41 – كتاب الشِّعْرِ
1 – (2255) حَدَّثَنَا عَمْرٌو النَّاقِدُ، وَابْنُ أَبِي عُمَرَ، كِلَاهُمَا عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، قَالَ: ابْنُ أَبِي عُمَرَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: رَدِفْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا، فَقَالَ: «هَلْ مَعَكَ مِنْ شِعْرِ أُمَيَّةَ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ شَيْءٌ؟» قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: «هِيهْ» فَأَنْشَدْتُهُ بَيْتًا، فَقَالَ: «هِيهْ» ثُمَّ أَنْشَدْتُهُ بَيْتًا، فَقَالَ: «هِيهْ» حَتَّى أَنْشَدْتُهُ مِائَةَ بَيْتٍ
1 – وحَدَّثَنِيهِ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ جَمِيعًا، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ، أَوْ يَعْقُوبَ بْنِ عَاصِمٍ، عَنِ الشَّرِيدِ قَالَ: أَرْدَفَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَلْفَهُ فَذَكَرَ بِمِثْلِهِ
1 – وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ح وحَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ كِلَاهُمَا، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطَّائِفِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: اسْتَنْشَدَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِ حَدِيثِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، وَزَادَ قَالَ: إِنْ كَادَ لِيُسْلِمُ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَهْدِيٍّ قَالَ: «فَلَقَدْ كَادَ يُسْلِمُ فِي شِعْرِهِ»
2 – (2256) حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ السَّعْدِيُّ، جَمِيعًا عَنْ شَرِيكٍ، قَالَ: ابْنُ حُجْرٍ أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” أَشْعَرُ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَتْ بِهَا الْعَرَبُ كَلِمَةُ لَبِيدٍ:
أَلَا كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلَا اللهَ بَاطِلٌ ”
3 – (2256) وحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمِ بْنِ مَيْمُونٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَصْدَقُ كَلِمَةٍ قَالَهَا شَاعِرٌ كَلِمَةُ لَبِيدٍ
أَلَا كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلَا اللهَ بَاطِلٌ
وَكَادَ أُمَيَّةُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ أَنْ يُسْلِمَ»
4 – (2256) وحَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي عُمَرَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” أَصْدَقُ بَيْتٍ قَالَهُ الشَّاعِرُ:
أَلَا كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلَا اللهَ بَاطِلٌ
وَكَادَ ابْنُ أَبِي الصَّلْتِ أَنْ يُسْلِمَ ”
5 – (2256) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” أَصْدَقُ بَيْتٍ قَالَتْهُ الشُّعَرَاءُ:
أَلَا كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلَا اللهَ بَاطِلٌ ”
6 – (2256) وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّاءَ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ” إِنَّ أَصْدَقَ كَلِمَةٍ قَالَهَا شَاعِرٌ كَلِمَةُ لَبِيدٍ:
أَلَا كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلَا اللهَ بَاطِلٌ ”
مَا زَادَ عَلَى ذَلِكَ
7 – (2257) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا حَفْصٌ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، ح وَحَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، كِلَاهُمَا عَنِ الْأَعْمَشِ، ح وَحَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَأَنْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ الرَّجُلِ قَيْحًا يَرِيهِ خَيْرٌ مِنْ أَنْ يَمْتَلِئَ شِعْرًا» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِلَّا أَنَّ حَفْصًا لَمْ يَقُلْ «يَرِيهِ»
8 – (2258) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَأَنْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ أَحَدِكُمْ قَيْحًا يَرِيهِ، خَيْرٌ مِنْ أَنْ يَمْتَلِئَ شِعْرًا»
9 – (2259) حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّقَفِيُّ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ، عَنْ يُحَنِّسَ، مَوْلَى مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ نَسِيرُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْعَرْجِ إِذْ عَرَضَ شَاعِرٌ يُنْشِدُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خُذُوا الشَّيْطَانَ، أَوْ أَمْسِكُوا الشَّيْطَانَ لَأَنْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ رَجُلٍ قَيْحًا خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمْتَلِئَ شِعْرًا»
الفوائد
——————-
– ذكر ابن كثير أنه لا يعرف الحديث بلفظ (آمن شعره ولم يؤمن قلبه) البداية والنهاية
– نقل بعض الأفاضل عن ابن تيمية أنه قال في معنى (باطل) بأنه الذي لا ينفع، ذلك بأن الله هو الحق، فهي بمعنى لا إله إلا الله
– ورد في الحديث: «جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم». (أخرجه أبو داود (2506)).
