46 – التعليق على الصحيح المسند
مجموعة ابراهيم البلوشي وأبي عيسى البلوشي وهشام السوري وعبدالله المشجري وخميس العميمي ومحمد الكربي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى ، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وذرياتهم وذرياتنا )
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
الصحيح المسند
٤٦ – قال الإمام النسائي رحمه الله في “عمل اليوم والليلة” (ص ٤٣٩): أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، قَالَ: ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ (١)، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ فِي مَسِيرٍ لَهُ، فَنَزَلَ وَنَزَلَ رَجُلٌ إِلَى جَانِبِهِ، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ فَقَالَ: «أَلَا أُخْبِرُكَ بِأَفْضَلِ الْقُرْآنِ؟ » قَالَ: فَتَلَا عَلَيْهِ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (٢).
قال الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله: هذا حديث صحيحٌ. فعبيد الله بن عبد الكريم هو الحافظ الكبير أبو زرعة، وعلي بن عبد الحميد هو المَعْنِيُّ، وقد وَثَّقَهُ أبو حاتم وأبو زرعة كما في “تهذيب التهذيب”.
وقد أخرجه الحاكم رحمه الله (ج ١ ص ٥٦٠) فقال: أخبرنا الحسين بن الحسن بن أيوب، ثنا أبو حاتم الرازي، ثنا علي بن عبد الحميد المعني به، ثم قال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.
كذا قال، وعلي بن عبد الحميد ليس من رجال مسلم.
___
(١) في الأصل: المجيد، والتصويب من “تهذيب التهذيب”، ومن “المستدرك”.
————————–
أولاً: دراسة الحديث رواية:
* الحديث أعله أبو حاتم في العلل 793 وخطّأ رواية الوصل، ورجح الإرسال فقال رحمه الله: ” وقد روى داود بن عمرو الضبي، عن محمد بن الحسن، عن سليمان بن المغيرة مثل روايته عن ثابت، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قال أبي: هذا خطأ عندي؛ لأن سعيد ابن سليمان حدثنا عن سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن الحسن: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم… وهو أشبه.
* الحديث في المختارة 1718.
* صححه الشيخ الألباني في الصحيحة برقم 1499.
* قال شعيب الأرنؤوط في صحيح ابن حبان (3/ 51): إسناده صحيح.
* حسن إسناده صاحب نزهة الألباب في قول الترمذي وفي الباب 3837 : قال الترمذي في قوله: باب ما جاء في فضل فاتحة الكتاب قال: وفى الباب عن أنس.
وكذلك في معناه :
وورد
عن جابر بن عبدالله:] انتهيْتُ إلى رسولِ اللهِ ﷺ وقد أَهراقَ الماءَ، فقُلتُ: السَّلامُ عليكَ يا رسولَ اللهِ، فلَمْ يَرُدَّ عليَّ. قال: فقُلتُ: السَّلامُ عليكَ يا رسولَ اللهِ، فلَمْ يَرُدَّ عليَّ. قال: فقُلتُ: السَّلامُ عليكَ يا رسولَ اللهِ، فلَمْ يَرُدَّ عليَّ. قال: فانطَلَقَ رسولُ اللهِ ﷺ يمشي وأنا خَلْفَهُ، حتّى دَخَل رَحْلَهُ، ودَخَلْتُ أنا المسجدَ، فجَلَسْتُ كَئِيبًا حزينًا، فخَرَجَ عليَّ رسولُ اللهِ ﷺ قد تَطَهَّرَ، فقال: عليكَ السَّلامُ ورحمةُ اللهِ، وعليكَ السَّلامُ ورحمةُ اللهِ، وعليكَ السَّلامُ ورحمةُ اللهِ. ثُمَّ قال: ألا أُخبِرُكَ يا عبدَ اللهِ بنَ جابرٍ بأَخْيَرِ سورةٍ في القُرآنِ؟ قلتُ: بلى يا رسولَ اللهِ، قال: اقرَأْ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ} حتّى تَختِمَها.
ابن كثير (ت ٧٧٤)، تفسير القرآن ١/٢٣ • إسناده جيد • أخرجه أحمد (١٧٦٣٣) واللفظ له، وأبو نعيم في «معرفة الصحابة» (٤٠٥٥)، والضياء في «الأحاديث المختارة» (١١٢) باختلاف يسير.
