39 – فتح رب البرية بينابيع الحكمة من أقوال الأئمة
جمع أحمد بن خالد وآخرين
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف الشيخ د. سيف بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وأن يبارك في ذرياتهم وذرياتنا)
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
(1188) عن أبي هريرة قال: لأن تمتليء أذن ابن آدم رصاصا مذابا خير له من أن يسمع المنادي ثم لا يجيبه ..
مصنف ابن أبي شيبة (3502)
______________
(1189) معاناة السلف رحمهم الله في الحفظ …
قال مطرٌ الورّاق رحمه الله:
كان قتادة إذا سمع الحديث يختطفه اختطافا؛ يأخذه *العويل والزويل حتى يحفظه …
السير (269) / (5) ..
___________________
*قال ابن منظور: أي القلق والانزعاج بحيث لا يستقر على المكان.
اللسان (315) / (11) ..
______________
(1190): تنبيه مهم من العلامة ابن عثيمين رحمه الله.
قال رحمه الله:
قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ قُل لَّا تَعْتَذِرُوا لَن نُّؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ وَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}.
[التوبة: (94)].
وقال تَعَالَى: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ}.
[التوبة (105)].
هاتان الآيتان أو إحداهما تكتب عَلَى بَعْضِ المنشآت والمتاجرِ، وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ، فتُوضَعُ الآية في غير مَوْضِعِها؛ لأنَّ هاتين الآيتين نَزَلَتَا في المنافقين، وهي تهديد لهم، وليست ثناء ولا وعدًا، فينبغي أن لا نكتبها على المتاجر والمنشآتِ عَلَى وجهِ الثناء، فهذا عكس ما أراد الله تعالى بهاتين الآيتين.
ففي الآية الأُولى قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: {وَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ}، وفي الآيَةِ الثَّانِيَةِ. قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَسَيَرَى الله عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ}، فلا يُمْكِنُ أَن يَرَى الرَّسُولُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَمَلَنَا الآنَ؛ وَلِهَذَا نَرْجُو مَن الَّذِينَ كَتَبُوا عَلَى مَتَاجِرِهِمْ أَو مُنشَآتِهِم قَوْلَهُ تَعَالَى:
{وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى الله عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ}.
أَن يَمْحُوهَا من هذه المتاجر والمنشآت.
دروس وفتاوى من الحرمين الشريفين (489) / (1) – (490) ..
______________
(1191): قَالَ ابنُ المُسَيَّبِ – رَحِمَهُ اللّاهُ تَعَالَى -:
” مَا أكرَمَتِ العِبَادُ أنفسَهَا بِمثلِ طَاعَةِ اللهِ، ولَا أهَانَت أنفُسَهَا بِمِثلِ مَعصِيَةِ اللهِ، وَكَفَى بِالمُؤمِنِ نُصرَةً مِنَ اللهِ، أن يَرَى عَدُوَّهُ يَعمَلُ بِمَعصيَةِ اللهِ “.
[حِليَةُ الأوليَاء ((164) / (2))]
______________
(1192): ??قال الله تعالى {وَإِنِّى لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى}
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
فإنَّ الله يغفر للعبد أيّ ذنب تاب منه،
فمن تاب من الشرك غفر الله له،
ومن تاب من الكبائر غفر الله له.
[مجموع الفتاوى ((185) / (11))] ??
______________
(1193): قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله:
وأما قوله: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ} [سورة الفاتحة آية: (7)]، فالمغضوب عليهم هم: العلماء الذين لم يعملوا بعلمهم، والضالون: العاملون بغير علم؛ فالأول صفة اليهود، والثاني صفة النصارى.
وكثير من الناس إذا رأى في التفسير: أن اليهود مغضوب عليهم، وأن النصارى ضالون، ظن الجاهل أن ذلك مخصوص بهم، وهو يقر أن ربه فارض عليه أن يدعو بهذا الدعاء، ويتعوذ من طريق أهل هذه الصفات، فيا سبحان الله! كيف يعلمه الله ويختار له، ويفرض عليه أن يدعو به دائمًا، مع أنه لا حذر عليه منه، ولا يتصور أنه يفعله؛ هذا من ظن السوء بالله، والله أعلم.
