468 – فتح الملك بنفحات المسك شرح صحيح البخاري.
مجموعة أبي صالح حازم وأحمد بن علي وسلطان الحمادي وأحمد بن خالد وعمر الشبلي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة.
مراجعة سيف بن غدير النعيمي
وعبدالله البلوشي أبي عيسى
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وأن يبارك في ذرياتهم وذرياتنا).
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
81 – بَابُ الْأَبْوَابِ وَالْغَلَقِ لِلْكَعْبَةِ وَالْمَسَاجِدِ.
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ: وَقَالَ لِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: يَا عَبْدَ الْمَلِكِ لَوْ رَأَيْتَ مَسَاجِدَ ابْنِ عَبَّاسٍ وَأَبْوَابَهَا.
468 – حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ وَقُتَيْبَةُ قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: «أَنَّ النَّبِيَّ ? قَدِمَ مَكَّةَ فَدَعَا عُثْمَانَ بْنَ طَلْحَةَ، فَفَتَحَ الْبَابَ، فَدَخَلَ النَّبِيُّ ?، وَبِلَالٌ، وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، وَعُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ، ثُمَّ أَغْلَقَ الْبَابَ، فَلَبِثَ فِيهِ سَاعَةً ثُمَّ خَرَجُوا. قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَبَدَرْتُ فَسَأَلْتُ بِلَالًا، فَقَالَ: صَلَّى فِيهِ، فَقُلْتُ: فِي أَيٍّ؟ قَالَ: بَيْنَ الْأُسْطُوَانَتَيْنِ، قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَذَهَبَ عَلَيَّ أَنْ أَسْأَلَهُ كَمْ صَلَّى».
————————–
فوائد الباب:
1 – قوله: (باب الأبواب والغلق للكعبة والمساجد) أي حكم فعل ذلك، وظاهره المشروعية كما سيأتي.
2 – قوله: (قال أبو عبد الله: وقال لي عبد الله بن محمد حدثنا سفيان عن ابن جريج قال قال لي ابن أبي مليكة يا عبد الملك لو رأيت مساجد ابن عباس وأبوابها) لرأيت عجبًا أو حسنًا لإتقانها فحذف الجواب. قاله القسطلاني في إرشاد الساري، وعزاه الحافظ ابن رجب للإمام أحمد كما في فتح الباري.
3 – هذا الأثر متصل موقوف غير معلق، وإنما أورده في الترجمة لكونه ليس مرفوعا. والله أعلم. وذكره كون فعل الصحابي من الأدلة والشواهد.
4 – حديث ابن عمر. أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه.
5 – فيه الصلاة في الكعبة. قاله النسائي. وفيه دخول الكعبة. قاله ابن ماجه.
6 – اتخاذ الأبواب للمساجد واجب لتصان عن مكان الريب، وتنزه عما لا يصلح فيها من غير الطاعات. قاله ابن بطال في شرح صحيح البخاري.
7 – قوله: (فدعا عثمان بن طلحة ففتح الباب) وعند البخاري 4288: “فأمره أن يأتي بمفتاح البيت ففتح”. وعند مسلم 1329 من طريق حماد بن زيد أيضا: “وأرسل إلى عثمان بن طلحة فجاء بالمفتح ففتح الباب”.
8 – وعند النسائي 2905 من طريق ابن عون: “وأجاف عليهم عثمان بن طلحة الباب”.
9 – فيه أن للإمام أن يخص خاصته ببعض ما يستتر به عن أعين الناس. قاله الكرماني في الكواكب الدراري.
10 – قال المهلب: وإدخال الرسول معه هؤلاء الثلاثة، لمعان تخص كل واحد منهم، فأما دخول عثمان فلخدمته البيت فى الغلق والفتح والكنس، ولو لم يدخله لغلق بابها؛ لتوهم الناس أنه عزله.
11 – فيه الصلاة بين السواري في غير جماعة. قاله البخاري.
12 – باب إغلاق البيت ويصلي في أي نواحي البيت شاء. قاله البخاري.
13 – هذا الحديث يدل على أن الكعبة كان لها باب يغلق عليهم ويفتح، ولم يزل ذلك في الجاهلية والإسلام، وقد أقر النبي أمرها على ما كانت عليه، ودفع مفتاح الكعبة إلى عثمان بن طلحة، وأقره بيده على ما كان. قاله الحافظ ابن رجب في فتح الباري.
14 – روي عن ابن جريج وغيره: أن أول من جعل للكعبة بابا يغلق وكساها كسوة كاملة تبع. قاله الحافظ ابن رجب في فتح الباري.
15 – قال ابن رجب:
وقال جعفر بن محمد: سمعت أبا عبد الله يسأل عن المسجد يغلق بابه؟ قال: إذا خاف أن يدخله كلب أو صبيان.
وقال في رواية مهنا: ينبغي أن تجنب الصبيان المساجد.
وقال أصحاب الشافعي: لا بأس بإغلاق المسجد في غير وقت الصلاة؛ لصيانته أو حفظ آلاته.
قال بعضهم: هذا إذا خيف امتهانه وضياع ما فيه، ولم تدع إلى فتحه حاجة، فأما إذا لم يخف من فتحه مفسدة ولا انتهاك حرمة، وكان فيه رفق بالناس، فالسنة فتحه، كما لم يغلق مسجد النبي ? في زمنه ولا بعده.
وقالوا: يكره إدخال المجانين والصبيان – الذين لا يميزون – المساجد، ولا يحرم ذلك؛ فإن النبي ? صلى وهو حامل أمامة، وفعله لبيان الجواز.
[فتح الباري].
16 – بوب عبدالحق قي الأحكام الكبرى؛ بَاب الْأَبْوَاب والغلق لِلْمَسْجِدِ، وَهل يفرد بَاب للنِّسَاء. ثم ذكر ما أخرجه مسلم من حديث
عَائِشَة – قَالَت: قَالَ رَسُول اللَّهِ ? َ -: «يَا عَائِشَة، لَوْلَا أَن قَوْمك حديثو عهد بشرك لهدمت الْكَعْبَة، فألزقت بَابهَا بِالْأَرْضِ، ولجعلت لَهَا بَابَيْنِ: بَابا شرقيا وَبَاب غربيا، وزدت فِيهَا سِتَّة أَذْرع من الْحجر … » وَقَالَ فِي الحَدِيث: «ولجعلت لَهَا بَابا يدْخل مِنْهُ النَّاس، وبابا يخرجُون مِنْهُ … »
وذكر حديث؛ لَا يبْقين فِي الْمَسْجِد بَاب إِلَّا سد إِلَّا بَاب أبي بكر وذكر حديث ابن عمر.
ثم ختم الباب بحديث أخرجه أَبُو دَاوُد: حَدثنَا عبد اللَّهِ بن عَمْرو أَبُو معمر، ثَنَا عبد الْوَارِث، ثَنَا أَيُّوب، عَن نَافِع، عَن ابْن عمر قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ ? َ -: «لَو تركنَا هَذَا الْبَاب للنِّسَاء».
قَالَ نَافِع: فَلم يدْخل مِنْهُ ابْن عمر حَتَّى مَاتَ.
رَوَاهُ إِسْمَاعِيل، عَن أَيُّوب، عَن نَافِع قَالَ: قَالَ عمر … . فَذكر مَعْنَاهُ.
قَالَ أَبُو دَاوُد: وَهُوَ أصح.