وسيأتي من حديث أبي سعيد بن المعلى، وحديث أبي هريرة في قصة النبي صلى الله عليه وسلم مع أبي بن كعب : وقوله صلى الله عليه وسلم : : يا رسول الله إنك قلت: لأعلمنك أعظم سورة في القرآن قال: “نعم (الحمد لله رب العالمين) هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته”.
ثانياً: دراسة الحديث درايةً:
قال الصنعاني رحمه الله في التنوير شرح الجامع الصغير:
(ألا أخبرك بأخير) وفي رواية: “بأعظم”. (سورة في القرآن) قال الطيبي: نكرها وأفردها ليدل على أنك إذا تقصيت القرآن سورة سورة لم تجد أعظم منها. (الحمد لله رب العالمين) قال البيضاوي: خبر مبتدأ محذوف أي هي السورة التي مستهلها الحمد لله واستدل به على جواز تفضيل بعض من القرآن على بعض وقد منع جمع ذلك قائلين بأن المفضول ناقص عن درجة الأفضل وأسماء الله وصفاته وكلامه لا نقص فيها، وأجيب بأن: معنى التفاضل أن ثواب البعض أفضل من ثواب بعض فالتفضيل من حيث المعاني لا الصفات وتقدم وجه أفضلية الفاتحة. انتهى
* قال ابن حبان في صحيحه 774 عقب هذا الحديث: ” أراد به: بأفضل القرآن لك لا أن بعض القرآن يكون أفضل من بعض لأن كلام الله يستحيل أن يكون فيه تفاوت التفاضل”ا.ه.
تنبيه: بين شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في درء تعارض العقل والنقل (3/302) أن ابن حبان كان يقلد غيره من النفاة ويعتقدها حيث قال رحمه الله: ” فإن قيل قلت إن أكثر أئمة النفاة من الجهمية والمعتزلة كانوا قليلي المعرفة بما جاء عن الرسول واقوال السلف في تفسير القرآن وأصول الدين وما بلغوه عن الرسول ففي النفاة كثير ممن له معرفة بذلك.
قيل هؤلاء أنواع نوع ليس لهم خبرة بالعقليات بل هم يأخذون ما قاله النفاة عن الحكم والدليل ويعتقدونها براهين قطعية وليس لهم قوة على الاستقلال بها بل هم في الحقيقة مقلدون فيها وقد اعتقد أقوال أولئك فجميع ما يسمعونه من القرآن والحديث وأقوال السلف لا يحملونه على ما يخالف ذلك بل إما أن يظنوه موافقا لهم وإما أن يعرضوا عنه مفوضين لمعناه
وهذه حال مثل أبي حاتم البستي وأبي سعد السمان المعتزلي ومثل أبي ذر الهروي وأبي بكر البيهقي والقاضي عياض وأبي الفرج ابن الجوزي وأبي الحسن علي بن المفضل المقدسي وأمثالهم “ا.ه
وقال عنه في بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية (3/ 725) في معرض رده على الرازي لما اعترض بأنه يلزم من إثبات العلو والاستواء لله إثبات الحد والنهاية وأن هذا تجسيم – ذكر أن الكلام في هذه الحجة في مقامين:
” فصل والكلام على هذه الحجة من مقامين أحدهما منع المقدمة الأولى والثاني منع الثانية أما الأول فهو قول من يقول هو فوق العرش وليس له حد ولا مقدار ولا هو جسم كما يقول ذلك كثير من الصفاتية من الكلابية وأئمة الأشعرية وقدمائهم ومن وافقهم من الفقهاء والطوائف الأربعة وغيرهم وأهل الحديث والصوفية وغير هؤلاء وهم أمم لا يحصيهم إلا الله ومن هؤلاء أبو حاتم ابن حبان وأبوسليمان الخطابي البُسْتِيّان”ا.ه
أما مسألة هل يتفاضل كلام الله:
– قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (17/210-212): ” القرآن هل يتفاضل في نفسه فيكون بعضه أفضل من بعض؟ وهذا فيه للمتأخرين قولان مشهوران منهم من قال: لا يتفاضل في نفسه؛ لأنه كله كلام الله وكلام الله صفة له قالوا: وصفة الله لا تتفاضل. لا سيما مع القول بأنه قديم فإن القديم لا يتفاضل كذلك قال هؤلاء في قوله تعالى: {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها} قالوا فخير إنما يعود إلى غير الآية مثل نفع العباد وثوابهم. والقول الثاني: أن بعض القرآن أفضل من بعض وهذا قول الأكثرين من الخلف والسلف؛ فإن {النبي صلى الله عليه وسلم قال في الحديث الصحيح في الفاتحة: أنه لم ينزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا الزبور ولا القرآن مثلها} فنفى أن يكون لها مثل فكيف يجوز أن يقال: إنه متماثل؟ وقد ثبت عنه في الصحيح {أنه قال لأبي بن كعب: يا أبا المنذر؛ أتدري أي آية في كتاب الله أعظم؟ قال: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} فضرب بيده في صدره وقال له ليهنك العلم أبا المنذر} فقد بين أن هذه الآية أعظم آية في القرآن وهذا بين أن بعض الآيات أعظم من بعض. وأيضا فإن القرآن كلام الله والكلام يشرف بالمتكلم به سواء كان خبرا أو أمرا فالخبر يشرف بشرف المخبر وبشرف المخبر عنه والأمر يشرف بشرف الآمر وبشرف المأمور به فالقرآن وإن كان كله مشتركا فإن الله تكلم به لكن منه ما أخبر الله به عن نفسه ومنه ما أخبر به عن خلقه ومنه ما أمرهم به فمنه ما أمرهم فيه بالإيمان ونهاهم فيه عن الشرك ومنه ما أمرهم به بكتابة الدين ونهاهم فيه عن الربا. ومعلوم أن ما أخبر به عن نفسه: ك {قل هو الله أحد} أعظم مما أخبر به عن خلقه: ك {تبت يدا أبي لهب} وما أمر فيه بالإيمان. وما نهى فيه عن الشرك أعظم مما أمر فيه بكتابة الدين ونهى فيه عن الربا ولهذا كان كلام العبد مشتركا بالنسبة إلى العبد وهو كلام لمتكلم واحد ثم إنه يتفاضل بحسب المتكلم فيه فكلام العبد الذي يذكر به ربه ويأمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر أفضل من كلامه الذي يذكر فيه خلقه ويأمر فيه بمباح أو محظور وإنما غلط من قال بالأول؛ لأنه نظر إلى إحدى جهتي الكلام وهي جهة المتكلم به وأعرض عن الجهة الأخرى وهي جهة المتكلم فيه وكلاهما للكلام به تعلق يحصل به التفاضل والتماثل”.
– وقال شيخ الإسلام في درء التعارض (4/9): ” ثم ما أخبر به عن نفسه مثل قوله تعالى : { قل هو الله أحد } وآية الكرسي وغير ذلك – أفضل مما أخبر به عن خلقه وذكر فيه أحوالهم كقوله تعالى : { تبت يدا أبي لهب وتب } وهذا أصح القولين لأهل السنة وغيرهم
وهو قول جمهور العلماء من الأولين والآخرين فإن طائفة من المنتسبين إلى السنة وغيرهم يقولون : إن نفس كلام الله تعالى لا يتفاضل في نفسه بناء على أنه قديم والقديم لا يتفاضل
ويتأولون قوله تعالى : { ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها } أي خير لكم وأنفع والصواب الذي عليه جمهور السلف والأئمة : إن بعض كلام الله أفضل من بعض كما دل على ذلك الشرع والعقل”.
