421 – فتح الاحد الصمد شرح الصحيح المسند
مجموعة: أحمد بن علي، وعبد الله المشجري. وعدنان البلوشي , وعمر الشبلي، وأحمد بن خالد
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف: سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وذرياتهم وذرياتنا).
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
شرح الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين (421)
(421) – قال الإمام أحمد رحمه الله (ج (3) ص (3)): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الزُّبَيْرِيُّ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ مَرْدَانُبَةَ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي نُعْمٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ «الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ».
• الحديث أخرجه النسائي في «الخصائص» (ص (150)) قال: أخبرنا عمرو بن منصور، قال: حدثنا أبو نعيم، حدثنا يزيد بن مردانبة، عن عبد الرحمن بن أبي نُعمٍ، عن أبي سعيد الخُدري قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: «الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ».
هذا حديث صحيحٌ.
……….. ـ
*أولاً: دراسة الحديث رواية*
• قال محققو المسند: إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يزيد بن مردانبة، فقد أخرج له النسائي، وهو ثقة. محمد بن عبد الله الزبيري: هو أبو أحمد، وابن أبي نُعْم: هو عبد الرحمن البجلي.
• *ثانيًا: دراسة الحديث دراية*
قال محققو المسند:
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يزيد بن مردانبة، فقد أخرج له النسائي، وهو ثقة. محمد بن عبد الله الزُّبيري: هو أبو أحمد، وابن أبي نُعْم: هو عبد الرحمن البَجَلي.
وأخرجه النسائي في “الكبرى” (8525)، والطبراني في “الكبير” (2611)، وأبو نعيم في “أخبار أصبهان ” 2/ 343، والخطيب في “تاريخه” 11/ 90 من طريق الفضل بن دكين، عن يزيد بن مردانبة، بهذا الإِسناد.
وأخرجه الطبراني في “الكبير” (2614) من طريق عطاء بن يسار، والطبراني أيضاً (2615)، والخطيب في “تاريخه” 9/ 231 من طريق عطية العوفي، كلاهما عن أبي سعيد، به.
وأخرجه النسائي في “الكبرى” (8169) و (8528)، والفسوي في “المعرفة والتاريخ” 2/ 644، والطحاوي في “شرح مشكل الآثار” (1967)، وابن حبان (6959)، والطبراني في “الكبير” (2610)، والحاكم في “المستدرك” 3/ 166 – 167، وأبو نعيم في “الحلية” 5/ 71، والخطيب في “تاريخه” 4/ 207 من طريق الحكم بن عبد الرحمن بن أبي نُعْم، عن أبيه، به. وفيه زيادة: “إلا ابني الخالة: عيسى ابن مريم، ويحيى بن زكريا”. قال الحاكم: هذا حديث قد صحَّ من أوجه كثيرة، وأنا أتعجب أنهما لم يخرجاه. وتعقبه الذهبي بقوله: الحكم فيه لين.
قلنا: الحكم بن عبد الرحمن بن أبي نُعْم، وثقه الفسوي، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، وذكره ابن حبان في “الثقات”، وضعفه ابن معين، فهو حسن الحديث.
وسيرد بالأرقام (11594) و (11618) و (11777).
وفي الباب عن حذيفة بن اليمان، سيرد 5/ 391 – 392 وإسناده صحيح.
وعن عبد الله بن مسعود عند الحاكم 3/ 167 وصححه، ووافقه الذهبي.
وعن قرة بن إياس، عند الطبراني في “الكبير” (2617)، وإسناده صحيح.
وعن البراء بن عازب، أورده الهيثمي في “مجمع الزوائد” 9/ 184، وقال: رواه الطبراني، وإسناده حسن.
وعن علي بن أبي طالب عند الطبراني في “الكبير” (2599)، و (2600) و (2601)، والخطيب في “تاريخه” 1/ 140 و 2/ 185، وإسناده ضعيف.
وعن أبي هريرة عند النسائي في “الكبرى” (8515)، والطبراني في “الكبير” (2604) و (2605)، وإسناده ضعيف.
وعن جابر بن عبد الله عند الطبراني في “الكبير” (2616)، وإسناده ضعيف.
وعن مالك بن الحويرث عند الطبراني في “الكبير” 19/ (650)، وإسناده ضعيف.
وعن ابن عمر عند ابن ماجه (118)، والحاكم 3/ 167، وإسناده ضعيف
- قال السندي: قوله: «سيدا شباب أهل الجنة» بفتح الشين، جمع شاب، ويطلق على خلاف المشيب، والمراد الأول. وتخصيص الشباب مع فضلهما على كثيرٍ ممن مات شيخًا لبيان موتهما شابين، أي إنهما فيمن مات شابًا من أهل الجنة، أي: في نوعهما سيدان. والمراد بمن مات شابًا منْ مات قبل أن يطعن في سن الشيخوخة، فشمل من مات كهلًا، فلا إشكال بما قيل: إنهما ماتا كهلين.
وقيل: المراد بقوله: سيدا شباب أهل الجنة، أنهما سيدا أهل الجنة، لأن أهل الجنة كلهم في سن الشباب، ولا بد حينئذٍ من التخصيص بما عدا الأنبياء والخلفاء.
