39 – التعليق على الصحيح المسند
مجموعة ابراهيم البلوشي وأبي عيسى البلوشي وفيصل الشامسي وفيصل البلوشي
وهشام السوري وعبدالله المشجري وخميس العميمي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا)
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
الصحيح المسند
39 – قال ابوداود رحمه الله {ج4ص411}: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَعِيلَ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْبَرَصِ وَالْجُنُونِ وَالْجُذَامِ وَمِنْ سَيِّئْ الْأَسْقَامِ.
قال الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله: هذا حديث صحيح على شرط مسلم.
* وقال ابن حبان رحمه الله كما في”الاحسان” {ج3ص300}:أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير الحافظ بتستر قال: حدثنا أحمد بن منصور قال: حدثنا عبد الصمد بن النعمان قال: حدثنا شيبان عن قتادة عن أنس قال: كان النبي صلى الله عليه و سلم يدعو يقول (اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والبخل والهرم والقسوة والغفلة والذلة والمسكنة وأعوذ بك من الفقر والكفر والشرك والنفاق والسمعة والرياء وأعوذ بك من الصمم والبكم والجنون والبرص والجذام وسيء الأسقام).
قال الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله: هذا حديث صحيح.
————————–
أولاً: دراسة الحديث رواية:
أخرجه النسائي من طريق همام عن قتادة به بلفظ أبي داود
* أخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 530 كتاب الدعاء، باب التعوذ من الجبن وغيره،
(1944) – أخْبَرَنا عَبْدانُ بْنُ يَزِيدَ الدَّقّاقُ بِهَمْدانَ، ثنا إبْراهِيمُ بْنُ الحُسَيْنِ بْنِ دِيزِيلَ، ثنا آدَمُ بْنُ أبِي إياسٍ، ثنا شَيْبانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ قَتادَةَ به بلفظ ابن حبان
وقال: (على شرط الشيخين)، ووافقه الذهبي.
وقد شرحه في عون المعبود وكذلك الأثيوبي في شرح للنسائي
ثانياً: دراسة الحديث درايةً:
معاني الكلمات:
البكم: الخرس أو أن يولد لا ينطق ولا يسمع والخرس.
السمعة: أن يسمَّع بعمله
الرياء: يرائي بعمله.
المسكنة: قلة المال وسوء الحال.
الفقر: أي فقر النفس وعكس غناها فترضى بما كتبه الله لها.
الذلة: أن تكون ذليلا بين الناس.
العجز: سلب القوة وتخلف التوفيق.
النفاق: التعوذ من كل أنواعه
* جاءت رواية (اللهم إني أعوذ بك من العجز و الكسل و الجبن و البخل و الهرم و القسوة و الغفلة و العيلة و الذلة و المسكنة و أعوذ بك من الفقر و الكفر و الفسوق و الشقاق و النفاق و السمعة و الرياء و أعوذ بك من الصمم و البكم و الجنون و الجذام و البرص و سيء الأسقام). قال الشيخ الألباني: (صحيح) انظر حديث رقم: 1285 في صحيح الجامع.
* الجنون استتار العقل، والجذام: يقال رجل أجذم ومجذوم إذا تهافتت أطرافه من الجذام، وهو الداء المعروف. النهاية 1/ 251، البرص، محركة، بياض يظهر في ظاهر البدن لفساد مزاج. ترتيب القاموس 1/ 250.
