39 – التعليق على الصحيح المسند
مجموعة ابراهيم البلوشي وأبي عيسى البلوشي وفيصل الشامسي وفيصل البلوشي
وهشام السوري وعبدالله المشجري وخميس العميمي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا)
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
الصحيح المسند
39 – قال ابوداود رحمه الله {ج4ص411}: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَعِيلَ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْبَرَصِ وَالْجُنُونِ وَالْجُذَامِ وَمِنْ سَيِّئْ الْأَسْقَامِ.
قال الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله: هذا حديث صحيح على شرط مسلم.
* وقال ابن حبان رحمه الله كما في”الاحسان” {ج3ص300}:أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير الحافظ بتستر قال: حدثنا أحمد بن منصور قال: حدثنا عبد الصمد بن النعمان قال: حدثنا شيبان عن قتادة عن أنس قال: كان النبي صلى الله عليه و سلم يدعو يقول (اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والبخل والهرم والقسوة والغفلة والذلة والمسكنة وأعوذ بك من الفقر والكفر والشرك والنفاق والسمعة والرياء وأعوذ بك من الصمم والبكم والجنون والبرص والجذام وسيء الأسقام).
قال الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله: هذا حديث صحيح.
————————–
أولاً: دراسة الحديث رواية:
أخرجه النسائي من طريق همام عن قتادة به بلفظ أبي داود
* أخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 530 كتاب الدعاء، باب التعوذ من الجبن وغيره،
(1944) – أخْبَرَنا عَبْدانُ بْنُ يَزِيدَ الدَّقّاقُ بِهَمْدانَ، ثنا إبْراهِيمُ بْنُ الحُسَيْنِ بْنِ دِيزِيلَ، ثنا آدَمُ بْنُ أبِي إياسٍ، ثنا شَيْبانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ قَتادَةَ به بلفظ ابن حبان
وقال: (على شرط الشيخين)، ووافقه الذهبي.
وقد شرحه في عون المعبود وكذلك الأثيوبي في شرح للنسائي
ثانياً: دراسة الحديث درايةً:
معاني الكلمات:
البكم: الخرس أو أن يولد لا ينطق ولا يسمع والخرس.
السمعة: أن يسمَّع بعمله
الرياء: يرائي بعمله.
المسكنة: قلة المال وسوء الحال.
الفقر: أي فقر النفس وعكس غناها فترضى بما كتبه الله لها.
الذلة: أن تكون ذليلا بين الناس.
العجز: سلب القوة وتخلف التوفيق.
النفاق: التعوذ من كل أنواعه
* جاءت رواية (اللهم إني أعوذ بك من العجز و الكسل و الجبن و البخل و الهرم و القسوة و الغفلة و العيلة و الذلة و المسكنة و أعوذ بك من الفقر و الكفر و الفسوق و الشقاق و النفاق و السمعة و الرياء و أعوذ بك من الصمم و البكم و الجنون و الجذام و البرص و سيء الأسقام). قال الشيخ الألباني: (صحيح) انظر حديث رقم: 1285 في صحيح الجامع.
* الجنون استتار العقل، والجذام: يقال رجل أجذم ومجذوم إذا تهافتت أطرافه من الجذام، وهو الداء المعروف. النهاية 1/ 251، البرص، محركة، بياض يظهر في ظاهر البدن لفساد مزاج. ترتيب القاموس 1/ 250.
* قال علي ملا قاري في مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (4/ 1711): (وعن أنس أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كان يقول: اللهم إني أعوذ بك من البرص) بفتحتين بياض يحدث في الأعضاء (والجذام) بضم الجيم علة يذهب معها شعور الأعضاء، وفي القاموس الجذام كغراب علة تحدث من انتشار السوداء في البدن كله فيفسد مزاج الأعضاء وهيئاتها وربما انتهى إلى تآكل الأعضاء وسقوطها عن تقرح (والجنون) أي: زوال العقل الذي هو منشأ الخيرات (ومن سيئ الأسقام) كالاستسقاء والسل والمرض المزمن الطويل، وهو تعميم بعد تخصيص، قال الطيبي: وإنما لم يتعوذ من الأسقام مطلقا فإن بعضها مما يخف مؤنته وتكثر مثوبته عند الصبر عليه مع عدم إزمانه كالحمى والصداع والرمد، وإنما استعاذ من السقم المزمن فينتهي بصاحبه إلى حالة يفر منها الحميم ويقل دونها المؤانس والمداوي مع ما يورث من الشين فمنها الجنون الذي يزيل العقل فلا يأمن صاحبه القتل ومنها البرص والجذام وهما العلتان المزمنتان مع ما فيهما من القذارة والبشاعة وتغيير الصورة، وقد اتفقوا على أنهما معديان إلى الغير اهـ.
