4. رياح المسك العطرة بمشاركات الأصحاب المباركة على صحيح البخاري
مجموعة أبي صالح حازم وأحمد بن علي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
ومراجعة سيف بن غدير النعيمي
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا)
——-‘——‘——–‘
——-‘——-‘——-‘
——-‘——-‘——-‘
كتاب بدء الوحي
4 – قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَأَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيَّ، قَالَ: وَهُوَ يُحَدِّثُ عَنْ فَتْرَةِ الوَحْيِ فَقَالَ فِي حَدِيثِهِ: ” بَيْنَا أَنَا أَمْشِي إِذْ سَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ السَّمَاءِ، فَرَفَعْتُ بَصَرِي، فَإِذَا المَلَكُ الَّذِي جَاءَنِي بِحِرَاءٍ جَالِسٌ عَلَى كُرْسِيٍّ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، فَرُعِبْتُ مِنْهُ، فَرَجَعْتُ فَقُلْتُ: زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي ” فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا المُدَّثِّرُ. قُمْ فَأَنْذِرْ} [المدثر: 2] إِلَى [ص:8] قَوْلِهِ {وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} [المدثر: 5]. فَحَمِيَ الوَحْيُ وَتَتَابَعَ تَابَعَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، وَأَبُو صَالِحٍ، وَتَابَعَهُ هِلاَلُ بْنُ رَدَّادٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَقَالَ يُونُسُ، وَمَعْمَرٌ بَوَادِرُهُ
——–
فوائد الحديث:
1 – حديث جابر رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي في السنن الكبرى.
2 – قوله (قال ابن شهاب) هو موصول بالإسناد السابق.
3 – قوله (أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيَّ) زاد مسلم من طريق يونس بن يزيد ” وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
4 – قوله (أن جابر قال) وعند مسلم من طريق عقيل ” أخبرني جابر”
5 – قوله (فَقَالَ فِي حَدِيثِهِ) أي رسول الله صلى الله عليه وسلم صرح به الشيخان من طريق يونس بن يزيد.، وعند مسلم من طريق عقيل ” أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ.
6 – قوله (وَهُوَ يُحَدِّثُ عَنْ فَتْرَةِ الوَحْيِ) وعند مسلم من طريق عقيل ” «ثُمَّ فَتَرَ الْوَحْيُ عَنِّي فَتْرَةً” فصرح بالرفع. وعند الطبري من طريق يونس “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحدّث عن فترة الوحي”.
7 – قوله (بَيْنَا أَنَا أَمْشِي) وعند البخاري ومسلم من طريق يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة وفيه ” جَاوَرْتُ بِحِرَاءٍ شَهْرًا، فَلَمَّا قَضَيْتُ جِوَارِي نَزَلْتُ فَاسْتَبْطَنْتُ بَطْنَ الْوَادِي”.
8 – قوله (إِذْ سَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ السَّمَاءِ) ليلفت نظر النبي صلى الله عليه وسلم. وعند البخاري ومسلم من طريق يحيى بن أبي كثير … ” فَنُودِيتُ فَنَظَرْتُ أَمَامِي وَخَلْفِي، وَعَنْ يَمِينِي، وَعَنْ شِمَالِي، فَلَمْ أَرَ أَحَدًا، ثُمَّ نُودِيتُ فَنَظَرْتُ فَلَمْ أَرَ أَحَدًا”.
9 – قوله (فَرَفَعْتُ بَصَرِي) وعند البخاري ومسلم من طريق يحيى بن أبي كثير ” ثُمَّ نُودِيتُ فَرَفَعْتُ رَاسِي” أي نحو السماء لينظر تجاه مصدر الصوت.
10 – قوله (فَإِذَا المَلَكُ الَّذِي جَاءَنِي بِحِرَاءٍ جَالِسٌ عَلَى كُرْسِيٍّ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ) وعند مسلم من طريق يحيى بن أبي كثير ” فَإِذَا هُوَ عَلَى الْعَرْشِ فِي الْهَوَاءِ – يَعْنِي جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ –” أي عرفه النبي صلى الله عليه وسلم. وصرح هنا بأن الملك هو جبريل عليه السلام.
