44، 45 رياح المسك العطرة بمشاركات الأصحاب المباركة على صحيح البخاري
قام به أبو صالح حازم وأحمد بن علي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
ومراجعة سيف بن غدير النعيمي
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا)
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
قال الإمام البخاري في كتاب الإيمان من صحيحه:
33 – باب زيادة الإيمان ونقصانه وقول الله تعالى {وزدناهم هدى} {ويزداد الذين آمنوا إيمانا} وقال {اليوم أكملت لكم دينكم} فإذا ترك شيئا من الكمال فهو ناقص
44 – حدثنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا هشام قال حدثنا قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن شعيرة من خير ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن برة من خير ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن ذرة من خير
قال أبو عبد الله قال أبان حدثنا قتادة حدثنا أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم من إيمان مكان من خير
45 – حدثنا الحسن بن الصباح سمع جعفر بن عون حدثنا أبو العميس أخبرنا قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن عمر بن الخطاب أن رجلا من اليهود قال له يا أمير المؤمنين آية في كتابكم تقرءونها لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدا قال أي آية قال {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} قال عمر قد عرفنا ذلك اليوم والمكان الذي نزلت فيه على النبي صلى الله عليه وسلم وهو قائم بعرفة يوم جمعة
——————
فوائد الباب:
1 – قوله (باب زيادة الإيمان ونقصانه) فزاد قوله “ونقصانه “لما ترجم عليه من قبل في تفاضل أهل الإيمان في الأعمال، وراجع غير مأمور الفوائد التي ذكرناها في ذلك الباب.
2 – قوله (وقول الله تعالى {وزدناهم هدى} {ويزداد الذين آمنوا إيمانا}) “الاستدلال بهما نص في الزيادة وهو يستلزم النقص وأما الكمال فليس نصا في الزيادة بل هو مستلزم للنقص فقط واستلزامه للنقص يستدعي قبوله الزيادة ومن ثم قال المصنف فإذا ترك شيئا من الكمال فهو ناقص” قاله الحافظ في الفتح.
3 – ويفسَّر هذا الهدى بما في القلوب من الإيمان بالله وملائكته ورسله واليوم الآخر وتفاصيل ذلك. ويفسر بزيادة ما يترتب على ذلك من الأعمال الصالحة، إما القائمة بالقلوب كالخشية لله ومحبته ورجائه والرضا بقضائه والتوكل عليه ونحو ذلك، أو المفعولة بالجوارح كالصلاة والصيام والصدقة والحج والجهاد والذكر والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونحو ذلك، وكل ذلك داخل في مسمى الإيمان عند السلف وأهل الحديث ومن وافقهم. قاله الحافظ ابن رجب في الفتح.
4 – قول البخاري (وقال {اليوم أكملت لكم دينكم} فإذا ترك شيئا من الكمال فهو ناقص) قال ابن بطال “دلت هذه الآية، أن كمال الدين إنما حصل بتمام الشريعة، فمن حافظ على التزامها فإيمانه أكمل من إيمان من قصَّر في ذلك وضَيَّع. ولذلك قال البخاري: فإذا ترك شيئا من الكمال فهو ناقص”.
قال ابن رجب في فتح الباري 1/ 168:
واستدل – أيضا – بقول الله عز وجل {{اليوم أكملت لكم دينكم} [المائدة: 3] فدل على أن الدين ذو أجزاء يكمل بكمالها وينقص بفوات بعضها.
5 – عن ابن عباس، في قوله (لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ) قال: إن الله جلّ ثناؤه بعث نبيه محمدا صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم بشهادة أن لا إله إلا الله، فلما صدّقوا بها زادهم الصلاة، فلما صدّقوا بها زادهم الصيام، فلما صدّقوا به زادهم الزكاة، فلما صدّقوا بها زادهم الحجّ، ثم أكمل لهم دينهم، فقال (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي) قال ابن عباس: فأوثق إيمان أهل الأرض وأهل السموات وأصدقه وأكمله شهادة أن لا إله إلا الله.