ثم قال: ” وقال ابن الملك: الحاصل أن كل مرض يحترز الناس من صاحب ذلك المرض ولا ينتفعون منه ولا ينتفع منهم ويعجز بسبب ذلك المرض عن حقوق الله وحقوق عباده يستحب الاستعاذة من ذلك، قال: والإضافة ليست بمعنى من كقولك خاتم فضة بل هي من إضافة الصفة إلى الموصوف أي: الأسقام السيئة “.
—–‘
قوله: (اللهم إني أعوذ بك من البرص والجنون والجذام) استعاذ منها إظهارا للافتقار أو تعليما لأمته (ومن سيء الأسقام) أي الأسقام السيئة أي الرديئة كالسل والاستسقاء وذات الجنب وغيرهـا ونص على تلك الثلاثة مع دخولها في الأسقام لكونها أبغض شيء إلى العرب (حم د ن عن أنس).
التيسير بشرح الجامع الصغير
قال الخطابي في تعليقه على سنن أبي داود؛ قلت: يشبه أن يكون استعاذته من هـذه الأسقام لأنها عاهـات تفسد الخلقة وتبقي الشين وبعضها يؤثر في العقل وليست كسائر الأمراض التي إنما هـي أعراض لا تدوم كالحمى والصداع وسائر الأمراض التي لا تجري مجرى العاهـات وإنما هـي كفارات وليست بعقوبات.
معالم السنن
هل أصيب النبي صلى الله عليه وسلم بذات الجنب: حيث ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم نفى أن يسلطها عليه:
قال في الفتح، ويمكن الجمع بينهما بأن ذات الجنب تطلق بإزاء مرضين، أحدهما ورم حار يعرض في الغشاء المستبطن للأضلاع، والآخر ما يعرض في نواحي الجنب من رياح غليظة، تحتقن بين الصفاقات والعضل التي في الصدر والأضلاع، فتحدث وجعًا، فالأول هو ذات الجَنْب الحقيقيّ الذي تكلم عليه الأطباء، وهو المنفي في الحديث، وفي رواية للمستدرك (ذات الجَنْب من الشيطان)
قال ابن عثيمين رحمه الله:
هذه جملة أحاديث من الأدعية التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو بها منها: أنه كان صلى الله عليه وسلم يعوذ بالله من منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء والأدواء الأمراض كما في رواية أخرى سيئات الأعمال والأخلاق سيئات الأعمال هي المعاصي وسيئات الأخلاق هي سوء العاملة مع الخلق والأهواء والإنسان له أهواء ومن الناس من يكون هواه تبعا لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ومنهم من يكون هواه تبعا لنفسه وما تهواه
وأما الأدواء فهي الأمراض فهذه أيضا مما ينبغي للإنسان أن يستعيذ بالله منها فإذا أعاذه الله من ذلك حصل على خير كثير …. قال العلماء إنه لا يجوز أن يخالط الجذماء الناس وإنه يجب على ولي الأمر أن يجعلهم في مكان خاص وهـو ما يعرف الأن عند الناس بالحجر الصحي
وسيئ الأسقام وهـو جمع سقم وهـو المرض ويشمل هـذا كل الأمراض السيئة ومنها ما عرف الآن بالسرطان نسأل الله العافية فإنه من أسوأ الأسقام فمثل هـذه الأحاديث ينبغي للإنسان أن يحرص عليها وأن يقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم فيها.