قلت (القائل السندي): لا يبقى حينئذٍ فائدة في ذكر الشباب، بل الظاهر حينئذ سيد أهل الجنة. وقيل: يمكن أن يراد: هما الآن سيدا شباب هم من أهل الجنة من شباب هذا الزمان. ثم قال السندي: لعل أباهما حينئذٍ كان شابًا، وهما كانا صغيرين، فليتأمل.• جاء في مصنف ابن أبي شيبة مَا جَاءَ فِي الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ رضي الله عنهما [ينظر تحقيق هذه الأحاديث والآثار في طبعة الشثري ((18) / (91))]:
(32174) – حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ يَثِبَانِ عَلَى ظَهْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، وَهُوَ يُصَلِّي، فَجَعَلَ النَّاسُ يُنَحُّونَهُمَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : «دَعُوهُمَا بِأَبِي هُمَا وَأُمِّي، مَنْ أَحَبَّنِي فَلْيُحِبَّ هَذَيْنِ»
(32175) – حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي الْجَحَّافِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ – يَعْنِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم : «اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُمَا فَأَحِبَّهُمَا» – يَعْنِي حَسَنًا وَحُسَيْنًا –
(32176) – حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نُعْمٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ – يَعْنِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم : «الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ»
(32177) – حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ حُبَابٍ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ مَيْسَرَةَ النَّهْدِيِّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَصَلَّيْتُ مَعَهُ الْمَغْرِبَ ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي حَتَّى صَلَّى الْعِشَاءَ، ثُمَّ خَرَجَ فَاتَّبَعْتُهُ، فَقَالَ: «مَلَكٌ عَرَضَ لِي اسْتَأْذَنَ رَبَّهُ أَنْ يُسَلِّمَ عَلَيَّ وَيُبَشِّرَنِي أَنَّ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ»
(32178) – حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: رَفَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ، الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ مَعَهُ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَقَالَ: «إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ، وَلَعَلَّ اللَّهَ سَيُصْلِحُ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ»
(32179) – حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : «الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ»
(32180) – حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: ثنا وُهَيْبٌ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ، عَنْ يَعْلَى الْعَامِرِيِّ، أَنَّهُ جَاءَ حَسَنٌ وَحُسَيْنٌ يَسْعَيَانِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، فَضَمَّهُمَا إِلَيْهِ وَقَالَ: «إِنَّ الْوَلَدَ مَبْخَلَةٌ مَجْبَنَةٌ»
(32181) – حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَسْبَاطِ بْنِ نَصْرٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ صُبَيْحٍ، مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ لِفَاطِمَةَ وَحَسَنٍ وَحُسَيْنٍ: «أَنَا حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبَكُمْ، وَسِلْمٌ لِمَنْ سَالَمَكُمْ»
(32182) – حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ: ثنا مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ الزَّمْعِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْمُهَاجِرِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُسْلِمُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ النَّبَّالُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي حَسَنُ بْنُ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: طَرَقْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ لِبَعْضِ الْحَاجَةِ، قَالَ: فَخَرَجَ إِلَيَّ وَهُوَ مُشْتَمِلٌ عَلَى شَيْءٍ لَا أَدْرِي مَا هُوَ، فَلَمَّا فَرَغْتُ مِنْ حَاجَتِي قُلْتُ: مَا هَذَا الَّذِي أَنْتَ مُشْتَمِلٌ عَلَيْهِ، فَكَشَفَ فَإِذَا حَسَنٌ وَحُسَيْنٌ عَلَى وَرِكَيْهِ فَقَالَ: «هَذَانِ ابْنَايَ، وَابْنَا ابْنَتِي، اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّهُمَا فَأَحِبَّهُمَا»
(32183) – حَدَّثَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، يَأْخُذُنِي وَالْحَسَنَ فَيَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُمَا فَأَحِبَّهُمَا»
(32184) – حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: «لَمَّا أَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، أَنْ يُلَاعِنَ أَهْلَ نَجْرَانَ أَخَذَ بِيَدِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ وَكَانَتْ فَاطِمَةُ تَمْشِي خَلْفَهُ»
(32185) – حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَالِمٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : «إِنِّي سَمَّيْتُ ابْنَيَّ هَذَيْنِ بِاسْمِ ابْنَيْ هَارُونَ شَبَرٌ وَشُبَيْرٌ»
(32186) – حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سَمِعَ بُكَاءَ الْحَسَنِ – أَوِ الْحُسَيْنِ – فَقَامَ فَزِعًا فَقَالَ: «إِنَّ الْوَلَدَ لَفِتْنَةٌ، لَقَدْ قمْتُ إِلَيْهِ وَمَا أَعْقِلُ»
(32187) – حَدَّثَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أُسَامَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَاخُذُنِي، وَالْحَسَنَ فَيَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُمَا فَأَحِبَّهُمَا»
(32188) – حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ الْأَقْمَرِ، قَالَ: بَيْنَمَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ يَخْطُبُ إِذْ قَامَ رَجُلٌ مِنَ الْأَزْدِ آدَمُ طِوَالٌ فَقَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَاضِعَهُ فِي حَقْوَيْهِ يَقُولُ: «مَنْ أَحَبَّنِي فَلْيُحِبَّهُ، فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ»
