42 لطائف التفسير
مشاركة أحمد بن علي وعاطف
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
————‘———–‘———
قال تعالى:
(فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ)
[سورة التوبة 55]
وقوله تعالى (وَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ)
[سورة التوبة 85]
قلت سيف:
المال عذاب للمنافق في الدنيا، لذا يصعب على الكفار مفارقة الدنيا لتعلقهم بزخارفها
(وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ)
[سورة البقرة 96]
——-
قال الشيخ السعدي في تفسير قوله تعالى: ف تعجبك أموال هـؤ ء المنافقين و أو دهـم، فإنه غبطة فيها، وأول بركاتها عليهم أن قدموهـا على مراضى ربهم، وعصوا الله جلها {إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا}
والمراد بالعذاب هـنا، ما ينالهم من المشقة في تحصيلها، والسعي الشديد في ذلك، وهـم القلب فيها، وتعب البدن.
فلو قابلت لذاتهم فيها بمشقاتهم، لم يكن لها نسبة إليها، فهي -لما ألهتهم عن الله وذكره- صارت وبا عليهم حتى في الدنيا.
ومن وبالها العظيم الخطر، أن قلوبهم تتعلق بها، وإرادتهم تتعداهـا، فتكون منتهى مطلوبهم وغاية مرغوبهم و يبقى في قلوبهم ل خرة نصيب، فيوجب ذلك أن ينتقلوا من الدنيا {وتزهـق أنفسهم وهـم كافرون}
فأي عقوبة أعظم من هـذه العقوبة الموجبة للشقاء الدائم والحسرة الم زمة.
—–
قال ابن كثير:
وقوله: {وتزهـق أنفسهم وهـم كافرون}
أي: ويريد أن يميتهم حين يميتهم على الكفر، ليكون ذلك أنكى لهم وأشد لعذابهم، عياذا بالله من ذلك، وهـذا يكون من باب ا ستدراج لهم فيما هـم فيه.
قال الشوكاني:
والمعنى: تستحسن ما معهم من ا موال وا و د إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا بما يحصل معهم من الغم والحزن عند أن يغنمها المسلمون ويأخذوهـا قسرا من أيديهم مع كونها زينة حياتهم وقرة أعينهم، وكذا في ا خرة يعذبهم بعذاب النار بسبب عدم الشكر لربهم الذي أعطاهـم ذلك، وترك ما يجب عليهم من الزكاة فيها، والتصدق بما يحق التصدق به، وقيل في الك م تقديم وتأخير، والمعنى: ف تعجبك أموالهم و أو دهـم في الحياة الدنيا، إنما يريد الله ليعذبهم بها في ا خرة نهم منافقون، فهم ينفقون كارهـين فيعذبون بما ينفقون. قوله: وتزهـق أنفسهم وهـم كافرون الزهـوق: الخروج بصعوبة، والمعنى: أن الله يريد أن تزهـق أنفسهم، وتخرج أرواحهم حال كفرهـم، لعدم قبولهم لما جاءت به ا نبياء، وأرسلت به الرسل، وتصميمهم على الكفر وتماديهم في الض لة،
فتح القدير للشوكاني