46 – فتح رب البرية بينابيع الحكمة من أقوال الأئمة
جمع أحمد بن خالد وآخرين
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف الشيخ د. سيف بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وأن يبارك في ذرياتهم وذرياتنا)
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
(1394): {وَاصبِر نَفسَكَ مَعَ الَّذينَ يَدعونَ رَبَّهُم بِالغَداةِ وَالعَشِيِّ يُريدونَ وَجهَهُ وَلا تَعدُ عَيناكَ عَنهُم تُريدُ زينَةَ الحَياةِ الدُّنيا وَلا تُطِع مَن أَغفَلنا قَلبَهُ عَن ذِكرِنا وَاتَّبَعَ هَواهُ وَكانَ أَمرُهُ فُرُطًا} [الكهف: (28)]
تفسير السعدي:
يأمر تعالى نبيَّه محمدًا صلى الله عليه وسلم ، وغيره أسوته في الأوامر والنواهي أن يصبر نفسه مع المؤمنين العُبَّاد المنيبين. {الذين يَدْعونَ ربَّهم بالغداة والعشيِّ}؛ أي: أول النهار وآخره؛ يريدون بذلك وجه الله، فوصفهم بالعبادة والإخلاص فيها؛ ففيها الأمر بصحبة الأخيار ومجاهدة النفس على صحبتهم ومخالطتهم، وإنْ كانوا فقراء؛ فإنَّ في صحبتهم من الفوائد ما لا يُحصى.
{ولا تَعْدُ عيناك عنهم}؛ أي: لا تجاوزهم بصرك وترفع عنهم نظرك؛ {تريد زينةَ الحياةِ الدُّنيا}؛ فإنَّ هذا ضارٌّ غير نافع، قاطعٌ عن المصالح الدينيَّة؛ فإنَّ ذلك يوجب تعلُّق القلب بالدُّنيا، فتصير الأفكار والهواجس فيها، وتزول من القلب الرغبةُ في الآخرة؛ فإنَّ زينة الدُّنيا تروق للناظر وتَسْحَر القلب، فيغفل القلب عن ذكر الله، ويُقْبِلُ على اللَّذَّات والشهوات، فيضيع وقته، وينفرط أمره، فيخسر الخسارة الأبديَّة والندامة السرمديَّة، ولهذا قال: {ولا تُطِعْ من أغْفَلْنا قلبه عن ذكرنا}: غَفَلَ عن الله فعاقبه بأن أغْفَلَه عن ذكره، {واتَّبَع هواه}؛ أي: صار تبعًا لهواه؛ حيث ما اشتهتْ نفسُه فعله، وسعى في إدراكه، ولو كان فيه هلاكه وخُسرانه؛ فهو قد اتَّخذ إلهه هواه؛ كما قال تعالى: {أفرأيتَ مَنِ اتَّخذ إلهه هواه وأضلَّه الله على علم … } الآية.
{وكان أمرُهُ}؛ أي: مصالح دينه ودنياه {فُرُطًا}؛ أي: ضائعة معطَّلة؛ فهذا قد نهى الله عن طاعته؛ لأن طاعته تدعو إلى الاقتداء به، ولأنَّه لا يدعو إلاَّ لما هو متَّصف به.
ودلَّت الآية على أنَّ الذي ينبغي أن يُطاع، ويكون إمامًا للناس مَن امتلأ قلبُه بمحبَّة الله، وفاض ذلك على لسانه، فلهج بذكر الله، واتَّبع مراضي ربِّه، فقدَّمها على هواه، فحفظ بذلك ما حَفِظَ من وقته، وصلحت أحوالُه، واستقامت أفعاله، ودعا الناس إلى ما منَّ الله به عليه؛ فحقيقٌ بذلك أن يُتَّبع، ويُجعل إمامًا.
والصبر المذكور في هذه الآية هو الصبر على طاعة الله، الذي هو أعلى أنواع الصبر، وبتمامه يتمُّ باقي الأقسام.