(32189) – حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُنَا فَأَقْبَلَ حَسَنٌ وَحُسَيْنٌ عَلَيْهِمَا قَمِيصَانِ أَحْمَرَانِ يَمْشِيَانِ وَيَعْثُرَانِ، وَيَقُومَانِ فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، فَأَخَذَهُمَا فَوَضَعَهُمَا بَيْنَ يَدَيْهِ ثُمَّ قَالَ: «صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ: {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ} [التغابن: (15)]، رَأَيْتُ هَذَيْنِ فَلَمْ أَصْبِرْ ثُمَّ أَخَذَ فِي خُطْبَتِهِ»
(32190) – حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نُعْمٍ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ ابْنِ عُمَرَ فَأَتَاهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: هَا انْظُرُوا هَذَا يَسْأَلُنِي عَنْ دَمِ الْبَعُوضِ وَهُمْ قَتَلُوا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، وَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «هُمَا رَيْحَانَتِي مِنَ الدُّنْيَا»
(32191) – حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: دُعِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِصَلَاةٍ، فَخَرَجَ وَهُوَ حَامِلٌ حَسَنًا – أَوْ صلى الله عليه وسلم (380) صلى الله عليه وسلم حُسَيْنًا – فَوَضَعَهُ إِلَى جَنْبِهِ فَسَجَدَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ صَلَاتِهِ سَجْدَةً أَطَالَ فِيهَا، قَالَ أَبِي: فَرَفَعْتُ رَاسِي مِنْ بَيْنِ النَّاسِ فَإِذَا الْغُلَامُ عَلَى ظَهْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، فَأَعَدْتُ رَاسِي فَسَجَدْتُ، فَلَمَّا سَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ لَهُ الْقَوْمُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ سَجَدْتَ فِي صَلَاتِكَ هَذِهِ سَجْدَةً مَا كُنْتَ تَسْجُدُهَا، أَفَكَانَ يُوحَى إِلَيْكَ، قَالَ: «لَا وَلَكِنَّ ابْنِي ارْتَحَلَنِي فَكَرِهْتُ أَنْ أُعَجِّلَهُ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ»
(32192) – حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، قَالَ: ثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ الْبَرَاءِ، قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حَمَلَ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ عَلَى عَاتِقِهِ وَقَالَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُ فَأَحِبَّهُ»، قَالَ شُعْبَةُ: فَقُلْتُ لِعَدِيٍّ: حَسَنٌ؟ قَالَ: «نَعَمْ»
(32193) – حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي مُزَرِّدٍ الْمَدِينِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: بَصُرَ عَيْنَايَ هَاتَانِ وَسَمِعَ أُذُنَايَ النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِ حَسَنٍ أَوْ حُسَيْنٍ وَهُوَ يَقُولُ: «تَرَقَّ عَيْنَ بَقَّةٍ» قَالَ: فَيَضَعُ الْغُلَامُ قَدَمَهُ عَلَى قَدَمِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ يَرْفَعُهُ فَيَضَعُهُ عَلَى صَدْرِهِ ثُمَّ يَقُولُ: افْتَحْ فَاكَ قَالَ: ثُمَّ يُقَبِّلُهُ ثُمَّ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُ فَأَحِبَّهُ»
(32194) – حَدَّثَنَا مُطَّلِبُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، قَالَ: اصْطَرَعَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : «هُوَ حُسَيْنٌ»، فَقَالَتْ فَاطِمَةُ: كَأَنَّهُ أَحَبُّ إِلَيْكَ، قَالَ: «لَا وَلَكِنَّ جِبْرِيلَ يَقُولُ: هُوَ حُسَيْنٌ»
(32195) – حَدَّثَنَا مُطَّلِبُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ وَهُوَ حَامِلُهُمَا عَلَى مَجْلِسٍ مِنْ مَجَالِسِ الْأَنْصَارِ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ نِعْمَتِ الْمَطِيَّةُ قَالَ: «وَنِعْمَ الرَّاكِبَانِ»
(32196) – حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: ثنا وُهَيْبٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ، عَنْ يَعْلَى الْعَامِرِيِّ، أَنَّهُ خَرَجَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : إِلَى طَعَامٍ دَعُوا لَهُ، فَإِذَا حُسَيْنٌ يَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ فِي الطَّرِيقِ فَاسْتُقْبِلَ أَمَامَ الْقَوْمِ، ثُمَّ بَسَطَ يَدَهُ وَطَفِقَ الصَّبِيُّ يَفِرُّ هَاهُنَا مَرَّةً وَهَاهُنَا، وَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُضَاحِكُهُ حَتَّى أَخَذَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَجَعَلَ إِحْدَى يَدَيْهِ تَحْتَ ذَقَنِهِ، وَالْأُخْرَى تَحْتَ قَفَاهُ، ثُمَّ أَقْنَعَ رَاسَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَوَضَعَ فَاهُ عَلَى فِيهِ فَقَبَّلَهُ فَقَالَ: «حُسَيْنٌ مِنِّي وَأَنَا مِنْ حُسَيْنٍ، أَحَبَّ اللَّهُ مَنْ أَحَبَّ حُسَيْنًا، حُسَيْنٌ سِبْطٌ مِنَ الْأَسْبَاطِ»
• ينظر فَضَائِلُ الْحَسَنِ، وَالْحُسَيْنِ عليه السلام في كتاب فضائل الصحابة للإمام أحمد بن حنبل من (1348) إلى (1407).
• جاء في كتاب الجامع لعلوم الإمام أحمد – علل الحديث (15) / (156) — أحمد بن حنبل (ت (241)) (634) – ما جاء في فضل الحسن والحسين:
(634) – ما جاء في فضل الحسن والحسين
فيه حديثان:
الأول: حديث أبي سعيد الخدري: «إنهما سيدا شباب الجنة».
سئل الإِمام أحمد عن هذا الحديث أصحيح هو؟ قال: نعم.
قيل له: فإن قومًا زعموا أنه ليس بصحيح؟
فأنكر ما قالوا.
الثاني: حديث فاطمة الكبرى: «لكل بني أب عصبة ينتمون إليه إلا ولد فاطمة أنا عصبتهم».
قال الإمام أحمد: هذا حديث منكر جدًا، كأنه موضوع، وقال: نراه يتوهم هذِه الأحاديث -يعني: عثمان بن محمد بن أبي شيبة- نسأل اللَّه السلامة، اللهم سلم سلم.
…. ـ
((1)) أخرجه الترمذي ((3768)) قال: حدثنا محمود بن غيلان، حدثنا أبو داود الحفري، عن سفيان، عن يزيد بن أبي زياد، عن ابن أبي نُعم، عن أبي سعيد الخدري، مرفوعًا به.
((2)) «المنتخب من العلل للخلال» ((124)).
((3)) أخرجه الطبراني في «الكبير» (3) / (44) قال: حدثنا محمد بن عبد اللَّه الحضرمي، ثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جرير، عن شيبة بن نعامة، عن فاطمة بنت حسين، عن فاطمة الكبرى، قالت. . الحديث.