ومن ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستعيذ بالله من الجوع ويقول إنه بئس الضجيع ومن الخيانة فإنها بئست البطانة
شرح رياض الصالحين
______________
قال العباد حفظه الله في شرح السنن:
البرص: عاهة تكون دائمة ومستمرة مع الإنسان، وليست من العاهات الطارئة التي تأتي وتذهب مثل الزكام وغير ذلك، وإنما هو شيء ملازم، ومنظر ليس بمستحسن.
وسيئ الأسقام: أي الأمراض التي تكون من هذا النوع الذي فيه تشويه وضرر يلحق بالإنسان.
__________
[ما يذكر في رد المنكوحة بالعيب]
حديث كعب بن عجرة في رد امرأة بعيب
وأخرجه – من حديث كعب بن عجرة – الحاكم في «المستدرك».
وأخرجه أبو نعيم في «الطب»، والبيهقي، من حديث ابن عمر، وفي الحديث اضطراب.
وروى مالك في «الموطإ»، والدارقطني، وسعيد بن منصور، والشافعي، وابن أبي شيبة، عن عمر، أنه قال: أيما امرأة غُر بها رجل – بها جنون أو جذام أو برص -؛ فلها مهرها بما أصاب منها، وصداق الرجل على من غره؛ ورجال إسناده ثقات.
وفي الباب عن علي عند سعيد بن منصور.
وقد ذهب جمهور أهل العلم إلى أن النكاح يفسخ بالعيوب، وإن اختلفوا في تفاصيل ذلك.
وروي عن علي، وعمر، وابن عباس، أنها لا ترد النساء إلا بالعيوب الثلاثة المذكورة، والرابع: الداء في الفرج.
وذهب بعض أهل العلم إلى أن المرأة ترد بكل عيب ترد به الجارية في البيع، ورجحه ابن القيم، واحتج له في «الهدي» بالقياس على البيع.
وذهب البعض إلى أن المرأة ترد الزوج بتلك الثلاثة، وبالجب، والعنة.
تنبيه: وجه الاضطراب في الحديث:
في إسناده جميل بن زيد؛ وهو ضعيف.
• وجميل بن زيد، قال – مرة -: عن زيد بن كعب: قال كعب.
ومرة قال: عن ابن عمر؛ أخرجه البيهقي ((7) / (257))، وقال: «قال البخاري: لم يصح حديثه».
وهو في «المستدرك» ((4) / (34)) من الوجه الأول، وضعفه الذهبي. (ن)
ولا دلالة فيه على الفسخ؛ لاحتمال أن يكون طلقها وكنى عن الطلاق بقوله: «خذي عليك ثيابك». (ش)
انتهى من الدرر البهية مع التعليقات
قال ابن تيمية كما في المستدرك على الفتاوى:
خيار امرأة المجبوب متفق عليه. وهو من جملة العيوب التي قالوا لا تتوقف على الحاكم
وتكلم في مجموع الفتاوى في العيوب عن اللون والطول فقال:
والصَّوابُ أنَّهُ لَهُ الفَسْخُ وكَذا بِالعَكْسِ وهُوَ مَذْهَبُ مالِكٍ والشَّرْطُ إنّما يَثْبُتُ لَفْظًا أوْ عُرْفًا وفِي البَيْعِ دَلَّ العُرْفُ عَلى أنَّهُ لَمْ يَرْضَ إلّا بِسَلِيمٍ مِن العُيُوبِ وكَذَلِكَ فِي النِّكاحِ لَمْ يَرْضَ بِمَن لا يُمْكِنُ وطْؤُها والعَيْبُ الَّذِي يَمْنَعُ كَمالَ الوَطْءِ – لا أصْلَهُ – فِيهِ قَوْلانِ فِي مَذْهَبِ أحْمَد وغَيْرِهِ وأمّا ما يُمْكِنُ مَعَهُ الوَطْءُ وكَمالُ الوَطْءِ فَلا تَنْضَبِطُ فِيهِ أغْراضُ النّاسِ. والشّارِعُ قَدْ أباحَ بَلْ أحَبَّ لَهُ النَّظَرَ إلى المَخْطُوبَةِ وقالَ: {إذا ألْقى اللَّهُ فِي قَلْبِ أحَدِكُمْ خِطْبَةَ امْرَأةٍ فَلْيَنْظُرْ إلَيْها فَإنَّهُ أحْرى أنْ يُؤْدَمَ بَيْنَهُما}. {وقالَ لِمَن خَطَبَ امْرَأةً مِن الأنْصارِ: اُنْظُرْ إلَيْها فَإنَّ فِي أعْيُنِ الأنْصارِ شَيْئًا} وقَوْلُهُ: {أحْرى أنْ يُؤْدَمَ بَيْنَهُما} …….