الدرر السنية في الأجوبة النجدية (4) / (297) — عبد الرحمن بن قاسم (ت (1392))
______________
(1194): قال ابن الجوزي – رحمه الله -:
“ما نزلت بي آفة أو غم أو ضيق صدر، إلَّا بزلل أعرفه فينبغي للإنسان أن يترقب جزاء الذنوب، فقلَّ أن يسلم منه! “.
[صيد الخاطر ((473) / (1))]
______________
(1195): {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا}
قال الحسن البصري: (حبل الله) طاعته
وقال أبو العالية: الإخلاص لله وحده , ولا تعادوا عليه , على الإخلاص , وكونوا عليه إخوانا
وقال قتادة: بعهد الله , وبأمره
[تفسير ابن أبي حاتم 3/ 724]
______________
(1196): {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ}
قال مجاهد:
ذاك وهم في النار، حين يرون أهل الإسلام يخرجون من النار بإسلامهم.
(سعيد بن منصور في سننه (1197))
______________
(1197): *عَلَيكُم بِالصَّبْرِ*
??? قال شيخ الإسلام ابن_تيمية?:
” من اعتاد الانتقام? ولم يصبر،
لابد أن يقع في الظلم? “.
?? قاعدة في الصبر? 102
______________
(1198): [تأمّلُوا قولَ أنسٍ رضي اللَّهُ عنهُ آخرَ الحديثِ]
في الصّحيحينِ عَنْ أَنَسٍ رضي اللَّهُ عنهُ: أنّ رجُلًا سألَ النّبِيَّ ? عَنِ السّاعةِ؟ فقال:
(متَى السّاعةُ؟ قال: وماذا أعْدَدْتَ لها؟ قال: لا شيءَ، إلّا أنّي أُحِبُّ اللهَ ورسولَهُ ?.
فقالَ: أنْتَ معَ مَنْ أحْبَبْتَ.
قَالَ أنَسٌ: فما فَرِحْنَا بِشَيءٍ فرَحَنَا بقولِ النّبِيِّ ?: أنْتَ معَ مَنْ أحْبَبْتَ.
قال أَنَسٌ: “فَأنَا أُحِبُّ النّبِيَّ ? وأبَا بَكرٍ وعُمَرَ، وأرْجُو أنْ أكُونَ معَهُمْ بِحُبِّي إيّاهُمْ، وَإنْ لَمْ أعْمَلْ بمِثْلِ أعْمَالِهِمْ”
البخاريُّ (رقم (2688)) -والّلفظُ له- و مسلمٌ (رقم (2639))
______________
(1199): قال الحافظ الذهبي رحمه الله:
فثمة طريق قد بقي لا أكتمه عنك وهو: كثرة الدعاء، والاستعانة بالله العظيم في آناء الليل والنهار، وكثرة الإلحاح على مولاك بكل دعاء مأثور تستحضره أو غير مأثور، وعقيب الخمس: في أن يصلحك ويوفقك».
وصيته لمحمد السلامي -رحمهما الله- ص (18)
______________
(1200): قَالَ تَعَالى: {أَلَيْسَ اللهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ}
قَالَ ابْنُ عَاشورٍ:
” اللهُ كَافٍ عَبْدَهُ بِعِزَّتِهِ، فَلَا يَقْدِرُ أَحَدٌ عَلَى إِصَابَةِ عَبْدِهِ بِسُوءٍ، وبِانْتِقَامِهِ مِنَ الَّذِيْنَ يَبْتَغُونَ لِعَبْدِهِ الأَذَى “.
[التَّحرِيْرُ وَالتَّنوِيْرُ ((24) / (15))]
______________
(1201): إِمَاطَةُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ
«حدثنا أبو عاصم، عن أبان بن صمعة، عن أبي الوازع جابر، عن أبي برزة الأسلمي قال: قلت يا رسول الله دُلني على عمل يدخلني الجنَّة، قال: “أمِط الأذى عن طريق الناس”.»