– وقال شيخ الإسلام ابن تيمية أيضا في مجموع الفتاوى (17/53-55): ” واشتهر القول بإنكار تفاضله بعد المائتين لما أظهرت الجهمية القول بأن القرآن مخلوق. واتفق أئمة السنة وجماهير الأمة على إنكار ذلك ورده عليهم. وظنت طائفة كثيرة – مثل أبي محمد بن كلاب ومن وافقه – أن هذا القول لا يمكن رده إلا إذا قيل إن الله لم يتكلم بمشيئته وقدرته ولا كلم موسى حين أتاه ولا قال للملائكة اسجدوا لآدم بعد أن خلقه ولا يغضب على أحد بعد أن يكفر به ولا يرضى عنه بعد أن يطيعه ولا يحبه بعد أن يتقرب إليه بالنوافل ولا يتكلم بكلام بعد كلام فتكون كلماته لا نهاية لها إلى غير ذلك مما ظنوا انتفاءه عن الله. وقالوا إنما يمكن مخالفة هؤلاء إذا قيل بأن القرآن وغيره من الكلام لازم لذات الله تعالى لم يزل ولا يزال يتكلم بكل كلام له كقوله: يا آدم يا نوح. وصاروا طائفتين: طائفة تقول إنه معنى واحد قائم بذاته وطائفة تقول إنه حروف أو حروف وأصوات مقترن بعضها ببعض أزلا وأبدا وإن كانت مترتبة في ذاتها ترتبا ذاتيا لا ترتبا وجوديا كما قد بين مقالات الناس في كلام الله في غير هذا الموضع. والأولون عندهم كلام الله شيء واحد لا بعض له فضلا عن أن يقال بعضه أفضل من بعض. والآخرون يقولون: هو قديم لازم لذاته والقديم لا يتفاضل. وربما نقل عن بعض السلف في قوله تعالى: {نأت بخير منها} أنه قال: خيرا لكم منها أو أنفع لكم. فيظن الظان أن ذلك القائل موافق لهؤلاء. وليس كذلك بل مقصوده بيان وجه كونه خيرا وهو أن يكون أنفع للعباد فإن ما كان أكثر من الكلام نفعا للعباد كان في نفسه أفضل كما بين في موضعه. وصار من سلك مسلك الكلابية من متأخري أصحاب أحمد ومالك والشافعي وغيرهم يظنون أن القول بتفاضل كلام الله بعضه على بعض إنما يمكن على قول المعتزلة ونحوهم الذين يقولون إنه مخلوق فإن القائلين بأنه مخلوق يرون فضل بعضه على بعض فضل مخلوق على مخلوق وتفضيل بعض المخلوقات على بعض لا ينكره أحد. فإذا ظن أولئك أن القول بتفضيل بعض كلام الله على بعض مستلزم لكون القرآن مخلوقا فروا من ذلك وأنكروا القول به لأجل ما ظنوه من التلازم وليس الأمر كما ظنوه بل سلف الأمة وجمهورها يقولون: إن القرآن كلام الله غير مخلوق وكذلك سائر كلام الله غير مخلوق. ويقولون مع ذلك: إن كلام الله بعضه أفضل من بعض كما نطق بذلك الكتاب والسنة وآثار الصحابة والتابعين من غير خلاف يعرف في ذلك عنهم. ا.ه
– ابن رجب رحمه الله رسالة تفسير سورة الفاتحة ص 16 قال:
” وقد اختلفَ في تفضيلِ بعضِ القرآن على بعضٍ، فأنكر قومٌ ذلك، قالوا: لأنَّه كلَّه كلامُ الله، وصفةٌ من صفاتِه, فلا يوصف بعضُه بالفضلِ على بعضٍ، وحُكي عن مالكٍ نحو هذا ، وهو قولُ الأشعريِّ وابنُ الباقلانيِّ وجماعةٌ.
وقيل: التفضيل يعودُ إلى ثوابِه وأجرِه، لا إلى ذاتِه، وهو قولُ طائفةٍ منهم ابنُ حِبَّان .
وقيل: بل التفضيلُ يعود إلى [ [اعتبارين:
أحدهما: اعتبار تكلُّم الله به.
والثاني: اعتبار ما تضمَّنه من المعاني، فما تضمَّن التوحيد والتنزيه أعظم مما تضمَّن الإخبار عن الأُمم أو ذكر أبي لهب ونحو ذلك.
وهذا قولُ إسحاقَ وكثيرٍ من العلماء والمتكلِّمين، وهو الصَّحيحُ الذي تدلُّ عليه النُّصوصُ الصَّحيحة”.
قال الأثيوبي حفظه الله في الذخيرة شرح سنن النسائي (باختصار):
25 – فضل فاتحة الكتاب
أي هذا باب ذكر الحديث الدال على فضل فاتحة الكتاب.
والفضل معناه: الزيادة، يقال: فضل يفضل، من باب نصر، وعلم: إذا زاد. والفضل: الزيادة، والجمع فضول، مثل فلس، وفلوس. أفاده المجد والفيومي .
