469 – فتح الاحد الصمد شرح الصحيح المسند
مجموعة: عبدالله الديني
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف: سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وذرياتهم وذرياتنا).
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
(469) – قال الإمام ابن حبان رحمه الله كما في “الإحسان” (ج (3) ص (254)): أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي حدثنا محمد بن فليح عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب عن سهل بن سعد الساعدي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ((اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون)).
هذا حديث حسنٌ.”
………………………….
قال الشيخ الالباني في الصحيحة (3175):
هذا، وقد اختصر بعض الرواة حديث الترجمة اختصاراً مُخِلاً بحيث يظهر
أن قوله: “اللهم اغفر … ” لم يحكه – صلى الله عليه وسلم – عن ذاك النبي، وإنما صدر منه – صلى الله عليه وسلم – قاصداً قومه، فقال محمد بن فليح: عن موسى بن عقبة عن الزهري عن سهل بن سعد مرفوعاً به.
أخرجه ابن أبي عاصم في”الآحاد والمثاني” (4/ 123/2096)، وأبو يوسف الفسوي في”المعرفة ” (1/ 338)، وابن حبان في “صحيحه ” (2/ 160/969/الإحسان)، والطبراني في “المعجم الكبير” (6/ 146/5694) من طرق عنه.
وكذا رواه البيهقي في “الشعب ” (2/ 164/1448).
قلت: ورجاله ثقات رجال البخاري؛ غير أن محمد بن فليح فيه كلام من قبل حفظه، أشار إلى ذلك الحافظ بقوله في “تقريبه “:
“صدوق يهم “.
ثم رأيت ما استظهرته آنفاً صريحاً في رواية البيهقي للحديث في “دلائل النبوة”؛ فإنه ساقه مطولاً (3/ 206 – 215) في قصة غزوة أحد، من طريق ابن فليح هذا، لكنه لم يقع ذكر للزهري في إسناده.
فيبدو لي- والله أعلم- أن هذا الدعاء منه – صلى الله عليه وسلم – لقومه ثابت؛ لأن هناك عدة
روايات في ذلك … انتهى
قال الشيخ سيف: لكن مخرج الحديث يختلف لان هذا الحديث صحابيه سهل بن سعد، وذاك عن ابن مسعود …
قال النووي: فِيهِ مَا كَانُوا عَلَيْهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِمْ مِنَ الْحِلْمِ وَالتَّصَبُّرِ وَالْعَفْوِ وَالشَّفَقَةِ عَلَى قَوْمِهِمْ وَدُعَائِهِمْ لَهُمْ بِالْهِدَايَةِ وَالْغُفْرَانِ وَعُذْرِهِمْ فِي جِنَايَتِهِمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ وَهَذَا النَّبِيُّ الْمُشَارُ إِلَيْهِ مِنَ الْمُتَقَدِّمِينَ وَقَدْ جَرَى لِنَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلُ هَذَا يَوْمَ أُحُدٍ قَوْلُهُ (وَهُوَ يَنْضِحُ الدَّمَ عَنْ جَبِينِهِ) هُوَ بِكَسْرِ الضَّادِ أَيْ يَغْسِلُهُ وَيُزِيلُهُ. ” شرح مسلم للنووي” ((12) / (150)).
قال ابن علان في ” دليل الفالحين ” (1/ 177): وفي هذه الجملة أنواع من الصبر والحكم:
الأول: أنه مسح دمه لئلا يصيب الأرض فيحل بهم البلاء.
الثاني: أنه قابل جهلهم بفضله فدعا لهم بغفران ذنب تلك الجريمة منهم إن كان الدعاء من رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لا مطلقاً وإلا لآمنوا عن آخرهم إذهو مجاب الدعوة.
