44 – فتح رب البرية بينابيع الحكمة من أقوال الأئمة
جمع أحمد بن خالد وآخرين
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف الشيخ د. سيف بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وأن يبارك في ذرياتهم وذرياتنا)
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
(1360): {إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ ((22)) عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ ((23)) تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ ((24)) يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ ((25)) خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ((26)) وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ ((27)) عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ ((28))}
[المطففين]
فلمَّا ذَكَرَ كتابَهم؛ ذَكَرَ أنَّهم في نعيم، وهو اسمٌ جامعٌ لنعيم القلب والرُّوح والبدن. {على الأرائِكِ}؛ أي: على السرر المزيَّنة بالفرش الحسان، {ينظُرونَ}: إلى ما أعدَّ الله لهم من النعيم، وينظرون إلى وجه ربِّهم الكريم، {تعرِفُ}: أيُّها الناظر، {في وجوههم نَضْرَةَ النَّعيم}؛ أي: بهاءه ونضارته ورونقه؛ فإنَّ توالي اللَّذَّات والمسرَّات والأفراح – يكسب الوجه نورًا وحسنًا وبهجةً، {يُسْقَوْنَ من رحيقٍ}: وهو من أطيب ما يكون من الأشربة وألذها، {مختوم} ذلك الشرابُ {ختامُه مسكٌ}: يُحتمل أن المراد مختومٌ عن أن يداخِلَه شيءٌ يُنْقِصُ لذَّته أو يفسِدُ طعمه، وذلك الختام الذي ختم به مسكٌ، ويحتمل أنَّ المراد أنَّه الذي يكون في آخر الإناء الذي يشربون منه الرحيق حثالة، وهي المسك الأذفر؛ فهذا الكدر منه الذي جرت العادة في الدُّنيا أنه يراق يكون في الجنَّة بهذه المثابة. {وفي ذلك}: النعيم المقيم الذي لا يعلم حسنه ومقداره إلاَّ الله، {فَلْيَتَنافَسِ المتنافسونَ}؛ أي: فليتسابقوا في المبادرة إليه والأعمال الموصلة إليه؛ فهذا أولى ما بُذِلَتْ فيه نفائس الأنفاس، وأحرى ما تزاحمت للوصول إليه فحول الرجال. ومزاجُ هذا الشراب {مِنْ تَسْنيم}: وهي عين {يشربُ بها المقرَّبون}: صرفًا، وهي أعلى أشربة الجنة على الإطلاق؛ فلذلك كانت خالصةً للمقرَّبين، الذين هم أعلى الخلق منزلة، وممزوجة لأصحاب اليمين؛ أي: مخلوطة بالرحيق وغيره من الأشربة اللذيذة.
تفسير السعدي
______________
(1361): {تَعْرِفُ في وجوههم نضرة النعيم}.
أَشْرَقَتْ وُجُوهُهُمْ فِي الدُّنْيَا بِحُسْنِ الْمُجَاهَدَةِ، وَتُشْرِقُ وُجُوهُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِالْقُرْبِ وَالْمُشَاهَدَةِ.
التبصرة لابن الجوزي (1) / (234)
______________
(1362): قَالَ قَتَادَةُ – رَحِمَهُ اللّاهُ تَعَالَى -:
” مَنْ يَتقِ اللهَ يَكُنْ مَعَهُ، وَمَنْ يَكُنِ اللهُ مَعَهُ فَمَعَهُ الفِئَةُ الَّتِيْ لا تُغْلَبُ، وَالحَارِسُ الَّذِيْ لا يَنَامُ، وَالهَادِيْ الَّذِيْ لَا يَضِلُّ “.
[حِلْيَةُ الأَولِيَاءِ ((300) / (2))]
______________
(1363): قال ابن مسعود رضي الله عنه:
“كنا إذا افتقدنا الأخ أتيناه؛
فإن كان مريضا كانت عيادة،
وإن كان مشغولا كانت عونا،
وإن كان غير ذلك كانت زيارة .. ! ”
آداب الصحبة ((1) / (107))
______________
(1364): قال الشيخ ابن عثيمين في “فتاوى الصيام” (438):
“من صام يوم عرفة، أو يوم عاشوراء وعليه قضاء من رمضان فصيامه صحيح، لكن لو نوى أن يصوم هذا اليوم عن قضاء رمضان حصل له الأجران: أجر يوم عرفة، وأجر يوم عاشوراء مع أجر القضاء، هذا بالنسبة لصوم التطوع المطلق الذي لا يرتبط برمضان، أما صيام ستة أيام من شوال فإنها مرتبطة برمضان ولا تكون إلا بعد قضائه، فلو صامها قبل القضاء لم يحصل على أجرها، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال فكأنما صام الدهر ومعلوم أن من عليه قضاء فإنه لا يعد صائماً رمضان حتى يكمل القضاء.” انتهى.