وفي الآية استحبابُ الذِّكر والدُّعاء والعبادة طرفي النهار؛ لأنَّ الله مدحهم بفعله، وكلُّ فعل مَدَحَ الله فاعله؛ دلَّ ذلك على أن الله يحبُّه؛ وإذا كان يحبه فإنَّه يأمر به ويرغِّب فيه.
______________
(1395): «قال ابن القيم -رحمه الله-:
أجمع العارفون بالله أن:
التوفيق: أن لا يَكِلَكَ الله إلى نفسك.
والخذلان: أن يُخلِّي بينك وبينها»
[مدارج السالكين، ابن القيم ((25) / (2))]
______________
(1396): ما حكم صيام عشرة من ذي الحجة؟
فأجاب رحمه الله تعالى: صوم عشر ذي الحجة من الأمور المرغوب فيها لقوله صلى الله عليه وسلم (ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر قالوا ولا الجهاد في سبيل الله قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء) فعلى هذا نقول إن الصيام من الأعمال الصالحة فإذا صام الإنسان في عشر ذي الحجة كان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم عمله من أفضل الأعمال.
فتاوى نور على الدرب للعثيمين (11) / (2)
______________
(1397): كان سعيد بن جبير إذا دخل أيام العشر اجتهد اجتهاداً شديدا حتى ما يكاد يقدر عليه
فتح الباري لابن رجب (9) / (15)
______________
(1398): قال ابن القيم -رحمه الله-:
الْأَفْضَلُ فِي أَوْقَاتِ الْأَذَانِ تَرْكُ مَا هُوَ فِيهِ مِنْ وِرْدِهِ، وَالِاشْتِغَالُ بِإِجَابَةِ الْمُؤَذِّنِ …
مدارج السالكين (1) / (110)
______________
(1399): قال العلامة عبد الرحمن السعدي-رحمه الله-:
فإن آثار الأعمال تكون مباركة مضاعفة بحسب نيات العاملين وإخلاصهم.
الفواكه الشهية (1) / (186)
______________
(1400): قال ابن حجر – رحمه الله -:
المرء إذا رأى صاحبه مهموما استحب له أن يحدثه بما يزيل همه ويطيب نفسه
فتح الباري (292) / (9)
______________
(1401): قال العلامة ابن عثيمين – رحمه الله -:
الناس في غفلة عن عشر ذي الحجة، فعلى طلبة العلم أن يبينوا فضلها للعامة فالعامة يحبون الخير ولكن قد غفل طلبة العلم عن تنبيههم.
[مجموع فتاوى ورسائل ((189) / (25))]
______________
(1402): كَانَ ابْنُ عُمَرَ وَأَبُو هُرَيْرَةَ يَخْرُجَانِ إِلَى السُّوقِ فِي أَيَّامِ الْعَشْرِ يُكَبِّرَانِ وَيُكَبِّرُ النَّاسُ بتكبيرهما
صحيح البخاري
______________
(1403): كَانَ عمر يكبِّر فِي قبّته بمنى فيسمعه أهل الْمَسْجِد فيكبِّرون، ويكبِّر أهل الْأَسْوَاق، حَتَّى ترتج منى تَكْبِيرا ..
صحيح البخاري
______________
(1404): كَانَ ابْنُ عُمَرَ يُكَبِّرُ بِمِنًى تِلْكَ الْأَيَّامَ وَخَلْفَ الصَّلَوَاتِ وَعَلَى فِرَاشِهِ وَفِي فُسْطَاطِهِ وَمَجْلِسِهِ وَمَمْشَاهُ تِلْكَ الْأَيَّامَ جَمِيعًا ..
صحيح البخاري
______________
(1405): قال الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ -رحمه الله-:
التكبير ينقسم إلى مطلق، ومقيد. فالمطلق له زمانان. أحدهما: بعد غروب الشمس من آخر يوم من رمضان. والثاني: ما يتعلق بعيد النحر، وابتداؤه من استهلال شهر الحج. والمقيد ما قيد بأدبار الصلوات فقط.