912 – عن ابن عباس …..: أبشر بنورين أوتيتهما، لم يؤتهما نبي قبلك، فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة الْبَقَرَةِ لَمْ تَقْرَأْ حَرْفًا مِنْهُمَا إِلاَّ أُعْطِيتَهُ” … وشرح الحديث وقال :
المسألة السادسة: قال العلامة القرطبي رحمه الله: اختلف العلماء في تفضيل بعض السور والآي على بعض، وتفضيل بعض أسماء الله تعالى الحسنى على بعض:
فقال قوم: لا فضل لبعض على بعض، لأن الكل كلام الله، وكذلك أسماؤه لا مفاضلة بينها. وذهب إلى هذا الشيخ أبو الحسن الأشعري، والقاضي أبو بكر بن الطيب، وأبو حاتم محمد بن حبان البُسْتيّ، وجماعة من الفقهاء، وروي معناه عن مالك، قال يحيى بن يحيى: تفضيل بعض القرآن على بعض خطأ؛ وكذلك كره مالك أن تعاد سورة، أو تردد دون غيرها، وقال عن مالك في قول الله تعالى: {نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا} [البقرة: 106]، قال: محكمة مكان منسوخة. وروى ابن كنانة مثل ذلك كله عن مالك.
واحتج هؤلاء بأن قالوا: إن الأفضل يشعر بنقص المفضول، والذاتية في الكل واحدة، وهي كلام الله، وكلام الله تعالى لا نقص
فيه. قال البُسْتِيّ: ومعنى هذه اللفظة: “ما في التوراة، ولا في الإنجيل، مثل أم القرآن” أن الله تعالى لا يعطي لقارئ التوراة والإنجيل من الثواب مثل ما يعطي لقارئ أم القرآن، إذ الله بفضله فضل هذه الأمة على غيرها من الأم، وأعطاها من الفضل على قراءة كلامه أكثر مما أعطى غيرها من الفضل على قراءة كلامه، وهو فضل منه لهذه الأمة. قال: ومعنى “قوله: “أعظم سورة” أراد به في الأجر، لا أن بعض القرآن أفضل من بعض.
وقال قوم: بالتفضيل، وأن ما تضمنه قوله تعالى: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} [البقرة: 163] وآية الكرسي، وآخر سورة الحشر، وسورة الإخلاص من الدلالات على وحدانيته، وصفاته ليس موجودًا مثلًا في {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} [المسد: 1] وما كان مثلها. والتفضيل إنما هو بالمعاني العجيبة وكثرتها، لا من حيث الصفة، وهذا هو الحق.
وممن قال بالتفضيل إسحاق بن راهويه، وغيره من العلماء والمتكلمين، وهو اختيار القاضي أبي بكر بن العربي، وابن الحصار، لحديث أبي سعيد بن المُعَلَّى، وحديث أبَيّ بن كعب الآتيين في الباب الآتي.
قال ابن الحصار: عجبي ممن يذكر الاختلاف مع هذه النصوص.
وقال ابن العربي: قوله: “ما أنزل الله في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في القرآن مثلها” وسكت عن سائر الكتب، كالصحف المنزلة، والزبور وغيرها، لأن هذه المذكورة أفضلها، وإذا كان الشيء أفضل الأفضل صار أفضل الكلّ، كقولك: زيد أفضل العلماء، فهو أفضل الناس.
وفي الفاتحة من الصفات ما ليس في غيرها، حتى قيل: إن جميع القرآن فيها. وهي خمس وعشرون كلمة، تضمنت جميع علوم القرآن، ومن شرفها أن الله سبحانه قسمها بينه وبين عبده، ولا تصح القُربة إلا بها، ولا يلحق عمل بثوابها، وبهذا المعنى صارت أم القرآن العظيم، كما صارت {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} تعدل ثلث القرآن، إذ القرآن توحيد، وأحكام، ووعظ، و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} فيها التوحيد كله، وبهذا المعنى وقع البيان في قوله – صلى الله عليه وسلم – لأبي: “أي آية في القرآن أعظم” قال: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}، وإنما كانت أعظم آية، لأنها توحيد كلها، كما صار قوله: “أفضل ما قلته أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له” أفضل الذكر، لأنها كلمات حوت جميع العلوم في التوحيد، والفاتحة تضمنت التوحيد، والعبادة، والوعظ، والتذكير، ولا يستبعد ذلك في قدرة الله تعالى. انتهى كلام القرطبي رحمه الله تعالى . والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت، وإليه أنيب.