______________
(1365): قَالَ تَعَالَى:
{يَاأَيُّهَا الإنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الكَرِيمِ}
قَالَ ابْنُ كَثِيْرٍ:
” مَا غَرَّكَ يَا ابنَ آدَمَ بِرَبِّكَ الكَرِيمِ، أي: العَظِيمِ، حَتَّى أَقدَمْتَ عَلَى مَعصِيَتِهِ، وَقَابَلتَهُ بِمَا لَا يَلِيْقُ “.
[تَفسِيرُ ابنُ كَثِيرٍ ((342) / (8))]
______________
(1366): قال ابن القيم رحمه الله:
في معنى قول صاحب المنازل:
” *وكل معصية عيرت بها أخاك فهي إليك* “:
” ويحتمل أن يريد: أن تعييرك صلى الله عليه وسلم خيك بذنبه أعظم إثما من ذنبه وأشد من معصيته، لما فيه من صولة الطاعة، وتزكية النفس، وشكرهـا، والمناداة عليها بالبراءة من الذنب، وأن أخاك باء به، ولعل كسرته بذنبه، وما أحدث له من الذلة والخضوع، وا صلى الله عليه وسلم زراء على نفسه، والتخلص من مرض الدعوى، والكبر والعجب، ووقوفه بين يدي الله ناكس الرأس، خاشع الطرف، منكسر القلب أنفع له، وخير من صولة طاعتك، وتكثرك بها وا صلى الله عليه وسلم عتداد بها، والمنة على الله وخلقه بها، فما أقرب هـذا العاصي من رحمة الله! وما أقرب هـذا المدل من مقت الله، فذنب تذل به لديه، أحب إليه من طاعة تدل بها عليه، وإنك أن تبيت نائما وتصبح نادما، خير من أن تبيت قائما وتصبح معجبا، فإن المعجب صلى الله عليه وسلم يصعد له عمل، وإنك إن تضحك وأنت معترف، خير من أن تبكي وأنت مدل، وأنين المذنبين أحب إلى الله من زجل المسبحين المدلين، ولعل الله أسقاه بهذا الذنب دواء استخرج به داء قات صلى الله عليه وسلم هـو فيك و صلى الله عليه وسلم تشعر.
*فلله في أهـل طاعته ومعصيته أسرار صلى الله عليه وسلم يعلمها إ صلى الله عليه وسلم هـو، و صلى الله عليه وسلم يطالعها إ صلى الله عليه وسلم أهـل البصائر، فيعرفون منها بقدر ما تناله معارف البشر، ووراء ذلك ما صلى الله عليه وسلم يطلع عليه الكرام الكاتبون* “.
مدارج السالكين ((195) / (1)).
______________
(1367): متجدّد …
التربية السلفية من كتب ا صلى الله عليه وسلم مام ابن قيم الجوزية ((1)):
قال رحمه الله:
حسن السمت والفقه في الدين من أخص علامات ا صلى الله عليه وسلم يمان.
مفتاح دار السعادة (1) \ (75) …
______________
(1368): قال العلامة صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله:
فلا تقاطع السلع إلا إذا أصدر ولي أمر المسلمين منعاً بذلك وأمَرَ بمقاطعة دولة من الدول، فيجب مقاطعتها.
أما مجرد الأفراد فلا يفتون بالتحريم، لأن هذا من تحريم ما أحل الله.
(الأجوبة المفيدة عن أسئلة المناهج الجديدة (ص: (95) – (96)))
______________
(1369): قال السعدي -رحمه الله-:
“الدعاء من أعظم القُرب لرب العالمين، وبه يدرك العبد مصالح الدنيا والدين، وبكثرة الإلحاح فيه على الله ينقطع الرجاء من المخلوقين، ويكمل رجاؤه وطمعه في رحمة أرحم الراحمين.”
• الفواكه الشهية ((35)).