قال البخاري رحمه الله (5793): عن أبي بن كعب: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال (إن من الشعر حكمة)
قال الحافظ في الفتح (10/ 540):قال الطبري: في هذا الحديث رد على من كره الشعر مطلقا واحتج بقول ابن مسعود الشعر مزامير الشيطان، وعن مسروق أنه تمثل بأول بيت شعر ثم سكت فقيل له، فقال: أخاف أن أجد في صحيفتي شعرا، وعن أبي أمامة رفعه (أن إبليس لما أهبط إلى الأرض قال رب اجعل لي قرآنا قال قرآنك الشعر) ثم أجاب عن ذلك بأنها أخبار واهية وهو كذلك فحديث أبي أمامة فيه علي بن يزيد الألهاني وهو ضعيف وعلى تقدير قوتها فهو محمول على الإفراط فيه والإكثار منه كما سيأتي تقريره بعد باب ويدل على الجواز سائر أحاديث الباب
وذكر منها حديث سماعه لشعر أمية ابن أبي الصلت
وعن مطرف قال: صحبت عمران بن حصين من الكوفة إلى البصرة، فقل منزل نزله إلا وهو ينشدني شعرا وأسند الطبري عن جماعة من كبار الصحابة ومن كبار التابعين أنهم قالوا الشعر وأنشدوه واستنشدوه وأخرج البخاري في الأدب المفرد عن خالد بن كيسان قال: كنت عند ابن عمر فوقف عليه إياس بن خيثمة فقال: ألا أنشدك من شعري قال: بلى ولكن لا تنشدني إلا حسنا.
– وأخرج بن أبي شيبة بسند حسن عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال لم يكن أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم منحرفين ولا متماوتين وكانوا يتناشدون الأشعار في مجالسهم ويذكرون أمر جاهليتهم فإذا أريد أحدهم على شيء من دينه دارت حماليق عينيه اهـ من الفتح
-وورد عن عائشة أنها زفت امرأة إلى رجل من الأنصار فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: يا عائشة ما كان معكم لهو، فإن الأنصار يعجبهم اللهو وفي الإرواء 1995 – ذكر أبيات
أتيناكم أتيناكم – فحيونا نحييكم.
-وروى مسلم رحمه الله (6541): عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنه سمع حسان بن ثابت الأنصاري يستشهد أبا هريرة أنشدك الله هل سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول «يا حسان أجب عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- اللهم أيده بروح القدس». قال أبو هريرة: نعم.
وروى الإمام أبو داود رحمه الله (5015): عن عائشة رضى الله عنها قالت كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يضع لحسان منبرا في المسجد فيقوم عليه يهجو من قال في رسول الله -صلى الله عليه وسلم- …
وسيأتي في مسلم (2490): كيف كان الشعراء يتنافسون في هجاء المشركين، وفيه قول حسان:
هجوت محمدا فأجبت عنه … وعند الله في ذاك الجزاء
الأبيات
وروى الترمذي (2847):عن أنس: أن النبي صلى الله عليه و سلم دخل مكة في عمرة القضاء وعبد الله بن رواحة بين يديه يمشي وهو يقول:
خلوا بني الكفار عن سبيله … اليوم نضربكم على تنزيله
ضربا يزيل الهام عن مقيله … ويذهل الخليل عن خليله، فقال له عمر: يا ابن رواحة بين يدي رسول الله صلى الله عليه و سلم وفي حرم الله تقول الشعر فقال له النبي صلى الله عليه و سلم خل عنه يا عمر فلهي أسرع فيهم من نضح النبل.
وروى الترمذي (2848):عن عائشة قال: قيل لها هل كان النبي صلى الله عليه و سلم يتمثل بشيء من الشعر؟ قالت كان يتمثل بشعر ابن رواحة ويتمثل ويقول ويأتيك بالأخبار من لم تزود.
