(43) (915) تعليق على الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين؛ المقام في مسجد / الشيخ طحنون آل نهيان/ ومسجد محمد بن رحمة الشامسي
(للأخ؛ سيف بن دورة الكعبي)
بالتعاون مع الإخوة بمجموعات السلام1،2،3،والمدارسة، والاستفادة.
وممن شارك صاحبنا سيف بن غدير وزكي أبوكيسة.
(من لديه فائدة أو تعقيب فليفدنا)
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
915 – قال الامام أبوعبدالله بن ماجه رحمه الله: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَا وَكِيعٌ إِسْمَعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَرَضِهِ وَدِدْتُ أَنَّ عِنْدِي بَعْضَ أَصْحَابِي قُلْنَا يَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلَا نَدْعُو لَكَ أَبَا بَكْرٍ فَسَكَتَ قُلْنَا أَلَا نَدْعُو لَكَ عُمَرَ فَسَكَتَ قُلْنَا أَلَا نَدْعُو لَكَ عُثْمَانَ قَالَ نَعَمْ فَجَاءَ فَخَلَا بِهِ فَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكَلِّمُهُ وَوَجْهُ عُثْمَانَ يَتَغَيَّرُ قَالَ قَيْسٌ فَ أَبُو سَهْلَةَ مَوْلَى عُثْمَانَ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ قَالَ يَوْمَ الدَّارِ إِنَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَهِدَ إِلَيَّ عَهْدًا فَأَنَا صَائِرٌ إِلَيْهِ وَقَالَ عَلِيٌّ فِي حَدِيثِهِ وَأَنَا صَابِرٌ عَلَيْهِ قَالَ قَيْسٌ فَكَانُوا يُرَوْنَهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ وصحيح سنن ابن ماجة: 113
هذا حديث صحيح.
_._. -._. -._. -_. -_. -_.
-بدأت البحث حول فتنة مقتل عثمان في البداية والنهاية، فتفاجأت أنه ذكر تحريض عمرو بن العاص رضي الله عنه على أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه وعمار رضي الله عنه كان يحمل عليه، فبدأت ابحث في الأسانيد فوجدتها من طريق الواقدي، وهو مكذب، وكذلك في تاريخ الطبري التي تعتبر أحد مصادر ابن كثير وغيرها فهي لا تصلح إلا لمن يعرف الأسانيد، والأئمة إذا أظهروا الإسناد برؤوا لكن كلما زاد الإيضاح كان أفضل خاصة في هذه الأزمان، فبينما أنا أبحث في الأسانيد وكنت عازم على ترك الضعيف والإكتفاء بالصحيح إذ سهل الله عزوجل لي الوقوف على رسالة بعنوان فتنة مقتل عثمان طبع عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية، محمد بن عبد الله الغبان، وقد اعتني بتمييز الصحيح من الضعيف، فقلت الحمد لله وفر علي جهداً عظيما، ولن ننجز ما أنجز قال في مقدمته:
فإن هذه الفتن، لم تشع فحسب، بل زيد فيها الكثير، وحرف منها شيء غير قليل، وشُوِّه أكثرها، حتى ظهرت تلك الحوادث مشوهة، دعت كثيرين إلى تجنب الحديث عنها، باعتبارها مما شجر بين الصحابة عملاً بقوله صلى الله عليه وسلم: “إذا ذكر أصحابي فأمسكوا … ” رواه أبو نعيم في الحلية (4/ 108 وغيره، وصححه الألباني كما في السلسلة الصحيحة (1/ 42).
فإن “من أصول أهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم، وألسنتهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كما وصفهم الله في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} وطاعة النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: “لا تسبُّوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً، ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه”.
تنبيه: السبب في روايتهم المكذوبات: انخداعهم بروايات الشيعة الرافضة الباطلة، وتصديقها، بسبب حسن بهرجتها وإتقانهم لصياغتها، مما نشر الباطل وأخفى الحق عن الكثيرين.
يقول الإمام مالك عن أمثال هؤلاء: “إنما هؤلاء أقوام، أرادوا القدح في النبي صلى الله عليه وسلم فلم يمكنهم ذلك، فقدحوا في أصحابه حتى يقال: رجل سوء، ولو كان رجلاً صالحاً لكان أصحابه صالحين”.
ويقول أبو زرعة: “إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندنا حق، والقرآن حق، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن؛ أصحابُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب، والسنة، والجرح بهم أولى وهم زنادقة”.
ولم أقف على كتاب جمع مرويات هذه الفتنة ودرس أسانيدها، ومَيَّز صحيحَها من ضعيفِها، ثم بَنَى على الروايات الصحيحة صورة صحيحة حقيقية لها.