______________
(1370): قال الشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله:
وطالب العلم بين وقت وآخر يحتاج إلى أن يقرأ في فضل طلب العلم وفضل العلماء؛ لأن هذه الفضائل إذا حضرت في ذهنه زاد حرصه على طلب العلم والتحصيل، وكذلك يقرأ في سير أهل العلم الأفاضل النبلاء.
(شرح المنظومة الميمية ص (80).)
______________
(1371): كَلمَة مِنكَ لِأخِيكَ قَد تُثبِته وتُواسِيه وتُؤنسُه وتُزِيل وَحشَته!
قَال العَلَّامَة ابنُ عُثيمِين رحمه الله:
«الكَلمَة الطِّيبة فِي الحَقِيقة تَفتَح القَلب وتكُون سَببًا لخَيرَات كَثيرَة، حتّى إنَّها تُدخِل المَرء فِي جُملة ذَوي الأخلاق الحَسنَة»
[القَولُ المُفِيد ((570) / (1))]
______________
(1372): قَالَ ابنُ القَيِّمِ:
” أربَابُ الطَّرِيقِ مُجمِعُونَ عَلى أنَّ مُرَاقَبةَ اللهِ تَعَالى فِي الخَواطِرِ سَبَبٌ لحِفظِهَا فِي حَرَكَاتِ الظَّوَاهِرِ، فَمَن رَاقَبَ اللهَ فِي سِرِّهِ، حَفِظهُ اللهُ فِي حَرَكَاتِهِ فِي سِرِّهِ وَعَلَانِيَتِهِ “.
[مَدَارِجُ السَّالكِين ((66) / (2))]
______________
(1373): قال الشعبي: ياطلاب العلم لا تطلبوا العلم بسفاهة وطيش اطلبوه بسكينة ووقار وتؤدة.
روضة العقلاء (34).
______________
(1374): قَالَ عِكْرِمَةُ – رَحِمَهُ اللّاهُ تَعَالَى -:
” مَامِنْ نَكبَةٍ أصَابَتْ عَبْداً فَمَا فَوقَهَا، إلَّا بِذَنْبٍ لَمْ يَكُنْ اللّاهُ لِيَغفِرَهُ لَهُ إِلَّا بِهَا، أو لِيَنَالَ دَرَجَةً لَم يَكُن لِيُوصِلَهُ إلَيهَا إِلَّا بِهَا “.
[الجَامِعُ لأحكَامِ القُرآنِ ((31) / (16))]
______________
(1375): قال النخعي: لو رأيت الصحابة يتوضأون إلى الكوعين لتوضأت كذلك، وأنا أقرأها إلى المرافق، وذلك لأنهم لا يُتهمون في ترك السنن وهم أرباب العلم وأحرصُ خلق الله على إتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يظن ذلك بهم أحد إلا ذو ريبة في دينه.
الجامع في السنن والآداب والمغازي والتاريخ (1) / (118)
______________
(1376): (72) – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّحْوِيُّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَانِئٍ النَّيْسَابُورِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَرْحُومُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: خَطَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَحَمِدَ اللَّهَ تَعَالَى وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَقَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّكُمْ لَمْ تُخْلَقُوا عَبَثًا، وَلَنْ تُتْرَكُوا سُدًى. وَإِنَّ لَكُمْ مَعَادًا يَجْمَعَكُمُ اللَّهُ لِلْحُكْمِ فِيكُمْ وَالْفَصْلِ فِيمَا بَيْنَكُمْ فَخَابَ وَشَقِيَ عَبْدٌ أَخْرَجَهُ اللَّهُ مِنْ رَحْمَتِهِ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ، وَجَنَّتِهِ الَّتِي عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ، وَإِنَّمَا يَكُونُ الْأَمَانُ غَدًا لِمَنْ خَافَ اللَّهَ وَاتَّقَى، وَبَاعَ قَلِيلًا بِكَثِيرٍ، وَفَانِيًا بِبَاقٍ، وَشَقْوَةً بِسَعَادَةٍ. أَلَا تَرَوْنَ أَنَّكُمْ فِي أَسْلَابِ الْهَالِكِينَ، وَسَيَخْلُفُهُ بَعْدَكُمُ الْبَاقُونَ؟ أَلَا تَرَوْنَ أَنَّكُمْ فِي كُلِّ يَوْمٍ تُشَيِّعُونَ غَادِيًا أَوْ رَائِحًا إِلَى اللَّهِ، قَدْ قَضَى نَحْبَهُ، وَانْقَطَعَ أَمَلُهُ، فَيَضَعُونَهُ فِي بَطْنِ صَدْعٍ مِنَ الْأَرْضِ غَيْرِ مُوَسَّدٍ وَلَا مُمَهَّدٍ، قَدْ خَلَعَ الْأَسْلَابَ، وَفَارَقَ الْأَحْبَابَ، وَوَاجَهَ الْحِسَابَ؟، وَايْمُ اللَّهِ إِنِّي لَأَقُولُ لَكُمْ مَقَالَتِي هَذِهِ، وَمَا أَعْلَمُ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْكُمْ مِنَ الذُّنُوبِ أَكْثَرَ مِمَّا أَعْلَمُ مِنْ نَفْسِي؛ وَلَكِنَّهَا سُنَنٌ مِنَ اللَّهِ عَادِلَةٌ، أَمَرَ فِيهَا بِطَاعَتِهِ، وَنَهَى فِيهَا عَنْ مَعْصِيَتِهِ. وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ» صلى الله عليه وسلم (67) صلى الله عليه وسلم . وَوَضَعَ كُمَّهُ عَلَى وَجْهِهِ فَبَكَى حَتَّى لَثِقَتْ لِحْيَتُهُ، فَمَا عَادَ إِلَى مَجْلِسِهِ حَتَّى مَاتَ صلى الله عليه وسلم
قصر الأمل لابن أبي الدنيا (1) / (66) — ابن أبي الدنيا (ت (281))
______________
(1377): صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم مسألة مهمة صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم
قد يجهلها كثير من الناس وخصوصا النساء
وهي حكم إرضاع الطفل الحليب صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم الاصطناعي بدون عذر شرعي
ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه رأى في رؤيا عذاب بعض العصاة، ومما رآه قال:
(ثم انطلق بي، فإذا أنا بنساء ينهش ثديهن الحيات، قلت: ما بال هؤلاء؟!
قيل: هؤلاء اللاتي يمنعن أولادهن ألبانهن!)
صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم رواه ابن حبان، وصححه العلامة الألباني في صحيح موارد الضمآن إلى زوائد ابن حبان (1509)
وقال الإمام الألباني رحمه معلقا:
صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم فيه تنبيه قوي على تحريم ما تفعله بعض الزوجات من إرضاعهن أولادهن الإرضاع الصناعي، محافظة منهن على نهود أثدائهن تشبهاً منهن بالكافرات أو الفاسقات!
انتهى تعليقه.
صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم (الجزء 2 / الصفحة 198)
______________
(1378): قَالَ إِبْرَاهِيْمُ النَّخَعِيُّ – رَحِمَهُ اللّاهُ -:
” إِنِّي لَأَجِدُ نَفْسِي تُحَدِّثُنِي بِالشَّيْءِ، فَمَا يَمْنَعُنِي أَنْ أَتَكَلَّمَ بِهِ؛ إِلاَّ مَخَافَةَ أَنْ أُبْتَلَى بِهِ “.
[الصَّمْتُ وآدَابُ اللِّسَانِ ((169))]
______________
(1379): صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى
قوله {أَلمْ تَرَ كَيْفَ ضَرب اللَّهُ مثَلا كَلِمةً طَيِّبةً كشَجَرَةٍ طَيِّبَة أصْلُهَا ثابتٌ وفرْعُهَا في السَّمَاء}
جمهور المفسرين: أن
الكلمة الطيبة هي شهادة أن لا إله إلا الله.