وروى الإمام البخاري رحمه الله (6146):عن جندب يقول: بينما النبي صلى الله عليه و سلم يمشي إذ أصابه حجر فعثر فدميت إصبعه فقال:
هل أنت إلا إصبع دميت … وفي سبيل الله ما لقيت
وأخرجه مسلم أيضا (1796) أيضا
وروى البخاري رحمه الله (1155):
عن أبي هريرة: يذكر النبي صلى الله عليه و سلم يقول (إن أخا لكم لا يقول الرفث). يعني بذاك ابن رواحة قال:
فينا رسول الله يتلو كتابه … إذا انشق معروف من الفجر ساطع
أرانا الهدى بعد العمى فقلوبنا … به موقنات أن ما قال واقع
يبيت يجافي جنبه عن فراشه … إذا استثقلت بالكافرين المضاجع
وروى البخاري رحمه الله (2837):عن البراء بن عازب قال: رأيت النبي صلى الله عليه و سلم يوم الخندق ينقل معنا التراب وهو يقول:
والله لولا الله ما اهتدينا … ولا صمنا ولا صلينا
فأنزلن سكينة علينا … وثبت الأقدام إن لاقينا
والمشركون قد بغوا علينا … إذا أرادوا فتنة أبينا
أما حديث (لأن يمتلئ جوف رجل قيحا يريه خير من أن يمتلئ شعرا)
قال ابن حجر رحمه الله في “فتح الباري” (10/ 673): وقال النووي استدل به على كراهة الشعر مطلقا وأن قل وأن سلم من الفحش وتعلق بقوله في حديث أبي سعيد خذوا الشيطان وأجيب باحتمال أن يكون كافرا أو كان الشعر هو الغالب عليه أو كان شعره الذي ينشده إذ ذاك من المذموم وبالجملة فهي واقعة عين يتطرق إليها الاحتمال ولا عموم لها فلا حجة فيها وألحق ابن أبي جمرة بامتلاء الجوف بالشعر المذموم حتى يشغله عما عداه من الواجبات والمستحبات الامتلاء من السجع مثلاً … اهـ.
قال الطحاوي في مشكلة: فلما جاءت هذه الآثار متواترة بإباحة قول الشعر ثبت أن ما نهى عنه في الآثار … الذي فيه القذع. وذكر قول من قال أن النهي لمن غلب عليه.
وقلت: وبوب البخاري في الأدب باب من كره الغالب عليه الشعر وابن حبان بوب باب الزجر عن أن يغلب على المرء الشعر حتى يقطعه عن الفرائض وبعض النوافل ومرة بوب باب إباحة انشاء الشعر الذي لا يكون فيه هجاء مسلم …
وقال البيهقي في الكبرى 244/ 10: معنى الحديث أن يمتلئ قلبه حتى يغلب عليه فيشغله عن القرآن وعن ذكر الله عز وجل.
وقال ابن كثير: على أن الشعر فيه ما هو مشروع وهو هجاء المشركين … ومنه ما فيه حكم ومواعظ وآداب كما في شعر جماعة من الجاهلية.
وروى ابن أبي شيبة في “المصنف” (38055):
عن أبي سلمة، ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، قالا: كانت بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين المشركين هدنة، فكان بين بني كعب وبين بني بكر قتال بمكة، فقدم صريخ لبني كعب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:
اللهم إني ناشد محمدا … حلف أبينا وأبيه الأتلدا
فانصر هداك الله نصرا أعتدا … وادع عباد الله يأتوا مددا.
الحديث من مراسيل أبي سلمة ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب. وأخرجه أيضا ابن أبي شيبة رحمه الله في رقم (38057): عن عكرمة مرسلا.
وأخرجه البزار رحمه الله في مسنده (8013) عَن أبي هُرَيرة به، وأخرجه أيضا أبو نعيم الأصبهاني رحمه الله في “معرفة الصحابة” (4376) عن المسور بن مخرمة، ومروان بن الحكم، وغيرهم من علمائنا.
وأخرجه أيضا البيهقي رحمه الله في “الكبرى” (18638)
– وقول الله تعالى: (وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (225) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ) [الشعراء: 224 – 226]
فقد روى البخاري رحمه الله “الأدب المفرد” (871):
عن ابن عباس: والشعراء يتبعهم الغاوون ألم تر أنهم في كل واد يهيمون وأنهم يقولون ما لا يفعلون فنسخ من ذلك واستثنى فقال إلا الذين آمنوا إلى قوله ينقلبون.
تنبيه حديث: عن عائشة الشعر بمنزلة الكلام حسنه كحسن الكلام وقبيحه كقبيح الكلام. رجح البيهقي إرساله، وورد مرفوعاً عند أبي يعلى وموقوفاً عند البخاري في الأدب والمرفوع والموقوف من طريق عروة ورواية الموقوف أصح، وورد كذلك عن عبدالله بن عمرو وفيه عبدالرحمن بن أنعم الأفريقي،
وحديث (نهى عن الشراء والبيع في المسجد، وأن تنشد فيه ضالة، وأن ينشد فيه شعر … ) أخرجه أبوداود 1079 وعلقت هناك أن الخطيب أعله.
وروى مسلم رحمه الله (4779):في قصة أخذ بعض القبائل نوق النبي صلى الله عليه وسلم، أخذ ابن الأكوع يتبعهم ويرميهم ويرتجز:
أنا ابن الأكوع … واليوم يوم الرضع
وخلصها النوق منهم.