قَالَ العَلّامَة زَيْد المَدْخَلِي -رَحِمَهُ الله-:
? دل ّهذا الحديث القصير على بيان عمل يسير، وأجره كبير، أما العمل اليسير فهو إماطة الأذى، أي كل ما يؤذي الناس في طرقاتهم، وأما الأجر الكبير فهو دخول الجنَّة، فمن أماط الأذى استحق هذا الثواب الذي ذكره النبي -?- وهو دخول الجنَّة، ودخول الجنة من الغايات التي يسعى المسلم لتحقيقها، وقد أخبر النبي -?- في قوله في شعب الإيمان: ” أعلاها قول لا إله إلاّ الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق “، فإماطة الأذى عن الطريق من شعب الإيمان، ولا تحقر شيئًا من المعروف بحسن نية، فسواء أمطت فرع شجرة متدلية على الطريق تؤذي الناس، أو حجرًا، أو شيئًا من الأشواك، أو الحديد، أو كل ما يمكن أن يُؤذي المارة من صغير أو كبير، من راكب أو ماش، كل ذلك مقصود في هذا الباب، وهو إماطة الأذى عن طريق الناس، فالحمد لله والشكر له على تفضله بالأجر العظيم على العمل السهل اليسير رحمة منه بالمسلمين والمسلمات. ?
[” شرح الأدب المفرد ” ((253) / (1))
______________
(1202): قال الحسن البصري:
(إنما تُجالسوننا بالأمانة، كأنَّكم تظنُّون أنَّ الخِيانة ليست إلاَّ في الدِّينار والدِّرهم، إنَّ الخيانة أشدَّ الخيانة أنْ يُجالسنا الرجل، فنطمئن إلى جانبه، ثم ينطلق فيسعى بنا).
“إحياء علوم الدين” ((4) / (152)).
______________
(1203): قال حاتم الأصم:
«ورأيت الناس كلهم لهم بيت ومأوى، ورأيت مأواي القبر، فكل شيء قدرت عليه من الخير قدمته لنفسي لأعمُر قبري.»
[اعلام النبلاء: (486/ 11)]
______________
?? قَالَ العَلَّامَةُ ابْنُ القَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ:
“فَإِنَّ العَالِمَ إِذَا زَرَعَ عِلْمَهُ عِنْدَ غَيْرِهِ ثُمَّ مَاتَ، جَرَى عَلَيْهِ أَجْرُهُ، وَبَقِيَ لَهُ ذِكْرُهُ، وَهُوَ عُمُرٌ ثَانٍ، وَحَيَاةٌ أُخْرَى”.
?? مِفْتَاحُ دَارِ السَّعَادَةِ ج (1) ص (461)
______________
(1205): وَكَانَ إبراهيم بن إسحاق الحربي يقول:
*الرجل كل الرجل الذي يدخل غمه على نَفْسِهِ وَلَا يُدْخِلُهُ عَلَى عِيَالِهِ،* وَقَدْ كَانَتْ بي شقيقة منذ أربعين سنة ما أخبرت بها أحدًا قط، ولي عشرون سنة أبصر بفرد عين ما أخبرت بها أحدًا قط، وذكر أنه مكث نفيا وَسَبْعِينَ سَنَةً مِنْ عُمُرِهِ مَا يَسْأَلُ أَهْلَهُ غذاء ولا عشاء، بل إن جاءه شيء أَكْلَهُ وَإِلَّا طَوَى إِلَى اللَّيْلَةِ الْقَابِلَةِ.
البداية والنهاية ج: (11) ص: (90)
______________
(1206): *فإذا قُدِّرَ أن أحدًا أُصِيبَ بِانْتِكَاسَةٍ – والعياذُ باللهِ – فهو أَشَدُّ من أن يُهْلِكَ أَهْلَه وَمَالَه، فإنَّ المصائِبَ الدِّينيَّةَ أَعْظَمُ بكثيرٍ من المصائِبِ الدُّنْيَويَّةِ، إذ إنَّ المصائبَ الدُّنْيويَّةَ تَزُولُ وَتُنْسَى، كما قال بعضُهُم: إِمَّا أن تَصْبِرَ صَبْرَ الكِرَامِ، وإمَّا أن تَسْلُوَ سَلْوَ البهائِمِ، لا بُدَّ أَنْ تَزُولَ.*
*أمَّا المصائِبُ الدِّينيَّةُ – والعياذُ باللهِ – فَخَسَارةٌ في الدُّنْيا والآخِرةِ.*
*??? ابن عثيمين رحمه الله في تفسير سورة الشورى ص: (250) – (251) *
______________
(1207): قال ابن القيّم رحمه الله:
*لَو صلّى العبد على النبي ? بِعَدَد أنفاسه لم يكن موفّيا لِحقِّه.*
?? جلاء الأفهام: (344)
______________
(1208): قال ابن حزم رحمه الله:
*” من اكْتفى بقليله عَن كثير مَا عنْدك فقد ساواك فِي الْغنى وَلَو أَنَّك قَارون، حَتَّى إِذا تصاون فِي الْكسْب عَمَّا تشره أَنْت إِلَيْهِ فقد حصل أغْنى مِنْك بِكَثِير، وَمن ترفع عَمَّا تخضع إِلَيْهِ من أُمُور الدُّنْيَا فَهُوَ أعز مِنْك بِكَثِير “.*
?? الأخلاق والسير في مداواة النفوس (1) / (94).