الثالث: أنه اعتذر عن سوء فعلهم بعدم علمهم. ولا تنافي بين الدعاء بما ذكر إن كان من نوح، قوله: {لا تذر على الأرض من الكافرين دياراً} (نوح: 26) لإمكان حمل ما في حديث الباب على ما قبل إياسه من إيمانهم وما في الآية على ما بعده (متفق عليه) وينبغي للسالك التحلي بما فيه كما روي أن جندياً ضرب بعض العارفين وهو لا يعرفه/ فقيل إنه فلان، فعاد إليه معتذراً، فقال: إبي أبرأت ذمتك ودعوت لك لما ضربتني، قال: وكيف ذاك؟ قال: لأنك كنت سبباً لدخولي الجنة فلا أكون سبباً لعذابك، فأكب على الشيخ وتاب. اهـ
قال القاضي عياض: فيه ما ابتلى به الأنبياء وأهل الفضل لينالوا جزيل الأجر، ويسهل على أممهم وغيرهم ما أصابهم، ويتأسوا بهم، وليعلم أنهم من البشر يصيبهم محن الدنيا، ويطرأ على أجسامهم ما يطرأ على أجسام البشر ليتحققوا أنهم مخلوقون مربون، ولا يدخل اللبس في المفعول بسبب ما ظهر على أيديهم من العجائب والآيات ما يشكك فى بشريتهم، ويلبس الشيطان من أمرهم ما لبس به على النصارى وأشباههم، حتى اعتقدوا فى عيسى – عليه السلام – أنه إله.
وقوله: عن بعض الأنبياء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال – حين ضربه قومه وهو يمسح الدم عن وجهه -: ” اللهم اغفر لقومى فإنهم لا يعلمون ” وفى الرواية الأخرى: ” ينضح ” بكسر الضاد، أى يغسل، وجاء فى غير مسلم: ” ينضح الدم عن جبينه ” ومعناه هنا: يفور ويسيل، يقال: نضحت العين: فارت. وقد يكون هنا بمعنى: يغسل الدم الذى على جبينه. وقد روى مثل هذا القول عن نبينا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم أحد.
فيه ما كانوا عليه صلوات الله عليهم من الحلم والصبر والشفقة على قومهم وأممهم، وأنهم مع فعلهم بهم وأذاهم لهم دعوا بالغفران، وعذروهم بالجهل وقلة العلم بما أتوه. ” إكمال المعلم ”
قال القرطبي في المفهم:
قال: وقوله تعالى: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} [آل عمران: 128] تقريب لِمَا استبعده، وإطماع في إسلامهم، ولمّا اطمع في ذلك، قال – صلى الله عليه وسلم -: “اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون”، وإذا تأمل الفَطِن هذا الدعاء في مثل تلك الحال عَلِم معنى قوله تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4)} [القلم: 4] فإنه – صلى الله عليه وسلم – لم يدع عليهم، فينتصر، ولم يقتصر على العفو، حتى دعا لهم، ولم يقتصر على الدعاء لهم، حتى أضافهم لنفسه على جهة الشفقة، ولم يقتصر على ذلك، حتى جَعَل لهم جهلهم
بحاله كالعذر، وإن لم يكن عذرًا، وهذا غاية الفضل والكرم التي لا يشارَكُ فيها، ولا يوصل إليها. انتهى
في رواية الصحيح (ضَرَبَهُ قَوْمُهُ، وَهُوَ يَمْسَحُ الدَّمَ عَنْ وَجْهِهِ) قال في “الفتح”: يَحْتَمِل أنّ ذلك لمّا وقع للنبيّ – صلى الله عليه وسلم – ذَكَر لأصحابه أنه وقع لنبيّ آخر قبله، وذلك فيما وقع له يوم أُحد لَمّا شج وجهه، وجرى الدم منه، فاستَحْضَر في تلك الحالة قصّة ذلك النبيّ الذي كان قبله، فذكر قصّته لأصحابه – رضي الله عنهم -؛ تطييبًا لقلوبهم.
وأغرب القرطبيّ، فقال: إن النبيّ – صلى الله عليه وسلم – هو الحاكي، وهو المحكي عنه، قال: وكأنه أُوحى إليه بذلك قبل وقوع القصّة، ولم يُسَمَّ ذلك النبيّ، فلمّا وقع له ذلك تَعَيَّن أنه هو المعنيّ بذلك.
قال الحافظ: ويَعْكُر عليه أن الترجمة لبني إسرائيل، فيتعيّن الحمل على بعض أنبيائهم.
وفي “صحيح ابن حبان” من حديث سهل بن سعد – رضي الله عنها – أن النبيّ – صلى الله عليه وسلم – قال: “اللهم اغفر لقومي، فإنهم لا يعلمون”، قال ابن حبان: معنى هذا الدعاء الذي قال يوم أُحد لَمّا شُجّ وجهه؛ أي: اغفر لهم ذنبهم في شَجّ وجهي، لا أنه أراد الدعاء لهم بالمغفرة مطلقًا؛ إذ لو كان كذلك لأجيب، ولو أجيب لأسلموا كلُّهم.