* قال علي ملا قاري في مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (4/ 1711): (وعن أنس أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كان يقول: اللهم إني أعوذ بك من البرص) بفتحتين بياض يحدث في الأعضاء (والجذام) بضم الجيم علة يذهب معها شعور الأعضاء، وفي القاموس الجذام كغراب علة تحدث من انتشار السوداء في البدن كله فيفسد مزاج الأعضاء وهيئاتها وربما انتهى إلى تآكل الأعضاء وسقوطها عن تقرح (والجنون) أي: زوال العقل الذي هو منشأ الخيرات (ومن سيئ الأسقام) كالاستسقاء والسل والمرض المزمن الطويل، وهو تعميم بعد تخصيص، قال الطيبي: وإنما لم يتعوذ من الأسقام مطلقا فإن بعضها مما يخف مؤنته وتكثر مثوبته عند الصبر عليه مع عدم إزمانه كالحمى والصداع والرمد، وإنما استعاذ من السقم المزمن فينتهي بصاحبه إلى حالة يفر منها الحميم ويقل دونها المؤانس والمداوي مع ما يورث من الشين فمنها الجنون الذي يزيل العقل فلا يأمن صاحبه القتل ومنها البرص والجذام وهما العلتان المزمنتان مع ما فيهما من القذارة والبشاعة وتغيير الصورة، وقد اتفقوا على أنهما معديان إلى الغير اهـ.
ثم قال: ” وقال ابن الملك: الحاصل أن كل مرض يحترز الناس من صاحب ذلك المرض ولا ينتفعون منه ولا ينتفع منهم ويعجز بسبب ذلك المرض عن حقوق الله وحقوق عباده يستحب الاستعاذة من ذلك، قال: والإضافة ليست بمعنى من كقولك خاتم فضة بل هي من إضافة الصفة إلى الموصوف أي: الأسقام السيئة “.
—–‘
قوله: (اللهم إني أعوذ بك من البرص والجنون والجذام) استعاذ منها إظهارا للإفتقار أو تعليما لأمته (ومن سيء الأسقام) أي الأسقام السيئة أي الرديئة كالسل والإستسقاء وذات الجنب وغيرهـا ونص على تلك الثلاثة مع دخولها في الأسقام لكونها أبغض شيء إلى العرب (حم د ن عن أنس).
التيسير بشرح الجامع الصغير
قال الخطابي في تعليقه على سنن أبي داود؛ قلت: يشبه أن يكون استعاذته من هـذه الأسقام لأنها عاهـات تفسد الخلقة وتبقي الشين وبعضها يؤثر في العقل وليست كسائر الأمراض التي إنما هـي أعراض لا تدوم كالحمى والصداع وسائر الأمراض التي لا تجري مجرى العاهـات وإنما هـي كفارات وليست بعقوبات.
معالم السنن
هل أصيب النبي صلى الله عليه وسلم بذات الجنب: حيث ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم نفى أن يسلطها عليه:
قال في الفتح، ويمكن الجمع بينهما بأن ذات الجنب تطلق بإزاء مرضين، أحدهما ورم حار يعرض في الغشاء المستبطن للأضلاع، والآخر ما يعرض في نواحي الجنب من رياح غليظة، تحتقن بين الصفاقات والعضل التي في الصدر والأضلاع، فتحدث وجعًا، فالأول هو ذات الجَنْب الحقيقيّ الذي تكلم عليه الأطباء، وهو المنفي في الحديث، وفي رواية للمستدرك (ذات الجَنْب من الشيطان)
قال ابن عثيمين رحمه الله:
هذه جملة أحاديث من الأدعية التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو بها منها: أنه كان صلى الله عليه وسلم يعوذ بالله من منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء والأدواء الأمراض كما في رواية أخرى سيئات الأعمال والأخلاق سيئات الأعمال هي المعاصي وسيئات الأخلاق هي سوء العاملة مع الخلق والأهواء والإنسان له أهواء ومن الناس من يكون هواه تبعا لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ومنهم من يكون هواه تبعا لنفسه وما تهواه
وأما الأدواء فهي الأمراض فهذه أيضا مما ينبغي للإنسان أن يستعيذ بالله منها فإذا أعاذه الله من ذلك حصل على خير كثير …. قال العلماء إنه لا يجوز أن يخالط الجذماء الناس وإنه يجب على ولي الأمر أن يجعلهم في مكان خاص وهـو ما يعرف الآن عند الناس بالحجر الصحي
وسيئ الأسقام وهـو جمع سقم وهـو المرض ويشمل هـذا كل الأمراض السيئة ومنها ما عرف الآن بالسرطان نسأل الله العافية فإنه من أسوأ الأسقام فمثل هـذه الأحاديث ينبغي للإنسان أن يحرص عليها وأن يقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم فيها.