((4)) «العلل» رواية عبد اللَّه ((1333))، «المنتخب من العلل للخلال» ((123))، «الضعفاء» للعقيلي (3) / (223)، «بحر الدم» ((682))، «تاريخ بغداد» (11) / (284) – (285)، «الجرح والتعديل» (6) / (166) – (167)، «تهذيب الكمال» (19) / (483)، «تهذيب التهذيب» (4) / (97) – (98)، «ميزان الاعتدال» (4) / (333).
- مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (9) / (3979) — الملا على القاري (ت (1014)) (6163) – (وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : («الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ» «). قَالَ الْمُظْهِرُ: يَعْنِي هُمَا أَفْضَلُ مَنْ مَاتَ شَابًّا فِي سَبِيلِ اللَّهِ مِنْ أَصْحَابِ الْجَنَّةِ، وَلَمْ يُرِدْ بِهِ سِنَّ الشَّبَابِ، لِأَنَّهُمَا مَاتَا وَقَدْ كَهِلًا، بَلْ مَا يَفْعَلُهُ الشَّبَابُ مِنَ الْمُرُوَّةِ كَمَا يُقَالُ: فُلَانٌ فَتًى وَإِنْ كَانَ شَيْخًا يُشِيرُ إِلَى مُرُوَّتِهِ وَفُتُوَّتِهِ، أَوْ أَنَّهُمَا سَيِّدَا أَهْلِ الْجَنَّةِ سِوَى الْأَنْبِيَاءِ وَالْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ، وَذَلِكَ لِأَنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ كُلَّهُمْ فِي سِنٍّ وَاحِدٍ وَهُوَ الشَّبَابُ، وَلَيْسَ فِيهِمْ شَيْخٌ وَلَا كَهْلٌ. قَالَ الطِّيبِيُّ: وَيُمْكِنُ أَنْ يُرَادَ هُمَا الْآنَ سَيِّدَا شَبَابِ مَنْ هُمْ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ مِنْ شَبَابِ هَذَا الزَّمَانِ. (رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ): وَكَذَا أَحْمَدُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، وَالطَّبَرَانِيُّ عَنْ عُمَرَ وَعَنْ عَلِيٍّ وَعَنْ جَابِرٍ وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ وَعَنِ الْبَرَاءِ، وَابْنِ عَدِيٍّ فِي الْكَامِلِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَرَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ – وَالْحَاكِمُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَلَفْظُهُ:» «الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَأَبُوهُمَا خَيْرٌ مِنْهُمَا» «. وَكَذَا رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ عَنْ قُرَّةَ وَعَنْ مَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ، وَالْحَاكِمُ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ.
وَرَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُو يَعْلَى وَابْنُ حِبَّانَ وَالطَّبَرَانِيُّ وَالْحَاكِمُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ بِلَفْظِ:» «الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِلَّا ابْنَيِ الْخَالَةِ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ وَيَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا، وَفَاطِمَةُ سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِلَّا مَا كَانَ مِنْ مَرْيَمَ بِنْتِ عِمْرَانَ» “.
• … فتاوى النووي (1) / (255): (15) – مسألة: في الحديث: أن الحسن والحسينَ، سيدا شباب أهل الجنة، وأن أبا بكر وعمرَ، سيدا كهولِ أهل الجنة هل هو صحيح أم لا وما معناه؟ وهل تُوفيا شابين أو كهلين؟.
الجواب: ثبت عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «الحسَنُ والحُسَيْنُ سيدا شبابِ أهْل الجنة». رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح. وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما: «هذَان سيّدا كُهُولِ أهل الجَنَةِ مِن الأؤَلينَ والآخِرينَ إِلا النَّبِيّيِنَ وَالمُرْسَلِينَ»، رواه الترمذي وقال: حديث حسن. وتوفي أبو بكر، وعمرُ، والحسن، والحسين، رضي الله عنهما، وهم كلهم شيوخ.
ومعنى الحديثِ: أن الحسن والحسين رضي الله عنهما سيدا كلِّ مَنْ ماتَ شابًا، ودخل الجنة، وأن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما سيدا كلِّ من مات كهلًا، ودخل الجنة. وكلُّ أهلِ الجنة يكونون في سن أبناء ثلاثٍ وثلاثين، ولكن لا يلزم كون السيد في سن من يسودهم، فقد يكون أكبرَ منهم سنًا، وقد يكون أصغرَ سنًا، ولا يجوز أن يقال: وقع الخطاب حين كانا شابين أو كهلين، فإنَّ هذا جهل ظاهر، وغلط فاحش، لأن النبي صلى الله عليه وسلم توفي والحسن والحسين دونَ ثمانِ سنين، فلا يسميان شابين، ولأبي بكر فوق ستين سنة، ولعمرَ فوق خمسين سنةً، فكانا حالَ الخطاب «شيخين» فإن هذا الخطاب كان بالمدينة، وإِنما أقام بها رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرَ سنين، ولعل هذا الخطاب كان في أواخرها.
سبق ذكر فضائل الحسن والحسين في 2421 – 2423 صحيح مسلم (7 باب فضائل الحسن والحسين رضي الله عنهما)
وفي الصحيح المسند:
1 – عن عبد الله بن مسعود قال: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصلي فإذا سجد وثب الحسن و الحسين على ظهره فإذا أرادوا أن يمنعوهما أشار إليهم: أن دعوهما فإذا قضى الصلاة وضعهما في حجره قال: من أحبني فليحب هذين.