قال الحافظ: كذا قال، وكأنه بناه على أنه لا يجوز أن يتخلف بعض دعائه على بعض، أو عن بعض، وفيه نظر؛ لثبوت: “أعطاني اثنتين، ومنعني واحدة”.
قال: ثم وجدت في “مسند أحمد” من طريق عاصم، عن أبي وائل ما يمنع تأويل القرطبيّ، ويعَيِّن الغزوة التي قال فيها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ذلك، ولفظه: “قسم رسول – صلى الله عليه وسلم – غنائم حُنين بالجعرانة، قال: فازدحموا عليه، فقال: إن عبدًا من عباد الله بعثه الله إلى قومه، فكذّبوه، وشَجُّوه، فجعل يمسح الدم عن جبينه، ويقول: رب اغفر لقومي، فإنهم لا يعلمون، قال عبد الله: فكأني أنظر إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يمسح جبهته، يحكي الرجل”.
قال الحافظ: ولا يلزم من هذا الذي قاله عبد الله أن يكون النبيّ – صلى الله عليه وسلم – مسح أيضًا، بل الظاهر أنه حَكَى صفة مسح جبهته خاصّة، كما مسحها ذلك النبيّ، وظهر بذلك فساد ما زعمه القرطبيّ. انتهى ما قاله الحافظ رحمه الله.
قال الجامع عفا الله عنه: هذا الذي ذكره الحافظ رحمه الله في معنى حديث عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – تحقيق نفيسٌ جدًّا. ” البحر المحيط الثجاج ” (31/ 306)
قال ابن عثيمين: هذا الحديث يحكي الرسول صلى الله عليه وسلم فيه شيئاً مما جرى للأنبياء عليهم الصلاة والسلام والأنبياء كلفهم الله بالرسالة لأنهم أهل لها كما قال الله تعالى الله أعلم حيث يجعل رسالته فهم أهل لها في التحمل والتبليغ والدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصبر على ذلك.
وكان الرسل عليهم الصلاة والسلام يؤذون بالقول والفعل وربما بلغ الأمر إلى قتلهم وقد بين الله ذلك في كتابه حيث قال لنبيه {ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى آتاهم نصرنا ولا مبدل لكلمات الله ولقد جاءك من نبأ المرسلين وإن كان كبر عليك إعراضهم فإن استطعت أن تبتغي نفقاً في الأرض أو سلماً في السماء فتأتيهم بآية} أي إن استطعت أن تفعل ذلك فافعل {ولو شاء الله لجمعهم على الهدى} ولكن لحكمة اقتضت أن يكذبوك حتى يتبين الحق من الباطل بعد المصارعة والمجادلة {فلا تكونن من الجاهلين} حكى نبينا صلى الله عليه وسلم عن نبي من الأنبياء أن قومه ضربوه ولم يضربوه إلا حيث كذبوه حتى أدموا وجهه فجعل يمسح الدم عن وجهه ويقول اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون.
هذا غاية ما يكون من الصبر لأن الإنسان لو ضرب على شيء من الدنيا لاستشاط غضباً وانتقم ممن ضربه وهذا يدعوا إلى الله ولا يتخذ على دعوته أجراً مع هذا يضربونه حتى يدموا وجهه وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون.
وهذا الذي حدثنا به الرسول صلى الله عليه وسلم لم يحدثنا به عبثا أو لأجل أن يقطع الوقت علينا بالحديث وإنما حدثنا بذلك من أجل أن نتخذ به عبرة نسير عليها كما قال سبحانه {لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب} العبرة من هذا أن نصبر على ما نؤذي به من قول أو فعل في سبيل الدعوة إلى الله وأن نقول متمثلين
هل أنت إلا إصبع دميت …
وفي سبيل الله ما لقيت
وأن نصبر على ما يصيبنا مما نسمعه أو ينقل إلينا مما يقال فينا بسبب الدعوة إلى الله وأن نرى أن هذا رفعة لدرجاتنا وتكفير لسيئاتنا فعسى أن يكون في دعوتنا خلل من نقص في الإخلاص أو من كيفية الدعوة وطريقها فيكون هذا الأذى الذي نسمع يكون كفارة لما وقع منا لأن الإنسان مهما عمل فهو ناقص لا يمكن أن يكمل عمله أبداً إلا أن يشاء الله فإذا أصيب وأوذي في سبيل الدعوة إلى الله فإن هذا من باب تكميل دعوته ورفعة درجته وليحتسب ولا ينكص على عقبيه لا يقول لست بملزم أنا أصابني الأذى أنا تعبت بل الواجب الصبر الدنيا ليست طويلة أيام ثم تزول فاصبر حتى يأتي الله بأمره وفي قول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه كأني أنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يحكي لنا فيه دليل على أن المحدث أو المخبر يخبر بما يؤيد ضبطه للخبر والحديث وهو أمر شائع عند جميع الناس يقول كأني أنظر إلى فلان وهو يقول كذا وكذا أي إني ضبطت القصة فإذا استعمل الإنسان مثل هذا الأسلوب لتثبيت ما يحدث به فله في ذلك أسوة من السلف الصالح رضي الله عنه والله الموفق ” شرح رياض الصالحين ” (1/ 41)
لا خلاف بين العلماء في أنه لا يُدعى بالمغفرة والرحمة للكافر الذي مات على الكفر.