– وقال الشيخ ابن باز رحمه الله: في شرح رياض الصالحين باب في الحثِّ عَلَى سور وآيات مخصوصة: ” فهذه الأحاديث فيما يتعلق ببعض السور والآيات التي لها فضل عظيم في كتاب الله عزوجل، فالقرآن كله كلام الله، وكله عظيم ولكنه يتفاضل، كما أن الرسل كلهم عبيد الله وكلهم رسل الله، والله فضل بعضهم على بعض كما قال تعالى: تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ [البقرة:253] هكذا القرآن -وهو كلامه جل وعلا- يتفاضل، فأعظم سورة وأفضل سورة سورة الفاتحة الحَمْدُ للَّهِ رَبِّ العَالمِينَ، وأعظم آية آية الكرسي اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ [البقرة:255]، وسورة قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ لها شأن عظيم، وهي تعدل ثلث القرآن، فهذا يبين للمؤمن عظم هذه السور وهذه الآيات”.
– وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: “أما باعتبار المتكلم به فإنه لا يتفاضل لأنه كله كلام الله سبحانه وتعالى، أما باعتبار ما يدل عليه أو موضوع الآية أو السورة فلا شك أنه يتفاضل فأعظم سورة في كتاب الله الفاتحة وأعظم آية في كتاب الله آية الكرسي، وقل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن فهو يتفاضل لكن باعتبار المتكلم به لا يتفاضل لأنه كلام كلام الله عز وجل”. [ شرح صحيح البخاري كتاب التوحيد الشريط 24ب].
* بوب النسائي في الكبرى فَضْلُ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ.
* بوب البيهقي في السنن الصغير (1/336): بَابُ تَخْصِيصِ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ بِالذِّكْرِ.
* ينظر التعليق على الصحيح المسند 1424 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ عَلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا أُبَيُّ» وَهُوَ يُصَلِّي، فَالتَفَتَ أُبَيٌّ وَلَمْ يُجِبْهُ، وَصَلَّى أُبَيٌّ فَخَفَّفَ، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَعَلَيْكَ السَّلَامُ، مَا مَنَعَكَ يَا أُبَيُّ أَنْ تُجِيبَنِي إِذْ دَعَوْتُكَ» فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي كُنْتُ فِي الصَّلَاةِ، قَالَ: ” أَفَلَمْ تَجِدْ فِيمَا أُوحِي إِلَيَّ أَنْ {اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} [الأنفال: 24] ” قَالَ: بَلَى وَلَا أَعُودُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، قَالَ: «تُحِبُّ أَنْ أُعَلِّمَكَ سُورَةً لَمْ يَنْزِلْ فِي التَّوْرَاةِ وَلَا فِي الإِنْجِيلِ وَلَا فِي الزَّبُورِ وَلَا فِي الفُرْقَانِ مِثْلُهَا»؟ قَالَ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَيْفَ تَقْرَأُ فِي الصَّلَاةِ»؟ قَالَ: فَقَرَأَ أُمَّ القُرْآنِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا أُنْزِلَتْ [ص:156] فِي التَّوْرَاةِ وَلَا فِي الْإِنْجِيلِ وَلَا فِي الزَّبُورِ وَلَا فِي الفُرْقَانِ مِثْلُهَا، وَإِنَّهَا سَبْعٌ مِنَ المَثَانِي وَالقُرْآنُ الْعَظِيمُ الَّذِي أُعْطِيتُهُ»: «هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ» وَفِي البَابِ عَنْ أَنَسٍ.
* وذكر في شرح حديث 1424 فضائل سورة الفاتحة:
1/ أخرج مسلم في صحيحه ـ واللفظ له ـ، والنسائي، وأبو يعلى، وابن حبان، والطبراني، والحاكم، وغيرهم: عن ابن عباس قال: بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضا من فوقه فرفع رأسه فقال: هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم فنزل منه ملك. فقال: هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم فسلم وقال: أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك؛ فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته.
2/ وأخرج البخاري، وأحمد، وأبو داود، والنسائي من حديث أبي سعيد بن المعلى، قال: كنت أصلي فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أجبه حتى صليت قال: فأتيته فقال: “ما منعك أن تأتي؟ ” قال: قلت: يا رسول الله إني كنت أصلي، قال: ألم يقل الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم) ثم قال: “لأعلمنك أعظم سورة في القرآن قبل أن تخرج من المسجد”، قال: فأخذ بيدي فلما أراد أن يخرج من المسجد، قلت: يا رسول الله إنك قلت: لأعلمنك أعظم سورة في القرآن قال: “نعم (الحمد لله رب العالمين) هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته”.