ومن ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستعيذ بالله من الجوع ويقول إنه بئس الضجيع ومن الخيانة فإنها بئست البطانة
شرح رياض الصالحين
______________
قال العباد حفظه الله في شرح السنن:
البرص: عاهة تكون دائمة ومستمرة مع الإنسان، وليست من العاهات الطارئة التي تأتي وتذهب مثل الزكام وغير ذلك، وإنما هو شيء ملازم، ومنظر ليس بمستحسن.
وسيئ الأسقام: أي الأمراض التي تكون من هذا النوع الذي فيه تشويه وضرر يلحق بالإنسان.
__________
[ما يذكر في رد المنكوحة بالعيب]
حديث كعب بن عجرة في رد امرأة بعيب
وأخرجه – من حديث كعب بن عجرة – الحاكم في «المستدرك».
وأخرجه أبو نعيم في «الطب»، والبيهقي، من حديث ابن عمر، وفي الحديث اضطراب.
وروى مالك في «الموطإ»، والدارقطني، وسعيد بن منصور، والشافعي، وابن أبي شيبة، عن عمر، أنه قال: أيما امرأة غُر بها رجل – بها جنون أو جذام أو برص -؛ فلها مهرها بما أصاب منها، وصداق الرجل على من غره؛ ورجال إسناده ثقات.
وفي الباب عن علي عند سعيد بن منصور.
وقد ذهب جمهور أهل العلم إلى أن النكاح يفسخ بالعيوب، وإن اختلفوا في تفاصيل ذلك.
وروي عن علي، وعمر، وابن عباس، أنها لا ترد النساء إلا بالعيوب الثلاثة المذكورة، والرابع: الداء في الفرج.
وذهب بعض أهل العلم إلى أن المرأة ترد بكل عيب ترد به الجارية في البيع، ورجحه ابن القيم، واحتج له في «الهدي» بالقياس على البيع.
وذهب البعض إلى أن المرأة ترد الزوج بتلك الثلاثة، وبالجب، والعنة.
تنبيه: وجه الاضطراب في الحديث:
في إسناده جميل بن زيد؛ وهو ضعيف.
• وجميل بن زيد، قال – مرة -: عن زيد بن كعب: قال كعب.
ومرة قال: عن ابن عمر؛ أخرجه البيهقي ((7) / (257))، وقال: «قال البخاري: لم يصح حديثه».
وهو في «المستدرك» ((4) / (34)) من الوجه الأول، وضعفه الذهبي. (ن)
ولا دلالة فيه على الفسخ؛ لاحتمال أن يكون طلقها وكنى عن الطلاق بقوله: «خذي عليك ثيابك». (ش)
انتهى من الدرر البهية مع التعليقات
قال ابن تيمية كما في المستدرك على الفتاوى:
خيار امرأة المجبوب متفق عليه. وهو من جملة العيوب التي قالوا لا تتوقف على الحاكم
وتكلم في مجموع الفتاوى في العيوب عن اللون والطول فقال:
والصَّوابُ أنَّهُ لَهُ الفَسْخُ وكَذا بِالعَكْسِ وهُوَ مَذْهَبُ مالِكٍ والشَّرْطُ إنّما يَثْبُتُ لَفْظًا أوْ عُرْفًا وفِي البَيْعِ دَلَّ العُرْفُ عَلى أنَّهُ لَمْ يَرْضَ إلّا بِسَلِيمٍ مِن العُيُوبِ وكَذَلِكَ فِي النِّكاحِ لَمْ يَرْضَ بِمَن لا يُمْكِنُ وطْؤُها والعَيْبُ الَّذِي يَمْنَعُ كَمالَ الوَطْءِ – لا أصْلَهُ – فِيهِ قَوْلانِ فِي مَذْهَبِ أحْمَد وغَيْرِهِ وأمّا ما يُمْكِنُ مَعَهُ الوَطْءُ وكَمالُ الوَطْءِ فَلا تَنْضَبِطُ فِيهِ أغْراضُ النّاسِ. والشّارِعُ قَدْ أباحَ بَلْ أحَبَّ لَهُ النَّظَرَ إلى المَخْطُوبَةِ وقالَ: {إذا ألْقى اللَّهُ فِي قَلْبِ أحَدِكُمْ خِطْبَةَ امْرَأةٍ فَلْيَنْظُرْ إلَيْها فَإنَّهُ أحْرى أنْ يُؤْدَمَ بَيْنَهُما}. {وقالَ لِمَن خَطَبَ امْرَأةً مِن الأنْصارِ: اُنْظُرْ إلَيْها فَإنَّ فِي أعْيُنِ الأنْصارِ شَيْئًا} وقَوْلُهُ: {أحْرى أنْ يُؤْدَمَ بَيْنَهُما} …….