الصحيح المسند (860)
2 – عن زر بن حبيش عن حذيفة قال:
سألتني أمي منذ متى عهدك بالنبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: فقلت لها: منذ كذا وكذا قال: فنالت مني وسبتني. قال فقلت لها: دعيني فإني آتي النبي صلى الله عليه وسلم فأصلي معه المغرب ثم لا أدعه حتى يستغفر لي ولك قال: فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فصليت معه المغرب، فصلى النبي صلى الله عليه وسلم العشاء ثم انفتل فتبعته فعرض له عارض فناجاه، ثم ذهب فاتبعته فسمع صوتي فقال: من هذا؟ فقلت حذيفة قال: مالك؟ فحدثته بالأمر فقال: غفر الله لك ولأمك، ثم قال: أما رأيت العارض الذي عرض لي قبيل؟ قال: قلت بلى قال: فهو ملك من الملائكة لم يهبط الأرض قبل هذه الليلة فاستأذن ربه أن يسلم علي ويبشرني أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وأن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة رضي الله عنها.
الصحيح المسند (298)
قال الطحاوي:
بَابُ بَيَانِ مُشْكِلِ مَا رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ قَوْلِهِ: ” الْحَسَنُ، وَالْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ ”
1967 – حَدَّثَنَا فَهْدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي نُعْمٍ الْبَجَلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ” الْحَسَنُ، وَالْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، إِلَّا ابْنَيِ الْخَالَةِ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ وَيَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا “. قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: فَقَالَ قَائِلٌ: كَيْفَ تَقْبَلُونَ هَذَا عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، مَعَ عِلْمِكُمْ أَنَّ هَذَا الْقَوْلَ كَانَ مِنْهُ وَالْحَسَنُ، وَالْحُسَيْنُ يَوْمَئِذٍ طِفْلَانِ لَيْسَا بِشَابَّيْنِ، وَإِنَّمَا هَذَا الْقَوْلُ إِخْبَارٌ أَنَّهُمَا سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَلَيْسَا حِينَئِذٍ مِنَ الشَّبَابِ؟.
فَكَذَا جَوَابُنَا لَهُ فِي ذَلِكَ بِتَوْفِيقِ اللهِ وَعَوْنِهِ: أَنَّهُمَا قَدْ كَانَا فِي الْوَقْتِ الَّذِي كَانَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم هَذَا الْقَوْلُ فِيهِمَا لَيْسَا بِشَابَّيْنِ، كَمَا ذَكَرْتَ، وَلَكِنْ بِمَعْنَى أَنَّهُمَا سَيَكُونَانِ شَابَّيْنِ سَيِّدَيْ شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَكَانَ مِنْهُ صلى الله عليه وسلم عَلَمًا مِنْ أَعْلَامِ نُبُوَّتِهِ؛ لِأَنَّهُ أَخْبَرَ أَنَّهُمَا يَكُونَانِ شَابَّيْنِ فِي الْمُسْتَأْنَفِ، وَذَلِكَ لَا يَكُونُ مِنْهُ إِلَّا بِإِعْلَامِ اللهِ عز وجل إِيَّاهُ أَنَّهُ سَيَكُونُ وَيَكُونَانِ بِهِ كَمَا قَالَ، وَلَوْلَا ذَلِكَ لَمَا قَالَ فِيهِمَا ذَلِكَ الْقَوْلَ، إِذْ كَانَا لَوْلَا ذَلِكَ الْقَوْلُ قَدْ يَجُوزُ عِنْدَهُ أَنْ يَمُوتَا قَبْلَ أَنْ يَكُونَا شَابَّيْنِ، أَوْ يَمُوتَ أَحَدُهُمَا قَبْلَ ذَلِكَ، وَلَمَا كَانَ لَهُ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَقُولَ لَهُمَا ذَلِكَ الْقَوْلَ، فَكَانَ فِيهِ حَقِيقَةُ بُلُوغِهِمَا أَنْ يَكُونَا كَمَا قَالَ، عَقَلْنَا أَنَّ ذَلِكَ إِنَّمَا جَازَ لَهُ لِإِعْلَامِ اللهِ عز وجل إِيَّاهُ أَنَّهُ كَائِنٌ فِيهِمَا. فَأَمَّا قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم: ” إِلَّا ابْنَيِ الْخَالَةِ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ وَيَحْيَى ” فَلِاسْتِثْنَائِهِ إِيَّاهُمَا يَوْمَئِذٍ مِنْ شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ بِتَحْقِيقِهِ الشَّبَابَ لَهُمَا؛ لِأَنَّهُمَا خَرَجَا مِنَ الدُّنْيَا وَهُمَا كَذَلِكَ، وَاللهَ نَسْأَلُهُ التَّوْفِيقَ
[شرح مشكل الآثار 5/ 221]
قال الآجري:
كِتَابُ فَضَائِلِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ رضي الله عنهما قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ رحمه الله: الْحَمْدُ لِلَّهِ الْمَحْمُودُ عَلَى كُلِّ حَالٍ وَالْمُصْطَفِى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَعَلَى آلِهِ أَجْمَعِينَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ: اعْلَمُوا رَحِمَنَا اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ: أَنَّ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ رضي الله عنهما خَطَرُهُمَا عَظِيمٌ، وَقَدْرُهُمَا جَلِيلٌ، وَفَضْلُهُمَا كَبِيرٌ، أَشْبَهُ النَّاسِ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَلْقًا وَخُلُقًا الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ رضي الله عنهما، هُمَا ذُرِّيَّتُهُ الطَّيِّبَةُ الطَّاهِرَةُ الْمُبَارَكَةُ، وَبَضْعَتَانِ مِنْهُ، أُمُّهُمَا فَاطِمَةُ الزَّهْرَاءُ، مُهْجَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَبَضْعَةٌ مِنْهُ، وَأَبُوهُمَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه، أَخُو رَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِينَ صلى الله عليه وسلم، وَابْنُ عَمِّهِ، وَخَتَنُهُ عَلَى ابْنَتِهِ، وَنَاصِرُهُ وَمُفَرِّجُ الْكَرْبَ عَنْهُ، وَمَنْ كَانَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ لَهُ مُحِبِّينَ، فَقَدْ جَمَعَ اللَّهُ الْكَرِيمُ لِلْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ رضي الله عنهما الشُّرَفَ الْعَظِيمَ، وَالْحَظَّ الْجَزِيلَ مِنْ كُلِّ جِهَةٍ، رَيْحَانَتَا رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَسَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَسَنَذْكُرُ مَا حَضَرَنِي ذِكْرُهُ بِمَكَّةَ مِنَ الْفَضَائِلِ؛ مَا تُقَرُّ بِهَا عَيْنُ كُلِّ مُؤْمِنٍ مُحِبٍّ لَهُمَا، وَيُسْخِنُ اللَّهُ الْعَظِيمُ بِهَا عَيْنَ كُلِّ نَاصِبِيٍّ خَبِيثً، بَاغِضٍ لَهُمَا أَبْغَضَ اللَّهُ مَنْ أَبْغَضَهُمَا. اهـ
