأما معنى الحديث فسب المسلم بغير حق حرام بإجماع الأمة وفاعله فاسق كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم وأما قتاله بغير حق فلا يكفر به عند أهل الحق كفرا يخرج به من الملة كما قدمناه في مواضع كثيرة إلا إذا استحله فإذا تقرر هذا فقيل في تأويل الحديث أقوال أحدها أنه في المستحل والثاني أن المراد كفر الاحسان والنعمة وأخوة الاسلام لاكفر الجحود والثالث أنه يؤول إلى الكفر بشؤمه والرابع أنه كفعل الكفار والله أعلم ثم إن الظاهر من قتاله المقاتلة المعروفة قال القاضي ويجوز أن يكون المراد المشارة والمدافعة والله أعلم اهـ26. قال ابن رجب في فتح الباري 1/ 139:
وللعلماء في هذه الأحاديث وما أشبهها مسالك متعددة: منهم: من حملها على من فعل ذلك مستحلا لذلك.
وقد حمل مالك حديث: ” من قال لأخيه: يا كافر ” على الحرورية المعتقدين لكفر المسلمين بالذنوب. نقله عنه أشهب (وكذلك حمل (199 – أ / ف) إسحاق بن راهوية حديث ” من أتى حائضا أو امرأة في دبرها فقد كفر ” على المستحل لذلك. نقله عنه حرب وإسحاق الكوسج. ومنهم من يحملها على التغليظ والكفر الذي لا ينقل عن الملة – كما تقدم عن ابن عباس وعطاء. ونقل إسماعيل الشالنجي عن أحمد – وذكر له قول ابن عباس المتقدم وسأله: ما هذا الكفر؟ – قال أحمد: هو كفر لا ينقل عن الملة مثل الإيمان بعضه دون بعض، فكذلك الكفر حتى يجيء من ذلك أمر لا يختلف فيه …
والذي ذكره القاضي أبو عبد الله بن حامد شيخ القاضي أبو يعلى عن أحمد جواز إطلاق الكفر والشرك على بعض الذنوب التي لا تخرج عن الملة، وقد حكاه عن أحمد.
وقد روي عن جابر بن عبد الله أنه سئل: هل كنتم تسمون شيئا من الذنوب: الكفر أو الشرك؟ قال: معاذ الله؛ ولكنا نقول مذنبين. خرجه محمد بن نصر وغيره. وكان عمار ينهى أن يقال لأهل الشام الذين قاتلوهم بصفين: كفروا وقال: قولوا فسقوا. قولوا ظلموا. وهذا قول ابن مبارك وغيره من الأئمة. اهـ
27. قال الراجحي في تعليقه على سنن ابن ماجه:
فقوله: (سباب المسلم فسوق وقتاله كفر) يدل على أن القتال بين المسلمين من الأعمال الكفرية، لكنه كفر أصغر ….
والشاهد من هذا الحديث في باب الإيمان: أن سباب المسلم وقتاله يضعف الإيمان وينقصه، على أن الفاسق ابتداء ناقص الإيمان، وكذلك المتقاتلون فيما بينهم من المسلمين لا يعملون ذلك إلا بسبب ما حل بهم من نقص في الإيمان، وضعف فيه. اهـ
28. في الحديث تعظيم حق المسلم والحكم على من سبه بالفسق قاله القسطلاني في إرشاد الساري.
29. فيه ما ينهى من السباب واللعن قاله البخاري في صحيحه.
- قوله (سباب المسلم) وعند الطيالسي ” سباب المؤمن”
31. وأخرجه الخلال في السنة 1063 و1064 واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة 1839 من طريق الطيالسي وزاد “قال شعبة: فذكرت ذلك لحماد فكان يقول: يا شعبة، أنت منا إلا قطرة، قال: فقلت له: أتتهم زبيدا؟ أتتهم منصورا؟ أتتهم الأعمش سليمان؟ كلهم حدثني عن أبي وائل قال: لا، ولكني أتهم أبا وائل” انتهى
سبحان الله احتج شعبة بالحديث وأخبر به حمادا وهو ابن أبي سليمان شيخ أبي حنيفة وأما رد حماد بتجريح أبي وائل فغريب جدا.
32. قال إسحاق قلت لأبي عبد الله – أي الإمام أحمد- وأيش اتهم من أبي وائل قال أتهم رأيه الخبيث يعني حماد بن أبي سليمان ….. قال ابن عون كان حماد بن أبي سليمان من أصحابنا حتى أحدث ما أحدث قال أحدث الإرجاء كما في السنة للخلال.
33. وسئل ميمون بن مهران عن كلام المرجئة فقال: “أنا أكبر من ذلك” يريد أن هذا الكلام حدث بعد ولادتي وكذلك قال أيوب كما في الانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار لأبي الحسين العمراني المتوفى سنة 558 ه.
34. قوله (حدثنا محمد بن عرعرة) تابعه سليمان بن حرب كما عند البخاري 6044 تابعه محمد بن جعفر غندر كما عند مسلم 64 وعلقه البخاري 6044 تابعه أبو داود الطيالسي كما في مسنده 245
35. فيه الحذر من سفك دم المسلم وأن المحرمات تتفاوت في درجاتها فالقتال أشد من السباب.
