43 رياح المسك العطرة بمشاركات الأصحاب المباركة على صحيح البخاري
قام به أبو صالح حازم وأحمد بن علي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
ومراجعة سيف بن غدير النعيمي
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا)
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
قال الإمام البخاري في كتاب الإيمان من صحيحه:
32 بَابٌ: أَحَبُّ الدِّينِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَدْوَمُهُ
43 – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهَا وَعِنْدَهَا امْرَأَةٌ، قَالَ: «مَنْ هَذِهِ؟» قَالَتْ: فُلاَنَةُ، تَذْكُرُ مِنْ صَلاَتِهَا، قَالَ: «مَهْ، عَلَيْكُمْ بِمَا تُطِيقُونَ، فَوَاللَّهِ لاَ يَمَلُّ اللَّهُ حَتَّى تَمَلُّوا» وَكَانَ أَحَبَّ الدِّينِ إِلَيْهِ مَادَامَ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ
———‘——–‘——–‘
فوائد الباب:
1 – قوله (أَحَبُّ الدِّينِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَدْوَمُهُ) أخرج الإمام أحمد في مسنده 24245 عن يحيى -هو ابن سعيد- و24189 عن أبي معاوية وأخرج إسحق بن راهويه في مسنده 626 عن عبدة بن سليمان كلهم عن هشام بن عروة فذكر حديث الباب وفيه ” وإن أحب الدين إلى الله ما يدوم عليه صاحبه» فصرح بلفظ الجلالة “الله” سبحانه كما في الترجمة.
2 – حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أخرجه البخاري، ومسلم، والنسائي، وابن ماجه، والترمذي مختصرا عقب الحديث 2856 ثم ذكره مطولا بنفس الإسناد في الشمائل المحمدية 311
3 – قوله (قالت: فلانة) وعند مسلم 785 من طريق الزهري ” أَنَّ الْحَوْلَاءَ بِنْتَ تُوَيْتِ بْن حَبِيبِ بْن أَسَدِ بْن عَبْدِ الْعُزَّى” وعند أحمد25632 من طريق معمر … “حسنة الهيئة”. قال أبو نعيم في حلية الأولياء في وصفها رضي الله عنها “القانتة المهاجرة المتهجدة الثابتة”.
4 – قوله (تذكر من صلاتها) زاد البخاري من طريق مالك 1151 “لا تنام بالليل ” ومن طريق أبي معاوية عند أحمد ” تذكر من اجتهادها” ومن طريق حماد بن سلمة عند أبي نعيم في الحلية “لا تنام الليل وهي أعبد أهل المدينة ” أي في كثرة صلاتها بالليل وفي رواية ” من أعبد أهل المدينة” ذكرها أبو يعلى الفراء في إبطال التأويلات 347
5 – قوله (قَالَ: مَهْ) وعند مسلم من طريق الزهري ” فَقَالَ: “لَا تَنَامُ اللَّيْلَ! ” وفي رواية ” فكَرِهَ ذَلِكَ، حتَّى عُرِفَتِ الكَرَاهِيَةُ في وجهِه” أخرجه الإمام مالك في الموطأ مرسلا والإمام أحمد موصولا 25772 عن عبد القدوس بن بكر. فقوله (مه) كلمة “زجر وكف” قاله ابن بطال في شرحه.
6 – قوله (عَلَيْكُمْ بِمَا تُطِيقُونَ) وعند البخاري 1151 من طريق مالك ” عليكم ما تطيقون من الأعمال ” ونحوه النسائي، وورد هنا في صلاة الليل، والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، وقد ترجم عيه البخاري في موضع آخر من الصحيح فقال باب ما يكره من التشديد في العبادة.
7 – قوله (عليكم) وعمم في المؤنَّث تغليبًا لعُموم الحُكم في الأُمة، وإِلا فالخِطاب للنّساء قاله شمس الدين البرماوي في اللامع الصبيح في شرح الجامع الصحيح.