ثم بوب: بَابُ ذِكْرِ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ»
ثم بوب: بَابُ شِبْهِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ رضي الله عنهما بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
ثم ذكر:
بَابُ ذِكْرِ مَحَبَّةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لِلْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ رضي الله عنهما
1635 – أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ الْبُخَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَثْمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ الزَّمْعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ أَبِي سَهْلٍ، عَنْ حَسَنِ بْنِ أُسَامَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: طَرَقْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةً لِبَعْضِ حَاجَتِهِ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُشْتَمِلًا عَلَى شَيْءٍ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا هَذَا الَّذِي أَنْتَ مُشْتَمِلٌ عَلَيْهِ؟ فَكَشَفَ، فَإِذَا حَسَنٌ وَحُسَيْنٌ رضي الله عنهما فَقَالَ: «هَذَانِ ابْنَايَ، وَابْنَا فَاطِمَةَ، اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّهُمَا، فَأَحِبَّهُمَا»
1635 – أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ الْبُخَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَثْمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ الزَّمْعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ أَبِي سَهْلٍ، عَنْ حَسَنِ بْنِ أُسَامَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: طَرَقْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةً لِبَعْضِ حَاجَتِهِ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُشْتَمِلًا عَلَى شَيْءٍ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا هَذَا الَّذِي أَنْتَ مُشْتَمِلٌ عَلَيْهِ؟ فَكَشَفَ، فَإِذَا حَسَنٌ وَحُسَيْنٌ رضي الله عنهما فَقَالَ: «هَذَانِ ابْنَايَ، وَابْنَا فَاطِمَةَ، اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّهُمَا، فَأَحِبَّهُمَا»
1637 – وَحَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَيُّوبَ السَّقَطِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا شَبَابَةُ يَعْنِي ابْنَ سَوَّارٍ عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حَمَلَ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ رضي الله عنهما عَلَى عَاتِقِهِ وَقَالَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُ فَأَحِبَّهُ»
بَابُ حَثِّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أُمَّتَهُ عَلَى مَحَبَّةِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ وَأَبِيهِمَا وَأُمِّهِمَا رضي الله عنهم أَجْمَعِينَ
1638 – حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَخِي، مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنهم: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَخَذَ بِيَدِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ رضي الله عنهما، فَقَالَ: «مَنْ أَحَبَّنِي وَأَحَبَّ هَذَيْنِ وَأَبَاهُمَا وَأُمَّهُمَا كَانَ مَعِي فِي دَرَجَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ»
1639 – أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ زَاطِيَا قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ رضي الله عنهما يَحْبُوَانِ حَتَّى يَأْتِيَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ، فَيَرْكَبَانِ عَلَى ظَهْرِهِ، فَإِذَا جَاءَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ لِيَمِيطَهُمَا عَنْهُ أَشَارَ إِلَيْهِ أَنْ دَعْهُمَا، فَإِذَا قَضَى الصَّلَاةَ ضَمَّهُمَا إِلَى نَحْرِهِ ثُمَّ قَالَ: «بِأَبِي وَأُمِّي مَنْ كَانَ يُحِبُّنِي فَلْيُحِبَّ هَذَيْنِ»