(والمقيد من صلاة الفجر يوم عرفة إلى عصر آخر أيام التشريق) قسم من الزمن مشترك بين المطلق والمقيد من صلاة الفجر يوم عرفة مجتمع فيه المطلق والمقيد. وهذا الابتداء في حق غير المحرم. أما المحرم فبتداؤه من ظهر يوم النحر؛ لأنه مشتغل بالتلبية، والتلبية أخص من التكبير؛ إذا التكبير مشترك بين الحجاج وغيرهم. إلا أنا نعرف أنه مشروع في حق المحرم التكبير أيضًا، وفي حديث أنس: «أنه كان يلبي الملبي فلا ينكر عليه، ويكبر المكبر ولا ينكر عليه». وصفة التكبير شفعًا: الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد. وجاء عن السلف فيما يظهر جنس الإتيان بالوتر. (ويسن الاجتهاد في العمل الصالح أيام العشر) لحديث: «ما من أيام العمل فيهن أحب لله تعالى من هذه الأيام العشر. قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله
؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء».
شرح كتاب آداب المشي إلى الصلاة (1) / (158)
______________
(1406): قال ابن تيمية رحمه الله:
اسْتِيعَابُ عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ بِالْعِبَادَةِ لَيْلًا وَنَهَارًا أَفْضَلُ مِنْ جِهَادٍ لَمْ يَذْهَبْ فِيهِ نَفْسُهُ وَمَالُهُ ..
الفتاوى الكبرى (5) / (342)
______________
(1407): *من البدع رفع المأمومين يوم الجمعة أيديهم في الدعاء عندما يدعو الخطيب*.
*”قال الشيخ ابن عثيمين- رحمه الله-: “رفع المأمومين يوم الجمعة أيديهم في الدعاء عندما يدعو الخطيب هو من البدع، إلا في حال الاستسقاء؛ فإن الإمام والمأمومين يرفعون أيديهم.”*
(التعليق على المنتقى (489) / (1))
______________
(1408): حكم قراءة آيات مناسبة للخطبة.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
“لكن هنا مسألة بعض الأئمة يفعلونها: إذا خطب خطبة قرأ في الصلاة الآيات المناسبة لها، هذا يقال عنه: إنه بدعة؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان ملازماً لقراءة سبح والغاشية، أو الجمعة والمنافقون، ولم يكن يراعي موضوع الخطبة” انتهى.
“لقاءات الباب المفتوح” (155/ 18).
______________
(1409): قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
يجب الحضور لصلاة الجمعة حتى وإن كان الخطيب يتكلم بغير العربية والحاضر لا يعرفها، ولهذا نقول للأصم: احضر الخطبة وإن كنت لا تسمع، وكذلك نقول للحاضر: لا تتكلم والإمام يخطب؛ لعموم النهي عن الكلام والإمام يخطب.
(فتاوى في الصلاة والجنائز / ج2 / ص399).
______________
(1410): قَالَ شَيْخُ الإِسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ – رَحِمَهُ اللّاهُ تَعَالَى -:
” وَاسْتِيعَابُ عَشْرِ ذِي الحِجَّةِ بِالعِبَادَةِ لَيْلًا وَنَهَارًا، أَفْضَلُ مِنْ جِهَادٍ لَمْ يَذْهَبْ فِيهِ نَفْسُهُ وَمَالُهُ “.
[الفَتَاوَى الكُبْرَى ((342) / (5))]
______________
(1411): قَالَ ابْنُ حَجَرٍ رحمه الله:
” والَّذِيْ يَظْهَرُ أَنَّ السَّبَبَ فِيْ امْتِيَازِ عَشْرِ ذِيْ الحِجَّةِ لِمَكَانِ اجْتِمَاعِ أُمَّهَاتِ العِبَادَةِ فِيْهِ؛ وهِيَ الصَلَاةُ، والصِّيَامُ، والصَّدَقَةُ، والحَجُّ، ولا يَتَأَتَّى ذَلكَ فِيْ غَيْرِهِ “.