8 – قوله (فوالله) فيه جواز الحلف من غير استحلاف وأنه لا كراهة فيه إذا كان فيه تفخيم أمر أو حث على طاعة أو تنفير عن محذور ونحوه. قاله النووي ونقله عنه الكرماني وورد بنحوه في روضة الطالبين.
9 – قوله (لاَ يَمَلُّ اللَّهُ حَتَّى تَمَلُّوا) وعند مسلم في رواية من طريق الزهري ” لا يسأم الله حتى تسأموا” أراد، فإن الله سبحانه لا يمل إذا مللتم، ومثال هذا قولك في الكلام: هذا الفرس لا يفتر، حتى تفتر الخيل. لا تريد بذلك أنه يفتر، إذا فترت ولو كان هذا هو المراد، ما كان له فضل عليها؛ لأنه يفتر معها، فأية فضيلة له؟ وإنما تريد، أنه لا يفتر إذا افترت. وكذلك تقول في الرجل البليغ في كلامه، والمكثار الغزير: فلان لا ينقطع، حتى تنقطع خصومه. تريد أنه لا ينقطع إذا انقطعوا. ولو أردت أنه ينقطع إذا انقطعوا، لم يكن له في هذا القول فضل على غيره، ولا وجبت له به مدحة. وقد جاء مثل هذا بعينه في الشعر المنسوب إلى ابن أخت تأبط شرا، ويقال: إنه لخلف الأحمر: صليت مني هذيل بخرق … لا يمل الشر حتى يملوا، لم يرد أنه يمل الشر إذا ملوه. ولو أراد ذلك، ما كان فيه مدح له؛ لأنه بمنزلتهم، وإنما أراد أنهم يملون الشر، وهو لا يمله. قاله ابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث.
10 – قال أبو سليمان الخطابي رحمه الله: ” الملال لا يجوز على الله تعالى بحال، ولا يدخل في صفاته بوجه، وإنما معناه أنه لا يترك الثواب والجزاء على العمل ما لم تتركوه، وذلك أن من مل شيئا تركه، فكنى عن الترك بالملال الذي هو سبب الترك. وقد قيل: معناه أنه لا يمل إذا مللتم كقول الشنفرى:
صليتْ مني هذيل بخرق …. لا يمل الشر حتى يملوا
أي: لا يمله إذا ملوه، ولو كان المعنى إذا ملوه مل، لم يكن له عليهم في ذلك مزية وفضل.
وفيه وجه آخر: وهو أن يكون المعنى أن الله عز وجل لا يتناهى حقه عليكم في الطاعة حتى يتناهى جهدكم قبل ذلك، فلا تكلفوا ما لا تطيقونه من العمل، كنى بالملال عنه، لأن من تناهت قوته في أمر وعجز عن فعله، مله وتركه. كما في أعلا الحديث له.
11 – قوله (حتى تملوا) معناه عند أهل العلم إن الله لا يمل من الثواب والعطاء على العمل حتى تملوا أنتم ولا يسأم من أفضاله عليكم إلا بسآمتكم عن العمل له وأنتم متى تكلفتم من العبادة ما لا تطيقون لحقكم الملل وأدرككم الضعف والسآمة وانقطع عملكم فانقطع عنكم الثواب لانقطاع العمل يحضهم صلى الله عليه وسلم على القليل الدائم ويخبرهم أن النفوس لا تحتمل الإسراف عليها وأن الملل سبب إلى قطع العمل قاله ابن عبد البر في التمهيد 1/ 195