1640 – حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ مَوْلَى رَبَاحٍ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، هَكَذَا قَالَ ابْنُ عَبَّادٍ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: أَنَّ مَرْوَانَ أَتَى أَبَا هُرَيْرَةَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فَقَالَ مَرْوَانُ لِأَبِي هُرَيْرَةَ: مَا وَجَدْتُ عَلَيْكَ فِي شَيْءٍ مُنْذُ اصْطَحَبْنَا إِلَّا حُبَّكَ حَسَنًا وَحُسَيْنًا قَالَ: فَتَحَفَّزَ أَبُو هُرَيْرَةَ وَجَلَسَ، فَقَالَ: أَشْهَدُ لَخَرَجْنَا مُعْتَمِرِينَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى إِذَا كُنَّا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَوْتَ حَسَنٍ وَحُسَيْنٍ رضي الله عنهما يَبْكِيَانِ وَهُمَا مَعَ أُمِّهِمَا، فَأَسْرَعَ السَّيْرَ حَتَّى أَتَاهُمَا، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ لَهَا: «مَا شَانُ ابْنِيَّ؟» فَقَالَتِ: الْعَطَشُ، فَأَخْلَفَ يَدَهُ إِلَى شَنَّتِهِ فَلَمْ يَجِدْ فِيهَا مَاءً، فَنَادَى: «هَلْ مِنْ أَحَدٍ مِنْكُمْ مَعَهُ مَاءٌ؟» فَلَمْ يَبْقَ مِنَّا أَحَدٌ إِلَّا أَخْلَفَ يَدَهُ إِلَى كُلَابِهِ يَبْتَغِي الْمَاءَ فِي شَنَّتِهِ، فَلَمْ يَجِدْ أَحَدٌ مِنَّا قَطْرَةَ، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَيْسَ مَعَ أَحَدٍ مِنَّا قَطْرَةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «نَاوِلِينِي أَحَدَهُمَا» فَنَاوَلَتْهُ إِيَّاهُ مِنْ تَحْتِ الْخِدْرِ، فَأَخَذَهُ فَضَمَّهُ إِلَى صَدْرِهِ وَهُوَ يَضَعُ مَا يُسْكِتُ، فَأَدْلَعُ لَهُ لِسَانَهُ، فَجَعَلَ يَمُصُّهُ حَتَّى هَدَأَ وَسَكَتَ، فَمَا سُمِعَ لَهُ بُكَاءٌ،
وَالْآخَرُ يَبْكِي كَمَا هُوَ مَا سَكَتَ، فَنَاوَلَهَا إِيَّاهُ، وَقَالَ لَهَا: «نَاوِلِينِي الْآخَرَ» فَنَاوَلَتْهُ إِيَّاهُ، فَفَعَلَ بِهِ كَذَلِكَ، فَسَكَتَا فَمَا سُمِعَ لَهُمَا صَوْتٌ، ثُمَّ قَالَ: «سِيرُوا» فَتَصَدَّعْنَا يَمِينًا وَشِمَالًا عَنِ الظَّعَائِنِ حَتَّى لَقِينَاهُ عَلَى الطَّرِيقِ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَإِنِّي لَا أُحِبُّ هَذَيْنِ وَقَدْ رَأَيْتُ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
1641 – حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُثْمَانَ الْحَضْرَمِيُّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبَى هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ الْحُسَيْنُ رضي الله عنه عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَكَانَ يُحِبُّهُ حُبًّا شَدِيدًا، فَقَالَ: أَذْهَبُ إِلَى أُمِّي، فَقُلْتُ: أَذْهَبُ مَعَهُ؟ قَالَ: «لَا» فَجَاءَتْ بَرْقَةٌ مِنَ السَّمَاءِ، فَمَشَى فِي ضَوْئِهَا حَتَّى بَلَغَ
بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لِلْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ رضي الله عنهما «هُمَا رَيْحَانَتَايَ مِنَ الدُّنْيَا»
1642 – حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْهَيْثَمِ النَّاقِدُ قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ أَبُو النَّصْرِ قَالَ: حَدَّثَنَا مَهْدِيٌّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ عَنِ ابْنِ أَبِي نُعْمٍ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ ابْنِ عُمَرَ إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ فَسَأَلَهُ عَنْ دَمِ الْبَعُوضِ؟ فَقَالَ: انْظُرُوا إِلَى هَذَا، يَسْأَلُنِي عَنْ دَمِ الْبَعُوضِ، وَهُمْ قَتَلُوا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «هُمَا رَيْحَانَتَايَ مِنَ الدُّنْيَا»
1643 – وَحَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ حَرْبٍ الْقَاضِي قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا شَبَابَةُ يَعْنِي ابْنَ سَوَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نُعْمٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ، وَأَتَاهُ رَجُلٌ فَسَأَلَهُ عَنْ دَمِ الْبَعُوضِ فَقَالَ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ فَقَالَ: مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ، فَقَالَ: هَلُمُّوا انْظُرُوا إِلَى هَذَا، يَسْأَلُنِي عَنْ دَمِ الْبَعُوضِ، وَقَدْ قَتَلُوا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «هُمَا رَيْحَانَتَايَ مِنَ الدُّنْيَا»
1644 – حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ اللَّيْثِ الْجَوْهَرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ: رَأَيْتُ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ رضي الله عنهما يَثِبَانِ عَلَى ظَهْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يُصَلِّي، فَيَمْسِكُهُمَا بِيَدِهِ حَتَّى إِذَا اسْتَقَرَّ عَلَى الْأَرْضِ تَرَكَهُمَا، فَلَمَّا صَلَّى أَجْلَسَهُمَا فِي حِجْرِهِ ثُمَّ مَسَحَ رُؤُسَهُمَا ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ ابْنِيَّ هَذَيْنِ رَيْحَانَتَايَ مِنَ الدُّنْيَا» ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ: «إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ، وَأَرْجُو أَنْ يُصْلِحَ اللَّهُ عز وجل بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ فِي آخِرِ الزَّمَانِ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ: يَعْنِي بِهِ الْحَسَنَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