______________
(1209): ?? *أغنى إنسان* ??
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«* … وارْضَ بما قسمَ اللهُ لكَ تكُنْ أغنى الناس*»
صحيح الترغيب ((2567))
______________
(1210): {الْأَخِلَّا ءُ يَوْمَى?ِذِ? بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} [الزخرف (67)]
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: خليلان مؤمنان، وخليلان كافران، توفي أحد المُؤمِنَين؛ فبُشِّر بالجنة، فذَكَر خليله، فقال: اللهم، إنّ خليلي فلانًا كان يأمرني بطاعتك وطاعة رسولك، ويأمرني بالخير، وينهاني عن الشرّ، وينبِّئني أنِّي ملاقيك، اللهم، فلا تُضلّه بعدي حتى تُريه ما أريتني وترضى عنه كما رضيتَ عني. فيقال له: اذهب، فلو تعلم ما له عندي لضحكتَ كثيرًا ولبكيتَ قليلًا. ثم يموت الآخر، فيُجمَع بين أرواحهما، فيقال: لِيُثنِ كلُّ واحد منكما على صاحبه. فيقول كلُّ واحد منهما لصاحبه: نِعْم الأخ، ونِعْم الصاحب، ونِعم الخليل. وإذا مات أحدُ الكافِرَيْن بُشِّر بالنار، فيذكر خليله، فيقول: اللهم، إنّ خليلي فلانًا كان يأمرني بمعصيتك ومعصية رسولك، ويأمرني بالشرّ وينهاني عن الخير، وينبِّئني أنِّي غير ملاقيك، اللهم، فلا تَهْدِه بعدي حتى تُريه مثل ما أريتني، وتسخط عليه كما سخطتَ عَلَيَّ. فيموت الآخر، فيُجمع بين أرواحهما، فيقال: ليُثن كلُّ واحد منكما على صاحبه. فيقول كل واحد لصاحبه: بئس الأخ، وبئس الصاحب، وبئس الخليل.
أخرجه عبد الرزاق (2/ 199 – 200).
______________
(1211): قَالَ ابْنُ كَثِيْرٍ – رَحِمَهُ اللّاهُ -:
” لَا شَكَّ أَنَّ اللهَ تَعَالَى شَرَعَ فِيْ كُلِّ مِلَّةٍ يَوْمًا مِنَ الْأُسْبُوعِ، يَجْتَمِعُ النَّاسُ فِيْهِ لِلْعِبَادَةِ، فَشَرَعَ تَعَالَى لِهَذِهِ الأُمَّةِ يَوْمَ الجُمُعَةِ “.
[تَفْسِيْرُ القُرْآنِ العَظِيْمِ ((613) / (4))]
______________
(1212): قال العلامة ابن عثيمين – رحمه الله -:
فالذي يراجع الكتب للعثور على حكم مسألة شرعية وإن كان جالسا على كرسيه، فإنه قد سلك طريقا يلتمس فيه علما.
رياض الصالحين (ج (5) ص (434))
______________
(1213): قال العلامة ربيع بن هادي المدخلي:
والله لا قيمة للفقه ولا لغيره إذا ضيعنا العقيدة وضيعنا التوحيد ووقعنا في الشرك بالله لا فائدة لأي علم أبداً ولو حفظنا القرآن وحفظنا الحديث وحفظنا كتب الفقه ونحن واقعون في ظلمات الشرك، لا قيمة لنا ولن نستفيد من هذا العلم.