12 – “مَعْنَاهُ: لَا يَمَلُّ اللَّهُ وَإِنْ مَلِلْتُمْ، لأَنَّ الْمَلالَ عَلَيْهِ لَا يَجُوز وَقِيلَ: مَعْنَاهُ: فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَقْطَعُ عَنْكُمْ فَضْلَهُ حَتَّى تَمَلُّوا سُؤَالَهُ. وَقِيلَ: مَعْنَاهُ: لَا يَتْرُكُ اللَّهُ الثَّوَابَ وَالْجَزَاءَ مَا لَمْ تَمَلُّوا مِنَ الْعَمَلِ. وَمَعْنَى الْمَلالِ: التَّرْكُ، لأَنَّ مَنْ مَلَّ شَيْئًا تَرَكَهُ، وَأَعْرَضَ عَنْهُ، فَكَنَّى بِالْمَلالِ عَنِ التَّرْكِ لأَنَّهُ سَبَبُ التَّرْكِ.” قاله البغوي في شرح السنة
13 – هذا ” الْكَلَامِ الْجَارِي عَلَى أَلْسُنِ النَّاسِ عِنْدَ وَصْفِهِمْ مَنْ يَصِفُونَهُ بِالْقُوَّةِ عَلَى الْكَلَامِ وَالْبَلَاغَةِ مِنْهُ وَالْبَرَاعَةِ بِهِ لَا يَنْقَطِعُ فُلَانٌ عَنْ خُصُومَةِ خَصْمِهِ حَتَّى يَنْقَطِعَ خَصْمُهُ لَيْسَ يُرِيدُونَ بِذَلِكَ أَنَّهُ يَنْقَطِعُ بَعْدَ انْقِطَاعِ خَصْمِهِ؛ لِأَنَّهُمْ لَوْ كَانُوا يُرِيدُونَ ذَلِكَ لَمْ يُثْبِتُوا لِلَّذِي وَصَفُوهُ فَضِيلَةً إذْ كَانَ يَنْقَطِعُ بِعَقِبِ انْقِطَاعِ خَصْمِهِ كَمَا انْقَطَعَ خَصْمُهُ وَلَكِنَّهُمْ يُرِيدُونَ أَنَّهُ لَا يَنْقَطِعُ بَعْدَ انْقِطَاعِ خَصْمِهِ كَمَا انْقَطَعَ خَصْمُهُ عَنْه وَأَنَّهُ يَكُونَ مِنَ الْقُوَّةِ وَالِاضْطِلَاعِ بِخُصُومَتِهِ بَعْدَ انْقِطَاعِ خَصْمِهِ عَنْهَا كَمِثْلِ مَا كَانَ عَلَيْهِ مِنْهَا قَبْلَ انْقِطَاعِ خَصْمِهِ عَنْهَا فَمِثْلُ ذَلِكَ، وَاللهُ أَعْلَمُ قَوْلُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” لَا يَمَلُّ اللهُ حَتَّى تَمَلُّوا ” وَإِنَّ اللهَ لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا ” أَيْ إنَّكُمْ قَدْ تَمَلُّونَ فَتَنْقَطِعُونَ، وَاللهُ بَعْدَ مَلَلِكُمْ وَانْقِطَاعِكُمْ عَلَى الْحَالِ الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا قَبْلَ ذَلِكَ مِنَ انْتِفَاءِ الْمَلَلِ وَالِانْقِطَاعِ عَنْهُ، وَبِاللهِ التَّوْفِيقُ” قاله الطحاوي في شرح مشكل الآثار.
14 – وفي الحديث (اكلفوا من العمل ما تطيقون فإن الله لا يمل من الثواب حتى تملوا من العمل). خرجه بقي بن مخلد وفي إسناده: موسى بن عبيدة. قاله ابن رجب في الفتح. قلت أخرجه ابن جرير عند تفسير سورة المزمل وابن أبي حاتم في تفسيره كما نقله ابن كثير وموسى ضعيف. وعزاه عبد الحق الإشبيلي لابن أبي شيبة من طريق موسى بن عبيدة أيضا.
15 – قال العلامة ابن عثيمين بعد أن نقل ثلاثة أقوال للعلماء في معنى قوله ” لا يمل حتى تملوا” قال: “على كل حال يجب علينا أن نعتقد أنَّ الله تعالى مُنَزَّه عن كل صفة نقص من الملل وغيره، وإذا ثبت أنَّ هذا الحديث دليل على الملل؛ فالمراد به ملل ليس كملل المخلوق” قلت ودندن أبو يعلى الفراء الحنبلي في إبطال التأويلات حول هذا.