3/ ومن فضائل سورة الفاتحة أنها تقرأ لزوماً في الصلاة، فقد أخرج مسلم، والنسائي، والترمذي، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج، فهي خداج، فهي خداج، غير تمام”.
4/ وأخرج مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، فنصفها لي ونصفها لعبدي، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرؤوا: يقول العبد: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، يقول الله تعالى: حمدني عبدي، ويقول العبد: (الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)، يقول الله: أثنى عليَّ عبدي، ويقول العبد: (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ)، يقول الله تعالى: مجدني عبدي، ويقول العبد: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)، فقال هذه بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل: يقول العبد: ـ (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ، صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ)، قال: فهؤلاء لعبدي ولعبدي ما سأل.
5/ وأخرج الإمام أحمد، والترمذي من حديث أبي بن كعب، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: “أتحب أن أعلمك سورة لم ينزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها؟ ” ثم أخبره أنها الفاتحة. وهو بمعنى حديث الباب
6/ وأخرج الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:”الحمد لله رب العالمين أم القرآن وأم الكتاب والسبع المثاني والقرآن العظيم”.
7/ وأخرج الحاكم في “المستدرك” وهو في “الصحيحة” (1499) عن انس ـ رضي الله عنه ـ قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم في سير، فنزل، ونزل رجل إلى جانبه، قال: فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: “ألا أخبرك بأفضل القرآن؟ فتلا عليه: الحمد لله رب العالمين”.
* في صحيح الترغيب (2/178-182) باب الترغيب في قراءة سورة الفاتحة ستة أحاديث.
* لابن رجب رحمه الله رسالة بعنوان تفسير سورة الفاتحة عبارة عن 72 صفحة خلاصتها كالتالي:
قدم ابن رجب رحمه الله بين يدي التفسير خمسة فصول:
- الفصل الأول: في موضع نزولها.
- الثاني: في عددها.
- الثالث: في أسمائها.
- الرابع: في فضائلها، ويتضمّن الكلام على مسألة تفاضل القرآن.
- الخامس: في أحكامها.
ثم شرع في تفسير الآية الأولى ولكنه لم يكمله بل توقف في تفسير كلمة الحمد ولم يكمل البقية، وكتب في طرتها: ” كتبت هذه النسخة من نسخة أخرجت من الحريق لما أحرق تيمور لنك دمشق، فاحترق بعضها فكتبنا ما وجدنا منها”.
الفصل الأول: في موضع نزولها:
ذكر الحافظ ابن رجب ثلاثة أقوال:
- أحدها: أنَّها نزلت بمكَّة
- والقول الثاني في موضع نزول الفاتحة: أنها أُنزلت بالمدينة.
- والقول الثالث: أنَّها أُنزلت مرَّةً بمكَّة، ومرَّةً بالمدينة، فهي مكِّيَّةٌ مدنيَّةٌ.
ورجح الحافظ ابن رجب القول الأول فقال: والصحيح أنَّها أُنزلت بمكَّة، فإنَّ «سورة الحِجْر» مكِّيَّةٌ بالاتفاق، وقد أنزل الله فيها: { وَلَقَدْ آَتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآَنَ الْعَظِيمَ } ]الحجر:87[, وقد فسَّرها النبيُّ – صلى الله عليه وسلم – بالفاتحة، فعُلم أنَّ نزولهَا متقدمٌ على نزول «الحِجْر»، وأيضًا فإنَّ الصَّلاةَ فُرضت بمكَّة، ولم يُنقل أنَّ النبيَّ – صلى الله عليه وسلم – وأصحابَه صلَّوا صلاةً بغير فاتحة الكتاب أصلاً، فدلَّ على أنَّ نزولهَا كان بمكَّةَ.
وأمَّا الرِّواية بأنَّها أوَّلُ سورةٍ أُنزلت من القرآن فالأحاديث الصَّحيحة تردُّه.