أخرجه محمد بن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة 353 والطبري في تفسيره وابن بطة في الإبانة الكبرى 815 وفيه انقطاع بين علي بن أبي طلحة وابن عباس.
6 – وأخرج أبو نعيم في الحلية 7/ 295 من طريق عمرو بن عثمان الرقي، قال: ” كنت عند سفيان بن عيينة، فجاءه رجل فقال: يا أبا محمد، ما تقول: الإيمان يزيد وينقص؟ قال: يزيد ما شاء الله، وينقص حتى لا يبقى معك منه شيء، وعقد بثلاثة أصابع، وحلق بالإبهام والسبابة، قال: فإن قوما يقولون: الإيمان كلام؟ قال: قد كان القول قولهم قبل أن تنزل أحكام الإيمان وحدوده …… فلما علم الله ما تتابع عليهم من الفرائض ومثولهم لها قال له: قل لهم {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} [المائدة: 3] فمن ترك شيئا من ذلك كسلا أو مجونا أدبناه عليه، وكان عندنا ناقص الإيمان، ومن تركها عامدا – ونقلها الحافظ في الفتح بلفظ ” جاحدا” – كان بها كافرا، هذه السنة، أبلغ عني من سألك من المسلمين ” انتهى ملخصا.
7 – قال القاسم بن سلام كما في كتاب الإيمان: “فذكر الله جل ثناؤه إكمال الدين في هذه الآية وإنما نزلت – فيما يروى – قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بإحدى وثمانين ليلة. قال أبو عبيد: كذلك حدثنا حجاج، عن ابن جريج فلو كان الإيمان كاملا بالإقرار، ورسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة في أول النبوة كما يقول هؤلاء ما كان للكمال معنى، وكيف يكمل شيئا قد استوعبه، وأتى على آخره؟
8 – عن يحيى بن أبي عمرو السيباني قال: قال حذيفة قال: ” إني لأعرف أهل دينين، أهل ذلك الدينين في النار، قوم يقولون: الإيمان كلام وإن زنى وقتل، وقوم يقولون: إن أوَّلِينَا لضلال، ما بال خمس صلوات، وإنما هما صلاتان: {أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل.} أخرجه أبو عبيد في الإيمان 21 وابن أبي شيبة في الإيمان 61 والآجري في الشريعة 309و 310 واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة 1378 ورجاله ثقات إلا أنه مرسل يحيى لم يدرك حذيفة. وأدخل أبو عبيد في رواية بينهما راويا واسمه حميد المقرائي ولم أعرفه.
9 – قال الإمام مالك بن أنس من أحدث في هذه الأمة اليوم شيئا لم يكن عليه سلفها فقد زعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خان الرسالة لأن الله تعالى يقول {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} فما لم يكن يومئذ دينا لا يكون اليوم دينا أخرجه ابن حزم في الإحكام في أصول الأحكام 6/ 58. وذكره الشاطبي في الاعتصام.
10 – حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أخرجه البخاري ومسلم 193والترمذي 2593
11 – قال الترمذي وفي الباب عن جابر، وعمران بن حصين.
12 – وقوله: (يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله) أي بشروطها، ” يدل أن ما ذكر بعد هذا من الذرة والبرة والشعيرة، هي من الأعمال والطاعات، إذ الأمة مجمعة على أن قول لا إله إلا الله هو صريح الإيمان والتصديق الذي شبه بالذرة عمل القلب أيضا ” قاله المهلب ونقله ابن بطال في شرحه على صحيح البخاري.
13 – قوله (من ذرة من خير) والتنوين في خير للتقليل المرغب في تحصيله إذ إنه إذا حصل الخروج بأقل مما (يطلق) عليه اسم الإيمان فبالكثير منه أحرى. قاله القسطلاني في شرحه على البخاري وقوله (ذرة) بفتح المعجمة وتشديد المهملة المفتوحة وصحّفها شعبة فقال “ذُرَة” أي بضم أوله وفتح الراء المهملة مخففة.
