4 التعليق على العلل الكبير للترمذي
قام به مجموعة الفجر
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
———————
قال الإمام الترمذي:
4 – حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ , حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ , عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ , عَنْ جَابِرٍ , عَنْ أَبِي قَتَادَةَ , أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَبُولُ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ اهـ.
قال الترمذي: وحديث جابر عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أصَحُّ من حديث ابن لهيعة، وابن لهيعة ضعيفٌ عند أهل الحديث اهـ.
وجاء في العلل للدارقطني رحمه الله: 1047 – وسُئِل عَن حَدِيثِ جابِرِ بنِ عَبدِ الله، عَنِ أَبِي قَتادَة أَنَّهُ رَأَى النَّبِيّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلم يَبُولُ مُستَقبِل القِبلَةِ.
فَقال كَذَلِك ابن لَهِيعَة، عَن أَبِي الزُّبَيرِ، عَن جابِرٍ، عَن أَبِي قَتادَة، ولَيس بِمَحفُوظٍ. والحَدِيثُ مَشهُورٌ، عَن جابِرِ بنِ عَبدِ الله، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلم، يَروِيهِ مُحَمد بن إِسحاق، عَن أَبان بنِ صالِحٍ، عَن مُجاهِدٍ، عَن جابِرٍ.
نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلم أَن نَستَقبِل القِبلَة بِبَولٍ، فَرَأَيتُهُ قَبل أَن يُقبَض بِعامٍ يَستَقبِلُها اهـ.
وقال ابن عبد البر في التمهيد: وليس حديث جابر بصحيح عنه فيعرج عليه لأن أبان بن صالح الذي يرويه ضعيف وقد رواه ابن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر عن قتادة عن النبي عليه السلام على خلاف رواية أبان بن صالح عن مجاهد عن جابر وهو حديث لا يحتج بمثله اهـ. سنذكر حديث جابر بعد قليل.
وابن لهيعة أخطأ في رواية أخرى عن صحابي آخر مشابهة للرواية السابقة
قال ابن رجب في شرح علل الترمذي:
وانفرد ابن ليهعة فرواه عن عبيد الله بن المغيرة عن عبد الله بن الحارث بن جزء قال: ((رأيت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يبول مستقبل القبلة. وأنا أول من حدث الناس بذلك)). وهذا اللفظ خطأ تفرد به ابن ليهعة وخالف رواية الناس كلهم. اهـ.
وأيضا روى ابن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر أنه سمع أبا سعيد الخدري يقول
: – أن رسول الله صلى الله عليه و سلم نهاني أن أشرب قائما وأن أبول مستقبل القبلة رواه ابن ماجة برقم: 321
5 – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ , حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ , حَدَّثَنَا أَبِي , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ , عَنْ أَبَانَ بْنِ صَالِحٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ , عَنْ جَابِرٍ , قَالَ: نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةَ بِبَوْلٍ , فَرَأَيْتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْبَضَ بِعَامٍ يَسْتَقْبِلُهَا. سَأَلْتُ مُحَمَّدًا عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ، فَقَالَ: رَوَاهُ غَيْرُ وَاحِدٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ , قَالَ أَبُو عِيسَى: وَالْحَدِيثُ الْأَوَّلُ حَدِيثُ جَابِرٍ , عَنْ أَبِي قَتَادَةَ لَيْسَ بِمَحْفُوظٍاهـ.
أقوال الحفاظ:
قَالَ التِّرْمِذِيّ: هَذَا حَدِيث حسن غَرِيب.
وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ فِي «الخلافيات»:قَالَ التِّرْمِذِيّ: سَأَلت مُحَمَّدًا – يَعْنِي: البُخَارِيّ – عَن هَذَا الحَدِيث فَقَالَ: حَدِيث صَحِيح. وَكَذَا نقل هَذِه الْمقَالة عَن البُخَارِيّ عبد الْحق فِي «الْأَحْكَام»
وَقَالَ الْبَزَّار: هَذَا الحَدِيث لَا نعلم يرْوَى عَن جَابر بِهَذَا اللَّفْظ بِإِسْنَاد أحسن من هَذَا الْإِسْنَاد.
وفي سنن الدارقطني بعد ذكر الحديث: كلهم ثقات
وضعفه ابن عبد الحق لأنه من رواية ابن اسحاق. ورد بأنه صرح بالسماع وأنه حسن الحديث
وضعفه ابن عبد البر لأن فيه أبان ورد بأن أبان وثقه الأئمة. (البدر المنير اختصارا)
قال ابن حجر: “وَضَعَّفَهُ ابن عبدالبر بِأَبَان بن صالح، وَوَهِمَ في ذلك؛ فإنه ثِقَة باتفاق، وادَّعى ابن حزم أنه مجهول فَغَلِطَ” التلخيص الحبير: (1/ 104).
والحديث في الصحيح المسند برقم: 239
وحسنه الألباني في سنن أبي داود برقم: 13