11 – قوله (فَرُعِبْتُ مِنْهُ) وزاد مسلم من طريق يونس بن يزيد ” فجُئِثْتُ مِنْهُ فَرَقًا” أي خفت، وزاد مسلم أيضا من طريق عقيل ” حَتَّى هَوَيْتُ إِلَى الْأَرْضِ”. وعند مسلم من طريق يحيى بن أبي كثير ” فَأَخَذَتْنِي رَجْفَةٌ شَدِيدَةٌ” وعند ابن مندة في الإيمان من طريق يحيى المذكورة ” فجثثت” وزاد قَالَ أَبُو دَاوُدَ- أي الطيالسي: يَعْنِي: فَصُرِعَتْ مِنْه انتهى قلت أي جثى فسقط على الأرض.
12 – قوله (فَرَجَعْتُ) وعند النسائي في الكبرى 11743 من طريق حجين بن المثنى عن الليث ” فَجِئْتُ أَهْلِي ” وعند ابن مندة في الإيمان له 681 من طريق يونس بن يزيد ” فَرَجَعْتُ إِلَى مَنْزِلي”، وعند البخاري ومسلم من طريق يحيى بن أبي كثير ” فَأَتَيْتُ خَدِيجَةَ” رضي الله عنها، وذلك بعد وفاة ورقة بن نوفل، وذلك لقوله في بعض طرق حديث عائشة السابق ” ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ وَرَقَةُ أَنْ تُوُفِّيَ، وَفَتَرَ الْوَحْيُ فَتْرَةً”.
13 – قوله (فَقُلْتُ: زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي) وعند البخاري من طريق ابن أبي كثير “وَصُبُّوا عَلَيَّ مَاءً بَارِدًا “وزاد البخاري من طريق يونس … “فَدَثَّرُوهُ “، وزاد البخاري ومسلم من طريق يحيى بن أبي كثير “فَصَبُّوا عَلَيَّ مَاءً باردا”، ظاهره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يروي القصة للصحابة رضي الله عنهم أو لبعضهم.
14 – قوله (فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا المُدَّثِّرُ. قُمْ فَأَنْذِرْ} [المدثر: 2] إِلَى قَوْلِهِ {وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} [المدثر: 5]. زاد البخاري ومسلم والترمذي من طريق معمر ” قَبْلَ أَنْ تُفْرَضَ الصَّلَاةُ”.
15 – وقوله ” قبل أن تفرض الصلاة” قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَأَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: وَقَدْ كَانَتْ خَدِيجَةُ تُوُفِّيَتْ قَبْلَ أَنْ تُفْرَضَ الصَّلَاةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «رَأَيْتُ لِخَدِيجَةَ بَيْتًا مِنْ قَصَبٍ لَا صَخَبَ فِيهِ، وَلَا نَصَبَ وَهُوَ ذَهَبُ اللُّؤْلُؤِ» أخرجه أبو عوانة في مستخرجه من طريق يونس بن يزيد وابن مندة في الإيمان من طريق معمر به. قلت أصله في الصحيحين بلفظ التبشير.
16 – فيه أن تطهير الثياب كان واجباً قبل الصلاة. قاله الكرماني في شرحه الكواكب الدراري. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: توفيت خديجة قبل أن تفرض الصلاة رواه الزبير بن بكار- كما في المنتخب من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ومن طريقه الطبراني في المعجم الكبير 1099 – بإسناد ضعيف قاله الحافظ ابن رجب في فتح الباري له. قلت فيه محمد بن الحسن بن زبالة كذبوه.
17 – ورد في أول حديث الباب عند الشيخين من طريق يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، سَأَلْتُ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَوَّلِ مَا نَزَلَ مِنَ القُرْآنِ، قَالَ: {يَا أَيُّهَا المُدَّثِّرُ} [المدثر: 1] قُلْتُ: يَقُولُونَ: {اقْرَا بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} [العلق: 1] فَقَالَ أَبُو سَلَمَةَ: سَأَلْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ ذَلِكَ، وَقُلْتُ لَهُ مِثْلَ الَّذِي قُلْتَ: فَقَالَ جَابِرٌ: لاَ أُحَدِّثُكَ إِلَّا مَا حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ …
18 – قَالَ ابن حبان في صحيحه فِي خَبَرِ جَابِرٍ هَذَا: إِنَّ أَوَّلَ مَا أُنْزِلَ مِنَ الْقُرْآنِ {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} وَفِي خَبَرِ عَائِشَةَ: {اقْرَا بِاسْمِ رَبِّكَ} وَلَيْسَ بَيْنَ هَذَيْنِ الْخَبَرَيْنِ تَضَادٌّ إِذِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْزَلَ عَلَى رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم {اقْرَا بِاسْمِ رَبِّكَ} وَهُوَ فِي الْغَارِ بِحِرَاءَ فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى بَيْتِهِ دَثَّرَتْهُ خَدِيجَةُ وَصَبَّتْ عَلَيْهِ الْمَاءَ الْبَارِدَ وَأُنْزِلَ عَلَيْهِ فِي بَيْتِ خَدِيجَةَ {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ}.