فإنها تثمر جميع الأعمال الصالحة الظاهرة والباطنة
فكل عمل صالح مرضي لله ثمرة هذه الكلمة
… اعلام الموقعين 1\ 132 صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم
______________
(1380): {وَعِبَادُ الرَّحْمَانِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأرْضِ هَوْنًا} أَيْ: بِسَكِينَةٍ وَوَقَارٍ مِنْ غَيْرِ جَبَرية وَلَا اسْتِكْبَارٍ، كَمَا قَالَ: {وَلا تَمْشِ فِي الأرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الأرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولا} [الْإِسْرَاءِ: (37)]. فَأَمَّا هَؤُلَاءِ فَإِنَّهُمْ يَمْشُونَ مِنْ غَيْرِ اسْتِكْبَارٍ وَلَا مرح، ولا أشر ولا بطر، وَلَيْسَ الْمُرَادُ أَنَّهُمْ يَمْشُونَ كَالْمَرْضَى مِنَ التَّصَانُعِ تَصَنُّعًا وَرِيَاءً، فَقَدْ كَانَ سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ صلى الله عليه وسلم إِذَا مَشَى كَأَنَّمَا يَنْحَطُّ مِنْ صَبَب، وَكَأَنَّمَا الْأَرْضُ تُطْوَى لَهُ. وَقَدْ كَرِهَ بَعْضُ السَّلَفِ الْمَشْيَ بِتَضَعُّفٍ وَتَصَنُّعٍ، حَتَّى رَوِيَ عَنْ عُمَرَ أَنَّهُ رَأَى شَابًّا يَمْشِي رُويدًا، فَقَالَ: مَا بَالَكَ؟ أَأَنْتَ مَرِيضٌ؟ قَالَ: لَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. فَعَلَاهُ بِالدِّرَّةِ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَمْشِيَ بِقُوَّةٍ. وَإِنَّمَا الْمُرَادُ بالهَوْن هَاهُنَا السَّكِينَةُ وَالْوَقَارُ، كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : “إِذَا أَتَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَلَا تَاتُوهَا وَأَنْتُمْ تَسْعَوْنَ، وَأْتُوهَا وَعَلَيْكُمُ السِّكِينَةُ، فَمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلَّوْا، وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا”.
تفسير ابن كثير رحمه الله
______________
(1381): قال الرامهرمزي رحمه الله:
اعترضَتْ طائفةٌ ممَّن يَشْنَأُ الحديثَ ويُبغِضُ أهلَه، فقالوا بتَنَقُّصِ أصحابِ الحديثِ والإزْراءِ بهم، وأَسرفوا في ذَمِّهم والتَّقَوُّلِ عليهم، وقد شَرَّف اللهُ الحديثَ وفضَّلَ أهلَه، وأعلى منزلتَه، وحَكَّمه على كلِّ نِحْلةٍ ((1))، وقدَّمه على كلِّ عِلمٍ، ورَفَعَ مِن ذِكْر مَن حَمَلَه وعُنِيَ به، فهم بَيْضَةُ الدِّينِ ((2)) ومَنَارُ الحُجَّةِ.
وكيف لا يَسْتَوْجِبون الفضيلةَ، ولا يستحِقُّون الرُّتبةَ الرَّفيعةَ، وهم الذين حَفِظوا على الأُمَّةِ هذا الدِّينَ، وأَخبروا عن أنباء التَّنزيل، وأثبتوا ناسخَه ومنسوخَه، ومُحْكَمَه ومُتَشابهَه، وما عظَّمه اللهُ صلى الله عليه وسلم به مِن شأنِ الرسولِ صلى الله عليه وسلم ، فنَقَلوا شرائِعَه، ودَوَّنوا مَشاهِدَه، وصَنَّفوا أعلامَه ودلائلَه، وحَقَّقوا مَناقبَ عِتْرَتِه، ومآثِرَ آبائِه ((3)) وعَشِيرتِه، وجاءوا بسِيَرِ الأنبياءِ، ومَقاماتِ الأولياءِ، وأخبارِ الشُّهداءِ والصِّدِّيقين.
وعَبَّروا عن جميعِ فِعْل النبيِّ صلى الله عليه وسلم ، في سَفَرِه وحَضَرِه، وظَعَنِه ((4)) وإقامَتِه، وسائرِ أحوالِه، مِن مَنامٍ ويَقَظَةٍ، وإشارةٍ وتصريحٍ، وصَمْتٍ ونُطْقٍ، ونُهوضٍ وقعودٍ، ومَأكَل ومَشْرَبٍ، ومَلْبَسٍ ومَرْكَبٍ، وما كان سبيلُه في حال الرِّضا والسَّخَطِ، والإنكار والقَبول، حتَّى القُلَامَةَ مِن ظُفْرِه ما كان يصنعُ بها، والنُّخَاعةَ مِن فِيه أين كانت وِجْهَتُها، وما كان يقوله عند كلِّ فِعْلٍ يُحْدِثُه، ويَفعلُه عند كلِّ مَوْقِفٍ ومَشْهَدٍ يَشهدُه، تعظيمًا له صلى الله عليه وسلم ، ومَعْرِفةً بأَقدار ما ذُكِرَ عنه وأُسْنِدَ إليه.
المحدث الفاصل – الرامهرمزي – ص131 – 132.