مجموع الفتاوى (29) / (354)
قال الشوكاني في النيل
وقال الحافظ: وقد استدل بحديثي الباب على أن البرص والجنون والجذام عيوب يفسخ بها النكاح، ولكن حديث كعب ليس بصريح في الفسخ لأن قوله: ” خذي عليك ثيابك ” وفي رواية: ” الحقي بأهـلك ” يمكن أن يكون كناية طلاق وقد ذهـب جمهور أهـل العلم من الصحابة فمن بعدهـم إلى أنه يفسخ النكاح بالعيوب وإن اختلفوا في تفاصيل ذلك وفي تعيين العيوب التي يفسخ بها النكاح
وقد روي عن علي وعمر وابن عباس أنها لا ترد النساء إلا بأربعة عيوب: الجنون والجذام والبرص والداء في الفرج، وخالف الناصر في البرص فلم يجعله عيبا يرد به النكاح، والرجل يشارك المرأة في الجنون والجذام والبرص، وتفسخه المرأة بالجب والعنة وذهـب بعض الشافعية إلى أن المرأة ترد بكل عيب ترد به الجارية في البيع
ورجحه ابن القيم واحتج له في الهدي بالقياس على البيع وقال الزهـري: يفسخ النكاح بكل داء عضال وقال أبو حنيفة وأبو يوسف، وهـو قول للشافعي: إن الزوج لا يرد الزوجة بشيء لأن الطلاق بيده والزوجة لا ترده بشيء إلا الجب والعنة، وزاد محمد: الجذام والبرص، وزادت الهادوية على ما سلف: الرق وعدم الكفاءة في الرجل أو المرأة، والرتق والعفل والقرن في المرأة، والجب والخصاء والسل في الرجل، والكلام مبسوط على العيوب التي يثبت بها الرد والمقدار المعتبر منها وتعدادهـا في الكتب الفقهية
ومن أمعن النظر لم يجد في الباب ما يصلح للإستدلال به على الفسخ بالمعنى المذكور عند الفقهاء أما حديث كعب فلما أسلفنا من كونه غير صريح في محل النزاع لذلك الاحتمال وأما أثر عمر فلما تقرر من أن قول الصحابي ليس بحجة، نعم حديث بريرة الذي سلف دليل على ثبوت الفسخ للرق إذا عتق، وأما غير ذلك فمحتاج إلى دليل. قوله: (وصداق الرجل على من غره)
قد ذهـب إلى هـذا مالك وأصحاب الشافعي والهادوية فقالوا: إنه يرجع الزوج بالمهر على من غرر عليه بأن أوهـمه أن المرأة لا عيب فيها فانكشف أنها معيبة بأحد تلك العيوب ولكن بشرط أن يعلم بذلك العيب لا إذا جهل
وذهـب أبو حنيفة والشافعي أنه لا رجوع لزوج على أحد لأنه قد لزمه المهر بالمسيس ……. إلى آخر كلامه رحمه الله كما في نيل الأوطار