16 – قوله (وَكَانَ أَحَبَّ الدِّينِ إِلَيْهِ مَادَامَ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ) وعند أحمد عن أبي معاوية ” إن أحب الدين إلى الله عز وجل ” وعند أحمد من طريق معمر ” وأحب العمل إلى الله عز وجل” وبه يتضح أيضا وجه استدلال البخاري فالعمل من الدين. لذا قال ابن بطال في شرحه ” سمت – أم المؤمنين” الأعمال دينا بخلاف قول المرجئة.”
17 – زاد الإمام أحمد عن أبي معاوية وأيضا من طريق معمر” وإن قل”
18 – قوله (أحب الدين) ” صيغة “أحب” هنا تقتضي أن ما لم يداوم عليه صاحبه من الدين محبوب، ولا يكون هذا إلا في العمل؛ ضرورة أن ترك (أصل) الإيمان كفر” قاله بدر الدين الدماميني في مصابيح الجامع له.
19 – فيه الْبَيَانِ بِأَنَّ أَحَبَّ الطَّاعَاتِ إِلَى اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا مَا وَاظَبَ عَلَيْهِ الْمَرْءُ وَإِنْ قَلَّ قاله ابن حبان في صحيحه.
20 – فيه الأَخْذِ بِالْقَصْدِ فِي قِيَامِ اللَّيْلِ وَغَيْرِهِ مِنَ الأُمُورِ قاله البغوي كما في شرح السنة وأضاف “قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: {لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ} [النِّسَاء: 171] أَيْ: لَا تُجَاوِزُوا فِيهِ الْقَدْرَ، وَقِيلَ: لَا تُشَدِّدُوا فَتُنَفِّرُوا”.
21 – الَّذِي يَتَّصِف بالدوام وَالتّرْك، إِنَّمَا هُوَ الْعَمَل. وَأما الْإِيمَان فَلَو تَركه لكفر، دلّ على أَن الْعَمَل الدَّائِم هُوَ الَّذِي يُطلق عَلَيْهِ أَنه أحبّ الدّين إِلَى الله عز وَجل، وَإِذا كَانَ هُوَ الدّين كَانَ هُوَ الْإِسْلَام لقَوْله: {إِن الدّين عِنْد الله الْإِسْلَام} [آل عمرَان: 19]. قاله ابن المنير في كتابه المتواري على أبواب البخاري.
22 – فيه مَا يُكْرَهُ مِنَ التَّشْدِيدِ فِي العِبَادَةِ قاله البخاري في صحيحه.
23 – فيه ” شفقته ورأفته بأمته – صلى الله عليه وسلم -؛ لأنه أرشدهم إلى ما يصلحهم وهو ما يمكنهم الدوام عليه بلا مشقة؛ لأن النفس تكون فيه أنشط، والقلب منشرح، فتستمر العبادة، ويحصل مقصود الأعمال، وهو الخضوع فيها واستلذاذها، والدوام عليها، بخلاف من تعاطى من الأعمال ما لا يمكنه الدوام، وما يشق عليه، فإنه معرض لأن يتركه كله أو بعضه، أو يفعله بكلفة أو بغير انشراح القلب فيفوته الخير العظيم”. قاله ابن الملقن في التوضيح
24 – قال ابن بطال في شرح البخاري 1/ 99:
وقال المهلب وأبو الزناد: إنما قال ذلك (صلى الله عليه وسلم)، والله أعلم، خشية الملال اللاحق بمن انقطع فى العبادة. وقد ذم الله من التزم فعل البر ثم قطعه بقوله تعالى: (ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها) [الحديد: 27]. ألا ترى أن عبد الله بن عمرو لما ضعف عن العمل ندم على مراجعته رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فى التخفيف عنه، وقال: ليتنى قبلت رخصة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، ولم يقطع العمل الذى كان التزمه. قال ابن قتيبة: وقوله: … فإن الله لا يمل حتى تملوا -، معناه لا يمل إذا مللتم. اهـ
قال القاضي عياض في إكمال المعلم 3/ 150:
ظاهره الإنكار لما تقدم من تكلف ما لا يطاق ويشق من العبادة، وقد جاء المعنى مفسرا فى حديث مالك فى الموطأ قال. ” فكره ذلك حتى عرفت الكراهية فى وجهه ” وقد اختلف اختيار العلماء فى إحياء الليل كله بالصلاة، واختلف فيه قول مالك، فمرة كرهه وقال: لعله يصبح مغلوبا، وفى رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة ثم قال: لا بأس به ما لم يضر ذلك بصلاة الصبح ….