مجموع الفتاوى (29) / (354)
قال الشوكاني في النيل
وقال الحافظ: وقد استدل بحديثي الباب على أن البرص والجنون والجذام عيوب يفسخ بها النكاح، ولكن حديث كعب ليس بصريح في الفسخ لأن قوله: ” خذي عليك ثيابك ” وفي رواية: ” الحقي بأهـلك ” يمكن أن يكون كناية طلاق وقد ذهـب جمهور أهـل العلم من الصحابة فمن بعدهـم إلى أنه يفسخ النكاح بالعيوب وإن اختلفوا في تفاصيل ذلك وفي تعيين العيوب التي يفسخ بها النكاح
وقد روي عن علي وعمر وابن عباس أنها لا ترد النساء إلا بأربعة عيوب: الجنون والجذام والبرص والداء في الفرج، وخالف الناصر في البرص فلم يجعله عيبا يرد به النكاح، والرجل يشارك المرأة في الجنون والجذام والبرص، وتفسخه المرأة بالجب والعنة وذهـب بعض الشافعية إلى أن المرأة ترد بكل عيب ترد به الجارية في البيع
ورجحه ابن القيم واحتج له في الهدي بالقياس على البيع وقال الزهـري: يفسخ النكاح بكل داء عضال وقال أبو حنيفة وأبو يوسف، وهـو قول للشافعي: إن الزوج لا يرد الزوجة بشيء لأن الطلاق بيده والزوجة لا ترده بشيء إلا الجب والعنة، وزاد محمد: الجذام والبرص، وزادت الهادوية على ما سلف: الرق وعدم الكفاءة في الرجل أو المرأة، والرتق والعفل والقرن في المرأة، والجب والخصاء والسل في الرجل، والكلام مبسوط على العيوب التي يثبت بها الرد والمقدار المعتبر منها وتعدادهـا في الكتب الفقهية
ومن أمعن النظر لم يجد في الباب ما يصلح للاستدلال به على الفسخ بالمعنى المذكور عند الفقهاء أما حديث كعب فلما أسلفنا من كونه غير صريح في محل النزاع لذلك الاحتمال وأما أثر عمر فلما تقرر من أن قول الصحابي ليس بحجة، نعم حديث بريرة الذي سلف دليل على ثبوت الفسخ للرق إذا عتق، وأما غير ذلك فمحتاج إلى دليل. قوله: (وصداق الرجل على من غره)
قد ذهـب إلى هـذا مالك وأصحاب الشافعي والهادوية فقالوا: إنه يرجع الزوج بالمهر على من غرر عليه بأن أوهـمه أن المرأة لا عيب فيها فانكشف أنها معيبة بأحد تلك العيوب ولكن بشرط أن يعلم بذلك العيب لا إذا جهل
وذهـب أبو حنيفة والشافعي أنه لا رجوع لزوج على أحد لأنه قد لزمه المهر بالمسيس ……. إلى آخر كلامه رحمه الله كما في نيل الأوطار
——
تنبيه:
* من الأحاديث الواردة في هذه الأمراض الواردة في الحديث (جمع عبدالله المشجري):
* عن ابن عباس , قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” اجتنبوا في النكاح أربعة: الجنون , والجذام , والبرص “.
أخرجه الدارقطني في سننه 3671 وفيه الحسن بن عمارة وهو متروك، قاله محققو سنن الدارقطني.
تنبيه: قال عبدالحق الاشبيلي في الأحكام: كذا ذكر ثلاثا وأظن الرابعة (القرناء)
بينما في في الاتحاف لابن حجر: وضع: نقاط مكان السقط.