فقمت بذلك في هذا الكتاب -قدر الجهد والاستطاعة- مما أظهر لي أن هذه الفتنة، لا تعد مما شجر بين الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم، إنما هي مما شجر بين الصحابة، وأناس ليسوا من الصحابة، كما أوضحت موقف الصحابة الحقيقي تجاه عثمان رضي الله عنه وقتله، وأن أحداً من الصحابة لم يشترك في التحريض عليه، فضلاً عن قتله، ولم يخرج أحد من الصحابة عليه،
وليس معنى هذا أن السلف أغفلوا دراسة هذه الفتنة عموماً فقد بذل أهل السنة والجماعة جهوداً عظيمة، في توضيح صورتها على حقيقتها والرد على تلك الروايات الباطلة، التي شوهت صورتها، وكشف زيفها كابن تيمية في منهاج السنة، وابن العربي في العواصم من القواصم، والمحب الطبري في الرياض النضرة، فجزاهم الله خيراً، وأجزل لهم المثوبة.
إلا أن الموضوع كما أسلفت، لم يستكمل البحث فيه، من جهة دراسة أسانيد تلك الروايات، والبناء على صحيحها، والتحذير من ضعيفها، مع كشف عللها وبيان سبب ضعفها
قال ابن تيمية: “إذا ظهر مبتدع يقدح فيهم بالباطل، فلا بد من الذب عنهم، وذكر ما يبطل حجته بعلم وعدل”
قمت بتصنيف هذه الروايات، التي بلغ عددها ما يربو على ألفي رواية ودمجت المكررات، مع الإشارة إلى الفروق بينها من جهة الإسناد والمتن.
ثم درست هذه الأسانيد، فتميز لديَّ صحيحها من ضعيفها، ثم اعتمدت الروايات الصحيحة، فشكلت من صحيحها صورة تكاد تكون متكاملة عن فتنة مقتل عثمان رضي الله عنه.
ثم جمعتها مخرجة بطرقها، ودراسة أسانيدها في قسم ألحقته بآخر الرسالة، لأتيح للقارئ متابعة النتائج التي توصلت إليها، وليقف على تراجم رواة الروايات التي حكمت عليها صحة وضعفاً.
واعتمدت بعض الروايات المرسلة، والضعيفة في بعض المسائل التاريخية، التي لا علاقة لها بالعقيدة، ولا الشريعة لا بصورة مباشرة ولا غير مباشرة؛ كما في تاريخ قتله، وسنه عند استشهاده، ونحو ذلك، ففي مثل هذه الموضوعات، آخذ بأصح ما رُوي منها، وقد أدرس متونها وأقابلها بالروايات الصحيحة، فأقدم ما ترجح لدي، مع ذكر أسباب الترجيح.
وعدم استعمال منهج المحدثين في دراسة المتن والإسناد يوقع القارئ في حيرة شديدة، يؤكد وجود تناقض يرجع إلى وجود روايات موضوعة مكذوبة، دست لأهداف دنيئة.
ومن المصادر التي اهتمت بالواقعة تاريخ خليفة وهو يشبه إلى حدّ كبير، طبقات ابن سعد، إلا أنه يفوقه في سلامة متون رواياته، من، وتمتاز طبقات ابن سعد على تاريخ خليفة بكثرة الروايات عن الفتنة.
أما تاريخ الطبري فأكثر مروياته الغث
أما كتاب (البداية والنهاية)، انحصرت استفادتي من هذا المصدر، في تعليقات مؤلفه الحافظ ابن كثير، المتوفى سنة 774هـ؛ وحكمه على بعض الأسانيد، حيث إنّهُ لم يضف روايات على المصادر المتقدمة انتهى بتصرف لا يغير المعنى
قلت: وذكر المؤلف أولا الفتنة كما هي كقصة متكاملة من تلك المصادر ثم ألحق به ملاحق.
وأنا جعلت اهتمامي بنقل الملاحق التي اهتمت بالصحيح، وإلا المؤلف ذكر ملاحق فيها الضعيف من الأحاديث والآثار بل ملحق لروايات الواقدي وملحق لروايات عمر بن سيف التميمي، وملحق لفتنة ابن سبأ
الأحاديث المرفوعه الصحيحه:
قلت (سيف) وهي تشتمل على دفاع الصحابة عن عثمان رضي الله عنه حول ما أثير عليه من الشبهات، وأن قتله سبب للفتنة إلى يوم القيامة، ومحاولتهم إقناع عثمان في صد الخوارج، وكان يأبى أن يهراق من أجله دم، وبراءة الصحابة من الرضا بقتله وبراءتهم من التحريض عليه، وأن عثمان قتل مظلوما صائما، وأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبره بالصبر وأن لا ينزع قميصا البسه الله إياه. وبراءة عثمان مما نسب إليه تجاه أمهات المؤمنين وتجاه عمار وتجاه أبي ذر، وأنه لم يشارك صحابي في قتله بل استنكروا. ومن أراد التوسع فليقتن الرسالة.
تنبيه: كلامي أصدره بقولي، قلت: وبعض الأسانيد لم أراجعها اعتمادا على حكم صاحب الرسالة.