وقوله: ” إذا نعس أحدكم فى الصلاة فليرقد حتى يذهب عنه النوم، [فإن أحدكم إذا صلى وهو ناعس لعله يذهب يستغفر فيسب نفسه “]: دليل على أنه لا يجب أن يقرب الصلاة من لا يعقلها، ويؤديها على حقها، وأن يتفرغ من كل ما يشغل عن الخشوع فيها، والحديث عام فى كل صلاة من الفرض والنفل، وحمله مالك على صلاة الليل، وفى هذا الباب أدخله، وعليه جملة جماعة من العلماء، لأنه غالب غلبة النوم إنما هى فى الليل، ومن اعتراه ذلك فى الفريضة وكان فى الوقت سعة، لزمه أن يفعل مثل ذلك وينام، حتى يتفرغ للصلاة، وإن ضاق الوقت عن ذلك صلى على ما أمكنه وجاهد نفسه ودافع النوم عنه جهده، ثم إن تحقق أنه أداها [وعقلها] أجزأته وإلا أعادها. اهـ
وراجع أيضا عمدة القاري شرح صحيح البخاري
25 – قال ابن رجب في فتح الباري 1/ 165:
المراد بهذا الحديث: الاقتصاد في العمل والأخذ منه بما يتمكن صاحبه من المداومة عليه، وأن أحب العمل إلى الله مادام صاحبه عليه وإن قل. وقد روي ذلك في حديث آخر. وكذلك كان حال النبي صلى الله عليه وسلم كان عمله ديمة، وكان إذا عمل عملا أثبته. وقد كان ينهى عن قطع العمل وتركه، كما قال لعبد الله بن عمرو ” لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل “. وقوله ” إن الله لا يمل حتى تملوا “. وفي رواية: ” لا يسأم حتى تسأموا “. الملل والسآمة للعمل يوجب قطعه وتركه، فإذا سأم العبد من العمل ومله قطعه وتركه فقطع الله عنه ثواب ذلك العمل.
وقد صح هذا المعنى في الدعاء وأن العبد يستجاب له ما لم يعجل فيقول: قد دعوت فلم يستجب لي، فيدع الدعاء، كما قال تعالى {نسوا الله فنسيهم} [التوبة: 67] فسمى إهمالهم وتركهم نسيانا مقابلة لنسيانهم له. هذا أظهر ماقيل في هذا. اهـ
26 – قال ابن باز كما في الحلل الإبريزية 1/ 24:
العمل الصالح ولو قل مع المداومة أفضل من عمل كثير ومنقطع، وقوله: «فوالله لا يمل الله حتى تملوا» مثل سائر الصفات، وله الكمال المطلق، وقول بعضهم لا يقطع الثواب حتى تقطعوا، هذا من لازم الحديث، فالواجب إثباتها على ما يليق بالله. اهـ
27 – تبويبات الأئمة حول هذا المعنى والأحاديث الواردة:
-باب الاقتصاد في الطاعة.
قاله النووي في رياض الصالحين.
-باب المداومة على العمل.
قاله ابن ماجه في سننه.
-باب القصد في العبادة، والجهد في المداومة.
قاله البيهقي في السنن الكبرى.