قال النووي – رحمه الله -:
الصلاة على الكافر والدعاء له بالمغفرة: حرام بنص القرآن والإجماع.
” المجموع ” (5/ 119).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -:
فإن الاستغفار للكفار لا يجوز بالكتاب والسنَّة والإجماع.
” مجموع الفتاوى ” (12/ 489).
وأما الدعاء بالرحمة والمغفرة للكافر الحي: فثمة أقوال كثيرة للعلماء في جواز ذلك، لا على معنى مغفرة شركه وكفره إن مات عليهما، ولا أن يرحمه ربه تعالى وقد لقيه كافراً، ولكن ذلك الدعاء محمول على تحقيق ما يكون سبباً في مغفرته ورحمته وهو أن يوفَّق للإسلام، وهذا أحد الوجوه التي يُحمل عليها قوله تعالى– على لسان إبراهيم عليه السلام – (رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) إبراهيم/ 36، وقوله صلى الله عليه وسلم (اللهُمَّ اِغْفِرْ لِقَوْمِي فَإِنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) – رواه البخاري (3290) ومسلم (1792) -.
قال ابن القيم – رحمه الله -:
(وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) ولم يقل ” فإنك عزيز حكيم ” لأن المقام استعطاف وتعريض بالدعاء، أي: إن تغفر لهم وترحمهم بأن توفقهم للرجوع من الشرك إلى التوحيد ومن المعصية إلى الطاعة كما في الحديث (اللهُمَّ اِغْفِرْ لِقَوْمِي فَإِنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ).
” مدارج السالكين ” (1/ 36، 37).
وقال بدر الدين العيني – رحمه الله – في شرح حديث (اللهُمَّ اِغْفِرْ لِقَوْمِي) -:
معناه: اهدهم إلى الإسلام الذي تصح معه المغفرة؛ لأن ذنب الكفر لا يُغفر، أو يكون المعنى: اغفر لهم إن أسلموا.
” عمدة القاري شرح صحيح البخاري ” (23/ 19).
وذكر الحافظ ابن حجر هذين الوجهين في ” فتح الباري ” (11/ 196).
وبجواز الدعاء بالرحمة والمغفرة على هذا المعنى قال طائفة من العلماء:
1. قال القرطبي – رحمه الله -:
وقد قال كثير من العلماء: لا بأس أن يدعوَ الرجل لأبويه الكافرين ويستغفر لهما ما داما حيَّيْن، فأما من مات: فقد انقطع عنه الرجاء فلا يُدعى له.
” تفسير القرطبي ” (8/ 274).
2. قال الآلوسي – رحمه الله -:
والتحقيق في هذه المسألة: أن الاستغفار للكافر الحي المجهول العاقبة، بمعنى طلب هدايته للإيمان مما لا محذور فيه عقلاً ونقلاً، وطلب ذلك للكافر المعلوم أنه قد طُبع على قلبه وأَخبر الله تعالى أنه لا يؤمن وعلم أن لا تعليق في أمره أصلا: مما لا مساغ له عقلاً ونقلاً، ومثله طلب المغفرة للكافر مع بقائه على الكفر على ما ذكره بعض المحققين، وكان ذلك – على ما قيل – لما فيه من إلغاء أمر الكفر الذي لا شيء يعدله من المعاصى، وصيرورة التكليف بالإيمان – الذي لا شيء يعدله من الطاعات – عبثاً، مع ما في ذلك مما لا يليق بعظمة الله عز وجل.
” روح المعاني ” (16/ 101).