397 جامع الأجوبة الفقهية ص 431
شارك ناصر الريسي وأحمد بن علي وأحمد بن خالد وأسامة وعمر الشبلي وعدنان البلوشي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف الشيخ د. سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى ، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وأن يبارك في ذرياتهم وذرياتنا )
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——-
بلوغ المرام
144 – عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما; أن نبي الله – صلى الله عليه وسلم – قال: «وقت الظهر إذا زالت الشمس, وكان ظل الرجل كطوله ما لم يحضر العصر, ووقت العصر ما لم تصفر الشمس, ووقت صلاة المغرب ما لم يغب الشفق, ووقت صلاة العشاء إلى نصف الليل الأوسط, ووقت صلاة الصبح من طلوع الفجر ما لم تطلع الشمس» رواه مسلم.
145 – وله من حديث بريدة في العصر: «والشمس بيضاء نقية».
146 – ومن حديث أبي موسى: «والشمس مرتفعة».
مسألة: وقت صلاة الظهر؟
تتعلق هذه المسألة بتحديد وقت صلاة الظهر، وهو الوقت الذي اتفقت عليه الأمة الإسلامية بناءً على الأحاديث النبوية وإجماع العلماء.
وقد اتفق العلماء على أن أول وقت صلاة الظهر هو زوال الشمس ونقل الإجماع على هذا عدد غفير منهم:
قال النووي في “شرح المهذب” (3/213): “أجمعت الأمة على أن أول وقت الظهر زوال الشمس، نقل الإجماع فيه خلائق”. انتهى
قال ابن قدامة في “المغني” (2/9): “أجمع أهل العلم على أن أول وقت الظهر إذا زالت الشمس، قاله ابن المنذر، وابن عبد البر، وقد تظاهرت الأخبار بذلك”. انتهى
نقل ابن المنذر في كتابه “الأوسط” (2/328) الإجماع على أن وقت الظهر يبدأ عند زوال الشمس، وقال: “لا خلاف بين العلماء في أن أول وقت الظهر زوال الشمس”. انتهى
ذكر ابن عبد البر هذا الإجماع في كتابه، حيث قال: (أجمَع علماءُ المسلمين في كلِّ عصر وفي كلِّ مصرٍ بلغنا عنهم: أنَّ أول وقت الظهر زوالُ الشمس عن كبد السماء ووسَط الفلك… وهذا إجماعٌ من علماء المسلمين كلِّهم في أوَّل وقت الظهر، فإذا تبين زوال الشمس بما ذكرنا أو بغيره فقدْ حلَّ وقت الظهر، وذلك ما لا خلافَ فيه). ((التمهيد)) (8/70).
قال ابنُ حَزمٍ: (اتَّفقوا أنَّ ما بين زوال الشَّمس إلى كون ظلِّ كلِّ شيء مثلَه بعد طرح ظل الزوال وقت الظهر). ((مراتب الإجماع)) (ص: 26).
مستند الإجماع:
وقد استند أهل العلم على هذا الإجماع بحديث الباب عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “وقت الظهر إذا زالت الشمس وكان ظل الرجل كطوله ما لم يحضر العصر” (رواه مسلم). يدل هذا الحديث على أن بداية وقت الظهر تبدأ بزوال الشمس.
وحديث عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الظهر إذا زالت الشمس” (رواه البخاري). وهذا الحديث دليل صريح على أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يبدأ بصلاة الظهر عند زوال الشمس.
وغيرها من الأحاديث ومنها حديث إمامة جبريل عليه السلام
وورد دليل من القرآن :
قول الله تعالى: أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ [الإسراء: 78]
وَجْهُ الدَّلالَةِ:
أنَّ المرادَ بدُلوكِ الشَّمسِ زوالُها على قولِ طائفةٍ من السَّلفِ
ومعنى دلوك الشَّمس: زوالها نِصف النَّهار، وقيل: غروبها؛ قال الجوهري: (ودلكت الشمس دلوكًا: زالت… ويقال: دلوكها: غُروبها»). ((الصحاح)) (4/1584). وقال الشوكانيُّ: (وقد اختلف العلماء في الدلوك المذكور في هذه الآية على قولين: أحدهما: أنه زوال الشَّمس عن كبد السماء؛ قاله عمرُ وابنُه، وأبو هريرة، وأبو برزة، وابنُ عبَّاس، والحسن، والشعبي، وعطاء، ومجاهد، وقتادة، والضحاك، وأبو جعفر الباقر، واختاره ابنُ جرير. والقول الثاني: أنه غروبُ الشمس؛ قاله عليٌّ، وابن مسعود، وأبيُّ بن كعب، ورُوي عن ابن عباس. قال الفرَّاء: دلوك الشمس من لَدُن زوالها إلى غروبها. قال الأزهريُّ: معنى الدلوك في كلام العرب الزوال؛ ولذلك قيل للشمس إذا زالت نصف النهار: دالِكة، وقيل لها إذا أفَلَت: دالكة؛ لأنها في الحالتين زائلة. قال: والقول عندي أنه زوالها نِصف النهار؛ لتكون الآية جامعةً للصلوات الخمس، والمعنى: أقم الصلاة من وقتِ دلوك الشمس إلى غسقِ الليل، فيدخل فيها الظهرُ والعصرُ). ((فتح القدير)) (3/297). وقال الشِّنقيطيُّ: (فأشار بقوله: لدلوك الشَّمس، وهو زوالها عن كبد السماء على التحقيق، إلى صلاة الظهر والعصر). ((أضواء البيان)) (1/279).
والله أعلم…