مرحباً يا طالب العلم – ص 111.
______________
(1214): قال عبدالله بن أبي ربيعة:
استقرض مني النبي? أربعين ألفا فجاءه مال فدفعه إلي وقال:
«بارك الله لك في مالك وولدك، إنما جزاء السلف الحمد والأداء» وفي لفظ: «والوفاء» وفي آخر: «الأجر والوفاء» وفي لفظ: «أهلك ومالك».
حديث حسنٌ رواه الإمام أحمد وغيره.
? وفيه فوائد منها:
– صدق النبي? ووفاؤه بالدين.
– إباحة السَّلف “عند الحاجة” ممن لا تُخشى منتُه، ولا ينافي ذلك التوكل ولا كمالات الرجال.
– فضيلة عبدالله بن أبي ربيعة.
– ذكر الغنى في الصحابة، وكثرة المال، وأن هذا لا ينافي الزهد في الدنيا.
– سُنية هذا الدعاء عند الوفاء بالدين.
______________
(1215): قال ابن القيم رحمه الله:?” والأدعية والتعوذات بمنزلة السلاح، والسلاح بضاربه، لا بحده فقط، فمتى كان السلاح سلاحا تاما لا آفة به، والساعد ساعدا قويا، والمانع مفقودا، حصلت به النكاية في العدو. ومتى تخلف واحد من هذه الثلاثة تخلف التأثير. فإن كان الدعاء في نفسه غير صالح، أو الداعى لم يجمع بين قلبه ولسانه في الدعاء، أو كان ثَمّ مانع من الإجابة لم يحصل الأثر “?انتهى.?”الجواب الكافي” (ص 8)
______________
(1216): قَالَ اللّاهُ تَعَالَى:
{أُولَئِكَ الَّذِيْنَ صَدَقُوا}
قَالَ أَبُو العَالِيَةِ – رَحِمَهُ اللّاهُ تَعَالَى -:
” تَكَلَّمُوا بِكَلَامِ الإِيمَانِ، وَحَقَّقُوهُ بِالعَمَلِ “.
[الشَّرِيْعَةُ لِلآجُرِّيِّ ((281) / (1))]
______________
(1217): {فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْرًا}
[الكهف: (76)]
قال العلامة السعدي – رحمه الله -:
ينبغي للصاحب أن لا يُفارق صاحبه في حالة من الأحوال، ويترك صحبته، حتى يعتبه ويعذر منه؛ كما فعل الخضر مع موسى عليه السّلام.
تيسير الكريم الرحمن ((302) / (16))
______________
(1218): قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
على المتعلم أن يعرف حُرمة أستاذه، ويشكر إحسانه إليه، فإن من لا يشكر الناس لا يشكر الله، ولا يجحد حقه، ولا ينكر
معروفه.
مجموع الفتاوى (28) / (13) …
______________
(1219): قال الشيخ الفوزان -حفظه الله-:
“كما قيل: (حفظ المُتُونِ يُقَوِّي المتونَ)
فَلَابُدَّ مِنْ حِفْظِ هذه المُتونِ، وتَفَهم معانيها على أيدي العُلَمَاءِ.
ويجب الحذَرُ مِنَ الذين يُزَهِّدون في الحِفْظِ، فإِنَّ الحِفْظَ هو أساسُ العِلْمِ”.