1 – حديث أخرجه البخاري ومسلم لما استأذن أبوبكر وعمر وعثمان فكلهم بشرهم صلى الله عليه وسلم بالجنه وزاد في حق عثمان رضي الله عنه (افتح له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه، فإذا عثمان، فأخبرته بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم1، فحمد الله، ثم قال: الله المستعان) ” ورواه عدد من الصحابه قد يبلغ الحديث حد التواتر
2 – وأخرج البخاري عن أنس رضي الله عنه حدثهم، قال: “صعد النبي صلى الله عليه وسلم أحداً ومعه أبوبكر وعمر وعثمان، فَرَجَف، فقال: اسكن أحد -أظنه ضربه برجله- فليس عليك إلا نبيّ وصدّيق وشهيدان” وبنحوه عن أبي هريره أخرجه مسلم
3 – أخرج أحمد عن عبد الله بن حوالة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من نجا من ثلاث فقد نجا، ثلاث مرات، موتي، والدجال، وقتل خليفة مصطبر بالحق معطيه”
قلت (سيف): ربيعة بن لقيط لم يوثقه معتبر كما مشروعنا في مسند أحمد 22488
4 – أخرج أحمد عن ابن عمر قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنة، فمرّ رجل، فقال: يقتل فيها هذا المقنع يومئذ، قال: فنظرت فإذا هو: “عثمان بن عفان”
روى أبو نعيم بإسناده إلى الشافعي قال: “ما صح في الفتنة حديث عن النبي عليه الصلاة والسلام، إلا حديث عثمان بن عفان: أنه مر بالنبي صلى الله عليه وسلم فقال: هذا يومئذ على الحق”.وورد عن كعب بن عجره أخرجه ابن ماجه، وعن كعب بن مرة البهزي عند أحمد، وأيده ابن حواله عند أحمد وهو في الصحيح المسند 1095
5 – أخرج أحمد عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “تدور رحى الإسلام على رأس خمس وثلاثين، أو ست وثلاثين، أو سبع وثلاثين، فإن هلكوا فسبيل من هلك، وإن بقوا يقم لهم دينهم سبعين سنة”
قلت (سيف) في تخريجنا لسنن أبي داود: البراء بن ناجية مجهول، لكن ذكر له الشيخ الألباني متابع وهو من طريق القاسم بن عبدالرحمن عن أبيه عن عبد الله.
قال الطبراني 9/ 36 رواه أبوالاحوص موقوفاً، ورفعه مسروق وعبد الرحمن والبراء بن ناجية مرفوعاً.
قلت: طريق مسروق إنما هي من طريق مجالد، فيبقى عندنا طريقان.
ومعناه كادوا أن يهلكوا بسبب مقتل عثمان، ثم استقر الأمر بتنازل الحسن لمعاوية، وما زالوا مجتمعين إلى سبعين سنة ثم بدأ التفرق فلم يجتمعوا على خليفة. قرره بعض أهل العلم
تنببه: راجع لشرح هذا الحديث، منهاج النبوة 8/ 238 لابن تيمية، وشرح عون المعبود
6 – أخرج أحمد أن أبا هريرة أستأذن عثمان في الكلام، فأذن له، فقام فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “إنكم تلقون بعدي فتنة واختلافاً، أو قال: اختلافاً وفتنة، فقال له قائل من الناس: فمن لنا يا رسول الله؟ عليكم بالأمين وأصحابه، وهو يشير إلى عثمان بذلك”
قلت (سيف) نقل باحث أن الحديث حسنه ابن كثير والألباني كما في الصحيحة 3188، والأرناؤوط.
القسم الثاني: الأحاديث المرفوعة الضعيفة والموضوعة:
قلت (سيف) وإنما أخترت عدة أمثلة فقط:
1 – أخرج البزار: عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر فتنة، فقال أبوبكر رضي الله عنه: أنا أدركها؟ قال: لا، قال عمر: يا رسول الله أدركها؟ قال: لا، قال عثمان: يا رسول الله أنا أدركها؟ قال: بك يبتلون”
2 – عن عثمان رضي الله عنه. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “سيقتل أمير وينتزي منتزي” وإني أنا المقتول وليس عمر، إنما قتل عمر واحد، وإنه يجتمع عليّ”
“تدرون: ما على العرش مكتوب؟ مكتوب لا إله إلا الله، محمد رسول الله، أبوبكر الصديق، عمر الفاروق، عثمان الشهيد، علي الرضا”
3 – نعيم بن أبي هند قال: كان الناس بالكوفة إذا سمعوا أحداً يذكر عثمان بخير ضربوه. فقال لهم علي: لا تفعلوا ولكن ائتوني به. قال: فقال أعرابي: قُتل عثمان شهيداً، فأتوا به علياً، فقالوا: إن هذا يقول: إن عثمان قتل شهيداً، فقال له علي: وما علمك؟ قال: أتذكر يوم أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاني أوقية، وأعطاني أبوبكر أوقية، وأعطاني عمر أوقية، وأعطاني عثمان أوقية، ولم يكن عند أبي حسن شيء، فأعطاني عنه عثمان أوقية. فقلت: يا رسول الله ادع الله أن يبارك لي، فقال: “ومالك لا يبارك لك ولم يعطك إلا نبي، أو صديق أو شهيد” فقال علي: خلوا سبيل الرجل، فخرج يمشي بين السماطين”
إسناده ضعيف: فيه أبو الرميك وهو مجهول العين الحال.