الفصل الثاني: في عددها:
وهي سبعُ آياتٍ كما دلَّ عليه قولُه تعالى: { وَلَقَدْ آَتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي } ]الحجر:87[، وفسَّرها النبيُّ – صلى الله عليه وسلم – بالفاتحة, ونقل غيرُ واحدٍ الاتفاق على أنَّها سبعٌ، منهم ابنُ جرير(2) وغيرُه، لكن مَنْ عَدَّ البسملة آيةً منها جعلَ الآية السابعة: { غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ } ، ومَنْ لم يَجْعلْ البسملةَ آيةً منها جَعَلَ الآية السابعة: { غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ } (3) آمين.
ثم ذكر قولين شاذين؛ أنها ست أو ثمان.
وأمَّا كلماتُها: فهي خمسٌ وعشرون كلمةً.
وأمَّا حروفُها: فمائةٌ وثلاثة عشر حرفًا.
الفصل الثالث: في أسمائها:
ذكر لسورة الفاتحة اثني عشر اسماً:
- أحدُها: فاتحةُ الكتابِ
- الاسم الثاني: أم الكتاب
- الاسم الثالث: أمُّ القرآن
- الاسم الرابع: السبع المثاني
- الاسم الخامس: القرآنُ العظيم
- الاسم السادس: الصَّلاة
- الاسم السابع: رقية الحقِّ
- الاسم الثامن: سورة الحمد
- الاسم التاسع: الشفاء
- وتُسمَّى «الشافية» أيضًا.
- الاسم الحادي عشر: الوافية، بالفاء.
- الاسم الثاني عشر: الأساس
الفصل الرابع: في فضائلها وخصائصها:
ذكر الحافظ ابن رجب لسورة الفاتحة ثمان فضائل:
- الفضيلة الأولى: أنَّها أعظمُ سورةٍ في القرآن وأفضل.
- الفضيلةُ الثانية: أنَّه لم ينزل في القرآن، ولا في التَّوراةِ ولا في الإنجيلِ، مثلُها.
- الفضيلةُ الثالثة: أنَّها من كنزٍ من تحتِ العَرش.
- الفضيلةُ الرَّابعة: أنَّ هذه السُّورة مختصَّةٌ بمُناجاةِ الرَّبِّ تعالى، ولهذا اختصَّت الصَّلاةُ بها.
- الفضيلةُ الخامسةُ: أنَّها متضمِّنة لمقاصِدِ الكتبِ المنزَّلةِ مِن السَّماءِ كلِّها.
- الفضيلةُ السَّادِسة: أنَّ سُورةَ الفاتحةِ شفاءٌ من كلِّ داءٍ.
- الفضيلةُ السابعة: أنَّها حِرزٌ من شيَاطينِ الجِنِّ والإنسِ، وأنَّها تَعْدِلُ ثُلثَ القُرآن.
- الفضيلةُ الثامنة: أنَّ قراءةَ الفاتحةِ يَحصُلُ بها كمالُ الصَّلاةِ وقبولُها، وبدونِها تكون الصَّلاةُ خِدَاجًا ناقصةً غيرَ تمام، بل لا تكون الصَّلاةُ مجزيةً مَقبولةً بدُونِ تِلاوَتِها.
وذكر تحت كل فضيلة أدلة عليها، بإذن الله يراجع فيها كلام أهل العلم تصحيحا وتضعيفا.
الفصل الخامس: وهو: أحكامُ الفاتحة
فمِن أحكامِها: أنَّ قراءتهَا في الصَّلاة رُكنٌ من أركان الصَّلاةِ، لا تَصِحُّ بدُونِها في الجُملة، وهذا القول أحدُ قولي العلماءِ… ثم ذكر أقوال العلماء فيها.
ثم قال: والصَّحيحُ قولُ جُمهورِ العلماءِ، وهو: تعيين الفاتحة للصَّلاةِ دُونَ غيرِها، والدَّليلُ عليه: ما ثبتَ عن عُبادةَ بنِ الصَّامتِ، أنَّ رسولَ الله – صلى الله عليه وسلم – قال: «لا صَلاة لمن لم يقرأ بفاتحةِ الكتابِ»، وفي لفظٍ: «بأمِّ القُرآنِ».
ثم جعل فصلاً في قوله تعالى: { الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }
وينحصرُ في أربعةِ فصُولٍ:
- الفصل الأول: في الحمد.
- والثَّاني: في اسم الله الأعظم.
- الثَّالث: في الربِّ.
- الرَّابعُ: في العالمين.
ولم يكمل الكلام عن الحمد.