الإمداد بتيسير شرح الزاد (ج1/ص45)
______________
(1220): لِمَن يعتذرُ لأهل الباطل]
(1) / قال الحافظُ الذّهبيُّ:
“إنْ فتحنَا بابَ الاعتذارِ عَنِ المقالاتِ، وسَلكنا طريقةَ التّأويلاتِ المُستحيلاتِ؛ لَم يبقَ في العالَمِ كُفرٌ ولا ضَلالٌ، و بَطَلَت كُتُبُ المِلَلِ والنِّحَل واختلافِ الفِرَقِ”
(تأريخ الإسلام) ((49) / (286))
(2) /وقال العلامة المُقرئُ ابنُ الجزريّ:
“وممّا يَجِبُ عل مُلوكِ الإسلامِ ومَنْ قَدَرَ على الأمرِ بالمعروفِ والنّهيّ عَنِ المُنكرِ أَنْ يُعْدِموا الكُتبَ المُخالفة لِظاهِر الشّرعِ المُطهّرِ مِنْ كُتُبِ المَذْكُورِ-يقصَدُ ابنَ عَربيّ-وغيرهِ، ولا يُلتَفَتُ إلى قولِ مَن قالَ: هذا الكلامُ المُخالِفُ للظْاهرِ يَنبغي أنْ يُؤوّلَ؛ فإنّهُ غلَطٌ مِنْ قَائلِه، إنّما يُؤوّلُ كلامُ المَعصُومِ، ولو فُتِحَ بابُ تأويلِ كُلّ كلامٍ ظَاهرُه الكُفْرُ، لَم يَكُنْ في الأَرضِ كَافِرٌ! ”
(تنبيهُ الغبيّ) للبقاعيّ (ص (196)
______________
(1221): قَالَ ابنُ عَبَّاسٍ – رَضِيَ اللّاهُ عَنهُمَا -:
” {ادفَعْ بِالَّتِي هِيَ أحسَنُ} الصَّبرُ عِندَ الغَضَبِ، والعَفْوُ عِندَ الإِسَاءَةِ؛ فَإذَا فَعَلُوهُ عَصَمَهُمْ اللهُ، وخَضَعَ لَهُم عَدُوُّهُم {كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} “.
[رَواهُ البُخَارِيُّ مُعَلَّقاً ((161) / (6))]
______________
(1222): {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا? وَعَمِلُوا? الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُم بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ} [يونس (9)]
فلما ذكر عقابهم ذكر ثواب المطيعين فقال:
يقول تعالى {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} أي: جمعوا بين الإيمان، والقيام بموجبه ومقتضاه من الأعمال الصالحة، المشتملة على أعمال القلوب وأعمال الجوارح، على وجه الإخلاص والمتابعة.
{يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ} أي: بسبب ما معهم من الإيمان، يثيبهم الله أعظم الثواب، وهو الهداية، فيعلمهم ما ينفعهم، ويمن عليهم بالأعمال الناشئة عن الهداية، ويهديهم للنظر في آياته، ويهديهم في هذه الدار إلى الصراط المستقيم وفي الصراط المستقيم، وفي دار الجزاء إلى الصراط الموصل إلى جنات النعيم،. ولهذا قال: {تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ} الجارية على الدوام {فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ} أضافها الله إلى النعيم، لاشتمالها على النعيم التام، نعيم القلب بالفرح والسرور، والبهجة والحبور، ورؤية الرحمن وسماع كلامه، والاغتباط برضاه وقربه، ولقاء الأحبة والإخوان، والتمتع بالاجتماع بهم، وسماع الأصوات المطربات، والنغمات المشجيات، والمناظر المفرحات. ونعيم البدن بأنواع المآكل والمشارب، والمناكح ونحو ذلك، مما لا تعلمه النفوس، ولا خطر ببال أحد، أو قدر أن يصفه الواصفون.
تفسير السعدي
______________
(1223): عن الأحنف بن قيس رحمه الله قال:
جنبوا مجالسنا ذكر النساء والطعام؛ إني أبغض الرجل يكون وصَّافا لفرجه وبطنه …
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله:
هذا صحيح؛ لأنه يشغل عن طلب العلم، مثل أن يقول: أكلت البارحة أكلا حتى ملأت البطن، وما أشبه ذلك من أشياء لا داعي لها …
شرح حلية طالب العلم (47) …