– عن جابر مرفوعا: يا أيها الناس! عليكم بالقصد، عليكم بالقصد، عليكم بالقصد، فإن اللَّه تعالى لن يمل حتى تملوا. (الصحيحة 1760)
-عن عائشة مرفوعا: ليتكلف أحدكم من العمل ما يطيق فإن اللَّه تعالى لا يمل حتى تملوا، وقاربوا وسددوا. (صحيح أبي داود 1338)
28 – وقال ابن العثيمين في شرح رياض الصالحين 2/ 214:
في هذا الحديث فوائد، منها: أن الإنسان ينبغي له إذا رأى عند أهله أحد أن يسأل: من هو؟ لأنه قد يكون هذا الداخل على الأهل ممن لا يرغب في دخوله، فإن من النساء من تأتي إلى أهل البيت تحدثهم بأحاديث يأثمون بها من الغيبة وغيرها …. اهـ
29 – باب ذكر الدليل على أن النبي صلى الله عليه و سلم إنما داوم على الركعتين بعد العصر بعدما صلاهما مرة لفضل الدوام على العمل.
قاله ابن خزيمة في صحيحه.
30 – وقد ذم الله من التزم فعل البر ثم قطعه بقوله تعالى: ( … وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَا ءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِير مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ)
[سورة الحديد 27]
قاله ابن بطال في شرحه لصحيح البخارى.
31 – وقال ابن الجوزيّ -رحمه اللَّه تعالى-: إنما أَحَبّ الدائم لمعنيين:
أحدهما: أن التارك للعمل بعد الدخول فيه كالمعرض بعد الوصل، فهو متعرّض للذمّ، ولهذا ورد الوعيد في حق من حفظ آية، ثم نسيها، وإن كان قبل حفظها لا يتعيّن عليه.
ثانيهما: أن مُداوِم الخير ملازمٌ للخدمة، وليس مَنْ لازَمَ الباب في كلّ يوم وقتًا ما، كمن لازم يوما كاملاً، ثم انقطع انتهى
وهذا المعنى أيضا ذكره ابن حجر في الفتح
32 – منها: أن اللَّه تعالى يعامل عبده بما يعامله به هو، فإن أدام الإقبال عليه، أقبل عليه دائما، وإن أعرض عنه أعرض عنه، جزاء وفاقًا.
33 – ومنها: جواز مدح الإنسان بما فيه من أعمال الخير. إذا كان لحاجة ولا يفتتن.
34 – راجع شرح الحديث مع فوائد أخرى برقم 1151 من رياح المسك.
35 – قوله (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى) تابعه زهير بن حرب كما عند مسلم 785 تابعه شعيب بن يوسف كما عند النسائي في السنن الصغرى تابعه يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ كما عند الطحاوي في مشكل الآثار650
تابعه عمرو بن علي كما عند البيهقي في السنن الكبرى 4738
36 – قوله (حدثنا يحيى) وعند الطحاوي في شرح مشكل الآثار “يحيى بن سعيد القطان” تابعه مالك عند البخاري 1151 تابعه أبو أسامة كما عند مسلم 785 وابن ماجه 4238 تابعه أبو معاوية كما عند أحمد في مسنده تابعه عبد الله بن نمير كما عند أحمد في مسنده 25945 تابعه معمر كما عند أحمد في مسنده 25632 وإسحق بن راهويه في مسنده 627 تابعه عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ كما عند ابن راهويه في مسنده 625 تابعه حماد بن سلمة كما عند الحسن بن سفيان في مسنده ومن طريقه أبو نعيم في الحلية تابعه عبد القدوس بن بكر كما عند الإمام أحمد في مسنده 25772
تابعه عبد الرحمن بن أبي الزناد كما عند أبي يعلى في مسنده 4651 تابعه أبو ضمرة كما عند أبي عوانة في مستخرجه 2225
37 – قوله (عن هشام) وعند أحمد في مسنده ” حدثنا هشام “وعند البخاري من طريق مالك ” عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة” وصورته صورة التعليق في بعض النسخ وفي بعضها صريح في الوصل، وقد وصله ابن عبد البر في التمهيد 1/ 192 والحافظ ابن حجر في تغليق التعليق
27 – تابعه الزهري كما عند مسلم في صحيحه
38 – قوله (عن عائشة) وعند مسلم من طريق الزهري ” أن عائشة أخبرته”
===
===
===