القسم الثالث: الروايات التاريخية الصحيحة والحسنة:
قلت (سيف):ذكر فيها 153 أثرا حاولت اختار ما تعطي الصورة المتكاملة؛
1 – أخرج البخاري في صحيحه: عن عثمان بن موهب قال: جاء رجل حج البيت، فرأى قوماً جلوساً فقال: من هؤلاء القعود؟ قالوا: هؤلاء قريش، قال: من الشيخ؟ قالوا: ابن عمر، فأتاه فقال: .. فذكر أمور
وأما تغيبه عن بدر فإنه كان تحته بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت مريضة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “إن لك أجر رجل ممن شهد بدراً وسهمه” , وأما تغيبه عن بيعة الرضوان فإنه لو كان أحد أعز ببطن مكة من عثمان بن عفان لبعثه مكانه، فبعث عثمان، وكانت بيعة الرضوان بعدما ذهب عثمان إلى مكة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم بيده اليمنى: “هذه يد عثمان، فضرب بها على يده فقال: هذه لعثمان” اذهب بهذا الآن معك”.
قلت (سيف) وسبق في الصحيح المسند 914 دفع عثمان عن نفسه هذه الشبه
2 – أخرج البخاري ومسلم عن عبد الله رضي الله عنه قال: “صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم بمنى ركعتين وأبي بكر وعمر، ومع عثمان صدراً من إمارته ثم أتمها” وفي روايه لهما قال ابن مسعود: (فليت حظي من أربع ركعات: ركعتان متقبلتان)
قلت (سيف) وأورد رواية عن ابن مسعود، وقيل له: تصلي ركعتين؟ قال: الخلاف شر.
3 – أخرج البخاري عن أنس بن مالك، قال: “فأمر عثمان: زيد بن ثابت وسعيد بن العاص وعبد الله بن الزبير وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام أن ينسخوها في المصاحف، وقال لهم: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في عربية من عربية القرآن فاكتبوها بلسان قريش، فإن القرآن أنزل بلسانهم، ففعلوا”.
قلت (سيف): ولا حجة للخوارج في تحريقه المصاحف؛ لأنه من أجل درأ الفتنة. كما سيأتي عن علي رضي الله عنه أنه لو ولي لفعل ذلك.
4 – أخرج البخاري: عن عبيد الله بن عدي بن خيار أنه دخل على عثمان بن عفان رضي الله عنه وهو محصور فقال: إنك إمام عامة، ونزل بك ما نرى، ويصلي لنا إمام فتنة ونتحرج. فقال: الصلاة أحسن ما يعمل الناس، فإذا أحسن الناس فأحسن معهم، وإذا أساؤوا فاجتنب إساءتهم”
5 – قال البخاري في صحيحه: قيل لأسامة: ألا تكلم هذا؟ قال: قد كلمته ما دون أن أفتح باباً أكون أول من يفتحه، وما أنا بالذي أقول لرجل – بعد أن يكون أميراً على رجلين -: أنت؟ خير بعد ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “يجاء برجل فيطرح في النار فيطحن فيها كما يطحن الحمار برحاه، فيطوف به أهل النار فيقولون: أي فلان، ألست كنت تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ فيقول: إني كنت آمر بالمعروف ولا أفعله، وأنهى عن المنكر وأفعله” ومسلم
6 – روى البخاري في صحيحه: “من طريق قيس قال: سمعت سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل في مسجد الكوفة يقول: والله لقد رأيتني وإن عمر لموثقي على الإسلام قبل أن يسلم عمر، ولو أن أحداً أرفض للذي صنعتم بعثمان لكان محقوقاً أن يرفض”. وفي بعض رواياته “أنقض وينقض” بدل “أرفض ويرفض” وفي بعضها أيضاً “أنا وأخته”.و (محقوقا) يعني واجبا. وإنما قال ذلك سعيد لعظم قتل عثمان وهو مأخوذ من قوله تعالى: {تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الأرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً}.
7 – روى البخاري في صحيحه: “عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رجلاً جاءه، فقال: يا أبا عبد الرحمن ألا تسمع ما ذكر الله في كتابه {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا} إلى آخر الآية، فما يمنعك أن لا تقاتل كما ذكر الله في كتابه؟ فقال: يا ابن أخي، أعيّر بهذه الآية ولا أقاتل أحب إليّ من أعيَّر بهذه الآية التي يقول الله تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً} إلى آخرها. قال: فإن الله يقول: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ} قال ابن عمر: قد فعلنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ كان الإسلام قليلاً، فكان الرجل يُفْتَنُ في دينه: إما يقتلوه، وإما يوثقوه، حتى كثر الإسلام فلم تكن فتنة. فلما رأى أنه لا يوافقه فيما يريد قال: فما قولك في علي وعثمان؟ قال ابن عمر: ما قولي في عليّ وعثمان؟ أما عثمان فكان الله قد عفا عنه، فكرهتم أن يعفو عنه. عليّ فابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وختنه – وأشار بيده – وهذه ابنته، أو بنته حيث ترون”.
8 – أخرج ابن عساكر عن نافع: “أن الحسن بن علي لم يزل مع عثمان وهو محصور حتى عزم عليه ليخرجن”3.ورواه أيضاً4من طريق: عارم بن الفضل، نا جرير به عن نافع: “أن الحسن بن علي وعبد الله بن عمر لم يزالا مع عثمان في الدار”.