وفي مهذب الذهبي لسنن البيهقي:
(11286) – حمّاد بن زيد، عن عمرو، عن جابر بن زيد، قال:» أربع لا يجزن في بيع ولا نكاح: المجنونة والمجذومة والبرصاء والعَفْلاء «. ورواه يزيد بن زريع، عن روح، عن عمرو من قول أبي الشعثاء، وزاد:» إلّا أن يمسهن «.
(11287) – وقال عبد الوهاب بن عطاء، أبنا روح بن القاسم وشعبة، عن عمرو، عن جابر بن زيد، عن ابن عبّاس أنّه قال:» أربع لا يجزن في بيع، ولا نكاح … «فذكره.
الثَّوري، عن إسماعيل، عن الشعبي، عن علي:» إذا تزوج المرأة فوجد بها جنونًا، أو برصًا، أو جذامًا، أو قرنًا، فدخل بها فهي امرأته، إن شاء أمسك، وإن شاء طلق «. وزاد فيه وكيع، عن سفيان:» إذا لم يدخل بها فرق بينهما «فكأن أبطل خياره بالدخول بها.
ونقله صاحب كتاب ما صح من آثار الصحابة وعزاه للدارقطني من طريق جابر بن زيد عن ابن عباس وقال ( … والغلفاء)
وفي الخلافيات للبيهقي من طريق جابر بن زيد عن ابن عباس: وقع (العفلاء)
وهكذا في المحلى (العفلاء) وجعله من قول جابر بن زيد
في اللسان «عفل»: (وقال ابن دريد: هو غلظ في الرحم) وينظر: القاموس «عفل».
وفي اللسان و القاموس الغلفاء ذكروا أشياء بمعنى عليها غلاف. وذكر صاحب القاموس من معانيها الاقلف كذلك
* عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” إِذَا بَلَغَ الْمَرْءُ الْمُسْلِمُ أَرْبَعِينَ سَنَةً صَرْفَ اللَّهُ عَنْهُ ثَلَاثَةَ أَنْوَاعٍ مِنَ الْبَلَاءِ: الْجُنُونَ وَالْجُذَامَ وَالْبَرَصَ، وَإِذَا بَلَغَ خَمْسِينَ سَنَةً غَفَرَ لَهُ ذَنْبَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْهُ وَمَا تَأَخَّرَ، وَكَانَ أَسِيرَ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ، وَالشَّفِيعُ فِي أَهْلِ بَيْتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ “.
أخرجه الحاكم في المستدرك 6023 وحذفه الذهبي من التلخيص لضعفه، وقال محققو المعجم الكبير للطبراني 14910: ذكره الهيثمي في “مجمع الزوائد” (10/ 206)، وقال: «رواه الطبراني من رواية عبد الله بن عمرو بن عثمان، عن عبد الله بن أبي بكر الصديق، ولم يدركه، ولكن رجاله ثقات إن كان محمد بن عمار الأنصاري هو سبط ابن سعد القرظ، والظاهر أنه هو، والله أعلم، ورواه البزار باختصار كثير، وفي إسناده مجاهيل كما قال».
وقال الشيخ مقبل في الشفاعة ص 220: قال الحافظ السيوطي في “اللآلئ المصنوعة” (ج1 ص141): في إسناده ضعف وإرسال، قال الحافظ ابن حجر: وفي رواته من لا يعرف حاله، ثم هو منقطع بين محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان وبين عبد الله بن أبي بكر فإن وفاة عبد الله قبل وجود محمد. اهـ
وذكر الحافظ نحو ذلك في “الإصابة”، وقال في آخره: قال الدارقطني: في إسناده نظر تفرّد به عثمان بن الهيثم المؤذن عن رجال ضعفاء. اهـ المراد من “الإصابة”.