قال ابن رجب في الفتح 1/ 172: والحديث نص في تفاوت الإيمان الذي في القلوب. وقد سبق القول في تفاوت المعرفة وتفاضلها فيما تقدم. انتهى
14 – عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال في حديث الشفاعة الطويل وفيه يقول الله تعالى ” اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال ذرة من إيمان فأخرجوه – أي من النار- فيخرجون من عرفوا قال أبو سعيد فإن لم تصدقوني فاقرءوا {إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها} متفق عليه.
15 – فيه إثبات الشفاعة لعصاة المؤمنين وخروج العصاة من النار بعد دخولها وأن كلمة التوحيد شرط في الخروج من النار.
16 – فيه دخول طائفة من عصاة الموحدين النار وفيه أن صاحب الكبيرة من الموحدين لا يكفر بفعلها ولا يخلد في النار قاله النووي
17 – قوله (قال أبو عبد الله) أي الإمام البخاري رحمه الله تعالى وتلك كنيته (قال أبان حدثنا قتادة حدثنا أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم من إيمان مكان من خير) وصله البيهقي في كتابه الاعتقاد 135 – عن الحاكم ووصله الحاكم في كتاب الأربعين له قاله الحافظ في الفتح- والحافظ ابن حجر في تغليق التعليق من طريق أبي سلمة موسى بن إسماعيل قال: ثنا أبان بن يزيد قال: نا قتادة قال: نا أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله وفي قلبه من الإيمان ما يزن برة»
18 – قوله في حديث أنس (حدثنا هشام) هو الدستوائي تابعه سعيد بن أبي عروبة كما عند مسلم 193 وابن ماجه 4312 تابعه شعبة كما عند مسلم 193 والترمذي 2593. تابعه أبان بن يزيد علقه البخاري في صحيحه كما هنا ووصله البيهقي.
19 – قوله (حدثنا قتادة) تابعه معبد بن هلال والحسن البصري أخرجه البخاري 751 ومسلم 193
20 – قوله (عن أنس) ومن طريق أبان بن يزيد ” حدثنا أنس” كما علقه البخاري في صحيحه ووصله البيهقي
21 – حديث أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي.
22 – قوله (أن رجلا من اليهود قال له يا أمير المؤمنين آية في كتابكم تقرءونها لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدا) صريح أن الرجل يهودي، ومن طريق الثوري عند البخاري ” أن أناسا من اليهود” وصرح القسطلاني في شرحه أنه كعب الأحبار قبل أن يسلم.
23 – وأطلق على كعب هذه الصفة إشارة إلى أن سؤاله عن ذلك وقع قبل إسلامه لأن إسلامه كان في خلافة عمر على المشهور ” أو ” أطلق عليه ذلك باعتبار ما مضى. قاله الحافظ ابن حجر في الفتح.
24 – عن عمار بن أبي عمار، قال: قرأ ابن عباس: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} [المائدة: 3] وعنده يهودي فقال: لو أنزلت هذه علينا لاتخذنا يومها عيدا، قال ابن عباس: «فإنها نزلت في يوم عيدين في يوم جمعة، ويوم عرفة»: أخرجه الترمذي في سننه، وقال حسن غريب وصححه الألباني
25 – وقال عمر رضي الله عنه فيما أخرجه الطبري في تفسيره 1100 والطبراني في المعجم الأوسط 830 والمستغفري في فضائل القرآن 774 “وكلاهما بحمد الله لنا عيد ” هذا لفظ الطبري وأما الطبراني فرواه بلفظ “وهما لنا عيدان”. وهذا جواب صريح لسؤال اليهود في حديث الباب.
26 – فالجمعة عيد بين الأيام وفيه ساعة إجابة ولعلها نزلت في تلك الساعة، وعرفة تبع للأضحى وهو في نفسه يوم عظيم أيضا.