[فَتْحُ البَارِيْ ((460) / (2))]
______________
(1412): ثم ذَكَرَ ما أعدَّ لأصحاب اليمين، فقال: {وأصحابُ اليمين ما أصحابُ اليمين}؛ أي: شأنُهم عظيمٌ وحالهم جسيمٌ، {في سدرٍ مخضودٍ}؛ أي: مقطوع ما فيه من الشوك والأغصان الرَّديئة المضرَّة، مجعول مكان ذلك الثمر الطيب. وللسِّدْرِ من الخواصِّ الظلُّ الظَّليل وراحة الجسم فيه، {وطلحٍ منضودٍ}: والطَّلْح معروفٌ، وهو شجرٌ كبارٌ يكون بالبادية تُنَضَّدُ أغصانه من الثمر اللذيذ الشهي، {وماءٍ مسكوبٍ}؛ أي: كثير من العيون والأنهار السارحة والمياه المتدفِّقة، {وفاكهةٍ كثيرةٍ. لا مقطوعةٍ ولا ممنوعةٍ}؛ أي: ليست بمنزلة فاكهة الدُّنيا؛ تنقطعُ في وقتٍ من الأوقات وتكون ممتنعةً؛ أي: متعسِّرة على مبتغيها، بل هي على الدوام موجودةٌ، وجناها قريبٌ يتناوله العبد على أيِّ حال يكون، {وفُرُشٍ مرفوعةٍ}؛ أي: مرفوعة فوق الأسرَّة ارتفاعًا عظيمًا، وتلك الفرش من الحرير والذهب واللؤلؤ وما لا يعلمه إلاَّ الله.
تفسير السعدي ..
______________
(1413): قال ابن القيم رحمه الله:
«ولقد بكى سفيان الثوري ليلةً إلى الصباح، فلما أصبح قيل له: كلُّ هذا خوفًا من الذنوب؟ فأخذ تِبْنةً من الأرض، وقال: الذنوب أهون من هذا، وإنّما أبكي من خوف الخاتمة ..
وهذا من أعظم الفقه: أن يخاف الرجل أن تخذله ذنوبه عند الموت، فتحول بينه وبين الخاتمة بالحسنى.
الداء والدواء (1) / (390)
______________
(1414): قال ابن القيم -رحمه الله- في نونيته:
والله ما خوفي الذنوب فإنها
لعلى طريق العفو والغفران
لكنما أخشى انسلاخ القلب من
تحكيم هذا الوحي والقرآن
[8/ 6، 12:17 م] يوسف اليعقوبي: قَالَ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ رَحِمَهُ الله «إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَدْفَعُ الْبَلَاءَ عَنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ بِرِحْلَةِ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ».
شرف أصحاب الحديث (1) / (59) — الخطيب البغدادي.
______________
(1415): قال العلامة محمد بن إبراهيم رحمه الله:-
فهذا- حُسن الخلق- مِنْ أَعظم ما يجلب المودَّةَ للمسلمين؛ والشَّرع جاء بما هو سبب التواد والتآلف؛ فإذا تَوادُّوا وتَآلَفُوا فيما خُلقوا له صار أعظم للتقوى وقيام الدين، ولا يدرك الشيطان غرضه، ولهذا أحب إلى الشيطان الشحناء؛ لتفويت الخير وحصول الشر.
شرح الأربعين (271) ..
______________
(1416): الأدب المفرد للإمام البخاري رحمه الله ….
