431 – فتح الاحد الصمد شرح الصحيح المسند
مجموعة: عبدالله الديني
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف: سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وذرياتهم وذرياتنا).
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
(431) – قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج (8) ص (569)): حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ أَسْبَاطِ بْنِ مُحَمَّدٍ قُرَشِيٌّ كُوفِيٌّ أخبرنا أَبِي عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ [ص: (359)] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} ((1)) قَالَ ((تَشْهَدُهُ مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ وَمَلَائِكَةُ النَّهَارِ)).
هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وَرَوَى عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ … نَحْوَهُ.
حَدَّثَنَا بِذَلِكَ عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ أخبرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنْ الْأَعْمَشِ
فَذَكَرَ نَحْوَهُ.
قال أبو عبد الرحمن: هذا حديث صحيحٌ على شرط الشَّيخين، وأصله متفق عليه.
_______
قال الامام ابن كثير في تفسيره: وقوله: وقرآن الفجر يعني ص صلى الله عليه وسلم ة الفجر، وقد بينت السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تواترا من أفعاله وأقواله بتفاصيل هـذه ا صلى الله عليه وسلم وقات على ما عليه أهـل ا صلى الله عليه وسلم س صلى الله عليه وسلم م اليوم مما تلقوه خلفا من سلف وقرنا بعد قرن،
وروى البخاري في صحيحه: عن أبي هـريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «فضل ص صلى الله عليه وسلم ة الجميع على ص صلى الله عليه وسلم ة الواحد خمس وعشرون درجة، وتجتمع م صلى الله عليه وسلم ئكة الليل وم صلى الله عليه وسلم ئكة النهار في ص صلى الله عليه وسلم ة الفجر» يقول أبو هـريرة: اقرءوا إن شئتم وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا.
وفي لفظ في الصحيحين من طريق مالك عن أبي الزناد عن ا صلى الله عليه وسلم عرج عن أبي هـريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يتعاقبون فيكم م صلى الله عليه وسلم ئكة بالليل وم صلى الله عليه وسلم ئكة بالنهار، ويجتمعون في ص صلى الله عليه وسلم ة الصبح وفي ص صلى الله عليه وسلم ة العصر، فيعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم ربهم وهـو أعلم بكم كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: أتيناهـم وهـم يصلون، وتركناهـم وهـم يصلون
قال ابن جرير الطبري رحمه الله:
” وأما قوله: (وَقُرْآنَ الْفَجْرِ) فإن معناه: وأقم قرآن الفجر: أي ما تقرأ به صلاة الفجر من القرآن، والقرآن معطوف على الصلاة في قوله: (أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ)، وكان بعض نحويي البصرة يقول: نصب قوله: (وَقُرْآنَ الْفَجْرِ) على الإغراء، كأنه قال: وعليك قرآن الفجر، (إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا) يقول: إن ما تقرأ به في صلاة الفجر من القرآن كان مشهودا، يشهده فيما ذكر ملائكة الليل وملائكة النهار، وبالذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل، وجاءت الآثار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم” انتهى من ” جامع البيان ” (17/ 520).
وقال القرطبي رحمه الله:
“وعبر عنها بالقرآن خاصة دون غيرها من الصلوات؛ لأن القرآن هو أعظمها، إذ قراءتها طويلة مجهور بها حسبما هو مشهور مسطور” انتهى من “الجامع لأحكام القرآن” (10/ 304).
قال السعدي: وسميت قرآنا، لمشروعية إطالة القرآن فيها أطول من غيرهـا، ولفضل القراءة فيها حيث شهدهـا الله، وم صلى الله عليه وسلم ئكة الليل وم صلى الله عليه وسلم ئكة والنهار.