27 – خواص المؤمنين كل يوم لهم عيد:
قال ابن رجب في فتح الباري 1/ 168:
فهذه الآية لما تضمنت إكمال الدين وإتمام النعمة أنزلها الله في يوم شرعه عيدا لهذه الأمة من وجهين:
أحدهما: أنه يوم عيد الأسبوع وهو يوم الجمعة.
والثاني: أنه يوم عيد أهل الموسم وهو يوم مجمعهم الأكبر وموقفهم الأعظم، وقد قيل: أنه يوم الحج الأكبر.
والأعياد: هي مواسم الفرح والسرور؛ وإنما شرع الله لهذه الأمة الفرح والسرور بتمام نعمته وكمال رحمته، كما قال تعالى {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا} [يونس: 58] فشرع لهم عيدين في سنة وعيدا في كل أسبوع، فأما عيدا السنة:
فأحدهما: تمام صيامهم الذي افترضه عليهم كل عام، فإذا أتموا صيامهم أعتقهم من النار، فشرع لهم عيدا بعد إكمال صيامهم وجعله يوم الجوائز يرجعون فيه من خروجهم إلى صلاتهم وصدقتهم بالمغفرة وتكون صدقة الفطر وصلاة العيد شكرا لذلك.
والعيد الثاني: أكبر العيدين عند تمام حجهم بإدراك حجهم بالوقوف بعرفة وهو يوم العتق من النار، ولا يحصل العتق من النار والمغفرة للذنوب والأوزار في يوم من أيام السنة أكثر منه، فجعل الله عقب ذلك عيدا؛ بل هو العيد الأكبر، فيكمل أهل الموسم فيه مناسكهم ويقضوا فيه تفثهم ويوفون نذورهم ويطوفون بالبيت العتيق ويشاركهم أهل الأمصار في هذا العيد؛ فإنهم يشاركونهم في يوم عرفة في العتق والمغفرة وإن لم يشاركوهم في الوقوف بعرفة، لأن الحج فريضة العمر لا فريضة كل عام، بخلاف الصيام ويكون شكر عند أهل الأمصار: الصلاة والنحر، والنحر أفضل من الصدقة التي في يوم الفطر؛ ولهذا أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يشكر نعمته عليه بإعطائه الكوثر بالصلاة له والنحر كما شرع ذلك لإبراهيم خليله عليه السلام عند أمره بذبح ولده وافتدائه بذبح عظيم.
وأما عيد الأسبوع: فهو يوم الجمعة، وهو متعلق بإكمال فريضة الصلاة؛ فإن الله فرض على عباده المسلمين الصلاة كل يوم وليلة خمس مرات، فإذا كملت أيام الأسبوع التي تدور الدنيا عليها وأكملوا صلاتهم فيها شرع لهم يوم إكمالها – وهو اليوم الذي انتهى فيه الخلق وفيه خلق آدم وأدخل الجنة – عيدا يجتمعون فيه على صلاة الجمعة، وشرع لهم الخطبة تذكيرا بنعم الله عليهم وحثا لهم على شكرها، وجعل شهود الجمعة بأدائها كفارة لذنوب الجمعة كلها وزيادة ثلاثة أيام. وقد روي أن يوم الجمعة أفضل من يوم الفطر ويوم النحر. خرجه الإمام أحمد في ” مسنده “، وقال مجاهد وغيره. وروي أنه حج المساكين، وروي عن علي أنه يوم نسك المسلمين. وقال ابن المسيب: الجمعة أحب إلي من حج التطوع …
وأما خواص المؤمنين: فكل يوم لهم عيد … ولهذا روي أن خواص أهل الجنة يزورون ربهم وينظرون إليه كل يوم مرتين بكرة وعشيا. وقد خرجه الترمذي من حديث ابن عمر مرفوعا وموقوفا.