36. أن البخاري لا يخص صيغة التمريض بضعف الإسناد بل إذا ذكر المتن بالمعنى أو اختصره أتى بها أيضا لما علم من الخلاف في ذلك فهنا كذلك وقد أوقع اختصاره له. قاله ابن حجر
37. فيه دليل على أن بدعة الإرجاء قديمة. قاله ابن حجر
38. روي أن عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود كان مرجئا ثم رجع عنه وأنشد يقول
لأول ما نفارق غير شك … نفارق ما يقول المرجئونا
وقالوا: مؤمن من أهل جور … وليس المؤمنون بجائرينا
وقالوا مؤمن دمه حلال … وقد حرمت دماء المؤمنينا”
أخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة 1850
39. قوله (حدثنا شعبة) تابعه سفيان الثوري كما عند مسلم 64 والترمذي 1983 تابعه محمد بن طلحة كما عند مسلم 64
40. قوله (عن زبيد) تابعه منصور كما عند مسلم 64 ونتبعه الأعمش كما عند البخاري 7076 ومسلم 64
41. قوله (فقال) أي أبو وائل وهو شقيق ين سلمة تابعه عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود كما عند الترمذي 2634
——
49 – أخبرنا قتيبة بن سعيد حدثنا إسماعيل بن جعفر عن حميد عن أنس قال أخبرني عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يخبر بليلة القدر فتلاحى رجلان من المسلمين فقال إني خرجت لأخبركم بليلة القدر وإنه تلاحى فلان وفلان فرفعت وعسى أن يكون خيرا لكم التمسوها في السبع والتسع والخمس
—–
فوائد الحديث
1. حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه أخرجه البخاري والنسائي في السنن الكبرى.
2. وفي الباب عن أبي سعيد الخدري
3. قوله (خرج يخبر بليلة القدر) وعند النسائي في الكبرى من طريق مالك “خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان”.
4. قال صاحب لسان العرب: ولَحَا الرجلَ لَحْواً: شَتَمَه، وَحَكَى أَبو عُبَيْدٍ: لَحَيْته أَلْحَاه لَحْواً، وَهِيَ نَادِرَةٌ.
5. قوله (فتلاحى رجلان من المسلمين) هذا موضع الشاهد فمع تشاتمهما سماهما مسلمين.
6. في الحديث تحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من شهر رمضان.
7. فيه النهي عن السباب واللعن قاله البخاري.
8. فيه أن الأوقات تتفاضل فبعضها أفضل من بعض.
9. قوله (فتلاحى رجلان من المسلمين) وعند أبي يعلى 4021 بسند فيه راو لم يسم ” فسمع لغطا في المسجد”.
- قوله (فتلاحى رجلان) وعند البخاري في رواية ” فتلاحى فلان وفلان” وكأنه أبهم الرجلين للستر عليهما. وعند محمد بن نصر كما في مختصر قيام الليل ” فإذا رجلان من الأنصار يتلاحيان” فبين أنهما من الأنصار.
11. قوله (فقال إني خرجت لأخبركم بليلة القدر) وعند النسائي في الكبرى من طريق مالك ” فقال إني أريت هذه الليلة” وكأنه رؤيا منامية.12. ويؤيده ما ورد عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أريت ليلة القدر ثم أيقظني بعض أهلي فنسيتها، فالتمسوها في العشر الغوابر» أخرجه مسلم 1166 وترجم عليه ابن حبان في صحيحه فقال ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم رأى ليلة القدر في النوم لا في اليقظة.
13. قوله (فرفعت) أي رفع العلم بتحديدها وفيه أن المعصية إذا ظهرت قد تكون سببا في منع وصول الخير للمجموع.
14. قوله (وعسى أن يكون خيرا لكم) كالمواساة لهم لأن عامتهم ليس لهم تعلق بالملاحاة المذكورة.
15. قوله (التمسوها في السبع والتسع والخمس) فيه مزيد عناية بالمسلمين بأنه … وإن كان رفع إخبارهم بها فقد أخبرهم بما يقربهم منها. وعند الدارمي في سننه قال قبل ذلك ” فالتمسوها في العشر الأواخر”.
16. فيه فضل ليلة القدر وينبغي تحريها.
17. قوله (حدثنا إسماعيل بن جعفر) تابعه خالد بن الحارث كما عند البخاري 2023 تابعه بشر بن المفضل كما عند البخاري 6049 تابعه الإمام مالك كما عند النسائي في الكبرى 3382 – لكنه أسقط عبادة من الإسناد- تابعه يزيد بن زريع كما عند النسائي في الكبرى 3381 تابعه الثقفي كما عند ابن أبي شيبة في مصنفه 9511 تابعه محمد بن أبي عدي كما عند الإمام أحمد في مسنده 22672 تابعه يحيى بن سعيد كما عند الإمام أحمد في مسنده 22721 تابعه يزيد بن هارون كما عند الدارمي في سننه 1822.18. قوله (عن أنس) وعند البخاري 2023 ” حدثنا أنس”.
- قوله (عن حميد) وعند البخاري 2023 من طريق خالد بن الحارث ” حدثنا حميد” تابعه ثابت البناني كما عند أحمد في مسنده 22674 من طريق حماد هو ابن سلمة أخبرنا ثابت البناني وحميد.
20. فيه رواية صحابي عن صحابي أنس عن عبادة رضي الله عنهما
===