ثم قال: فوالله ما لبثنا إلا ثلاث ليال حتى خرجنا إلى خيبر مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال فجعل عمى عامر يرتجز بالقوم:
تالله لولا الله ما اهتدينا … ولا تصدقنا ولا صلينا
ونحن عن فضلك ما استغنينا … فثبت الأقدام إن لاقينا
وأنزلن سكينة علينا
فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «من هذا». قال أنا عامر. قال «غفر لك ربك». …
قال فلما قدمنا خيبر قال خرج ملكهم مرحب يخطر بسيفه ويقول”
قد علمت خيبر أنى مرحب … شاكى السلاح بطل مجرب … إذا الحروب أقبلت تلهب
قال: وبرز له عمى عامر فقال:
قد علمت خيبر أنى عامر … شاكى السلاح بطل مغامر.
قال: فاختلفا ضربتين فوقع سيف مرحب في ترس عامر وذهب عامر يسفل له فرجع سيفه على نفسه فقطع أكحله فكانت فيها نفسه.
وخرج له علي فقال: أنا الذي سمتني أمي حيدره … كليث غابات كريه المنظرة، أوفيهم بالصاع كيل السندره
– وورد عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: إن أعظم الناس جرما إنسان شاعر يهجو القبيلة من أسرها ورجل تنفى من أبيه.
– وبرأ الله عزوجل نبيه من نظم الشعر:
قال الله تعالى: (وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآَنٌ مُبِينٌ [يس: 69]، أما كونه قال مرة أنا النبي لا كذب، فلا يطلق على من ذكر البيت والبيتين أنه شاعر (قرره ابن حجر)
ونفى الله عزوجل عن نبيه معرفة الشعر لحكم منها لكي لا يكون لقريش مطعن.
أما رواية (لأن يمتلأ جوف أحدكم شعراً هجيت به … ) فلا تصح
وروى مسلم (6513):قال أنيس- وهو أخو أبي ذر. .. لقد سمعت قول الكهنة فما هو بقولهم ولقد وضعت قوله على أقراء الشعر فما يلتئم على لسان أحد بعدى أنه شعر والله إنه لصادق وإنهم لكاذبون … (الحديث).
وروى مسلم (2045): وقال ضماد وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «إن الحمد لله نحمده ونستعينه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله أما بعد». قال فقال أعد على كلماتك هؤلاء. فأعادهن عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثلاث مرات – قال – فقال: لقد سمعت قول الكهنة وقول السحرة وقول الشعراء فما سمعت مثل كلماتك هؤلاء … فبايعه …
-وروى البخاري (1790):عن عائشة رضي الله عنها قالت: لما قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم المدينة وعك أبو بكر وبلال فكان أبو بكر إذا أخذته الحمى يقول: كل امرئ مصبح في أهله … والموت أدنى من شراك نعله.
وكان بلال إذا أقلع عنه الحمى يرفع عقيرته يقول:
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة … بواد وحولي إذخر وجليل
وهل أردن يوما مياه مجنة … وهل يبدون لي شامة وطفيل
وروى البخاري (963):كان ابن عمر يتمثل بشعر أبي طالب: وأبيض يستسقى الغمام بوجهه … ثمال اليتامى عصمة للأرامل.
تنبيه: حديث (من قرض بيتاً من شعر بعد العشاء الآخرة لم تقبل له صلاة تلك الليلة) لا يصح، وراجع ضعفاء العقيلي، وعلل ابن أبي حاتم 2285
وكذلك حديث (من أراد برَّ والديه فليعط الشعراء) قال ابن حبان في المجروحين: حديث باطل
– ولا حجة في الحديث وكون النبي صلى الله عليه وسلم سمع الشعر، لمن قال بجواز سماع الأغاني وقال الله عز وجل: {والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما} [الفرقان: 72].
وقد ذكر ابن كثير في تفسيره ما جاء عن محمد بن الحنفية أنه قال: الزور هنا الغناء، وجاء عند القرطبي والطبري عن مجاهد في قوله تعالى: {والذين لا يشهدون الزور} قال: لا يسمعون الغناء. وجاء عن الطبري في تفسيره: “قال أبو جعفر: وأصل الزور تحسين الشيء، ووصفه بخلاف صفته … ويدخل فيه الغناء (تفسير الطبري).
وفي قوله عز وجل: {و إذا مروا باللغو مروا كراما} قال الإمام الطبري في تفسيره: … وذلك كالغناء
أدلة التحريم من السنة النبوية الشريفة:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحِرَ و الحرير و الخمر و المعازف، و لينزلن أقوام إلى جنب علم، يروح عليهم بسارحة لهم، يأتيهم لحاجة، فيقولون: ارجع إلينا غدا، فيبيتهم الله، ويضع العلم، ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة» (رواه البخاري تعليقا برقم 5590، ووصله الطبراني والبيهقي، وراجع السلسلة الصحيحة للألباني 91).