ولهذا المعنى – والله أعلم – لما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الرؤية في حديث جرير ابن عبد الله البجلي أمر عقب ذلك بالمحافظة على الصلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها؛ فإن هذين الوقتين وقت رؤية خواص أهل الجنة ربهم، فمن حافظ على هاتين الصلاتين على مواقيتها وأدائهما وخشوعهما وحضور القلب فيهما رجي له أن يكون ممن ينظر إلى الله في الجنة في وقتهما.
فتبين بهذا: أن الأعياد تتعلق بإكمال أركان الإسلام؛ فالأعياد الثلاثة المجتمع عليها تتعلق بإكمال الصلاة والصيام والحج؛ فأما الزكاة: فليس لها زمان معين تكمل فيه، وأما الشهادتان: فإكمالهما هو الاجتهاد في الصدق فيهما، وتحقيقهما والقيام بحقوقهما. وخواص المؤمنين يجتهدون على ذلك كل يوم ووقت؛ فلهذا كانت أيامهم كلها أعياد، ولذلك كانت أعيادهم في الجنة مستمرة، والله أعلم. اهـ
28 – قوله (وهو قائم بعرفة) زاد البخاري في رواية من طريق الثوري ” قال عمر “وإنا والله بعرفة” وفي رواية “عشية عرفة” وفي رواية عند مسلم 3017 من طريق إدريس ” نزلت ليلة جمع ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفات”
29 – نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَكَانَ يَوْمَ عَرَفَةَ بَعْدَ الْعَصْر فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ سَنَةَ عَشْرٍ، وَالنَّبِيُّ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – وَاقِفٌ بِعَرَفَاتٍ عَلَى نَاقَتِهِ الْعَضْبَاءِ. قاله الواحدي في أسباب النزول.
30 – وقال ابن عثيمين:
وفي هذا تنبيه على أن حج النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يوم عرفة فيه هو يوم الجمعة، وقد اشتهر عند العامة أن حجة الجمعة تعدل سبعين حجة، وهذا من العامية التي ليس لها أصل، لكن صحيح أن يوم الجمعة إذا صادف يوم عرفة فإنه يكن أحرى بالإجابة، لأنه يجتمع فيه عصر الجمعة وعصر يوم عرفة , وكلاهما حري بالإجابة. اهـ
31 – فيه الاعتصام بالكتاب والسنة قاله البخاري.
32 – فيه إثبات حجة الوداع حيث وقف النبي صلى الله عليه وسلم فيها بعرفة.
33 – قال ابن العثيمين رحمه الله في تعليقه على البخاري:
في هذه الآية قوله: ((اليوم أكملت لكم دينكم))، فيفهم منها أن ما قبل اليوم فإن الدين لم تكمل شرائعه، لكن هو كامل بالنسبة للعاملين به حين نزوله، لأنه لم ينزل عليهم شيء سوى ذلك. وقرر ذلك ابن حجر كما في الفتح
34 – وراجع أول كتاب الإيمان من رياح المسك على صحيح البخاري حيث لخصنا كتاب الشيخ عبدالرزاق البدر: زيادة الإيمان ونقصانة، فذكرنا أدلة الكتاب والسنة التي فيها زيادة الإيمان ونقصانه مع بيان وجه الدلالة ومع اختيار بعض النقولات.
35 – قوله (حدثنا الحسن بن الصباح) تابعه عبد بن حميد كما عند مسلم تابعه أبو داود – الحراني- كما عند النسائي في سننه.
36 – قوله (سمع جعفر بن عون) مراده “أنه سمع ” وجرت عادتهم بحذف أنه في مثل هذا خطا لا نطقا ” كقال”. قاله الحافظ في الفتح.
37 – قوله (حدثنا أبو العميس) هو عتبة بن عبد الله المسعودي تابعه سفيان الثوري أخرجه البخاري 4407 ومسلم 3017 تابعه مسعر وغيره أخرجه البخاري 7268 والترمذي 3043 تابعه إدريس الأودي كما عند مسلم 3017 والنسائي في السنن الصغرى 3002
===
===
===