9 – قال ابن سعد: “أخبرنا شبابة بن سوار الفزاري قال: وحدثني إبراهيم بن سعد عن أبيه عن جده قال: سمعت عثمان بن عفان يقولك إن وجدتم في كتاب الله أن تضعوا رجلي في قيود فضعوها”.
إسناده صحيح:
10 – أخرج ابن أبي داود عن علي بن أبي طالب – سمعته يقول: يا أيها الناس لا تغلوا في عثمان، ولا تقولوا له إلا خيراً – أو قولوا له خيراً – في المصاحف وإحراق المصاحف، فوالله ما فعل الذي في المصاحف إلا عن ملأ منا جميعاً، فقال: ما تقولون في هذه القراءة؟ فقد بلغني أن بعضهم يقول: إن قراءتي خير من قراءتك، وهذا يكاد يكون كفراً، قلنا فما ترى؟ قال: نرى أن نجمع الناس على مصحف واحدٍ، … قال علي: والله لو وليت لفعلت مثل الذي فعل.
وحذيفه هو الذي أبلغ عثمان اختلاف الناس في القراءات، ليتداركهم قبل الهلكة
11 – أخرج ابن أبي شيبه عن ابن سيرين قال: ما علمت أن علياً اتهم في قتل عثمان حتى بويع؛ اتهمه الناس”
12 – أخرج البخاري في التاريخ الكبير عن أبي عثمان النهدي قال: قال أبو موسى: إن قتل هذا – يعني عثمان – لو كان هدى لاحتلبت به العرب لبناً، ولكنه ضلال فاحتلبوا دما
13 – أخرج ابن عساكر عن سمرة قال: إن الإسلام كان في حصن حصين، وإنهم ثلموا في الإسلام ثُلمة بقتلهم عثمان، وإنهم شرطوا شرطة، وأنهم لن يسدوا ثلمتهم – أو لا يسدونها – إلى يوم القيامة، وإن أهل المدينة كانت فيهم الخلافة فأخرجوها ولم تعد فيهم”.
14 – أخرج ابن سعد أن زيد بن ثابت كان يبكي على عثمان يوم الدار”.
15 – وأرسل الزبير لعثمان وهو محصور: أنه يقرئك السلام، ويقول لك: إني على طاعتي لم أبدل، ولم أنكث، فإن شئت دخلت الدار معك وكنت رجلاً من القوم، وإن شئت أقمت، …. فقال عثمان: أعزم – أو كلمة نحوها – على من كانت لي عليه طاعة ألا يقاتل”.إسناده من البغوي حسن لذاته، وبعضه صحيح لغيره؛
16 – أخرج خليفه دخل ابن عمر على عثمان وعنده المغيرة ابن الأخنس فقال: انظر ما يقول هؤلاء، يقولون اخلعها ولا تقتل نفسك. فقال ابن عمر: إذا خلعتها أمخلد أنت في الدنيا؟ قال: لا، قال: فإن لم تخلعها هل يزيدون على أن يقتلوك؟ قال: لا، قال: فهل يملكون لك جنة أو ناراً؟ قال: لا، قال: فلا أرى لك أن تخلع قميصاً قمصكه الله فتكون سنة كلما كره قوم خليفتهم أو إمامهم قتلوه”.ورواه ابن عساكر من طريق خليفة به نحوه وفيه “خلعوه”
17 – أخرج ابن سعد أن عثمان كان يقول: يا أيها الناس لا تقتلوني واستتيبوني، فوالله لئن قتلتموني لا تُصَلون جميعاً أبداً، ولا تجاهدون عدواً جميعاً أبداً، ولتختلفن حتى تصيروا هكذا وشبك بين أصابعه، ثم قال: “يا قوم لا يجرمنكم شقاقي أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح أو قوم هود أو قوم … وأرسل إلى عبد الله بن سلام فقال: ما ترى؟ فقال: الكف الكف فإنه أبلغ لك في الحجة
18 – أخرج خليفه خياط عن عبد الله بن شقيق قال: أول من ضرب عثمان، رومان اليماني بصولجان”
19 – أخرج عبد الله بن أحمد: قالت عائشة: اسمعوا نحدثكم عما جئتمونا له. إنكم عتبتم على عثمان في ثلاث خلال: في إمارة الفتى، وموضع الغمامة وضربه بالسوط والعصا حتى إذا مصتموه مَوْص الثوب بالصابون عدوتم عليه الفقر3 الثلاث؛ حرمة البلد، وحرمة الخلافة، وحرمة الشهر الحرام؛ وإن كان عثمان لأحصنهم فرجاً، وأوصلهم للرحم”.
مصتموه: الموص الغسل، ومصت الشيء، غسلته (ابن منظور، لسان العرب 7/ 95) أرادت أنهم استتابوه عما نقموا عليه، فلما أعطاهم ما طلبوا قتلوه.