19 – فيه “أَنَّ أَوّلَ مَا نَزَلَ مِنَ القُرْآنِ {اقْرَا بِاسْمِ رَبِّكَ}، ثُم سوْرَةُ المُدَّثِّر”.قاله أبو عوانة في مستخرجه.
20 – قال الواحدي في أسباب النزول” بان بهذا الْحَدِيْث أن الوحي كَانَ قَدْ فَتَرَ بَعْدَ نزول: {اقْرَا بِاسْمِ رَبِّكَ}، ثُمَّ نزل {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ}، والذي يوضح ما قُلْنَا: إخبار النَّبِيّ – صلى الله عليه وسلم – أن المَلَك الَّذِي جاء بحراء جالس، فدل عَلَى أن هَذِهِ القصة إِنَّمَا كَانَتْ بَعْدَ نزول: {اقْرَا} “.
21 – . قلت ومن فقه جابر رضي الله عنهما أنه ذكر ما حفظ ولم ينف ما لم يحفظ.
22 – عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، قَالَتْ: ” إِنَّ أَوَّلَ مَا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ {اقْرَا بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} رواه الفاكهي في أخبار مكة 2301، والطبري في تفسيره، والحاكم في المستدرك2873 و 2874و 3954، ورواه البيهقي في السنن الكبرى 17724 وفي دلائل النبوة له أيضا، والواحدي في أسباب النزول من طريق ابن عيينة عن محمد بن إسحق عن الزهري عن عروة به. وفيه محمد بن إسحق وقد عنعنه- ورواه بعضهم بإسقاط ابن إسحق ولا يصح- وقال الحاكم على شرط مسلم، وقال البيهقي إسناده صحيح، وحديث عائشة في الباب السابق ظاهر في ذلك.
23 – عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: ” هِيَ أَوَّلُ سُورَةٍ نَزَلَتْ: اقْرَا بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ثم نون”. أخرجه القاسم بن سلام في فضائل القرآن وابن أبي شيبة في المصنف 30217 والطبري في تفسيره إسناده صحيح.
24 – وكذا قاله عبيد بن عمير أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 3660، وابن أبي شيبة في المصنف 30219 والطبري في تفسيره، وإسناده صحيح.
25 – عَنْ أَبِي رَجَاءٍ – أي العطاردي – قَالَ: كَانَ أَبُو مُوسَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يُقْرِئُنَا، يُجْلِسُنَا حِلَقًا حِلَقًا، وَعَلَيْهِ بُرْدَانِ أَبْيَضَانِ فَأَقْرَأَنِي هَذِهِ السُّورَةَ: اقْرَا بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ وَقَالَ: ” هَذِهِ أَوَّلُ سُورَةٍ أُنْزِلَتْ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخرجه الفاكهي في أخبار مكة 2302 واللفظ له وابن أبي شيبة في المصنف 30220، والطبري في تفسيره، والحاكم في المستدرك 2872، وأبو نعيم في حلية الأولياء من طرق عن قرة بن خالد به إسناده صحيح. قال الهيثمي في مجمع الزوائد “رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح”، وموضع الشاهد صرح أبو نعيم في روايته من طريق بكر بن بكار أنه من قول التابعي أبي رجاء رحمه الله تعالى. وعزاه السيوطي في الدر المنثور لأبي موسى الأشعري فالله أعلم.