وجاء في مسند أحمد 13279 من حديث أنس مرفوعا بلفظ: ” مَا مِنْ مُعَمَّرٍ يُعَمَّرُ فِي الْإِسْلَامِ أَرْبَعِينَ سَنَةً، إِلَّا صَرَفَ اللهُ عَنْهُ ثَلَاثَةَ أَنْوَاعٍ مِنَ الْبَلَاءِ: الْجُنُونَ، وَالْجُذَامَ، وَالْبَرَصَ، فَإِذَا بَلَغَ خَمْسِينَ سَنَةً، لَيَّنَ اللهُ عَلَيْهِ الْحِسَابَ، فَإِذَا بَلَغَ سِتِّينَ، رَزَقَهُ اللهُ الْإِنَابَةَ إِلَيْهِ بِمَا يُحِبُّ، فَإِذَا بَلَغَ سَبْعِينَ سَنَةً، أَحَبَّهُ اللهُ، وَأَحَبَّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، فَإِذَا بَلَغَ الثَّمَانِينَ، قَبِلَ اللهُ حَسَنَاتِهِ، وَتَجَاوَزَ عَنْ سَيِّئَاتِهِ، فَإِذَا بَلَغَ تِسْعِينَ، غَفَرَ اللهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَمَا تَأَخَّرَ، وَسُمِّيَ أَسِيرَ اللهِ فِي أَرْضِهِ، وَشَفَعَ لِأَهْلِ بَيْتِهِ ” قال محققو المسند: إسناده ضعيف جداَ، يوسف بن أبي ذرة، قال ابن معين: لا شيء، وقال ابن حبان في المجروحين ” 3/ 131 – 132: منكر الحديث جداَ، ممن يروي المناكير التي لا أصل لها من حديث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على قلة روايته، لا يجوز الاحتجاج به بحال. قلنا: وقد سلف موقوفاَ على أنس في مسند ابن عمر برقم (5626) من طريق جعفر بن عمرو الضمري عن أنس، فأنظر تمام تخريجه والكلام عليه هناك. ا. ه
وقال البزار في مسنده 6183: ولا نعلم أسند جعفر بن عمرو بن أمية، عن أنس، إلا هذا الحديث.
وأورده ابن الجوزي في الموضوعات ص (1/ 179) وذكر طرقه وبين ضعفها.
والحديث في السلسلة الضعيفة برقم 5984 وقال عنه منكر.
لكن قال الشيخ مقبل في الشفاعة ص 221 بعد أن أورد الأحاديث الواردة في هذا الباب قال: غالب أسانيد هذه الأحاديث تدور على مجروحين ومجاهيل إلا الحديث الذي رواه البيهقي في “الزهد” مع متابعة بكر بن سهل، فالذي يظهر لي أن الحديث بمجموع طرقه صالح للحجية. والله أعلم.
وإن كنت تريد المزيد راجعت “القول المسدد في الذبّ عن مسند أحمد” ص (29) -إلى آخر البحث حول الحديث-، و”اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة” (ج1 ص138) -إلى آخر البحث حول الحديث-، و”الخصال المكفرة” للحافظ ابن حجر (ج1 ص264) -من الرسائل المنيرية- و”مجمع الزوائد” (ج10 ص205 – 206)، فقد قال في بعض طرق حديث أنس: رواه البزار بإسنادين، ورجال أحدهما ثقات. ا. ه
قال الشيخ سيف الكعبي في مجموعة السلام (6/ 360): قلت: لكن المعلمي رد هذه المتابعات بكلام نفيس في حاشيته على الفوائد 482 وأورده محقق القول المسدد مختصرا في تعقبه على ابن حجر، فالحديث منكر لا يصح.
* عن سعيد بن المسيب, عن عمر بن الخطاب, قال: «أيما امرأة غر بها رجل بها جنون أو جذام أو برص فلها مهرها بما أصاب منها , وصداق الرجل على وليها الذي غره».
أخرجه سعيد بن منصور ومالك وابن أبي شيبة، وقال ابن حجر في بلوغ المرام 1010: ورجاله ثقات، وفي رواية في سنن الدارقطني 3673 أن ابن المسيب قال: «قضى عمر في البرصاء والجذماء والمجنونة إذا دخل بها فرق بينهما , والصداق لها لمسيسه إياها وهو له على وليها». قال: قلت: أنت سمعته؟ , قال: نعم.
* عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْحِجَامَةُ فِي الرَّاسِ دَوَاءٌ مِنَ الْجُنُونِ، وَالْجُذَامِ، وَالْبَرَصِ، وَالنُّعَاسِ، وَالضَّرَسِ».
أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط 4547 قال الهيثمي في مجمع الزوائد 8336: رواه الطبراني في الأوسط وفيه مسلمة بن سالم الجهني ويقال: مسلم بن سالم وهو ضعيف.
وقال الشيخ الألباني في السلسلة الضعيفة 3516: ضعيف.
و عن ابن عباس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الحجامة في الرأس ينفع من سبع من الجنون والجذام والبرص والنعاس والصداع ووجع الأضراس ووجع العين.
أورده العقيلى (1/ 83 ترجمة 93 إسماعيل بن شبيب الطائفى) وقال: أحاديثه مناكير ليس منها شاء محفوظ.
قال ابن لجوزي في العلل المتناهية (3/ 877)
هذا حديث لا يصح ابو حفص اسمه عمر بن رياح وهو مولى ابن طاؤس قال الفلاس دجال وقال الدارقطني متروك وقال ابو حاتم عمر يروي الموضوعات عن الاثبات لا يحل كتب حديثه الا على التعجب وقال ابن عدي يروي عن ابن طاؤس البواطيل ما لا يتابعه احد عليه. ا. ه
وأورده الذهبي رحمه الله في ترجمة عمر بن رياح كما في الميزان (5/ 237) 6115.
وقال الشيخ الألباني في السلسة الضعيفة (8/ 15) 3513: موضوع.
وعن أم سلمة إنّ الحِجامَةَ فِي الرَّاسِ دَواءٌ مِنْ كُلِّ داءٍ الجُنونِ والجُذامِ والعَشا والبَرَص والصُّدَاع. قال الشيخ الألباني في ضعيف الجامع 3354 ضعيف.
وجاء في المعجم الأوسط 4623 عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِلْحَجْمَةِ الَّتِي فِي وَسَطِ الرَّاسِ: «إِنَّهَا دَوَاءٌ مِنَ الْجُنُونِ، وَالْجُذَامِ وَالْبَرَصِ وَالنُّعَاسِ وَالْأَضْرَاسِ، وَكَانَ يُسَمِّيهَا مُنْقِذَةً»
قال الطبراني: لَا يُرْوَى هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ، وَتَفَرَّدَ بِهِ ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ ”
وقال الحاكم 7478: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي فقال: عيسى في الضعفاء لابن حبان وابن عدي.
قال الشيخ الألباني في السلسلة الضعيفة (8/ 15) 3513: قال فيه ابن عدي (296/ 2): عامة ما يرويه لا يتابع عليه.
وقال الهيثمى (5/ 93): فيه يزيد بن عبد الملك النوفلى، وهو متروك، واختلف كلام ابن معين فيه.
* جاء في عمل اليوم الليلة لابن السني برقم 134 عن ابن عباس مرفوعاً في حديث طويل وفيه: ” يا قبيصة، إذا أصبحت، وصليت الفجر، فقل: سبحان الله العظيم وبحمده، ولا حول ولا قوة إلا بالله – أربعا -، يعطيك الله عز وجل أربعا لدنياك، وأربعا لآخرتك، فأما أربعا لدنياك: فإنك تعافى من الجنون، والجذام، والبرص، والفالج، وأما أربعا لآخرتك: فقل: اللهم اهدني من عندك، وأفض علي من فضلك، وانشر علي من رحمتك، وأنزل علي من بركاتك “.
قال محقق الكتاب” عُجالةُ الرّاغِب المُتَمَنِّي في تخريج كِتابِ «عَمَلِ اليَوم وَالليلة» لابن السُّنِّي ” (1/ 187): موضوع؛ أخرجه أبو نعيم في “معرفة الصحابة” (4/ 2336 – 2337/ 5743)، وابن الأثير في “أسد الغابة” (4/ 85 ـ 86) من طريق هلال به.
قلت: وهذا موضوع؛ فيه علل:
الأولى: محمد بن الفضل بن عطية؛ كذاب.
الثانية: الخليل بن مرة؛ ضعيف.
الثالثة: أبو العلاء بن هلال؛ لين الحديث.