______________
(1224): قال أبو المظفر السمعاني رحمه الله:
وَمِمَّا يدل على أَن أهل الحَدِيث هم على الْحق
أَنَّك لَو طالعت جَمِيع كتبهمْ المصنفة من أَوَّلهمْ إِلَى آخِرهم قديمهم وحديثهم مَعَ اخْتِلَاف بلدانهم وزمانهم وتباعد مَا بَينهم فِي الديار وَسُكُون كل وَاحِد مِنْهُم قطرا من الأقطار وَجَدتهمْ فِي بَيَان الِاعْتِقَاد على وتيرة وَاحِدَة ونمط وَاحِد يجرونَ فِيهِ على طَريقَة لَا يحيدون عَنْهَا وَلَا يميلون فِيهَا قَوْلهم فِي ذَلِك وَاحِد وفعلهم وَاحِد لَا ترى بَينهم اخْتِلَافا وَلَا تفَرقا فِي شَيْء مَا وَإِن قل
بل لَو جمعت جَمِيع مَا جرى على ألسنتهم ونقلوه عَن سلفهم وجدته كَأَنَّهُ جَاءَ من قلب وَاحِد وَجرى على لِسَان وَاحِد وَهل على الْحق دَلِيل أبين من هَذَا
قَالَ الله تَعَالَى {أَفلا يتدبرون الْقُرْآن وَلَو كَانَ من عِنْد غير الله لوجدوا فِيهِ اخْتِلَافا كثيرا} وَقَالَ تَعَالَى {واعتصموا بِحَبل الله جَمِيعًا وَلَا تفَرقُوا واذْكُرُوا نعْمَة الله عَلَيْكُم إِذْ كُنْتُم أَعدَاء فألف بَين قُلُوبكُمْ فأصبحتم بنعمته إخْوَانًا}
الانتصار لأصحاب الحديث (1) / (45)
______________
(1225): قَالَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ – رَحِمَهُ اللّاهُ تَعَالَى -:
” بِقَدْرِ مَا تَحْزَنُ لِلدُّنْيَا فَكَذَلِكَ يَخْرُجُ هَمُّ الآخِرَةِ مِنْ قَلْبِكَ، وَبِقَدْرِ مَا تَحْزَنُ لِلآخِرَةِ فَكَذَلِكَ يَخْرُجُ هَمُّ الدُّنْيَا مِنْ قَلْبِكَ “.
[صِفَةُ الصَّفْوَةِ ((198) / (3))]
______________
(1226): (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ عِنْدَنا خَزائِنُهُ وَما نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ)
متضمن لكنز من الكنوز، وهو أن كل شيء لا يطلب إلا ممن عنده خزائنه، ومن مفاتيح تلك الخزائن بيديه، وإن طلبه من غيره طلب ممن ليس عنده، ولا يقدر عليه.
وقوله: (وَأَنَّ إِلى رَبِّكَ الْمُنْتَهى) متضمن لكنز عظيم.
وهو أن كل مراد إن لم يرد لأجله ويتصل به، وإلا فهو مضمحل منقطع. فإنه ليس المنتهى. وليس المنتهى إلا إلى الذي انتهت إليه الأمور كلها. فانتهت إلى خلقه ومشيئته وحكمته وعلمه، فهو غاية كل مطلوب، *وكل محبوب لا يحب لأجله فمحبته عناء وعذاب. وكل عمل لا يراد لأجله فهو ضائع وباطل. وكل قلب لا يصل إليه فهو شقي محجوب عن سعادته وفلاحه.*
فاجتمع ما يراد منه كله في قوله: وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنا خَزائِنُهُ واجتمع ما يراد له كله في قوله: وَأَنَّ إِلى رَبِّكَ الْمُنْتَهى فليس وراءه سبحانه غاية تطلب، وليس دونه غاية إليها المنتهى.
تفسير القرآن الكريم لابن القيم (1) / (348)
______________
(1227): قال ابن القيم رحمه الله:
الْقلب لَا يسْتَقرّ وَلَا يطمئن ويسكن إِلَّا بالوصول إِلَيْهِ وكل مَا سواهُ مِمَّا يحب وَيُرَاد فمراد لغيره وَلَيْسَ المُرَاد المحبوب لذاته إِلَّا وَاحِد إِلَيْهِ الْمُنْتَهى ويستحيل أَن يكون الْمُنْتَهى إِلَى اثْنَيْنِ كَمَا يَسْتَحِيل أَن يكون ابْتِدَاء الْمَخْلُوقَات من اثْنَيْنِ فَمن كَانَ انْتِهَاء محبته ورغبته وإرادته وطاعته إِلَى غَيره بَطل عَلَيْهِ ذَلِك وَزَالَ عَنهُ وفارقه أحْوج مَا كَانَ إِلَيْهِ وَمن كَانَ انْتِهَاء محبته ورغبته ورهبته وَطَلَبه هُوَ سُبْحَانَهُ ظفر بنعمه ولذته وبهجته وسعادته أَبَد الآباد.
الفوائد (1) / (202)