20 – أخرج خليفه خياط عن أبي سعيد مولى أبي أسيد الأنصاري قال: سمع عثمان أن وفد أهل مصر قد أقبلوا فاستقبلهم، فقالوا: ادع بالمصحف، فدعا به، فقالوا: افتح السابعة – وكانوا يسمون سورة يونس السابعة – فقرأ حتى أتى هذه الآية: {قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ}. فقالوا له: قف، أرأيت ما حميت من الحمى؟ آلله أذن لك أم على الله تفتري؟ فقال: امضه. نزلت في كذا وكذا، فأما الحمى فإن عمر حماه قبلي لإبل الصدقة، فلما وليت زادت إبل الصدقة فزدت في الحمى، لما زاد من إبل الصدقة، امضه، قال: فجعلوا يأخذونه بالآية، فيقول: امضه، نزلت في كذا، فما يزيدون فأخذوا مثياقه وكتبوا عليه شرطاً، وأخذ عليهم أن لا يشقوا عصا، ولا يفارقوا جماعة ما أقام لهم شرطهم، ثم رجعوا راضين، فبينا هم بالطريق، إذا راكب يتعرض لهم ويفارقهم، ثم يرجع إليهم، ثم يفارقهم، قالوا: ما لك؟ قال: أنا رسول أمير المؤمنين إلى عامله بمصر، ففتشوا فإذا هم بالكتاب على لسان عثمان عليه خاتمه إلى عامل مصر أن يصلبهم أو يقتلهم أو يقطع أيديهم وأرجلهم، فأقبلوا حتى قدموا المدينة فأتوا علياً فقالوا: ألم تر إلى عدو الله كتب فينا بكذا وكذا، وإن الله قد أحل دمه فقم معنا إليه. قال: والله لا أقوم معكم. قالوا: فلم كتبت إلينا؟ قال: والله ما كتبت إليكم كتاباً، فنظر بعضهم إلى بعض، وخرج علي من المدينة. فانطلقوا إلى عثمان فقالوا: كتبت فينا بكذا وكذا، فقلا: إنهما اثنتان: أن تقيموا رجلين من المسلمين، أو يميني بالله الذي لا إله إلا هو ما كتبت، ولا أمللت ولا علمت، وقد يكتب الكتاب على لسان الرجل وينقش الخاتم على الخاتم. قالوا: قد أحل الله دمك، ونقضت العهد والميثاق. وحصروه في القصر رضي الله عنه”.
21 – أخرج أحمد عن عثمان رضي الله عنه: إنا والله قد صحبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في السفر والحضر، وكان يعود مرضانا، ويتبع جنائزنا، ويغزو معنا، ويواسينا بالقليل والكثير، وإن ناساً يعلموني به عسى أن لا يكون أحدهم رآه قط “.
زاد ابن عساكر: “فقال له أعين ابن امرأة الفرزدق: يا نَعْثَلُ إنك قد بدلت فقال: من هذا؟ فقالوا: أعين. قال: بل أنت أيها العبد. قال: فوثبت الناس إلى أعين. قال: وجعل رجل من بني ليث يزعهم عنه حتى أدخله الدار”
22 – أخرج خليفة خياط أن عثمان اطلع عليهم ويذكرهم أنه حفر بئر رومة و … ورواه الطبري قال: حدثني يعقوب بن إبراهيم قال: حدثنا معتمر به نحوه” وفيه زياد، وهي مقبولة؛ لأنها من يعقوب، وهو ثقة، ونص هذه الزيادة ما يلي، قال: وقام الأشتر – قال: ولا أدري يومئذ أو في يوم آخر – فقال: لعله مكر به وبكم. قال: فوطئه الناس، حتى لقد لقي كذا وكذا، قال: فرأيته أشرف عليهم مرّة أخرى، فوعظهم وذكرهم، فلم تأخذ فيهم الموعظة، وكان الناس تأخذ فيهم الموعظة أول ما يسمعونها، فإذا أعيدت عليهم لم تأخذ فيهم.
قال: ثم إنه فتح له الباب، ووضع المصحف بين يديه، قال: وذاك إنه رأى من الليل أن نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول: “أفطر عندنا الليلة”.
23 – قال علي بن الجعد: أنبا زهير عن كنانة مولى صفية قال: رأيت قاتل عثمان، رجلاً أسود من أهل مصر وهو في الدار رافعاً يديه، أو باسطاً يديه، يقول: أنا قاتل نعثل”.إسناده حسن:
24وعن عن حذيفة قال: أرأيتم يوم الدار؟ كانت فتنة يوم عثمان، فإنها أول الفتن، وآخرها الدجال.
25 – وفي مصنف ابن أبي شيبه عن حذيفة. وذكر عثمان فقال: “اللهم لم أقتل ولم آمر ولم أرض”.