26 – عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: ” أَوَّلُ سُورَةٍ أُنْزِلَتْ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اقْرَا بِاسْمِ رَبِّكَ ” أخرجه الفاكهي في أخبار مكة 2303 فيه عنعنة ابن جريج. وعزاه السيوطي
27 – تنبيه: عن ابن شهاب، قَالَ: أَخْبَرَنِي محمد بن عباد بن جعفر المخزومي: أنه سمع بعض علمائهم يقول: كان أول ما أَنزل اللهُ على رسوله – صلى الله عليه وسلم – {اقْرَا بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ – خَلَقَ الأِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ – اقْرَا وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ – الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ – عَلَّمَ الأِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق: 1 – 5] فقالوا: هذا صدرها الذي أُنزل على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يوم حِراء، ثم أُنزل آخرها بعد ذلك بما شاء الله. أخرجه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة والتاريخ 1/ 183 ومن طريقه البيهقي في دلائل النبوة 2/ 157، والواحدي في أسباب النزول 2/ 13.
فيه أبو صالح عبد الله بن صالح وهذه من رواية الحذاق عنه فإسنادها صحيح إلى محمد بن عباد بن جعفر المخزومي والذين يشير إليهم إما صحابة وإما تابعون كبار وذلك لأن المخزومي من الطبقة الوسطى من التابعين.
28 – قوله (والرجز فاهجر) زاد البخاري من طريق يونس ” قَالَ أَبُو سَلَمَةَ: وَهِيَ الأَوْثَانُ الَّتِي كَانَ أَهْلُ الجَاهِلِيَّةِ يَعْبُدُونَ” وهو موصول بالإسناد المذكور وأبو سلمة هو ابن عبد الرحمن بن عوف الراوي عن جابر. وقال البخاري في موضع آخر من الصحيح “قَوْلُهُ {وَالرِّجْزَ فَاهْجُرْ} يُقَالُ الرِّجْزُ وَالرِّجْسُ الْعَذَابُ”.
29 – قوله (فَحَمِيَ الوَحْيُ وَتَتَابَعَ) أي: تدارك شيئا بعد شيء قاله ابن كثير. وقال ابن الملقن: “هما بمعنى فأكد أحدهما بالآخر، وحَمِي -بفتح الحاء وكسر الميم- معناه: كثر نزوله وازداد ” كما في التوضيح لشرح الجامع الصحيح. وفيه كيف كان بدء الوحي.
30 – فيه من الفوائد “أن الرجل إِذَا كان صالحًا في نفسه تابعًا للسنة يرجى أن الله تعالى يؤنسه بالمرائي الحميدة إِذَا كان في زمان مخالفة وبدع”. قاله ابن الملقن.
31. قال النووي في شرح مسلم 2/ 208:
(وربك فكبر) أي عظمه ونزهه عما لا يليق به.
(وثيابك فطهر) قيل معناه طهرها من النجاسة وقيل قصرها وقيل المراد بالثياب النفس أي طهرها من الذنب وسائر النقائص. ….
32. قال ابن الملقن في التوضيح 2/ 309:
قال القاضي: في هذا الحديث تحقيق العلم بتصور الملائكة على صور مختلفة وإقدار الله لهم على التركيب في أي شكل شاءوا من صور بني آدم وغيرهم، وأن لهم صورا في أصل خلقهم مخصوصة بهم، كل منهم على ما خلق عليه.
33. فيه إظهار لقدرة الله تعالى؛ إذ جعل الهواء للملائكة يتصرفون فيه كيف شاءوا، كما جعل الأرض لبني آدم يتصرفون فيها كيف شاءوا، فهو ممسكهما بقدرته وأراه ذلك بقوته له؛ حتى يرجع إلى عين اليقين.
34 – قوله (تابعه أبو صالح) هو عبد الله بن صالح كاتب الليث يَعْنِي عَن اللَّيْث عَن عقيل به وصله الحافظ ابن حجر كما في تغليق التعليق من طريق الطبراني ثَنَا مطلب بن شُعَيْب الْأَزْدِيّ إملاء ثَنَا عبد الله بن صَالح به، ثم قال الحافظ وَرَوَاهُ يَعْقُوب بن سُفْيَان فِي تَارِيخه قَالَ ثَنَا أَبُو صَالح وَابْن بكير قَالَا ثَنَا اللَّيْث بِهِ
ورَوَاهُ الرَّوْيَانِيّ فِي مُسْنده عَن مُحَمَّد بن إِسْحَاق الصغاني عَن عبد الله بن صَالح بِهِ.
35 – قوله (تابعه هلال بن رداد عن الزهري) وصله الحافظ في تغليق التعليق من طريق مُحَمَّد بن يحيى الذهلي بِهِ