وقال الطبري: وقد أجمع علماء الأمصار على كراهة الغناء، والمنع منه.
وسئل الشافعي رضي الله عنه عن هذا؟ فقال: أول من أحدثه الزنادقة في العراق حتى يلهوا الناس عن الصلاة وعن الذكر (الزواجر عن اقتراف الكبائر).
قال ابن القيم رحمه الله: “وأما مذهب الإمام أحمد فقال عبد الله ابنه: سألت أبي عن الغناء فقال: الغناء ينبت النفاق بالقلب،
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: “مذهب الأئمة الأربعة أن آلات اللهو كلها حرام … ولم يذكر أحد من أتباع الأئمة في آلات اللهو نزاعا” (المجموع).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في بيان حال من اعتاد سماع الغناء: “ولهذا يوجد من اعتاده واغتذى به لا يحن على سماع القرآن، ولا يفرح به (المجموع).
قال الألباني: “اتفقت المذاهب الأربعة على تحريم آلات الطرب كلها” (السلسلة الصحيحة 1/ 145).
قال الإمام ابن القيم: عن الغناء: “فإنه رقية الزنا، وشرك الشيطان، وخمرة العقول، ويصد عن القرآن أكثر من غيره من الكلام الباطل لشدة ميل النفوس إليه ورغبتها فيه”. وقال رحمه الله: في قلب عبد ليس يجتمعان … حب القرآن وحب ألحان الغنا
الاستثناء: ويستثنى من ذلك الدف – بغير خلخال- في الأعياد والنكاح للنساء،
والأدلة التي سبق ذكرناها وأن النبي صلى الله عليه سمع الشعر، وسمع الحداء وقال: رفقاً يا أنجشة
تدل على أن التغني بالشعر جائز، سواء كان بأصوات فردية أو جماعية، وهناك ضوابط تراعى في هذا الأمر وضعها لنا أهل العلم وهي: عدم استعمال الآلات والمعازف المحرمة، عدم الإكثار منه وجعله ديدن المسلم وكل وقته وتضييع الواجبات والفرائض لأجله، أن لا يكون بصوت النساء، وأن لا يشتمل على كلام محرم أو فاحش، وأن لا يشابه ألحان أهل الفسق والمجون، وأن يخلو من المؤثرات الصوتية التي تنتج أصواتا مثل أصوات المعازف. وأيضا يراعى أن لا يكون ذا لحن يطرب به السامع ويفتنه كالذين يسمعون الأغاني.
وفي الصحيحة 1102عن أنس بن مالك أن اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يقولون وهم يحفرون الخندق نحن الذين بايعوا محمدا على الجهاد ما بقينا ابدا. والنبي صلى الله عليه وسلم يقول اللهم إن الخير خير الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة …
قال شيخ الإسلام: فرق الشافعي بين الشعر والتغبير. فذم التغبير، وقال في الشعر: حسنه كحسن الكلام وقبيحه كقبيحه.
وللاستزادة في حكم الغناء يمكن مراجعة: كتاب الإعلام بنقد كتاب الحلال والحرام للشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان، وكتاب السماع لشيخ الإسلام ابن القيم، وكتاب تحريم آلات الطرب للشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله.
– نقل الأخ طارق: كلام شيخ الاسلام …. هل يجوز الثناء على الله ودعاؤه بالشعر؟، وما دلت عليه الأدلة الشرعية في إنشاد الشعر وإنشاؤه واستماعه.
قال رحمه الله في الرد على البكري (ص298 – 304/ ط. المنهاج): ويجوز مدح الله و الثناء عليه بالنظم وكذلك دعاؤه … و ثبت عنه أنه كان يستنشد الشريد بن السويد الثقفي شعر أمية ابن أبي الصلت وهو يقول:” هيه هيه”
وذلك مثل قوله:
مجدوا الله فهو للمجد أهل … ربنا في السماء أمسى كبيرا …
بالبناء الأعلى الذي سبق النا … س و سوى فوق السماء سريرا
شرجعا ما يناله بصر العين … ترى دونه الملائك صورا …
ومن شعر أهل الجاهلية لحاتم الطائي
كل يوم رزق الإله وأيسروا … فإن على الرحمن رزقكم غدا
ولعلنا فيما بعد إن شاء الله ننبه لبعض الأشعار التي ذكرت في بعض المواطن ونبين صحتها من ضعفها
مثل: يا عابد الحرمين، وبانت سعاد، وغيرها