26 – وفي مصنف عبدالرزاق حميد بن هلال قال: قال لهم ابن سلام: “إن الملائكة لم تزل محيطة بمدينتكم هذه، منذ قدمها رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى اليوم، فوالله لئن قتلتموه ليذهبن ثم لا يعودوا أبداً، فوالله لا يقتله رجل منكم إلا لقي الله أجذم، لا يد له، وإن سيف الله لم يزل مغموداً عنكم، وإنكم والله لئن قتلتموه ليسلنه الله ثم لا يغمده عنكم – إما قال: أبداً، وإما قال: إلى يوم القيامة – وما قتل نبي قط إلا قتل به سبعون ألفاً، ولا خليفة، إلا قتل به خمسة وثلاثون ألفاً قبل أن يجتمعوا- وذكر أنه قتل على دم يحيى بن زكريا سبعون ألفاً”
27 – وحلفت عائشه ما كتب تحرض على عثمان
28 – روى ابن عساكرسمعت معاذ بن معاذ يقول: رأيت في مصحف عثمان رضي الله عنه في موضع {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ} [البقرة: 137] أثر الدم”.
29 – روى خليفه خياط أن ابن أبي بكر أخذ بلحيته فقال عثمان: لقد أخذت مني مأخذاً أو قعدت مني مقعداً ما كان أبوك ليقعده، فخرج وتركه”
وأورد رواية أخرى معارضه لهذه وأنه مسكه حتى قتل، برقم 123 وعزاها لابن أبي شيبه وغيره لكن فيها وثاب أدركه عتق عثمان وهو مجهول مع أن الحسن قال رأيت في حلقه طعنتين كأنهما كيتان طعنهما يوم الدار أو
قلت (سيف) ولعله التبس عليه، خاصة مع كثرة الداخلين، وحسن الظن به أنه لم يشارك، والباحث نفسه قال في مبحث من قتله: لم يصح لاتهام كنانة بن بشر وسودان بن رومان ومحمد بن أبي بكر وعلي بن أبي طالب بقتل عثمان. فكل ذلك روي بأسانيد ضعيفة بينت عللها في قسم دراسة الاسانيد، كما أن متونها شاذة لمخالفتها الرواية الصحيحة أن القاتل هو رجل مصري يقال له: جبلة؛ لسواد بشرته، أما محمد بن أبي بكر فإنه يضاف إلى ما تقدم أنه برئة كنانه مولى صفيه حيث قال: أنه دخل فكلمه عثمان فقال: يا ابن أخي لست بصاحبي، حتى ذكر ابن كثير في البداية والنهاية أنه استحيا لما كلمه عثمان وحاجز دونه فلم تفد محاجزته.
30 – وروى ايضا عن أبي سعيد مولى أبي أسيد قال: فتح عثمان الباب ووضع المصحف بين يديه فدخل عليه رجل فقال: بيني وبينك كتاب الله فخرج وتركه. ثم دخل عليه آخر، فقال: بيني وبينك كتاب الله فأهوى إليه بالسيف فاتّقاه بيده فقطعها فلا أدري أبانها أم قطعها ولم يبنها. فقال: أما والله إنها لأول كفّ خطت المفصل”.
31 – عن عبد الله بن سلام قال: “أتيت عثمان لأسلّم عليه وهو محصور، فدخلت عليه فقال: مرحباً بأخي ما يسرني أنك كنت وراءك، رأيت في هذه الليلة رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الخوخة في خوخة من البيت فقال لي: يا عثمان حصروك؟ قلت: نعم، قال: أعطوك؟ قلت: نعم، قال: فدليّ لي دلو فشربت منه حتى رويت، وإني لأجد برد ذلك الماء بين ثديي وبين كتفي، فقال: “إن شئت أفطرت عندنا، وإن شئت نُصرت عليهم”. فاخترت أن أفطر عنده. فقتل في ذلك اليوم”.
32 – عن عبد الله بن الصامت قال: دخلت مع أبي ذر رضي الله عنه على عثمان رضي الله عنه قال: وعلى أبي ذر عمامة، فرفع العمامة عن رأسه وقال: إني والله يا أمير المؤمنين ما أنا منهم – قال ابن شوذب: يعني من الخوارج – ولو أمرتني أن أعض على عرقوبي قتب لعضضت عليهما حتى يأتيني الموت وأنا عاض عليهما. قال: صدقت يا أبا ذر إنا إنما أرسلنا إليك لخير، لتجاورنا بالمدينة. قال: لا حاجة لي في ذاك، ايذن لي في الربذة.
قال: نعم، ونأمر لك بنعم من نعم الصدقة، تغدو عليك وتروح ….
تنبيه أرسل لي حمد الكعبي: رسالة علمية كذلك جمع فيها باحث ما صح في الفتنة.
وكان عرضها على الشيخ الألباني: وسأله عن محمد بن أبي بكر فقال: إنما صح أنه دخل وترك.
وسأله عن كتاب عثمان لواليه بمصر يؤمره بقتل الخوارج؟ فقال: إنما اتهموه، وغالبا أن الراكب الذي يحمل الكتاب وتظاهر أنه مبعوث من عثمان هو من الخوارج.