1645 – وَحَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ الْحَسَنِ قَاضِي حَلَبَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ مُصْعَبُ بْنُ سَعِيدٍ الْمِصِّيصِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرٍو، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي، فَكَانَ إِذَا سَجَدَ جَاءَ الْحَسَنُ فَرَكِبَ ظَهْرَهُ، فَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ أَخَذَهُ فَوَضَعَهُ عَلَى الْأَرْضِ وَضَعَا رَفِيقًا، فَإِذَا سَجَدَ رَكِبَ، ظَهْرَهُ فَلَمَّا صَلَّى أَخَذَهُ فَوَضَعَهُ فِي حِجْرِهِ، فَجَعَلَ يُقَبِّلُهُ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: أَتَفْعَلُ بِهَذَا الصَّبِيِّ هَكَذَا؟ فَقَالَ: «إِنَّهُ رَيْحَانَتِي، وَعَسَى اللَّهُ عز وجل أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ»
ثم بوب الآجري:
بَابُ ذِكْرِ حَمْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لِلْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ رضي الله عنهما عَلَى ظَهْرِهِ فِي الصَّلَاةِ وَغَيْرِ الصَّلَاةِ
بَابُ ذِكْرِ مُلَاعَبَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لِلْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ رضي الله عنهما
بَابُ ذِكْرِ إِخْبَارِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَنْ صَلَاحِ الْمُسْلِمِينَ بِالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ رضي الله عنهما
بَابُ إِخْبَارِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِقَتْلِ الْحُسَيْنِ رضي الله عنه وَقَوْلِهِ: «اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَى قَاتَلِهِ»
بَابُ ذِكْرِ نَوْحِ الْجِنِّ عَلَى الْحُسَيْنِ رضي الله عنه
بَابٌ فِي الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ رضي الله عنهما مَنْ أَحَبَّهُمَا فَلِلْرَسُولِ صلى الله عليه وسلم يُحِبُّ وَمَنْ أَبْغَضَهُمَا فَلِلْرَسُولِ صلى الله عليه وسلم يُبْغِضُ
وأورد تحت كل باب مجموعة من الأحاديث لم نذكرها اختصارا للوقت
[الشريعة للآجري 5/ 2137]
راجع ترجمه مطوله للحسن بن علي في
[أسد الغابة في معرفة الصحابة 2/ 13]
وكذلك طول في ترجمة الحسين بْن علي
[أسد الغابة في معرفة الصحابة 2/ 24]
قال ابن تيمية:
فإذا كان المعتمد عليهم يذكرون أن رأس الحسين دفن بالمدينة وقد ذكر غيرهم أنه إما أن يكون قد عاد إلى البدن فدفن معه بكربلاء وإما أنه دفن بحلب أو بدمشق أو نحو ذلك من الأقوال التي لا أصل لها ولم يذكر أحد ممن يعتمد عليه أنه بعسقلان – علم أن ذلك باطل إذ يمتنع أن يكون أهل العلم والصدق: على الباطل وأهل الجهل والكذب: على الحق في الأمور النقلية التي إنما تؤخذ عن أهل العلم والصدق لا عن أهل الجهل والكذب. الوجه الرابع: أن الذي ثبت في صحيح البخاري: ” أن الرأس حمل إلى قدام عبيد الله بن زياد وجعل ينكت بالقضيب على ثناياه بحضرة أنس بن مالك ” وفي المسند: ” أن ذلك كان بحضرة أبي برزة الأسلمي ” ولكن بعض الناس روى بإسناد منقطع ” أن هذا النكت كان بحضرة يزيد بن معاوية ” وهذا باطل. فإن أبا برزة وأنس بن مالك كانا بالعراق لم يكونا بالشام ويزيد بن معاوية كان بالشام لم يكن بالعراق حين مقتل الحسين فمن نقل أنه نكت بالقضيب ثناياه بحضرة أنس وأبي برزة قدام يزيد فهو كاذب قطعا كذبا معلوما بالنقل المتواتر. ومعلوم بالنقل المتواتر: أن عبيد الله بن زياد كان هو أمير العراق حين مقتل الحسين وقد ثبت بالنقل الصحيح: أنه هو الذي أرسل عمر بن سعد بن أبي وقاص مقدما على الطائفة التي قاتلت الحسين وكان عمر قد امتنع من ذلك فأرغبه ابن زياد وأرهبه حتى فعل ما فعل. وقد ذكر المصنفون من أهل العلم بالأسانيد المقبولة: أنه لما كتب أهل العراق إلى الحسين وهو بالحجاز: أن يقدم عليهم وقالوا: إنه قد أميتت السنة وأحييت البدعة. وأنه وأنه حتى يقال: إنهم أرسلوا إليه كتبا ملء صندوق وأكثر وأنه أشار عليه الأحباء الألباء فلم يقبل مشورتهم فإنه كما قيل:
وما كل ذي لب بمؤتيك نصحه … وما كل مؤت نصحه بلبيب
فقد أشار عليه مثل عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر وغيرهما بأن لا يذهب إليهم. وذلك كان قد رآه أخوه الحسن – واتفقت كلمتهم على أن هذا لا مصلحة فيه وأن هؤلاء العراقيين يكذبون عليه ويخذلونه إذ هم أسرع الناس إلى فتنة وأعجزهم فيها عن ثبات وأن أباه كان أفضل منه وأطوع في الناس وكان جمهور الناس معه. ومع هذا فكان فيهم من الخلاف عليه والخذلان له ما الله به عليم. حتى صار يطلب السلم بعد أن كان يدعو إلى الحرب. وما مات إلا وقد كرههم كراهة الله بها عليم. ودعا عليهم وبرم بهم. فلما ذهب الحسين رضي الله عنه وأرسل ابن عمه مسلم بن عقيل إليهم واتبعه طائفة. ثم لما قدم عبيد الله بن زياد الكوفة قاموا مع ابن زياد وقتل مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة وغيرهما فبلغ الحسين ذلك فأراد الرجوع فوافته سرية عمر بن سعد وطلبوا منه أن يستأسر لهم فأبى وطلب أن يردوه إلى يزيد ابن معاوية حتى يضع يده في يده أو يرجع من حيث جاء أو يلحق ببعض الثغور فامتنعوا من إجابته إلى ذلك بغيا وظلما وعدوانا. وكان من أشدهم تحريضا عليه شمر بن ذي الجوشن. ولحق بالحسين طائفة منهم. ووقع القتل حتى أكرم الله الحسين ومن أكرمه من أهل بيته بالشهادة رضي الله عنهم وأرضاهم. وأهان بالبغي والظلم والعدوان من أهانه بما انتهكه من حرمتهم واستحله من دمائهم {ومن يهن الله فما له من مكرم إن الله يفعل ما يشاء} وكان ذلك من نعمة الله علاج الحسين وكرامته له لينال منازل الشهداء حيث لم يجعل له في أول الإسلام من الابتلاء والامتحان ما جعل لسائر أهل بيته كجده صلى الله عليه وسلم وأبيه وعمه وعم أبيه رضي الله عنهم.
[مجموع الفتاوى 27/ 469]