قال العلامة عبدالسلام المباركفوري رحمه الله:
وهذا كتاب يُعَلِّم أخلاق النبي-صلى الله عليه وسلم- وآدابه، والحق أن الإنسان يصبح إنسانا بهذا الكتاب، وخاصة في أيامنا هذه؛ حينما تكاد الآداب الإسلامية المتبقية أن تنجرف وراء التيار الأوربي المتحلل، حتى إن المثقف بالثقافة الأوربية يتخلى عن التأدب مع أبويه واحترامهما اتباعا لشهواته وأهوائه، والناس في أمس الحاجة إلى مطالعة هذا الكتاب ..
سيرة الإمام البخاري (302) / (1) …
______________
(1417): عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُوْدْ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ الصَّادِقُ المَصْدُوْقُ: (إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِيْ بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِيْنَ يَوْمَاً نُطْفَةً، ثُمَّ يَكُوْنُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُوْنُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يُرْسَلُ إِلَيْهِ المَلَكُ فَيَنفُخُ فِيْهِ الرٌّوْحَ، وَيَؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ: بِكَتْبِ رِزْقِهِ وَأَجَلِهِ وَعَمَلِهِ وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيْدٌ. فَوَالله الَّذِي لاَ إِلَهَ غَيْرُهُ إِنََّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ حَتَّى مَا يَكُوْنُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إلاذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُهَا، وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ حَتَّى مَايَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إلا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ فَيَدْخُلُهَا) ((1)) رواه البخاري ومسلم.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
فنقول: عمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس، ولم يتقدم ولم يسبق، ولكن حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع أي بدنو أجله، أي أنه قريب من الموت. فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فيدع العمل الأول الذي كان يعمله، وذلك لوجود دسيسة في قلبه (والعياذ بالله) هوت به إلى هاوية.
أقول هذا لئلاّ يظن بالله ظن السوء: *فوالله ما من أحد يقبل على الله بصدق وإخلاص، ويعمل بعمل أهل الجنة إلا لم يخذله الله أبداً*.
*فالله عزّ وجل أكرم من عبده*، لكن لابد من بلاء في القلب.
شرح الاربعين النووية لابن عثيمين (87 – 88)
______________
(1418): قال ابن عثيمين -رحمه الله-:
من الناس من نيته في القمة في أعلى شيء، ومن الناس من نيته في القمامة في أخس شيء وأدني شيء؛ حتى إنك لتري الرجلين يعملان عملًا واحدًا يتفقان في ابتدائه وانتهائه وفي أثنائه، وفي الحركات والسكنات، والأقوال والأفعال، وبينهما كما بين السماء والأرض، وكل ذلك باختلاف النية.
شرح رياض الصالحين (1) / (18)
______________
(1419): الحياء والفُحش ..
عن أبي بكرة نفيع بن الحارث رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” الحياء من الإيمان , والإيمان في الجنة , والبذاء من الجفاء والجفاء في النار ..
انظر صحيح الجامع: (3199) و الصحيحة (495) ….
(البذاء): خلاف الحياء , وهو الفحش في القول، والسوء في الخلق.
(الجفاء) أي: غلاظة الطبع , وقساوة القلب.
تحفة الأحوذي (259) / (5) ..
عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” إن الفحش والتفحش ليسا من الإسلام في شيء , وإن أحسن الناس إسلاما أحسنهم خلقا ….
ص الجامع (515) …
الفحش والفحشاء والفاحشة: القبيح من القول والفعل.
لسان العرب (325) / (6) ….
عن عائشة – رضي الله عنها – قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” يا عائشة , إياك والفحش، إياك والفحش، فإن الفحش لو كان رجلا , لكان رجل سوء ..
انظر الصحيحة (537) …
عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” ساب المؤمن , كالمشرف على الهلكة …
ص الترغيب (2780) …
أي: يكاد يقع في الهلاك الأخروي , وأراد في ذلك المؤمن المعصوم , والقصد به وما بعده: التحذير من السب.