قال الباحث: لخصت ما صح فقط أخذت الروايات الصحيحة والتي بدا لي أنها حسنة مؤلفة من بعض الروايات وصورت منها صورة للحادثة ارجوا إن تكون متكاملة بلغت 230 صفحة، ولكن من أهم ما فيها لأنها كثيرة أهم ما فيها موقف الصحابة من الدفاع عن عثمان رضي الله عنه وعقدت له فصل خاص (مبحث خاص في فصل يوم الدار دفاع الصحابة عن عثمان رضي الله عنه) ويتلخص ذلك في أن الأنصار جاءته كما صح ذلك جاءته الأنصار وعرضوا عليه الدفاع وقالوا له إن شئت كنا أنصار الله مرتين أي نصروا الرسول صلى الله عليه وسلم في الهجرة وننصرك الآن، وأيضا جاء ابن عمر وأيضا جاء الحسن بن علي رضي الله عنه وجاؤو عدد كبير ذكرتهم مع عزو المعلومات إلى مصادرها وذكر حكمها والإحالة إلى الملحق، لأني قسمت البحث إلى قسمين ملحق وخلاصة، في الملحق تكون الرواية بإسنادها من المؤلف إلى منتهاه إلى المتن ثم الكلام على الرجال والعلل والأسانيد، والخلاصة هي خلاصة هذه الروايات، فكنت اذكر موقف الصحابة ثم اذكر حكم الرواية واعزوا الى الملحق.
وأن عبدالله بن سبأ حقيقية دلت على وجودها الروايات الصحيحة ولم تنفرد بإثباتها روايات سيف بن عمر التميمي بل رواها غيره بأسانيد صحيحة وضعيفة.
سابعا: وجوب الحذر عند الحديث عن مواقف عثمان رضي الله عنه في الفتنة لان النبي صلى الله عليه واله وسلم أرشده إلى مواقف يقفها عند حدوث هذه الفتنة لم يصلنا منها إلا اليسير
وورد عن علي عدة روايات أراد الدفاع عن عثمان
ثبت: في عدة روايات ضعيفة يصح منها أشياء نقاط ذكرتها انه أرسل عثمان إلى علي يطلبه فقام علي رضي الله عنه واتجه إلى الدار ثم لما قرب من الدار قام له احد أهله في بعض الروايات انه محمد بن الحنفية وحذره من الدخول إلى الدار لأنه رأى العدو محيط بها ومعهم السلاح فخاف عليه فألقى علي رضي الله عنه عماته إلى الدار ليشير بها انه لبى النداء، ثم ذهب عند أحجار الزيت فجاءه خبر قتل عثمان فتألم من قتله رضي الله عنه
ب-عدم رغبته بان يكون أول من خلف رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في أمته بسفك الدماء
ج-علمه بان البغاة لا يريدون غيره فكره أن يتوقى بالمؤمنين وأحب أن يقيهم بنفسه
د- عملا بمشورة عبدالله بن سلام رضي الله عنه له بالكف عن القتال
وانه لم يقع يوم الدار قتال عنيف بل وقع اشتباك خفيف أدى إلى جرح الحسن بن علي رضي الله عنهما وحمله من الدار على إثر هذا الجرح
رابع عشر: أن عثمان رضي الله عنه رأى في النوم في آخر يوم من أيامه النبي صلى الله عليه واله وسلم ومعه أبو بكر وعمر رضي الله عنهما يقول له (يا عثمان أفطر عندنا فأصبح صائما وأخرج من كان معه في الدار ممن كانوا يردون الدفاع عنه ثم وضع المصحف بين يديه وأمر بفتح الباب واخذ يقرأ القرآن فدخل عليه رجل اسود من أهل مصر يلقي بجبلة لسواد بشرته ولا يستبعد أن يكون هو عبد الله بن سبأ اليهودي
ويستدل لذلك بأن أفكاره تغلغت فيهم، وكان آخر أمره هناك، وأنه في آخر أمره قدم مع أهلها.
وقال: رواية سقوط دمه على قوله تعالى {فسيكفيكهم الله} ما هي ثابته، الثابت انه سقط الدم على المصحف يعني لما قطعت يده
وقال: انه لم يشترك في التحريض على عثمان رضي الله عنه فضلا عن قتله احد من الصحابة رضي الله عنهم وان كل ما روي في ذلك ضعيف الإسناد على عثمان رضي الله عنه فضلا عن قتله احد من الصحابة رضي الله عنهم وان كل ما روي في ذلك ضعيف الإسناد
وقال: أن روايات محمد بن عمر الواقدي عن فتنة مقتل عثمان رضي الله عنه فيها دس كثير وتخالف الروايات الصحيحة في أكثر الحقائق وأنها تعكس صورة مشوهة عن الفتنة وتبرز مواقف غير صحيحة للصحابة وتظهر فيها ملامح التشيع
وقال سيف بن عمر التميمي رواياته عبارة عن مجموعة روايات مسندة يحذف سيف أسانيدها ثم يرويها من طريق عدد من شيوخه يصلون أحيانا إلى أربعة شيوخ وان روايات سيف هذه لا تخلو من القدح في بعض الصحابة واتهامهم بما هم منه برءا، وتعتدل أحيانا فتظهر الصورة الصحيحة لمواقفهم
الشيخ الألباني: هو مثل الواقدي متروك
وقال: وقفت على كتاب (عثمان بن عفان ذو النورين) تبع صادق عرجوب؟
الباحث: مثل الكتب اللي ذكرتها المعاصرة لا يعتمد الروايات الصحيحة ولا يبين
الباحث: فيه ذب لكنه لا يعتمد الروايات الصحيحة لابد انه يقع