فيض القدير (104) / (4) …
عن عكرمة قال: صنع رجل لابن عباس – رضي الله عنهما – طعاما , فبينما الجارية تعمل بين أيديهم، إذ قال لها الرجل: يا زانية، فقال: ابن عباس: مه إن لم تحدك في الدنيا، تحدك في الآخرة، قال: أفرأيت إن كان كذاك؟ فقال ابن عباس: إن الله لا يحب الفاحش المتفحش.
ص الأدب المفرد (252) ….
[9/ 6، 8:35 ص] عمر الشبلي: عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: «لَوْ أَنَّ رَجُلًا، جَلَسَ عَلَى ظَهَرِ الطَّرِيقِ وَمَعَهُ خِرْقَةٌ فِيهَا دَنَانِيرُ لَا يَمُرُّ إِنْسَانٌ إِلَّا أَعْطَاهُ دَنَانِيرَ وَآخَرُ إِلَى جَانِبِهِ يُكَبِّرُ لَكَانَ صَاحِبُ التَّكْبِيرِ أَعْظَمَ أَجْرًا»
الزهد لأحمد بن حنبل (1) / (318)
______________
(1420): قال الشيخ السعدي:
السابقون في الدنيا إلى الخيرات: هم السابقون في الآخرة إلى الجنات والكرامات.
القواعد الحسان (1) / (116)
______________
(1421): قال المعلمي -رحمه الله:
إن تَضعيفَ قَول العَالم لا يَلزم مِنه الطعن عليه ولا إسَاءَة الأدَب في حَقِّه ولا انتِهَاكَ حُرْمتِه.
آثار المعلمي ((419) / (24))
______________
(1422): {فحيّوا بأحسنَ منها أو ردّوها}
قال سفيان بن عيينة رحمه الله:
«ترون هذا في السلام وحده؟ هذا في كل شيء، من أحسن إليك، فأحسن إليه وكافئه، فإن لم تجد، فادع له وأثنِ عليه عند إخوانه».
[تفسير ابن أبي حاتم ((3) / (1021))]ا
______________
(1423): إذا هبّت عليك ريح النشاط فاغتنمها، فإن طبيعة الريح السكون بعد هبوبها.
جاء في الحديث: «إن لكل عملٍ شرّة ولكل شرّة فترة، فمن كانت فترته إلى سنتي فقد أفلح ومن كانت إلى غير ذلك فقد هلك».
رواه أحمد ((6958)).
«والناس في الفترة نوعان: منهم: من يلزم السنة فلا يترك ما أمر به، ولا يفعل ما نهي عنه، بل يلزم عبادة الله إلى الممات، ومنهم: من يخرج إلى بدعة في دينه، أو فجور في دنياه، حتى يشير إليه الناس، فيقال: هذا كان مجتهدًا في الدين ثم صار كذا وكذا، فهذا مما يخاف عليه».
[جامع المسائل، لابن تيمية ((375) / (5))]
______________
(1424): توبة صادقة ..
«التوبة مِن أفضل نعم الله على العباد؛ أن جعل لهم فرجًا من الذنوب بالتوبة، لو كان الإنسان إذا أذنب فلا حيلة له؛ كان الحرج عظيمًا!
ولكن من رحمة الله أن فتح باب التوبة وجعل للمذنبين فرجًا وللكافرين فرجًا؛ فمن تاب تاب الله عليه، قال جل وعلا:
{قُل يا عِبادِيَ الَّذينَ أَسرَفوا عَلى أَنفُسِهِم لا تَقنَطوا مِن رَحمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغفِرُ الذُّنوبَ جَميعًا إِنَّهُ هُوَ الغَفورُ الرَّحيمُ} [الزمر: (53)]
فلا يجوز القنوط واليأس، بل يجب التوبة والبدار بها والله يتوب على من تاب كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “ويتوب الله على من تاب” ومن تاب إليه توبة صادقة؛ تاب الله عليه ومحا سيئاته» ..
[شرح رياض الصالحين، ابن باز]